هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 08-18-2010, 02:29 AM
علي العاملي
مشرف عام
علي العاملي غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 12
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5055 يوم
 أخر زيارة : 02-08-2012 (02:05 PM)
 المشاركات : 131 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي حديث السيدة عائشة في أنَّ النبي (ص) كان سبّاباّ



الطائفة الرابعة
حديث السيدة عائشة
في أنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان سبّاباّ
يشتم المسلمين




الحديث الأول : أخرج ابن أبي شيبة , وابن حنبل , ومسلم في صحيحه ,والبيهقي , بإسنادهم عن عائشة , قال مسلم : حدثنا زهير بن حرب , حدثنا جرير , عن الأعمش , عن أبي الضحى , عن مسروق , عن عائشة قالت: دخل على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما , فلما خرجا , قلتُ يا رسول الله : مَن أصاب من الخير شيئاً ما أصابه هذان , قال :وما ذاك ؟ قالت : قلتُ لعنتهما وسبيتهما , قال أوَ ما علمتِ ما شارطت عليه ربي , قلتُ : اللهم إنما أنا بشر , فأي المسلمين لعنته أو سبيته , فاجعله له زكاةً وأجراً (1).
أقول : والحديث مضاقاً إلى رواية مسلم له في صحيحه وهذا يكفي على مذهبهم , فإننا تثبيتاً للحجة نُبِّين وثاقة رجال الحديث عندهم (2).
(1)المصنف ابن أبي شيبة الكوفي ج 7 ح 6 ص 89 , مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 45 , صحيح مسلم ج 8 ص 24 , السنن الكبرى للبيهقي ج 7 ص 61 .
(2)1- زهير بن حرب , شيخ البخاري ومسلم .( صحيح البخاري ج 3 ص 40 و 42 و 122 وج 4 ص 246 وج 5 ص 115 وج 6 ص 231, صحيح مسلم ج 1 ص 7 و 28 و 30 و 44 و 46 و 49 و 50 ).
قال المزي : زهير بن حرب أبو خيثمة , روى عن جرير بن عبد الحميد , روى عنه البخاري , ومسلم ( تهذيب الكمال ج 9 رقم 2010 ص 402 ).
وثقه أبو حاتم , وابن معين , وابن سعد , والنسائي , وابن شيبة , وابن فهم , وابن وضاح , وابن قانع , وابن حبان , والخطيب البغدادي , وغيرهم . وقال الذهبي : الحافظ الحجة , أحد أعلام الحديث .(الطبقات الكبرى ج 7 ص 354 , الجرح والتعديل للرازي ج 3 رقم 2680 ص 591 , تاريخ بغداد ج 8 رقم 4597 ص 484 – 485 , تهذيب الكمال ج 9 ص 403 – 405 , تذكرة الحفاظ ج 2 رقم 443 ص 437 , سير أعلام النبلاء ج 11 رقم 130 ص 489 , تهذيب التهذيب ج 3 رقم 637 ص 296 – 297 ).
2 – جرير عبد الحميد من رجال الصحيح ( صحيح البخاري ج 2 ص 107 و 157 وج 3 ص 122 و 160 وج 5 ص 115 , صحيح مسلم ج 1 ص 30 و 46 و 53 و 83 و 129 و 162 وج 2 ص 32 و 35 ).
قال المزي : جرير بن عبد الحميد , روى عن سليمان الأعمش , روى أبو خيثمة زهير بن حرب .
(تهذيب الكمال ج 4 رقم 918 ص 540 – 542 ).
وثقه ابن معين , وأبو حاتم , والعجلي , والنسائي , وابن سعد , وابن حبان , وغيرهم . وقال أبو القاسم اللالكائي : مجمَع على ثقته . وقال الخليلي في الإرشاد : ثقة متفق عليه . وقال أبو أحمد الحاكم : هو عندهم ثقة .( معرفة الثقات ج 1 رقم 215 ص 267 , الجرح والتعديل للرازي ج 2 رقم 2080 ص 505 – 507 , تاريخ أسماء الثقات رقم 173 ص 56 , تهذيب الكمال ج 4 رقم 918 ص 540 – 550, تاريخ بغداد ج 7 رقم 3744 ص 262 – 269 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 257 ص 271 , تهذيب التهذيب ج 2 رقم 116 ص 65 – 66).
3 – سليمان بن مهران الأعمش , من رجال الصحيح .( صحيح البخاري ج 1 ص 14 و 25 و 40 و 42 و 52 و 61 و 62 و 68 , صحيح مسلم ج 1 ص 33 و 39 و 50 و 53 و 56 و 58 و 60).
قال الموزي : سليمان بن مهران , روى عن أبي الضحى مسلم بن صبيح , روى عنه جرير بن عبد الحميد . ( تهذيب الكمال ج 12 رقم 2570 ص 76 – 80 ).
وثقه ابن معين , والعجلي , وأبو حاتم , والنسائي , وغيرهم . أقول : وورد في مدحه شيء كثير منه : قال ابن عيينة : كان الأعمش أقرأهم لكتاب الله , وأحفظهم للحديث , وأعلمهم بالفرائض . وقال أبو بكر بن عياش : كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين . وقال يحيى بن سعيد القطان: هو علامة الإسلام . وقال عبد الله الخريبي : ما خلف الأعمش أعبد منه . وقال أبو داود : الأعمش , والزهري , وقتادة لا يقاس بهم أحد , وقال أبو زرعة : سليمان الأعمش إمام . وقال الذهبي : وكان رأساً في العلم النافع , والعمل الصالح .( معرفة الثقات ج 1 رقم 676 ص 432 – 434 , الجرح والتعديل للرازي ج 4 رقم 630 ص 146 , مشاهير علماء الأمصار رقم 848 ص 179 , الكامل ج 1 لابن عدي ص 62 , تاريخ بغداد ج 9 رقم 4611 ص 4 – 14 , التعديل والتجريح ج 3 رقم 1318 ص 1261 – 1263 , تهذيب الكمال ج 12 رقم 2570 ص 76 – 90 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 149 ص 154 , سير أعلام النبلاء ج 6 رقم 110 ص 226 – 236 , تهذيب التهذيب ج 4 رقم 386 ص 195 – 196 ).
4 – ابو الضحى مسلم بن صبيح , من رجال الصحيح .( صحيح البخاري ج 1 ص 193 وج 2 ص 15 و 19 و 255 وج 3 ص 11 و 13 و 41 , صحيح مسلم ج 2 ص 50 و 112 و168 وج 3 ص 176 وج 34 ص 11 وج 5 ص 40 وج 6 ص 161 ).
قال المزي : مسلم بن صبيح , روى عن مسروق بن الأجدع , روى عنه سليمان الأعمش .( تهذيب الكمال ج 27 رقم 5931 ص 520 – 521 ).
وثقه ابن معين , وأبو زرعة , والعجلي , وابن سعد , والنسائي , وابن حبان , وغيرهم . وقال الذهبي : ثقة حجة .( الثقات ج 5 ص 391 , الطبقات الكبرى ج 6 ص 288 , معرفة الثقات ج 2 رقم 1720 ص 278 , الجرح والتعديل للرازي ج 8 رقم 815 ص 186 , مشاهير علماء الأمصار رقم 821 ص 174 , تهذيب الكمال ج 27 ص 520 – 522 , سير أعلام النبلاء ج 5 رقم 27 ص 171 , تهذيب التهذيب ج 10 رقم 237 ص 119 ).
5 – مسروق بن الأجدع , من رجال الصحيح .( صحيح البخاري ج 1 ص 50 و 110 و 118 و 130 و 183 و 193 و199 وج 2 ص 13 و 45 و 102 , صحيح مسلم ج 1 ص 56 و 69 و 110 و 136 و 155 و 156 و 158 وج 2 ص 50 و 60 و 92 ).
قال المزي : مسروق بن الجدع , روى عن عائشة , روى عنه أبو الضحى مسلم بن صبيح .( تهذيب الكمال ج 27 رقم 5902 ص 451 – 453 ).
وثقه ابن سعد , والعجلي , وابن حبان , وغيرهم . وقال ابن معين : ثقة لا يسئل عن مثله . وقال أبو السفر : ما ولدت همدانيه مثل مسروق . وقال الشعبي : ما علمت أن أحداً كان أطلب للعلم في أفق من الآفاق من مسروق . وقال علي بن المديني : ما أقدِّم على مسروق أحداً من أصحاب عبد الله . وقال الذهبي : أحد الأعلام , الإمام , القدوة , العَلَم .( الجرح والتعديل للرازي ج 8 رقم 1820 ص 396 , الطبقات الكبرى ج 6 ص 84 , معرفة الثقات ج 2 رقم 1709 ص 273 , مشاهير علماء الأمصار رقم 746 ص 162 , الثقات ج 5 ص 456 , تاريخ بغداد ج 13 رقم 7202 ص 232 – 235 , تهذيب الكمال ج 27 رقم 5902 ص 451 – 456 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 62 ص 49 , سير أعلام النبلاء ج 4 رقم 17 ص 63 – 69 , تهذيب التهذيب ج 10 رقم 206 ص 100, تقريب التهذيب ج 2 ص 175).

الحديث الثاني : أخرج الصنعاني , واحمد بن حنبل بإسنادهما عن عائشة , قال عبد الرزاق الصنعاني : حدثنا إسرائيل بن يونس , عن سماك بن حرب , عن عكرمة , عن عائشة , قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه يدعو حتى أني لأسأم له مما يرفعهما و يدعو : أللهم فإنما أنا بشر , فلا تعذبني بشتم رجل شتمته , أو آذيته (1).
الحديث الثالث : روى أحمد بن حنبل عن محمد بن عبد الله , عن إسرائيل , عن سماك , عن عكرمة , عن عائشة , قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه يدعو حتى أسمع : أللهم إنما أنا بشر , فلا تعاقبني بشتمِ رجل من المسلمين أن آذيته (2).
(1)المصنف للصنعاني ج 2 ح 3148 ص 251 , مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 225 .
(2) مسند أحمد بن حنبل ج 6 ص 160 .

أقول : وإسناد الحديثين صحيح , ورواته ثقات وما ورد – في النسخة المطبوعة في الحديث الثاني محمد بن أبي عبد الله عن إسرائيل – تصحيف , والصحيح ما أثبتناه وهو الزبيري , فإن ابن حنبل لم يروِ عن شخص بعنوان محمد بن أبي عبد الله , وكذا لم يروِ شخص بهذا العنوان عن إسرائيل (1).
(1)قال المزي : أحمد بن محمد بن حنبل , روى عن أبي أحمد محمد بن عبد الله بن الزبير الزبيري .(تهذيب الكمال ج 1 رقم 96 ص 437 – 439 ).
وقال أيضاً : محمد بن الزبير , أبو أحمد الزبيري , روى عن إسرائيل بن يونس , روى عنه أحمد بن محمد بن حنبل .( تهذيب الكمال ج 25 رقم 5343 ص 476 – 477 ).
وقال المزي : عبد الرزاق بن همام الصنعاني , روى عن إسرائيل بن يونس , وروى عنه أحمد بن محمد بن حنبل .(تهذيب الكمال ج 18 رقم 3415 ص 52 – 54 ).
وقال أيضاً : إسرائيل بن يونس , روى عن سماك بن حرب , وروى عنه عبد الرازق بن همام , ومحمد بن عبد الله بن الزبير .( تهذيب الكمال ج 2 رقم 402 ص 515 – 518 ).
وقال المزي : سماك بن حرب , روى عن عكرمة مولى ابن عباس , وروى عنه إسرائيل بن يونس .( تهذيب الكمال ج 12 رقم 2579 ص 115 -117 ).
وقال أيضاً : عكرمة القرشي الهاشمي , مولى عبد الله بن عباس , روى عن عائشة , روى عنه سماك بن حرب .( تهذيب الكمال ج 20 رقم 4009 ص 264 – 266 ).
1 – عبد الرزاق بن همام الصنعاني من رجال الصحيح .( صحيح البخاري ج 1 ص 16 و 43 و 73 و 104 و 107 و109 و 142 و 150 و 176 و 204 , صحيح مسلم ج 1 ص 37 و 55 و 62 و 73 و 82 و 91 و 95 و98 و106 و 114).
قال أبو صالح محمد بن إسماعيل الصراري : بلغنا ونحن بصنعاء عند عبد الرزاق أن أصحابنا يحيى بن معين وأحمد بن حنبل وغيرهما تركوا حديث عبد الرزاق وكرهوه , فدخلنا من ذلك غم شديد , وقلنا : قد انفقنا ورحلنا وتعبنا وآخر ذلك سقط حديثه , فلم أزل في غم من ذلك إلى وقت الحج فخرجت من صنعاء إلى مكة , فوافقت بها يحيى بن معين وقلت له : يا أبا زكريا ما الذي بلغنا عنكم في عبد الرزاق ؟ فقال : ما هو ؟ فقلنا : بلغنا أنكم تركتم حديثه ورغبتم عنه . فقال : يا أبا صالح , لو ارتد عبد الرزاق عن الإسلام ما تركنا حديثه .
وقال أحمد بن صالح المصري : قلت لأحمد بن حنبل : رأيت أحداً أحسن حديثاً من عبد الرزاق ؟ قال : لا . وقال أبو زرعة : عبد الرزاق أحد من ثبت حديثه . وقال ابن حنبل أيضاً : أتينا عبد الرزاق قبل المئتين وهو صحيح البصر , ومن سمع منه بعدما ذهب بصره , فهو ضعيف السماع.
أقول : وحيث إن ابن حنبل روى هذا الحديث عن عبد الرازق , فلا إشكال فيه لِمَا صرَّح به . وقال أبو أحمد بن عدي : ولعبد الرزاق أصناف وحديث كثير, وقد رحل إليه ثقات المسلمين وأئمتهم وكتبوا عنه , ولم يروا بحديثه بأساً . وقال هشام بن يوسف : كان عبد الرزاق أعلمنا وأحفظنا . وقال الذهلي : كان عبد الرزاق أيقظهم في الحديث . وقال الذهبي : عبد الرزاق بن همام : وثقه غير واحد , وحديثه مخرَّج في الصحاح .
أقول : وقد وثقه أيضاً أبو دلود , والعجلي , ويعقوب بن شيبة , وابن حبان , وغيرهم .( معرفة الثقات ج 2 رقم 1097 ص 93 , معرفة علوم الحديث ص 139 – 140 , تهذيب الكمال ج 18 ص 56 – 61 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 357 ص 364 , تهذيب التهذيب ج 6 رقم 611 ص 278 – 281 ).ز
2 – إسرائيل بن يونس , من رجال الصحيح .( صحيح البخاري ج 1 ص 40 و 50 و 104 و 131 و 197 وج 2 ص 45 و 116 و 179 و 216 و 230 , صحيح مسلم ج 1 ص 165 وج 2 ص 30 و 69 وج 3 ص 149 وج 4 ص 25 ).
وثقه أحمد بن حنبل , وابن معين و والعجلي , وأبو حاتم , ويعقوب بن شيبة , وابن نمير , وابن سعد , وغيرهم . وذكره ابن حبان في الثقات وفي المشاهير . وقال ابن عدي في الكامل : كثير الحديث , مستقيم الحديث في أبي إسحاق وغيره , وقد حدث عنه الأئمة , ولم يتخلف أحد في الرواية عنه . ( الطبقات الكبرى ج 6 ص 374 , معرفة الثقات ج 1 رقم 80 ص 222 , الكامل لابن عدي ج 1 ص 425 , الثقات ج 6 ص 79 , مشاهير علماء الأمصار رقم 1343 ص 267 , تاريخ بغداد ج 7 رقم 3488 ص 23 – 26 , تهذيب الكمال ج 2 رقم 402 ص 515 – 523 , سير أعلام النبلاء ج 7 رقم 133 ص 355 – 360 , تهذيب التهذيب ج 1 رقم 496 ص 229 – 230 ).
3 – محمد بن عبد الله بن الزبير أبو أحمد الزبيري , من رجال الصحيح .( صحيح البخاري ج 1 ص 199 وج 4 ص 171 وج 5 ص 10 وج 6 ص 52 و 243 وج 7 ص 12 , صحيح مسلم ج 1 ص 74 و 122 وج 62 وج 4 ص 160 وج 7 ص 102 وج 8 ص 38 ).
وثقه ابن معين , والعجلي , وابن نمير , وابن قانع , وقال النسائي : ليس به بأس , وقال أبو زرعة , والأسدي , وابن نمير , وابن خراش , وابن سعد : صدوق . وقال بندار : ما رأيت رجلاً قط أحفظ من أبي أحمد الزبيري, وقال الذهبي : الحافظ الثبت .( معرفة الثقات ج 2 رقم 1611 ص 242 , الجرح والتعديل للرازي ج 7 رقم 1611 ص 297, تاريخ أسماء الثقات رقم 1291 ص 214 , تاريخ بغداد ج 3 رقم 991 ص 19 – 21 , تهذيب الكمال ج 25 رقم 5343 ص 476 – 480 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 347 ص 357 , تهذيب التهذيب ج 9 رقم 422 ص 227 – 228 ).
4 – سماك بن حرب , من رجال الصحيح .( صحيح مسلم ج 1 ص 140 وج 2 ص 31 و 40 و 55 و 102 و 109 و 132 وج 3 ص 11 و 60 ).
وثقه ابن معين , وابو حاتم , وقال النسائي : ليس به بأس . وذكره ابن حبان في الثقات , وفي مشاهيرهم أيضاً . وقال العجلي : كان جائز الحديث , لم يترك حديثه أحد , ولم يرغب عنه أحد . وقال سفيان الثوري : ما سقط لسماك بن حرب حديث . وقال البراز في مسنده : كان رجلا مشهوراً , لا أعلم احداً تركه . وقال ابن عدي : ولسماك حديث كثير مستقيم إن شاء الله كلها , وقد حدَّث عنه الأئمة وهو من كبار تابعي الكوفيين , وأحاديثه حسان عمن روى عنه , وهو صدوق لا بأس . وقال أحمد بن حنبل : سماك أصح حديثاً من عبد الملك بن عمير . وقال أبو إسحاق الهمداني : خذ وا العلم من سماك بن حرب .
وقال الذهبي : صدوق صالح , من أوعية العلم , مشهور. (معرفة الثقات ج 1 رقم 680 ص 436 , الجرح والتعديل للرازي ج 4 رقم 1203 ص 279 , الثقات ج 4 ص 339, مشاهير علماء الأمصار رقم 840 ص 177 , الكامل لابن عدي ج 3 ص 462 , تاريخ أسماء الثقات رقم 505 ص 107 , تهذيب الكمال ج 12 رقم 2579 ص 115 – 120 , تاريخ بغداد ج 9 رقم 4792 ص 213 – 214 , ميزان الاعتدال ج 2 رقم 3548 ص 232 – 233 , تهذيب التهذيب ج 4 رقم 405 ص 204- 205 ).
5 – عكرمة موالى ابن عباس , من رجال الصحيح .( صحيح البخاري ج 1 ص 27 و 80 و95 و 115 و 120 و 191 و 223 و ج 2 ص 34 و 39 و 95 و 153 و 162 و 166 و 167 و 183 و 188 ).
وثقه أيوب , وابن أبي ذئب , وابن معين , وأبو حاتم , والنسائي , والعجلي , وغيرهم . أقول : ما ورد فيه من مدح لا يسع هذا المختصر نقله , ولكننا ننقل بعضاً منها .قال إسحاق بن راهويه : عكرمة عندنا أمام الدنيا . وقال البخاري : ليس أحد من أصحابنا إلا وهو يحتج بعكرمة . وقال أبو عبد الله محمد بن نصر المروازي : قد أجمع عامة أهل العلم بالحديث على الإحتجاج بحديث عكرمة. وقال أحمد بن زهير : عكرمة أثبت الناس في ما يروي . وقال الشعبي: ما بقي أحٌد أعلم بكتاب الله من عكرمة . عن أبي إمامة إن ابن عباس قال : ما حدثكم عني عكرمة فصدقوه . فإنه لم يكذب على . وقال يحيى بن معين : إذا رأيت إنسان يقع في عكرمة وفي حماد بن سلمة فتهمه على الإسلام .(التاريخ الكبير ج 7 رقم 218 ص 49 , معرفة الثقات ج 2 رقم 1272 ص 145 , الجرح والتعديل للرازي ج 7 رقم 32 ص 7 – 9 , مشاهير علماء الأمصار رقم 593 ص 134 , تهذيب الكمال ج 20 ص 264 – 290 , تذكرة الحفاظ ج 1 رقم 87 ص 95 , تهذيب التهذيب ج 7 رقم 476 ص 234 – 242 ).
أقول : إن السيدة عائشة دخلت بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بعد الهجرة, اي بعد ما يزيد عن بعثة الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم بثلاث عشرة سنة .
سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بقتع النظر عن كونه معصوماً , وأنه أكمل الخلق وافضلهم واشرفهم , فإنه صاحب دعوة ورسالة .
والرجل في ما إذا كان صاحب رسالة لا يحسن منه أن يسب وان يشتم , فإنه بذلك يسقط ويفشل مشروعه , بل لا بد وان يكون ذا صدر واسع رحب , يقابل السيئة بالحسنة .
والرجل العادي بعد أن يمضي له في تبليغ رسالته ودعوته مدة طويلة من الزمن , لا بد وان يكون قد تخلَّق بالفضائل والمبادئ التي يدعو غليها تخلُّقاً تاماً كاملاً , وإلا فإنه لا يُرتجى من دعوته النجاح , فإن الصادع بالدعوة إلى التحلي بالفضائل والمكارم لا ينجح إن لم يكون هو نفسه متحلِّياً بذلك , وقد قيل :
وغيرُ تقيٍّ يأمر الناسَ بالتقى طبيبٌ يُداوي والطبيبُ مريض.
إذن , السيدة عائشة تخبرنا عن سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بأنه كان يشتم ويسب ويؤذي المسلمين بعد ما يزيد عن ثلاث عشرة سنة من بدء دعوته , ومن البديهي جداً ان رجلاً مثله حينئذ لا يكون مؤهلاً للتبليغ , والتعليم , والتهذيب , والتبشير , وهداية الناس إلى الخير والصلاح , إذن هو في الحقيقة من حيث كونه صاحب دعوة ليس اهلاً لذلك البتة .

تكرُّر السب والشتم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
والسيدة عائشة لم تخبرنا أن سيدنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفع يديه وقال كذا ...........,بل أخبرتنا : أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يرفع يديه يدعو , وهذا يعني أن رفعه ليديه لم يقع منه صلى الله عليه وآله وسلم مرة واحده فقط , إذ لا تصح العبارة لو كان الأمر كذلك .
وبعبارة أخرى : لو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم رفع يديه مرة واحدة ودعا , لقالت عائشة وهي
من أبناء العرب : رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفع يديه وقال كذا .........., لكنها قالت : كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه يدعو حتى أني لأسئم له مما يرفعهما وجملة (( كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يرفع يديه )) تدل على تكرار ذلك من النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم , فقد كان يتكرر منه السبُّ والشتم .
والشتم والسب ليسا من صفات المؤمن , فإن المؤمن لا يكون سباباً قد , وصدور الشتم والسب من النبي صلى الله عليه وىله وسلم لا يتناسب مع كونه رجُلاً مؤمناً , فكيف أمره الله تعالى ان يصدع بالشريعة السمحاء , وكيف بعته سبحانه لتتميم مكارم الأخلاق !!
ومن كان على مذهب السيدة عائشة يغفر لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يسب وان يشتم مسلماً مرة واحدة – والعياذ بالله تعالى – فيما إذا كان مستحِّقاً لذلك , ولكن لا يصح عند أي مسلم أن يتكرر السب والشتم من نبي الإسلام لمسلم , فإنَّ لذلك تجنٍّ على المسلم وظلمٌ له , ومما يجب فيه التعزير على النبي والعياذ بالله .
وما صدر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم من شتم وسبٍ وأذية لأفراد المسلمين لا بد أن يرجع إلى سبب وداعٍ له , وهنا نسأل السيدة عائشة , هل أن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم كان محقاً فيما صدر منه , أو كان على باطل ؟
فغن كان محقاً , فلا يكون ما وقع منه داخلاً تحت عنوان الأذية , فلماذا يتضرع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى ربه ليغفر له ما كان يتكرر منه من السب والشتم ؟!
وإن كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم – والعياذ بالله تعالى – على باطل , فهذا يعني أن ما دعاه إلى السب والشتم غضبه , وغلظة طبعه وحدته .
فيتوجه على هذا المعنى إشكالان , إشكال السب والشتم, وإشكال كونه صاحب طبع سيء.
وهنا نسأل السيدة عائشة ايضاً , فنقول لها : كيف صلح عندها سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم مع ذلك أن يكون صاحبَ دعوةٍ ورسالة !!!
ولكن الشتم والسب قبيح من الرجل العاقل , وقبيح من الرجل الشريف وإن لم يتكرر منه , وإن لم يكن نبياً , فكيف يصلح رجل يشتم أفراد المسلمين للنبوة , والمفروض أنه كان يشتم ويسب بعد ثلاث عشرة سنة من بعثته !!
إذن لا بد وأن السيدة عائشة تتحدث عن رجل آخر غير النبي , تتحدث عن رجل كلن ساقطاً في مجتمعه , وضيعاً خسيساً , لكنها خانها التعبير , فبدلاً من أن تقول : كان فلان يرفع يديه ويدعو , قالت : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم ............
على أن أذية المسلم وسبه وشتمه من جملة المعاصي الكبيرة , والسيدة عائشة لا تُخبرنا عن سيدنا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يشتم ويسب ويؤذي في الجاهلية وقبل البعثة بناءً على مذهبهم من جواز ذلك في حقه , بل أخبرتنا أنه كان يصدر منه ذلك بعد بعثته بمدة طويلة من الزمن . إذن لا بد وأن تكون قد خانتها الذاكرة وخانها التعبير , فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بعد البعثة معصوم عن كل ذنب في مذهب أتباع السيدة عائشة .
على أن السب والشتم وأذية المؤمنين بالدعوة مما لا يجوز ارتكابها من الصادع بالدعوة حتى لو لم يكن السبُّ ذنباً , وحتى لو لم يكن النبي صلى الله عليه وآله وسلم عند عائشة معصوماً عن صغائر الذنوب , فإن مثل هذه الأخلاق تنافي الدعوة , وما ينافي الدعوة لا يصح أن يكون صاحبها متَّصفاً بها ولو في أول أزمنة الدعوة .
والعجب , أن السب والشتم مما يُعاب فيهما أراذل الناس , وإننا نغبط السيدة عائشة كيف استطاعت أن تؤمن يسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم على أنه نبي ورسول , وقد كانت تعاين منه أذيته لأتباعه , وسبه لهم , وشتمه إياهم !!

مخالفة السيدة عائشة لما هة أولى :
وفي المقابل نرى أن السيدة عائشة قد ارتكبت خلاف الأولى وخلاف الأفضل , إذ كان يجب عليها أنَّ تعظ النبي صلى الله عليه وآله وسلم من جهة , وأن تزجره من ناحية ثانية , كأن تقول له :
يا محمد , كيف تأمر الناس بالعفو والصفح , والتخلُّق بالأخلاق الحميدة , وتزكية النفس من الرذائل , وأراك تشتم وتسب ؟
كيف يا محمد , ترجو من الناس اتِّباع الحق , واتصافهم بالأخلاق الحميدة , وأراك تشتم وتسب ؟
كيف تقول للناس إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق , وأنت تخالف ذلك ؟
كيف تنهى الناس عن السب والشتم , وتقول بأن المؤمن لا يكون سباباً , وأراك وأسمعك تسبُّ وتشتم حتى في بيتك ؟
بل أكثر من ذلك : كان على عائشة أن تعترض على الله تعالى حيث قال في محكم كتابه مادحاً نبيه :*< وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ >*(!) , وإن لم تعترض على الله تعالى , فعلى أقل تقدير كيف أمكن لها أن تُصدِّق بأنَّ هذه الآية هي من عند الله تعالى ؟
(!)سورة القلم الآية 4 .
وعائشة التي ترى وتسمع النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو يسب ويشتم , لا يخلو إما أن لا تصدِّق بالآية , أو أنها لا تصدِّق بعلم وباطلاع مَن أنزل الآية , أو أنها صدَّقت ولكنها لم تعترض لكمال أدبها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم , ولغاية خشوعها لربها تعالى .
مع أن هذه الآية من سورة القلم مما أجمع العلماء على أنها نزلت بمكة (1), فلعل عائشة لم تعترض على الآية ولا على مَن أنزل الآية ظناً منها أن الحديث في الآية عما مضى من أخلاق النبي صلى الله عليه وآله وسلم , أو أنها كانت تظن أن الذي أنزل الآية وهو الله تعالى لم يكن مطلعاً على حال النبي صلى الله عليه وآله وسلم في المستقبل .
ولكنك تعرف : أن الله تعالى لا يحسن منه أن يمدح شخصاً بأنه على خلق عظيم وهو يعلم بأنه سوف يتغَّير ويتبدل .
والنبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي كان في بدء الدعوة على خُلُق عظيم , كيف يصبح بعد ما يزيد عن ثلاث عشرة سنة من الجهاد في سبيل الله تعالى سبَّاباً , شتاماً , مؤذياً!!!
فهذا يعني أن تبدل من حسن إلى غير حسن , وأنت تعرف أن المؤمن العادي إذا تساوى غده مع أمسه فهو مغبون , وأما إذا كان أمسه أفضل من يومه فهو ملعون .
وأنت تعرف أيضاً أن المؤمن هو مَن يترقى يوماً فيوماً , ويتدرج من الكمال إلى الأكمل , فما ظنك بشخص يكون في أ,ل بدء دعوته إلى تهذيب النفوس وتزكيتها على خُلُق عظيم , ثم في أواخر دعوته يكون سبَّاباً شتاماً؟
إذن فالدعوة التي يدعو إليها والرسالة التي يحملها , لا تخلو عن ارتياب وشبهة .
وأخيراً , فالسيدة عائشة إما أنها خانتها الذاكرة , أو خانها التعبير , أو أنها لم تتفطن إلى إخفاء مثل هذه الأخلاق التي عرفتها من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , فهي لم تقصد الإساءة قط , ولكنها من باب الحرص على أن لا يفوتنا شيءٌ مما عرفته من سيرة سيد الخلق صلى الله عليه وآله وسلم , حرصت على تعريفنا وتعليمنا حتى نأخذ حذرنا!!
(!)جامع البيان ج 29 ص 18 , زاد المسير ج 8 ص 64 , تفسير القرطبي ج 18 ص 222 .


إعتذار النبي صلى الله عليه وآله وسلم أقنع عائشة :
هذا والغريب , أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يعتذر لعائشة عما كان يقع منه بأنه بشر , وهذه يعني أنَّ لغلبة بشريَّته قد كان ما كان منه .
وعلى هذا فلا مجال لتأويل ما كان يصدر من النبي صلى الله عليه وآله وسلم , فإنه لمكان بشريته يسب ويشتم , ولا مجال للاعتراض .
وفي المقابل نرى أن السيدة عائشة كانت في غاية الأدب مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم , إذ لم تطالبه بدليل يقطع العذر , ويدفع الريبة والشك من أن تطال بشريَّتُه صلى الله عليه وآله وسلم سائرَ المعاصي والكبائر والموبقات من الذنوب .
فإنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم حيث يعتذر عن سبِّه وشتمه للمسلمين بأنه بشر , فهذا يعني أنَّ العلة والسبب في صدور ذلك منه كونه من أبناء البشر , والسيدة عائشة تعرف أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الذي هو بشرٌ بالنسبة إلى الشتم والسبِّ , هو أيضاً بشرٌ بالنسبة إلى الكذب , والافتراء , والبهتان , والخيانة , و....و........وسائر الموبقات .
فكان على السيدة عائشة أن تقول للنبي صلى الله عليه وىله وسلم : إنك تعتذر عما صدر منك من السب والشتم بأنك بشر , فيا تُرى هل أن حدود بشريَّتك تنتهي فقط عند السب والشتم , أو أنَّ بشريَّتك تتعدَّى بقية المحرَّمات والموبقات من الذنوب والمعاصي ؟ظ
ولا بد وأن يكون جوابه : كلا يا عائشة , إنَّ بشريَّتي لا تتجاوز السب والشتم , فاطمئِنّي وقرّي عيناً !

السيدة عائشة مصرة على عدم مخالفة الآداب :
وكأن السيدة عائشة لم تناقشه في هذا ولم تسأله , ولم تطالبه بالدليل الذي يدفع الشك والريبة , فإنها المصدِّقة به !
ولكن مما نسامح السيدة عائشة عليه هو أنها لم تسأل النبي صلى الله عليه وآله وسلم لأجلنا ولأجل سائر المسلمين ممن لم يبلغوا درجتها في التصديق بالنبي صلى الله عليه وآله وسلم , فكان ينبغي عليها أن تُنبِّه النبي صلى الله عليه وآله وسلم وتُلفِت نظره إلى أن جوابه لها واعتذاره عن السبِّ والشتم بأنه بشرٌ , يفتح الباب أمام كثير من التشكيكات الخطيرة جداً .
فكان يجب عليها أن تقول للنبي صلى الله عليه وآله وسلم : لو تكرمت يا رسول الله لو تجيب على سؤالي رأفةً ورحمةً بمَن سيأتي بعدنا , فإنَّ جوابك هذا سيفتح باب التشكيك على مصراعيه بصحة وبصدق جميع ما أتيت به , فلو تفضلت بأن تُبيِّن لي كيف أنَّ بشريَّتَك تقف عند حدود سبِّ المسلم وشتمه ولا تتعدى ذلك , حتى أنقل وأُخبِر الناس بالجواب , وأريد منك ضماناً أن جوابك لا تتطرق إليه بشريَّتُك , أي أريد دليلاً على أنك في جوابك الثاني لم تغلبك بشريَّتك , وأنك صادق في جميع ما أخبرتَ وتُخبِرنا به عن الله تعالى .
وبعبارة أخرى : إن السيدة عائشة وإن كانت محافظةً على الأدب مع النبي حيث لم تعترض عليه , ولم تزجره , ولم تناقشه , غير أنها في المقابل نقلت لنا كلاماً عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم يفتح الباب أمام تشكيكات خطيرة , ومن الطبيعي أن تنقدح في الذهن تساؤلات , منها :
هل أن النبي الذي يسبُّ ويشتم لأنه بشر , تصدر عنه بقية المعاصي والموبقات من باب أنه بشر ؟
فإن كان الجواب : نعم , فهذه الطامة الكبرى .
وإن كان الجواب : كلا , فهنا نسأل ؟
أولاً : كيف بشريَّته لا تُؤثِّر فيه إلا في خصوص السبِّ والشتم ؟
مع أنَّ بشريَّةَ أدنى الناس لم تحملهم على السب والشتم في بعض الموارد بل في كثير منها , وحملتهم بشريَّتُهم على كبائر الآثام .
ولا شبهة أنَّ من تحمله بشريته على السب والشتم لهو أضعف , وأجهل , وأدنى , وأخس ممن حملتهم وتحملهم بشريتهم على ارتكاب الموبقات .
ولو سلمنا بالجواب وأنه كلا , فهنا نسأل ما هي الضمانة؟
وهل أن جواب النبي صلى الله عليه وآله وسلم صدر منه من باب كونه بشراً؟
وعليه , فنحتمل أن تغلبه بشريته في المستقبل.
ويا ترى هل أن الضمانة قد أحرزتها عائشة من بشر آخر يمكن أن يخطئ أو يكذب سهوا ونسياناً لغلبة بشريَّته , أو أنها أحرزتها من نفس النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وصدق الشاعر القائل : فيك الخصامُ وأنت الخصمُ والحَكَمُ !
أو أنها أحرزت الضمانة من القرآن الكريم , وأنت تعرف أن صحة القرآن وصدقه متوقفان على صدق النبي صلى الله عليه وآله وسلم , وعلى أنَّ بشريَّته لم تطغَ عليه فيما يشمل تبليغه للقرآن الكريم .
ولا ندري لعل محمداً زاد حرفاً في هذه الآية , ونقَّص كلمة في تلك , وغفل عن بيان خصوصية في أمر هناك , وأهمل بيان قيد في أمر رابع , من باب كونه بشراً , والبشر يغفل , ويخطئ , وينسى , ويسهو .
إن قلت : إنَّ الوحي يُسدِّده .
قلت أولاً : ما سطرناه هو كلام المشكِّك بلانبوة من جهة , وما سيعمد إلى التمسك به من تشكيك قلوب ضعاف الإيمان من جهة ثانية .
ثانياً :نحتمل أن ينسى النبي وأن يسهو ويغفل عن الوحي الثاني , وهكذا .
ثالثاً : ما الذي يضمن لنا أن هذا الذي يزعمه محمد من الوحي هو حيٌ , وما المانع عند السيدة عائشة أن النبي ظن كونه وحياً اشتباهاً وغفلةً !!!
كان على السيدة عائشة أن تجهد في تحصيل الدليل لمن يأتي بعدها , ولكن قد يقال : بأن السيدة عائشة اكتفت بتصديقها لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم بالنحو الذي صدَّقت وآمنت به على أن يكون دليلاً لكل مَن يأتي بعدها .
وكأن عائشة تخاطب الأمة التي ستطَّلع على ما أخبرتنا به , ولسان حالها يقول:
ألا يكفيكم أنني أنا الذي كنتُ أعرف النبي بأنه يسبُّ ويتم ومع ذلك آمنتُ به , فادفعوا الشكوك عنكم بما كان عندي من اليقين بنبوة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله وسلم بالنحو الذي أخبرتُكم به عن يقيني .
يا أيها الناظرون في مثل هذه الأحاديث التي رويتها لكم , إنكم تعاينون ألفاظاً دالة على معانٍ سيئة وقبيحة , ولكنني كنتُ أعاين المعاني نفسها , ومع ذلك آمنت بمحمد وبنبوته .
آمنتُ به , وقد عرفتُ فيه ضعفَه حيث كان عرضةً للسحر !
آمنتُ به , وقد عرفته صاحبَ هوى !
آمنتُ به وأنا أسمعُ إقراره على نفسه بأنه كان ينسى آيات من كتاب ربه !
آمنتُ وأنا أراه وأسمعه يشتم ويسب في داره وبيته !
أقول : ونظن أن عبد الرزاق الصنعاني , وابن أبي شيبة , وأحمد بن حنبل , وزهير بن حرب , والبخاري , ومسلم , ومن ورائهم هشام بن عروة بن الزبير , وأبوه , ومسروق , وجرير بن عبد الحميد , وحماد بن سلمة , وعكرمة , وسماك , والزبيري , والأعمش , وغيرهم ممن رووا هذه الأحاديث قد تواطؤوا في الافتراء على السيدة عائشة .
وأخيراً وليكن معلوماً , بأننا نحاول أن نختصر في المناقشة قدر المستطاع , فلا نظن أن ما ذكرناه هنا أو ما سنذكره فيما يأتي إن شاء الله تعالى قد استكملنا فيه النقاش , بل لا نذكر إلا الشيء القليل المبسَّط جداً , فإن هذه المختصر لا يسع النقض والإبرام , ولم نعده إلا تنبيهاً للأنام .




رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:48 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية