![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم لا يخرج القائم من آل محمد حتى يرتد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة وردت رواية في تفسير هذه الآية من قوله تعالى(وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم)سورة النور آية 55 عن سدير الصيرفي ،قال:دخلت أنا والفضل بن عمر ،وأبو بصير ،وأبان ابن تغلب ،على مولانا أبي عبد الله جعفر بن محمد الصادق عليه السلام ،فرأيناه جالسا على التراب ،وعليه مِسح خيبري مطوق ،بلا جيب ،مقصر الكمين ،وهو يبكي بكاء الواله الثكلى ،ذات الكيد الحرى ،قد نال الحزن من وجنتيه ،وشاع الغير في عارضيه ،وأبلت الدموع محجريه(المحجر من العين :ما أحاط بها) وهو يقول "سيدي ،غيبتك نفت رقادي ،وضيقت عليً مهادي ،وابتزتا مني راحة فؤادي ،سيدي ،غيبتك ،وصلت مصابي بفجائع الأبد ،وفقد الواحد بعد الواحد يفني الجمع والعدد ،فما احس بدمعة ترقا من عيني ،وأنين يفتر من صدري ،من دوارج الرزايا ،وسوالف البلايا ،إلا مُثٍل بعيني عن غوابر أعظمها وأفظعها ،وبواقي أشدها وأنكرها ،ونزائب مخلوطة بغضبك ،ونوازل معجولة بسخطك" قال سدير:فاستطارت عقولنا لها ،وتصدعت قلوبا جزعا ،من ذلك الخطب الهائل ،والحادث الغائل ،وظننا أنه سمًت (التسميت:ذكر الله على شي )لمكروه قارعة ،أو حلت به من الدهر بائقة ،فقلنا:لا أبكى الله –يا بن خير الورى-عينيك ،من أية حادثة تستنزف دمعتك ،وتستمطر عبرتك ،أية حالة حتمت عليك هذا المأتم! قال:فزفر الصادق عليه السلام زفرة انتفخ منها جوفه ،واستد منها خوفه ،وقال"ويلكم ،نظرت في كتاب الجفر صبيحة هذا اليوم ،وهو الكتاب المشتمل على علم المنايا والبلايا ،وعلة ما كان وما يكون إلى يوم القيلمة ،الذي خص الله به محمدا والأئمة من بعده عليهم السلام ،وتأملت فيه مولد غائبنا وغيبته ،وإبطاءه ،وطول عمره ،وبلوى المؤمنين في ذلك الزمان ،وتولد الشكوك في قلوبهم من طول غيبته ،وارتداد أكثرهم عن دينهم ،وخلعهم ربقة الإسلام ،التي قال الله جل ذكره(وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه)(لإسراء 17:13) يعني الولاية ،فأخذتني الرقة ،زاستولت علي الأحزان" فقلما:يا بن رسول الله ،كرمنا ،وفضلنا بإشراكك إيانا في بعض ما أنت تعلمه من علم ذلك. قال:"إن الله تبارك وتعالى أدار للقائم منا ثلاثة ،أدارها في ثلاثة من الرسل:قدر مولده تقدير مولد موسى عليه السلام وقدر غيبته تقدير غيبة عيسى عليه السلام ،وقدر إبطاءه نقدير إبطاء نوح عليه السلام ،وجعل من بعد ذلك عمر العبد الصالح- أعني الخضر عليه لسلام- دليلا على عمره" فقلنا:اكشف لنا –يا بن رسول الله –عن وجوه هذه المعاني. قال عليه السلام:"أما مولد موسى عليه السلام ،فإن فرعون لما وقف على أن زوال مُلكه على يده ،أمر بإحضار الكهنة ،فدلوه على نسبه ،وأنه يكون نبيا من بني إسرائيل ،ولم يزل يأمر أصحابه بشق بطون الحوامل من نساء بني إسرائيل ،حتى قتل في طلبه نيفا وعشرين ألف مولود ،وتعذر عليه الوصول إلى قتل موسى عليه السلام بحفظ الله تبارك وتعالى إياه ،وكذلك ينو أمية ،وينو العباس ،لما وقفوا على أن زوال ملك الأمراء والجبابرة منهم على يد القائم منا ،نصبوا العداوة ،ووضعوا سيوفهم في قتل آل الرسول صلى الله عليه وآله و إبادة نسله ،طمعا منهم في الوصول إلى قتل القائم ،ويأبى الله عز وجل أن يكشف أمره لواحد من الظلمة ،إلا أن يتم نوره ولو كره المشركون. وأما غيبة عيسى عليه السلام ،فإن اليهود والنصارى اتفقت على أنه قتل ،فكذبهم الله عز ذكره بقوله(وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم) ،كذلك غيبة القائم (عليه السلام) ،فإن الأمة ستنكرها لطولها ،فمن قائل بغير هدى:إنه لم يولد ،وقائل يقول:إنه ولد ومات ،وقائل يكفر ،بقوله :إن حادي عشرنا كان عقيما ،وقائل يمرق ،بقوله:إنه يتعدى ثلاثة عشر وصاعدا ،وقائل يعصى الله عز وجل ،بقوله :إن روح قائمنا تنطق في هيكل غيره. وأما إبطاء نوح عليه السلام ،فإن لما استنزل العقوبة على قومه من السماء ،بعث الله تبارك وتعالى الروح الأمين عليه السلام بسبع نُويات ،فقال :يا نبي الله إن الله تبارك وتعالى يقول لك :إن هؤلاء خلائقي ،وعبادي ،ولست أبيدهم بصاعقة من صواعقي إلا بعد تأكيد الدعوة ،وإلزام الحجة ،فعاود اجتهادك في الدعوى لقومك ،ف‘ني مثيبك عليه ، واغرس هذه النوى ،فإن لك في نباتها ،وبلوغها ،وإدراكها إذا أثمرت ،الفرج والخلاص ،فبشر بذلك من اتبعك من المؤمنين ،فلما نبتت الأشجار وت أزرت وتسوقت ،وتغصَّنت ،وأثمرت ،وزها التمر عليها بعد زمان طويل ،استنجز من الله سبحانه وتعالى العدة ،فأمر الله أن يغرس من نوى تلك الأشجار ،ويعاود الصبر والاجتهاد ،ويؤكد الحجة على قومه ،فأخبر بذلك الطوائف التي آمنت به ،فارتد منهم ثلاث مائة رجل ،وقالوا :لو كان يدعيه نوح حقا ،لما وقع في وعد ربه خلف. ثم الله تبارك وتعالى لم يزل يأمره عند كل مرة بأن يغرسها مرة بعد مرة ، إلى أن غرسها سبع مرات ،فما زالت الطوائف المؤمنين ترتد منهم طائفة بعد طائفة ،إلى أن عاد إلى نيف وسبعين رجلا ،فأوحى الله تبارك وتعالى عند ذلك إليه ،وقال يا نوح ،الآن أسفر الصبح عن الليل بعينك ،حتى صرح الحق عن محضه ،وصفا الأمر و الإيمان من الكدر بارتداد منت كانت طينته خبيثة ،فلو أني أهلكت الكفار ،وأبقيت من قد ارتد من الطوائف التي كانت آمنت بك ،لما كنت صدقت وعدي السابق للمؤمنين الذين أخلصوا التوحيد من قومك ،واعتصموا بحبل نبوتك ،بأن أستخلفهم في الأرض ، وأُمَكِّنَ لهم دينهم ، وأبدل خوفهم بالأمن لكي تخلص العبادة لي بذهاب الشك من قلوبهم ، وكيف يكون الاستخلاف ، والتمكين وبذل الأمن مني لهم ، مع ما كنت اعلم من ضعف يقين الذين ارتدوا ، وخبث طينتهم ، وسوء سرائرهم التي كانت نتائج النفاق ، وسنوح الضلالة ؟ فلو أنهم تنسموا(تنفسوا) من الملك الذي أوتي المؤمنين وقت الاستخلاف ، إذا أهلكت أعداءهم لنشقوا روائح صفاته ، لاستحكمت سرائر نفاقهم ، وتأبدت حبال ضلالة قلوبهم ، و لكاشفوا إخوانهم بالعداوة ،و حاربوهم على طلب الرئاسة ، والتفرد بالأمر والنهي ، وكيف يكون التمكين في الدين وانتشار الأمر في المؤمنين ، مع إثارة الفتن ، وابقاع الحروب ؟ كلا ( واصنع الفلك بأعيننا ووحينا ) ." قال الصادق عليه السلام : "وكذلك القائم عليه السلام ، فانه تمتد أيام غيبته ، ليصرح الحق عن محضه ، ويصفوا الإيمان من الكدر ، بارتداد كل من كانت طينته خبيثة من الشيعة الذين يخشى عليهم النفاق إذا أحسوا بالاستخلاف والتمكين والأمن المنتشر في عهد القائم عليه السلام" . قال المفضل : فقلت يا ابن رسول الله ، فان هذه النواصب تزعم أن هذه الآية(وعد الله الذين ءامنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم) نزلت في أبي بكر ، وعمر وعثمان ، وعلي عليه السلام ؟ فقال عليه السلام : "لا يهدي الله قلوب الناصبة ، متى كان الدين الذي ارتضاه الله ورسوله متمكنا بانتشار الأمن في الأمة ، وذهاب الخوف من قلوبها ، وارتفاع الشك من صدورها ، في عهد واحد من هؤلاء ، وفي عهد علي عليه السلام ، مع ارتداد المسلمين ، والفتن التي تثور في أيامهم ، والحروب التي كانت تنشب بين الكفار وبينهم – ثم تلا الصادق عليه السلام- ( حتى إذا استيأس الرسل وظنوا إنهم قد كذبوا جاءهم نصرنا ) . وأما العبد الصالح -أعني الخضر عليه السلام- فان الله تبارك وتعالى ما طول عمره لنبوة قدرها له ، ولا لكتاب ينزل عليه ، ولا لشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ، ولا لإمامة يلزم عبده الإقتداء بها ، ولا لطاعة يفرضها له ، بلى ، إن الله تبارك وتعالى لما كان من سابق علمه أن يقدِّر من عمر القائم عليه السلام في أيام غيبته ما يقدِّر ، علم ما يكون من إنكار عباده مقدار ذلك العمر في الطول ، طول عمر العبد الصالح من غير سبب يوجب ذلك ، إلا لعلة الاستدلال به على عمر القائم عليه السلام وليقطع بذلك حجة المعاندين لئلا يكون للناس على الله حجة ". تفسير البرهان ج 7 ![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |