هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-04-2010, 04:42 PM
الشيخ حسن العبد الله
مشرف
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل : Nov 2010
 فترة الأقامة : 4876 يوم
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفاصيل موسعة عن السيد السيستاني



بسم الله الرحمن الرحيم
منقول
تعرف على السيد السيستاني عن قرب
تفاصيل موسعة عن سيرة وحياة ومرجعية السيد السيستاني
المقدمة :

عند مشهد امير المؤمنين عليه السلام حطت رحال فقهاء مذهب اهل البيت عليهم السلام لائذين بذلك القبر الشريف مستلهمين منه الزهد والتقوى والعلم والعمل فاصبحت مدينة النجف الاشرف جامعة اسلامية كبرى يتخرج منها فقهاء كبار وعلماء عظام قدموا ولا يزالون الكثير من ثمار جهدهم لابناء علي والزهراء صلوات الله عليهما وكلما غاب عن سماء النجف نجف سطع نجم اخر ببركة وعناية مولانا صاحب الزمان عليه السلام وحينما فجع المؤمنون بوفاة زعيم الحوزة العلمية واستاذها بلا منازع الامام ابو القاسم الموسي الخوئي رضوان الله عليه لم يلبث ان سطع نجم من نجوم الحوزة العلمية الا وهو اية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني الذي اقر جميع العلماء في حوزة النجف وخارجها بعلميته وكفايته وقدرته الكبيرة على قيادة سفينة مذهب اهل البيت في احلك الظروف واشدها قساوة فمن هو السيد السيستاني الذي ملأ الدنيا اسمه ؟ هل نعرفه عن قرب؟ هل نعرف مرجعنا وزعيم طائفتنا ؟ اذا كان الجواب لا فهلموا بنا لنخوض في حياته الشريفة ونعرف عن سيدنا المرجع ما خفي عنا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
تاريخ ومحل ولادته :
ولد سماحته في التاسع من ربيع الاول من عام 1349 هج (وهو يوم فرحة الزهراء وتتويج الامام الحجة عليه السلام) حوالي عام 1930 ميلادي في مدينة مشهد المشرفة حيث مرقد ثامن الحجج الامام الغريب ابو الحسن علي بن موسى الرضا عليه السلام وسماه والده عليا تيمنا باسم جده المرجع الكبير الذس سنذكره لاحقا.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
نسبه الشريف :
هو السيد علي بن العالم المقدس السيد المرحوم محمد باقر بن العلم الجليل اية الله العظمى المرجع الكبير السيد علي بن السيد الجليل محمد رضا الحسيني الغروي الخراساني السيستاني من ذرية الفيلسوف المشهور والعالم الكامل والمحقق الفاضل السيد المير محمد باقر الداماد رضوان الله عليه والذي ينتهي نسبه الى السيد علي المرعشي (جد السادة المراعشة في العراق وايران والهند) بن السيد عبد الله بن السيد محمد بن السيد الحسن بن السيد الحسين الاصغر بن الامام ابو الحسن زين العابدين وسيد الساجدين علي بن الامام الحسين الشهيد بن امير المؤمنين علي بن ابي طالب صلوات الله عليهم اجمعين.
فهو عربي هاشمي علوي من ذرية اشرف الانبياء محمد صلى الله عليه واله وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
تاريخ اسرته الشريفة: السيد السيستاني ينحدر من اسرة علوية حسينية شريفة لها تاريخ مشرف في العلم والتقوى والجهاد فلقد ذكرنا ان احد اجداد السيد السيستاني هو المحقق الداماد المؤلف الشهير والعلم الكبير الذي ما زالت الحوزات العلمية تفتخر به وتشهد بفضله وعلمه وكانت اسرة السيد السيستاني تسكن في مدينة اصفهان على عهد السلاطين الصفويين وقد عين جده الاعلى السيد محمد في منصب شيخ الاسلام في مدينة سيستان في زمن السلطان حسين الصفوي فانتقل اليها وسكنها هو وذريته من بعده وبهذا اشتهرت هذه الاسرة باسرة السيستاني واول من هاجر من احفاده الى مدينة مشهد المقدسة هو اية الله العظمى السيد علي السيستاني الجد المباشر لسيدنا المرجع وهو عالم كبير ومرجع جليل القدر وكانت له خصائص علمية وروحانية فقد كان من العلماء العارفين وفيما سيأتي من ذكر مكاشفاته ما يشير الى ذلك وهو من تلامذة الحجة المولى علي النهاوندي كما ذكر العلامة اغا بزرك الطهراني في طبقات اعلام الشيعة وقد هاجر السيد الى النجف في مقتبل العمر للدراسة هناك ثم درس في سامراء على يد المجدد الشيرازي ثم على يد السيد اسماعيل الصدر ثم عاد بحدود سنة 1308 هج الى مشهد المقدسة واستقر هناك ثم انتقل الى قم المقدسة فحضر دروس السيد البروجردي ودروس الحجة الكوه كمري وكان من ثمرات تدريسه علماء كبار منهم المرجع الكبير الشيخ محمد رضا ال ياسين قدس سره اما والد السيد السيستاني فهو السيد محمد باقر ابن المرجع السيد علي السيستاني وكان عالما كبيرا وورعا ويروى عنه انه تشرف بلقاء الامام الحجة عليه السلام ولكنه لم يكن مرجعا للتقليد.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
قصة ولادته :
عرضت طفلة علوية عمرها سبع سنوات تحفظ بعض الاجزاء من القران على جد سيدنا المرجع وهو كما قلنا من العلماء العارفين فقرأت له بعض السور فدعا لها ولاهلها بالخير فلما انصرفت قال لبعض الحضور: ان زوجة ولدي محمد باقر ستموت بعد سبع سنوات وسيتزوج ولدي من هذه الصبية وستنجب له ولدا ذكرا يسميه علي وسيكون مرجعا كبيرا فقال له بعض الحضور: يكون مرجعا مثلك؟ فقال لا انما يكون مرجعا عاما وستعم بركته جميع العالم الاسلامي وقد نقل هذه القضية علماء كبار ومؤمنون ثقاة قبل ان يتسلم السيد منصب المرجعية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
دراسته الحوزوية :
نشأ سماحة السيد السيستاني في اسرة علمية ملتزمة وقد بدأ سماحته وهو في السنة الخامسة من عمره الشريف بتعلم القران الكريم ثم دخل مدرسة دار التعليم الديني لتعلم القراة والكتابة ونحوهما فتخرج من هذه المدرسة وقد تعلم اثناء ذلك فن الخط من استاذه الميرزا علي اقا ظالم وفي اوائل عام 1360 هج وهو بعمر 11 سنة هجرية بدأ بتوجيه من والده بقراءة مقدمات العلوم الحوزوية فاتم قراءة جملة من الكتب الادبية مثل ( شرح الالفية للسيوطي ، المغني لابن هشام ، المطول للتفتازاني ، مقامات الحريري ، شرح النظام ) وقد درس هذه الكتب عند الاديب النيشابوري وغيره من اساتذة الفن ثم درس كتابي شرح اللمعة والقوانين على يد المرحوم السيد احمد اليزدي المعروف ب ( نهنك) ثم قرأ كتب السطوح العالية مثل (المكاسب ، الرسائل، الكفاية ) عند العالم الجليل الشيخ هاشم القزويني (رحمه الله) ثم انتقل الى دراسة الكتب الفلسفية مثل شرح منظومة السبزواري وشرح الاشواق والاسفار عند المرحوم الايسي وكتاب شوارق الالهام عند المرحوم الشيخ مجتبى القزويني ثم باشر بحضور دروس المعارف الالهية عند العلامة المرحوم الميرزا مهدي الاصفهاني المتوفى اواخر سنة 1365 هج وبعدها انتقل الى حضور بحوث الخارج وذلك عند العالمين العلمين البارزين الميزا مهدي الاشتياني والميزا هاشم القزويني ( قدس سرهما الشريف) وفي اواخر عام 1368 هج وهو بعمر 19 سنة هاجر سماحته الى قم المقدسة لاكمال دراسته الحوزوية والانتهال من منهل العلماء الاعلام فحضر عند العالم الكبير والمرجع الشهير السيد حسين البروجردي دروس الفقه والاصول وحضر كذلك عند العالم الكبير السيد محمد الحجة الكوهكمري دروس الفقه وخلال فترة دراسته في قم المشرفة راسل العلامة المرحوم السيد علي البهبهاني (عالم الاحواز الشهير) وكان هذا العلامة من اتباع مدرسة المحقق الشيخ هادي الطهراني وكان موضوع المراسلات مسائل في القبلة حيث ناقش سماحته بعض نظريات الشيخ الطهراني ووقف السيد البهبهاني موقف المدافع عنها وبعد تبادل عدة رسائل كتب المرحوم البهبهاني لسماحة السيد رسالة تقدير وثناء بالغين موكلا تكميل البحث الى حين اللقاء به عند تشرفهما بزيارة الامام الرضا صلوات الله عليه .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
هجرته الى النجف الاشرف :
بعد ان اكمل دراسته في قم المقدسة قرر سماحته ان يكمل بحوثه ودراساته في عاصمة العلم والعلماء النجف الاشرف فهاجر اليها متوكلا على الله سبحانه وتعالى وذلك في شهر صفر من عام 1371 هج وكان عمره انذاك 22 سنة فوصل الى كربلاء في ذكرى اربعينة الامام الحسين عليه السلام فزار مرقده الطاهر ثم توجه الى النجف الاشرف وعندما وصل الى هناك سكن مدرسة البخارائي العلمية ومنذ ذلك اليوم والسيد السيستاني لم يغادر النجف الاشرف طيلة خمسين سنة الا فترة قصيرة قضاها في موطنه (مدينة مشهد) امدها ستة شهور سنة 1380 هج وفي ذي الحجة من الاعوام 1386 – 1405 – 1406 لاداء مناسك الحج وزيارة النبي واله صلوات الله عليهم اجمعين وهكذا استقر السيد السيستاني في مدينة النجف الاشرف مجاورا لضريح امير المؤمنين متفرغا للبحث والتدريس ونفع المؤمنين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
دراسته في النجف الاشرف :
بدأ السيد السيستاني دراسته في النجف الاشرف بحضور دروس اكبر اساتذة الحوزة في العالم الاسلامي الا وهو فقيه اهل البيت الامام ابو القاسم الموسوي الخوئي في الفقه والاصول وحضر كذلك دروس الشيخ حسين الحلي في الفقه والاصول ايضا وكان متمكنا من هذه الدروس مقتدرا على فهم مطالبها الدقيقة وقد لازمهما مدة طويلة وبعد عشر سنوات من الدراسة اراد الرجوع الى مشهد اواخر عام 1380 هج لذلك قرر السيد الخوئي والشيخ حسين الحلي ان يكتبا له شهادة اجتهاد خطية وفي نفس الوقت كتب له الشيخ العلامة اغا بزرك الطهراني شهادة يطري عليه فيها بمهارته في علم الرجال والحديث وبذلك بلغ السيد السيستاني درجة الاجتهاد المطلق .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
محاضراته :
عندما عاد سماحته من مشهد المشرفة بدأ بالقاء محاضراته في البحث الخارج في الفقه على ضوء مكاسب الشيخ الانصاري ثم اعقبه بشرح العروة الوثقى فتم له منه شرح كتاب الطهارة واكثر كتاب الصلاة وبعض كتاب الخمس وانتهى من شرح الكتاب الصوم الخ... ولقد كانت محاضرات رجالية شملت حجية مراسيل ابن ابي عمير وشرح مشيخة التهذيبين وكانت له محاضرات فقهية شملت كتاب القضاء وابحاث الربا وقاعدة الالزام والتقية .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
محاضراته في الاصول :
ابتدأ سماحته بالقاء محاضراته في علم الاصول في شعبان من عام 1384 هج وقد اكمل دروته الثالثة في شعبان عام 1411 هج ويوجد تسجيل صوتي لجميع محاضراته الفقهية والاصولية من عام 1397 هج والى اليوم .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
نبوغه العلمي :
لقد برز سماحة الامام السيستاني في بحوث اساتذته بتفوق بالغ على اقرانه وذلك في قوة الاشكال وسرعة البديهة وكثرة التحقيق والتتبع في الفقه والرجال ومواصلة النشاط العلمي والمامه بكثير من النظريات في مختلف الحقول العلمية الحوزوية ومما يشهد على ذلك الشهادة الخطية من الامام الخوئي والشيخ الفقيه حسين الحلي واللذان شهدا فيها لسماحة السيد بالاجتهاد المطلق مملوؤتين بالثناء الكبير على فضله وعلمه على ان المعروف عن الامام الخوئي انه لم يشهد لاحد من تلامذته بالاجتهاد بشهادة خطية غير سماحة السيد السيستاني واية الله الشيخ علي الفلسفي وهو من مشاهير علماء قم المقدسة اليوم وكذلك فانه حائز على شهادة في علم الرجال والحديث من شيخ المحدثين العلامة اغا بزرك الطهراني وهذا يعني ان سيدنا الاستاذ قد حاز على هذه المرتبة العظيمة وهو لا يزال في عمر الحادية والثلاثين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
معالم شخصيته :
من يعاشر السيد السيستاني دام ظله ويتصل به يرى فيه شخصية فذة تتمتع بالخصائص الروحية والمثالية التي حث عليها اهل البيت عليهم السلام والتي تجعل منه ومن امثاله من لعلماء لمخلصين مظهرا جليا لكلمة العالم الرباني ومن هنا نلقي الضوء على بعض صفات السيد السيستاني لكي نستطيع ان نرسم صورة عن شخصيته المباركة :
·الانصاف واحترام الرأي : انطلاقا من عشق السيد السيستاني للعلم والمعرفة وغبة في الوصول للحقيقة وتقديسا لحرية الراي تجده كثير القراءة والتتبع للكتب والبحوث ومعرفة الاراء حتى اراء زملاءه واقرانه .
·الادب في الحوار : ان بحوث النجف الاشرف معروفة بالحوار الساخن بين الزملاء او الاستاذ وتلميذه وذلك مما يصقل ثقافة الطالب وقوته العلمية واحيانا يكون الحوار جدلا فارغا لا يوصل لهدف علمي بل مضمونه ابراز العضلات في الجدل وقوة المعارضة وذلك مما يستهلك وقت الطالب الطموح ويبعده عن الجو الروحي للعلم والمذاكرة وتركه يحوم في حلقة عقيمة دون الوصول للهدف.. اما بحث سماحة السيد السيستاني فهو بعيد كل البعد عن الجدل واساليب الاسكات والتوهين فهو في نقاشه اراء الاخرين او مع اساتذته يستخدم الكلمات المؤدبة التي تحفظ مقام العلماء وعظمتهم حتى ولو كان الرأي المطروح واضح الضعف وفي اجابته لاستفهامات الطالب يتحدث بانفتاح وبروح الارشاد والتوجيه ولو صرف التلميذ الحوار الهادف الى الجدل الفارغ عن المحتوىفان سماحة السيد يحاول تكرار الجواب بصورة علمية ومع اصرار الطالب فان السيد الاستاذ حبنئذ يفضل الصمت على الكلام.
·خلق التربية : التدريس ليس وظيفة رسمية او روتينية يمارسها الاستاذ مقابل مقدار من المال فان هذه النظرة تبعد المدرس عن تقويم التلميذ والعناية بتربيته والصعود بمستواه العلمي للتفوق والظهور ولقد كان الامام الحكيم مضرب المثل في خلقه التربوي مع تلامذته وطلابه وكذلك كانت علاقة الامام الخوئي بتلامذته وهذا الخلق متمثل في شخصية وارث حوزة النجف السيد السيستاني فهو يحث دائما بعد الدرس على سؤاله ونقاشه فيقول: اسألوا ول على رقم الصفحة لبحث معين او اسم كتاب معين حتى تعتادوا على حوار الاستاذ والصلة العلمية به... وهو يحث دائما على مقارنة بحثه مع البحوث المطبوعة والوقوف عند نقاط القوة والضعف ويؤكد دائما على احترام العلماء والالتزام بالادب في نقاش اقوالهم ويتحدث عن اساتذته وروحياتهم العالية وامثال ذلك من شواهد الخلق الرفيع.
·الورع : ان في النجف ظاهرة جلية في كثير من العلماء والاعاظم وهي ظاهرة البعد عن مواقع الضوضاء والفتن وربما يعتبر البعض هذا الموقف سلبيا لانه هروب من مواجهة الواقع وتسجيل الموقف الصريح المرضي للشرع المقدس ولكنه عند التأمل يظهر بانه موقف ايجابي وضروري احيانا للمصلحة العامة ومواجهة الواقع وتسجيل الموقف الشرعي يحتاج الى ظروف موضوعية وارضية صالحة تفاعل مع هذا الموقف فلو وقعت في الساحة الاسلامية اثارات وملابسات بحيث يؤدي الى طمس بعض المفاهيم الاساسية في الشريعة الاسلامية وجب على العلماء بالدرجة الاولى التصدي لازالة الشبهات وابراز الحقائق الناصعة فاذا ظهرت البدع فعلى العالم ان يظهر علمه فانم لم يفعل سلب منه نور الايمان . ولكن لو كان مسار الفتنة مسارا شخصيا وفي جو مفعم بالمزايدات والتعصبات العرقية والشخصية لمرجع معين فان علماء الحوزة ومنهم سماحة الامام السيستاني يلتزمون دوما بالصمت والوقار والبعد عن هذه الضوضاء الصاخبة كما حدث بعد وفاة السيد حسين البروجردي ووفاة السيد الحكيم وما يحدث غالبا من التنافس على الالقاب والمناصب والاختلافات الجزئية كما هو الحال في يومنا الحاضر مضافا لزهده المتمثل في لباسه المتواضع ومسكنه الصغير الذي لا يملكه واثاثه البسيط .
·الانتاج الفكري : السيد السيستاني ليس فقيها فحسب بل هو رجل مثقف مطلع على الثقافات المعاصرة ومتفتح على الافكار الحضارية المختلفة ويمتلك الرؤية الثاقبة في المسيرة العالمية في المجال الاقتصادي والسياسي وعنده نظرات ادارية جيدة وافكار اجتماعية مواكبة للتطور الملحوظ واستيعاب للاوضاع المعاصرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مرجعيته المباركة :
نقل عن بعض اساتذة النجف الاشرف انه بعد وفاة اية الله العظمى السيد نصر الله المستنبط اقترح مجموعة من لفضلاء والعلماء على الامام الخوئي رضوان الله عليه الى اعداد الارضية لشخص يشار اليه بالبنان مؤهل للمحافظة على المرجعية والحوزة العلمية في النجف الاشرف فكان اختيار الامام الخوئي على تلميذه السيد علي الحسيني السيستاني لفضله العلمي ونبوغه وصفاء سلوكه وخطه وورعه وتقواه .. ويذكر ان السيد السيستاني زار استاذه الخوئي بسبب وعكة صحية المت به وذلك يوم 29/ربيع الثاني/1409 هج فطلب منه السيد لخوئي ان يقيم صلاة الجماعة في جامع الخضراء بدلا منه فلم يوافق السيد السيستاني على هذا الطلب فالح عليه السيد الخوئي قائلا له: لو كنت احكم كما كان يفعل ذلك المرحوم الحاج اغا حسين القمي قدس سره لحكمت عليكم بلزوم القبول . فاستمهله السيد السيستاني بضعة ايام وفي نهاية الامر استجاب لطلبه وام المصلين من يوم الجمعة 5/جمادي الاول/1409 هج الى الجمعة الاخيرة من شهر ذي الحجة سنة 1414 هج حيث اغلق الجامع وعند وفاة الامام الخوئي كان احد الستة الذين تولوا تشييع السيد ليلا وهو الذي صلى على جثمانه الطاهر وبعدها اشار الكثير من المجتهدين والاعلام في حوزة النجف وخارجها باعلميته على اقرانه فتصدى سماحته لتجمل اعباء المرجعية العظمى وشوؤن التقليد وزعامة الحوزة العلمية بارسال الاجازات وتوزيع الحقوق والتدريس على منبر الامام الخوئي في جامع الخضراء وبدأ تقليده ينتشر بسرعة في العراق وايران والخليج ومناطق اخرى كالهند وافريقيا وهو من القلة المعدودين من اعاظم الفقهاء ممن تدور حولهم الاعلمية بشهادة افاضل وعلماء الحوزة العلمية (دام ظله الوارف على رؤوس الانام).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــ
مؤلفاته :
منذ اربعة وثلاثين سنة بدأ سماحته يدرس البحث الخارج فقها واصولا ورجالا ويقدم نتاجه وعطاءه الوافر وقد اخرج بحثه عدد من افاضل اساتذة الحوزة العلمية مثل الشيخ مهدي مرواريد والسيد مرتضى لمهري والعلامة السيد حبيب حسينيان والعلامة السيد مرتضى الاصفهاني والعلامة السيد احمد المددي والعلامة الشيخ باقر الايرواني وغيرهم من الاساتذة وبعض هذه البحوث جاهز للطبع وخلال هذه المدة كان سماحته مهتما بتأليف كتب مهمة وبحوث قيمة ورسائل حوزوية وفي ما يلي قائمة باسماء بعض مؤلفاته :
1) المسائل المنتخبة .... رسالة علمية.
2) الفقه للمغتربين.... فتاوى سماحته.
3) مناسك الحج..... فتاوى سماحته.
4) ملحق مناسك الحج.... 1
5) ملحق مناسك الحج....2
6) ملحق مناسك الحج....3
7) المسائل المستحدثة في الحج..... فتاوى سماحته.
8) الميسر في لحج والعمرة.
9) توضيح المسائل.
10) الفتاوى الميسرة.
11) الرافد في علم الاصول.... تقريرات سماحته.
12) قاعدة لا ضرر ولا ضرار..... تقريرات سماحته.
13) شرح العروة الوثقى.... عدة مجلدات.
14) منهاج الصالحين.... ثلاث مجلدات
15) مختصر الرسالة.... وفق فتاوى سماحته.
16) البحوث الاصولية.... دورة اصولية كاملة.
17) كتاب القضاء.
18) كتاب البيع والخيارات
وغيرها الكثير من المؤلفات.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مسيرته الجهادية :
كان النظام البعثي يسعى بكل وسيلة للقضاء على الحوزة العلمية في النجف الاشرف منذ تسلمه السلطة وقد قام بعمليات نهجير واسعة للعلماء والفضلاء وسائر طلاب الحوزة من غير العراقيين وقد لاقى السيد السيستاني عناءا بالغا من جراء ذلك وكاد ان يهجر عدة مرات وتم تسفير جماعة من تلامذته وطلاب مجلس درسه في فترات متقاربة ثم كانت الظروف قاسية جدا في ايام الحرب العراقية الايرانية ولكن على الرغم من ذلك فقد اصر سماحته على البقاء في النجف الاشرف وواصل التدريس في الحوزة العلمية ايمانا منه بلزوم الاستمرار في المسار الحوزوي المستقل عن الحكومات تفاديا للسلبيات التي تنجم عن تغيير هذا المسار. وفي عام 1411 هج عندما قضى النظام البعثي على الانتفاضة الشعبانية اتقل سماحة السيد السيستاني ومعه مجموعة من العلماء منهم الشيخ الشهيد مرتضى البروجردي والشيخ الشهيد ميرزا علي الغروي رضوان الله عليهم اجمعين وقد تعرضوا للضرب والاستجواب القاسي في فندق السلام وفي معسكر الرزازة وفي معتقل الرضوانية الى ان فرج الله عنهم ببركة اهل البيت عليهم السلام حيث خرجوا بعد فترة من السجن وفي عام 1413 هج عندما توفي السيد الخوئي رضوان الله عليه وتصدى سماحة السيد السيستاني للمرجعية حاولت السلطات تغيير مسار المرجعية وبذلت ما في وسعها للحط من موقع السيد ومكانته المتميزة بين المراجع وسعت الى تفرق المؤمنين عنه بشتى السبل منها اغلاق جامع الخضراء الذي كان يؤم المصلين فيه وعندما وجد النظام البعثي ان محاولاته بائت جميعا بالفشل خطط لاغتيال سماحة السيد وقد كشفت وثائق المخابرات عن عدد من هذه المخططات ولكن مكروا ومكر الله والله خير الماكرين.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــ
اجازاته في الاجتهاد :
1) اجازته من السيد ابو القاسم الموسوي الخوئي رضوان الله عليه وهذا نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الذي رفع منازل العلماء حتى جعلهم بمنزلة الانبياء وفضل مدادهم على دماء الشهداء وافضل صلواته وتحياته على من اصطفاه من الاولين والاخرين وبعث رحمة للعالمين واله الطيبين الطاهرين... وبعد فان شرف العلم لا يخفى وفضله لا يحصى قد ورثه اهله عن الانبياء ونالوا به نيابة خاتم الاوصياء ما دامت الارض والسماء وممن سلك في طلبه مسلك صالحي السلف هو جناب العالم العامل والفاضل الكامل سند الفقهاء العظام حجة الاسلام السيد علي السيستاني ادام الله ايام افاضاته وافضاله وكثر العلماء العاملين امثاله فانه قد بذل في هذا السبيل شطرا من عمره الشريف معتكفا بجوار وصي خاتم الانبياء في النجف الاشرف على مشرفها الاف التحية والثناء وقد حضر ابحاثي الفقهية والاصولية حضور تفهم وتحقيق وتعمق وتدقيق حتى ادرك والحمد لله مناه ونال مبتغاه وفاز بالمراد وحاز ملكة الاجتهاد فله العمل بما يستنبطه من الاحكام فليحمد الله سبحانه على ما اولاه وليشكره على ما حباه وقد اجزته ان يروي عني جميع ما صحت لي روايته من الكتب الاربعة التي عليها المدار ( الكافي والفقيه والتهذيب والاستبصار) والجوامع الاخيرة : الوسائل ومستدركه والوافي والبحار وغيرها من مصنفات اصحابنا وما رووه عن غيرنا بحق اجازاتي من مشايخي العظام باسانيدهم المنتهية الى اهل البيت عليهم السلام واوصيه دامت تأييداته بملازمة التقوى وسلوك سبيل الاحتياط فانه ليس بناكب عن الصراط من سلك سبيل الاحتياط وان لا ينساني من صالح الدعوات كما اني لا انساه ان شاء الله تعالى والسلام عليه ورحمة الله وبركاته.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
2) اجازته من قبل اية الله الشيخ حسين الحلي وهذا هو نصها :
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلقه محمد واله الطاهرين وبعد... فان فضل العلم لا يخفى وبه تنال السعادة الابدية العظمى وممن بذل الهمة في تحصيله وصرف على ذلك برهة من عمره جناب الثقة العلامة المحقق حجة الاسلام السيد علي نجل المرحوم العالم المقدس الحاج محمد باقر الحسيني السيستاني الخراساني طاب ثراه فان جنابه قد حضر ابحاثي سنين عديدة حضور تفهم وتحقيق وتأمل وتدقيق مجدا في تحريرها مجيدا في تحقيقها وقد كثرت المذاكرة معه فوجدته بالغا مرتبة الاجتهاد وقادر على الاستنباط فله العمل بانظاره في المسائل الشرعية والاحكام الفرعية على حسب الطريقة المعروفة التي جرى عليها مشايخنا العظام واساتذتنا الكرام (قدس الله اسرارهم) وقد اجزت لجنابه ان يروي عني كل ما صحت لي روايته باسنادي عن مشايخنا العظام قدست اسرارهم واوصيه بملازمة التقوى وطريق الاحتياط وارجوه ان لا ينساني في الدعاء والسلام عليه ورحمة الله وبركاته : 17/ذي القعدة/1380 هج الاقل حسين الحلي.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
3) اجازته من قبل المحدث العارف الشيخ اغا بزرك الطهراني رضوان الله عليه :
اجيز سماحته من قبل الشيخ المحدث اغا بزرك الطهراني مؤلف موسوعة الذريعة الى تصانيف الشيعة حيث اجاز لسماحة السيد الرواية عنه باسانيده في الحديث كما اطرى في هذه الشهادة على مهارة السيد في علمي الحديث والرجال وعبر عنه باسم سيد العلماء الابرار.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ




رد مع اقتباس
قديم 12-04-2010, 04:44 PM   #2
الشيخ حسن العبد الله
مشرف


الصورة الرمزية الشيخ حسن العبد الله
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



السيد السيستاني والموقف المسوؤل :
ان الانصاف يقتضي الاشادة والتقدير للموقف الرسالي المسؤول الذي جسده العلماء المصلحون الربانيون وبالخصوص بعد سقوط نظام البعث الكافر في العراق وفي طليعتهم المرجع السيد السيستاني دام ظله الشريف هذا العالم الرباني الذي ضرب اروع الامثلة المعاصرة في التزام المبدئية والحرص على وحدة الامة والتسامي فوق الجراح. ان الجميع يعرف الظروف القاسية التي عاشها السيد السيستاني دام ظله والحوزة الشريفة في النجف الاشرف وامتداداتها في الشعب العراقي في عهد النظام البائد والمقابر الجماعية وارقام الشهداء من الفقهاء والعلماء والخطباء وحملات التهجير القسرية ومآسي المعتقلات كلها شواهد واضحة لا تقبل الانكار. لكن السيد السيستاني بعد سقوط النظام الجم اي نزعة للانتقام واخذ الثأر في صفوف اتباعه واصدر اكثر من فتوى تحرم اي نوع من انواع الانتقام حتى نشر الوثائق التي تفضح ازلام النظام البائد وعملائه فقد اجاب على سؤال حول من تأكد دوره المباشر في قتل الابرياء من ازلام النظام البائد هل تجوز المبادرة الى القصاص منه؟ فاجاب سماحته : القصاص انما هو حق لاولياء المقتول بعد ثبوت الجريمة في المحكمة الشرعية وى تجوز المبادرة اليه لغير الولي ولا قبل الحكم من قبل القاضي الشرعي .
وردا على سؤال حول كون الشخص عضوا في حزب البعث السابق او متعاونا مع اجهزة النظام الامنية هل يكفي ذلك لمعاقبته ؟ اجاب سماحته : لا يكفي وامر مثله موكول الى المحاكم الشرعية فلا بد من الانتظار لحين تشكيلها.
وحول نشر الوثائق التي تفضح عملاء النظام السابق اجاب سماحته : لا يجوز ذلك بل لا بد من حفظها وجعلها تحت تصرف الجهة ذات الصلاحية .
وبذلك استطاع سماحته ان يحفظ لشعب العراقي من نزعة الانتقام غير المنضبط.
وحين بدأت فتنة الارهاب والتكفير الطائفي في العراق واعلن الزرقاوي حربه على الشيعة واستهدافه لشخصياتهم ومناسباتهم الدينية بمرأى ومسمع من الجميع وبصراحة تامة حيث توالت الاغتيالات والتفجيرات من عصابته والمتحالفين معهم كالتفجير الذي استهدف الشهيد السيد محمد باقر الحكيم وتفجيرات العاشر من محرم الحرام في الكاظمية وكربلاء المقدسة وتفجيرات الحلة وجامع براثا وصولا الى تفجير قبة الامامين العسكريين في سامراء ولا شك ان هذه التفجيرات وما تسفر عنه من ضحايا وانتهاك لحرمة العتبات المقدسة في العراق كانت تفجر الغضب في النفوس وتلهب مشاعر التحدي مما يدفع لاتجاه الانتقام والقيام بردود فعل مشابهة ولكن وعي السيد السيستاني وحكمته منعت ذلك لوقت طويل حيث كان يرفض اتهام اي جهة مذهبية ويؤكد على التحلي بالوعي والحذر من الفئات المعادية لكل العراق ولكل المذاهب
وفي سؤال عن الموقف تجاه تهديدات الزرقاوي قال في بيان صادر عن مكتبه بتاريخ 21/شعبان/1426 هج :
( ان الهدف الاساس من اطلاق هذه التهديدات وما سبقها واعقبها من اعمال اجرامية استهدفت عشرات الالاف من الابرياء في مختلف انحاء العراق هو ايقاع الفتنة بين ابناء هذا الشعب الكريم وايقاد نار الحرب الاهلية في هذا البلد العزيز للحيلولة دون استعادته لسيادته وامنه ومنع شعبه المثخن بجراح الاحتلال وما سبقه من القهر والاستبداد من العمل على استرداد عافيته والسير في مدارج الرقي والتقدم ولكن معظم العراقيين ولله الحمد على وعي تام بهذه الاهداف الخبيثة وسوف لن يسمحوا للعدو الطامع بتحقيق مخططاته الاجرامية مهما نالهم من ظلم واذى واريق على ثرى بلدهم الطاهر من دماء زكية لاهليهم واحبتهم... واننا في الوقت الذي نعبر فيه عن بالغ الاسى لكل قطرة دم عراقية تسفك ظلما وعدوانا ونتألم لاهات الثكالى وبكاء الايتام وانين الجرحى ندعوا المؤمنين من اتباع اهل البيت الى الاستمرار في ضبط النفس مع مزيد من الحيطة والحذر).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

رؤية التعايش المذهبي :
تضمن البيان الهام الذي صدر عن مكتب سماحة السيد السيستاني دام ظله في النجف الاشرف بتاريخ (14/محرم/1428هج) الموافق ليوم 3 / 2 / 2007 رؤية عميقة لمعالجة المشكل الطائفي وهذه الرؤية تستحق الدراسة والاهتمام وقد تعرض الدكتور حمزة قبلان المزيني لهذا البيان في صحيفة الوطن السعودية بتاريخ 8 / 2 / 2007 حيث قال :
(( وتأتي اهمية هذا البيان من صدوره عن هذه المرجعية الشيعية العليا التي يقلدها كثير من المؤمنين الشيعة في العالم وهذا ما يوجب لترحيب به والعمل عل جعله اساسا لبداية عمل مخلص لوأد الفتنة بين المسلمين كما يجب ان يبرز وينشر على نطاق واسع لما يتضمنه من المبادئ التي يمكن ان ترشد مواقف المسلمين الشيعة وتدخل الاطمئنان على السنة وتضع الخلاف بين المذهبين في مساره الحقيقي ومن هنا يجب ان نمسك بهذه اللحظة التاريخية التي يمثلها صدور هذا البيان من هذه المرجعية المرموقة ونعمل تبعا لذلك على تعميمه على اوسع نطاق في العراق خاصة الان وان يكون وثيقة يوعظ بها على منابر المساجد والحسينيات والمنتديات والصحف والندوات التلفازية والاذاعية حتى يصل الى المسلمين جميعا من المذهبين بديلا لما تحفل به هذه المنابر كل يوم من الشحن الطائفي البغيض ولا يقل اهمية عن ذلك ان يقابل هذا البيان ببيانات من علماء اهل السنة تماثله من حيث المرجعية والمحتوى... انتهى كلام الدكتور حمزة قبلان))
وبالعودة الى الرؤية التي تضمنها هذا البيان فان من اهم ملامحها ما يأتي:
1) اخذ الظروف العصيبة التي تمر بها الامة بعين الاعتبار فهناك اكثر من وطن اسلامي يئن تحت وطأة الاحتلال كفلسطين والعراق وافغانستان واوطان اخرى تحت طائلة التهديد بالتدخل والضربات العسكرية وهناك حرب معلنة على رموز الاسلام ومقدساته واستخفاف بوجود الامة وكرامتها تحت غطاء مكافحة الارهاب . ان من يعي هذه التحديات الخطيرة يجب ان يرفض اي اضعاف لجبهة الامة لداخلية واي ارباك لساحتها بالنزاعات والخلافات.
2) ان التنوع المذهبي ليس شيئا طارئا بل هو واقع تعيشه الامة طيلة عقودها السابقة فلا بد من قبول هذا التنوع والتعددية المذهبية.
3) ان اصول لدين واركان العقيدة هي مورد اتفاق بين المسلمين بجميع مذاهبهم فهم يؤمنون بالله الواحد وبرسالة النبي صلى الله عليه واله وسلم وبمودة اهل البيت ونحو ذلك ومنها الواجبات الاسلامية كالصلاة والصيام والخ والتي هي الاساس القويم للوحدة الاسلامية.
4) انه لاضير في بحث الاختلافات العقائدية والفقهية والتاريخية في اطار البحث العلمي الرصين وليس ضمن اساليب التعبئة والتهريج.
5) تحقيق التعايش السلمي على اساس الاعتراف والاحترام المتبادل وحفظ الحقوق الانسانية والوطنية والتأكيد على حرمة دم كل مسلم سنيا كان ام شيعيا وحرمة عرضه وماله والتبرؤ من كل من يسفك دما حراما ايا كان صاحبه .
هذه الرؤية العميقة التي قدمها السيد السيستاني للتعايش بين ابناء المذاهب الاسلامية ليست فكرة اثارتها في ذهنه التطورات السياسية بل تنطلق من جذور دينية راسخة فهو خريج مدرسة حملت هم الوحدة والتقريب بين المذاهب الاسلامية منذ عقود من الزمن وهي مدرسة استاذه السيد حسين البروجردي المتوفى سنة 1380 هج والذي كان المرجع العلى في حوزة قم وهو الذي رعى تاسيس دار التقريب بين المذاهب الاسلامية في القاهرة في ستينيات القرن الميلادي المنصرم وله اراؤه المعروفة على صعيد الانفتاح والتقريب وقد انضم السيد السيستاني الى دروس السيد البروجردي عام 1368 هج وتأثر به واستفاد من ملاحظاته ونظرياته الدقيقة في علمي الرجال والفقه
ان السيد السيستاني في بحثه لموضوع الاجتهاد والتقليد يؤكد على اهمية اطلاع الفقيه الشيعي على اراء فقهاء السنة المعاصرين لائمة اهل البيت عليهم السلام وان ذلك من مقومات الفقاهة والاعلمية كما جاء في تعليقته على العروة الوثقى مسألة رقم 17 وهو ينفي عن اهل السنة بغض اهل البيت عليهم السلام بل يراهم مؤمنين بمودتهم كما جاء في بيانه بتاريخ 14 /محرم / 1428 هج حيث يقول: فان الجميع يؤمنون بالله الواحد وبمودة اهل البيت عليهم السلام.
فاهل السنة عند السيد السيستاني ليسوا نواصب لان النواصب هم المعلنون بعداوة اهل البيت عليهم السلام كما جاء برسالته العملية الجامعة لفتاواه (منهاج الصالحين ج1 ص139)
وهو يشيد برموز الجهاد من اهل السنة ويعتبر من يقتل منهم في سبيل الله شهيدا يدعوا له بالرحمة والمغفرة كما جاء في بيان مكتبه حول استشهاد الشيخ احمد ياسين بتاريخ 30/محرم/1425 هج بالنص التالي:
(( في صباح هذا اليوم وفي جريمة بشعة ارتكبها الكيان الصهيوني المحتل فقد الشعب الفلسطيني احد رجاله الابطال العالم الشهيد الشيخ احمد ياسين تغمده الله بواسع رحمته الذي كرس حياته لخدمة وطنه ودينه واصبح مثالا يحتذى به في الصبر والمقاومة))
وحينما بلغه اقتحام بعض الجهلاء من الشيعة لبعض مساجد اهل السنة وطرد ائمة الجماعة منها اصدر السيد السيستاني فتوى في الاجابة على سؤال عن الموضوع بتاريخ 18/صفر/1424 هج بالنص التالي:
(( هذا العمل مرفوض تماما ولا بد من رفع التجاوز وتوفير الحماية لامام الجماعة واعادته الى جامعه معززا مكرما))
بل انه امر بالاسهام في بناء مساجد اهل السنة واعادة تعميرها كما نقل ولده السيد محمد رضا حسبما اوردته جريدة الحياة بتاريخ 18 / 4 / 2003 الموافق ليوم 16/صفر/1424 هج.
وهو يبرئ اهل السنة من جريمة الاعتداء على مقام الامامين العسكريين عليهما السلام بسامراء كما جاء في بيانه حول الذكر السنوية الاولى بتاريخ 23/محرم/1428هج حيث قال ما نصه :
( ندعوا المؤمنين وهم يحيون هذه المناسبة الحزينة ويعبرون عن مشاعرهم الجياشة تجاه ما تعرض له ائمتهم من هتك واعتداء ان يراعوا اقصى درجات الانضباط ولا يبدر منهم قول او فعل يسئ الى المواطنين من اخواننا اهل السنة الذين هم براء من تلك الجريمة النكراء ولا يرضون بها ابدا ).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الى الداخل الشيعي :

لا تخلوا الساحة الشيعية من اتجاهات متشددة مذهبيا لقناعاتها المذهبية او لنهج تعصبي او رد فعل لتطرف لجهة الاخرى وهذه الاتجاهات المتطرفة تشكل ضغطا على خط الاعتدال الشيعي العام بدغدغتها للمشاعر الطائفية وطرح نفسها كسور حصين للدفاع عن العقيدة وحمايتها وهي بذلك تعطي المبررات والاوراق لجهات التطرف في الجانب السني وهكذا تستمر لعبة الفعل ورد الفعل على حساب مصلحة الدين والامة لذا يمكن القول ان رؤية السيد السيستاني بما يمثله من مرجعية عليا ومواقفه الوحدوية الداعية للتسامح والتعايش المذهبي تشكل افضل رسالة دعم لخط الاعتدال العام في الساحة الشيعية فلا احد يستطيع المزايدة عليه ولا اتهامه بالتخاذل في نصرة العقيدة او تقديم التنازلات لمصالح سياسية ونطمح من سماحته الى مزيد من هذه الرؤى المنفتحة والمواقف الرسالية ونأمل فيما يوازيها ويماثلها من كبار علماء السنة حتى تستطيع الامة تخطي هذه المحنة والفتنة الطائفية العمياء وليحقق هذا الجيل المسلم حلم الوحدة والتقريب ان شاء الله.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

لغة السيد السيستاني :

يتهم الكثير من مرضى النفوس من القوميين السيد بعدم تكلمه اللغة لعربية بطلاقة ويكفي لتكذيب هذه المزاعم انه لدى تسنمه رتبة المرجعية واتساع طلابه قام بالتدريس باللغة العربية الفصحى والتي يجيدها اجادة بارزة لا يتلكأ ولا يتردد ولا يتوقف وهو في هذا مثار اعجاب السامعين والمتلقين والوفود ويمكن لاي شخص اليوم ان يذهب الى النجف ويزور سماحته ويسلم عليه ويسمع الرد لكي يقطع الشك باليقين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

السيد السيستاني ...... الاسوة :

عاش السيد السيستاني حياته مغتربا عن الناس مقتربا من الكتاب فقد كان صنو كتابه وحليف درسه وجليس غرفته يقرأ ويدقق ويحقق يدرس ويدرس ويخرج وقد اعتنى بتربية جيل صاعد من افاضل الحوزة العلمية وتفرغ لتربية ولديه تربية دراسية عالية اعني السيد محمد رضا والسيد محمد باقر وهما اليوم استاذان للبحث الخارج في النجف وقد صرح الاستاذ محمد حسين الصغير باجتهاد السيد محمد رضا .
انشغل سماحته بالمهمة العلمية عن مظاهر الدنيا واوقفته الظاهرة الشرعية عند حدودها لم يعبأ بملبس او مأكل او دار او عقار ولم يتمتع من الاصدقاء والخلصاء ولم تستهوه مجالس الترويح عن النفس بالاحاديث والنوادر اختص بافراد قلائل من العلماء يستمع منهم ويستمعون منه لم يحضر مجلسا علميا الا للمذاكرة ولم يعتد المجاملات التي تستوعب بعض الوقت كل كده وجهده وكدحه خالص لعلم اهل البيت عليهم السلام مع وقار ظاهر واتزان معروف ونظرة صائبة .... عاش فقيرا وما زال فقيرا والملايين بين يديه لسد احتياج الفقراء واعلاء شأن الدين ورعاية الحوزات العلمية ومعالجة المرضى واحياء المشاريع النافعة والاصلاح بين المتخاصمين ... عاش منعزلا حتى لا يعرفه اكثر من طلابه وعلية القوم وهو معهم وخارج عنهم لا يتصل الا لماما ولا يتعايش مع الاخرين الا لواذا فالعلم فوق كل شئ وهو اكبر من كل شئ ويضحي من اجله بكل شئ حتى عد من الزاهدين في الجياة والمتفرغين للعلم والعمل الصالح بعيدا عن كل المعوقات التي تشغله عن الاشتغال والتحصيل ومتابعة المعارف.
اذا حضر محفلا علميا بدأ بالبحث العلمي او اجتمع بصديق له عرض عليه مسألة مشكلة للتوصل الى الحلول واذا ادى واجبا اجتماعيا اقتصر على اسقاط الغرض دون التبذير بالزمن ... فيه بساطة الاتقياء وعليه سيماء الصالحين ولديه فكر المتيقظ الحذر وعنده الخبرة الكافية بمعاصريه كما هي في الرجال ومدارك التعديل....
يعطي لنفسه فسحة يتروح فيها على نهر الفرات في الكوفة سائرا ومفكرا وتجديد للنشاط والحيوية يقابل بالسلام ليس غير وتقابه بالتحية فحسب فهذا السيد الورع في فكر دائم بما يبني به كيان الامة في صرحها العلمي في النجف الاشرف وهو معني بالشأن العلمي منذ شبابه الاول حتى كهولته وهو عنفوانها اليوم وان تجاوز الثمانين من عمره المديد حفظه الله وحرسه بعينه التي لا تنام جلت قدرته.
ومن امثلة اهتمامه بالعلم انه لدى اقامته في قم راسل العلامة المرحوم السيد علي البهبهاني وكان موضوع الرسائل البحث الدقيق في بعض مسائل القبلة وبعد مجموعة من المراسلات العلمية كتب المرحوم البهبهاني رسالة للسيد فيها ثناء وتقدير بالغين عن تنبهه لدقيق المسائل موكلا اكمال البحث الى حين التقائه به عند زيارة الامام الرضا عليه السلام.
زار السيد السيستاني سماحة اية الله العظمى المرحوم الشيخ محمد طاهر الشيخ راضي في منزله والشيخ محمد طاهر من القلائل الافذاذ في الفقه والاصول وهو دائرة معارف في الادب والتراث والفلسفة والتاريخ ولدى تباحثه مع السيد في اعمق المسائل فقها واصولا وفلسفة اغتبط كثيرا بامثال هذه الطاقات النادرة لدى السيد حفظه الله وقال له : سيدنا ابق على عزلتك ودراستك وبحثك هكذا فسوف ياتي يوم تحتاج اليك النجف الاشرف ... وبعد وفاة السيد الخوئي اعلى الله مقامه اتجهت الانظار الى العلمين البارزين السيد عبد الاعلى السبزواري والسيد علي السيستاني وبعد وفاة الاول كانت المرجعية للسيد السيستاني بنظر اهل الخبرة والدراية ممن يوثق باختبارهم ويطمئن الى ترشيحهم وهكذا كان فقد من الله على الطائفة الامامية بهذا المرجع المؤيد حيث ان السيد السيستاني عظيم التدبير حديد الملاحظة جدي المعالجة بصير الرؤية نافذ البصيرة يتطلع الى الافق البعيد في منظور معاصر ويفيد من الماضي خبرة الناقد الواعي ومن خلال هذين الملحظين تجلت له الحقائق مرتبطة بالمناخ الواقعي الذي يزن الامور فكان دقيق الميزان فيما يقرر مصيبا فيما يرى تسدده العناية الالهية في معايشة عصره بمفارقاته ومضاعفاته المتلاحقة دقيق الميزان في العدل شديد الورع في المال واضح الزهد في المعاش واللباس والاثاث والدار لا يعدوا طعامه الجشب ولا يألف من الابراد الا البسيط في داره عادي من الفراش وزهيد من الاواني لا دار له ولا عقار وانما هي الدار التي عاش فيها طالبا ومدرسا في الحوزة العلمية لا تتجاوز مساحتها السبعين مترا وهي مستأجرة لا يملكها يدفع اجاراتها الشهرية حتى اليوم بمبلغ متواضع والسيد السيستاني يمثل الذروة في تواضعه وترسله وواقعيته والامثلة على ذلك عديدة لا تحصى ففي يوم من الايام زاره احد المراجع العظام ومن شدة فرحه بلقاءه وتعظيمه له صافحه مصافحة حارة حتى كاد ان يهوي الى يده فيقبلها
وفي احد الايام شيع احد الاعاظم في الدين الى ساحة الدار فاهوى الى الارض وقدم له نعليه بل ودع احد اصدقاءه فقدم له حذائه فقال له : ماذا تصنع سيدنا ؟ فقال السيد احترام المؤمن واجب واريد ان اظهر منزلتك عند من لا يعرف قدرك.
اذا زار اي شخص السيد السيستاني ممن له اثارة من من علم او ملحظ من دين او ظاهرة من ورع وتقوى قربه اليه حتى ليزاحمه في مجلسه و يشغله في ديوانه كثرة الشؤون عن الاستفسار عن صحة كل قادم والتركيز على ذوي الشرعية لان الله اخفى وليه بين عباده
ومن مميزات السيد السيستاني انه يعيش مكمدا وتراه باسما ويصبح محزونا فلا يظهر عليه ذلك وتظنه في سعادة وهو في اقصى درجات الالم وتحسبه في راحة وهو في بحبوحة الاضطراب لا يشتكي طرفة عين ابدا ولا يبدي جزعا في اشد الاحداث نكاية ولا يظهر تأففا وهو في ضيق تام اوكل امره الى الله متخذا القرار وحده في النوازل لا تزعزعه عاديات الزمن ولا تستولي عليه صروف الدهر يتأسى بما اصاب الائمة الطاهرين من العنت والعسر والاخراج وهذه خصيصة نادرة
اذا سئل عن حكم شرعي اجاب بطلاقة واسلوب مشوق يفهم منه السامع ويفيد المتلقي تجنب في ذلك الايغال ومال الى الاسماح اي انه يبسط الاجابة بما يناسب مقتضى الحال دون الدخول في تفصيلات مضنية قد لا يستوعبها السائل ولا يهضمها المجموع العام.
يروي عنه الاستاذ محمد حسين الصغير احد المقربين منه هذه الرواية فيقول:
اقبل عليه احدهم طالبا منه العفو عمن كان يسبه ويشتمه وقد توفي فقال السيد : قد عفوت عنه فقلت له : لماذا يسبك الان هلا سبك قبل المرجعية انه يسبك باعتبارك مرجعا لا باعتبارك السيستاني وهذا متعلق بالمنصب والمقام فقال السيد : نوكل امر ذلك الى الله تعالى فقلت له : ان السيد محسن الحكيم قدس سره قد تعرض لمثل هذا النوع من الشتم والسباب فقد كلف احدهم والدي ان يكلم السيد الحكيم ليعفو عنه وليغفر له ما قذفه به اوائل مرجعيته وكلمه الوالد فقال له: هناك جهتان في هذا الاغتياب او الشتم : الاولى السيد الحكيم نفسه وقد عفوت عنه وابرات ذمته والثانية السيد الحكيم باعتباره مرجعا فهو تهوين بالمقام واعتداء على المنصب ولا ابرء ذمته على الاطلاق فقال السيد السيستاني : معنى هذا ان السيد قد اوكل ذلك الى الله وانا فعلت الشئ نفسه .
والسيد السيستاني في مميزاته يمثل نفحات اهل البيت فقد جمع الى جانب العلم الحلم والى ميزة التواضع العزة والى شعار الزهد التقوى والى جانب الاسترسال الحيطة والحذر والى تشخيص الذوات اعطائهم منازلهم والى الترحيب بالناس الاعتداد بالشباب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

حياة الزهد :

هناك ميزة امتاز بها السيد السيستاني الا وهي العيش الكفاف وحياة الزهد فقد كان السيد السيستاني فقيرا مقتصدا واصبح مرجعا وهو فقير مقتصد يحيا حياة الفقراء والبؤساء ولننقل هذه القضية التي يرويها الاستاذ محمد حسن الصغير :
يقول الاستاذ محمد حسين الصغير : خرجت من الجامعة الدينية في النجف الاشرف مساءا اوائل عام 1995 بعد احالتي على التقاعد واضعا يدي الى الخلف مطأطأ برأسي الى الارض مفكرا فيما وصلت اليه بعد جهاد طويل استمر اربعين عاما واذا بي افاجأ بالسيد السيستاني قريبا من دارنا بنحو مئة متر سلمت عليه ورحبت به وابديت متطلبات المجاملة الواقعية ومعه ولده فقلت : سيدنا خيرا في هذا الليل ( وكان من عادته ان يكرس الليل للعمل العلمي ) فقال:
انت تعلم ما بيني وبين السيد حسين بحر العلوم من الخصوصية وهو مريض جئت لعيادته فقلت : تفضلوا ( ومعه ولده الثقة العدل محمد رضا) استرح في دارنا واوصلكم بالسيارة الى داخل المدينة فقال : الليلة تحصيل ( يقصد ان غدا يوم تدريس البحث العالي ولا بد من التحضير الليلي لمفردات الموضوع المباحث).
ثم التفت الي وقال: انت مشغول الفكر لم ترني حتى دنوت مني ؟ فقلت سيدنا انت تعلم اني اعيش منذ اربعة وثلاثين سنة استاذا وانا مكفي المؤونة كفافا براتبي في الجامعة وقد احلت على التقاعد بما تعلمه من تفاصيل وانا افكر بماذا اسد متطلبات الحياة ماليا والحقوق الشرعية كما تعلم لا اتناول منها شيئا ولدي عرضان :
الاول من جامعات ليبيا بحدود 1500 دولار شهريا وعرض من جامعات الاردن بحدود 2500 دولار لا سيما وانا بدرجة استاذ اول وانا افكر في ذلك .
فقال لي : لا تفعل ولا تترك النجف لك بي اسوة في الفقر فانا رجل فقير اتكفف العيش منذ هبطت النجف حتى اليوم الفقر ليس عائقا اتريد ان تتركني وحدي ( وكان السيد بفضله يأنس بارائي وعينني بمنصب المسؤولية الشرعية بموقع فيما بيني وبينه ما لا يعلمه حتى ولده وما زال الامر سرا حتى اليوم)
ولدى خطاب السيد لي بذلك اعرضت عن السفر لخارج العراق من اجل التعيين في الجامعات وصبرت معه على الفقر.
هذا هو السيد السيستاني الذي جمع الى الصدق في القول الصدق في التعامل والى الجدية في لعمل الطموح الى المستقبل الرائد والى حب الخير حب الناس حتى الاعداء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرجعية العالم الرباني :

كانت مرجعية السيد السيستاني حدثا فاصلا فالسيستاني لم يطرح نفسه للمرجعية والسيستاني بعيد كل البعد عن الانظار ولكنها الاشاءة الربانية التي رشحت رجلا لم يعمل للمرجعية ولم يعمل له احد فيها جائته عفوية تلقائية واستقرت عنده في رحاب ومقام اشم حتى انه قد لا يعجبه هذا التوجه اليه وطالما ابان انه في غنى عن هذا المنصب وكان الافضل ان يظل في الحوزة فردا اعتياديا له ما لها وعليه ما عليها وكا يقال له : بانه لا بد من التصدي والا فالموازين في خطر لئلا يختلط الحاب بالنابل فتلغى حقائق الاشياء وربما ضرب مثلا وعدم التصدي باستاذه الشيخ حسين الحلي اعلى الله مقامه فيقال له: ان الظروف تختلف تماما اذ التكليف الشرعي يحتم العلم الشاخص ومهما يكن من امر فقد اصبح السيد السيستاني هو المرجع الاعلى وجاءت مرجعيته سليمة من المؤثرات الخارجية والداخلية وانتهت اليه رئاسة الامامية ولم يلغ دور المراجع العظام وانما هم يد واحدة لاحتضان الامة وتعظيم الدين وهذا من الاسرار الالهية التي لم تصادر التعددية في المرجعيات الدينية ولكن المثل الاعلى قائم بذاته مشخص بمميزاته
يقول الاستاذ اسكندر شاهر في بحث له بعنوان ( كلام في المرجعية الدينية):
(( اذا اردنا تشخيص المرجعية الدينية فاننا سنكون بحاجة الى مساحة اوسع تفي بهذا الغرض ولكني ساورد نموذجا واحدا وليس وحيدا بغية تقريب الصورة فمثلا يقلد ملايين المسلمين المتجمعين في بقاع مختلفة من العالم والذين يصل عددهم الى اكثر بكثير من سكان عدد من الدول وهم مبثوثون في العراق وايران وبعض دول الخليج والهند وباكستان وغيرها يقلدون مرجعية دينية متمثلة في المرجع الديني الاعلى اية الله العظمى علي السيستاني المقيم في النجف الاشرف في العراق والذي يوصف في الاوساط المطلعة والمهتمة بانه المرجعية العلمية المحضة التي تحظى بثقة العدد الاوفر من المسلمين في العالم الامر الذي يجعل هذه المرجعية معادلا قويا من شانه ان ينعكس ايجابيا على واقع الناس وشؤون حياتهم))
وقد كان الامر كذلك فهناك شبه اجماع علمي على اهلية هذه المرجعية اقليميا وعالميا لانها تمثل البعد الاستراتيجي لنيابة الائمة الطاهرين ولا ادل على ذلك من التوجه العلمي الصاعد في حياة هذه المرجعية من جهة ومن السلوك الانساني الهادئ بادارة الحياة العامة من جهة اخرى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

صفات قل نظيرها :

لم تتغير حياة السيد السيستاني في مرجعيته عن ذي قبل فهي هي بساطة في المظاهر وتعفف في السمات ووحدة في الايدلوجية
البيت متواضع نفسه والزهد في الاعتبارات ذاته والتوجه نحو الناس في ازدياد هائل تقصده كل يوم الالاف للتبرك والافادة والافتاء يرحب بهذا ويدعوا لذاك ويجيب على اسئلة الاخرين ويقضي حوائج ذوي الضر يعالج مرضاهم ويساعد ضعيفهم ويشفق على عائلهم حتى قيل فيه بيت من الشعر من اروع ما قيل في حقه :

وابـــــو اليتامــــــــــــى والجيــــــــــاع يعولهــــم فكأنـــــــه وكـــــأنهــــــــم ارحـــــــام

والجديد الرائع في مرجعيته سياسته المالية الرشيدة التي جعلت الموسرين جادين في استخراج حقوقهم الشرعية وجعلت الفقراء في غنى وكفاف عن الاحتياج لقد عمد السيد السيستاني فاجاز للعراقيين كافة ان يعطوا حقوقهم للفقراء يدا بيد وطالما اوصاهم ان يشعر الفقير بان هذا المال هدية من الله ورسوله دون من من احد ولا اذى من فرد حقوق الله لعباد الله ومال الله لخلق الله وما فرضه الله من حق شرعي على الاغنياء في مالهم يعود دون وساطة احد الى الفقراء والمرضى واليتامى وابناء السبيل في ضوء ما فصله القران العظيم وحتى الذين في الخارج فلهم تسليم حقوقهم الى العراقيين المحتاجين والمستحقين داخلا وخارجا بل اجاز حتى اللبنانيين في اعطاء ذوي الفاقة منهم يدا بيد .
ان هذا التوجه خلق موجة من الاعجاب وانتهت معها الشكوك والتساؤلات وغاب التهجم فالمرجع لا يحتجن المال بل خول ذوي الحقوق بصرفه في مواضعه وبذلك تغيرت النظرة الضيقة وسقط التهافت وخرست الالسن المضللة والفقراء هؤلاء يتمتعون بما فرضه الله لهم دون منة او فضل او استعلاء ومرجعهم فقير مثلهم لم يضع حجرا على حجر ولا لبنة على لبنة لباسه الزهد وشعاره التقوى.
والمرضى لهم علاجهم ودوائهم واجرة اطبائهم وحساب مستشفياتهم كل بنسبة ترفع الحرج ولا تبذر المال وقد يتحمل السيد كل المصاريف.
وترميم البيوت واصلاح المنازل وتوفير الضروريات تحضى بعناية خاصة بحيث لا تطغى على المناخ المالي ولا تترك حبلا على غارب وانما هي بين بين وبالتي هي احسن واوفق .
ومع ان الاصل في مصرف بيت المال عند السيد السيستاني هو سد حاجة الفقير بيد ان المشاريع التي يفيد منها الفقراء لم تترك هملا كترميم المساجد والمستشفيات والطرق.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـ


 

رد مع اقتباس
قديم 12-04-2010, 04:46 PM   #3
الشيخ حسن العبد الله
مشرف


الصورة الرمزية الشيخ حسن العبد الله
الشيخ حسن العبد الله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 232
 تاريخ التسجيل :  Nov 2010
 أخر زيارة : 03-18-2014 (09:42 PM)
 المشاركات : 352 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وكلاء السيد السيستاني :

دأب الائمة عليهم السلام وتبعهم المراجع العظام على تنصيب الوكلاء لجمع الحقوق الشرعية والاجابة على الاسئلة والاستفتاءات الشرعية واي مهام اخرى يتسلمها الوكيل عادة .
يقوم وكلاء المرجعية بتوزيع المرتب لشهري لطلبة العلم في النجف الاشرف وخارجها بانتظام وفق جدولة تعنى بالمبتدئ والمشتغل والفاضل وطالب السطوح وطالب البحث الخارج ضمن امتحانات موسمية ترشح الدرجات وتميز بين طبقات المشتغلين ونحن هنا نؤكد حقيقة مهمة وهي:
ان اختيار الوكلاء عادة ما يكون ضمن موازين شرعية ووفق متطلبات النزاهة والامانة فان ادى الوكيل ما عليه كان قد ادى الامانة وان قصر عوتب وصحح تقصيره وان خان عزل ووبخ ولا ضير على المرجع ان ينحرف وكيله عن الخط السوي فهو انما يتعامل على الظاهر ولا سبيل الى تفتيش القلوب واذا خان الامانة وكلاء المراجع فقد خانها من قبل وكلاء الائمة ولا ضير على الائمة في ذلك لان الخائن يعزل .
نعم هناك ما هو غير الاولى وهناك من العمل ما لا يستحسن وهنالك من التصرفات ما ينتقد وهذا وارد قطعا ولكنه لا يقدح في ثقة الوكيل وعدالته وليس بالمقدور ان يعين المرجع ملائكة وقديسين لادارة الامور والبشر يخطئ ويصيب ولا عصمة الا للانبياء والائمة الطاهرين .
ان ظاهرة اللغط والثرثرة التي يطلقها من لا حريجة له في الدين ولا تفكير لديه بالمصلحة العليا تشكل منعطفا تاريخيا جديدا فرضا الناس غاية لا تدرك والهذر عمل من لا عمل له والوعي الرسالي الخالص لا يتمثل الا في القلة النادرة اولئك الذين يعرضون صفحا عن الصغائر والجزئيات والتوافه ويوجهون العناية لكل ما يبني الكيان ويؤيد التخطيط المرجعي.
ان من يريد ثلب الاخرين بما لم يعملوا ويتهمهم بما لم يفعلوا عليه ان يراقب الله في قوله وحديثه واتهامه اولا وعليه ان يقدم الادلة المقنعة على ما يراه مخالفة وشذوذا او استئثار او فئوية واذا تم ذلك قام المرجع بدوره في معالجة الحال واصلاح الخلل وتقويم الاود اما اطلاق التهم جزافا وترويج اضاليل الانحراف فلا يغني عن الحق شيئا والمرجع دائما يوصي وكلاؤه بالتقوى ومراقبة النفس ويؤكد على مراعاة الزهد وحياة البساطة ولكنه لا يعارض ما يتطلبه المنحى الاخلاقي والاجتماعي من البذل في المواقع التي يرى فيها الوكيل عنوانا ثانويا يرفع شأن الدين ويعلي كلمة الاسلام.
ان الاصوات النشاز التي ترتفع هنا وهناك لثلب المراجع العظام عن طريق وكلائهم وثقاتهم ما هي الا تخطيط قصد منه التشكيك في النظام المرجعي القائم منذ عهد النواب الاربعة رضوان الله عليهم اجمعين الى هذا اليوم الذي تتابعت فيه المحن وتلاحقت فيه الفتن ولو نظرنا الى مصدر الاشاعات الباهتة لرأيناها تضطلع في ركب التظليل العالمي ضد مرجعية اهل البيت عليهم السلام وليس في ذلك استثمار رسالي او انساني للمجموعة المؤمنة وانما هو الدمار والبوار الذي تسخر له غوغائية الاغمار والنكرات ولنا ان نسأل من المستفيد من هذا اللغط الفوضوي وهل اشاعة الفاحشة والسوء في الذين امنوا من الاسلام في شئ ولماذا هذا التوقيت بالذات في مثل هذه الظروف العصيبة التي يكاد يبتلعنا فيها الاستعمار الجديد؟
ولقد استغلت الجهات المعادية لنهج المرجعية وسائل النقل الحديثة للمعلومات ( الانترنيت) فقامت بالافتراء على سماحة السيد السيستاني بالطعن في وكلاءه ففي يوم 5/جمادي الاول/1423 هج اصدرت بعض مواقع الانترنيت المشبوهة ما اسمته وصية السيد السيستاني لوكلاءه في قم ودبي ولندن وغيرها .
وكان بيانا كاذبا بتمامه على سماحة السيد لا يتمتع باي جزء من الصدق والصحة ولكنه احدث بلبلة في اوربا والشرق الاوسط وكان اهم ما تضمنه هذا المنشور:
1) زعم البيان ان للسيد السيستاني حاشية تقيده وتمنعه من اداء واجباته.
2) ان وكلاء السيد لا يطيعون اوامره ولا يسمعون كلامه ويرفضون طلباته.
3) طلب في البيان التوقف عن دفع الحقوق الشرعية لجميع الوكلاء وانما توزيعها حسب الحاجة لمن يعرفونه من الفقراء.
وكان من الواضح ان هذا المنشور يهدف الى زعزعة ثقة الناس بوكلاء المرجعية وكان لبيان مطولا وتم سرده على لسان السيد نفسه مع ان الكل يعلم ان سماحة السيد لا يكثر السرد في بياناته وفتاواه وهذا هو دأبه منذ تسلم المرجعية فكان البيان واضح الركة والخلل دالا على كذبه بنفسه وليس فيه رائحة المرجع السيد حفظه الله وقد بادر مكتب سماحته الى تكذيب الخبر وهذا نص ما صدر من مكتبه الشريف :
بسمه تعالى

هذا البيان مفتعل بتمامه على سماحة السيد مد ظله ولا عبرة بشئ مما ورد فيه وقد بلغ مد ظله ذلك الى الزوار الوافدين عليه من مختلف بقاع العالم والله الهادي.
مكتب السيد السيستاني
7/جمادي الاول/1423هج
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاستيعاب الشمولي لمرجعية السيد السيستاني :

قفزت مرجعية السيد السيستاني الى استيعاب المناخ العالمي في مسح شمولي للاقطار والدول والاقاليم والعواصم فالنجف الاشرف هي المركز العام للمرجعية وتضفي اشعتها على العالم في ومضات مشرقة تعنى بنشر الاسلام وتعاليم اهل البيت عليهم السلام في كل البلاد العربية :
العراق ، سوريا ، لبنان ، الخليج العربي ،
البلاد الاسلامية : ايران , باكستان ، الهند ، اذربيجان .
الاقاليم الاسيوية : اليابان ، تايلند ، اندونيسيا ، الفلبين .
شرق اسيا : دول الاتحاد السوفيتي بعد استقلالها .
اوربا الغربية
الولايات المتحدة الامريكية.
وسوى هذا من القارة الافريقية : كينيا ، غانا ، اوغندا ، مدغشقر .
مضافا الى الدول الاسكندينافية وما وراء البحار عامة .
حيث ان الخدمات التي تصل الى هذه الدول من قبل مؤسسة المرجعية الدينية للسيد السيستاني تشمل فتح المراكز الدينية والجمعيات الثقافية وبناء المساجد العامة والحسينيات الفارهة وانشاء المستشفيات والمصحات والجمعيات التعاونية والاستهلاكية والاشراف على الذباحة والعناية بالنشأ الاسلامي الجديد وفق متطلبات الزمن والشريعة الغراء .
وفوق هذا كله الاستماع لوجهات النظر المختلفة فيما تحل به المشاكل الانية وتذاب العقد المتأصلة وسد الاحتياجات المادية وتنفيذ المشاريع الحضارية في ضوء طروحات الساحة الانسانية ومع ان هذه الانطلاقات مصدرها المرجعية الامامية الا انها تفتح صدرها لكل المسلمين بدون تمييز وذلك ببركة التوجيه المرجعي الهادف.
ان الدعم المالي لهذه المشاريع الهائلة متوافر ببركة ما يعطيه الامامية من الحقوق الشرعية التي تصرف في تقويم الحركة العلمية في ظل علوم ائمة اهل البيت عليهم السلام وفي التبليغ الذي خطا خطوات سريعة في ايجابيات ملموسة في اقطار الارض المختلفة ونخص منها الدول الافريقية والاسكندنافية ودول القوقاز وشبه القارة الهندية وجنوب شرق اسيا.
اما البلاد العربية فتتمتع مدنها وقصباتها بالاهتمام الاكبر حتى القرى والارياف والسواحل مما يؤكد الانجذاب الروحي ويرسخ الوشائج القائمة بين فضائل الامة والكيان المرجعي السليم فاذا جاء موسم الحج التفت طلائع الناس بممثلي السيد السيستاني فاخذوا معالم دينهم وقومت مراسم الحج والعمرة والزيارة وذللت الصعاب وحلت المشاكل واستقر الناس على صعيد من اللقاء الروحي الانيق في رحاب الله سبحانه وتعالى.
تبدوا اهمية البعثات الدينية للحج لكافة المراجع العظام اذ انها تصب في رافد واحد والوظيفة الشرعية متماسكة الاواصر بين اعلام الامة وعادة ما يكون في هذه البعثات مجاميع من ابرز رجالات الحوزة العلمية يجيبون على الاسئلة ويؤكدون الالتزام بشرائط الحج الصحيحة ويبرمجون معرفة المناسك بشكل تطبيقي عملي مع تشخيص الاماكن والبقاع والحرم والحدود وفقا للاحتياط الشرعي وحرصا على اداء الشعائر بدقة ويسر واطمئنان .
ان السواد الاعظم من الحجاج قد يصطدمون بطقوس لا عهد لهم بها من ذي قبل والحج في المستوى النظري الفقهي امر وهو في المستوى التطبيقي امر اكثر فعالية واحراجا لمن هو جديد عليه وتيسير مناسكه وبيان احكامه مما يتطلب جهدا مضاعفا وصبرا على الجزئيات والتعليمات وهذا وحده يقتضي توافر الدعاة وتواجد المرشدين وهذا ما تحققه البعثات الدينية المرجعية في موسم الحج.
واذا لاحظنا التطبيق العملي للاستيعاب الشمولي لمرجعية السيد السيستاني فاننا نقف عند اربع ظواهر وهي:
1) الاهتمام برجال الفكر وقادة العلم ومبلغي الشريعة والحوزات العلمية التي تجاوز عددها بحمد الله ومنه اكثر من ثلاثمائة حوزة ومركز ديني في مختلف بقاع العالم متخصصة في نشر علوم ائمة اهل البيت عليهم السلام.
2) مراكز الافتاء العالمي لمكاتب سماحة السيد السيستاني ويبرز في طليعتها مكتب الاستفتاء في النجف الاشرف ومتب الاستفتاء في قم المقدسة ويقوم هذان المركزان بمهمة حلقة الوصل بين السيد السيستاني وشعوب العالم والاجابة على المسائل الشرعية والطريف ان هذه الاجوبة تأخذ مسلكها نحو الانترنيت من خلال شبكتي :
(رافد) و (ال البيت) العالميتين للمعلومات

3) مكاتب التبليغ التي تتولى ارسال البعثات والمبلغين في المواسم والفصول والشهور ولا سيما محرم وصفر وشهر رمضان المبارك وذلك لاداء الرسالة وايفاد مئات المبلغين سنويا لانحاء كثيرة من العالم وتجري هذه الفعاليات بدقة واخلاص لاحياء تراث اهل البيت وتبليغ احكامهم للقاصي والداني.
4) مراكز المعرفة الانسانية وابرزها في قم المقدسة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

الانفتاح الثقافي لمرجعية السيد السيستاني
اتسعت وسائل التقنية الحضارية المعاصرة فغزت باساليبها الجديدة العالم وهي تضفي عليها عناصر الحداثة وتخلق مظاهر الابتكار ولم تكن مرجعية السيد السيستاني بمعزل عن هذا التطور الهائل بالعطاء والاستثمار فكانت مكاتبه في العالم تتسع لمثل هذا التغيير الفني في الاساليب وانتهجت افضل السبل لتحقيق هذا النصر العلمي وتسخيره لما يخدم الشريعة الغراء حتى تم بواسطة هذه الوسائل انشاء جملة من المراكز في العالم تعنى بنشر الوعي الديني والتراث المعرفي والاحكام الشرعية والعقائد والتفسير والردود في مجالات شتى. وليس امرا يسيرا التمرس بمثل هذه التقنيات ولكن الهمم العالية تذلل الصعاب وتحقق المستحيل. ان التكليف لاخضاع العلم الصناعي للفاعلية الدينية اصبح امرا ضروريا لا مناص منه فهو يختصر الوقت والطريق وسنضرب نموذجا فريدا للنشاط المعرفي على يد وكيل السيد السيستاني العام في الشرق الاوسط وشرق اسيا وهو سماحة العلامة السيد جواد الشهرستاني المقيم في قم المقدسة فهو يعمل ليل نهار من اجل مقام المرجعية كمنصب وسنذكر هنا بعض الامثلة عن نشاط هذا الرجل المجاهد كمؤشر على فاعلية وانفتاح مكاتب السيد السيستاني في العالم:
1ـ مركز ال البيت العالمي: افتتح في عيد الغدير 1418هج يستند على استخدام الانترنيت معلوماتيا وتشكيل مجموعة مواقع الكترونية بثلاث لغات هي العربية والانكليزية والفرنسية ويهتم بمختلف العلوم الدينية ولعل اهم ما فيه اختصاص كل امام من ائمة اهل البيت عليهم السلام بموقع في الانترنيت على شبكة ال البيت العالمية بلغات متعددة مع الترجمة الكافية والكتب التي تحدثت عنهم بمختلف اللغات.
2ـ مركز الامام الرضا عليه السلام المعلوماتي: افتتح في المبعث النبوي الشريف عام 1420 هج يهتم موقعه على الانترنيت بالاسلام والامام الرضا والمكتبة الاسلامية وتاريخ مشهد وعالم الاسلام بعامة.
3ـ مركز احياء التراث الاسلامي: ومهمته الكشف عن نوادر المخطوطات والبحث عن شذرات الاثار العلمية سواء كان ذلك في المكتبات الخاصة او المؤسسات العامة وفي ذلك كله العناء كله والجهد الطائل والمال المبذول واول مهماته تصوير هذه الاثار اقليميا او عالميا باشراف الايدي المتخصصة الامينة ورصد المخطوطات وشراء ما تيسر منها لا سيما النسخ الاصل بخط المؤلفين والمصنفين او المصححة على تلك النسخ بما يعتبر النسخة الام باصطلاح المحققين ومن ثم التوجه نحو المطبوعات الحجرية المهمة وحجزها في جناح خاص يسد حاجة المحققين والباحثين ولم يكتف هذا المركز بهذا النشاط حتى اضاف اليه مكتبة عامة تعتبر من اهم المكتبات الخطية في العالم في صفها ورصفها وخزنها وعرضها ومن ثم استعين بحفظ ما تقدم ورصد ما مر ذكره بالاجهزة الكمبيوترية تيسيرا للتحقيق في شتى العلوم عن طريق شبكة المركز ومركزه في قم المقدسة ويشرف عليه العلامة السيد احمد الحسيني.
4ـ مؤسسة الامام علي عليه السلام: وهي تعنى بشؤون الترجمة والنشر الى اللغات العالمية الحية وتتبنى ايصال الفكر الامامي خالصا الى مختلف الامم والشعوب وتيسير الفتاوى والعقائد والاحكام وربط ذلك كله بالتواصل المرجعي ويقوم عليها متخصصون في اللغات ولها فروع في لندن وبيروت ومشهد ومركزها الرئيسي في قم وقد قامت بترجمة عشرات المؤلفات الضرورية الى اكثر من خمس وعشرين لغة في طبع انيق واخراج مميز.
5ـ المكتبات المتخصصة: توفر المراجع والمصادر في شتى الفنون المعرفية واعداد تقويم عام لابرز الرسائل في المواضيع العلمية وعقد الندوات الخاصة بالبرنامج المكتبي وابرز هذه المكتبات هي مكتبة التفسير وعلوم القران ، مكتبة علوم الحديث الشريف، المكتبة الفقهيةـ الاصولية المتخصصة ، مكتبة الفلسفة وعلم الكلام ، المكتبة الادبية المتخصصة ، المكتبة التاريخية ، مكتبة المحقق الطباطبائي ، دار الزهراء الثقافية الخاصة بمؤلفات النساء.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
الحياة العامة والخدمات الاجتماعية
جاءت مرجعية السيد السيستاني رحمة للفقراء والجياع والبائسين ففضلا عن المساعدات المالية المستمرة والرواتب الشهرية المنتظمة فهناك حقول انسانية مهمة تشمل متضرري الزلازل والفيضانات والكوارث الطبيعية حيث يجري تفاديها بالدم الدائم وتخفيف احداثها بالتأمين المتواصل مضافا الى الاكساء والاسكان وسد الاحتياجات وهذا يشمل اللاجئين العرب والمسلمين من الاقطار كافة دون تمييز او محسوبية ويتم الاشراف على التنفيذ من قبل ذوي الامانة والثقة والتخصص لانقاذ العباد من الهلع والفزع والضيق المادي يضاف الى هذا كله المساعدات الطبية والعلاج في المستشفيات بمختلف الطرق والاساليب الناجعة وقد تم في عام 1420 هج انشاء مستوصف الامام الصادق الخيري في قم المقدسة حيث فيه اجراء الفحص الطبي والعلاج السريري والكشف التخصصي مع مراعاة طب الاطفال بخاصة والتأكيد على امراض الانف والاذن والحنجرة والامراض الكلوية والمجاري البولية والكسور والمفاصل والعظام والامراض الجلدية وطب العيون والحالات النفسية والعصبية ويغطي الدواء وتجري بعض العمليات الجراحية وتخطيط القلب وتقويم البصر على ايدي المتخصصين.ولم تنس قيادة المرجعية الدينية توفير اهم مستلزمات الحياة في تهيأة المنازل لاهل العلم وتشييد المجمعات السكنية والحديث عن هذا الملحظ كثير التفصيلات اوجزه باربعة مجمعات سكنية جاهزة في قم المقدسة :
1ـ مدينة السيد السيستاني السكنية: مساحتها 40,000 م2 تشمل 220 وحدة سكنية بمساحة 100 الى 115 م2 لكل وحدة ويلحق بالمدينة سوق عصري وقاعات كبيرة وصغيرة للبحث العلمي والتدريس وصالات لاقامة المجالس والاحتفالات رجالاية ونسوية كلا على انفراد.
2ـ مجمع المهدية السكني: ساهم في انجازه عدد من المراجع بضمنهم سماحة السيد يشمل 200 وحدة سكنية تشتمل على ضروريات السكن.
3- مجمع الزهراء السكني : وهو مشروع اقيم على ارض مساحتها اربعة الاف متر مربع تتسع لتشييد 50 وحدة سكنية لاهل العلم وقد تمت المباشرة فيها بمساعة اهل الخير ورجال لمصلحة العامة.
4- مجمع ثامن الحجج عليه السلام ومقره في رحاب الامام الرضا عليه السلام في مشهد وقد بدأ بانشائه على ارض مساحتها 7200 متر مربع.
ومن المقرر ان يقوم بفناء هذه المساحة الكبيرة 200 وحدة سكنية بمساحات مختلفة حسب التصميم الهندسي وسيضم هذا المجمع مسجدا كبيرا وسوقا عصريا وقاعات للتدريس والاجتماعات ومكتبة عامة وشبكة انترنيت.
ان هذه الاسطر القلائل لا تنهض بتسليط الضوء الكاشف عن واقع هذه المؤسسات الخيرية ولكنها الاشارات المجزية التي تشعر القارئ باهمية ما يخطط له في ضوء ذهنية المرجعية المعاصرة للسيد السيستاني وبيان مهمة المرجع في اسداء الخدمات الاجتماعية الباقية حقا فهي من الباقيات الصالحات التي نوه بها القران العظيم


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:35 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية