![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() العنوان: [اساطير مشتركة بينه وبين غيره ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 2 - ص 142 – 150 القسم الثاني أساطير شارك سيف غيره في روايتها : : روى سيف : أن الخليفة عمر بعث سارية بن زنيم الدئلي ( أ ) إلى فسا ودارابجرد فحاصرهم سارية ، ثم أن الفرس تداعوا وكثروا وأصحروا له وأتوه من كل جانب ، فنادى عمر وهو يخطب يوم جمعة : " يا سارية بن زنيم ! الجبل ! الجبل ! " فسمع جيش المسلمين نداء عمر ( ب ) وكان إلى جنبهم جبل إن لجؤوا إليه لم يؤتوا إلا من وجه واحد ، فلجأوا إليه وقاتلوا الفرس فهزموهم فأصاب سارية مغانمهم ، وفي المغانم سفط فيه جوهر فاستوهبه المسلمين لعمر فوهبوه له ، فبعث به وبالفتح مع رجل ، فقدم على عمر وهو يطعم ‹ صفحة 144 › الناس فأمره عمر فجلس وأكل ، فلما انصرف عمر إلى بيته تبعه الرسول ، فلما جلس عمر أتي بغدائه خبز وزيت وملح جريش فوضع ، فقال عمر - لزوجته أم كلثوم - : " ألا تخرجين يا هذه ! فتأكلين ؟ " . قالت : " إني لاسمع حس رجل " . فقال : " أجل " . فقالت : " لو أردت أن أبرز للرجال اشتريت لي غير هذه الكسوة " . فقال : " أو ما ترضين أن يقال : أم كلثوم بنت علي وامرأة عمر ! " . فقالت : " ما أقل غناء ذلك عني " . فقال عمر للرجل : " أدن فكل فلو كانت راضية لكان أطيب مما ترى ! " قال سيف : فأكلا ، فلما فرغا قال الرجل : أنا رسول سارية ، فقال عمر : " مرحبا وأهلا " ثم أدناه حتى مس ركبته وسأله عن المسلمين ، فبشره بالفتح وأخبره بقصة السفط ، فصاح به ونهره وأمره أن يرده إلى الجند ويقسمه بينهم . . . الحديث . روى سيف هذا الخبر بسندين في فتح فسا ودارابجرد من أرض فارس ، ونسب فيهما بعث السفط إلى سارية ، وروى خبر السفط وحده بسند آخر في ذكر حرب سلمة بن قيس الأشجعي ( أ ) مع الأكراد ونسب هناك إرسال السفطين من الجواهرإلى سلمة وأنه كان قد غنمهما من الأكراد . ‹ صفحة 145 › روى سيف هذا الخبر وأخذ منه الطبري ومن الطبري أخذ ابن كثير في ( 7 / 130 - 131 ) . هذا ما وجدنا من روايات سيف في هذا الخبر ، وروى الخبر غير سيف بأسانيد أخرى . ولا ندري هل وضع سيف هذا الخبر واقتبسه غيره منه وركب عليه أسانيد غير أسانيد سيف ، أم وضعه غير سيف واقتبسه سيف منه ووضع له عدة أسانيد ! ؟ ومهما يكن الامر فإنا لا نريد أن نناقش أسانيد هذا الخبر ونبحث عن منشئه ، ولا نريد أن نبحث عن مدى انتشاره في كتب الحديث والتاريخ ، فإنه يطول ويمل ، بل نريد أن نناقش قليلا ما متن الخبر الذي رواه سيف وغير سيف ، ونقول : إن كان الله قد ألهم الخليفة في هذه المعركة كيف يوجه قائد جيشه ليتحرز من العدو ، وسخر الهواء ليبلغ نداءه إلى مسامع الجيش كي يسلموا من التهلكة ! فلم لم يلهمه في واقعة جسر أبي عب يد ليوجه جيشه ألا يعبروا الجسرفيمنوا بتلك الهزيمة المنكرة ! ؟ ولم لم يسدد نبيه في غزوة أحد لينادي الرماة ألا يتركوا أماكنهم في أصل الجبل رغبة في الغنائم ، كي لا يباغت خيل المشركين المسلمين من خلفهم فتقع الهزيمة في جيشه ، ويستشهد منهم من استشهد ؟ ! ونقول : كيف أجل الرسول بشارة الخليفة بالفتح حتى أكمل أمر الاطعام ؟ وكذلك لم يخبره بشئ وهما يسيران إلى بيت الخليفة ؟ ! ولم يخبره في البيت حتى فرغا من الاكل ! ؟ كيف أجل الرسول البشارة بالفتح كل هذه المدة ؟ وأين كان جمله وعليه سفط الجواهر ، أو سفطا الجواهر كل تلك المدة ؟ . ‹ صفحة 146 › ونقول : من هو القائد المرسل للجواهر عند سيف ؟ أهو سارية الدئلي ، أم سلمة الأشجعي ؟ ضد من كانت الحرب ؟ : أضد الفرس في فسا ؟ أم ضد الأكراد ؟ وأين وقعت الحرب ضد الأكراد ؟ ! ونقول : كيف طلب الخليفة من زوجه أم كلثوم أن تخرج وتجلس مع الرجل الأجنبي وتؤاكله ؟ ! وهل صح أنهاهي التي أبت ذلك لان كسوتها كانت غير لائقة للبروز للرجال ، وفي كتاب الله : * ( ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آباء بعولتهن أو آبائهن أو أبنائهن . . . ) * ؟ الآية : 31 من سورة النور . وهل كانت مدينة الرسول في ذلك العصر كبلادنا في هذا العصر ؟ وكان الخليفة كرجال عصرنا ممن يصحبون نساءهم إلى نواديهم ويبرزونهن للرجال ويخالطن الرجال ؟ وهل كان يفعل ذلك أي رجل غير الخليفة في مدينة الرسول ! ؟ لست أدري : ماذا قصد واضع هذا الخبر إن لم يقصد التشويش على عقائد المسلمين من طريق التحدث عن سيرة الصحابة والخلفاء بما يروق العامة سماعه ، كالحديث عن زهد الخليفة وكرامته ! والخليفة غني عن هذه المنقبة المزيفة ! ؟ ويبدو أن بعض العلماء السابقين قد فطن إلى زيف هذا الخبر ، كابن الأثير في تاريخه فإنه حذف محاورة الخليفة مع زوجته في أمر مؤاكلة الرجل الأجنبي من خبر سارية بن زنيم وخبر سلمةالأشجعي مع أن هذه ( الفضيلة ) هي بيت القصيد لواضع الخبر ! ومثل ابن حزم في جمهرته ، فقد قال في ذكر نسب بني الدئل : " وسارية ‹ صفحة 147 › ابن زنيم . . . الذي يذكر قوم أن عمر ناداه ، وهو بعيد وهذا لا يصح " . هذا ما ورد في خبر السفط عند هؤلاء ومن أخذ منهم . أما غيرهم ، فقد قال البلاذري في فتوحه ما خلاصته : " إن الخليفة عمر ولى السائب بن الأقرع ( أ ) الغنائم في حرب نهاوند فجمعها وقسمها ثم أصاب - بعد تقسيم الغنائم - كنزا فيه سفطان فأخذهما إلى عمر مع خمس الغنائم وذكر له شأن السفطين ، فقال : اذهب بهما فبعهما ثم أقسم ثمنهما بين المسلمين - يقصد جند المسلمين - فذهب بهما إلى الكوفة وباعهما من عمرو بن حريث " الحديث . وقال مثل هذا - أيضا - الدينوري في الاخبار الطوال ، وأبو عبيد في الأموال وابن أعثم في فتوحه ( ب ) . ويظهر من فحوى هذا الخبر أن السائب اعتبر السفطين مما لم يوجف عليهما بخيل ولا ركاب ، فحملهما مع الخمس إلى الخليفة ، واعتبرهما الخليفة من غنائم الحرب فردهما إلى الجيش . هذا ما كان من خبر السفط . أما فتح دارابجرد فقد ذكر البلاذري - أيضا - في فتوحه : أن عثمان بن أبي العاص الثقفي هو الذي فتحها صلحا وكان القائد العام في الحرب أبا موسى الأشعري . ‹ صفحة 148 › نتيجة البحث والمقارنة : لم يفتح ( فسا ) و ( دارابجرد ) سارية بن زنيم ، بل فتحها عثمان بن أبي العاص ، وكان القائد العام أبا موسى الأشعري ، ولم يبعث السفط سارية ولا سلمة الأشجعي ، بل حمله السائب بن الأقرع بنفسه ، ولم يستوهب السفط من الجند أحد بل كان كنزا حسبه السائب من الخمس ، ورده عمر إلى الغنائم . إذن لم يبعث سلمة رسولا مع السفط إلى المدينة ، كما لم يذهب سارية لفتح ( فسا ) و ( دارابجرد ) ليبعث هو - أيضا - رسولا فيرغب الخليفة أن تؤاكل زوجه أم كلثوم رسول هذا أو ذاك . وكذلك شأن باقي الأسطورة ، وقد فطن بعض السابقين لبعض هذا الزيف فحذف أحدهم بعض الخبر . واستبعد الآخر بعضه الآخر ، غير أن الأسطورة انتشرت بذيولها في كتب التاريخ والحديث انتشارا واسعا حتى اليوم ، وذلك لان واضع القصة أوردها على صورة فضيلة للخليفة في زهده ، ومنقبة له في غيره ، فأعجب بها الأسطوريون والمنقبيون وغضوا النظر عما في أسانيدها من ضعف وفي متنها من مخالفة لنص القرآن الكريم ! ! خاتمة البحث : وإلا فما الذي دعاه إلى أن ينسب للدجال معجزة تكسر أغلاق مدينة سوس وفتح بابها بقوله : " انفتح بظار " ، ‹ صفحة 149 › وينسب للأسود المتنبئ الكذاب : أن الملك الشيطان يوحي إليه ، وينبئه بالغيب وتصدر منه المعجزات ؟ ! ! ! وما الفرق إذن بين هذا المتنبئ الذي ينبئه شيطانه - الذي يسميه الملك - والنبي الذي ينبئه الملك ! ؟ كلاهما يسمي من ينبئه بالغيب ملكا ! وما القصد من نسبة رغبة بروز الزوجة للرجل الأجنبي إلى عمر إن لم يكن التشويش على عقائد المسلمين وإدخال ما ليس من دينهم في عقائدهم ! ؟ وما القصد من اختراع المؤتمر الثلاثي الذي عقده بين الله ونبيه وكسرى ( أ ) وما القصد في ذكر نطق الحيوانات بلسان عربي مبين مثل ما ذكر عن نطق أطلال ( فرس بكير ) عندما قال لها : " ثبي أطلال " فنطقت وقالت : " وثبا وسورة البقرة " ( ب ) ، ونطق الأبقار وقولها لعاصم ابن عمرو وعندما أنكر راعيها علمه بوجود أنعام هناك : " كذب والله عدو الله وها نحن أولاء " ( ج ) . ما القصد منها ومن عشرات أساطير خرافة غيرها بثها سيف في أحاديثه ونسبها إلى عقائد المسلمين إن لم يكن قصده تشويه عقائد المسلمين وتخريف عقولهم بدافع الزندقة ؟ ! وحرف سيف كذلك أسماء ورد ذكرها في حوادث التاريخ الاسلامي فغم أمرها على العلماء والتبست حقيقتها مدى القرون ، نورد ‹ صفحة 150 › أمثلة منها في الفصل الآتي . مصادر البحث : 2 - جمهرة ابن حزم ( ص 174 ) و ( 238 ) . وفي ط . دار المعارف بمصر عام 382 ص 184 - 180 و 389 و 465 . 3 - معجم البلدان لغة ( فسا ) و ( دارابجرد ) . 4 - ابن الأثير . ط المنيرية ، القاهرة عام 1349 ( 3 / 21 و 25 ) 5 - فتوح البلدان للبلاذري . ط . بيروت دار النشر للجامعيين ، 1377 ه ، ( ص 302 و 380 ) . 6 - الاخبار الطوال للدينوري . ط . الأولى ، القاهرة ص 138 . الأموال لأبي عبيد ( ص 252 ) فصل ( ما بين الغنيمة والفئ ومن أيهما تكون اعطية المقاتلة ) . 7 - فتوح ابن أعثم . ط . حيدر آباد ( 2 / 59 - 62 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 143 › ( أ ) الدئلي : نسبة إلى الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة ، ذكر ابن حزم نسبهم في جمهرته ( ص 174 ) ومنهم سارية بن زنيم وترجمته في الإصابة ( 2 / 2 ) و ( فسا ) من مدن دارابجرد بفارس قريبا من مدينة شيراز . ( ب ) وردت هذه الجملة في آخر رواية سيف واقتضى سياق الخبر أن نذكرها هنا ، وفي ألفاظ سيف وجمله في هذا الخبر ركة تعبير وعدم انسجام . ‹ هامش ص 144 › ( أ ) الأشجعي : نسبة إلى أشجع بن ريث بن غطفان بن قيس عيلان من عدنان . نسبهم في جمهرة ( ابن حزم ) ( ص 238 ) . وترجمة سلمة في أسد الغابة ( 2 / 339 ) والإصابة ( 2 / 65 ) . ‹ هامش ص 147 › ( أ ) من ثقيف ، دخل مع أمه مليكة على النبي ( ص ) وهو غلام فمسح برأسه ودعا له ، ولي أصبهان ومات بها ، أسد الغابة ( 2 / 249 ) والإصابة ( 2 / 8 ) . ( ب ) إن راوي الخبر عند ابن أعثم قد زين الخبر - أيضا - بإطار أسطوري . ‹ هامشص 149 › ( أ ) البحث التمهيدي الأول بكتاب ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) . ( ب ) راجع " ليلة الهرير " بترجمة القعقاع في كتاب ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) . ( ج ) المصدر السابق في ترجمة عاصم ، فصل : ( مع سعد بن أبي وقاص ) . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |