هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 05-27-2010, 09:13 PM
الفاروق الاعظم
مشرف عام
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي ربي ولدك من قبل الولادة



البحث الاول
السعادة والشقاء في رحم الأم
الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي فلسفي - ج 1 - ص 56 - 60

قال الله تعالى في كتابه العظيم :
« رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا ، إنك إن تذرهم يضلوا عبادك ولا يلدوا إلا فاجرا كفارا » ( 1 ) .
يتطلب هذا البحث دقة وتعمقا من الجهتين : العلمية والدينية .
وللتمهيد إلى صلب الموضوع لا بد من توضيح بعض الأمور التي تتعلق بالبحث . هذا ولا يغيب عن البال أن الاكتشافات العلمية الحديثة ساعدت على فهم بعض الآيات والروايات كثيرا .
ومن تلك الموارد موضوعنا اليوم ، حيث نأمل أن نتمكن من الاستفادة من التجارب العلمية الحديثة للوصول إلى أسرار بعض الآيات ، ونكات بعض الروايات المتعلقة بالموضوع ، والآن لنبدأ بذكر المقدمات :
معنى السعادة والشقاء
إن أول نقطة يجب فهمها من الروايات والأحاديث في موضوع السعادة والشقاء وعلاقتهما برحم الأم ، هو فهم معنى السعادة والشقاء .
‹ صفحة 57 ›
السعادة : حسن الحظ . ويشمل كل ألوان الخير والراحة والرفاه والبركة . . والشقاء : سوء الحظ . ويشمل جميع صنوف الشر والقلق والضيق والشدة . . .
ومن هنا يظهر شمول كلتا الكلمتين واتساع دائرتيهما لكثير من المعاني
ولكن كثيرا من الناس ينتقلون من لفظة ( الشقاء ) إلى معنى فقدان الإيمان والمعصية فقط .
فالشقي عندهم هو المنغمس في الجرائم والمعاصي ، في حين أن الجريمة إحدى مراتب الشقاء فقط . وهناك كثير من الأمور لا تعد ذنوبا أو معاصي في عرف الشرع لكنها – مع ذلك - توجب الشقاء للإنسان . كما تصرح بذلك بعض الروايات ، نكتفي بنقل واحدة منها : قال النبي ( ص ) : « أربع من السعادة وأربع من الشقاوة . فالأربع التي من السعادة : المرأة الصالحة ، والمسكن الواسع ، والجار الصالح ، والمركب البهي . والأربع التي من الشقاوة : الجار السوء والمرأة السوء ، والمسكن الضيق ، والمركب السوء » ( 1 ) .
وبالرغم من أن المسكن الضيق والمركب السوء ليسا من الأمور التي توجب للانسان معصية أو جريمة . فإننا نجد الرسول الأعظم ( ص ) يعدهما من أسباب شقاء الانسان .
وإذا كان المركب السوء والمسكن الضيق من شقاوة الرجل فيمكن اعتبار العمى والجنون منها بطريق أولى ، فإذا خلق الطفل أعمى في بطن أمه ، أو ولد مجنونا لجنون في أبيه أو حمق في أمه . . . فيمكن القول بأنه كان شقيا في رحم أمه .
قانون الوراثة
أدرك الانسان منذ أمد بعيد ، أن الموجود الحي ينقل كثيرا من الصفات والخصائص إلى الأجيال التي تليه ، فالجيل اللاحق يكتسب صفات الجيل
‹ صفحة 58 ›السابق .
فبذرة الزهرة تحفظ في نفسها خصائص الساق والورقة والزهرة والألوان الطبيعية لها ، وبعد الانبات تأخذ بإظهار تلك الخصائص واحدة تلو الأخرى .
إن بذرة المشمش تشتمل على جميع الصفات المائزة للشجرة التي وجدت منها ، فعندما تزرع هذه البذرة ، وتنبت ، وتأخذ بالنمو تظهر تلك الصفات تدريجيا . وهكذا فالقطةالصغيرة تشبه أبويها في هيكلها وشعرها ومخالبها .
وترث صفات أسلافها . وكذلك الطفل الإفريقي فهو يشبه أبويه في سواد البشرة وتجعد الشعر ، ووضع الأنف ولون العيون في حين أن الطفل الأوروبي يرث المميزات التي يختص بها العنصر الذي ينتمي إليه أبواه في لون البشرة والعيون والشعر ووضع الأنف وما شاكل ذلك .
وبصورة موجزة نقول : إن قانون الوراثة من القوانين المهمة في حياة الموجودات الحية .
وهذا القانون هو الذي يكفل للنبات والحيوان والانسان بقاء صورها النوعية الخاصة بها . . . وعلى هذا الأساس يكتسب الأبناء صفات الآباء من دون حاجة إلى أي نشاط إرادي منهم .
عامل الوراثة
حققت العلوم التجريبية انتصارات رائعة في مختلف مظاهر الطبيعة . وبذلك كشفت اللثام عن كثير من الحقائق التي كانت مجهولة لدى السابقين ولقد ساير ( علم الأجنة ) و ( البحث عن الخلية ) التقدم العلمي في المجالات الأخرى في تكامله وتوسعه يوما بعد يوم .
لقد استطاع العلماء أن يفحصوا الموجودات الصغيرة بواسطة أجهزة قوية ومكرسكوبات ( مجاهر ) دقيقة ، توصلوا أخيرا إلى أن منشأ ظهور الموجود الحي هو وحدة صغيرة جدا
تسمى ( الخلية ) ، وهذه تتكامل تحت شروط معينة ، وتظهر بصورة حشرة أو حيوان أو إنسان .
إن اكتشاف هذا السر الدفين عقد قانون الوراثة أكثر ، وأدى إلى توسع البحوث فيه والتساؤل عن أسرار هذه الخلية وكيفية تأثير عوامل الوراثة فيها وأين تكمن ؟ .
« لقد صرف علماء الحياة وقتا كثيرا خلف الميكرسكوبات في ‹ صفحة 59 ›
البحث عن أسرار الخلية . فإن المسألة كانت محاطة بمشاكل عديدة .
فهم كانوا يواجهون الخلية من جهة وكيف أن هذا العضو المادي يحتفظ بخواصه الفيزياوية والكيمياوية ، ومن جهة أخرى كانوا يصطدمون بقوانين الوراثة التي أخذت تتضح حسب معادلات رياضية دقيقة تبعا لقانون ( مندل ) » .
« فأين يكمن عامل الوراثة ؟ وفي أي جزء من الخلية ؟ وعلى أي الأعضاء يقع عبء هذه الظاهرة ؟ أي جزء من ( البروتوبلازم ) وأي جانب من ( النواة ) يجعل الطفل يرث شكل أنف أمه وعيني أبيه . والصفة الفلانية من أجداده ؟ ! » ( 1 ) وبعد الجهود العظيمة والتتبع الدقيق توصل العلماء إلى أن في الخلية ( نواة ) بيضية الشكل ذات جدار مرن ، توجد في داخلها أجسام صغيرة تظهر عند انقسام الخلية ، ولقد أسموها ب‍ ( الكروموسومات ) .
« ولقد توصل كثير من علماء الحياة إلى معرفة أعدادها وأثبتوا أن كل خلية من خلايا جسم الانسان تحوي 48 كروموسوما ، وخلية الفأرة 40 ، والذبابة 12 ،
والحمص 12 ، والطماطم 24 ، والنحلة 32 . . . ألخ » ( 2 ) ولقد خطا العلماء في تحقيقاتهم العلمية في هذا المضمار خطوة أخرى ، فتوصلوا إلى أن
في ( الكروموسومات ) أجساما صغيرة جدا أطلقوا عليها اسم ‹ صفحة 60 ›
( الجينات ) ، وأثبتوا أن هذه الأجسام هي الناقلة للصفات الوراثية في الحقيقة .
فالجينات هي التي تؤثر في انتقال صفات الشعر والبشرة ووضع الأنف والشفتين وغير ذلك من الصفات من الآباء والأمهات إلى الأولاد .
« ولقد أثبت علم الوراثة الحديث ، أن الصفات الوراثية تنتقل بواسطة
الكروموسومات وتتوزع توزيعا خاصا في الخلايا التناسلية وعليه فإن لهذه
الكروموسومات أجزاء صغيرة جدا يبلغ عددها العشرات والمئات تسمى ب‍ ( الجينات ) ، وهي تكون العوامل الوراثية . لقد توصلوا إلى وضع هذه الجينات في نوع من الذباب اسمه ( دروزوفيل ) وعينوا مراكز تلك الجينات بالنسبة إلى الكروموسومات وعرفوا أبعادها . . . » ( 1 ) « إن الصفات الوراثية ترتبط بعوامل معينة تسمى ب‍ ( الجينات ) وإن عددها كثير جدا .
هذا ولا تخلو الجينات من تأثير على بعضها البعض . فقد يرتبط تأثير واحد بعدة جينات بمعنى أن كلا منها ينقل جزء معينا من تلك الخواص والصفات
. . . » ( 2 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 56 ›
( 1 ) سورة نوح ، الآية : 26 .
‹ هامش ص 57 ›
( 1 ) مكارم الأخلاق ص 65 .
‹ هامش ص 59 ›
( 1 ) تاريخ علوم ص 707 ، تأليف بي ييروسو ترجمة حسن صفاري وهو كتاب قيم طبع سنة 1954
م للمرة الخامسة والستين باللغة الفرنسية عدا الترجمات إلى اللغات الأخرى .
( 2 ) المصدر نفسه . وهنا يلاحظ أن عدد هذه الكروموسومات زوجي في كل خلية ،
فكروموسومات خلية الانسان 24 زوجا ، والفأرة 20 زوجا ، والذبابة 6 أزواج ، وهكذا
. . . فهذه تنقسم عند تكوين الخلايا التناسلية في الأحياء إلى قسمين لكي لا يتعاظم
عددها بل يبقى ثابتا في كل نوع . لأن بقاءها على حالها يؤدي إلى تضاعف عددها
لاجتماع الخلايا الذكرية والأنثية ، وهكذا تزداد في كل مرة إلا أن انقسامها يجعل
عددها ثابتا . وهذا الانقسام يسمى بالانقسام الخيطي .
‹ هامش ص 60 ›
( 1 ) چه ميدانيم ؟ بنياد أنواع ص 69 .
( 2 ) چه ميدانيم ؟ سرطان ص 42 .




رد مع اقتباس
قديم 05-27-2010, 09:29 PM   #2
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي الوراثة قبل تطورها



تكملة البحث
الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي فلسفي - ج 1 - ص 60 - 64

الوراثة قبل تطورها :
لم تكن البشرية تجهل قانون الوراثة تماما فيما مضى ، بل كانوا يجهلون خصوصياتها ، إن علماء الماضي كانوا يعلمون أن في بذرة الزهرة ونواة الشجرة ونطفة الانسان والحيوان ذخائر تنقل صفات الأجيال السالفة للأجيال اللاحقة .
إن ما اكتشفه علماء الوراثة اليوم ، وتوصلوا إليه بأبحاثهم الدقيقة من وجود موجودات صغيرة داخل الكروموسومات تنقل الصفات الوراثية والتي
أسموها ( الجينات ) ليس أمرا جديدا كل الجدة . فالرسول الأعظم والأئمة الطاهرون عليهم السلام ، الذين كانوا يكشفون الحقائق بنور الوحي والالهام لم يغفلوا ‹ صفحة 61 › أمر هذا القانون الدقيق .
بل أشير إليه في بعض النصوص وأطلق على عامل الورائة فيها اسم ( العرق )
وبعبارة أوضح : فإن المعنى الذي يستفيده علماء الوراثة اليوم من كلمة ( الجينة ) هو نفس المعنى الذي استفادته الأخبار من كلمة ( العرق ) وعلى سبيل المثال نذكر بعض
تلك الروايات .
1 - عن النبي ( ص ) : « أنظر في أي شيء تضع ولذلك ، فإن العرق دساس » ( 1 ) .
وحينما نراجع المعاجم اللغوية في معنى كلمة ( دساس ) نجد أن بعضها - كالمنجد – يعلق على ذلك بالعبارة التالية : « العرق دساس أي : أن أخلاق الآباء تنتقل إلى الأبناء » ( 2 ) .
فهذا الحديث يتحدث عن قانون الوراثة بصراحة . ويعبر عن العامل فيها بالعراق .
فالنبي ( ص ) يوصي أصحابه بألا يغفلوا عن قانون الوراثة بل يفحصوا عن التربة الصالحة التي يريدون أن يبذروا فيها ، لكي لا يرث الأولاد الصفات الذميمة .
2 - عن الامام أمير المؤمنين ( ع ) : « حسن الأخلاق برهان كرم الأعراق » ( 3 ) .
وهذا الحديث يثبت إمكان اكتشاف الطهارة العائلية للفرد من السجايا الفاضلة عنده .
3 - وهذا محمد بن الحنفية ابن الامام علي ( ع ) كان حامل اللواء في حرب الجمل ، فأمره علي بالهجوم ، فأجهز على العدو ، لكن ضربات الأسنة ورشقات السهام منعته من التقدم فتوقف قليلا . . . وسرعان ما وصل إليه الامام وقال له : « إحمل بين الأسنة » فتقدم قليلا ثم توقف ثانية ، فتأثر الامام من ضعف ابنه بشدة فاقترب منه و « . . . ضربه بقائم سيفه وقال : أدركك عرق من ‹ صفحة 62 › أمك ( 1 ) .
فهنا يثبت الامام ( ع ) أن الجبن الذي ظهر واضحا في ابنه محمد ليس موروثا منه ( ع ) لأنه لم يعرف للجبن معنى قط ، فلا بد وأن يكون من أمه ، لأنها لم تكن من الفضيلة بدرجة تكون معها بمنزلة الصديقة الزهراء ( ع ) .
الشذوذ عن قانون الوراثة
وبالرغم من أن قانون الوراثة قانون وثابت وعام .
وأن انتقال الصفات الوراثية من الآباء والأمهات إلى الأبناء أمر مسلم به عند علماء الوراثة فإن هناك ظواهر تثبت شذوذ الطبيعة عن هذا القانون ، ولقد أثبتت التحقيقات العلمية أنواعا من هذا الشذوذ في كثير من الفطريات والأعشاب والأزهار والأشجار والحشرات والحيوانات البرية والمائية والطيور وحتى في البشر .
لقد أثبتت التجارب أن هذه الطفرة الحاصلة في بعض الصفات الوراثية قد تصبح وراثية فتنتقل إلى الأجيال اللاحقة ، بينما تبقى في بعض الحالات جامدة لا تتعدى الأجيال التي تأثرت بهذه الطفرة .
إن هذه الطفرة أو الشذوذ عن قانون الوراثة يمكن أن يعزى إلى سببين رئيسين : أحدهما
: التغيرات الحاصلة في وضع ( الجينات ) و ( الكروموسومات ) الموجودة في الخلية الحية
. وثانيهما : وراثة الصفات الموجودة في الأجداد والأسلاف البعيدين وظهور بعض الصفات
التي كانت مضمرة في الآباء .
والآن لنستعرض هذين العاملين بشيء من الاختصار :
1 - التغيرات الحاصلة في وضع الجينات :
« يجب أن لا يغيب عن البال أنه قد تظهر بعض الخواص الوراثية تبعا للبيئة ،
وعلى العكس فقد تختفي بعض الصفات في أحد الأجيال
‹ صفحة 63 ›
وتقف نهائيا . وقد تستمر الصفات الحادثة في الانتقال من جيل
إلى جيل . هذه العملية تسمى بالطفرة ، والتي لم يتوصل بعد إلى معرفة عللها
الواقعية . وعليه فمن الخواص الأصلية للطفرة هي قابليتها للتوارث ، ويستنتج من
هذا أنه عند حصول نقصان في بعض الجينات أو الكروموسومات في الخلايا التناسلية
، وتحصل تغيرات مهمة في الأجيال اللاحقة من حيث بناء الجسم . ولقد بقي
العلماء مقتصرين على ملاحظة الطفرة التلقائية ( الذاتية ) لمدة . ولكن مولر استطاع في سنة 1927 أن يحدث هذه الطفرة تجريبيا بواسطة توجيه بعض الأشعة على الخلايا التناسلية ثم جاء راديوم فاستطاع أن يجري تجارب دقيقة على تلك الخلايا بتأثير الأشعة السينية » ( 1 ) وكثيرا ما نشاهد طفلا أشهب العينين ، أشقر الشعر ، أبيض البشرة ذا هيكل غربي تماما في حين أن أبويه يملكان عيونا سودا ، وشعرا أسود ، وبشرة سمراء ، وهيكلا شرقيا تماما .
إن هذه التغيرات التي تخالف السير الطبيعي لقانون الوراثة يمكن أن تستند إلى التغيرات الأولية والفجائية للجينات . وهذا التغير يوجد في النبات والحيوان والانسان على السواء . وكثيرا ما يقع هذا التغير حيث يؤدي إلى اختلاف العناصر ومنشأ هذا كله راجع إلى الطفرة . ولكن العلوم البشرية لم تتوصل بعد إلى العلل الواقعية لأمثال هذه الطفرات الحاصلة ، اللهم إلا مجرد بعض النظريات والاحتمالات الفارغة . « من المحتمل أن تكون الطفرات التلقائية التي تظهر من دون علة واضحة ناشئة من تأثير بعض الأشعة الطبيعية كاشعاعات الأرض المتصلة بالقوة الناقلة لأمواج الراديو في الترية ، أو إشعاعات الهواء الناشئة من الشمس أو إشعاعات ما وراء السدم والمجرات . . . » ( 2 ) ‹ صفحة 64 ›
1 - الوراثة عن الأجيال البعيدة :
كان الفرض الأول يتضمن ظهور علل في الطبيعة تبعث على التغيرات الابتدائية للجينات ، وظهور صفات جديدة من دون سابقة ما ، ولكن الفرض الثاني في الموضوع هو وجود الجينات الصانعة للصفات الجديدة في خلايا الأجيال السابقة بصورة مضمرة ، وظهور عند حصول الشروط المساعدة لها .
« إذا أخذنا فأرتين إحداهما بيضاء والأخرى رمادية وزاوجنا بينهما ، فالجيل
الناشئ منها يكون رمادي اللون هجيني . وهذا يدلنا على أن لبعض الألوان خاصية الغلبة ، ولبعضها خاصية المغلوبية . فإذا لقحنا الفئران الناتحة من الجيل الأول فيما بينها كان الجيل الثاني على ثلاثة أنواع : - رمادي نقي ( غالب ) في ربع الحالات ورمادي هجيني في نصف الحالات ، وأبيض نقي ( مغلوب ) في ربع الحالات ، ومن هنا نستنتج أن اللون الأبيض الذي اختفى في الجيل الأول لم يندثر تماما بل ظهر في الجيل الثاني بنسبة 1 / 3 عند تلقيح فأرتين رماديتين هجينيتين » ( 1 ) « يمكن تمييز المجرم الذي نشأ على الاجرام من صغره عن غيره في علم النفس بأنه يشبه الانسان القديم في اختلال تركيب الوجه أو الجمجة .
واندفاع الجبهة إلى الأعلى وحدة الأذن وعدم التصاقها تماما . إن ظهور هذه العلامات ناتج من الوراثة والأخذ من الأجداد ، ولذلك فمن السهل ملاحظة غرائز الانسان القديمة في هؤلاء الأفراد . كما يمكن مشاهدة صفات الحيوانات القديمة المندثرة في بعض الحيوانات الحاضرة بلا فرق » ( 2 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 61 ›
( 1 ) المستطرف من كل فن مستظرف ج 2 / 218 .
( 2 ) المنجد ، مادة دس .
( 3 ) غرر الحكم ودرر الكلم للآمدي ص 167 ط دار الثقافة في النجف الأشرف .
‹ هامش ص 62 ›
( 1 ) تتمة المنتهى ص 17 .
‹ هامش ص 63 ›
( 1 ) چه ميدانيم ؟ سرطان ص 42
( 2 ) نفس المصدر ص 102
‹ هامش ص 64 ›
( 1 ) چه ميدانيم ؟ سرطان ص 42 ، وتمسى الصفة الغالبة في علم الوراثة بالعامل الغالب والصفة المغلوبة بالعامل المتنحي .
( 2 ) چه ميدانيم ؟ جنايت ص 36 . هذا هو رأي علماء القانون الذين ينتمون إلى ( المدرسةالوضعية ) .
إذ ترى هذه المدرسة في شخص المجرم والصفات الوراثية التي تلقاها من أسلافه العامل الحاسم في تقرير مصيره ، من هؤلاء ( لو مبروزو ) ، بينما تبرز ( النظرية الاجتماعية ) في هذه المدرسة أهمية الأسباب الاجتماعية المتصلة ببيئة الجرم . ومن دعاتها ( فيري ) و ( جاروفالوا ) .


 

رد مع اقتباس
قديم 05-27-2010, 09:33 PM   #3
الفاروق الاعظم
مشرف عام


الصورة الرمزية الفاروق الاعظم
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تكملة البحث حول الوراثة التربوية



الطفل بين الوراثة والتربية - الشيخ محمد تقي فلسفي - ج 1 - ص 64 - 66

‹ صفحة 65 ›
الصفات المختفية
ومن السهولة بمكان نستنتج من هاتين الفقرتين : أن الحيوان أو الانسان قد يرث من أبويه أو أجداده البعيدين صفات كانت مختفية فيهم ولكن توفر بعض الشروط المناسبة والبيئة الخاصة أدى إلى ظهور تلك الصفات في الأجيال اللاحقة .
إن العلماء اليوم يربطون بين الانسان الحالي وأجداده الماضين بالجينات الناقلة للصفات الوراثية ربطا دقيقا ومعقدا في نفس الوقت .
« يمتد الانسان في الزمن مثلها يمتد في الفراغ إلى وراء حدود جسمه . . . وحدوده الزمنية ليست أكثر دقة ولا ثباتا من حدوده الاتساعية . فهو مرتبط بالماضي والمستقبل ، على الرغم من أن ذاته لا تمتد خارج الحاضر . . . وتأتي فرديتنا كما نعلم إلى الوجود حينما يدخل الحيمن في البويضة . ولكن عناصر الذات تكون موجودة قبل هذه اللحظة ، ومبعثرة في أنسجة أبوينا وأجدادنا وأسلافنا البعدين جدا .
لأننا مصنوعون من مواد آبائنا وأمهاتنا الخلوية . وتتوقف في الماضي على حالة عضوية لا تتحلل . . . وتحمل في داخل أنفسنا قطعا ضئيلة لا عداد لها
من أجسام أسلافنا . . . وما صفاتنا ونقائصنا إلا امتداد لنقائصهم وصفاتهم . . . » ( 1 )
« إن أساس تكوين أنسجة الانسان مسألة يكتنفها الغموض ، إذ أننا لا نعرف كيف
جمعت ( جينات ) أبويه وأجداده في البويضة التي نشأ هو منها ، كما نجهل إذا كانت ذرات نووية معينة من أحد الأسلاف البعيدين المنسيين غير موجودة فيه .
أو إذا كانت تغييرات اختيارية في ( الجينات ) قد لا تتسبب في ظهور بعض الصفات غير المتوقعة . فقد يحدث أحيانا أن يبدي أحد الأطفال الذين عرفت ميول أسلافهم لعدة ‹ صفحة 66 › أجيال ، إتجاهات جديدة وغير متوقعة » ( 1 ) .
. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
‹ هامش ص 64 ›
( 1 ) چه ميدانيم ؟ سرطان ص 42 ، وتمسى الصفة الغالبة في علم الوراثة بالعامل الغالب والصفة المغلوبة بالعامل المتنحي .
( 2 ) چه ميدانيم ؟ جنايت ص 36 .
هذا هو رأي علماء القانون الذين ينتمون إلى ( المدرسةالوضعية ) .
إذ ترى هذه المدرسة في شخص المجرم والصفات الوراثية التي تلقاها من
أسلافه العامل الحاسم في تقرير مصيره ، من هؤلاء ( لو مبروزو ) ، بينما تبرز ( النظرية الاجتماعية ) في هذه المدرسة أهمية الأسباب الاجتماعية المتصلة ببيئة الجرم . ومن دعاتها ( فيري ) و ( جاروفالوا ) .
‹ هامش ص 65 ›
( 1 ) الانسان ذلك المجهول ، للدكتور الكسيس كارل ص 203 .
‹ هامش ص 66 ›
( 1 ) المصدر السابق / 197 .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-28-2010, 04:08 PM   #4
عاشقة حيدر
موالي نشيط
أميـــ الجنوب ــرة


الصورة الرمزية عاشقة حيدر
عاشقة حيدر غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 54
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 08-20-2010 (07:27 PM)
 المشاركات : 80 [ + ]
 التقييم :  10
 الدولهـ
Lebanon
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Aqua
افتراضي




السلام عليكمـ

الفاروق الاعظم

بارك الله بكم على الطرح الموفق

احسنتم

بانتظار جديدكمـ


 
 توقيع : عاشقة حيدر


اللهم صل على ذات المظلمتين.. ام الحسنين.. وصاحبة الشرفين..وسيدة الكونين.. .. الحوراء الانسية.. والدرة السماوية ..والاية الكوثرية.. والراضية المرضية..
لعن الله قاتليك وظالميك وغاصبيك حقك
والمشككين بعظيم قدرك يا مولاتي ..
يـــــا زهــــراء..




حبــــك غــــرامي يا حيــــــدر الكــــــرار يا علـــــــي
مواضيع : عاشقة حيدر



رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 08:05 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية