هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 81 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 11-21-2010, 03:24 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
Post النبي الأكرم صلَّى الله عليه وآله والمسلمون



بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم

النبي الأكرم صلَّى الله عليه وآله والمسلمون

قال في الندوة : لهذا نعتقد أنَّ الكثير من سيرة النبي صلَّى الله شسعليه وآله أخذه المسلمون يداً بيد ولم تكن هناك ضرورة للكذب في بعض الحالات ، إلى أنْ قال : كما نلاحظ أنه ليس هناك في التاريخ شخصية أتفق عليها المسلمون كشخصية النبي صلَّى الله عليه وآله ، ولما اختلطنا بالآخرين ، ودخلت الأوضاع العلمانية صار الإنسان يشكِّك بالأمور ، وإلا كان لقضية النبي صلَّى الله عليه وآله جانب مهم بحيث كان يعيش في عقول المسلمين وفي قلوبهم وفي كل حياتهم .[325]

أقول : لا يسمح المجال لنا في الدخول ببحثٍ تفصيليٍّ نستعرض فيه الشواهد الكثيرة على عدم صحة ما ذكره صاحب الندوة من حال المسلمين مع الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله ، غايته نكتفي بتسجيل بعض النقاط على دعوى أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله كان يعيش في عقول المسلمين 0000000

فنقول : نعم لقد برهن المسلمون وعبَّروا عن حالة الارتباط الرائع مع الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله وذلك بأمور ثبتت صحتها بالأدلة القطعية .

فبينما هو صلَّى الله عليه وآله في آخر اللحظات من عمره الشريف وبمحضَرِ جمعٍ من الصحابة يطلب دواةً وقرطاساً ليكتب للناس ما إنْ تمسكوا به لن يضلوا من بعده ، يُواجَه من قِبَل بعض الغاصبين بقوله ، إنَّ النبي ليهجر ، وقد ارتفعت الأصوات وهاج المجلس بأهله ، وكانَ مَا كانَ مما الكلُّ يَعْرِفُهُ .

وبعد ذلك وهو صلَّى الله عليه وآله لما يُغسَّل بعدُ ، يعمد بعضُ الصحابة فيجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ويتواطؤا على غصب الخلافة ، ويُنصَّب أولُ القوم ويُسرِع الكثير لمبايعته ، تاركين رسول الله صلَّى الله عليه وآله وعنده ثلة من أهل بيته وبعض أصحابه .

ثم تنقضي ساعات ليهجموا على بيت أمير المؤمنين وفيه بضعة الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله ، وقد عصرها اللعين ، فكان أجرُ الرسول صلَّى الله عليه وآله أنْ تُظلم بضعته وفلذة كبده ، فكسروا ضلعها وقتلوا جنينها .

وأيضاً مذ نَصَّبتْ عصابةُ الشيطان وليَّه ، عَمَدَ إلى غصب فدك وكان قد نحلها الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله للزهراء سلام الله عليها .

وكانوا قد أكرهوا أمير المؤمنين على البيعة ، وسمُّوا ريحانةَ المصطفى صلَّى الله عليه وآله ، وقد مَنَعَت الحُمَيْرَاء أنْ يُدفَن عند جدِّه صلَّى الله عليه وآله .

ولقد ذبحوا عترةَ المختار صلَّى الله عليه وآله في أرض الطف ، واجتمع على قتالهم عشرات الآف من أمة سيِّدنا محمد صلَّى الله عليه وآله ، ثم بعد ذلك ساقوا حرائرَ بني هاشم ومخدَّرات الرسالة وسبوهنَّ بأفظع مما يُسَابُ به أسارى الترك والدَّيلم .

وكان من أبرز ما جسَّد به أصحاب الرسول صلَّى الله عليه وآله مدى إرتباطهم به ، أنْ غصبوا الخلافةَ ، وسعوا جاهدين لتزوير وإخفاء كل فضيلة وردت في حق أمير المؤمنين عليه السلام ، حتى أنه لم يظفر بناصر أو معين سوى نفر يسير .

ثم إنَّ من أهمِّ الأدلة وأبرزها على أنَّ الرسول صلَّى الله عليه وآله كان يعيش في عقول المسلمين وفي قلوبهم وحياتهم ، هو ظلمهم للزهراء عليها السلام وما جرَّعوها من الآلام والهموم ، وما صبُّوا عليها من المصائب ، حتى ماتت شهيدةً مقهورةً ، مكسوراً ضلعُها ، مقتولاً جنينُها ، مغصوباً حقُّها ، وراحت إلى ربها وهي غاضبة عليهم ، وكان عدمُ مشاركتهم في تشييعها ودفنِ جسدها الشريف أمارةَ عدم رضاها عنهم ، وعدم إرتضائها أفعالهم ، حيث أوصت سلام الله عليها أنْ تُدفنَ ليلاً .

وهل تعلم أحداً من الناس يعرف مكان قبرها وهي بضعة الرسول صلَّى الله عليه وآله وحبيبته وريحانته وكريمته ؟!

بلى لقد كان الرسول صلَّى الله عليه وآله يعيش في قلوب وعقول المسلمين حيث رضوا بتبديل مَنْ بدَّل وحرَّف سنته ، وتعاونوا واجتمعوا على ظلم أهل بيته ، وقد قال الإمام الصادق عليه السلام إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله لو كان أوصى أُمَّته بظلمنا أهل البيت لَما زادوا على ما فعلوا بنا .

ولو لم يكن إلا ما تضمنته فقرات خطبة الزهراء في المسجد وخطبتها في نساء المهاجرين والأنصار لكفى كدليل واضح على مدى إرتباط المسلمين برسول الله صلَّى الله عليه وآله ، وكيف أنه كان يعيش في عقولهم وقلوبهم .

ولعل تفصيل الحديث يحتاج إلى مجلد ضخم ، وحسبنا هذا المقدار بهذا الأجمال .

ولا أدري ماذا يريد السيِّد فضل الله من قوله أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله كان يعيش في قلوب المسلمين وعقولهم ؟

أَوَ لم يطالع التأريخ ،‍‍ أو أنَّ الشيء الذي يُظهِر ويستبين به حال تلك الثُّلَّة الظالِمة مما يَشِكُّ السيِّد فضل الله بصحته ؟!!‍‍‍‍‍‍‍‍‍ أو أنَّ معرفة واقع وحقيقة أؤلئك القوم المنافقين مما يضرُّ بالإسلام ؟! ولكن في المقابِل لم يكن أئمة الهدى يروون ذلك !

ثم إذا كان حال أمة الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله في ظلمهم وعتوِّهم وغيِّهم وإفسادهم ما لا يجهله أيُّ ناظر في التاريخ ، وحيث إنَّ غيرَ أمير المؤمنين لا يكون إلا الباطل ولا يُمثِّل إلا الباطل ، فكيف يمكن أنْ يكون من أمير المؤمنين عليه السلام الانسجام مع الجو وقتئذ ، حتى يقول السيِّد فضل الله : ثم الكلمة الرائعة التي تفسِّر لنا إنسجام الإمام عليٍّ مع الجو بالرغم من رفضه لشرعيَّته وذلك في رسالته إلى أهل مصر وهي موجودة في نهج البلاغة .[326]

أقول : فلا أدري كيف للحقِّ أنْ ينسجم مع جو الباطل ؟! وأبناءُ الفرقة الناجية على يقينٍ بأنْ لو كان لأمير المؤمنين مَنْ يناصره ويآزره على قتال أؤلئك الفسقة الفجرة لما قصَّر سلام الله عليه ، ولما ترك جهادهم ، ولكن الدهر الخئون ما وفى بعهد ولا بميثاق .

نعم كان مِن أمير المؤمنين عليه السلام أنْ سكت وصمت ورضيَ بما قدرَّه الحكيمُ سبحانه ، فاتَّقى القوم عن علم وحكمة ، وسلَّم أمره إلى الله تعالى وصبر على الأذى والظلم لا انسجاماً مع الجو ، بل حيث خذل به الناس وقعدوا عن نصرته 0 وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ، وليس إلا التابعون -- أهلَ البيت عليهم السلام المسلِّمون لما جاء عنهم ، المصدِّقون بما ورد من ناحيتهم الناشرون فضائلهم ، الذابُّون عنهم ، الباذلون في سبيل نشر فضائلهم والدفاع عنها مهجهم وأرواحهم -- هم المتَّقون 0

هذا ما أردنا أنْ نُعلِّق عليه فعلاً مما ورد في كتاب الندوة ، ولا يُستفاد من كلامنا أنه ليس هناك ما ينبغي التعليق عليه أيضاً ، بل يوجد الشيء الكثير ،فإنه ناهيك عما يتعلق بالمسائل العقائدية المهمة تراه يقول : إننا نقدِّسُ الكثير من أمراض التاريخ وأمراض الحاضر [327]0 وفي موضع آخر: إلا أنَّ مشكلتنا هي أنَّ كثيراً من الناس لديهم مقدَّسات تاريخية من دون دراسة معمَّقة ودقيقة[328]0 وقد سئل : ألا ترى أنَّ بعض فقهائنا يبالغون في مسايرة العرف والناس في طرح المسائل الشفوية ولا يدونونها في رسائلهم ؟ فأجاب : قد يكون لهؤلاء العذر ، لأنَّ المشكلة هي أنَّ كثيراً منهم يُبتلون بالغوغاء الذين يعطِّلون عليهم أمرهم ، إلى أنْ قال : فهذا هو الذي منع الكثيرين من المفكِّرين أنْ ينطلقوا في أفكارهم بكل حرية ، ومنع الكثير من الفقهاء عن فتاواهم لأنهم يخافون من العامة[329] 0 ويقول : لا نزال في الكثير من مواقفنا الفكريَّة والثقافية غيرَ مستعدين أنْ نُغيِّر ما ورثناه ، ولسنا مستعدين أنْ نُناقش ما ورثناه [330]0




 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
قديم 11-21-2010, 03:25 PM   #2
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



وقد سُئل : هناك مجموعة علماء يُروِّجون لفكرة أنَّ انتظار الحُجَّة عليه السلام يعني الاكتفاء بالدروس والعبادة وأداء الشعائر ، أما الأمر بالمعروف والعبادات الصعبة فتُترك للحُجَّة هو الذي يُديرها ويُنظِّمها ويجريها ؟ فكان مما أجاب : لذلك فإنَّ بعض الناس ممن يحبون الراحة يأخذون بالأخبار التي تقول لهم إخلدوا إلى الأرض حتى يظهر قائمنا ، إلى أنْ قال : ولذلك فأنا أقول بأنَّ مشكلة كثير من الناس أنهم يستغرقون في الأحاديث من دون دراسة لها ولا يستغرقون في القرآن ، فعلينا أنْ نتعرَّف على روح الإسلام من القرآن .[331]

وتراه يقول : إنَّ مشكلة عليٍّ عليه السلام عند شيعته قبل غيرهم أنه مظلوم من قِبلهم أشدَّ الظلم… ونحن لا نعرف من عليٍّ إلا أنه قتل عمر بن ودِّ العامري ولا نعرف منه إلا أنه قتل مرحب ، ولكن هل نعرف إضافةً إلى ذلك كلماته وقيمه وخطَّه الفكري وخطَّه الروحي… فنحن لا نقرأ ولا نسمع ولا نتحاور ، إنما نعرف كيف نشتم ، ونعرف اللعنات وكيف نسبُّ وكيف نتراشق بالاتِّهامات [332]0

ويقول : فمشكلتنا - هي- أننا نُجسِّد الأشخاص العظماء فنرتبط بهم إرتباط الذات ، لكننا لا نحاول أنْ ننطلق إلى مواطن عظمتهم .[333]

نعم وقد كان بعض ما سُئل عنه : ما هي المصادر المهمة في العقيدة الإسلامية ؟

فكان مما أجاب : إننا لا ننكر أنَّ للفلسفة دوراً في حركة الاستدلال ، ولكن علينا أنْ نأخذ عقائدنا من القرآن بالوسائل القرآنية وبالأساليب القرآنية ، ففي القرآن إذا فهمناه جيداً غنى وثراء .[334]

وقد سُئل : هل قصَّر الشيعة في إيصال صوت فاطمة إلى العالم الإسلامي ؟

فكان مما أجاب : -- ولم يُجيب عن الفقرة الأولى من السؤال ، ووقع منه مثل هذا عشرات المرات -- إني أحب للشيعة أنْ يفكروا كمسلمين ، فنحن لسنا شيئاً آخر ، لذلك علينا أنْ لا نفصل أنفسنا عن الإسلام .[335]

وسئل : كيف يمكن لمدارسنا اليوم أنْ تستقبل السني كما تستقبل الشيعي ؟

فأجاب : عندما تنطلق مدارسنا من كتاب الله ومن سنة رسول الله ، … فمشكلتنا أنَّ السنِّي كسني وينسى كونه مسلماً، والشيعي يستغرق في شيعيَّته وينسى كونه مسلماً .[336]

وسئل : هل يمكن تسوية الخلاف بين السنة والشيعة وكيف ؟

فكان مما أجاب : يمكن ذلك لو وضع السنة والشيعة عقولهم في رؤوسهم لا في آذانهم ، ولا في دائرة المخابرات المركزية ، ولو أنَّ الشيعة كانوا يشعرون أنهم مسلمون في خط التشيُّع ، والسنة أنهم مسلمون في خط التسنُّن ، لكنَّ السُّنة نسوا أنهم مسلمون ، والشيعة نسوا أنهم مسلمون ، فهذا يقول أنا شيعي وذلك يقول أنا سني ، أما كلمة أنا مسلم في خطِّ أهل البيت وذاك مسلم في خط الخلافة فغائبة عنَّا .[337]

وسئل : في بحثكم حول سيرة النبي في القرآن المطروح في " مؤتمر السيرة النبوية " فتحتم قراءة قرآنية تنفي الولاية التكوينية للنبي ، ألا ترون بأنَّ هذا الجدل العقائدي الصرف لا إثبات فيه إلى آخر السؤال ؟

فأجاب : أنا مع السائل فيما يطرح ، لأنَّ هذه الأبحاث هي أبحاث جدلية ، وقد لا تكون فيها فائدة ، فسواء كانت لدى النبي ولاية تكوينية أو لم تكن ، فلقد ذهب إلى ربِّه وهو لا يعيش بيننا الآن ،… إنَّ القرآن يقول هذا ويمكن لأيِّ إنسان أنْ يناقش أطروحاتي في هذا المجال ، فالأحاديث قد وردت بخلاف ذلك ، وإذا ثبت أن القرآن يقول ذلك والأحاديث تخالفه ، فإنَّ ما خالف كتاب الله فهو زخرف .[338]

إلى غير ذلك مما يشبه هذا ويقرب منه كثيرٌ جداً ، مما ليس يخفى على أهل الفضل فساده 0

ولإنْ قيل : إنَّ السيِّد فضل الله لا يقصد المعنى الظاهر0

فنقول : لا بُدَّ مِن نَصْبِ قرينةٍ جليَّةٍ واضحة يلتفت إليها أبناء العرف العام .

ولإنْ قيل : هو لا يقصد من حيث إنَّ الكلمات صدرت عن غير قصد 0

فنقول : إنَّ صدور كمٍّ هائلٍ عن غير قصد وشعور أمرٌ غير مبرَّر ، مع أنَّ عليه أنْ يعتذر بما يناسب كل مقام ، ويرفع غائلة الإشكال .

ثم لا أدري ما هو الداعي لأنْ نتكفَّل مزيدَ مؤونة لتوجيه كلام السيِّد فضل الله مع خلوِّ قرينة ! ولماذا هو وحده مَنْ يصدر عنه مثل ما صدر عنه ويصدر ، وفي الكثير من كتبه إنْ لم يكن في جميعها !!!

ولإنْ قيل : إنَّ الناس أو بعض الناس يحاولون الإساءة إليه بتحريف كلماته ، أو تحميلها من المعنى ما لا تحمله ، أو أنَّ كثيراً منهم لا يفهمون ما يقصد .

فنقول : حسب طالب الحقيقة أنْ يرجع بنفسه إلى كتبه ، وكل ظني أنه يتكلم بلغة الناس ، إذ أنه لا يبغي إلا أنْ يعيَ الناس ما يقوله ويتكلم به ، وليس من العدل أن يُتَّهم الناس بعدم الفهم من شخص يدَّعي أنه لا يُكلِّم الناس إلا بلغتهم .

هذا وأما ما نقلناه أخيراً عنه فلا يحسُن أنْ لا نجيب عليه ولو بنحو مختصر ، فإنه وإنْ لم يكن لدينا فعلاً وقت للتعليق بما ينبغي ، ولكن نجيب باختصار تِباعا لما ذكره السيِّد فضل الله ، فنقول : إنَّ أبناء الفرقة الناجية لا يُقدِّسون شيئاً من أمراض التاريخ ، وليس عندنا ما نُقدِّسه من التاريخ إلا ما وصل إلينا عن طريق محققي المذهب الحقِّ 0 اللهم إلا أنْ يكون هناك بعض الناس مُبتلين بعُقَدٍ نفسيَّة ، أو أنهم قاصرون عن فهم وإدراك بعض الأمور ، فينتج عنه إنكارهم للكثير من المُسلَّمات !! أو أنهم يسعون للبروز من جهة ، ولكسب رضى البسطاء والجاهلين ولو من خلال التشكيك والقدح في ما يُشْبِه الأمور البديهيَّة ، أو غير ذلك من وجوه والتي أقلها ما يُقال " خالف تُعرف " ، ولكن ما أقبح بالرجل بل بمن يشبه الرجال أنْ يعمد إلى مثل الأسباب التي أشرنا إلى بعضها في سبيل الوصول إلى هدف رخيص ، فكيف لو كان مصير المشكِّك أو المُنكِر إلى ما لا يجهله أيُّ متأمل يطلب الحقيقة ؟!!


 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس
قديم 11-21-2010, 03:26 PM   #3
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام


الصورة الرمزية السيد عباس ابو الحسن
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



قال في الندوة : لهذا نعتقد أنَّ الكثير من سيرة النبي صلَّى الله عليه وآله أخذه المسلمون يداً بيد ولم تكن هناك ضرورة للكذب في بعض الحالات ، إلى أنْ قال : كما نلاحظ أنه ليس هناك في التاريخ شخصية أتفق عليها المسلمون كشخصية النبي صلَّى الله عليه وآله ، ولما اختلطنا بالآخرين ، ودخلت الأوضاع العلمانية صار الإنسان يشكِّك بالأمور ، وإلا كان لقضية النبي صلَّى الله عليه وآله جانب مهم بحيث كان يعيش في عقول المسلمين وفي قلوبهم وفي كل حياتهم .[325]

أقول : لا يسمح المجال لنا في الدخول ببحثٍ تفصيليٍّ نستعرض فيه الشواهد الكثيرة على عدم صحة ما ذكره صاحب الندوة من حال المسلمين مع الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله ، غايته نكتفي بتسجيل بعض النقاط على دعوى أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله كان يعيش في عقول المسلمين 0000000

فنقول : نعم لقد برهن المسلمون وعبَّروا عن حالة الارتباط الرائع مع الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله وذلك بأمور ثبتت صحتها بالأدلة القطعية .

فبينما هو صلَّى الله عليه وآله في آخر اللحظات من عمره الشريف وبمحضَرِ جمعٍ من الصحابة يطلب دواةً وقرطاساً ليكتب للناس ما إنْ تمسكوا به لن يضلوا من بعده ، يُواجَه من قِبَل بعض الغاصبين بقوله ، إنَّ النبي ليهجر ، وقد ارتفعت الأصوات وهاج المجلس بأهله ، وكانَ مَا كانَ مما الكلُّ يَعْرِفُهُ .

وبعد ذلك وهو صلَّى الله عليه وآله لما يُغسَّل بعدُ ، يعمد بعضُ الصحابة فيجتمعوا في سقيفة بني ساعدة ويتواطؤا على غصب الخلافة ، ويُنصَّب أولُ القوم ويُسرِع الكثير لمبايعته ، تاركين رسول الله صلَّى الله عليه وآله وعنده ثلة من أهل بيته وبعض أصحابه .

ثم تنقضي ساعات ليهجموا على بيت أمير المؤمنين وفيه بضعة الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله ، وقد عصرها اللعين ، فكان أجرُ الرسول صلَّى الله عليه وآله أنْ تُظلم بضعته وفلذة كبده ، فكسروا ضلعها وقتلوا جنينها .

وأيضاً مذ نَصَّبتْ عصابةُ الشيطان وليَّه ، عَمَدَ إلى غصب فدك وكان قد نحلها الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله للزهراء سلام الله عليها .

وكانوا قد أكرهوا أمير المؤمنين على البيعة ، وسمُّوا ريحانةَ المصطفى صلَّى الله عليه وآله ، وقد مَنَعَت الحُمَيْرَاء أنْ يُدفَن عند جدِّه صلَّى الله عليه وآله .

ولقد ذبحوا عترةَ المختار صلَّى الله عليه وآله في أرض الطف ، واجتمع على قتالهم عشرات الآف من أمة سيِّدنا محمد صلَّى الله عليه وآله ، ثم بعد ذلك ساقوا حرائرَ بني هاشم ومخدَّرات الرسالة وسبوهنَّ بأفظع مما يُسَابُ به أسارى الترك والدَّيلم .

وكان من أبرز ما جسَّد به أصحاب الرسول صلَّى الله عليه وآله مدى إرتباطهم به ، أنْ غصبوا الخلافةَ ، وسعوا جاهدين لتزوير وإخفاء كل فضيلة وردت في حق أمير المؤمنين عليه السلام ، حتى أنه لم يظفر بناصر أو معين سوى نفر يسير .

ثم إنَّ من أهمِّ الأدلة وأبرزها على أنَّ الرسول صلَّى الله عليه وآله كان يعيش في عقول المسلمين وفي قلوبهم وحياتهم ، هو ظلمهم للزهراء عليها السلام وما جرَّعوها من الآلام والهموم ، وما صبُّوا عليها من المصائب ، حتى ماتت شهيدةً مقهورةً ، مكسوراً ضلعُها ، مقتولاً جنينُها ، مغصوباً حقُّها ، وراحت إلى ربها وهي غاضبة عليهم ، وكان عدمُ مشاركتهم في تشييعها ودفنِ جسدها الشريف أمارةَ عدم رضاها عنهم ، وعدم إرتضائها أفعالهم ، حيث أوصت سلام الله عليها أنْ تُدفنَ ليلاً .

وهل تعلم أحداً من الناس يعرف مكان قبرها وهي بضعة الرسول صلَّى الله عليه وآله وحبيبته وريحانته وكريمته ؟!

بلى لقد كان الرسول صلَّى الله عليه وآله يعيش في قلوب وعقول المسلمين حيث رضوا بتبديل مَنْ بدَّل وحرَّف سنته ، وتعاونوا واجتمعوا على ظلم أهل بيته ، وقد قال الإمام الصادق عليه السلام إنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله لو كان أوصى أُمَّته بظلمنا أهل البيت لَما زادوا على ما فعلوا بنا .

ولو لم يكن إلا ما تضمنته فقرات خطبة الزهراء في المسجد وخطبتها في نساء المهاجرين والأنصار لكفى كدليل واضح على مدى إرتباط المسلمين برسول الله صلَّى الله عليه وآله ، وكيف أنه كان يعيش في عقولهم وقلوبهم .

ولعل تفصيل الحديث يحتاج إلى مجلد ضخم ، وحسبنا هذا المقدار بهذا الأجمال .

ولا أدري ماذا يريد السيِّد فضل الله من قوله أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله كان يعيش في قلوب المسلمين وعقولهم ؟

أَوَ لم يطالع التأريخ ،‍‍ أو أنَّ الشيء الذي يُظهِر ويستبين به حال تلك الثُّلَّة الظالِمة مما يَشِكُّ السيِّد فضل الله بصحته ؟!!‍‍‍‍‍‍‍‍‍ أو أنَّ معرفة واقع وحقيقة أؤلئك القوم المنافقين مما يضرُّ بالإسلام ؟! ولكن في المقابِل لم يكن أئمة الهدى يروون ذلك !

ثم إذا كان حال أمة الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله في ظلمهم وعتوِّهم وغيِّهم وإفسادهم ما لا يجهله أيُّ ناظر في التاريخ ، وحيث إنَّ غيرَ أمير المؤمنين لا يكون إلا الباطل ولا يُمثِّل إلا الباطل ، فكيف يمكن أنْ يكون من أمير المؤمنين عليه السلام الانسجام مع الجو وقتئذ ، حتى يقول السيِّد فضل الله : ثم الكلمة الرائعة التي تفسِّر لنا إنسجام الإمام عليٍّ مع الجو بالرغم من رفضه لشرعيَّته وذلك في رسالته إلى أهل مصر وهي موجودة في نهج البلاغة .[326]

أقول : فلا أدري كيف للحقِّ أنْ ينسجم مع جو الباطل ؟! وأبناءُ الفرقة الناجية على يقينٍ بأنْ لو كان لأمير المؤمنين مَنْ يناصره ويآزره على قتال أؤلئك الفسقة الفجرة لما قصَّر سلام الله عليه ، ولما ترك جهادهم ، ولكن الدهر الخئون ما وفى بعهد ولا بميثاق .

نعم كان مِن أمير المؤمنين عليه السلام أنْ سكت وصمت ورضيَ بما قدرَّه الحكيمُ سبحانه ، فاتَّقى القوم عن علم وحكمة ، وسلَّم أمره إلى الله تعالى وصبر على الأذى والظلم لا انسجاماً مع الجو ، بل حيث خذل به الناس وقعدوا عن نصرته 0 وسيعلم الذين ظلموا أيَّ منقلب ينقلبون والعاقبة للمتقين ، وليس إلا التابعون -- أهلَ البيت عليهم السلام المسلِّمون لما جاء عنهم ، المصدِّقون بما ورد من ناحيتهم الناشرون فضائلهم ، الذابُّون عنهم ، الباذلون في سبيل نشر فضائلهم والدفاع عنها مهجهم وأرواحهم -- هم المتَّقون 0

هذا ما أردنا أنْ نُعلِّق عليه فعلاً مما ورد في كتاب الندوة ، ولا يُستفاد من كلامنا أنه ليس هناك ما ينبغي التعليق عليه أيضاً ، بل يوجد الشيء الكثير ،فإنه ناهيك عما يتعلق بالمسائل العقائدية المهمة تراه يقول : إننا نقدِّسُ الكثير من أمراض التاريخ وأمراض الحاضر [327]0 وفي موضع آخر: إلا أنَّ مشكلتنا هي أنَّ كثيراً من الناس لديهم مقدَّسات تاريخية من دون دراسة معمَّقة ودقيقة[328]0 وقد سئل : ألا ترى أنَّ بعض فقهائنا يبالغون في مسايرة العرف والناس في طرح المسائل الشفوية ولا يدونونها في رسائلهم ؟ فأجاب : قد يكون لهؤلاء العذر ، لأنَّ المشكلة هي أنَّ كثيراً منهم يُبتلون بالغوغاء الذين يعطِّلون عليهم أمرهم ، إلى أنْ قال : فهذا هو الذي منع الكثيرين من المفكِّرين أنْ ينطلقوا في أفكارهم بكل حرية ، ومنع الكثير من الفقهاء عن فتاواهم لأنهم يخافون من العامة[329] 0 ويقول : لا نزال في الكثير من مواقفنا الفكريَّة والثقافية غيرَ مستعدين أنْ نُغيِّر ما ورثناه ، ولسنا مستعدين أنْ نُناقش ما ورثناه [330]0

وقد سُئل : هناك مجموعة علماء يُروِّجون لفكرة أنَّ انتظار الحُجَّة عليه السلام يعني الاكتفاء بالدروس والعبادة وأداء الشعائر ، أما الأمر بالمعروف والعبادات الصعبة فتُترك للحُجَّة هو الذي يُديرها ويُنظِّمها ويجريها ؟ فكان مما أجاب : لذلك فإنَّ بعض الناس ممن يحبون الراحة يأخذون بالأخبار التي تقول لهم إخلدوا إلى الأرض حتى يظهر قائمنا ، إلى أنْ قال : ولذلك فأنا أقول بأنَّ مشكلة كثير من الناس أنهم يستغرقون في الأحاديث من دون دراسة لها ولا يستغرقون في القرآن ، فعلينا أنْ نتعرَّف على روح الإسلام من القرآن .[331]

وتراه يقول : إنَّ مشكلة عليٍّ عليه السلام عند شيعته قبل غيرهم أنه مظلوم من قِبلهم أشدَّ الظلم… ونحن لا نعرف من عليٍّ إلا أنه قتل عمر بن ودِّ العامري ولا نعرف منه إلا أنه قتل مرحب ، ولكن هل نعرف إضافةً إلى ذلك كلماته وقيمه وخطَّه الفكري وخطَّه الروحي… فنحن لا نقرأ ولا نسمع ولا نتحاور ، إنما نعرف كيف نشتم ، ونعرف اللعنات وكيف نسبُّ وكيف نتراشق بالاتِّهامات [332]0

ويقول : فمشكلتنا - هي- أننا نُجسِّد الأشخاص العظماء فنرتبط بهم إرتباط الذات ، لكننا لا نحاول أنْ ننطلق إلى مواطن عظمتهم .[333]

نعم وقد كان بعض ما سُئل عنه : ما هي المصادر المهمة في العقيدة الإسلامية ؟

فكان مما أجاب : إننا لا ننكر أنَّ للفلسفة دوراً في حركة الاستدلال ، ولكن علينا أنْ نأخذ عقائدنا من القرآن بالوسائل القرآنية وبالأساليب القرآنية ، ففي القرآن إذا فهمناه جيداً غنى وثراء .[334]

وقد سُئل : هل قصَّر الشيعة في إيصال صوت فاطمة إلى العالم الإسلامي ؟

فكان مما أجاب : -- ولم يُجيب عن الفقرة الأولى من السؤال ، ووقع منه مثل هذا عشرات المرات -- إني أحب للشيعة أنْ يفكروا كمسلمين ، فنحن لسنا شيئاً آخر ، لذلك علينا أنْ لا نفصل أنفسنا عن الإسلام .[335]

وسئل : كيف يمكن لمدارسنا اليوم أنْ تستقبل السني كما تستقبل الشيعي ؟

فأجاب : عندما تنطلق مدارسنا من كتاب الله ومن سنة رسول الله ، … فمشكلتنا أنَّ السنِّي كسني وينسى كونه مسلماً، والشيعي يستغرق في شيعيَّته وينسى كونه مسلماً .[336]

وسئل : هل يمكن تسوية الخلاف بين السنة والشيعة وكيف ؟

فكان مما أجاب : يمكن ذلك لو وضع السنة والشيعة عقولهم في رؤوسهم لا في آذانهم ، ولا في دائرة المخابرات المركزية ، ولو أنَّ الشيعة كانوا يشعرون أنهم مسلمون في خط التشيُّع ، والسنة أنهم مسلمون في خط التسنُّن ، لكنَّ السُّنة نسوا أنهم مسلمون ، والشيعة نسوا أنهم مسلمون ، فهذا يقول أنا شيعي وذلك يقول أنا سني ، أما كلمة أنا مسلم في خطِّ أهل البيت وذاك مسلم في خط الخلافة فغائبة عنَّا .[337]

وسئل : في بحثكم حول سيرة النبي في القرآن المطروح في " مؤتمر السيرة النبوية " فتحتم قراءة قرآنية تنفي الولاية التكوينية للنبي ، ألا ترون بأنَّ هذا الجدل العقائدي الصرف لا إثبات فيه إلى آخر السؤال ؟

فأجاب : أنا مع السائل فيما يطرح ، لأنَّ هذه الأبحاث هي أبحاث جدلية ، وقد لا تكون فيها فائدة ، فسواء كانت لدى النبي ولاية تكوينية أو لم تكن ، فلقد ذهب إلى ربِّه وهو لا يعيش بيننا الآن ،… إنَّ القرآن يقول هذا ويمكن لأيِّ إنسان أنْ يناقش أطروحاتي في هذا المجال ، فالأحاديث قد وردت بخلاف ذلك ، وإذا ثبت أن القرآن يقول ذلك والأحاديث تخالفه ، فإنَّ ما خالف كتاب الله فهو زخرف .[338]

إلى غير ذلك مما يشبه هذا ويقرب منه كثيرٌ جداً ، مما ليس يخفى على أهل الفضل فساده 0

ولإنْ قيل : إنَّ السيِّد فضل الله لا يقصد المعنى الظاهر0

فنقول : لا بُدَّ مِن نَصْبِ قرينةٍ جليَّةٍ واضحة يلتفت إليها أبناء العرف العام .

ولإنْ قيل : هو لا يقصد من حيث إنَّ الكلمات صدرت عن غير قصد 0

فنقول : إنَّ صدور كمٍّ هائلٍ عن غير قصد وشعور أمرٌ غير مبرَّر ، مع أنَّ عليه أنْ يعتذر بما يناسب كل مقام ، ويرفع غائلة الإشكال .

ثم لا أدري ما هو الداعي لأنْ نتكفَّل مزيدَ مؤونة لتوجيه كلام السيِّد فضل الله مع خلوِّ قرينة ! ولماذا هو وحده مَنْ يصدر عنه مثل ما صدر عنه ويصدر ، وفي الكثير من كتبه إنْ لم يكن في جميعها !!!

ولإنْ قيل : إنَّ الناس أو بعض الناس يحاولون الإساءة إليه بتحريف كلماته ، أو تحميلها من المعنى ما لا تحمله ، أو أنَّ كثيراً منهم لا يفهمون ما يقصد .

فنقول : حسب طالب الحقيقة أنْ يرجع بنفسه إلى كتبه ، وكل ظني أنه يتكلم بلغة الناس ، إذ أنه لا يبغي إلا أنْ يعيَ الناس ما يقوله ويتكلم به ، وليس من العدل أن يُتَّهم الناس بعدم الفهم من شخص يدَّعي أنه لا يُكلِّم الناس إلا بلغتهم .

هذا وأما ما نقلناه أخيراً عنه فلا يحسُن أنْ لا نجيب عليه ولو بنحو مختصر ، فإنه وإنْ لم يكن لدينا فعلاً وقت للتعليق بما ينبغي ، ولكن نجيب باختصار تِباعا لما ذكره السيِّد فضل الله ، فنقول : إنَّ أبناء الفرقة الناجية لا يُقدِّسون شيئاً من أمراض التاريخ ، وليس عندنا ما نُقدِّسه من التاريخ إلا ما وصل إلينا عن طريق محققي المذهب الحقِّ 0 اللهم إلا أنْ يكون هناك بعض الناس مُبتلين بعُقَدٍ نفسيَّة ، أو أنهم قاصرون عن فهم وإدراك بعض الأمور ، فينتج عنه إنكارهم للكثير من المُسلَّمات !! أو أنهم يسعون للبروز من جهة ، ولكسب رضى البسطاء والجاهلين ولو من خلال التشكيك والقدح في ما يُشْبِه الأمور البديهيَّة ، أو غير ذلك من وجوه والتي أقلها ما يُقال " خالف تُعرف " ، ولكن ما أقبح بالرجل بل بمن يشبه الرجال أنْ يعمد إلى مثل الأسباب التي أشرنا إلى بعضها في سبيل الوصول إلى هدف رخيص ، فكيف لو كان مصير المشكِّك أو المُنكِر إلى ما لا يجهله أيُّ متأمل يطلب الحقيقة ؟!!

ولإنْ كان بعض العوام ممن يحترمون بعض المفردات غير المحقَّقة ، فإنَّ الحُجَّة قائمةٌ على مَنْ نصَّب نفسه للناس هادياً ومرشداً ، ولكن لا ينبغي مَنْ عاقل أنْ يأخذ الطائفة المرحومة بفعل شُذَّاذ من عوامها .

وأما علماؤنا فإنهم لا يعرفون إلا خشيةَ الله والخوفَ منه سبحانه ، ولم تُنجب أرحام الطاهرات من هذه الطائفة المُحقَّة إلا أبدالاً وأخياراً والصفوة من الأتقياء الذين جاهدوا في الله حقَّ جهاده .

ولسنا مستعدين لأنْ نُغيِّر ما ورَّثنا إياه علماؤنا الأبرار ، فإنهم بذلوا في تحقيق الحقِّ وإبطال الباطل مهجهم ، وكيف نُناقش فيما نقلوه لنا من أحداث تاريخية ، أو اتفقوا على صحته من أمور إعتقادية وقد برهنوا على صحتها بأدلة قطعية وحجج يقينيَّة 0

ولإن أعتقد الكثير من العلماء بتعيُّن الصمت والإخلاد إلى الأرض وعدم تحريك ساكن في زمن الغيبة الكبرى ، فإنهم اعتقدوا ذلك لا لأنهم يُحبُّون الراحة - كما أُفترِيَ عليهم - كيف ولا يعرف واحدهم معنى الراحة ولم يذق أحدهم طعمها ، ولا لأنهم - والعياذ بالله - أخذوا بأحاديث من دون دراسة لها وقد اتخذوا القرآن مهجوراً - كما نُسِبَ إليهم جهلاً وغروراً - فإنَّ هذه المعاني تتناسب مع أهل الغيِّ والجهل ، بل لهم وجهة نظر في ما اعتقدوه وقد اجتهدوا باذلين قصارى جهدهم ، فإنْ كانوا مصيبين فلهم أجرهم مرتين ، وإنْ فاتهم الواقع - ومَنْ هذا الذي لا يُخطأ الواقع في كثير من الأمور - فليس جزاء الإحسان إلا الإحسان .

وأما أنَّ أمير المؤمنين له عند شيعته ومعهم مشكلة ، فهذا مما لا يعلمه أمير المؤمنين 0

ولإنْ كان بعض الشيعة يجهل الكثير من فضائل أمير المؤمنين عليه السلام ، فإنَّ الوزر على مَنْ قصَّر وما زال في تعليمهم وتعريفهم ، إنْ بحُجَّة أنَّه مما يُثير الحساسيَّات ، أو بحُجَّة أنَّ هذه الأمور ليست ثابتة ، أو بحُجَّة أنَّ هذا خلاف ما أفهمه ، أو بدعوى أنَّ الاشتغال بالحديث عنه مما لا يُجدي ، أو بدعوى أنَّ الساحة تتطلَّب الآن البحث في أمور أهم ، أو بدعوى أنه يجب أنْ ننقتح على الواقع ، وأنَّ التَّحدثَ في بعض فضائل أهل البيت – وكلهم فضائل – وأنَّ الإشارة إلى مثالب أعدائهم – وليست المثالِب إلا في أعدائهم وليس في أعدائهم إلا المثالب – خلافُ الانفتاح على الواقع وعلى الساحة ، إلى ما يشبه هذا ويقرب منه من دعاوىٍ واهية باطلة 0

وأهل الفضل ممن همُّهم نشرُّ فضائل أهل البيت عليهم السلام محاربين بشتى الوسائل ، متَّهمين بالتعصُّب والتخلُّف مع قصور أيديهم في الوصول إلى الكثيرين من الناس ، فكان أنْ نتج عن هذا ما نراه في بعض أبناء هذا الجيل من جهلهم بالكثير من فضائل أهل الحقِّ ومثالب أعدائهم ، فضلاً عن ظهور جمع من العوام يحملون ذهنيَّة التشكيك في صحة الكثير مما تعتقد به الطائفة الناجية المُحقَّة .

نعم إننا لا نعرف ما هو الشتمُّ والسَّبُّ ، ولكننا نعرف كيف أنَّ أمير المؤمنين عليه السلام هو الحقُّ والعدل ، وأنَّ غيره الضَّلال والظلم ، وقد أمرنا اللهُ تعالى ورسوله صلَّى الله عليه وآله وأهل الذكر سادتنا عليهم السلام ، أنْ نجتهد في التبرِّي من أعداء الله - وليس لله أعداء سوى أعداء أمير المؤمنين عليه السلام - وأنْ نلعنهم سراً وعلانية - مع أمن الضرر - بكرةً وعشيِّاً ، وأنْ نُعرِّف أبنائنا ما كان من قبيح أفعالهم - وكل أفعالهم قبيحة - فإنَّ في هذا إحياءً لأمر الله تعالى .

ونحن لا نأخذ عقائدنا إلا من القرآن وأهل البيت عليهم السلام ، والقرآن وإنْ كان هو الأساس عندنا والأصل ، ولكن حيث أمرنا القرآن بأنْ نسأل أهله ونتَّبع سبيل الأئمة ونكون معهم ، فينتج أنهم هم المرجع 0

ولإنْ وُجِدَ في أحاديثنا ما يُخالِف الكتاب الكريم ، إلا أنَّ علماءنا أعرضوا عنها ، وقد هذَّبوا أحاديث وأخبار العترة الطاهرة ، وميَّزوا الموثوق والصحيح من غيره 0

ونحن المأمورين بالتمسك بالثقلين لا نتكفَّل تفسير وفهم القرآن من أنفسنا ، بل نرجع إلى أهل البيت عليهم السلام ، فإنْ ثبت عنهم شيء أخذنا به ، وإنْ ثبت عنهم ما لا يتوافق مع ما فهمناه فإننا نطرح ونُعِرض عما ندَّعي أننا فهمناه واستفدناه 0 وإذا ما كان في البين خبرٌ معتبر فنأخذ بمضمونه ، وإنْ اجتمع أهل الأرض على خلافنا .

وكون سياق آية يُؤيِّد معنى ، والخبر يدل على معنى آخر لا يكون عندنا سبباً ووجهاً لترك مضمون الخبر ، فإنهم عليهم السلام هم العالِمون ، وغيرهم ليس إلا الجهول .

والشيعةُ لم تُقصِّر في إيصال صوت فاطمة الزهراء عليها السلام إلى العالَم ، لكن الظروف لم تساعدهم .

والسيِّد فضل الله الذي يقول : إني أحب للشيعة أنْ يُفكِّروا كمسلمين 0

فنقول له : ليس المسلمون إلا الشيعة ، ولكنَّ أعداء الحقِّ نظروا إلينا على أننا لسنا مسلمين ، ونحن ومن اليوم الأول وما نزال ندافع عن الحقِّ ، وندعوا إلى التفاهم وكلمة السواء ، وندعوا إلى الحوار والمناقشة، ولكن غيرنا هم خصوص مَنْ أعرضوا ، يُحرِّفون الكلم عن مواضعه ، ينسبون إلينا ما نحن منه براء .

ومدارسنا ومن اليوم الأول هي خصوص التي انطلقت وما تزال من كتاب الله وسنة الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله ، ولإن استغرق الشيعيُّ في شيعيَّته ، فلأنه لا يرى إلا التشيع هو الإسلام ، ولأنه لا يرى الإسلام إلا التشيع ، فإنَّ التشيع هو متابعة أمير المؤمنين وأبنائه المعصومين ، وهم الحقُّ ، وليس في الإسلام إلا الحقُّ .

وتسوية الخلاف بين الحقِّ والباطل لا يمكن أنْ تتمَّ إلا إذا صار الباطل حقاً أو أرتدَّ الحقُّ إلى الباطل ، ونحن ثابتون على الحقِّ إنشاء الله تعالى ، فليس إلا على غيرنا أنْ يرجعوا إلى العقل وإلى الفطرة وإلى كتاب الله ، وهذه هي عشرات الكتب التي كتبها أعلام المذهب الحقِّ ، وهي الحُجَّة لنا وعلى غيرنا 0

ولا نعرف أحداً من أبناء التحقيق من أبناء هذه الفرقة الناجية - وكل علمائها أهل تحقيق - وضع عقله في أُذنه ، أو في دائرة المخابرات المركزية .

وليت شعري إذا كان الشيعة قد برهنوا على صحة معتَقَدِهم وأنهم وحدهم على الحقِّ ، واستدلُّوا على ذلك بما لا يُحصى من الأدلة والشواهد والقرائن والمؤيِّدات ، فكيف يُمكن تسوية الخلاف مع أهل الباطل .

وهل أنَّ قولي أنا مسلم في خطِّ أهل البيت ، وقول إبن تيمية أنه مسلم في خطِّ الخلافة ، يؤدي إلى تسوية الخلاف ؟!

وليس بيننا وبين أبي حنيفة خلاف شخصي ، بل المشكلة أنه خالف أئمة أهل البيت عليهم السلام وهم الحقُّ .

كما أنه ليس بيننا وبين الشيطان مشكلة شخصية ، لكنه بعد أنْ استكبر وطغى وعصى وطرده الله تعالى ولعنه ، فإنَّ ما يجب علينا هو أنْ نبرأ منه ونلعنه ، ونعاديه ولا نتبعه .

وبالجملة فإنه ليس بيننا وبين مَنْ لم يبرأ من أعداء الله ، بيننا وبين مَنْ لم يوال آل محمد صلَّى الله عليه وآله ولم يتبرأ من أعدائهم ، أيُّ خلافٍ على قطعة أرض غُصبناها ، ولا على إدارة مؤسسة وما شاكل ، وإنما نعرف أنفسنا أننا مع الحقِّ ، ونعلم أنَّ مَنْ لا يتَّبع أهل البيت عليهم السلام ولم يبرأ من أعدائهم لهو على الباطل ومعه .

وتسوية الخلاف بين أهل الحقِّ وأهل الباطل يمكن أنْ تتحقَّق فيما إذا رجع غيرُنا إلى الكتاب والعترة مقروناً ذلك بأنْ يكون مقصدهم الحق وفي الحق ، فليرجعوا إلى أنفسهم ويبحثوا عن الحقيقة ، تاركين متابعة الهوى 0 وهذه كتبنا قد ملأت الدنيا ، وبمقدور كل واحد أنْ يطَّلع ويتعرَّف على ما فيها ، وبمقدوره أيضاً أنْ يُقارِن بين ما ننقله عن غيرنا في مقام إلزامهم ، وهؤلاء هم محقِّقوا وعلماء الفرقة الناجية يُرحِّبون بكلِّ طالبٍ للحقيقة ، وكلهم ومن اليوم الأول غاية في التفاني في الحق .

وإذا ما كان صحَّ عند المسلمين حديث إفتراق الأمة على بضع وسبعين فرقة ، وأنَّ خصوص الناجي فرقة واحدة ، فإنه لزاماً على كل راجٍ للنجاة يوم العرض على الله تعالى ، أنْ يتحقق ويبحث ويُحقق .

وأما أنَّ السيِّد فضل الله مع السائل فيما يطرح لأنَّ هذه الأبحاث هي أبحاث جدليَّة ، فهذا ما لا نوافق عليه ، إذ هل الفائدة إلا في فهم ما ورد عن أهل البيت عليهم السلام ، وفي تحقيق ما حدَّثوا به .

وإذا كانت هذه الأبحاث مما قد لا يكون فيها فائدة ، فكيف تحدَّث بها أئمتنا وحدَّثوا بها أصحابهم في مئات الموارد ، وما هذا الافتراء على أئمة الهدى وأعلام التقى ؟!!!

وأختم حامداً مصلِّياً وأنا الراجي شفاعة سادتي محمد وآله الأبرار والطامع في رضاهم ، عليُّ بن حسين بن عباس بن محمد بن أبي الحسن بن مهدي آل أبو الحسن الموسوي العاملي0

واتفق الفراغ من كتابة هذه التعليقة ليلة الأربعاء لثمان بقين من شهر محرم الحرام من شهور سنة إحدى وعشرين بعد الأربعمائة والألف من الهجرة النبوية المباركة على الصادع بها وآله آلاف السلام والثناء والتحية ، وصلَّى الله على سيِّدنا محمد وآله الأبرار ، واللعن الدائم على أعدائهم الأشرار 0
------------------------
[325] الندوة ج 2 ص 359 ط الثانية 1418 - 1997

[326] الندوة 1 ص 317 ط الثانية 1417 - 1997

[327] الندوة 1 ص 280 ط الثانية 1417 - 1997

[328] الندوة 1 ص 282

[329] الندوة 1 ص373

[330] الندوة 1 ص 447

[331] الندوة 1 ص 352

[332] الندوة 2 ص 377-378-385 ط الثانية 1418 - 1997

[333] الندوة 2 ص 377-378-385

[334] الندوة 1 ص 232

[335] الندوة 1 ص 321

[336] الندوة 1 ص 358

[337] الندوة 1 ص 432

[338] الندوة1ص282



 
 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء








رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 02:16 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية