![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
شبهات لابد من الإجابة عليها
قد تعرفت على أدلة التوسّل بدعاء النبي الأكرم وأنّه أمراً أطبق ____________ 1- لاحظ شفاء السقام في زيارة خير الأنام للسبكي، والدرر السنية لزيني دحلان، والمبرد المبكي في رد الصارم المنكي لابن علان، ونضرة الإمام السبكي برد الصارم المنكي للسمهودي. 2- وفاء الوفا: 4/1380 ـ 1387. طالع ذلك الفصل تجد فيه حكايات وقضايا كثيرة تدل على جريان السيرة بين المسلمين على التوسّل بدعاء النبي الأكرم. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 59 -------------------------------------------------------------------------------- على جوازه الكتاب والسنّة النبوية وسيرة المسلمين، غير أنّ هناك شبهات أثارها بعض من اتّخذ في هذه المسألة موقفاً مسبقاً فزعم أنّ هناك أشواكاً في الطريق تعثّر طريق السالكين المتوسّلين وبدورنا نذكر هذه الشبهات بألفاظها ثم نأتي بما يقلعها من أساسها. الشبهة الأُولى: البرزخ مانع من الاتصال إنّ الحياة البرزخية حياة لا يعلمها إلاّ الله فهي حياة مستقلّة نؤمن بها ولا نعلم ماهيتها، وإنّ بين الأحياء والأموات حاجزاً يمنع الاتصال فيما بينهم قطعياً، وعلى هذا يستحيل الاتصال لا ذاتاً ولا صفاتاً وأنّه سبحانه يقول: { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } (المؤمنون/100) والبرزخ معناه الحاجز الذي يحول دون اتصال هؤلاء بهؤلاء(1). هذه العبارة تتضمن أمرين قد خلط الكاتب بينهما: أ ـ إنّ الحياة البرزخيّة لا نعلم حقيقتها. ب ـ إنّ البرزخ حاجز مانع عن الاتصال. فعلى هامش الأمر الأوّل نقول: إنّ حقيقة الحياة مطلقاً ـ مادية كانت أم برزخية ـ أمر مجهول لا يعلم حقيقتها إلاّ خالقها، والذي يعود إلى إمكاننا هو التعرف على آثارها وخصوصياتها، فكما أنّ الحياة المادية معلومة لنا ببعض آثارها، وكلّما يتقدم العلم يتقدم الإنسان في ميادين التعرف على آثارها، وهكذا الحياة البرزخية فهي مجهولة الحقيقة ولكنّها معلومة بآثارها، وقد ذكر الكتاب العزيز بعضها، وأنّ الشهداء الأحياء بحياتهم البرزخية يُرزَقون، يَفْرحون بما آتاهم الله، ____________ 1- محمد نسيب الرفاعي: التوصل إلى حقيقة التوسّل: 267. -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 60 -------------------------------------------------------------------------------- يَستبشِرون بالذين لم يلحقوا بهم، ويستبشِرون بنعمة من الله، وأنّهم ربّما يتمنون أموراً كتمنّي حبيب النجار عرفان قومه بمصيره كما قال سبحانه: { قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربّي وجعلني من المكرمين }. إنّ الحياة البرزخية لا تختص بالمؤمنين، وهناك من المذنبين الكافرين من تعمّهم كآل فرعون إذ يعرضون على النار غدواً وعشياً، قال سبحانه: { وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النّار يعرضون عليها غدوّاً وعشياً * ويوم تقومُ الساعة أدخِلوا آل فرعون أشدَّ العذاب } (غافر/45 ـ 46). وهذا المقدار من التعرف يكفينا في القضاء بأنّ لهم شعوراً واستشعاراً ودركاً وتعقّلا وظواهر نفسية من الفرج والألم وغير ذلك، ولا تتطلب مسألة التوسّل سوى كون المتوسّل به عاقلا حيّاً مدركاً شاعراً ملتفتاً إلى الدنيا وما يجري فيها. وعلى هامش الأمر الثاني نقول: إنّ البرزخ بمعنى الحاجز لا بمعنى انقطاع الصلة بين أهل الدنيا وأهل الآخرة ومن فسّره بالمعنى الثاني فإنّما انتخبه لدعم مذهبه وإنّما هو مانع من رجوع الناس إلى حياتهم الدنيا. ويدلّ على ذلك: أنّه سبحانه ذكر أمر البرزخ بعدما ذكر تمنّي العصاة الرجوع إلى الدنيا، قال سبحانه: { حتّى إذا جاء أحدهمُ الموتُ قال ربّي ارجعوني لعلي أعمل صالحاً فيما تركت كلاّ إنّها كلمة هو قائلها } (المؤمنون/100). فقوله: { كلاّ } ردع لتمنّي رجوعهم، يعني لا يستجاب دعاؤهم، -------------------------------------------------------------------------------- الصفحة 61 -------------------------------------------------------------------------------- ثم عاد سبحانه يؤكده بقوله: { ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون } أي حائل مانع من الرجوع إلى الدنيا إلى يوم يبعثون. إنّ اتّخاذ موقف مسبق في المسألة يشكّل مانعاً من الوصول إلى الحقيقة، ويعد من موانع المعرفة الصحيحة فبما أنّ القائل يقتفي أثر من يقول لا يصح التوسّل بدعاء النبي الأكرم في البرزخ، فقد أراد نحتَ دليل لقوله ففسّر البرزخ في الآية بمعنى المانع عن الاتصال لا المانع عن انتقال أهل البرزخ إلى الدنيا، فكأنّه يصوّر أنّ بين الحياتين ستاراً حديدياً أو جداراً ضخماً يمنع من اللقاء والسماع، وليس لما يتخيله دليل، بل الدليل على خلافه، ترى أنّه سبحانه يحكي عن ماء البحرين أحدهما عذب فرات والآخر ملح أُجاج ثم يقول: { وبينهما برزخ لا يبغيان } أي مانع يمنع عن اختلاط المائين، يقول سبحانه: { مرج البحرين يلتقيان * بينهما برزخ لا يبغيان } (الرحمن 19 ـ 20) ولم يكشف العلم عن وجود سدّ مادّي بين البحرين. |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |