هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 80 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 06-04-2011, 10:44 PM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5057 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي السؤال: نقاش في صحة رواية التصدق وتواترها



السؤال: نقاش في صحة رواية التصدق وتواترها
الإستدلال بروايات التصدق بالخاتم
سنذكر أولاً جميع الروايات التي وردت مسندة من طرق القوم في هذا الشأن، ونتكلم في أسانيدها ثم ننظر في متونها:
الرواية الأولى: الصدوق، أخبرني علي بن حاتم، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعد (سعيد) الهمداني، قال: حدثنا جعفر بن عبدالله المحمدي، قال: حدثنا كثير بن عياش، عن أبي الجارود، عن أبي جعفر في قول الله عز وجل: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا )) (المائدة:55)، قال: إن رهطاً من اليهود أسلموا، منهم: عبدالله بن سلام، وأسد، وثعلبة، وابن خيامين، وابن صوريا، فأتوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا نبي الله، إن موسى عليه السلام أوصى إلى يوشع بن نون، فمن وصيك يا رسول الله؟ ومن ولينا بعدك؟ فنزلت هذه الآية: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55) ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: قوموا، فقاموا فأتوا المسجد، فإذا سائل خارج، فقال: يا سائل، أما أعطاك أحد شيئاً؟ قال: نعم هذا الخاتم، قال: من أعطاكه؟ قال: أعطانيه ذلك الرجل الذي يصلي، قال: على أي حال أعطاك؟ قال: كان راكعاً، فكبر النبي صلى الله عليه وسلم وكبر أهل المسجد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: علي بن أبي طالب وليكم بعدي، قالوا: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً، وبعلي بن أبي طالب ولياً، فأنزل الله عز وجل: (( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُم الغَالِبُونَ )) (المائدة:56) (1).
أقول: كثير بن عياش، ضعيف(2).
أما أبو الجارود زياد بن المنذر، فهو زيدي المذهب، والاختلاف فيه بيّن عند القوم، والأكثر على ذمه، والخوئي بعد أن أورد الروايات الذامة فيه على لسان الباقر والصادق ضعّف بعضها واضطرب في أخرى، وخلص إلى القول بأنه ثقة فقط لوقوعه في أسانيد كامل الزيارات، وقد شهد ابن قولويه بوثاقة جميع رواتها، ولشهادة علي بن إبراهيم في تفسيره بوثاقة كل من وقع في إسناده(3).
أما وثاقة كل من وقع في أسانيد كامل الزيارات فقد أوقفناك على بطلان ذلك، وذكرنا استظهار البعض من أن قول ابن قولويه هذا إنما هو محمول على مشايخه الذين صدر بهم أسانيد روايات كتابه، لا كل من ورد في إسناد الروايات، ويكفيك دليلاً على ذلك روايتنا هذه، فعلي بن حاتم من شيوخ ابن قولويه، وهو وإن كان ثقة في نفسه إلا أنه يروي عن الضعفاء كما ذكرنا، وأما القول في وثاقة كل من وقع في أسانيد تفسير القمي فستقف عليه قريباً إن شاء الله.
الرواية الثانية: الصدوق، حدثنا أحمد بن الحسن القطان، قال: حدثنا عبدالرحمن بن محمد الحسني، قال: حدثني أبو جعفر محمد بن حفص الخثعمي، قال: حدثنا الحسن بن عبد الواحد، قال: حدثني أحمد بن التغلبي، قال: حدثني أحمد بن عبد الحميد، قال: حدثني حفص بن منصور العطار، قال: حدثنا أبو سعيد الوراق، عن أبيه، عن جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جده قال:...وذكر حديثاً طويلاً فيه قول علي بن أبي طالب لأبي بكر رضي الله عنه قال: أنشدك بالله ألي الولاية من الله مع ولاية رسول الله في آية زكاة الخاتم أم لك؟ قال: بل لك(4).
أقول: سند هذه الرواية ظلمات بعضها فوق بعض، وحسبنا قول محقق الكتاب فيه: الظاهر هو -أي: التغلبي- أحمد بن عبدالله بن ميمون التغلبي، قال ابن حجر: ثقة زاهد، وأما بقية رجال السند فمهملون أو مجاهيل(5)، وهو كما قال.
الرواية الثالثة: الصدوق، حدثنا أحمد بن الحسن القطان، ومحمد بن أحمد السناني، وعلي بن موسى الدقاق، والحسين بن إبراهيم بن أحمد بن هاشم المكتب، وعلي بن عبدالله الوراق، قالوا: حدثنا أبو العباس أحمد بن يحيى بن زكريا القطان، قال: حدثنا بكر بن عبدالله بن حبيب، قال: حدثنا تميم بن بهلول: قال: حدثنا سليمان بن حكيم، عن ثور بن يزيد، عن مكحول قال:...وذكر حديثاً طويلاً جداً في احتجاج الأمير على الصديق رضي الله عنهما، قال فيه: كنت أصلي في المسجد، فجاء سائل فسأل وأنا راكع، فناولته خاتمي من إصبعي، فأنزل الله تبارك وتعالى فِيّ: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55) (6).
أقول: سند هذه الرواية كسابقتها، فالسناني(7)، والوراق، والمكتب، وتميم بن بهلول، وابن زكريا القطان، وثور بن يزيد جميعهم مجهولون(8)، والبقية تقدمت تراجمهم.
الرواية الرابعة: الكليني، عن الحسين بن محمد، عن معلى بن محمد، عن أحمد بن محمد، عن الحسن بن محمد الهاشمي، عن أبيه، عن أحمد بن عيسى، عن أبي عبدالله في قول الله عز وجل: (( إنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا )) (المائدة:55)، قال: إنما يعني أولى بكم، أي: أحق بكم وبأموركم وأنفسكم وأموالكم (الله ورسوله والذين آمنوا) يعني: علياً وأولاده الأئمة إلى يوم القيامة، ثم وصفهم الله عز وجل، فقال: (( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55) وكان أمير المؤمنين في صلاة الظهر وقد صلى ركعتين وهو راكع وعليه حلة قيمتها ألف دينار، وكان النبي صلى الله عليه وسلم كساه إياها، وكان النجاشي أهداها له، فجاء سائل فقال: السلام عليك يا ولي الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم، تصدق على مسكين، فطرح الحلة إليه، وأومأ بيده إليه أن احملها: فأنزل الله عز وجل فيه هذه الآية وصير نعمة أولاده بنعمته، فكل من بلغ من أولاده مبلغ الإمامة يكون بهذه النعمة مثله، فيتصدقون وهم راكعون، والسائل الذي سأل أمير المؤمنين من الملائكة، والذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة(9).
أقول: حسب الرواية هذه أن في سندها ضعفاء ومجاهيل، فمعلى بن محمد مضطرب الحديث والمذهب، ويروي عن الضعفاء(10)، ورغم هذا يقول عنه الخوئي: الظاهر أن الرجل ثقة يعتمد على رواياته، وأما قول النجاشي من اضطرابه في الحديث والمذهب فلا يكون مانعاً من وثاقته، وأما اضطرابه في المذهب فلم يثبت كما ذكره بعضهم، وعلى تقدير الثبوت فهو لا ينافي الوثاقة، وأما اضطرابه في الحديث فمعناه أنه قد يروي ما يعرف، وقد يروي ما ينكر، وهذا أيضاً لا ينافي الوثاقة، وأن روايته عن الضعفاء على ما ذكره ابن الغضائري، فهي على تقدير ثبوتها لا تضر بالعمل بما يرويه عن الثقات، فالظاهر أن الرجل معتمد عليه، والله أعلم.
أقول: والظاهر أن الخوئي اضطر إلى كل هذا؛ لأن صاحبنا وقع في أسانيد كتاب كامل الزيارات لابن قولويه، وقد عرفت رأيه في ذلك.
والحسن بن محمد الهاشمي ضعيف(11)، وأبوه(12) وأحمد بن عيسى مجهولان(13).
الرواية الخامسة: الطبرسي، حدثنا أبو الحمد مهدي بن نزار الحسني القايني، قال: حدثنا الحاكم أبو القاسم الحسكاني، قال: حدثنا أبو الحسن محمد بن القاسم الفقيه الصيدلاني، قال: أخبرنا أبو محمد عبدالله بن محمد الشعراني، قال: حدثنا أبو علي أحمد بن علي بن رزين البياشاني، قال: حدثني المظفر بن الحسين الأنصاري، قال: حدثنا السدي بن علي الوراق، قال: حدثنا يحيى بن عبد الحميد الحماني، عن قيس بن الربيع، عن الأعمش، عن عباية بن ربعي، قال: بينا عبدالله بن عباس جالس على شفير زمزم يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إذ أقبل رجل متعمم بعمامة، فجعل ابن عباس لا يقول: قال رسول الله إلا قال الرجل: قال رسول الله، فقال ابن عباس: سألتك بالله من أنت؟ فكشف العمامة عن وجهه، وقال: يا أيها الناس، من عرفني فقد عرفني ومن لم يعرفني فأنا أعرفه بنفسي، أنا جندب بن جنادة البدري أبو ذر الغفاري، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم بهاتين وإلا فَصُمَّتَا، ورأيته بهاتين وإلا فعميتا، يقول: علي قائد البررة، وقاتل الكفرة، منصور من نصره، مخذول من خذله، إني صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً صلاة الظهر، فسأل سائل في المسجد فلم يعطه أحد شيئاً، فرفع السائل يده إلى السماء، وقال: اللهم اشهد أني سألت في مسجد رسول الله فلم يعطني أحد شيئاً، وكان علي راكعاً، فأومأ بخنصره اليمنى إليه وكان يتختم فيها، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره وذلك بعين رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فلما فرغ النبي من صلاته رفع رأسه إلى السماء، وقال: اللهم إن أخي موسى سألك فقال: (( قَالَ رَبِّ اشرَح لِي صَدرِي * وَيَسِّر لِي أَمرِي * وَاحلُل عُقدَةً مِن لِسَانِي * يَفقَهُوا قَولِي * وَاجعَل لِي وَزِيراً مِن أَهلِي * هَارُونَ أَخِي * اشدُد بِهِ أَزرِي * وَأَشرِكهُ فِي أَمرِي )) (طه:32) فأنزلت عليه قرآناً ناطقاً: (( قَالَ سَنَشُدُّ عَضُدَكَ بِأَخِيكَ وَنَجعَلُ لَكُمَا سُلطَاناً فَلا يَصِلُونَ إِلَيكُمَا )) (القصص:35)، اللهم وأنا محمد نبيك وصفيك، اللهم فاشرح لي صدري، ويسر لي أمري، واجعل لي وزيراً من أهلي، علياً اشدد به ظهري، قال أبوذر: فوالله ما استتم رسول الله الكلمة حتى نزل عليه جبرئيل من عند الله، فقال: يا محمد، اقرأ، قال: ما أقرأ؟ قال: اقرأ: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا )) (المائدة:55).(14)
أقول: آفة هذه الرواية عباية بن ربعي، فهو مجهول عند القوم(15)، وغالٍ وملحد ومتروك الحديث عند أهل السنة، وابن الربيع مجهول الحال عند القوم وهو من البترية(16)، والحماني قال فيه الخوئي: إنه لم تثبت وثاقته(17)، وكذا قال فيه البعض من أهل السنة واتهموه بسرقة الحديث، وبقية السند لم أقف لهم على ترجمة.
الرواية السادسة: القمي، حدثني أبي، عن صفوان، عن أبان بن عثمان، عن أبي حمزة الثمالي، عن أبي جعفر قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وعنده قوم من اليهود فيهم عبدالله بن سلام، إذ نزلت عليه هذه الآية، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد، فاستقبله سائل، فقال: هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: نعم، ذاك المصلي، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو علي أمير المؤمنين(18).
قلت: أما والد القمي إبراهيم بن هاشم رغم كل ما قيل فيه، إلا أنه لم يصرح أحد بوثاقته، حتى قال الحلي في ذلك: لم أقف لأحدٍ من أصحابنا على قول في القدح فيه، ولا تعديل بالتنصيص والروايات عنه كثيرة، والأرجح قبول روايته(19).
وقد استمات الخوئي وغيره(20) في إثبات وثاقته ضاربين عرض الحائط كل الأمور التي تثبت بها الوثاقة أو الحسن، كنص أحد المعصومين، أو نص أحد الأعلام المتقدمين، أو نص أحد الأعلام المتأخرين، أو دعوى الإجماع من قبل الأقدمين، وغيرها من الأصول التي وضعوها في ذلك، وجاءوا بأمور لا تخلو من إشكال، منها: قول القمي نفسه بصحة كل ما ورد في تفسيره، ومنها: وقوعه في إسناد كامل الزيارات.
ولا شك أن الخوئي وغيره معذورون في ذلك؛ لأن رواياته تبلغ ستة آلاف ومائتين وأربعة عشر مورداً، فعزَّ عليهم إسقاط كل ذلك، ولكن الذي ينبغي أن لا نعذر فيه الخوئي ولا غيره على اجتهادهم في إثبات صحة هذا التفسير، هو تلك المصائب التي ملأ بها القمي تفسيره؛ كالقول بتحريف القرآن(21)، والطعن في الصحابة، وقذف أمهات المؤمنين بالفاحشة.. وغيرها، والروايات في ذلك كثيرة لا يسعنا ذكر شيء منها لعدم مناسبة المقام لذلك.
ولكن لا بأس من ذكر مثال على هذا الأخير -وهو قذف أمهات المؤمنين بالفاحشة رضي الله عنهن وأرضاهن- روى القمي في تفسير قوله عز وجل: (( ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا اِمرَأَةَ نُوحٍ وَاِمرَأَةَ لُوطٍ كَانَتَا تَحتَ عَبدَينِ مِن عِبَادِنَا صَالِحَينِ فَخَانَتَاهُمَا )) (التحريم:10)، عن أبي الحسن قال: والله ما عنى بقوله: فخانتاهما، إلا الفاحشة، وليقيمن الحد على فلانة فيما أتت في طريق البصرة، وكان فلان يحبها، فلما أرادت أن تخرج إلى البصرة قال لها فلان: لا يحل لك أن تخرجي من غير محرم، فزوجت نفسها من فلان(22).
ولا شك أنك عرفت من هو فلان، وفي بعض النسخ جاء التصريح باسمه، وهو طلحة(23).
ولأمثال هذه الرواية وغيرها طعن بعض المحققين(24) من القوم في نسبة التفسير إلى القمي، أو القول أن التفسير ليس للقمي وحده، وإنما هو ملفق مما أملاه القمي على تلميذه أبي الفضل العباس، وما رواه التلميذ بسنده الخاص، عن أبي الجارود، عن الإمام الباقر، وأبوالفضل العباس هذا ليس له ذكر في الأصول الرجالية ولا يعرف من هو، وأبوالجارود مرت ترجمته.
ومن الذين فصلوا القول في هذا الشيخ جعفر السبحاني، حيث خلص إلى القول: بأنه كيف يمكن الاعتماد على ما ذكر في ديباجة الكتاب(25) لو ثبت كون الديباجة لعلي بن إبراهيم نفسه؟
وقال: ثم إن الاعتماد على هذا التفسير بعد هذا الاختلاط مشكل جداً، خصوصاً مع ما فيه من الشذوذ في المتون(26).
ونختم تعليقنا بإيراد هذه الرواية: روى الكليني، عن علي بن إبراهيم، عن أبيه، قال: استأذن على أبي جعفر قوم من أهل النواحي من الشيعة، فأذن لهم فدخلوا، فسألوه في مجلس واحد عن ثلاثين ألف مسألة، فأجاب وله عشر سنين.(27)
فهذه الرواية مردودة عقلاً، وإسنادها مكون من علي بن إبراهيم وأبيه فقط، فواضع الرواية أحدهما لا محالة، وهما من تصدرا إسناد روايتنا السابقة.
الرواية السابعة: العياشي، عن خالد بن يزيد، عن المعمر بن المكي، عن إسحاق بن عبدالله بن محمد بن علي بن الحسن، عن الحسن بن زيد، عن أبيه زيد بن الحسن، عن جده، قال: سمعت عمار بن ياسر يقول: وقف لعلي بن أبي طالب سائل وهو راكع في صلاة تطوع، فنزع خاتمه فأعطاه السائل، فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأعلمه بذلك، فنزل على النبي صلى الله عليه وسلم هذه الآية: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55)، فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم علينا، ثم قال: من كنت مولاه فعلي مولاه، اللهم وال من والاه وعاد من عاداه(28).
أقول: العياشي نفسه وإن كان ثقة إلا أنه يروي عن الضعفاء كثيراً(29)، أما تفسيره فجل رواياته محذوفة الأسانيد(30)، وبقية رجال السند غير معروفين وليس لهم ذكر في كتب الرجال، والحسن بن زيد وردت فيه ذموم كثيرة(31).
الرواية الثامنة: فرات، حدثني الحسين بن سعيد معنعناً، عن أبي جعفر قال:إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصلي ذات يوم في مسجد، فمر مسكين فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تُصُدِّقَ عليك بشيء؟
قال: نعم، مررت برجل راكع فأعطاني خاتمه، وأشار بيده فإذا هو علي بن أبي طالب، فنزلت هذه الآية: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55)، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: هو وليكم من بعدي(32).
الرواية التاسعة: فرات، حدثني جعفر بن أحمد (محمد) معنعناً، عن عبدالله بن عطاء، عن أبي جعفر: نزلت في علي بن أبي طالب: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55) (33).
الرواية العاشرة: فرات، حدثني الحسين بن سعيد معنعناً، عن جعفر: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55)، نزلت في علي بن أبي طالب(34).
الرواية الحادية عشرة: فرات، حدثنا إسماعيل بن إبراهيم، قال: حدثنا محمد بن الحسين (الحسن) بن أبي الخطاب، عن أحمد بن محمد بن أبي نصر، عن ثعلبة بن ميمون، عن سليمان بن طريف، عن محمد بن مسلم، أن سلاماً الجعفي قال لأبي جعفر: يا ابن رسول الله، حدثني عنك خيثمة عن قول الله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55)، أن الآية نزلت في علي بن أبي طالب، قال: صدق خيثمة(35).
الرواية الثانية عشرة: فرات، حدثني جعفر بن محمد بن سعيد الأحمسي معنعناً، عن أبي هاشم عبدالله بن محمد بن الحنفية قال: أقبل سائل فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: هل سألت أحداً من أصحابي؟ قال: لا، قال: فأت المسجد فاسألهم ثم عد إليَّ فأخبرني، فأتى المسجد فلم يعطه أحد شيئاً، قال: فمر بعلي وهو راكع فناوله يده فأخذ خاتمه، ثم رجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره، فقال: هل تعرف هذا الرجل؟ قال: لا، فأرسل معه فإذا هو علي بن أبي طالب، قال: ونزلت هذه الآية: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55) (36).
الرواية الثالثة عشرة: فرات، حدثنا الحسين بن الحكم الحبري، قال: حدثنا حسن بن حسين، قال: حدثنا حبان، عن الكلبي، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55)، نزلت في علي بن أبي طالب خاصة(37).
الرواية الرابعة عشرة: فرات، حدثني عبيد بن كثير معنعناً، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55)، أتى عبدالله بن سلام ورهط معه من مسلمي أهل الكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم عند الظهر، فقالوا: يا رسول الله، بيوتنا قاصية ولا متحدث لنا دون هذا المسجد، وإن قومنا لما رأونا قد صدقنا الله ورسوله وتركنا دينهم أظهروا لنا العداوة، وأقسموا أن لا يخالطونا ولا يجالسونا ولا يكلمونا فشق علينا، فبينا هم يشكون إلى النبي صلى الله عليه وسلم إذ نزلت هذه الآية: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55) فتلا عليهم، فقالوا: رضينا بالله وبرسوله وبالمؤمنين، وأذن بلال بالصلاة، وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقاعد، وإذا مسكين يسأل فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: نعم، قال: ماذا؟ قال: خاتم من فضة، قال: من أعطاك؟ قال: ذاك الرجل القائم، فإذا هو علي بن أبي طالب، قال: أنى أعطاك؟ قال: أعطانيه وهو راكع، فزعموا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبَّر عند ذلك يقول: (( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُم الغَالِبُونَ )) (المائدة:56)(38).
الرواية الخامسة عشرة: فرات، حدثني أبو علي أحمد بن الحسين الحضرمي معنعناً، عن ابن عباس قال: لما نزلت: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55) جاء النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد فإذا سائل فدعاه، فقال: من أعطاك من هذا المسجد؟ قال: ما أعطاني إلا هذا الراكع الساجد -يعني: علياً- فقال النبي صلى الله عليه وسلم: الحمد لله الذي جعلها فِيَّ وفي أهل بيتي، قال: وكان في خاتم علي الذي أعطاه السائل: سبحان من فخري بأني له عبد(39).
الرواية السادسة عشرة: فرات، حدثنا جعفر بن أحمد معنعناً، عن علي، قال: نزلت هذه الآية على نبي الله وهو في بيته: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ )) (المائدة:55) إلى قوله: (( وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55)، خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل المسجد، ثم نادى سائل فسأل، فقال له: أعطاك أحد شيئاً؟ قال: لا. إلا ذاك الراكع أعطاني خاتمه يعني: علياً(40).
أقول: المرويات السابقة جميعها من تفسير فرات، وقد أوقفناك على قيمته، وحال مؤلفه، هذا فضلاً عن المجاهيل والمهملين فيها، ناهيك عن عنعنتها وانقطاعها.
فالحسين بن سعيد لا أظنه الأهوازي الثقة كما توهم محقق التفسير في ذكر مشايخه، بل المؤكد أنه ليس هو، فالأهوازي يروي عن الرضا وأبي جعفر الثاني وأبي الحسن الثالث، فهو في طبقة إبراهيم بن هاشم.
وفرات من أعلام الغيبة الصغرى، ومن معاصري الكليني صاحب الكافي، فكيف يروي عن الأهوازي وهو لم يدركه؟
وابن عطاء وابن طريف والجعفي والحبري مجاهيل عند القوم(41).
وإسماعيل بن إبراهيم والأحمسي والحضرمي لم أقف لهم على ترجمة.
وأبو هاشم لم يرد ذكره في الأصول الرجالية، وقال فيه صاحب المناقب: كان ثقة جليلاً، ولكن ليس في المناقب المطبوع من هذا شيء، كما ذكر الخوئي(42)، والكلبي متروك الحديث.
وعبيد كذبه كل من ترجم له من الفريقين(43).
الرواية السابعة عشرة: الطوسي المفيد، عن علي بن محمد الكاتب، عن الحسن بن علي الزعفراني، عن إبراهيم بن محمد الثقفي، عن محمد بن علي، عن العباس بن عبدالله العنبري، عن عبدالرحمن بن الأسود اليشكري، عن عون بن عبيدالله، عن أبيه، عن جده أبي رافع قال: دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم يوماً وهو نائم وحية في جانب البيت، فكرهت أن أقتلها فأوقظ النبي صلى الله عليه وسلم، فظننت أنه يوحى إليه، فاضطجعت بينه وبين الحية، فقلت: إن كان منها سوء كان إلي دونه، فمكثت هنيئة، فاستيقظ النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقرأ: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا )) (المائدة:55)، حتى أتى على آخر الآية، ثم قال: الحمد لله الذي أتم لعلي نعمته، وهنيئاً له بفضل الله الذي آتاه(44).
أقول: أما الكاتب فقد مرَّ الكلام عنه، والزعفراني مهمل(45)، وكذا حال الثقفي(46)، والعنبري لم أجد من ترجم له عند القوم، وابن الأسود مجهول الحال أيضاً(47).
الرواية الثامنة عشرة: الطوسي، أخبرنا جماعة، عن أبي المفضل قال: حدثنا الحسن بن علي بن زكريا العاصمي، قال: حدثنا أحمد بن عبيدالله العدلي، قال: حدثنا الربيع بن يسار، قال: حدثنا الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد يرفعه إلى أبي ذر رضي الله عنه في حديث طويل قال فيه الأمير رضي الله عنه: هل فيكم أحد آتى الزكاة وهو راكع ونزلت فيه: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55) غيري؟... الرواية(48).
أقول: أبو المفضل مرَّ الكلام عنه، وكذا الأعمش، ولم أجد ترجمة للعاصمي أو العدلي، وكذا ابن يسار.
الرواية التاسعة عشرة: النجاشي، محمد بن جعفر، عن أحمد بن محمد بن سعيد، عن أحمد بن يوسف، عن علي بن الحسن بن الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، عن إسماعيل بن محمد بن عبدالله بن علي بن الحسين، عن إسماعيل بن الحكم، عن عبدالله بن عبيدالله بن أبي رافع، عن أبيه، عن أبي رافع قال: وذكر تمام القصة السابقة(49).
أقول: أحمد بن يوسف إن كان القصباني فلم يرد فيه توثيق صريح، وإن كان مولى بني تيم الله فمحال أن يرويَ عنه ابن عقدة المولود سنة (249 هـ)، والذي ذكر النجاشي روايته عنه سنة (209هـ)(50)، وإسماعيل بن محمد وابن الحكم مجهولان(51).
الرواية العشرون: محمد بن سليمان الكوفي، قال: أجاز لي أبو أحمد عبدالرحمن بن أحمد الهمداني، قال: حدثني إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا آدم بن أبي إياس، قال: حدثنا حبان بن علي، عن محمد بن السائب، عن أبي صالح، عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله تعالى: (( إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ )) (المائدة:55) فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد والناس يصلون بين راكع وساجد وقاعد، وإذا مسكين يسأل، فدعاه النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: هل أعطاك أحد شيئاً؟ قال: نعم، قال: ماذا؟ قال: خاتم من فضة، قال: من أعطاك؟ قال: ذاك الرجل القائم، قال: على أي حال أعطاك؟ قال: أعطاني وهو راكع، وإذا هو علي بن أبي طالب، فكبر رسول الله صلى الله عليه وسلم (52).
أقول: الهمداني مجهول، وإبراهيم بن الحسن مشترك بين عدة مجاهيل عند الشيعة.
الرواية الحادية والعشرون: محمد بن سليمان الكوفي (بالسند المتقدم عن عبدالله بن محمد بن إبراهيم) حدثنا عبد ربه بن عبدالله بن عبد ربه العبدي البصري، قال: حدثنا أبو اليسع أيوب بن سليمان الحبطي، قال: حدثنا محمد بن مروان السدي، عن محمد بن السائب الكلبي، عن أبي صالح مولى أم هانئ، عن ابن عباس رضي الله عنهما.. فذكر رواية شبيهة بالرواية الرابعة عشرة(53).
أقول: حسب السند أن فيه مجاهيل، بل إن الإسناد الذي فيه السدي عن السائب الكلبي معدود في سلاسل الكذب الشهيرة!!
الرواية الثانية والعشرون: محمد بن سليمان الكوفي، قال: حدثنا عبيدالله بن محمد، قال: حدثنا محمد بن زكريا، قال: حدثنا قيس بن حفص وأحمد بن يزيد، قالا: حدثنا حسين بن حسن، قال: حدثنا أبو مريم، عن المنهال، عن عبيدالله بن محمد بن الحنفية، عن أبيه قال:...فذكر رواية شبيهة بالرواية الثانية عشرة(54).
أقول: محمد بن الحنفية نفسه ليس له توثيق خاص في كتب الشيعة، وابنه عبيدالله مجهول، والمنهال بن عمرو ضعيف عند أهل السنة، مجهول عند الشيعة.
الرواية الثالثة والعشرون: الطبري الشيعي قال: حدثني أبو الفرج المعافا، قال: حدثنا محمد بن القاسم بن زكريا المحاربي، قال: حدثنا القاسم بن هاشم بن يونس النهشلي، قال: حدثنا الحسن بن الحسين، قال: حدثنا معاذ بن مسلم، عن عطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عامر.. فذكر الرواية الرابعة عشرة(55).
أقول: عطاء بن السائب مجهول عند الشيعة، ثقة عند السنة، اختلط في آخر عمره، والقاسم النهشلي مجهول، والحسن بن الحسين مشترك بين كثيرين.
وبعد.. فهذه حال كل الروايات المسندة التي وقفنا عليها من كتب القوم المعتبرة وغير المعتبرة في شأن هذه القصة، وقد رأيت أنه لم يصح منها شيء أصلاً من طرق الشيعة فضلاً عن طرق أهل السنة، رغم كل التهويلات التي استخدمها القوم عند الكلام في هذا الاستدلال من تواتر وصحة القصة في طرق أهل السنة ومن عدم خلو كتبهم منها، ضاربين عرض الحائط بيان الفرق بين الإيعاز وبين التخريج والتحقيق كما ذكرنا، مما يلبس الأمر على القارئ البسيط، مع أن مجرد عزو الحديث إلى كتاب ليس دليلاً على صحته باتفاق المسلمين شيعتهم وسنتهم.
ولا شك أن الروايات في شأن نزول هذه الآية في تصدق علي بن أبي طالب رضي الله عنه بخاتمه في الصلاة قد أوردها الكثير من علماء أهل السنة، إما لبيان ضعفها، أو من باب إيراد كل ما له شأن بنزول الآية دون اشتراط الصحة، أو إيرادها بأسانيدها مبرئين الذمة بذلك، ولكن لم يصح منها شيء.
حتى الأميني الذي كان ديدنه الاستماتة في إثبات أحاديث الإمامة حتى لو كانت واهية، كحديث بدء الدعوة الذي مرَّ بك مثلاً، لم يورد في هذه القصة ولا رواية واحدة مناقشاً فيها سندها؛ لعلمه التام بعدم صحة شيء في ذلك، وإنما اكتفى بإيراد من ذكرها من علماء أهل السنة، موهماً قارئه بأن صحة القصة هذه من المسلمات عندهم، دون أن يبين حقيقة قول الكثير ممن ذكرهم في هذه الروايات في بيان عدم صحة شيء منها، وهذه هي الأمانة التي يتبجح بها ويطالبنا بها.
وعلى أي حال، لا نطيل الكلام في أسانيد روايات هذه القصة، فالمحك أن يدلنا القوم على سند صحيح للقصة من كتب أي من الفريقين، ولننتقل إلى الكلام في متونها.
الكلام في متون روايات تصدق علي رضي الله عنه بخاتمه وهو راكع:
من دلائل ضعف هذه القصة والاضطراب البين فيها الاختلاف في رواياتها، ففي روايات: أن نزول هذه الآية إنما كان في بيته صلى الله عليه وسلم.
وفي أخرى: في مجلسه صلى الله عليه وسلم مع اليهود.
وأخرى: في مسجده صلى الله عليه وسلم، بل ذكرت بعض الروايات أن نزولها إنما كان في المسجد الحرام، حيث دخل الأمير رضي الله عنه يوماً إلى الكعبة يصلي، فلما ركع أتاه سائل فتصدق عليه بحلقة خاتمه، فأنزل الله الآية(56).
وكذا الاختلاف في المتصدق به، بين خاتم كما في أكثر الروايات، وبين حلة كما في رواية الكافي، ولم يتردد البعض في القول بأن القصة ربما تكررت، فمرة تصدق بخاتم وأخرى بحلة(57).
والاختلاف أيضاً في الخاتم، بين كونه من فضة كما في بعض الروايات، وذهب كما في أخرى(58).
والاختلاف في نقشه أيضاً، بين الملك لله(59)، وبين سبحان من فخري بأني له عبد(60).
وكذا الاختلاف في الصلاة، بين تطوع الظهر أو فريضته خلف النبي صلى الله عليه وسلم (61).
وكذا دعاء السائل، بين السلام عليك يا ولي الله وأولى بالمؤمنين من أنفسهم، تصدق على مسكين، هكذا ابتداءً، وبين اللهم أشهدك أني سألت في مسجد رسول الله، كما في أكثر الروايات.
والاختلاف في وقت نزول الآية، ففي بعض الروايات: أنها نزلت قبل القصة.
وأخرى: بعد دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم.
والاختلاف في كيفية التصدق بالخاتم، بين نزع علي بن أبي طالب رضي الله عنه للخاتم بنفسه، وبين نزع السائل له.
وكذا الاختلاف في وقت تبليغ الرسول صلى الله عليه وسلم لقومه، بين إخبارهم فور نزول الآية، وبين إرجاء ذلك إلى يوم الغدير(62).
والاختلاف في سؤال السائل، ففي بعض الروايات: أن السائل سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم التصدق عليه أولاً.
وفي أخرى: أن السائل سأل أولاً في مسجد النبي ثم مرَّ به صلى الله عليه وسلم، وسؤال النبي له: هل تصدق عليك بشيء؟(63)
والتضارب في الروايات كثير ونجتزئ بما أوردناه.
ونذكر الآن بعض الردود على هذا الاستدلال:
1) منها: إن دلت هذه الآية على نفي إمامة أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم، كذلك تدل على سلب الإمامة عن بقية الأئمة الاثني عشر بعين ذلك التقرير، فالدليل يضر الشيعة أكثر من أهل السنة، فهؤلاء لم يؤت أحدهم الزكاة وهو راكع لو كان ذلك شرطاً فيمن يتولى أمر المسلمين.
2) ومنها: أن صيغة الذين يؤتون الزكاة وهم راكعون صيغة جمع، فكيف يصدق على علي رضي الله عنه وحده، حتى وإن كان ذلك جائزاً في اللغة، وعلى ذلك شواهد من القرآن، ولكن حمله على المفرد دون دليل هو الخلاف، والأميني الذي يبدو أنه لم يجد له مخرجاً أمام ضعف أسانيد هذه الروايات وتهافت الاستدلال بها؛ فقد أسهب في بيان أن في القرآن آيات عدة نزلت بصيغة الجمع وكان المراد بها المفرد(64)، ولا شك أن ما ذكره صحيح ولكن لا يفيد فيما نحن فيه، حيث إن الأمثلة التي أوردها إنما وردت فيها روايات صحيحة خلاف رواياتنا هذه.
3) ومنها: أن الله تعالى لا يثني على المرء إلا بمحمود، وفعل ذلك في الصلاة ليس بمستحب، ولو كان مستحباً لفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولحض عليه ولكرر علي رضي الله عنه فعله، وإن في الصلاة لشغلاً.
والغريب أن القوم يرون بطلان صلاة أهل السنة بالتكفير (أي: وضع اليمنى على اليسرى في حال القيام)، ويعدون ذلك عملاً يستوجب البطلان(65)، ولا يعدون عمل الأمير رضي الله عنه من انشغاله بالسائل والاستماع إليه والإشارة إليه ونزع الحلة أو الخاتم من يده وإلقائه إليه.. إلى آخر ما ذكرته الروايات، حركات مبطلة للصلاة، رغم أن ذلك أيضاً يتعارض مع ما ذكره القوم في ذلك عنه وعن الأئمة كما في هذه الأمثلة، فضلاً عن معارضته لقولـه عز وجل: (( الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ )) (الأنفال:3).
فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه رأى مصلياً يعبث بلحيته، فقال: أما هذا لو خشع قلبه لخشعت جوارحه(66).
وذكروا أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان إذا حضر وقت الصلاة تلون وتزلزل، فقيل له: مالك؟ فقال: جاء وقت أمانة عرضها الله على السموات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها وحملها الإنسان، وأنا في ضعفي فلا أدري أحسن أداء ما حملت أو لا(67).
وهو القائل رضي الله عنه كما يروي القوم: طوبى لمن أخلص لله العبادة والدعاء، ولم يشتغل قلبه بما تراه عيناه ولم ينس ذكر الله بما تسمع أذناه(68). وهذا في غير الصلاة، فكيف لو كان في الصلاة، وكأن القوم يريدون أن يقولوا: إنه رضي الله عنه من الذين يقولون ما لا يفعلون.
وعن الصادق قال: إذا كنت في صلاتك فعليك بالخشوع والإقبال على صلاتك، فإن الله يقول: (( الَّذِينَ هُم فِي صَلاتِهِم خَاشِعُونَ )) (المؤمنون:2)(69).
وعنه أيضاً قال: إذا استقبلت القبلة فانس الدنيا وما فيها، والخلق وماهم فيه، واستفرغ قلبك عن كل شاغل يشغلك عن الله(70).
وقد أورد القوم عن الإمام زين العابدين رحمه الله روايات كثيرة عن صلاته وخشوعه فيها، نذكر منها:
أنه كان قائماً يصلي حتى وقف ابنه الباقر وهو طفل إلى بئر في داره بالمدينة بعيدة القعر، فسقط فيها فنظرت إليه أمه فصرخت وأقبلت نحو البئر تستغيث وتقول: يا ابن رسول الله، غرق ولدك محمد، وهو لا ينثني عن صلاته وهو يسمع اضطراب ابنه في قعر البئر، فلما طال عليها ذلك قالت حزناً على ولدها: ما أقسى قلوبكم يا أهل بيت رسول الله! فأقبل على صلاته ولم يخرج عنها إلا عن كمالها وإتمامها، ثم أقبل عليها وجلس على أرجاء البئر ومد يده إلى قعرها وكانت لا تنال إلا برشا طويل، فأخرج ابنه محمداً على يديه يناغي ويضحك لم يبتل به ثوب ولا جسد بالماء، فقال: هاك ضعيفة الإيمان بالله، فضحكت لسلامة ولدها وبكت لقوله: يا ضعيفة اليقين بالله، فقال: لا تثريب عليك اليوم، لو علمت أني كنت بين يدي جبار لو ملت بوجهي عنه لمال بوجهه عني، أفمن يرى راحم بعده(71).
وعن الثمالي قال: رأيت علي بن الحسين يصلي فسقط رداؤه عن أحد منكبيه، فلم يسوه حتى فرغ من صلاته، فسألته عن ذلك؟ فقال: ويحك بين يدي من كنت؟ إن العبد لا يقبل من صلاته إلا ما أقبل عليه منها بقلبه(72).
وعن الصادق قال: كان أبي يقول: كان علي زين العابدين إذا قام إلى الصلاة كأنه ساق شجرة لا يتحرك منه شيء إلا ما حركت الريح منه(73).
وفي رواية: إن إبليس تمثل لعلي بن الحسين وهو في صلاته في صورة أفعى لها عشرة رؤوس محددة الأنياب منقلبة الأعين، وطلع عليه من الأرض من موضع سجوده، ثم تطاول في قبلته فلم يرعه ذلك، فانخفض إلى الأرض، وقبض على عشر أنامل رجلي علي بن الحسين فجعل يكدمها بأنيابه، فكان لا يكسر طرفه إليه، ولا يحول قدميه عن مقامه(74).
وعن الجعفي قال: صلى أبو جعفر ذات يوم فوقع على رأسه شيء فلم ينزعه من رأسه حتى قام إليه جعفر فنزعه من رأسه(75).
والروايات في الباب كثيرة جداً، وما أوردناه أقل القليل(76).
ولكن انظر كيف توفق بينها وبين فعل علي بن طالب رضي الله عنه من استماعه إلى السائل وانشغاله به؛ حتى لفت نظره إليه من دون بقية المصلين، وفي بعض الروايات أنه كان يصلي خلف النبي صلى الله عليه وسلم (77)، ولا شك أنه في الصف الأول، ونزع الخاتم من إصبعه وألقاه إليه، أو نزع الحلة كما في الكافي، وهذا أشد، وطرحها إليه و.. و..
والكاظم لما سئل: عن الرجل يكون في الصلاة فيستمع الكلام أو غيره فينصت ليسمعه، ما عليه إن فعل ذلك؟
قال: هو نقص(78). فكيف بمن فعل كل ما فعل الأمير رضي الله عنه، وهو القائل بزعم القوم: إن وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة عمل، وليس في الصلاة عمل(79).
على أي حال، نعود إلى ما كنا فيه من ذكر الردود:
4) ومنها: أنه لو قدر أن هذا مشروع في الصلاة لم يختص بالركوع، بل يكون في القيام والقعود أولى منه في الركوع، فلو تصدق المتصدق في حال القيام والقعود أما كان يستحق هذه الموالاة.
5) ومنها: أن علياً رضي الله عنه لم يكن ممن تجب عليه الزكاة على عهد النبي صلى الله عليه وسلم؛ فإنه كان فقيراً، والزكاة إنما تجب على من ملك النصاب حولاً، وهو لم يكن من هؤلاء، وفقر أهل البيت غير خافٍ.
فقد روى القوم: أن علياً رضي الله عنه قال يوماً لفاطمة رضي الله عنها: يا فاطمة، هل عندك شيء تطعميني؟ قالت: والذي أكرم أبي بالنبوة وأكرمك بالوصية ما أصبح عندي شيء يطعمه بشر، وما كان من شيء أطعمك منذ يومين إلا شيء أؤثرك به على نفسي وعلى الحسن والحسين، قال: أعلى الصبيين ألا أعلمتني فآتيكم بشيء؟ قالت: يا أبا الحسن، إني لأستحيي من إلهي أن أكلفك ما لا تقدر، فخرج فاستقرض ديناراً... الرواية(80).
وفي رواية أخرى: دخل صلى الله عليه وسلم على فاطمة ووجدها صفراء من الجوع، فقال: مالي أرى وجهك أصفر؟ قالت: يا رسول الله، الجوع(81).
فلا غرابة إذاً أن يقترض صلى الله عليه وسلم من شدة الفاقة ليؤمن قوت نفسه وعياله، وله في ذلك حكايات رواها القوم، منها:
ما رواه علي رضي الله عنه من أن يهودياً كان له على رسول الله دنانير فتقاضاه، فقال له: يا يهودي، ما عندي ما أعطيك، قال: فإني لا أفارقك يا محمد حتى تقضيني، فقال: إذاً أجلس معك، فجلس معه حتى صلى في ذلك الموضع: الظهر، والعصر، والمغرب، والعشاء الآخرة، والغداة(82).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إن رسول الله توفي ودرعه مرهونة عند رجل من اليهود على ثلاثين صاعاً من شعير، أخذها رزقاً لعياله(83).
وعن الصادق: مات رسول الله وعليه دين(84).
كل هذا رغم تشدده في أمر الدين حتى ثبت عنه صلى الله عليه وسلم تركه للصلاة على من كان عليه دين حتى لو كان قليلاً، فهذا رجل مات على عهده صلى الله عليه وسلم وعليه ديناران، فأخبر بذلك فأبى أن يصلي عليه(85).
ورجل آخر من الأنصار مات وعليه دين فلم يصل عليه النبي صلى الله عليه وسلم، وقال: لا تصلوا على صاحبكم حتى يقضي دينه(86).
ورووا أنه جعل الدَّين قرين الكفر في الاستعاذة منهما، فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: أعوذ بالله من الكفر والدين، قيل: يا رسول الله، أيعدل الدين بالكفر؟ فقال: نعم(87).
ورووا عن الصادق: قال صلى الله عليه وسلم: الدين راية الله عز وجل في الأرض، فإذا أراد أن يذل عبداً وضعه في عنقه(88).
وعن الباقر: كل ذنب يكفره القتل في سبيل الله، إلا الدين فإنه لا كفارة له إلا أداؤه(89). وغيرها.
فما الذي اضطره صلى الله عليه وسلم إلى التدين وموته وهو عليه، رغم كل ما أورده القوم عنه في ذلك؟ فهل من كانت هذه حالهم تجب عليهم الزكاة؟
وكذا كان حال علي رضي الله عنه إلى وفاته، فيوم أن تزوج الزهراء رضي الله عنها عيرتها نساء قريش بفقره، فجاءت أباها صلى الله عليه وسلم شاكية: إنك زوجتني فقيراً لا مال له.
وفي أخرى: قلن: زوجك رسول الله من عائل لا مال له(90).
وهكذا عاش رضي الله عنه، ففي إحدى خطبه قال: والله لقد رقعت مدرعتي هذه حتى استحييت من راقعها، ولقد قال لي قائل: ألا تنبذها(91)؟
حتى اضطر أن يبيع متاعه ليوفر ثمن قوت يومه، فعنه رضي الله عنه أنه قال: من يشتري سيفي هذا؟ فوالله لو كان عندي ثمن إزار ما بعته(92).
وكان لا يزال رضي الله عنه يشكو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الدين إلى أن مات مديوناً(93).
فعن الباقر قال: قبض علي وعليه دين ثمانمائة ألف درهم(94).
وهكذا كان حال أبنائه رضي الله عنهم، فعن الصادق قال: مات الحسن وعليه دين، ومات الحسين وعليه دين(95).
بل إن الحسين رضي الله عنه أتعب من جاء بعده، فقد أصيب وعليه دين بضعة وسبعون ألف دينار، فاهتم علي بن الحسين بدين أبيه حتى امتنع من الطعام والشراب والنوم في أكثر أيامه ولياليه(96).
ولا نطيل المسألة، ولكن هل ترى على هؤلاء زكاة لمالٍ يبلغ النصاب ويحول عليه الحول، ويفيض عن الحاجة، ويسلم من الدين؟
ونختم هذا برواية وضعها القوم في قصتنا هذه، تبين أن فقر علي رضي الله عنه من المسلمات، مختصرها قول البعض: وأي مال لعلي حتى يؤدي منه الزكاة(97)؟
6) ومنها: أن الروايات التي ذكرت أن خاتمه رضي الله عنه كان من ذهب(98)، خلاف ما ورد في النهي عن ذلك.
فعن الرضا قال: لا تصل في خاتم ذهب(99).
وعن الباقر قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن سبع: ذكر منها: التختم بالذهب(100).
وعن الصادق قال: قال النبي لعلي: إياك أن تتختم بالذهب(101).
وعن علي رضي الله عنه قال: نهاني رسول الله -ولا أقول: نهاكم- عن التختم بالذهب(102)، فكيف توفق بينها؟
7) ومنها: أن إعطاء الخاتم لا يجزئ في الزكاة عند الإمامية، فهم لا يرون زكاة الحلي، وعلى هذا أيضاً الكثير من فقهاء المسلمين(103).
8) ومنها: أن الزكاة تؤدى فور وجوبها ولا ينتظر فيها السؤال.
وعليه لا يمتدح من لم يخرج الزكاة إلا بعد أن تطلب منه، وإنما يمتدح من أخرجها ابتداء فور وجوبها.
9) ومنها: أن هذه الآية بمنزلة قولـه: (( وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاركَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ )) (البقرة:43)، وهي تحث على صلاة الجماعة؛ لأن المصلي في الجماعة إنما يكون مدركاً للركعة بإدراك ركوعها، بخلاف الذي لم يدرك إلا السجود فإنه قد فاتته الركعة، أما القيام فلا يشترط فيه الإدراك.
10) ومنها: أن الركوع يطلق ويراد به الخضوع، وذلك مثل قوله سبحانه: (( يَا مَريَمُ اقنُتِي لِرَبِّكِ وَاسجُدِي وَاركَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ )) (آل عمران:43) فالمراد بالركوع الخضوع، إذ إن المرأة لا يطلب منها صلاة الجماعة، فالمراد بقوله: (( وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:55) أي: خاضعون لله، وليس المراد أنهم يؤتون الزكاة حال الركوع، فتأمل!
11) ومنها: أن هذه الآيات إنما نزلت في النهي عن موالاة الكفار والأمر بموالاة المؤمنين، وأن سياق الكلام يدل على ذلك لمن تدبر، وهو قولـه تعالى: (( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا اليَهُودَ وَالنَّصَارَى أَولِيَاءَ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِنكُم فَإِنَّهُ مِنهُم إِنَّ اللَّهَ لا يَهدِي القَومَ الظَّالِمِينَ * فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِم مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخشَى أَن تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللَّهُ أَن يَأتِيَ بِالفَتحِ أَو أَمرٍ مِن عِندِهِ فَيُصبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِم نَادِمِينَ * وَيَقُولُ الَّذِينَ آمَنُوا أَهَؤُلاءِ الَّذِينَ أَقسَمُوا بِاللَّهِ جَهدَ أَيمَانِهِم إِنَّهُم لَمَعَكُم حَبِطَت أَعمَالُهُم فَأَصبَحُوا خَاسِرِينَ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرتَدَّ مِنكُم عَن دِينِهِ فَسَوفَ يَأتِي اللَّهُ بِقَومٍ يُحِبُّهُم وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَومَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضلُ اللَّهِ يُؤتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ * إِنَّمَا وَلِيُّكُم اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤتُونَ الزَّكَاةَ وَهُم رَاكِعُونَ )) (المائدة:51-55).
فالآيات واضحة كل الوضوح أنها في النهي عن موالاة اليهود والنصارى، وقد وصف الله الذين في قلوبهم مرض بأنهم يوالون الكفار والمنافقين والمرتدين، وبيَّن أنهم لن يضروا الله شيئاً، ثم وصف المؤمنين بما وصفهم به، فهذا السياق العام يوجب لمن قرأه علماً يقينياً لا يمكنه دفعه عن نفسه، وهو أن الآية عامة في كل المؤمنين المتصفين بهذه الصفات لا تختص بواحد بعينه، وهل هؤلاء يرون -أيضاً- أن الولاية عند أهل الكتاب تكون بالمعنى نفسه (الوصاية) فتفسر بها على ذلك في هذه الآيات؟ أي: أن بعضهم وصي على بعض؟ كيف يكون ذلك؟
نعوذ بالله من صدأ الأذهان، ورين البهتان، والضلال بعد الإيمان.
12) ومنها: أن غاية ما في الآية أن المؤمنين عليهم موالاة الله ورسوله والمؤمنين، فيوالون علياً، ولا ريب أن موالاة علي واجبة على كل مؤمن، كما يجب على كل مؤمن موالاة أمثاله من المؤمنين.
قال تعالى: (( إِن تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَد صَغَت قُلُوبُكُمَا وَإِن تَظَاهَرَا عَلَيهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَولاهُ وَجِبرِيلُ وَصَالِحُ المُؤمِنِينَ )) (التحريم:4) فبيَّن الله أن كل صالح من المؤمنين مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن الله مولاه وجبرئيل مولاه لا أن يكون صالح المؤمنين متولياً على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا متصرفاً فيه.
قال تعالى: (( وَالمُؤمِنُونَ وَالمُؤمِنَاتُ بَعضُهُم أَولِيَاءُ بَعضٍ )) (التوبة:71) (104) فجعل كل مؤمن ولياً لكل مؤمن، وذلك لا يوجب أن يكون أميراً عليه معصوماً لا يتولى عليه إلا هو، فكل مؤمن تقي فهو ولي لله والله وليه، كما قال تعالى: (( اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُوا )) (البقرة:257)، وقال: (( وَأُولُو الأَرحَامِ بَعضُهُم أَولَى بِبَعضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ )) (الأحزاب:6).
فهذه النصوص كلها ثبتت فيها موالاة المؤمنين بعضهم لبعض، وأن هذا ولي هذا، وهذا ولي هذا، وأنهم أولياء الله، وأن الله وملائكته والمؤمنين أولياء رسوله، كما أن الله ورسوله والملائكة أولياء المؤمنين، وليس في شيء من هذه النصوص أن من كان ولياً للآخر كان أميراً عليه دون غيره وأنه يتصرف فيه دون الناس.
13) ومنها: أن الفرق بين الوَلاية (بالفتح)، والوِلاية (بالكسر) معروف، فالوَلاية (بالفتح) ضد العداوة وهي المذكورة في الآية، وليست هي الوِلاية (بالكسر) التي هي الإمارة(105).
فالأمير يسمى الوالي ولا يسمى الولي.
14) ومنها: أنه لو أراد الولاية التي هي الإمارة لقال: إنما يتولى عليكم الله ورسوله والذين آمنوا، ولم يقل: ومن يتول الله ورسوله، فإنه لا يقال: لمن ولي عليهم، ولا أنه يقال: تولوه، بل يقال: تولى عليهم.
15) ومنها: أن الله سبحانه لا يوصف بأنه متول على عباده، وأنه أمير عليهم، ولا يقال: إن الله أمير المؤمنين كما يسمى المتولي مثل علي رضي الله عنه وغيره أمير المؤمنين، بل الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً لا يقال: إنه متولٍ على الناس وأنه أمير عليهم.
16) ومنها: أنه ليس كل من تولى عليه إمام عادل يكون من حزب الله ويكون غالباً، فإن أئمة العدل يتولون على المنافقين والكفار، كما كان في مدينة النبي صلى الله عليه وسلم تحت حكمه ذميون ومنافقون، وكذلك كان تحت ولاية علي رضي الله عنه كفار ومنافقون، والله تعالى يقول: (( وَمَن يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزبَ اللَّهِ هُم الغَالِبُونَ )) (المائدة:56)، فلو أراد الإمارة لكان المعنى: أن كل من تأمر على الذين آمنوا فإنهم يكونون من حزبه الغالبين، وليس كذلك، وكذلك الكفار والمنافقون تحت أمر الله الذي هو قضاؤه وقدره مع كونه لا يتولاهم بل يبغضهم.
17) ومنها: أن كلمة (إنما) تفيد الحصر، والحصر يكون فيما يحتمل اعتقاد الشركة والتردد والنزاع، ولم يكن بالإجماع وقت نزول هذه الآية تردد ونزاع في الإمامة وولاية التصرف، بل كان في النصرة والمحبة.
18) ومنها: أن إمامته رضي الله عنه غير مرادة في زمان الخطاب، لأن ذلك عهد النبوة، والإمامة نيابة فلا تتصور إلا بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم، وإذا لم يكن زمان الخطاب مراداً تعين أن يكون المراد الزمان المتأخر عن زمن الانتقال ولا حد للتأخير، فليكن ذلك بالنسبة إلى الأمير رضي الله عنه بعد مضي زمان أبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم.
لذا وضعوا الكثير من الروايات بلفظ: (بعدي) كما مرَّ بك وسيأتي.
19) ومنها: أن الأمر في الآية إن كان محمولاً على الإمارة كما يدعي القوم، فهو دليل على بطلان كل النصوص السابقة، خاصة إذا علمنا أن سورة المائدة التي منها هذه الآية من أواخر ما نزل من القرآن حيث لم ينزل بعدها إلا سورتا التوبة والنصر، والغريب أن قول النبي صلى الله عليه وسلم في رواياتنا هذه يؤكد هذا، فكلها تدل على عدم علمه بخليفته -بزعم القوم- حتى نزول الآية وسؤاله عن هذا المتصدق والهيئة التي تصدق بها.. إلى آخر ما جاء في الروايات لمن تدبرها.
والحق أن الردود على هذا الاستدلال كثيرة، وما أوردنا فيه كفاية لمن طلب الحق، ولا بأس بأن نختم كلامنا ببعض الطرائف التي أوردها القوم مما يتصل بموضوعنا:
أ- منها: أن الخاتم الذي تصدق به علي رضي الله عنه على السائل كان خاتم سليمان عليه السلام (106).
ب- ومنها: أن الخاتم وزنه أربعة مثاقيل، حلقته من فضة، وفصه خمسة مثاقيل وهو من ياقوتة حمراء، وثمنه خراج الشام، وخراج الشام ثلاثمائة حمل من فضة، وأربعة أحمال من ذهب، وكان الخاتم لمران بن طوق، قتله علي رضي الله عنه وأخذ الخاتم من إصبعه وأتى به إلى النبي صلى الله عليه وسلم من جملة الغنائم، وأمره النبي صلى الله عليه وسلم أن يأخذ الخاتم، فأخذ الخاتم فأقبل وهو في إصبعه وتصدق به على السائل في أثناء ركوعه في أثناء صلاته خلف النبي صلى الله عليه وسلم (107).
ج- ومنها: أن التصدق بالخاتم كان ليوم الرابع والعشرين من ذي الحجة(108).
د- ومنها: أن جميع الأئمة تصدقوا وهم راكعون(109).
هـ- ومنها: أن السائل الذي سأله كان من الملائكة، والذين يسألون الأئمة من أولاده يكونون من الملائكة(110).
و- ومنها: أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه تصدق بأربعين خاتماً.
وفي رواية أخرى: أربعة وعشرين، وهو راكع، لينزل فيه ما نزل في علي بن أبي طالب رضي الله عنه (111).
(1) أمالي الصدوق: (107)، البحار: (35/183)، البرهان: (1/480)، الميزان: (6/16)، تأويل الآيات1/152)،الوسائل9/478)، المناقب2/209)، الصافي2/46)، نور الثقلين1/647)، إثبات الهداة: (2/54).
(2) معجم الخوئي: (7/322)(14/107)، جامع الرواة: (2/27)، مجمع الرواة: (3/75) (5/68).
(3) معجم الخوئي: (7/321)، كليات في علم الرجال: (314، 407)، النجاشي: رقم (1/387)، رجال الطوسي122، 197)، مقياس الهداية: (2/353)، رجال الكشي150)، تنقيح المقال: (1/60، 459)، البحار: (37/32)، كمال الدين: (608)(الحاشية)، مجمع الرجال: (3/73)، الفهرست: (102)، جامع الرواة: (1/339)، الخلاصة: (223).
(4) الخصال: (548)، نور الثقلين: (1/645)، الاحتجاج: (118)، الميزان: (6/18).
(5) الخصال: (548) (الحاشية: للمحقق علي أكبر الغفاري).
(6) الخصال: (580)، نور الثقلين: (1/635)، الصافي: (2/45)، المستدرك: (7/256).
(7) معجم الخوئي: (15/20)، رجال ابن داود: (269).
(8) انظر تراجمهم في: معجم الخوئي: (5/174)(2/363)(3/378، 417) (12/85)(12/178).
(9) الكافي: (1/288،427)، البرهان: (1/480)، نور الثقلين: (1/643)، جامع الأحاديث: (8/441)، تأويل الآيات: (1/153)، الوسائل: (5/18)(9/51)، الصافي: (2/44)، البحار24/63).
(10) معجم الخوئي18/257)، مجمع الرجال6/113)،النجاشي2/365)،جامع الرواة2/251).
(11) النجاشي: (1/135).
(12) معجم الخوئي: (18/87).
(13) معجم الخوئي: (2/183).
(14) مجمع البيان: (3/324)، البرهان: (1/481)، البحار: (35/195)، كشف الغمة: (1/166)، الميزان: (6/21)، تأويل الآيات: (1/151)، إثبات الهداة2/120)(3/511)، المناقب2/208) = = التفسير الكاشف: (3/82).
(15) معجم الخوئي: (9/253)، الطوسي: (69)، مجمع الرجال: (3/253).
(16) الطوسي: (133)، مجمع الرجال: (5/62)، معجم الخوئي: (14/92)، جامع الرواة: (2/24).
(17) معجم الخوئي: (20/59)، النجاشي: (2/419)، الفهرست: (210، 229)، الطوسي: (517)، مجمع الرجال: (6/260)، رجال ابن داود: (204)، جامع الرواة: (2/330).
(18) تفسير القمي: (1/178)، البرهان: (1/480، 483)، نور الثقلين: (1/645)، البحار: (35/186، 188)، الميزان: (6/17)، العياشي: (1/356)، الوسائل: (9/478)، إثبات الهداة: (2/140)، الصافي: (2/45).
(19) رجال الحلي: (4)، معجم الخوئي: (1/317).
(20) معجم الخوئي: (1/316)، مقدمة التفسير: (6).
(21) انظر قوله في ذلك22، 23) من تفسيره، وقد ذكرنا نماذج من مروياته في التحريف في الباب الثاني.
(22) تفسير القمي: (2/362).
(23) البرهان: (4/358)، البحار: (22/240).
(24) البحار: (22/240)(الحاشية)، كليات في علم الرجال: (320).
(25) يشير إلى قول القمي في المقدمة من روايته للتفسير عن الثقات.
(26) كليات في علم الرجال: (309) وما بعده.
(27) الكافي: (1/496)، البحار: (50/93).
(28) تفسير العياشي: (1/355)، البحار: (35/187)، البرهان: (1/482)، إثبات الهداة: (2/135) (3/514)، الميزان: (6/18)، الوسائل: (9/479).
(29) معجم الخوئي: (17/224).
(30) مقدمة التفسير: (1/7)، البحار: (1/28)، الذريعة: (4/295).
(31) معجم الخوئي: (4/335).
(32) تفسير فرات: (1/124)، البحار: (35/198)، مستدرك الوسائل: (7/258).
(33) تفسير فرات: (1/123)، البحار: (37/171).
(34) تفسير فرات: (1/125)، البحار: (35/198)، إثبات الهداة: (2/165).
(35) تفسير فرات: (1/124)، البحار: (35/198).
(36) تفسير فرات: (1/125).
(37) تفسير فرات: (1/126).
(38) تفسير فرات: (1/126)، إثبات الهداة: (2/165).
(39) تفسير فرات: (1/128)، البحار: (35/197).
(40) تفسير فرات: (1/128).
(41) معجم الخوئي: (8/182، 173) (10/254).
(42) معجم الخوئي: (10/306).
(43) معجم الخوئي: (11/75)، النجاشي: (2/39).
(44) أمالي الطوسي: (58)، البحار: (22/103)(35/184).
(45) معجم الخوئي: (6/66).
(46) معجم الخوئي: (1/287).
(47) معجم الخوئي: (9/309).
(48) أمالي الطوسي: (557)، إثبات الهداة: (2/86).
(49) رجال النجاشي: (62)، معجم الخوئي: (1/176)، البحار: (32/305).
(50) معجم الخوئي: (2/366، 367).
(51) معجم الخوئي: (3/131).
(52) مناقب أمير المؤمنين: (1/150).
(53) مناقب أمير المؤمنين: (1/169).
(54) مناقب أمير المؤمين: (1/179).
(55) دلائل الإمامة54)، مستدرك الوسائل7/256)، البحار: (35/186)، اليقين: (223).
(56) البحار: (37/128).
(57) تفسير الصافي: (2/46).
(58) البرهان: (1/484)، البحار: (35/196، 187).
(59) البحار: (35/203)، سعد السعود: (97).
(60) تفسير فرات: (1/128).
(61) انظر أيضاً: البحار: (35/190).
(62) البرهان: (1/480، 483، 484، 489)، البحار: (35/188)(37/156)، العياشي: (1/360)، الكافي: (1/289).
(63) انظر أيضاً: تفسير فرات: (1/125، 126).
(64) الغدير: (3/163).
(65) الخصال2/161)، دعائم الإسلام1/159)، قرب الإسناد125)، البحار10/277، 396) (84/203، 325)، المسائل المنتخبة للخوئي: (104)، زبدة الأحكام للأراكي: (100)، المسائل الإسلامية للشيرازي: (310).
(66) البحار: (84/261، 239)، الخصال: (2/165).
(67) البحار: (84/256)، المناقب: (2/124).
(68) البحار: (70/299)(84/261)، الكافي: (2/16).
(69) البحار: (84/260).
(70) البحار: (84/230)، مصباح الشريعة: (10).
(71) المناقب: (4/135)، البحار: (46/34)(84/245)، إثبات الهداة: (3/24).
(72) علل الشرايع: (233)، البحار: (46/61، 66)(84/237)، الخصال: (517).
(73) الكافي: (3/300)، البحار: (46/64)(84/229، 248).
(74) إثبات الهداة: (3/25).
(75) البحار: (84/252).
(76) للمزيد راجع: البحار: (84/226)(باب: آداب الصلاة).
(77) البرهان: (1/485).
(78) قرب الإسناد: (123)، البحار: (84/296).
(79) البحار: (10/277)(84/325).
(80) أمالي الطوسي: (626)، البحار: (14/197)(43/31، 59)(96/147)، تأويل الآيات: (1/108)، كشف الغمة: (1/469)، تفسير فرات: (1/83).
(81) الكافي: (5/528)، البحار: (43/62)، نور الثقلين: (3/587).
(82) أمالي الصدوق: (376)، البحار: (16/216).
(83) مكارم الأخلاق: (25)، الاحتجاج: (120)، قرب الإسناد: (44)، البحار: (16/239)(17/297) (103/144).
(84) الكافي: (1/253)(5/93)، التهذيب: (6/184)، البحار: (16/275)(43/321)(81/345) (103/142)، من لا يحضره الفقيه: (3/111)، الوسائل: (18/317).
(85) علل الشرايع528)، البحار81/344)(103/142)، من لا يحضره الفقيه3/111).
(86) علل الشرايع590)، المحاسن2/318)، البحار103/143)، الوسائل: (18/319).
(87) الخصال: (27)، علل الشرايع: (527)، البحار: (103/141).
(88) علل الشرايع: (529)، البحار: (103/142).
(89) علل الشرايع: (528)، الخصال: (9)، البحار: (103/141).
(90) سيأتي تخريج هذه الروايات.
(91) نور الثقلين: (5/16)، البحار: (40/346)(41/160)(66/320)(77/394).
(92) المناقب: (2/97)، البحار: (40/324)(42/43)، كشف المحجة: (124).
(93) أمالي الطوسي: (443)، البحار: (95/301)(108/57).
(94) كشف المحجة: (125)، البحار: (40/338)(103/142، 145)، الوسائل: (18/322)، وانظر أيضاً: من لا يحضره الفقيه: (3/111)، علل الشرايع: (590)، المحاسن: (2/318)، الوسائل: (18/317).
(95) البحار: (43/321)(81/344)(103/143)، الكافي: (5/93)، التهذيب: (6/184)، من لا يحضره الفقيه: (3/111)، المحاسن: (2/318)، الوسائل: (18/317).
(96) المناقب: (4/143)، البحار: (46/52).
(97) تفسير العسكري: (30)، البحار: (41/20)(96/193).
(98) البرهان: (1/484)، البحار: (35/187، 196)، المناقب: (3/3).
(99) فقه الرضا: (16)، البحار: (66/538)، الوسائل: (4/413).
(100) قرب الإسناد: (48)، البحار: (66/538).
(101) قرب الإسناد: (66)، البحار: (66/339)، الوسائل: (4/416).
(102) معاني الأخبار: (301)، البحار: (66/539)، الوسائل: (4/414)(6/308).
(103) الانتصار: (80)، المختصر النافع: (81)، المسائل المنتخبة: (170)، زبدة الأحكام: (116، 169)، شرائع الإسلام: (1/150)، المسائل الإسلامية: (447)، البحار: (96/37، 38، 39، 41، 42)، قرب الإسناد: (135)، دعائم الإسلام: (464)، الحدائق الناضرة: (12/97، 98)، الوسائل: (9/156) وما بعدها.
(104) وأورد القوم عن الباقر قوله في نزول هذه الآية: أي: إنما وليكم الله، فقال المسلمون: هذا بعضنا أولياء بعض، البرهان: (1/490)، شرح الأخبار: (104)، مما يدل على عدم فهم المسلمين لغير هذه الموالاة التي يريدها القوم.
(105) سنأتي على ذكر دلائل أخرى عند حديثنا في روايات: (من كنت مولاه).
(106) البرهان: (1/485)، شرح الأخبار: (1/226).
(107) البرهان: (1/485)، شرح الأخبار: (1/226).
(108) البرهان: (1/485)، مصباح الشريعة: (530)، البحار: (35/190)، شرح الأخبار: (1/226).
(109) الكافي: (1/288)، البرهان: (1/480)، نور الثقلين: (1/643)، جامع الأحاديث: (8/441)، تأويل الآيات: (1/153)، الوسائل: (6/334)، الصافي: (2/44).
(110) المصادر السابقة.
(111) أمالي الصدوق107)، البحار35/183، 203)، البرهان: (1/480)، الميزان: (6/16)، تأويل الآيات: (1/152)، الوسائل: (6/335)، المناقب: (3/4)، الصافي: (2/46)، نور الثقلين: (1/647)، إثبات الهداة: (2/55)، سعد السعود: (97).




رد مع اقتباس
قديم 06-04-2011, 10:44 PM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



الجواب:
الأخ أبو محمد المحترم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أولاً: سنقدم مقدمة تحوي بعض القواعد لكي يتوضح جوابنا طبقاً لها:
1- أن تصنيف الحديث ينقسم إلى متواتر وآحاد، والمتواتر ما وصلت طرقه إلى حد تواطؤ رواته على الكذب، والآحاد بخلافه، فإذا وصل الحديث إلى حد التواتر وحصل القطع منه فلا يبحث في السند عندئذ ولا يلتفت إلى صحة أو وثاقة أو حسن أو ضعف الأسانيد لأنها من أقسام الخبر الآحاد و تتدرج حجته حسبها، والمتواتر قد عبر ذلك إلى القطع وهو حجة بنفسه.
2- أن الشيعة لا يستدلون في العقائد إلا بالقطع واليقين فإذا كان دليلهم نقلياً فيجب أن يثبت بالقطع كالتواتر مثلاً .
3- هناك قاعدة في علم الحديث موجودة عند الشيعة والسنة، وهي أن الضعيف ينجبر ضعفه بالضعيف, فكلما كثرت الطرق الضعيفة فسوف تجبر السند، وأن السند الذي يوجد فيه وضاع أو كذاب لا ينجبر بسند فيه وضاع أو كذاب مثله بل يزداد ضعفاً وسقوطاً .
4- إن مناقشة أي مذهب أو فرقة يجب أن يكون حسب مبانيها / ومناقشة الشيعة الإمامية في حديثهم يجب أن يكون حسب مبانيهم في علمي الرجال والحديث.
ثانياً : الجواب على ما جاء في السؤال كالآتي :
أ- ذكر المستشكل نفسه ثلاثة وعشرين طريقاً مختلفاً كان فيما أحصيناه منها على عجالة خمساً عن الإمام الباقر (ع)،ثلاثاً عن الإمام الصادق (ع)، اثنين عن أمير المؤمنين (ع)، اثنين عن أبي ذر (رض)، وواحداً عن عمار بن ياسر (رض) خمساً عن ابن عباس (رض)،ثلاثاً منها ترجع إلى طريق واحد، اثنين عن محمد بن الحنفية بطريق واحد، اثنين عن أبي رافع (رض) بطريق واحد، وواحداً عن ابن عامر .
وترك العديد من الطرق نقتصر على ذكر مصادر بعضها على نحو العجالة لحصول الفرق الغرض منها (الكافي 2: 513 ح1), (الخصال: 479ج36), (تحف العقول: 459), (روضة الواعظين :92), (شرح الأخبار 1: 228 و 2: 193 و 2: 346), (الاحتجاج 1: 66), (تفسير العسكري: 463), (تفسير فرات 1: 125 حديثان 1: 126 ), (فضائل أمير المؤمنين لأبن عقدة :188) صارفين النظر عن البحث في أسانيدها على فرق ضعفها المدعى أو ما قد يدعى فيها. فأنها تكفي في إثبات التواتر وحصول القطع بسبب نزول الآية. بخصوص تصدق أمير المؤمنين (ع) بخاتمه وهو راكع، إذ لو كان كل هذا العدد من الطرق المختلفة غير المتحدة بجميع الطبقات لا يكفي لإثبات التواتر فلا أدري كيف سيثبت تواتر العديد من الأحاديث التي أدعي لها التواتر!!هذا بالاختصار على طرق الشيعة الإمامية،أما بإضافة طرق أهل السنة فأنه سيصل إلى ما فوق التواتر، ولا خصوصية لرواة مذهب معين في ذلك.
هذا فضلاً عن العشرات من الشواهد الداعمة لسبب النزول المبينة للمعنى نذكر بعض مصادرها على سبيل المثال لا الحصر (الكافي 1: 146 ح11 و 1: 187 ح7 و 1: 189 ح16 و1: 289 ح4 و 1: 427 ح77), ( دعائم الإسلام 1/14، 1/21), (الأمالي 624 ح843),(كمال الدين :238), ( كتاب سليم :198، 296), (شرح الأخبار 1: 104 و 1: 219 و 1: 238), (الاختصاص :277), (أمالي الطوسي :365), (العياشي : 327 ) وتركنا الأكثر .
فبعد هذا لا يرد التواتر إلا معاند !!
ب- وبغض النظر عن التواتر الثابت الحاصل مما ذكرنا في النقطة السابقة فإن هذا المستشكل أدعى ضعف جميع الطرق التي ذكرها ونفترض أنه سيدعي ضعف الطرق التي أوردناها ولم يذكرها, فأين هو من قاعدة أن الضعيف ينجبر بالضعيف على ما لهذه الطرق المفروض ضعفها من كثرة، فعددها الذي يفوق عدة عشرات الا يكفي في جبران الضعف وليس فيها كذاب وضاع، بل حتى لو كان ودعي الكذب على بعض الرواة فإن الضعف المدعى في الأغلب سوف يجبر بعضها بعضاً.
ج- إننا سنغض الطرف عن المناقشة في كل ما ذكره من الجرح والتعديل في رجال أسانيد الروايات التي ذكرها لأنه لا كثير فائدة في البحث فيهم إذا كان أحدهم غير مؤثر في الحكم على كل السند مع وجود راو ٍ واحد ضعيف أو مهمل أو مجهول فيدخل السند كله في قسم ضعيف .
ولكن سنناقشه في الأسانيد التي يدور الكلام فيها على راوٍ أو راويين يكون الحكم عليه أو عليهما مؤثراً في صحّة السند أو وثاقته أو حسنه. وسيكون الكلام هنا تنزلاً مع المستشكل على مبناه من الأخذ بالخبر الواحد حجة في العقائد وإلا فقد ذكرنا سابقاً أن هذا غير معتمد عند الإمامية .
فقد ذكر تحت رقم (6) رواية علي بن إبراهيم القمي في تفسيره عن أبيه عن صفوان عن أبان بن عثمان عن أبي حمزة الثمالي عن أبي جعفر الباقر (ع) والسند كلهم ثقات فأبو حمزة الثمالي صفي علي (ع) وأبان بن عثمان من المجمع على الأخذ منه وصفوان بن يحيى ثقة ثقة وإبراهيم بن هاشم القمي المعروف ناشر حديث الكوفين بقم لا يشك أحد بوثاقته وإن لم ينصوا عليها وإبنه علي بن إبراهيم ثقة صاحب التفسير .
فلما لم يجد مطعناً في أحد تشبث بالقشة وبدأ بمناقشة علمائنا في الرجال في توثيقهم لإبراهيم بن هاشم القمي وأنه لم يُذكر له توثيق مع أن المفروض أن تكون المناقشة في المباني الرجالية لدى الشيعة الإمامية، وإبراهيم بن هاشم متفق على توثيقه بل نص علمائنا على أنه أعلى شئناً من التوثيق .
قال السيد ابن طاووس في سند فيه إبراهيم بن هاشم رواه الصدوق (ورواة الحديث ثقات بالاتفاق) (فلاح السائل: 158) فالسيد أولاً وثق إبراهيم بن هاشم الواقع في السند, ثم أنه نسب ذلك لاتفاق العلماء . فلاحظ .
وذكره ابن داود في القسم الأول من كتابه الخاص بالممدوحين ومن لم يضعفهم الأصحاب .
وقال العلامة في حقه: ولم أقف لأحد من أصحابنا على قول في القدح فيه ولا على تعديله بالتنصيص والروايات عنه كثيرة والأرجح قبول قوله (الخلاصة :49 (9) ).
وقال أبو علي الحائري (وإنما قيد بالتنصيص (أي العلامة في الخلاصة) لأن ظاهر الأصحاب تلقيهم روايته بالقبول كما ينبه عليه قولهم أنه أول من نشر حديث الكوفيين بقم). وقال أيضاً: أن العلامة (ره) صحح جملة من طرق الصدوق هو فيها كطريقه إلى عامر بن نعيم وكردويه وياسر الخادم وكثيراً ما يعد إخباره في الصحاح كما في المختلف، بل قال جدي: جماعة من أصحابنا يعدون أخباره من الصحاح. ونقل المحقق البحراني عن بعض معاصريه ـ والظاهر من طريقته أنه خالي (ره) ـ توثيقه عن جماعته وقواه لأن إعتماد جل أئمة الحديث من القميين على حديثه لا يتأتى مع عدم علمهم بثقته مع أنهم كانوا يقدحون بأدنى شيء كما أنهم غمزوا في أحمد بن محمد بن خالد مع ثقته وجلالته بأنه يروي عن الضعفاء ويعتمد المجاهيل مع أن ولده الثقة الجليل اعتمد في نقل الأخبار جلها عنه وإعتمد ثقة الإسلام عليه مع قرب عهده به في أكثر أخباره، قلت: وكذا سعد بن عبد الله وعبد الله بن جعفر الحميري ومحمد ين يحيى وغيرهم من الأجلاء، وكذا كونه شيخ الإجازة، وكذا رواية محمد بن أحمد بن يحيى عنه وعدم إستثنائه، وعن والد شيخنا البهائي (ره): إني لأستحي أن لا أعد حديثه صحيحا (منتهى المقال 1: 214).
ومثل هذا القول وأوسع منه ما قاله المامقاني في تنقيح المقال (5: 72( 621) ).
ومن ذاك ما نقله عن السيد الداماد في الرواشح: والصحيح الصريح عندي أن الطريق من جهته صحيح فأمره أجل وحاله أعظم من أن يعدل ويتوثق بمعدل وموثق غيره بل غيره يتعدل ويتوثق بتعديله وتوثيقه إياه كيف وأعاظم أشياخنا الفخام كرئيس المحدثين والصدوق والمفيد وشيخ الطائفة ونظائرهم ومن طبقتهم ودرجتهم ورتبتهم ومرتبتهم من الأقدمين والأحدثين شأنهم أجل وخطبهم أكبر من أن يظن بأحد منهم قد إحتاج إلى تنصيص ناص وتوثيق موثق وهو شيخ الشيوخ وقطب الأشياخ ووتد الأوتاد وسند الأسانيد فهو أحق وأجدر بأن يستغني عن ذلك (تنقيح المقال : 86) .
إضافة إلى توثيق السيد الخوئي إياه الذي اعترف به هذا المستشكل وغيره من علمائنا الكثير، فبعد ذلك لا فائدة في محاولة الإستماتة في رد كلمات علمائنا في توثيقة مع أن المفروض أن يكون الكلام حسب مباني الإمامية وأعلامهم في الرجال.
والعجب من هذا المستشكل أنه نسى أو تناسى أنه على رغم ما ذكره العلماء في توثيقه إلا أنه لا اختلاف في مدحه وحسنه ونصهم على أن رواياته مقبولة معتبرة،فبعد اعتبار وقبول رواياته لا مجال لمحاولة رد رواية أبنه في تفسيره عنه, وهل التوثيق إلا من أجل هذا!
والأعجب من ذلك أنه حاول تضعيف الرجل لنقله روايات يعتقد هو بطلانها حسب مذهبه بعد أن لم يفهم مدلولها وفقهها الذي بينه علمائنا في كتبهم وهذا من أعجب أساليب الجرح والتعديل أن يعرض روايات الرجل على ما يعتقده من مذهب فإذا لم توافقه جرح الرجل ورماه بالضعف ورواية المناكير. فتأمل .
وأما الكلام على تفسير القمي فقد أوردنا بحثاً على صفحتنا تحت عنوان (الأسئلة العقائدية / علم الرجال/ بحث حول وثاقة رجال تفسير القمي ) فراجع .
وذكر تحت رقم (11) رواية فرات الكوفي: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم قال حدثنا محمد بن الحسين (الحسن) بن أبي الخطاب عن أحمد بن محمد بن أبي نصر عن ثعلبة بن ميمون عن سليمان بن طريف عن محمد بن مسلم أن سلاماً الجعفي قال لأبي جعفر (ع) .... الرواية .
وحاول تضعيفها كما فعل في كل الروايات التي أوردها حيث طعن على فرات الكوفي وتفسيره بما لم نجده هنا حيث قال: (قد أوقفناك على قيمته وحال مؤلفة) وحكم على سليمان بن طريف وسلام الجعفي بالجهالة وإسماعيل بن إبراهيم بعدم وجود ترجمة له . وستعرف قيمة ما ذكر .
فأما تفسير فرات فهو من التفاسير الروائية القديمة أسندت معظم رواياته إلى إلإمامين الباقر والصادق (ع)،أورد عنه الحاكم الحسكاني في شواهد التنزيل والمجلسي في البحار والحر العاملي في إثبات الهداة. وذكر طرقه إليه (خاتمة الرسائل 30: 159، الفائدة الرابعة) . وتوجد منه عدة نسخ تاريخ أحدها بين أوائل القرن التاسع إلى أوائل القرن الحادي عشر وهي ملخصة غير كاملة ونسخة أخرى أستنسخت على نسخة تاريخها 1083 هـ .
والمطبوع الموجود الآن هو على نسخة في مكتبة أمير المؤمنين في النجف الأشرف كتبت في بداية القرن الرابع عشر راويها أبو الخير مقداد بن علي الحجازي المدني عن أبي قاسم عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن العلوي الحسني أو الحسيني عن فرات( مقدمة تفسير فرات) .
وأما راوي التفسير فرات الكوفي فقد ورد في أسانيد الصدوق وتفسير القمي وفضل زيارة الحسين لأبن الشجري ونقل عنه الحاكم الحسكاني كما ذكرنا.
ويظهر من مضمون روايته أنه إمامي المذهب خلافاً لما ذكره محقق الكتاب اعتماداً على إستحسانات واهية من أنه زيدي المذهب .
قال عنه المجلسي: وتفسير فرات وإن لم يتعرض الأصحاب لمؤلفه بمدح ولا قدح ولكن كون أخباره موافقة لما وصل إلينا من الأحاديث المعتبرة وحسن الضبط في نقلها مما يعطي الوثوق بمؤلفه وحسن الظن به (البحار 1: 37) .
ونقل الخوانساري عن بعض المحققين في حواشيه على (منهج المقال) قوله: له كتاب تفسير القرآن وهو يروي عن الحسين بن سعيد من مشايخ الشيخ أبي الحسن علي بن بابويه وقد روى عنه الصدوق بواسطة ونقل في تفسيره أحاديث كثيرة في كتبه وهذا التفسير يتضمن ما يدل على حسن اعتقاده وجودة انتقاءه ووفور علمه وحسن حاله ومضمونه موافق للكتب المعتمدة (روضات الجنان 5: 353)
وقال المامقاني: أن أقل ما يفيده كونه من مشايخ علي بن بابويه وإكثار الصدوق (ره) الرواية عنه وكذا رواية الشيخ الحر (ره) والفاضل المجلسي (ره) عنه هو كون الرجل في أعلى درجات الحسن بعد إستفادة كونه إمامياً من الأخبار التي رواها والعلم عند الله تعالى (تنقيح المقال 2: 3) .
ومما نقلنا يظهر لك إعتماد علمائنا على الكتاب أولاً والتصريح بحسن حال مؤلفه فرات الكوفي .
وأما إسماعيل بن إبراهيم فهو إسماعيل (بن إسحاق) بن إبراهيم فيكفي في حسنه أنه أحد مشايخ فرات الكوفي لما تقرر عندهم من تحسين مشايخ المشهورين بالرواية وأصحاب الأجازة . ومحمد بن الحسن بن أبي الخطاب ثقة وأحمد بن محمد بن أبي نصر ثقة، وثعلبة بن ميمون ثقة, وسليمان بن طريف عده الشيخ في أصحاب الصادق (ع) وهو يكفي في حسنه خاصة مع رواية الثقات عنه كثعلبة في هذا السند ومحمد بن سلم ثقة وسلام الجعفي وهو سلام بن المستنير الجعفي الكوفي الذي يروي عنه إبن محبوب بالواسطة وروايته عنه ولو بالواسطة يكشف عن وثاقته أولاً أقل عن حسنه (تنقيح المقال 2: 43 الطبقة الحجرية) فالرواية حسنة على أقل تقدير .
وذكر تحت رقم (17) رواية الطوسي في أماليه عن المفيد وهي رواية أبي رافع المشهورة المروية عند الخاصة والعامة ولها طرق عديدة فقد ذكر نفسه طريقاً آخر إليها برواية النجاشي في فهرسته تحت رقم (19).
فرواية الطوسي بسنده عن عون بن عبيد الله عن عبيد الله عن أبي رافع ورواية النجاشي عن عبد الله بن عبيد الله أخو عون عن أبيه عبيد الله عن جده أبو رافع، والمستشكل لم يتكلم على السند إلى هنا في الروايتين وإنما تكلم على ما بعدهم من الرجال . ولكنه نسى طريقاً ثالثاً ذكره إبن طاووس نقلاً عن تفسير ابن الجحام الثقة وهذا السند يرجع إلى عون بن عبيد الله كما في سند الطوسي . والراوي عن عون عند ابن الحجام هو محمد بن عبيد الله عن أخيه عون، ومن محمد هذا يفترق طريق ابن أبي شيبة الذي رواه الطبراني في الكبير(1: 321) عن طريق ابن حجام بل مجموع الطرق عن محمد بن عبيد الله هذا أربع ثلاث منها في كتب أهل السنة والأول عند الشيعة وهو طريق ابن الحجام وإن يحتمل الإتحاد في بعضها لما وقع من تصحيف في الأسانيد .
وعلى كل فإن عبد الرحمن بن الأسود الكندي اليشكري الراوي عن عون في سند الطوسي تابعه محمد بن عبيد الله عن عون وافترق الطريق من محمد هذا على أربع طرق، مخول عن عبد الرحمن بن الأسود عن محمد بن عبيد الله وحصين عن هارون بن سعيد عن محمد بن عبيد الله ويحيى بن الحسن بن الفرات عن علي بن الهاشم بن البريد عن محمد بن عبيد الله وإسماعيل بن إسحاق الراشدي عن يحيى بن هاشم المغاني عن محمد بن عبيد الله, وإذا قلنا بإتحاد الطريق الرابع والثالث لوجود التصحيف فالطرق عن محمد بن عبيد الله ثلاثة .
وبالنتيجة فإن أغلب من تكلم عليهم في هذه الطرق لهم متابعون فضلاً عن كفاية تعدد الطرق في إستفاضة الحديث وحسنه .
إلى هنا ظهر ان عندنا ثلاث روايات،أحداها صحيحة وهي رواية علي بن إبراهيم في تفسيره، واثنتان حسنتان وهما رواية فرات الكوفي والرواية المعروفة المشهورة عن أبي رافع, وهذا يكفي للتمسك بالحديث تنزلاً منا على مبنى القوم، وإلا فإننا قد أشرنا إلى عدم الحاجة الى مثل هذا التصحيح في النقطتين السابقتين، وللمستدل أن يعكس الاستدلال ويبدأ من النقطة الثالثة ثم ينتهي بالأولى . أي يترقى من تصحيح أحد الطرق إلى إثبات التواتر .
ومما قدمنا يظهر ما في قول المستشكل (وبعد فهذه حال كل الروايات المسندة التي وقفنا عليها من كتب القوم - إلى قوله - وقد رأيت أنه لم يصح منها شيء أصلاً من طرق الشيعة فضلاً عن طرق أهل السنة) .
فأولاً: أنه لم يذكر كل الطرق وقد أشرنا إلى مصادر العديد منها .
وثانياً: وقد رأيت أنه قد صح طريق واحد منها وحسن طريقان على الأقل مع أنا قد أغضينا الطرف عن مناقشته عما جاء من أخطاء واشتباهات في الجرح والتعديل لبقية الأسانيد روماً للاختصار .
ثالثاً: أن الكلام في طرق الشيعة لا في طرق السنة،وإلا لذكرنا له ما يمكن تصحيحه على مبانيهم مثل رواية ابن أبي حاتم في تفسيره والطبري في تفسيره وغيرها .
وأما قوله: (رغم كل التهويلات التي استخدمها القوم عند الكلام في هذا الاستدلال من تواتر وصحة القصة في طرق أهل السنة .... الخ).
فلا ندري هل الكلام في روايات أهل السنة وعدم صحتها وعدم تواترها فهذا مما لم يتحدث عنه وإلا لكان من السهل علينا إثبات تواترها عندهم فضلاً عن صحة بعض طرقها .
وإن كان الكلام في روايات الشيعة فما في هذه العبارة لا علاقة له بها أو هو من الخلط وسبق القلم.
وعلى كل فقد أثبتنا تواتر الحديث عند الشيعة فقط فضلاً عن بقية الطرق عند المذاهب الأخرى، ولو جمعنا كل الطرق عند كل المذاهب لا صبح الحديث فوق التواتر بمراتب، وكلامنا هنا عن الطرق المستقلة لا على عموم التخريج في الكتب كما يحاول أن يوهمه هذا المستشكل.
ومن السماجة الإدعاء بأن الكثير من علماء أهل السنة قد ذكروا حادثة التصدق لبيان ضعفها أو يراد كل ما له شأن بنزول الآية، ولو كان الكلام في طرقهم لبينا له العدد الوفير من علمائه الذين أخرجوها مسنده بل اعتمدوا على أسانيدها ولم يعلقوا بشيء عليها مع أن إيراد كل ما له شأن بالنزول مع ذكر الأسانيد كافٍ في الباب ولعل ما في جملته الأخير من قوله (أو إيرادها بأسانيدها مبرئين الذمة بذلك) ما يبن لك حال علمائه،وأما قوله (لكن لم يصح منها شيء) فهو على عهدته وقد بينا ما فيه .
وأما أن الأميني لم يناقش في الأسانيد، فلأن الأمر مفروغ منه عند العلماء لا يتحمل المناقشة، وإن كان بعض من ينتسب لهم يحاول تكذيب الحادثة كأمثال ابن تيمية وأما طلبه السند الصحيح من كتبنا، فقد دللناه عليه,فهل يا ترى سيكتفي أم يبقى يلج في عناده؟!
وأما السند الصحيح من كتبهم، فله مكانه الخاص به .
ثالثاً: الكلام على ما استشكه في متون الروايات:
أ‌- أن ما ذكره من اختلاف واضطراب المتون ليس بشيء، إذ من الواضح أن التواتر الثابت لمجموعة من التفاصيل يغني عن الإلتفات إلى الإختلاف في التفاصيل الأخرى، فقد حصل التواتر بوقوع التصدق من شخص الإمام علي (ع) في حالة الركوع لسائل سئل في المسجد ولم يعطه أحد شيئاً فنزلت الآية تخبر النبي (ص) عن ذلك وتثبت صفة الولاية لله ورسوله وللمتصدق. وهذا يكفي في رد كل التخرصات مع أن في التفاصيل كلاماً كثيراً مع هذا المستشكل تركناه كرهاً للتطويل ولعدم الحاجة إليه .
ب‌- ما ذكره من الإشكالات على استدلال الشيعة بالآية :
فهي اشكالات مكررة من أسلافه قد أجاب عليها علمائنا بالتفصيل وأجبنا عليها كلها على صفحتنا تحت عنوان (الأسئلة العقائدية / آية الولاية) خاصة الجواب الخاص بالرد على الآلوسي .
ودمتم في رعاية الله


 

رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:14 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية