![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
[ الشبهة الثانية وجوابها ]
حوار مع فضل الله حول الزهراء (س) - السيد هاشم الهاشمي - ص 122 - 124 الشبهة الثانية : إن بعض الروايات ذكرت أن سارة قد رأت الحيض ، ويظهر منها أنها أول من طمثت من بنات الأنبياء عليهم السلام . وقد اعتبر مؤلف الهوامش أن في الحديث دلالة منكرة ( 2 ) . ومع انخرام قاعدة عدم حيض بنات الأنبياء فليس هناك مانع من القول بعدم طهارة الزهراء عليها السلام . جواب الشبهة الثانية : هناك روايتان - حسب تتبعي - تعرضتا لرؤية سارة زوجة إبراهيم للطمث ، وهما : 1 - روى الشيخ الصدوق عن أبيه رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن أحمد بن محمد بن عيسى ، عن علي بن الحكم ، عن أبي جميلة ، عن أبي جعفر عليه السلام قال : ( إن بنات الأنبياء صلوات الله عليهم لا يطمثن ، إنما الطمث عقوبة ، وأول من طمثت سارة ) ( 3 ) . وفي السند ضعف بأبي جميلة المفضل بن صالح . 2 - روى الشيخ الصدوق عن أبيه رحمه الله ، قال : حدثنا سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن عبد الرحمن بن الحجاج ، عن أبي عبد الله عليه السلام في قول الله عز وجل : ( فضحكت فبشرناها بإسحاق ) قال : حاضت ( 4 ) . والرواية صحيحة السند . ومع صحة سند الرواية الثانية فلابد من النظر في الوجهين الذين ذكرهما العلامة المجلسي حول حيض سارة ، وقد ذكرنا أن الوجه الذي ذكره من أن المراد من بنات الأنبياء هم بنات أولى العزم منهم ضعيف لعدم وجود دليل يثبته ، ويبقى الكلام في الوجه الاخر أي عدم وجود ما يدل على أن سارة كانت بنت نبي . فقد وردت بعض الروايات التي تدل على أن سارة كانت بنت نبي ، منها : 1 - روى الكليني عن علي بن إبراهيم ، عن أبيه وعدة من أصحابنا ، عن سهل بن زياد جميعا ، عن الحسن بن محبوب ، عن إبراهيم بن أبي زياد الكرخي قال : سمعت أبا عبد الله يقول : ( إن إبراهيم كان مولده بكوثى ربا وكان أبوه من أهلها ، وكانت أم إبراهيم وأم لوط سارة وورقة - وفي نسخة رقية - أختين ، وهما ابنتان للاحج ، وكان ‹ صفحة 123 › اللاحج نبيا منذرا ولم يكن رسولا ، وكان إبراهيم في شبيبته على الفطرة التي فطر الله عز وجل الخلق عليها حتى هداه الله تبارك وتعالى إلى دينه واجتباه ، وانه تزوج سارة ابنة لاحج وهي ابنة خالته . . . ) ( 1 ) . والسند ضعيف بسهل بن زياد على رأي المشهور أما على رأي الخميني المامقاني وآخرون فهو حسن ( 2 ) . وكذلك في السند ضعف بإبراهيم الكرخي . وفي المتن بسبب اختلاف النسخ وتوهم النساخ اختلاف واضطراب في تحديد العلاقة النسبية بين إبراهيم وسارة ، ففي أكثر النسخ جعلت سارة ابنة لاحج أم إبراهيم ثم جاء فيها أنه تزوجها وأنها ابنة خالته ! وهو خطأ قطعا والصحيح كما جاء في بعض النسخ : امرأة إبراهيم وامرأة لوط ، وقد ذهب العلامة المجلسي إلى أن هناك سقطا في الرواية من النساخ وأن الصحيح عن سارة أنها ابنة ابنة خالته ( 3 ) . 2 - وذكر قطب الدين الراوندي أن الشيخ الصدوق روى عن أبيه ، عن سعد بن عبد الله ، عن يعقوب بن يزيد ، عن ابن أبي عمير ، عن أبان ، عن عقبة ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إن إبراهيم تزوج من سارة ، وكانت من بنات الأنبياء على أن لا يخالفها ولا يعصي لها أمرا فيما وافق الحق ) ( 4 ) . والسند ضعيف بعقبة . ومن هذين الحديثين الضعيفين يعلم صحة كلام العلامة المجلسي من عدم وجود ما يدل على أن سارة كانت من بنات الأنبياء ، ولكن على فرض التسليم بصحتهما فليس في ذلك أي محذور ، لان العام والمطلق يقبل التخصيص والتقييد فلا مانع من الالتزام بالاستثناء ، إلا أن ذلك لا يضر في بقاء العام والمطلق على حاله ، وبالتالي لا يؤثر ذلك بتاتا في موضوع البحث أي طهارة الزهراء عليها السلام مما ينال النساء ، فإخراج أي فرد من حكم العام يحتاج إلى دليل قطعي ، وهو مفقود في الزهراء عليها السلام . هل في حديث العلل دلالة منكرة ؟ وقد ادعى مؤلف ( هوامش نقدية ) أن في رواية علل الشرائع دلالة منكرة من دون بيان وجه الانكار ، إلا أنه يمكن تصور تلك الدلالة إما في كون سارة أول من طمثت أو في كون الطمث عقوبة كما هو الأظهر . أما أصل طمث سارة فلا أظن أنه مقصود مؤلف الهوامش ، إذ لا يعقل أن يستبعد طهارة الزهراء وهي أفضل من سارة بلا شك ويستنكر طمث سارة ! ولكن ما توهمه من الدلالة المنكرة موهون جزما ، لان الحديث لم يقل أن سارة أول امرأة طمثت على وجه البسيطة ، بل أخبر عن أنها أول من حاضت من بنات الأنبياء ، ثم إنه على الفرض الأول أيضا لا استبعاد في ذلك في حد ذاته ، ولكن الاستبعاد يأتي من روايات أخرى تثبت أن بداية الحيض كان قبل ذلك . ‹ صفحة 124 › أما كون الطمث عقوبة فلا وجه للاعتراض عليه ، لأنه من المحتمل أن يكون الطمث عقوبة لسارة بعد أن كان تكريما لها كبنت نبي - إن سلمنا بكونها كذلك - وذلك لما ورد في عدة روايات ومنها الصحيح من سوء خلقها مع إبراهيم عليها السلام ، فقد روى القمي في تفسيره بسند صحيح عن أبيه ، عن النضر بن سويد ، عن هشام ، عن أبي عبد الله عليه السلام قال : ( إن إبراهيم عليه السلام كان نازلا في بادية الشام ، فلما ولد له من هاجر إسماعيل اغتمت سارة من ذلك غما شديدا لأنه لم يكن له منها ولد ، وكانت تؤذي إبراهيم في هاجر وتغمه ، فشكى إبراهيم ذلك إلى الله عز وجل ، فأوحى الله إليه إنما مثل المرأة مثل الضلع العوجاء إن تركتها استمتعت بها ، وإن أقمتها كسرتها ) ( 1 ) . وليس في هذه الروايات أي محذور ، إذ لا مانع من صدور المعصية أو ترك الأولى من بنات أو أولاد أو زوجات الأنبياء عليهم السلام ، بل فيها الشاهد على صحيحة عبد الرحمن بن الحجاج ، فإن الله عز وجل كان قادرا على أن يرزقها ولدا من غير أن يصيبها الطمث . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 122 › ( 1 ) مرآة العقول : ج 13 ، ص 239 . والمراد من المغيرة هو ابن سعيد ، وقد روى الكشي روايات كثيرة دالة على لعنه وأنه كان يضع الاخبار . راجع الاخبار : ج 78 ، ص 85 . ( 2 ) هوامش نقدية : ص 42 . ( 3 ) علل الشرائع : ص 290 ، الباب 215 ، ح 1 ، عنه البحار : ج 12 ، ص 107 ، ح 22 . ( 4 ) معاني الاخبار ، باب معنى الضحك : ص 214 ، ط مكتبة المفيد ، عنه البحار : ج 12 ، ص 103 ، ح 11 . ‹ هامش ص 123 › ( 1 ) الكافي : ج 8 ، ص 370 ، ح 560 ، عنه البحار : ج 12 ، ص 44 ، ح 38 . ( 2 ) راجع المكاسب المحرمة : ج 2 ، ص 21 وتنقيح المقال : ج 1 ، ص 71 من نتائج التنقيح . ( 3 ) مرآة العقول : ج 26 ، ص 556 . ( 4 ) قصص الأنبياء : ص 112 ، ح 109 ، عنه البحار : ج 12 ، ص 112 ، ح 38 . ‹ هامش ص 124 › ( 1 ) تفسير القمي : ج 1 ، ص 60 ، عنه البحار : ج 12 ، ص 97 ، ح 6 . وكذلك وردت روايات عديدة أخرى تدل على غيرتها وسوء خلقها مع إبراهيم عليه السلام ، فراجع البحار : ج 1 ص ، باب أحوال أولاد إبراهيم وأزواجه وبناء البيت ، الأحاديث : 7 ، 37 ، 45 ، 50 . ( 2 ) بحار الأنوار : ج 43 ، ص 19 ، ح 20 ، هوامش نقدية : ص 43 . ( 3 ) راجع لسان العرب : ج 2 ، ص 153 ، المصباح المنير : ص 232 ، ط دار الهجرة . وسائل الشيعة : ج 9 ، الباب 22 ، من أبواب تروك الاحرام ، ص 108 ، الأحاديث 1 ، 4 ، 8 . ( 4 ) راجع لسان العرب : ج 2 ، ص 153 . الوسائل : ج 7 ، ص 122 ، الباب 14 ، من أبواب آداب الصائم ، ح 2 . ( 5 ) راجع التنقيح في شروح العروة الوثقى : ج 7 ، ص 141 . ( 6 ) هوامش نقدية : ص 45 . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |