هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : التوظيف والتعيين والإست... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 81 ]       »     دورة : مهارات التخطيط المالي و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 63 ]       »     دورة : اساسيات التأمين [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 75 ]       »     دورة : تحليل البيانات والقوائم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 73 ]       »     دورة : السلامة والصحة المهنية ... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 70 ]       »     دورة : آليات الرقابة الحديثة و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 112 ]       »     دورة : تكنولوجيا التميز والإبد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 97 ]       »     دورة : القيادة عالية الإنجاز و... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : فنون العرض والتقديم وال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 102 ]       »     دورة : الإدارة الفعالة للمختبر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 103 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 12-26-2011, 08:00 PM
السيد عباس ابو الحسن
المشرف العام
السيد عباس ابو الحسن غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 11
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5056 يوم
 أخر زيارة : 11-30-2012 (04:20 PM)
 المشاركات : 735 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي هوية الإنسان في القرآن ( شبكة المنير )



هوية الإنسان في القرآن
- 2008/01/11 -

بسم الله الرحمن الرحيم
{ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَاللَّهِ أَتْقَاكُمْ}

الآية المباركة تتحدث عن الهوية الاجتماعية للإنسان ، حديثنا عن هذا المحور يتم في نقاط ثلاث:
1/في تحديد الهوية وأقسامها
2/وفي بيان أن المجتمعات البشرية مختلفة اختلافا جوهريا أو شكليا.
3/وفي نظرة القرآن الكريم للهوية الواحد والمتعددة.

*نأتي الآن إلى النقطة الأولى:
ما هو تعريف الهوية؟ وما هي أقسام الهوية ؟الهوية عندما يتناولها علم الفلسفة أو علم الاجتماع يربط بين الثقافة والهوية أي أن الثقافة تولد الهوية في إعلان اليونسكو هناك مقالة لبعض علماء الاجتماع وهو كيفورد جيريتز , يعرف الهوية بأنها منظومة من الرموز تنتجها جماعة من البشر بطابعها المحلي,ما معنى هذا الكلام؟

الإنسان عندما يولد في قبيلة معينة يربى هذا الطفل منذ البداية على تقديس القبيلة . يقال له لك قبيلة عريقة عظيمة فعليك تقديسها وعليك احترامها يكبر وهو يقدس القبيلة التي هو ولد فيها .. فإذا أصبح يافعا يعتبر أن هويته قبيلته عندما يسأل ما هي قبيلتك ؟ يقول أنا من قبيلة فلان . لأن ربي على ثقافة تقديس القبيلة , لذلك إذا كبر تقوده هذه الثقافة التي ربي عليها إلى أن يعتبر هويته قبيلته إذا الهوية ناتج ومنتج , الهوية نتاج ثقافة , الثقافة القبيلة ربت الإنسان على أن يعتبر هويته قبيلته , وهي منتج أيضا لأنها تسلك سلوكيات معينة هذا الإنسان الذي يعتبر قبيلته هويته , يملك حسا عدوانيا تجاه إي شخص يتعرض لقبيلته, أي شخص ينتقد قبيلته أو يجرح قبيلته تراه يثأر ويعاديه ويواجهه لأنه ربي أن الهوية هي القبيلة , لذلك قد يثأر لقبيلته أكثر من ما يثأر لشخصه , فالهوية نتاج ومنتج الهوية بنظر علماء الاجتماع على أقسام ثلاثة:
1/هوية قبلية.
2/وهوية دينية.
3/وهوية وطنية.

القسم الأول الهوية القبلية :هي التي تبتني على قرابة الدم,لأن بينه وبين القبيلة نسبا فهويته قبيلته يتفاخر بها يقدسها فيعتبرها هويته .

القسم الثاني الهوية الدينية:الإنسان عندما ينتمي لدين أو ينتمي لمذهب أحيانا يعتبر دينه هويته هويتي ديني أو هويتي مذهبي بل قد يفرط الإنسان أحيانا فيعتبر هويته مرجعه , هويتي هي مرجعي الذي أقلده أو الشخص الفلاني الذي اعزه او احترمه هذه الهوية الدينية.

القسم الثالث هوية وطنية : الهوية الوطنية ركزت عليها الدول الديمقراطية ,الهوية الوطنية ما هي؟ الهوية الوطنية هي الميثاق وعقد بين أبناء الوطن الواحد وأبناء التربة الواحدة نحن نعيش على تربة واحدة فبيننا ميثاق أن لي حقوق وعلي واجبات ,لي حقوق لأننا نعيش على تربة واحدة وعلي واجبات تجاهكم لأن نؤدي حقوقكم من دون نقص إذا الهوية الوطنية عقد وميثاق بين أبناء التربة الواحدة بين أبناء الجلدة الواحدة , وهذا ما يسمى بمبدأ المواطنة كيف يعني مبدأ المواطنة ؟ الدولة التي تحترم مبدأ المواطنة تحترم الهوية الوطنية, هي الدولة التي تقف حيادية تجاه جميع المذاهب وتجاه جميع الأديان وتجاه جميع الألوان وتجاه جميع الأجناس الدولة التي تحترم مبدأ المواطنة تأخذ موقفا محايداً تجاه جميع المذاهب والأديان والألوان والأجناس ,الدولة التي تحترم مبدأ المواطنة لا تتحيز لجهة ولا لدين ولا لمذهب ولا لجماعة , تتعامل تجاه أبناء الوطن الواحد بنسبة متساوية, توزع الثروة على أبناء الوطن الواحد توزيعاً عادلاً مهما اختلفت ألوانهم ولغاتهم وأديانهم ومذاهبهم, هذا ما يسمى بالهوية الوطنية .

الآن نحن نتسائل بعد أن عرفنا ما هي الهوية وما هي أقسامها .. هل القرآن يرى للإنسان هوية واحدة أو هويات متعددة ؟هل القرآن يلغي الهويات أم يعترف بها ؟ ,, هذا السؤال نجيب عنه في المحور الثالث ..

انتهينا من المحور الأول نبدأ بالمحور الثاني الذي يمهد لهذا السؤال.
المحور الثاني: هل يمكن لنا أن نضع قانونا واحداً لجميع المجتمعات ؟ هل يمكن أن تندرج كل المجتمعات تحت قانون واحد ودين واحد وثقافة واحدة ؟ المجتمعات الأوربية والأمريكية والأفريقية الآسيوية .. هل يمكن أن تشترك في قانون واحد ودين واحد أو لا ؟هذا السؤال يقودنا إلى سؤال آخر, هل أن المجتمعات تختلف اختلافاً جوهرياً أو تختلف اختلافاً شكلياً وسطحياً ؟ إذا كانت المجتمعات تختلف اختلافا جوهرياً لن يجمعها دين واحد لأنها مختلفة اختلاف جوهري, إما إذا كانت تختلف إخلافا شكلياً سوف تجتمع تحت دين واحد وتحت قانون واحد.

مثلاً: أنت الآن مدير مدرسة وعندك في المدرسة طلاب أسوياء أصحاء , وطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة أي لديهم إعاقة عقلية .
هل يمكن أن تضع لهم نظاماً واحداً ؟ طبعا لا يمكن , لأنهم مختلفون في الطاقة العقلية لا يمكن أن تضع لهم نظاما واحداً ,أيضاً , إذا كانت المجتمعات البشرية مختلفة اختلافا جوهريا لا يمكن أن يضع لها دين واحد ونظام واحد ,أما إذا كانت مختلفة اختلافا شكليا, أي في اللغة أو الشكل في العادات في التقاليد هذا اختلاف شكلي, الاختلاف الشكلي لا يمنع من وحدة الدين ووحدة القانون ,كيف نعرف أن المجتمعات مختلفة اختلافا جوهرياً أو مختلفة اختلافاً شكلياً ؟ نعرف ذلك من خلال التعرف على الإنسان ,عرفنا من قبل أن المجتمع نتاج الإنسان ،، كيف ذلك ؟

المجتمع مظهر لإنسانية إنسان , الإنسان طاقة هائلة ويمتلك أفكار وطاقات يمتلك قدرات مخبئة ومكبوتة لا يمكن للإنسان أن يبرز طاقاته أن يظهر قدراته وان يبرز أفكاره إلا من خلال المجتمع , فالمجتمع مظهر لإنسانية الإنسان ,والمجتمع ساحة لإبراز طاقات الإنسان ,المجتمع ميدان لإبراز عطاء الإنسان, إذا المجتمع هو نتاج الإنسان , المجتمع يتكون من الطاقات والقدرات التي يبرزها الإنسان من خلال هذا المجتمع , بما أن المجتمع نتاج الإنسان , لكي نعرف المجتمع لابد أن نعرف الإنسان أولاً.

لذلك نسأل السؤال نفسه .. هل الإنسان واحد أو متعدد ؟
لدينا إنسان أفريقي .. وأوربي وشرقي وغربي .. هل الإنسان في هذه البيئات المختلفة نوع واحد أم أنواع متعددة ؟طبعا الإنسان نوع واحــد .. !!
المناطق يقولون .. الإنسان حيوان ناطق !! ،، البعض عندما يسمعون هذه الكلمة ينكرون أنهم حيوانات بنظر المناطقة ولكن لاالحيوان لا يعني البهيمة معنى كلمة حيوان ناطق :تعني إرادة وفكر .. الحيوانية مبعث للإرادة والناطقية مبعث للفكر عندما يقال الإنسان حيوان ناطق المقصود يساوي إرادة وفكر كل من ملك إرادة وفكراً فهو إنسان ,بما أن الإنسان الأفريقي والأوربي والأمريكي كلهم يشتركون في هاذين العنصرين "إرادة وفكر " إذاً فالجميع إنسان ونوع واحد وليس أنواعاً متعددة .

إذاً وصلنا إلى النتيجة:بما أن الإنسان نوع واحد إذاً فإن المجتمعات أيضاً نوع واحد .,لان المجتمع نتاج الإنسان كما أن الإنسان نوع واحد وان اختلف شكله ودينه ولغته وجنسه .. كذلك المجتمعات مهما اختلف دينها جنسها لغتها فهي نوع واحد .. فاختلافها اختلاف سطحي وليس اختلافا جوهرياً من هنا نقول المجتمعات كلها تشترك في دين وقانون واحد .
وهذا ما يؤكد عليه القرآن الكريم عندما يقول إن الدين عند الله الإسلام :{ وَمَنْيَبْتَغِ غَيْرَ الْأِسْلامِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}لماذا الإسلام يقصي الأديان الأخرى ؟ هنا ليس المقصود بالإسلام شريعة النبي محمد (ص) .يوجد دين وتوجد شريعة الدين واحد يجمع المسيحية واليهودية والإبراهيمية كلها تجتمع في دين واحد هناك اختلاف في الشريعة وليس في الدين .. الشريعة تعني الأحكام الشرعية .. الأحكام الشرعية تخلف من ملة إلى ملة أخرى طريقة العبادة تختلف من ملة إلى أخرى .. هذه الملل من يهود ومسيح وإسلام تختلف في الشريعة .. أي في طريقة العبادة .. والأحكام الفرعيةلا تختلف في الدين .. الدين واحد والشرائع مختلفة ..

وهذا ما يؤكد عليه القرآن الكريم على لسان إبراهيم :{ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ}أن الإسلام لم يأتي الآن بل أتى منذ زمن إبراهيم الإسلام دينٌ جمع إبراهيم وداود وسليمان وموسى وعيسى والنبي محمد (ص) الإسلام دين واحد جمع الملل كلها ..

وهذا ما يؤكد عليه القرآن الكريم في قوله:{شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً} إي أن ديننا دين نوح لا يوجد فرق الفرق فقط في الشريعة لا في الدين قال تعالى:{ شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحاً وَالَّذِي أَوْحَيْنَاإِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}فالدين واحد والشريعة مختلفة قوله تعالى :{إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ} الإسلام يجمع الملل كلها قال تعالى:{وَمَنْ يَبْتَغِغَيْرَالإسلام دِيْناًفَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}.

كل الملل تشترك تحت عنوان دين الإسلام , إذاً المجتمعات وان اختلفت اختلافا شكليا لكنها تجتمع تحت دين واحد وقانون واحد وهو مبدأ الإسلام وإلا وهو دين الإسلام . إليك بمعلومة هذه المجتمعات سوف تصبح يوما مجتمع واحد شئنا أم أبينا هذا ليس بيدنا ليس فقط أنها تشترك في دين واحدبل إن هذه المجتمعات ستذوب يوما من الأيام وتتحول إلى حضارة وثقافة واحدة وهذا مصير حتمي لابد منه كيف ؟ العقل يقول لابد من ذلك والنقل يؤكد ذلك.

أما العقل فـ يقول : لماذا خلق الإنسان ؟ الهدف من خلق الإنسان هو إن يصل إلى الكمال الإنسان ليس استثناءاً جميع المخلوقات خلقت لكي تصل إلى الكمال البذرة لماذا خلقت ؟ لكي تصبح شجرة مثمرة هذا هو الكمال فإن كمال البذرة هي أن تصبح شجرة مثمرة خلقت البذرة لكي تصبح شجرة مثمرة خلق القمر لكي يتحول إلى بدر .. خلقت الشمس لكي تعطي كمال دفئها وحرارتها .. في هذا الكون كله كل موجود خلق لكي يصل إلى الكمال الإنسان ليس استثناءاً من المخلوقات الإنسان أيضا خلق لكي يصل إلى الكمال ..
ما هو كماله ؟ الكمال الروحي والكمال المادي .

الكمال الروحي أن يصل لأعلى درجات التقوى الإنسان يستطيع أن يصل إلى أعلى درجات التقوى هذا الكمال الروحي والكمال المادي أن يسيطر الإنسان على الكون كله لا يزال الإنسان في أول الطريق الإنسان صعد على سطح القمر وسيطر ببعض المركبات الفضائية على جزء من مليار مليار جزء م الفضاء لا يزال في أول الطريق الإنسان خلق لما هو أعظم من هذا خلق لكي يسيطر على الفضاء والوجود كله خلق لكي يسيطر على كنوز الكون وبركاتها وخيراتها وهذا هو الكمال المادي .

إذا الإنسان خلق لكي يصل إلى الكمال الروحي وهو أعلى درجات التقوى ولكي يصل إلى الكمال المادي وهو أن يسيطر على الكون كله متى يصل الإنسان إلى الكمال المادي ؟ إذا تحوّلت المجتمعات إلى مجتمع واحد .

واليوم المجتمعات مختلفة كل مجتمع لديه ثقافة لا يمكن للإنسان أن يصل للكمال المادي .. لان كل حضارة وثقافة لها جهة نقصوها جهة كمال إذا لا يمكن أن تكون هذه الحضارات كلها حضارات متكاملة وتؤدي بإنسان إلى أن يسيطر على الوجود حتى تستفيد كل حضارة من الحضارة الأخرى وكل ثقافة من الثقافة الأخرى إذا تلاقت الثقافات والحضارات وذابت المجتمعات وتحوّلت التجربة البشرية إلى تجربة واحدة والحضارة البشرية إلى حضارة واحدة وصل الإنسان حينئذ إلى الهدف الذي خلق من اجله إلا وهو الكمال الروحي والكمال المادي إذا العقل نفسه يقول الإنسان خلق من اجل الكمال لا نحتاج إلى آية قرآنية أو دليل لكي نثبت ذلك ..

إذا العقل نفسه يقول أن الإنسان خلق من اجل الكمال ولا يستطيع الوصول للكمال مع حضارات متعددة لا يمكن أن يصل إلى الكمال إلا إذا اجتمعت حضارات في تجربة واحدة ومسيرة واحدة إذا حتماً يوما من الأيام ستؤول التجارب البشرية كلها إلى تجربة واحدة حتى يتحقق الهدف من وجود الإنسان وإلا لكان خلق الإنسان لهواً وذلك اليوم الذي يكون يوما لحضارة واحدة وثقافة واحدة وتجربة واحدة يوم ظهور الإمام المهدي (عجل) .

وهذا ما تؤكده الآيات القرآنية عندما تقول :{ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}وفي آية أخرى : {وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ}وفي آية ثالثة : {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} أي المتقون هم الذين وصلوا إلى الكمال الروحي والمادي وهذا معنى قوله تعالى :{أَكْرَمَكُمْ عِنْدَاللَّهِ أَتْقَاكُمْ}إذاً من خلال هذا المحور فهمنا ما تأول إليه المجتمعات وهو الدين الواحد والثقافة الواحدة ..

نأتي الآن للمحور الثالث:
هل أن القرآن يعترف بهويات متعددة أم يرى للإنسان هوية واحدة ؟نحن نركز على هويات ثلاث في هذا المحور ..
الهوية الأولى : الهويــة القومية .
والهوية الثانية : الهوية القبلية .
والهوية الثالثة : الهوية الدينية.

الهوية الأولى: الهوية القومية
لماذا نتحدث عن الهوية القومية ؟ نحن عندما نفتح التلفاز ونشاهد القنوات الفضائية .. وبعض الفضائيات العربية كفضائية الجزيرة أو العربية نراها أنها تستضيف أشخاص يركزون على مبدأ القومية العربية أن المجد للعروبة إن الفخر للقومية العربية أننا نريد عربة وعرباً أننا نركز على القومية العربية ..

وهذا ليس نغمة جديدة منذ أيام عبد الناصر .. والعرب يرددون :

بلاد العُرب اوطاني من iiالشام لبغداني سآئلوا العلياء عنّا والزمانا
هل خطرنا ذمةً منذ عرفانا iiالمروءات التي عشنابها لم تزل تمشي سعيراً في دمانا
مكةٌ والقدس منذ iiاحتلما كعبتانا وهوا العُربي iiهوانا
هذه النغمة والقصيدة قصيدةٌ قومية عربية تمتد لمئات السنين ،، القومية العربية أول من دعا إليها وركزها الأمويون حينما وصلوا إلى الخلافة,, كانت نغمة القومية العربية أساسا لعرش الأمويين واستقرارهم ,, ارتكزوا على العرب وابعدوا الفرس والترك عن دولتهم حتى تستقر لهم حكومتهم فكانوا يؤكدون ويركزون على مبدأ القومية العربية وأفرط بعضهم في القومية العربية إلى أن صار يدعوا إلى المرجعية العربية مقابل المرجعية الفارسية وقال: إننا مجتمع عربي له خصائصه وله أوضاعه وله مشاكله الخاصة ولا يمكن إدارته من قبل رجل فارسي فلابد لنا أن نسعى لإقامة مرجعية دينية عربية .. هي اعرف بأوضاعنا وهي منا وفينا فهي اقوي على أدارة مشاكلنا وقضايانا من المرجعية الفارسية ..

وأفرط البعض الآخر فدعا إلى المرجعية المحلية وقال بأنه : لابد بكل منطقة من مرجعية تختص بها لان لكل منطقة مشاكلها الخاصة وقضاياها الخاصة ولا يمكن أدارتها إلا من قبل مرجعية محلية ونحن عندما نعبر عن هذا المصطلح بأنه إفراط لأنه ابتعادٌ عن المقياس ,المقياس الإنساني والمقياس العقلاني أن المرجعية الكفاءة لا باللغة ولا باللون ولا بالجنسية .. المرجعية قيادة والمرجعية أبوّة والأبوّة لا تعتمد على الكفاءة من امتلك الكفاءة العلمية العالية وامتلك الكفاءة السلوكية النقية كان خليقا بمنزل الأبوّة وكان جديراً بمنصب المرجعية وبمنصب القيادة سواء كان عربياً أو فارسياً المسلمون في طول تاريخهم لم يفرقوا بين فارسي وعربي المسلمون يحترمون البخاري وهو ليس عربياً ويحترمون الإمام أبي حنيفة إمام المذهب الحنفي ولم يكن عربياً .. فيأخذون منه أحكامهم المذهب الإمامي من أقطابه الشيخ المفيد وكان عربياً ومن أقطابه الشيخ الطوسي وكان فارسياً إذاً المقياس الإنساني والعقلاني الذي جرت عليه سيرة العقلاء في كل زمن ومكان انه هو الكفاءة وليس اللغة وليس الجنس وليس اللون من امتلك الكفاءة سواء كانت قيادة محلية أو قيادة خارجية المهم أن يمتلك الكفاءة منا تلك الكفاءة فهو خليقٌ بمنصب المرجعية أنظر إلى المسيحيين المسيحيون يجتمعون تحت بابوية واحدة صح ؟
والبابوية لها جنسية تختلف عن جنسية المسيحيين البابا قد يكون من جنسية ايطالية قد يكون من جنسية فرنسية أو بريطانية ..

ولكن هذا البابا يعتبر أباً وقائداً لجميع المسيحيين من إي جنسية ومن إي لغة ومن أي لون آخر لأن هذا مقياس عقلائي وإنساني والمقياس هو الكفاءة وليس المقياس اللغة أو الشكل أو اللون لذلك نقول بان هذه الأطروحات ابتعدت عن المقياس الإنسانية تعظم غاندي وقد كان هندياً بوذياً لأنه كان قائدا يحمل لواء الحرية والعدالة . الإنسانية تعظم عمر المختار وقد كان عربياً لأنه قائد يحمل لواء الحرية والعدالة الإنسانية تعظم الإمام الخميني (قدس) وان كان إيرانيا لأنه كان يحمل لواء الحرية والعدالة إذا القومية العربية عندما يفرط القوم بها إلى حد تجاوز المقاييس الإنسانية والعقلائية تصبح ظاهرة غير سوية نرجع إلى هذه المفردة مفردة القومية العربية أو مفردة القومية بشكل عام القوميون عندما يتحدثون لا يتحدثون عن شكل عام بل يطرحون فكرا ونظريتهم تعتمد على عنصرين:

العنصر الأول : أن هوية الإنسان بقوميته لماذا ؟ لأن الإنسان لو خير وحده فهو كتلة من لحم ودم لا هوية له ولا ثقافة له إنما يكتسب الإنسان ثقافته من خلال التاريخ القومي الإنسان العربي من أين يكتسب ثقافته ؟ من خلال التاريخ العربي التاريخ القومي العربي هو الذي يعطي للإنسان ثقافة وهو الذي يعطي للإنسان مجدا .. وهو الذي يعطي للإنسان هوية فهوية الإنسان بتاريخه القومي لأن هذا التاريخ هو الذي يغذيه بالثقافة.

العنصر الثاني : أن الإنسان الصق بقوميته من دينه .. لماذا ؟ لأن الدين عقيدة والعقيدة موجودة عند الكل .. البوذي لديه عقيدة المسيحي لديه عقيدة واليهودي لديه عقيدة العقيدة أمر مشترك .

لكن الذي يخصك هو القومية فأنت ملتحم بقوميتك أكثر من دينك .. لذلك هوية الإنسان في قوميته لا في دينه وعقيدته .هذا ما يطرحه القوميون .. ويستشهدون بذلك بالآية المباركة كالتي ذكرناها .. ونفس هذه الآية المباركة تدل على أن القرآن يتبنى نظرية القومية .. لماذا ؟ لأن القرآن يقول {ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىوَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا }“شعوب “ تعني قوميات ..) {وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} القرآن يعترف بأن القوميات جعلٌ إلا وهي {وَجَعَلْنَاكُمْ} ليس بإرادتكم أصبحتم قوميات نحن من جعلناكم قوميات ..

إذاً انتماء الإنسان إلى قوميات متعددة هذا جعلٌ إلا و هي وهذا يعني اعترافا وإقرارا من القرآن بنظرية القومية لأنه ارجع الإنسان إلى قوميات متعددة {وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}نحن نناقش هذه الفكرة فكرة القومية .

أولاً : دعــوة على إن هوية الإنسان بقوميته وبتاريخه القومي .. هذه دعوة غير صحيحة
هوية الإنسان بثقافته الفطرية .. كيف ؟ لا تتصور أن الإنسان هو ولد فارغ .. الإنسان ولد وهو يحمل ثقافة لكن ثقافة فطرية وتحتاج هذه الثقافة الفكرية إلى سبل حتى تتحول إلى ثقافة فاعلة وعاملة .. كل إنسان له نوعان من الثقافة : ثقافة فطرية وثقافة مكتسبة ثقافة فطرية وثقافة مكتسبة
الثقافة الفطرية : تولد بولادة الإنسان ولا يخلوا منها إي إنسان .. وتعتمد على ثلاثة عناصر توحيد ، قيم ، ميل علمي . توحيد ، قيم ، ميل علمي .

العنصر الأول التوحيد :كل إنسان ولد وهو يؤمن بأن هناك قوة خارقة أوجدت هذا الكون كله .. هذا ما يسمى بمبدأ التوحيد .. كل إنسان ولد وهو يحمل هذه النظرة قال تعالى:{فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} وقال النبي محمد “ ص “ : ( كل مولود يولد على الفطرة إلا أن يكون أبواه يهوديين فيهودانه أو مجوسيين فيمجسانه ) فطرة التوحيد .

والعنصر الثاني قيم : كل إنسان ولد وهو يؤمن بالقيم يؤمن بأن العدل جميل والظلم قبيح الأمانة جميلة والخيانة قبيحة الصدق جميل والكذب قبيح هذه قيم فطر عليها الإنسان .

العنصر الثالث الميل العلمي : كل إنسان ولد ولديه ميل علمي إنسان لديه ميل للرياضيات وآخر للأدب وهناك من لديه ميل للفلسفة .. وهناك من لديه ميل للفن .. كل إنسان لديه ميل من الميول إذا أشبعه تحول الميل إلى سلوك وإذا تركه أصبح ميلا مكبوتا لدى النفس .
إذاً هناك ثقافة فكريه ولد عليها الإنسان تعتمد على عناصر ثلاث “ توحيد ، قيم ، ميل علمي.

وهناك ثقافة مكتسبة:ما هي الثقافة المكتسبة ؟ هي الثقافة التي أكتسبها الإنسان من أسرته من بيئته ولغته ومجتمعه هذه تسمى ثقافة مكتسبة أي الثقافتين هوية الإنسان ؟ الثقافة الفطرية هوية الإنسان وحقيقته بالثقافة الفطرية التي ولد عليها لا بالثقافة المكتسبة التي تعلمها من بيئته ولما أن الثقافة القومية من لثقافة المكتسبة . الإنسان يتعلم أن له لغة و عروبة وان بلاد العرب أوطانه هذه كلها ثقافة مكتسبة إذا بما أن الثقافة القومية ثقافة مكتسبة فليست هي هوية الإنسان بل هويته الثقافة الفطرية التي ولد عليها لو فتح المجال أمام ثقافته الفطرية لتحولت إلى سلوك فاعل ومتحرك هوية الإنسان بتوحيده بقيمه وبميوله العلمية .

ثانياً: نأتي للآية :{ياأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا} القرآن يعترف في هذه الآية بالقومية .. هذا كلام صحيح لا خلاف عليه ولكن نرجع للسؤال الذي سبق وطرحناه ..

هل القرآن يرى هويات متعددة أم يرى هوية واحدة ؟ .. يرى القرآن أن للإنسان هوية قبلية من خلال قوله:{وَقَبَائِلَ}يرى أن للإنسان هوية قومية من خلال قوله :{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا }الإسلام يعترف والقرآن يعترف بوجود هويات متعددة في الإنسان .. هذا كلام صحيح .. ولكن لم يطرح القرآن القوميات كرمز مقدس .. بل طرحها كطريق للهدف .. فرق بين الرمز المقدس وبين الطريق للهدف .. القرآن طرح القوميات واعترف بوجودها واعترف بوجود هويات قومية .. هذا كلام لا ننكره .. لكن القرآن طرح الهويات القومية لا كرمز مقدس كما يطرحه القوميون .. بل طرحها كمقدمة وطريق لتحقيق الهدف الأسمى .. ما هو الهدف الأسمى ؟{وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا}هذا هو الهدف الأسمى التقاء الثقافات ..

ليس مطلوب منك أن تتشبث بقوميتك .. لا القرآن يقول انتم قوميات مختلفة ولكن الهدف من هذه القوميات أن تتبوتق في ثقافة واحدة .. القرآن اعترف بالقوميات واعتبرها هويات ولكن لم يعتبرها رمزا مقدسا بل اعتبرها طريقاً بتحقيق الهدف الأسمى وهو التعارف .. لقاء الحضارات والثقافات المسماة بالتعارف .. ثم طرح المقياس والهوية الحقيقية لإنسان عندما قال {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَاللَّهِ أَتْقَاكُمْ}.

للهوية الثانية الهوية القبلية :
هناك في بعض المجتمعات العربية تركز على تقديس القبيلة .. وبلغ من بعض القبائل تسعى أن تكون لها قناة فضائية خاصة .. وبعض القبائل تسعى لان تكون لها أرقام سيارات خاصة بها !! إذا سرنا في هذا المسار وهو إشاعة فكره القبلية وإشاعة فكرة الهوية القبلية .. سوف تؤول إلينا النتيجة إلى احذيه واشمغة وقنوات فضائية مختلفة .. لماذا ؟ لأننا نركز على تقديس القبيلة لأننا نركز على أن الهوية هي القبيلة وهذه ظاهرة مرضية خطيرة الإسلام لا يمنعك أن تعتز بقبيلتك لكن فرق بين الافتخار وبين التقديس .. فرق بين الافتخار بالقبيلة وبين الاستعلاء بالقبيلة أن تفتخر بقبيلتك لأنها قبيلة عريقة في العلم أو في الأدب أو في الشرف من حقك أن تفتخر بقبيلتك .. ولكن ليس من حق أن تستعلي بهذه القبيلة على الآخرين الاستعلاء بالقبيلة مبدأ جاهلي ومبدأ وجد قبل الإسلام .. الشاعر يقول :
غض الطرف فإنك من نمير فلا كعباً بلغت ولا iiكلابا
ويقول شاعر آخر :

أولئك آبائي فجئني iiبمثلهم إذا جمعتنا يا جرير المجامع
هذا استعلاء هذا ليس افتخار هذا استعلاء بالقبيلة أن تحتقر الآخرين لأنهم ليسوا من قبيلتك ، ترى بعضهم قد تخرج طبيب إذا كان هذا الطبيب من عائلة معروفة يحدث اهتمام أعلامي به ويُذكر في المجالس ,والآخر مسكين طبيب من عائلة مغمورة حتى لو كانت شهادته أعلى حتى لو كان مستواه ارقي لا يهتموا به لأنه ليس من عائلة معروفة هذا استعلاء بالقبيلة الاستعلاء بالقبيلة ظاهرة مرضية أن يقدس ويعظم الإنسان لا لكفأته بل لقبيلته هذا هو الاستعلاء بالقبيلة .

وهناك تنكرس وراء القبيلة .. هناك أشخاص يشعرون بالنقص من خلال القبيلة .. يشعر أن ليس لديه كفائه .. لأنه لا يمتلك كفائه علمية ولا أدبية .. تراه لا يتكلم الا عن قبيلته وأمجاده وآباءه لأنه لا يمتلك جدارة ولا كفائه .. فلا يتحدث إلا عن قبيلته وشخصنته ..
ولكن الشاعر يقول :

أنا ابن ديني وكنيتي أدبي من عجم أو كنت من iiالعربِ
إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي الفتى
هو الذي يندرس وراء كفاءته .. يقول كفاءتي وجدارتي بشخصيتي وليست شخصيتي بقبيلتي إن الفتى من يقول ها أنا ذا ليس الفتى من يقول كان أبي إذاً الهوية القبلية يحترمها القرآن إذا كانت في هذا المستوى مستوى الافتخار والاعتزاز ..

أما إذا بلغت مستوى التقديس والاستعلاء والتغطرس وراء إي عنوان آخر حين إذٍ تتحول إلى ظاهرة مرضية ( كلكم لآدم وآدم من تراب )

للهوية الأخيرة الهوية الدينية:
نحن نفتخر بهويتنا الإسلامية إننا على دين الإسلام والقرآن الكريم اعترف بهويات متعددة للإنسان لكنه ركز على ان الهوية المقدسة هي الهوية الإسلامية {إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإِسْلامُ وَمَنْ يَبْتَغِغَيْرَالإسلام دِيْناًفَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ}نحن نعتز بهويتنا الإسلامية لكن لا على حساب الهويات الأخرى ولا على الأديان الأخرى نحن نفتخر بأننا مسلمون ولكننا لا نحتقر المسيحيين ولا اليهود ولا ملل أخرى ولا قوم آخرين لماذا ؟ لان هويتنا الإسلامية لأنسانا باحتقار الديانات الأخرى وباحتقار الملل الأخرى أبداً القرآن الكريم نفسه يركز على احترام الإنسانية {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ} لأنهم بنو ادم كرمناهم وحملانهم على البر والبحر ..

لاحظوا النبي محمد “ ص” يركز على الإنسانية : ( كلكم لآدم وآدم من تراب ), لاحظوا أمير المؤمنين عندما قال لأشتر عندما كتب عهد الولاية على مصر ( و أوصيك بالرعية خيراً واللطف بهم والرفق بهم فإن الناس صنفان إما أخٌ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) نحن مسلمون لكننا مسالمون نحن نفتخر بهويتنا الإسلامية لكن هويتنا الإسلامية علمتنا أن ننفتح على الديانات الأخرى وعلى الملل الأخرى وان نتعامل معهم معاملة إنسانية ..

وعلى إطار الإنسانية .. القرآن الكريم يقول :{لا يَنْهَاكُمْ اللَّهُ عَنْ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} حتى ولو كانوا مسيح أو يهود بروهم واقسطوا إليهم .. إذا لم يقاتلوكم ولم يخرجوكم من دياركم نحن أيضا نفتخر بهويتنا الشيعية .. نحن نفتخر بأننا أبناء مذهب أهل البيت .. نحن نفتخر بأننا أبناء مذهب التشيع لكن هويتنا الامامية علمتنا بأن ننفتح على المذاهب الأخرى .. علمتنا أن نحتضن أبناء المذاهب الأخرى .. علمتنا بأن لا نكون تكفيريين ولا إقصائيين .. لغة التشيع هي لغة الانفتاح وليست لغة تكفيرية .. لغة التشيع لغة التعاون والأخلاق وليست لغة اقصائية التشيع لا يسمح لمن تسبيه أن يكفروا الآخرين ولا يسمح لمن تسبيه أن يقصوا الآخرين بل التشيع يأمر من تسبيه بأن يعتبروا أبناء المذاهب الإسلامية الأخرى أنفسهم فضلاً عن إخوانهم ..

أمام التشيع الإمام جعفر الصادق (ع )يقول : ( عودوا مرضاهم .. ) أي أبناء المذاهب الأخرى “ ( .. واشهدوا جنائزهم واشهدوا لهم وعليهم وصلوا معهم ي مساجدهم وان استطعتم أن تقيموا الأمة المؤذنيين ففعلوا أن الرجل منكم أذا صدق في حديثه وورع في دينه وحسن خلقه وأدى الأمانة قيل هذا جعفري وقيل هذا أدب جعفر فيسرني ذلك وإذا كان على خلاف ذلك فعل الله بجعفر ما فعل ما كان أسوأ ما يؤدب به أصحابه ) إذاً هذه هي هويتنا هوية التشيع .. تبعث على الانفتاح لا على الانغلاق .. على الخلق لا على المعارضة .. على الاحتضان لا على الاقفاء .. على التبادل لا على التبذير .. هذه هي هوية التشيع ونرجع ونقول بأن الهويات المختلفة من هوية ومن قومية من لغة .

الهويات المختلفة ذوبها الإسلام في هوية مقدسة واحدة وهي هوية الدين وإذا أردنا أن نتعلم تذويب الهويات فل نقرأ مدرسة كربلاء .. كربلاء ذوبت الهويات .. عندما تقرأ صفحة من صفحات كربلاء المشرقة تجد ان كربلاء ألغت الهويات ذوبت الهويات وحولتها إلى هوية واحدة وهي هوية التضحية والفداء .. الاختلاف في اللون والقبائل حولته كربلاء إلى هوية واحدة هوية التضحية والفداء فـ كربلاء كلها دروس ..



 توقيع : السيد عباس ابو الحسن

يــــا لـثارات الـــزهــــــراء







رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 02:50 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2024 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية