![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
. . . . . . . . . . . . . . . .
مسائل خلافية حار فيها أهل السنة - الشيخ علي آل محسن - ص 7 - 16 من هم الخلفاء الاثنا عشر عند أهل السنة ؟ تمهيد : لقد جاءت الأحاديث الصحيحة مبشرة باثني عشر خليفة من قريش ، لا يزيدون ولا ينقصون ، عددهم كعدد نقباء بني إسرائيل ، يكون الإسلام بهم قائما عزيزا منيعا ظاهرا على من ناواه ، ويكون الأمر بهم صالحا ، وأمر الناس بهم ماضيا . . . ومع استفاضة تلك الأحاديث ووضوحها إلا أن علماء أهل السنة تحيروا في معرفة هؤلاء الخلفاء ، ولم يهتدوا في هذه المسألة إلى شئ صحيح ، فجاءت أقوالهم - على كثرتها - واهية ركيكة ضعيفة كما سيتضح قريبا إن شاء الله تعالى . طرق حديث الخلفاء الاثني عشر : 1 - أخرج البخاري وأحمد والبيهقي وغيرهم عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : يكون اثنا عشر أميرا ، فقال كلمة لم أسمعها ، فقال أبي : إنه قال : كلهم من قريش ( 1 ) . ‹ صفحة 8 › قال البغوي : هذا حديث متفق على صحته ( 1 ) . 2 - وأخرج مسلم عن جابر بن سمرة قال : دخلت مع أبي على النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمعته يقول : إن هذا الأمر لا ينقضي حتى يمضي فيهم اثنا عشر خليفة . قال : ثم تكلم بكلام خفي علي . قال : فقلت لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ( 2 ) . 3 - وأخرج مسلم أيضا - واللفظ له - وأحمد عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : لا يزال أمر الناس ماضيا ما وليهم اثنا عشر رجلا . ثم تكلم النبي صلى الله عليه وسلم بكلمة خفيت علي ، فسألت أبي : ماذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فقال : كلهم من قريش ( 3 ) . 4 - وأخرج مسلم أيضا وأحمد والطيالسي وابن حبان والخطيب التبريزي وغيرهم عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يزال الإسلام عزيزا إلى اثني عشر خليفة . ثم قال كلمة لم أفهمها ، فقلت لأبي : ما قال ؟ فقال : كلهم من قريش ( 4 ) . 5 - وأخرج مسلم - واللفظ له - وأحمد وابن حبان عن جابر بن سمرة ، قال : انطلقت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعي أبي ، فسمعته يقول : لا يزال هذا الدين عزيزا منيعا إلى اثني عشر خليفة . فقال كلمة صمنيها الناس ، فقلت ‹ صفحة 9 › لأبي : ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ( 1 ) . 6 - وأخرج مسلم - واللفظ له - وأحمد عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة عشية رجم الأسلمي يقول : لا يزال الدين قائما حتى تقوم الساعة ، أو يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم من قريش . . . ( 2 ) . 7 - وأخرج الترمذي وأحمد عن جابر بن سمرة ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : يكون من بعدي اثنا عشر أميرا . ثم تكلم بشئ لم أفهمه ، فسألت الذي يليني ، فقال : قال : كلهم من قريش ( 3 ) . 8 - وأخرج أبو داود حديث الخلفاء الاثني عشر بثلاثة طرق صحيحة ( 4 ) . قال في أحدها : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يزال هذا الدين قائما حتى يكون عليكم اثنا عشر خليفة ، كلهم تجتمع عليه الأمة . فسمعت كلاما من النبي لم أفهمه ، قلت لأبي : ما يقول ؟ قال : كلهم من قريش ( 5 ) . وقال في آخر : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة . قال : فكبر الناس وضجوا ، ثم قال كلمة خفية . قلت ‹ صفحة 10 › لأبي : يا أبه ، ما قال ؟ قال : كلهم من قريش ( 1 ) . 5 - وأخرج أحمد - واللفظ لغيره - ، والحاكم في المستدرك ، والهيثمي في مجمع الزوائد عن الطبراني في الأوسط والكبير والبزار ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : لا يزال أمر أمتي صالحا حتى يمضي اثنا عشر خليفة . وخفض بها صوته ، فقلت لعمي وكان أمامي : ما قال يا عم ؟ قال : كلهم من قريش ( 2 ) . 6 - وأخرج أحمد في المسند ، والهيثمي في مجمع الزوائد ، وابن حجر في المطالب العالية ، والبوصيري في مختصر الإتحاف ، عن مسروق ، قال : جاء رجل إلى عبد الله بن مسعود ، فقال : هل حدثكم نبيكم كم يكون بعده من الخلفاء ؟ قال : نعم ، وما سألني عنها أحد قبلك وإنك لمن أحدث القوم سنا . قال : يكونون عدة نقباء موسى ، اثني عشر نقيبا ( 3 ) . 7 - وأخرج أحمد وأبو نعيم والبغوي عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : يكون بعدي اثنا عشر خليفة كلهم من قريش . . . ( 4 ‹ صفحة 11 › 8 - وأخرج أحمد بن حنبل في المسند - واللفظ له - ، والحاكم النيسابوري في المستدرك عن جابر بن سمرة ، قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في حجة الوداع : لا يزال هذا الدين ظاهرا على من ناواه ، لا يضره مخالف ولا مفارق ، حتى يمضي من أمتي اثنا عشر أميرا ، كلهم . ثم خفي من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال : يقول : كلهم من قريش ( 1 ) . إلى غير ذلك مما لا يحصى كثرة ( 2 ) . من هم الخلفاء الاثنا عشر ؟ لقد حاول علماء أهل السنة كشف المراد بالخلفاء الاثني عشر في الأحاديث السابقة ، بما يتفق مع مذهبهم ، ويلتئم مع معتقدهم ، فذهبوا ذات اليمين وذات الشمال لا يهتدون إلى شئ . وحاولوا جاهدين أن يصرفوا هذه الأحاديث عن أئمة أهل البيت عليهم السلام ، ويجعلونها في غيرهم ممن لا تنطبق عليهم الأوصاف الواردة فيها ، فتاهوا وتحيروا ، حتى ذهبوا إلى مذاهب عجيبة ، وصدرت منهم أقوال غريبة ، وأقر بعضهم بالعجز ، واعترف بعضهم بعدم وضوح معنى لهذه الأحاديث تركن إليه النفس |
![]() |
#2 |
مشرف
![]() |
![]()
. قال ابن الجوزي في كشف المشكل : هذا الحديث قد أطلت البحث عنه ، وتطلبت مظانه ، وسألت عنه ، فما رأيت أحدا وقع على المقصود به . . . ( 3 ) .
وقال ابن بطال عن المهلب : لم ألق أحدا يقطع في هذا الحديث - يعني ‹ صفحة 12 › بشئ معين ( 1 ) . اختلاف أهل السنة في الخلفاء الاثني عشر : لقد كثرت أقوالهم في هذه المسألة ، واختلفت آراؤهم اختلافا عظيما ، وتضاربت تضاربا شديدا ، ومع كثرة تلك الأقوال لا تجد فيها قولا خاليا من الخدش والخلل ، وأهم ما عثرت عليه من أقوالهم في هذه المسألة ثمانية أقوال ، وإليك بيانها ، وبيان ما فيها : 1 - رأي القاضي عياض والحافظ البيهقي : قال القاضي عياض ( 2 ) : لعل المراد بالاثني عشر في هذه الأحاديث وما شابهها أنهم يكونون في مدة عزة الخلافة وقوة الإسلام واستقامة أموره ، والاجتماع على من يقوم بالخلافة ، وقد وجد فيمن اجتمع عليه الناس ، إلى أن اضطرب أمر بني أمية ، ووقعت بينهم الفتنة زمن الوليد بن يزيد ، فاتصلت بينهم إلى أن قامت الدولة العباسية ، فاستأصلوا أمرهم ( 3 ) . قال ابن حجر العسقلاني : كلام القاضي عياض أحسن ما قيل في الحديث وأرجحه ، لتأييده بقوله في بعض طرق الحديث الصحيحة : كلهم يجتمع عليه الناس ، وإيضاح ذلك أن المراد بالاجتماع انقيادهم لبيعته ، ‹ صفحة 13 › والذي وقع أن الناس اجتمعوا على أبي بكر ثم عمر ثم عثمان ثم علي ، إلى أن وقع أمر الحكمين في صفين ، فتسمى معاوية يومئذ بالخلافة ، ثم اجتمع الناس على معاوية عند صلح الحسن ، ثم اجتمعوا على ولده يزيد ، ولم ينتظم للحسين أمر ، بل قتل قبل ذلك ، ثم لما مات يزيد وقع الاختلاف إلى أن اجتمعوا على عبد الملك بن مروان بعد قتل ابن الزبير ، ثم اجتمعوا على أولاده الأربعة : الوليد ثم سليمان ثم يزيد ثم هشام ، وتخلل بين سليمان ويزيد : عمر بن عبد العزيز ، فهؤلاء سبعة بعد الخلفاء الراشدين ، والثاني عشر هو الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، اجتمع الناس عليه لما مات عمه هشام ، فولي نحو أربع سنين ، ثم قاموا عليه فقتلوه ، وانتشرت الفتن وتغيرت الأحوال من يومئذ ، ولم يتفق أن يجتمع الناس على خليفة بعد ذلك . . . ( 1 ) . وهذا هو قول البيهقي ( 2 ) أيضا في دلائل النبوة ، حيث قال بعد أن ساق بعضا من الأحاديث السابقة : وقد وجد هذا العدد بالصفة المذكورة إلى وقت الوليد بن يزيد بن عبد الملك ، ثم وقع الهرج والفتنة العظيمة كما أخبر في هذه الرواية ، ثم ظهر ملك العباسية . . . ( 3 ) . ثم قال : والمراد بإقامة الدين - والله أعلم - إقامة معالمه وإن كان بعضهم ‹ صفحة 14 › يتعاطى بعد ذلك ما لا يحل ( 1 ) . أقول : 1 - يرد هذا القول وسائر أقوالهم ما رواه القوم عن سفينة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : الخلافة ثلاثون سنة ، ثم تكون بعد ذلك ملكا ( 2 ) . ولأجل هذا صرحوا بأن الخلافة عندهم منحصرة في أربعة : أبي بكر وعمر وعثمان وعلي استنادا إلى هذا الحديث ، أو خمسة بضميمة عمر بن عبد العزيز ( 3 ) ، فكيف صار غير هؤلاء خلفاء مع أن الحديث نص على أن ما بعد ثلاثين سنة لا تكون خلافة ، بل يكون ملك . وفي سنن الترمذي : قال سعيد : فقلت له [ أي لسفينة راوي الحديث ] : ‹ صفحة 15 › إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم . قال : كذبوا بنو الزرقاء ، بل هم ملوك من شر الملوك . وفي سنن أبي داود : قلت لسفينة : إن هؤلاء يزعمون أن عليا لم يكن بخليفة . قال : كذبت أستاه بني الزرقاء - يعني بني مروان ( 1 ) . وقال القاضي عياض وغيره في الجمع بين حديث سفينة وحديث الخلفاء الاثني عشر : إنه أراد في حديث سفينة خلافة النبوة ، ولم يقيده في حديث جابر ابن سمرة بذلك ( 2 ) . وقال الألباني : وهذا جمع قوي ، ويؤيده لفظ أبي داود : ( خلافة النبوة ثلاثون سنة ) ، فلا ينافي مجئ خلفاء آخرين من بعدهم ، لأنهم ليسوا خلفاء النبوة ، فهؤلاء هم المعنيون في الحديث لا غيرهم ، كما هو واضح ( 3 ) . ويرده : أن خلافة النبوة هذه لم يذكر لها علماء أهل السنة معنى واضحا ، واختلفوا في بيان المراد منها ، فمنهم من قال بأن خلافة النبوة هي التي لا طلب فيها للملك ولا منازعة فيها لأحد ( 4 ) . فعليه تخرج خلافة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام عن كونها خلافة نبوة ، لمنازعة أهل الجمل وأهل النهروان ومعاوية وأهل الشام له ( 5 ) ، مع أنهم ذكروا أن خلافته عليه السلام خلافة نبوة . وهذا تهافت واضح . ومنهم من ذكر أن خلافة النبوة إنما تكون لمن عملوا بالسنة ، فإذا خالفوا ‹ صفحة 16 › السنة وبدلوا السيرة فهم ملوك وإن تسموا بالخلفاء ( 1 ) . و . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 7 › ( 1 ) صحيح البخاري 9 / 101 كتاب الأحكام ، باب 51 ، مسند أحمد بن حنبل 5 / 90 ، 95 . دلائل النبوة 6 / 519 . ‹ هامش ص 8 › ( 1 ) شرح السنة 15 / 31 . ( 2 ) صحيح مسلم 3 / 1452 كتاب الإمارة ، باب الناس تبع لقريش ، والخلافة في قريش . ( 3 ) صحيح مسلم 3 / 1452 كتاب الإمارة ، باب الناس تبع لقريش ، والخلافة في قريش . مسند أحمد بن حنبل 5 / 98 ، 101 . سلسلة الأحاديث الصحيحة 1 / 651 ، قال الألباني : وهذا إسناد صحيح على شرطهما . ( 4 ) صحيح مسلم 3 / 1453 كتاب الإمارة ، باب الناس تبع لقريش ، والخلافة في قريش . مسند أحمد بن حنبل 5 / 90 ، 100 . مسند أبي داود الطيالسي ، ص 105 ، 180 ، مشكاة المصابيح 3 / 1687 وقال التبريزي : متفق عليه . الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8 / 230 . ‹ هامش ص 9 › ( 1 ) صحيح مسلم 3 / 1453 كتاب الإمارة ، باب الناس تبع لقريش ، والخلافة في قريش . مسند أحمد بن حنبل 5 / 98 ، 101 . وفي ص 96 قال : عزيزا منيعا ظاهرا على من ناواه ، لا يضره من فارقه أو خالفه . الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8 / 230 . ( 2 ) صحيح مسلم 3 / 1453 كتاب الإمارة ، باب الناس تبع لقريش ، والخلافة في قريش . مسند أحمد بن حنبل 5 / 86 ، 88 ، 89 . سلسلة الأحاديث الصحيحة 2 / 690 . ( 3 ) سنن الترمذي 4 / 501 قال الترمذي : هذا حديث حسن صحيح . مسند أحمد بن حنبل 5 / 92 ، 94 ، 99 ، 108 . ( 4 ) صححها الألباني في صحيح سنن أبي داود 3 / 807 . ( 5 ) سنن أبي داود 4 / 106 كتاب المهدي . وهذا الحديث ذكره البيهقي في دلائل النبوة 6 / 520 والألباني في صحيح الجامع الصغير 2 / 1274 بعين لفظه ، وأخرجه ابن أبي عاصم في كتاب السنة ، ص 518 بلفظ متقارب . ‹ هامش ص 10 › ( 1 ) سنن أبي داود 4 / 106 كتاب المهدي . وذكره الخطيب في تاريخ بغداد 2 / 126 ، وأخرجه أحمد في المسند 5 / 98 ، 99 وفيه : ثم لغط القوم وتكلموا . وفي نفس الصفحة : فجعل الناس يقومون ويقعدون . ( 2 ) مسند أحمد 5 / 97 ، 107 إلا أن فيه : لا يزال هذا الأمر صالحا . المستدرك 3 / 618 . مجمع الزوائد 5 / 190 قال الهيثمي : رجال الطبراني رجال الصحيح . ورواه عن جابر في ص 191 وقال : رجاله ثقات . ( 3 ) مسند أحمد بن حنبل 1 / 398 ، مجمع الزوائد 5 / 190 ، المطالب العالية 2 / 197 . مختصر إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة 6 / 436 . وهذا الحديث حسنه ابن حجر العسقلاني في فتح الباري 13 / 181 ، وابن حجر الهيتمي في تطهير الجنان واللسان ، ص 313 ، والسيوطي في تاريخ الخلفاء ، ص 8 ، والبوصيري في مختصر إتحاف السادة المهرة بزوائد المسانيد العشرة 6 / 436 . ( 4 ) مسند أحمد بن حنبل 1 / 398 . حلية الأولياء 4 / 333 . شرح السنة 15 / 30 قال البغوي : هذا حديث صحيح . ‹ هامش ص 11 › ( 1 ) مسند أحمد بن حنبل 5 / 87 ، 88 ، 90 . المستدرك 3 / 617 . ( 2 ) راجع المعجم الكبير للطبراني 2 / 195 وما بعدها ، ح 1791 - 1801 ، 1808 ، 1809 ، 1841 ، 1849 - 1852 ، 1875 ، 1876 ، 1883 ، 1896 ، 1923 ، 1936 ، 1964 ، 2007 ، 2044 ، 2059 - 2063 ، 2067 - 2071 ، 2073 . ( 3 ) كشف المشكل 1 / 449 ، وذكر ابن حجر هذه العبارة في فتح الباري 13 / 181 . ‹ هامش ص 12 › ( 1 ) المصدر السابق 13 / 180 . ( 2 ) قال السيوطي في طبقات الحفاظ ، ص 468 : القاضي عياض بن موسى بن عياض بن عمرو بن موسى بن عياض العلامة عالم المغرب أبو الفضل اليحصبي السبتي الحافظ ، ولد سنة 476 ه ، وأجاز له أبو علي النسائي ، وتفقه وصنف التصانيف التي سارت بها الركبان ك ( الشفا ) و ( طبقات المالكية ) و ( شرح مسلم ) ، و ( المشارق ) في الغريب ، و ( شرح حديث أم زرع . . . وبعد صيته ، وكان إمام أهل الحديث في وقته ، وأعلم الناس بعلومه ، وبالنحو واللغة وكلام العرب وأيامهم وأنسابهم . ولي القضاء سبتة ثم غرناطة ، ومات ليلة الجمعة سنة 544 ه بمراكش . ( 3 ) المصدر السابق 13 / 180 . ‹ هامش ص 13 › ( 1 ) المصدر السابق 13 / 182 . ( 2 ) قال السيوطي في طبقات الحفاظ ، ص 433 : البيهقي الإمام الحافظ العلامة شيخ خراسان أبو بكر أحمد بن الحسين بن علي بن موسى الخسروجردي صاحب التصانيف ، ولد سنة 384 ه ، ولزم الحاكم وتخرج به ، وأكثر عنه جدا ، وهو من كبار أصحابه ، بل زاد عليه بأنواع العلوم . كتب الحديث وحفظه من صباه ، وبرع وأخذ في الأصول ، وانفرد بالإتقان والضبط والحفظ ، ورحل . . . وعمل كتبا لم يسبق إليها ( كالسنن الكبرى ) ، و ( الصغرى ) ، و ( شعب الإيمان ) ، و ( الأسماء والصفات ) ، و ( دلائل النبوة ) وغير ذلك مما يقارب ألف جزء . مات سنة 458 ه بنيسابور ، ونقل في تابوت إلى بيهق ( بتصرف ) . ( 3 ) دلائل النبوة 6 / 520 . ‹ هامش ص 14 › ( 1 ) المصدر السابق 6 / 521 . ( 2 ) أخرجه أبو داود في سننه 4 / 211 ح 4646 ، 4647 ، والترمذي في سننه 4 / 503 وقال : هذا حديث حسن ، وأخرجه ابن حبان في صحيحه كما في الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 9 / 48 ، والحاكم في المستدرك 3 / 71 ، 145 ، وأحمد في المسند 5 / 220 ، 221 ، والبيهقي في دلائل النبوة 6 / 342 وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 3 / 879 ، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 1 / 742 ح 459 ، ونقل تصحيحه عن الحاكم والذهبي وابن حبان وابن حجر وابن جرير الطبري وابن تيمية ، ونقل عنه اعتماد الإمام أحمد عليه ، وأنه متفق عليه بين الفقهاء وعلماء السنة . ورد الألباني على من ضعف الحديث كابن خلدون في تاريخه ، وأبي بكر بن العربي في العواصم من القواصم ، ثم قال : فقد تبين بوضوح سلامة الحديث من علة قادحة في سنده ، وأنه صحيح محتج به . ( 3 ) قال السيوطي في تاريخ الخلفاء ، ص 183 : عمر بن عبد العزيز بن مروان ، الخليفة الصالح أبو حفص ، خامس الخلفاء الراشدين . وقال الذهبي في كتابه العبر 1 / 91 : في رجب [ سنة إحدى ومائة ] توفي الإمام العادل أمير المؤمنين وخامس الخلفاء الراشدين أبو حفص عمر بن عبد العزيز . وأخرج أبو داود في سننه 4 / 207 : عن سفيان الثوري أنه قال : الخلفاء خمسة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وعمر بن عبد العزيز . ‹ هامش ص 15 › ( 1 ) سنن أبي داود 4 / 210 . وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود 3 / 879 . ( 2 ) فتح الباري 13 / 180 . ( 3 ) سلسلة الأحاديث الصحيحة 1 / 748 . ( 4 ) هذا القول للطيبي ، نقله في عون المعبود 12 / 388 . ( 5 ) ذهب إلى ذلك ابن أبي العز حيث قال : إن زمان علي لم ينتظم فيه الخلافة ولا الملك . وستأتي كلمته قريبا . وقال الطيبي كما في عون المعبود 12 / 388 : إن الخلافة في زمن عثمان وعلي رضي الله عنهما مشوبة بالملك . ‹ هامش ص 16 › ( 1 ) ذكر ذلك الإمام البغوي في شرح السنة 14 / 75 ، والمناوي في فيض القدير 3 / 509 . ( 2 ) هذا القول للملا علي القاري في مرقاة المفاتيح 9 / 271 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مسائل خلافية حار فيها أهل السنة - الشيخ علي آل محسن - ص 16 - 22 عليه تكون خلافة النبوة أكثر من ثلاثين سنة ، لاتفاقهم على أن عمر بن عبد العزيز كان يعمل بالسنة ، ولعدهم إياه من الخلفاء الراشدين ، مع أنهم لم يذكروه من ضمن من كانت خلافتهم خلافة نبوة . ومنهم من قال : إن المراد بالخلافة في حديث سفينة هي الخلافة الحقة أو المرضية لله ورسوله ، أو الكاملة ، أو المتصلة ( 2 ) . وعليه فتكون خلافة النبوة هي خلافة أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام وابنه الحسن عليه السلام فقط دون غيرهما ، لما سيأتي في الفصل الثاني عند الحديث في خلافة أبي بكر . ولو سلمنا أن خلافة الأربعة كانت مرضية لله ورسوله أو كاملة أو غير ذلك فلا بد أن يضاف إليها عندهم خلافة عمر بن عبد العزيز ، فتكون خلافة النبوة حينئذ أكثر من ثلاثين سنة . والصحيح أن يقال في هذا الحديث على تقدير صحته : إن خلافة النبوة لا يمكن أن يراد بها إلا الخلافة التي كانت بنص النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فمن استخلفه النبي صلى الله عليه وآله وسلم على الأمة فهو خليفة النبي ، وخلافته هي خلافة النبوة ، ومن لم يستخلفه واستخلفه الناس فهو خليفتهم ، والنبي صلى الله عليه وآله وسلم استخلف عليا عليه السلام ، وسيأتي ذكر النصوص الدالة على ذلك في الفصل المذكور إن شاء الله تعالى . وعليه يكون معنى حديث سفينة : إن خلافة النبوة - وهي خلافة علي بن أبي طالب عليه السلام - تستمر إلى ثلاثين سنة ، ثم يتولى أمور المسلمين الملوك . وعدم تمكن أمير المؤمنين عليه السلام من تولي أمور المسلمين ، أو عدم اتباع الناس له إلا النفر القليل لا يسلب عنه الخلافة بعد حكم الشارع المقدس بها ونصه ‹ صفحة 17 › عليها ، وهذا له نظائر كثيرة في الأصول والفروع لا تخفى ( 1 ) . وأما حديث الخلفاء الاثني عشر فهو بيان لعدد أئمة الهدى وخلفاء الحق وسادة الخلق المنصوبين من الله سبحانه ، الذين لا يضرهم من ناواهم ، ويكون الإسلام بهم عزيزا ، وبذلك يتضح ألا منافاة بين الحديثين بهذين المعنيين . 2 - إن أكثر من ذكرهم لم يجتمع عليه الناس ، فإن عثمان وإن تمت له البيعة واجتماع الناس في أول خلافته ، إلا أن الأمور انتقضت عليه بعد ذلك حتى قتله الناس ، وأما علي بن أبي طالب عليه السلام فلم يجتمع عليه الناس من أول يوم في خلافته ، وذلك لأن أهل الشام لم يبايعوه ، وهم كثيرون ، وخرج عليه طلحة والزبير وعائشة ، فحاربهم في البصرة ، ثم خرج عليه الخوارج فحاربهم في النهروان . . . وكل ذلك كان في أقل من خمس سنين . قال ابن أبي العز الحنفي في شرح العقيدة الطحاوية : علي رضي الله عنه . . . لم يجتمع الناس في زمانه ، بل كانوا مختلفين ، لم ينتظم فيه خلافة النبوة ولا الملك ( 2 ) . فعلى ذلك لا يكون علي عليه السلام من هؤلاء الخلفاء عندهم . وأما يزيد بن معاوية فلم يبايعه الحسين بن علي عليه السلام وأهل بيته حتى قتلوا في كربلاء ، وخرج عليه أهل المدينة ، وأخرجوا منها عامله وسائر بني أمية ، فوقعت بينهم وبينه وقعة الحرة ، وخرج عليه ابن الزبير في مكة واستولى عليها . . . فأي اجتماع حصل له ! ؟ 3 - أن معاوية ومن جاء بعده من ملوك بني أمية وغيرهم لم يجتمع عليهم الناس ، بل كانوا متغلبين على الأمة بالقوة والقهر ، ومن الواضح أن هناك فرقا ‹ صفحة 18 › بينا بين اجتماع الناس على شئ وجمعهم عليه ، فإن الاجتماع مأخوذ في معناه اختيار المجتمعين ، وأما الجمع فمأخوذ فيه عدم الاختيار ، والذي حصل لبني أمية هو الثاني ، والمذكور في الحديث هو الأول ، وهذا واضح معلوم لمن نظر في تاريخ بني أمية وسيرتهم في الناس . وقد روي فيما يدلل ذلك الكثير ، ومنه ما روي عن سعيد بن سويد ، قال : صلى بنا معاوية بالنخيلة - يعني خارج الكوفة - الجمعة في الضحى ، ثم خطبنا فقال : ما قاتلتكم لتصوموا ولا لتصلوا ولا لتحجوا ولا لتزكوا ، قد عرفت أنكم تفعلون ذلك ، ولكن إنما قاتلتكم لأتأمر عليكم ، فقد أعطاني الله ذلك وأنتم كارهون ( 1 ) . 4 - أن الخلفاء حسبما ذكر في كلامه يكونون ثلاثة عشر لا اثني عشر ، وهم : 1 - أبو بكر . 2 - عمر . 3 - عثمان . 4 - الإمام علي عليه السلام . 5 - معاوية . 6 - يزيد بن معاوية . 7 - عبد الملك . 8 - الوليد . 9 - سليمان . 10 - عمر بن عبد العزيز . 11 - يزيد بن عبد الملك . 12 - هشام بن عبد الملك . 13 - الوليد بن يزيد . قال ابن كثير : إن الخلفاء إلى زمن الوليد بن اليزيد أكثر من اثني عشر على كل تقدير ( 2 ) . 2 - رأي ابن حجر العسقلاني : قال ابن حجر العسقلاني : الأولى أن يحمل قوله : ( يكون بعدي اثنا عشر خليفة ) على حقيقة البعدية ، فإن جميع من ولي الخلافة من الصديق إلى عمر ‹ صفحة 19 › ابن عبد العزيز أربعة عشر نفسا ، منهم اثنان لم تصح ولايتهما ولم تطل مدتهما ، وهما معاوية بن يزيد ، ومروان بن الحكم ، والباقون اثنا عشر نفسا على الولاء كما أخبر صلى الله عليه وسلم . إلى أن قال : ولا يقدح في ذلك قوله : ( يجتمع عليه الناس ) ، لأنه يحمل على الأكثر الأغلب ، لأن هذه الصفة لم تفقد إلا في الحسن بن علي وعبد الله بن الزبير مع صحة ولايتهما ، والحكم بأن من خالفهما لم يثبت استحقاقه إلا بعد تسليم الحسن ، وبعد قتل ابن الزبير ، والله أعلم ( 1 ) . أقول : على هذا القول يكون الخلفاء الاثنا عشر هم : 1 - أبو بكر . 2 - عمر . 3 - عثمان . 4 - الإمام علي عليه السلام . 5 - الإمام الحسن عليه السلام . 6 - معاوية . 7 - يزيد بن معاوية . 8 - عبد الله بن الزبير . 9 - عبد الملك . 10 - الوليد . 11 - سليمان . 12 - عمر بن عبد العزيز . وقوله : يجتمع عليه الناس محمول على الأكثر الأغلب ، يرده أن مجئ التأكيد ب كل في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : كلهم يجتمع عليه الناس الدال بالنص على العموم يقدح في هذا القول . هذا مع أن الصفة المذكورة - وهي اجتماع الناس - فقدت في غير الحسن عليه السلام وابن الزبير كما مر آنفا . وقوله : إن معاوية بن يزيد ومروان بن الحكم لم تصح ولايتهما يرده أن يزيد بن معاوية إن كانت ولايته صحيحة كما قال ، فنص يزيد على ابنه من بعده يصحح ولايته بلا ريب ولا شبهة وإن لم تطل مدته . وإن كان التغلب على أمور المسلمين يصحح خلافة معاوية ، فتغلب مروان بعد ذلك مصحح لخلافته . ‹ صفحة 20 › ثم إن جعله طول الولاية دليلا على صحتها واعتبارها لا يمكن التسليم به ، فإنه لم يقل به أحد ، هذا مع أنه اعتبر ولاية الإمام الحسن عليه السلام التي دامت ستة أشهر ، ولم يعتبر ولاية مروان بن الحكم التي دامت نفس المدة . ومن الغريب أنه زعم أن عبد الملك بن مروان لم يثبت استحقاقه للخلافة إلا بعد قيامه على الخليفة الحق عنده آنذاك وهو عبد الله بن الزبير وقتله . والذي يظهر من كلام ابن حجر أنه يرى أن كل أولئك الحكام كانوا متأهلين للخلافة مستحقين لها ، مع أن يزيد بن معاوية مثلا لا يختلف المنصفون في عدم أهليته للخلافة وعدم استحقاقه لها ، لأنه تولى ثلاث سنين : السنة الأولى قتل فيها الحسين عليه السلام ، والسنة الثانية أباح فيها المدينة ، والسنة الثالثة هدم فيها الكعبة . . . فكيف يكون من الخلفاء الذين يكون الإسلام بهم عزيزا منيعا قائما ؟ ! وسيأتي لهذا مزيد بيان إن شاء الله تعالى . 3 - |
![]() |
![]() |
#3 |
مشرف
![]() |
![]()
3 -
قول ابن أبي العز شارح العقيدة الطحاوية : قال ابن أبي العز الحنفي ( 1 ) : والاثنا عشر : الخلفاء الراشدون الأربعة ، ومعاوية وابنه يزيد ، وعبد الملك بن مروان وأولاده الأربعة ، وبينهم عمر بن عبد العزيز ثم أخذ الأمر في الانحلال ، وعند الرافضة أن أمر الأمة لم يزل في أيام هؤلاء فاسدا منغصا ، يتولى عليه الظالمون المعتدون ، بل المنافقون ‹ صفحة 21 › الكافرون ، وأهل الحق أذل من اليهود . وقولهم ظاهر البطلان ، بل لم يزل الإسلام عزيزا في ازدياد في أيام هؤلاء الاثني عشر ( 1 ) . أقول : الخلفاء الاثنا عشر على هذا القول هم : 1 - أبو بكر . 2 - عمر . 3 - عثمان . 4 - الإمام علي عليه السلام . 5 - معاوية . 6 - يزيد بن معاوية . 7 - عبد الملك . 8 - الوليد . 9 - سليمان . 10 - عمر بن عبد العزيز . 11 - يزيد بن عبد الملك . 12 - هشام بن عبد الملك . ويرد عليه ما قلناه في خلافة معاوية بن يزيد ، وخلافة مروان بن الحكم ، فراجعه . ثم إن كل من نظر في تاريخ المسلمين يعلم أن الأمة لا تزال في ذل وهوان في زمن أكثر هؤلاء الخلفاء ، وأقوال علماء أهل السنة تشهد بذلك وتصرح به ، ولو لم يكن في زمانهم إلا قتل الحسين عليه السلام لكفى ، كيف وقد أعلن بنو أمية سب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام على المنابر قرابة ستين سنة ، وضربت الكعبة حتى تهدمت حيطانها ، وأبيحت المدينة ثلاثة أيام ، فوقع فيها من المخازي ما يندى له جبين التاريخ . فإنهم كانوا يقتلون كل من وجدوه من الناس ، وكانوا يسلبون كل ما وقع تحت أيديهم من الأموال ، ووقعوا على النساء حتى قيل : إنه حبلت ألف امرأة من أهل المدينة من غير زوج . وقتل من وجوه المهاجرين والأنصار سبعمائة ، ومن سائر الناس عشرة آلاف ، ولما دخل مسلم بن عقبة المدينة دعا الناس للبيعة على أنهم عبيد وخدم ليزيد بن معاوية ، يحكم في دمائهم وأموالهم وأهليهم ما شاء ( 2 ) . ‹ صفحة 22 › إلى غير ذلك مما يطول ذكره . وقال السيوطي في تاريخ الخلفاء : لو لم يكن من مساوئ عبد الملك إلا الحجاج وتوليته إياه على المسلمين وعلى الصحابة رضي الله عنهم ، يهينهم ويذلهم قتلا وضربا وشتما وحبسا ، وقد قتل من الصحابة وأكابر التابعين ما لا يحصى ، فضلا عن غيرهم ، وختم على عنق أنس وغيره من الصحابة ختما ، يريد بذلك ذلهم ، فلا رحمه الله ولا عفا عنه ( 1 ) . وقال الذهبي في كتابه العبر : قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله : الوليد بالشام ، والحجاج بالعراق ، وقرة [ بن شريك ] بمصر ، وعثمان بن حبان بالحجاز ، امتلأت والله الأرض جورا ( 2 ) . فهل كان الإسلام عزيزا وفي ازدياد ؟ وهل كان الناس عامة والمؤمنون خاصة في عز وكرامة ، أم في ذ . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 16 › ( 1 ) ذكر ذلك الإمام البغوي في شرح السنة 14 / 75 ، والمناوي في فيض القدير 3 / 509 . ( 2 ) هذا القول للملا علي القاري في مرقاة المفاتيح 9 / 271 . ‹ هامش ص 17 › ( 1 ) منها : أن وصف الرسالة والنبوة لا يرتفع عن النبي والرسول بسبب عدم اتباع الناس له ، وصاحب المال أو المتاع لا يحكم بصيرورة المال لغيره بمجرد عدم تمكنه من التصرف فيه ، وتمكن غيره منه ، وهو واضح معلوم . ( 2 ) شرح العقيدة الطحاوية ، ص 473 . ‹ هامش ص 18 › ( 1 ) البداية والنهاية 8 / 134 . ( 2 ) المصدر السابق 6 / 255 . ‹ هامش ص 19 › ( 1 ) المصدر السابق 13 / 182 . ‹ هامش ص 20 › ( 1 ) قال ابن العماد الحنبلي في شذرات الذهب 6 / 326 : صدر الدين محمد بن علاء الدين علي بن محمد بن أبي العز الحنفي الصالحي ، اشتغل قديما ومهر ودرس وأفتى وخطب بحسبان مدة ، ثم ولي قضاء دمشق في سنة 779 ه ، ثم ولي قضاء مصر بعد ابن عمه ، فأقام شهرا ثم استعفى ورجع إلى دمشق على وظائفه ، ثم بدت منه هفوة فاعتقل بسببها ، وأقام مدة مقترا خاملا إلى أن جاء الناصري ، فرفع إليه أمره فأمر برد وظائفه ، فلم تطل مدته بعد ذلك ، وتوفي في سنة 792 ه ( بتصرف ) . ‹ هامش ص 21 › ( 1 ) شرح العقيدة الطحاوية ، ص 489 . ( 2 ) نقلنا ذلك باختصار من كتاب البداية والنهاية 8 / 224 ، راجع لسان الميزان 6 / 294 ، تاريخ الإسلام ، حوادث سنة 61 - 80 ه . ‹ هامش ص 22 › ( 1 ) تاريخ الخلفاء ، ص 176 . ( 2 ) العبر في خبر من غبر 1 / 85 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مسائل خلافية حار فيها أهل السنة - الشيخ علي آل محسن - ص 22 - 29 ل ومهانة ؟ الأمر معلوم وواضح ، ولا ينكر ذلك إلا مكابر أو جاهل أو متعصب . ويكفي قول سفينة المتقدم فيهم لما سأله سعيد فقال : إن بني أمية يزعمون أن الخلافة فيهم . قال : كذبوا بنو الزرقاء ، بل هم ملوك من شر الملوك . 4 - قول ابن كثير وابن تيمية : وهو أن المراد وجود اثني عشر خليفة في جميع مدة الإسلام إلى يوم القيامة ، يعملون بالحق وإن لم تتوال أيامهم ، ويؤيده ما أخرجه مسدد في مسنده الكبير من طريق أبي بحر ، أن أبا الجلد حدثه أنه لا تهلك هذه الأمة حتى يكون منها اثنا عشر خليفة ، كلهم يعمل بالهدى ودين الحق ، منهم رجلان من أهل بيت محمد صلى الله عليه وسلم ، يعيش أحدهما أربعين سنة ، والآخر ثلاثين سنة . ‹ صفحة 23 › وعلى هذا فالمراد بقوله : ( ثم يكون الهرج ) أي الفتن المؤذنة بقيام الساعة ، من خروج الدجال ثم يأجوج ومأجوج إلى أن تنقضي الدنيا ( 1 ) . قال ابن كثير : قد وافق أبا الجلد طائفة من العلماء ، ولعل قوله أرجح لما ذكرنا ، وقد كان ينظر في شئ من الكتب المتقدمة ، وفي التوراة التي بأيدي أهل الكتاب ما معناه : إن الله تعالى بشر إبراهيم بإسماعيل ، وأنه ينميه ويكثره ، ويجعل في ذريته اثنا عشر عظيما . قال شيخنا العلامة أبو العباس بن تيمية : وهؤلاء المبشر بهم في حديث جابر بن سمرة ، وقرر أنهم يكونون مفرقين في الأمة ، ولا تقوم الساعة حتى يوجدوا ( 2 ) . قال السيوطي : وعلى هذا فقد وجد من الاثني عشر خليفة : الخلفاء الأربعة ، والحسن ومعاوية وابن الزبير وعمر بن عبد العزيز ، ويحتمل أن يضم إليهم المهتدي من العباسيين ، لأنه فيهم كعمر بن عبد العزيز ، وكذلك الطاهر لما أوتيه من العدل ، وبقي الاثنان المنتظران ، أحدهما المهدي ، لأنه من أهل بيت محمد صلى الله عليه وآله وسلم ( 3 ) . أقول : يفسد هذا القول أن الإمام عليا وابنه الإمام الحسن عليهم السلام - وهما من أهل البيت عليهم السلام - لم يعش واحد منهما ثلاثين سنة والآخر أربعين ، وعليه فينبغي إخراجهما من جملة هؤلاء الاثني عشر . قال ابن كثير : إن إخراج علي وابنه الحسن من هؤلاء الاثني عشر خلاف ما نص عليه أئمة السنة ، بل والشيعة ( 4 ) . هذا مضافا إلى أن عد السيوطي من هؤلاء الخلفاء ثلاثة من أهل البيت خلاف حديث أبي الجلد الذي أيدوا به قولهم . ‹ صفحة 24 › ثم إن عد معاوية ممن يعمل بالهدى ودين الحق خلاف ما هو معلوم من حاله ومشهور من أفعاله ، وحسبك أنهم اتفقوا على إخراجه من زمرة الخلفاء الراشدين ، فجعلوهم أربعة أو خمسة ، ولم يجعلوه منهم . وأخرج مسلم في الصحيح عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة - في حديث طويل قال : فقلت له - أي لعبد الله بن عمرو بن العاص - : هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا ، والله يقول ( يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل إلا أن تكون تجارة عن تراض منكم ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ) . قال : فسكت ساعة ، ثم قال : أطعه في طاعة الله ، واعصه في معصية الله ( 1 ) . وأخرج الحاكم وصححه على شرط الشيخين ، عن عبادة بن الصامت ، أنه قام قائما في وسط دار عثمان بن عفان رضي الله عنه ، فقال : إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محمدا أبا القاسم يقول : ( سيلي أموركم من بعدي رجال يعرفونكم ما تنكرون ، وينكرون عليكم ما تعرفون ، فلا طاعة لمن عصى الله ، فلا تعتبوا أنفسكم ) ، فوالذي نفسي بيده إن معاوية من أولئك . فما راجعه عثمان حرفا واحدا ( 2 ) . ثم إن إخبار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهؤلاء الخلفاء إنما كان لفائدة عظيمة وغاية مهمة يريد النبي صلى الله عليه وآله وسلم إيضاحها للأمة ، وهي مبايعة هؤلاء الخلفاء ، ومتابعتهم ، والأخذ بهديهم دون غيرهم ممن لم يكن بهذه الصفة . وعليه ، فلو صح هذا القول لما كان ثمة أي فائدة في بيان وجود اثني عشر خليفة يعملون بالحق في جميع مدة الإسلام إلى يوم القيامة ، وإن لم تتوال أيامهم ، فكل خليفة يتولى أمور الناس لا يعلم أنه منهم أم لا ، فلا يدرى هل ‹ صفحة 25 › يبايع ويتابع أم لا . ولا فائدة في ذكر العدد المجرد ، القابل للانطباق على كل واحد يتولى أمر الأمة إذا لم يتميز هؤلاء الخلفاء بأعيانهم وأشخاصهم بحيث لا يدخل فيهم غيرهم . والغريب من ابن كثير كيف رجح قول أبي الجلد بكونه ينظر في كتب أهل الكتاب ، واستدل في هذه المسألة بحديث مذكور في التوراة ، مع أنا لا نحتاج لإثبات مسألة مهمة كهذه بتوراة أو إنجيل محرفين ، وعندنا أحاديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم التي تكفلت ببيان هذه المسألة وغيرها . وهذا دليل واضح على مبلغ التخبط والحيرة التي وقع فيها أعلام أهل السنة في هذه المسألة حتى التجأوا إلى ما لا يجوز الالتجاء إليه ، واعتمدوا على ما لا يصح الاعتماد عليه . ثم إن البيان الذي ذكره السيوطي لو سلمنا به فهو لا يزال ناقصا ، فإن الخلفاء الذين ذكرهم أحد عشر خليفة ، فيبقي عليه ذكر الثاني عشر ، فأين هو ؟ 5 - قول ابن الجوزي والخطابي ( 1 ) : وهو أنه صلى الله عليه وآله وسلم أشار إلى ما يكون بعده وبعد أصحابه ، وأن حكم أصحابه مرتبط بحكمه ، فأخبر عن الولايات الواقعة بعدهم ، فكأنه أشار بذلك إلى عدد الخلفاء من بني أمية ، وكأن قوله : لا يزال الدين أي الولاية إلى أن يلي اثنا عشر خليفة ، ثم ينتقل إلى صفة أخرى أشد من الأولى ، وأول بني ‹ صفحة 26 › أمية يزيد بن معاوية ، وآخرهم مروان الحمار ، وعدتهم ثلاثة عشر ، ولا يعد عثمان ومعاوية ولا ابن الزبير ، لكونهم صحابة ، فإذا أسقطنا مروان بن الحكم للاختلاف في صحبته ، أو لأنه كان متغلبا بعد أن اجتمع الناس على ابن الزبير صحت العدة ، وعند خروج الخلافة من بني أمية وقعت الفتن العظيمة والملاحم الكثيرة حتى استقرت دولة بني العباس ، فتغيرت الأحوال عما كانت عليه تغيرا بينا . . . ( 1 أقول : لا يخفى ضعف هذا القول وركاكته ، فإن أحاديث الخلفاء الاثني عشر وردت بلسان المدح لهم والبشارة بهم ، ووصفتهم بأن الإسلام بهم يكون عزيزا منيعا قائما ، وقد تقدم مفصلا أن حال هؤلاء ليس كذلك ، ومنه يتضح أن هذه الأحاديث أجنبية عن أولئك الخلفاء وبعيدة كل البعد عنهم . وقوله : ( إن حكم أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم مرتبط بحكمه في هذا الأمر ) لا تدل عليه هذه الأحاديث ولا غيرها . والعجيب في المقام أن الخطابي جعل أحاديث الخلفاء الاثني عشر مقصورة على بني أمية خاصة ، مع أنها جاءت مادحة للاثني عشر مبشرة بهم ، وغفل عن الأحاديث الصحيحة الأخرى التي دلت على ذم بني أمية وبني أبي العاص بأشد ما يكون الذم ، وهي كثيرة جدا . منها : ما دل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ساءه ملك بني أمية . فقد أخرج الترمذي في السنن والسيوطي في الدر المنثور وغيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أري بني أمية على منبره فساءه ذلك ، فنزلت ( إنا أعطيناك الكوثر ) . . . ونزلت ( إنا أنزلناه في ليلة القدر * ليلة القدر خير من ألف شهر ) يملكها بنو أمية يا محمد . قال القاسم : فعددناها فإذا هي ألف شهر لا يزيد يوم ولا ينقص ( 2 ) . ‹ صفحة 27 › وأخرج الهيثمي في مجمع الزوائد ، والحاكم في المستدرك وصححه ، وابن حجر في المطالب العالية والبوصيري في مختصر الإتحاف وابن كثير في البداية والنهاية ، وغيرهم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في منامه كأن بني الحكم ( 1 ) ينزون على منبره وينزلون ، فأصبح كالمتغيظ ، فقال : ما لي رأيت بني الحكم ينزون على منبري نزو القردة ؟ قال : فما رؤي رسول الله صلى الله عليه وسلم مستجمعا ضاحكا بعد ذلك حتى مات صلى الله عليه وسلم ( 2 ) . وأخرج السيوطي عن ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي في الدلائل وابن عساكر عن سعيد بن المسيب ، قال : رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم بني أمية على المنابر فساءه ذلك ، فأوحى الله إليه : ( إنما هي دنيا أعطوها ) . فقرت عينه ، وهي قوله ( وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس ) يعني بلاء ( 3 ) . ومنها : ما دل على أن بني أمية أبغض الناس إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم . فقد أخرج الهيثمي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي ، والبوصيري وحسنه ، عن أبي برزة الأسلمي ، قال : كان أبغض الأحياء إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بنو أمية وبنو حنيفة وثقيف ( 4 ) . ‹ صفحة 28 › ومنها : ما دل على سوء فعلهم وعظم ضررهم إذا كثر عددهم . فقد أخرج الحاكم والبوصيري وحسنه والهيثمي والبيهقي وابن حجر عن أبي سعيد الخدري ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا بلغ بنو أبي العاص ( 1 ) ثلاثين رجلا اتخذوا مال الله دولا ( 2 ) ، ودين الله دغلا ( 3 ) ، وعباد الله خولا ( 4 ) ( 5 ) . وفي رواية أخرجها الحاكم قال : إذا بلغت بنو أمية أربعين . . . ( 6 ومنها : ما دل على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لعن بعض هؤلاء الخلفاء وهم في الأصلاب . ومن ذلك ما أخرج الحاكم وصححه ووافقه الذهبي عن عبد الله بن الزبير ، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعن الحكم وولده ( 7 ) . ‹ صفحة 29 › وأخرج الحاكم وصححه عن عمرو بن مرة الجهني وكانت له صحبة أن الحكم بن أبي العاص استأذن على النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فعرف النبي صلى الله عليه وآله وسلم صوته وكلامه ، فقال : ايذنوا له ، عليه لعنة الله وعلى من يخرج من صلبه إلا المؤمن منهم ، وقليل ما هم ، يشرفون في الدنيا ، ويضعون في الآخرة ، ذو مكر وخديعة ، يعطون في الدنيا ، وما لهم في الآخرة من خلاق ( 1 ) . ومنها : ما دل على أن بعضهم أشر على هذه الأمة من فرعون لقومه ، وهو الوليد بن عبد الملك ، أو الوليد بن يزيد . فقد أخرج أحمد في المسند ، والهيثمي في مجمع الزوائد عن عمر ، قال : ولد لأخي أم سلمة زوج رسول الله صلى الله عليه وسلم غلام فسموه الوليد ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : سميتموه بأسماء ف . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 22 › ( 1 ) تاريخ الخلفاء ، ص 176 . ( 2 ) العبر في خبر من غبر 1 / 85 . ‹ هامش ص 23 › ( 1 ) البداية والنهاية 6 / 256 ، فتح الباري 13 / 182 . ( 2 ) البداية والنهاية 6 / 256 . ( 3 ) تاريخ الخلفاء ، ص 10 . ( 4 ) البداية والنهاية 6 / 255 . ‹ هامش ص 24 › ( 1 ) صحيح مسلم 3 / 1472 . كتاب الإمارة ، باب وجوب الوفاء ببيعة الخلفاء الأول فالأول . ( 2 ) المستدرك على الصحيحين 3 / 357 . ‹ هامش ص 25 › ( 1 ) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 17 / 23 : الإمام العلامة الحافظ اللغوي أبو سليمان حمد بن محمد بن إبراهيم بن خطاب البستي الخطابي صاحب التصانيف ، ولد سنة بضع وعشرة وثلاثمائة . أخذ الفقه على مذهب الشافعي عن القفال الشاشي وغيره ، وحدث عنه الحاكم النيسابوري والإمام والإسفراييني وغيرهما . قال السلفي : وأما أبو سليمان الشارح لكتاب أبي داود فإذا وقف منصف على مصنفاته واطلع على بديع تصرفاته في مؤلفاته تحقق إمامته وديانته فيما يورده وأمانته ، وكان قد رحل في الحديث وقراءة العلوم وطوف ، وألف في فنون العلم وصنف . . توفي ببست سنة 388 ه ( بتصرف ) . ‹ هامش ص 26 › ( 1 ) فتح الباري 13 / 181 . ( 2 ) سنن الترمذي 5 / 445 . الدر المنثور 8 / 596 . البداية والنهاية 6 / 248 . ‹ هامش ص 27 › ( 1 ) الحكم هو الحكم بن أبي العاص الأموي والد مروان بن الحكم وعم عثمان بن عفان ، طرده رسول الله صلى الله عليه وآله ونفاه من المدينة إلى الطائف ، ولعنة رسول الله صلى الله عليه وآله ولعن من في صلبه ، توفي في خلافة عثمان . ( 2 ) مجمع الزوائد 5 / 243 ، قال الهيثمي : رواه أبو يعلى ورجاله رجال الصحيح غير مصعب بن عبد الله بن الزبير وهو ثقة . المستدرك 4 / 480 وقال : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين . ورمز له الذهبي ب ( م ) أي على شرط مسلم . المطالب العالية 4 / 332 . مختصر إتحاف السادة المتقين 10 / 505 وقال : رواه أبو يعلى ورواته ثقات . البداية والنهاية 6 / 248 . ( 3 ) الدر المنثور 5 / 310 . البداية والنهاية 6 / 248 . وراجع إن شئت تاريخ بغداد 9 / 44 ، معجم الطبراني الكبير 2 / 92 . ( 4 ) المستدرك 4 / 481 قال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . وأخرجه البويصري في مختصر إتحاف السادة المتقين 9 - 10 / 202 ، وروى عنه صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال : ( وشر قبائل العرب بنو أمية ) ، قال البويصري : رواه أبو يعلى الموصلي بإسناد حسن . مجمع الزوائد 10 / 71 وقال : رواه أحمد وأبو يعلى . . . وكذلك الطبراني ، ورجالهم رجال الصحيح غير عبد الله بن مطرف بن الشخير وهو ثقة . ‹ هامش ص 28 › ( 1 ) هم الحكم وابنه مروان وأولادهما . ( 2 ) أي يتداولونه فيما بينهم . ( 3 ) قال ابن الأثير في النهاية 2 / 123 : أي يخدعون به الناس ، وأصل الدغل الشجر الملتف الذي يكمن أهل الفساد فيه . . . ( 4 ) أي خدم وعبيد . ( 5 ) المستدرك 4 / 480 . مجمع الزوائد 5 / 243 إلا أنه قال : بنو أبي الحكم . وقال : رواه الطبراني ، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف ، وحديثه حسن . دلائل النبوة 6 / 507 . مختصر إتحاف السادة المتقين 10 / 505 وقال : رواه أبو يعلى بسند صحيح . المطالب العالية 4 / 332 . البداية والنهاية 6 / 248 . ( 6 ) المستدرك 4 / 379 . ( 7 ) المصدر السابق 4 / 481 وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي . ‹ هامش ص 29 › ( 1 ) المستدرك 4 / 481 وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ( 2 ) مسند أحمد بن حنبل 1 / 18 ، مجمع الزوائد 5 / 240 وقال : رواه أحمد وإسناده حسن . ( 3 ) البداية والنهاية 6 / 247 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مسائل خلافية حار فيها أهل السنة - الشيخ علي آل محسن - ص 29 - 36 راعنتكم ؟ ليكونن في هذه الأمة رجل يقال له الوليد ، لهو أشر على هذه الأمة من فرعون لقومه ( 2 ) . قال ابن كثير : قال أبو عمر الأوزاعي : كان الناس يرون أنه الوليد بن عبد الملك ، ثم رأينا أنه الوليد بن يزيد ، لفتنة الناس به ، حتى خرجوا عليه فقتلوه ، وانفتحت على الأمة الفتنة والهرج ( 3 ) . أقول : سواء أكان هذا أم ذاك فكلاهما من الخلفاء الاثني عشر عندهم ، فيكون واحد من هؤلاء الخلفاء أشر على هذه الأمة من فرعون . ومنها : ما دل على أن بعضهم جبابرة . ومن ذلك ما أخرجه الهيثمي وابن كثير وغيرهما عن ابن وهب - في حديث - قال : وذكر مروان حاجة له - أي لمعاوية - فرد مروان عبد الملك إلى ‹ صفحة 30 › معاوية ، فكلمه فيها ، فلما أدبر عبد الملك قال معاوية [ لابن عباس وكان جالسا معه على سريره ] : أنشدك بالله يا ابن عباس ، أما تعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر هذا فقال : أبو الجبابرة الأربعة ؟ فقال ابن عباس : اللهم نعم ( 1 ) . أقول : الجبابرة الأربعة هم أولاد عبد الملك ، وهم : الوليد وسليمان ويزيد وهشام ، وهم من الخلفاء الاثني عشر عندهم ، فتدبر . فهل يصح بعد النظر في هذه الأحاديث الصحيحة وغيرها أن يقال : إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بشر بهؤلاء الملوك من بني أمية ، وأخبر أن الدين بهم يكون عزيزا منيعا صالحا . . . ثم إن الخطابي أخرج مروان بن الحكم من عداد هؤلاء الاثني عشر للاختلاف في صحبته ، مع أن أقوال علماء أهل السنة تنص على عدم صحبته . قال البخاري : لم ير النبي صلى الله عليه وسلم ( 2 ) . وقال ابن حجر : روى عن النبي ، ولا يصح له منه سماع ( 3 ) . وقال أيضا : لم أر من جزم بصحبته ( 4 ) . وقال الذهبي : لم ير النبي صلى الله عليه وسلم لأنه خرج مع أبيه وهو طفل ( 5 ) . وقال النووي : لم يسمع النبي صلى الله عليه وسلم ولا رآه ، لأنه خرج إلى الطائف طفلا لا يعقل حين نفى النبي صلى الله عليه وسلم أباه الحكم ، فكان مع أبيه بالطائف حتى استخلف ‹ صفحة 31 › عثمان فردهما ( 1 ) . وكذلك قال ابن الأثير في أسد الغابة وابن عبد البر في الإستيعاب وغيرهما ( 2 ) . ثم إن لازم إخراج مروان من عدة هؤلاء الخلفاء لتغلبه إخراج كل خلفاء بني أمية معه ، لأن خلافتهم كانت بالتغلب والقهر أيضا كما هو معلوم . على أنا إذا أخرجنا مروان من العدة فلا بد أن ندخل إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك ليتم العدد ، مع أن إبراهيم هذا تولى الملك سبعين ليلة ، ثم خلع نفسه ، وسلم الأمر إلى مروان بن محمد ، وبايعه طائعا ( 3 ) . وقوله : ( وعند خروج الخلافة من بني أمية وقعت الفتن العظيمة . . . ) إلى آخر ما قاله ، يفسده أن ما وقع من الحوادث والفتن في زمن هؤلاء الخلفاء من بني أمية أعظم وأشنع من الفتن الواقعة في زمن جملة من خلفاء بني العباس ، كالمنصور والمهدي والهادي وهارون والمأمون والمعتصم ، وهذا ظاهر معلوم . 6 - قول ابن حبان : قال ابن حبان ( 4 ) : معنى الخبر عندنا : أن من بعد الثلاثين سنة يجوز أن يقال لهم خلفاء أيضا على سبيل الاضطرار وإن كانوا ملوكا على الحقيقة ، ‹ صفحة 32 › وآخر اثني عشر من الخلفاء كان عمر بن عبد العزيز ، فلما ذكر المصطفى صلى الله عليه وسلم الخلافة ثلاثين سنة وكان آخر الاثني عشر عمر بن عبد العزيز ، وكان من الخلفاء الراشدين المهديين ، أطلق على من بينه وبين الأربع الأول اسم الخلفاء . . . ثم ساق كلاما طويلا ذكر فيه كل من تولى ، ولم يعين من هم الاثنا عشر ، إلا أنه ذكر الأربعة ، ومعاوية ، والإمام الحسن عليه السلام ، ويزيد ، ومعاوية ابن يزيد ، وعبد الله بن الزبير ، ومروان بن الحكم ، وعبد الملك ، والوليد ، وسليمان ، وعمر بن عبد العزيز ، وهو آخرهم ( 1 ) . أقول : هؤلاء أربعة عشر نفسا ، وهو قول فاسد على جميع الاحتمالات . قال ابن كثير : وعلى كل تقدير فهم اثنا عشر قبل عمر بن عبد العزيز . ثم أوضح ذلك بما حاصله : أنه إن أدخل يزيد بن معاوية خرج عمر بن عبد العزيز ، مع أن الأئمة عدوه من الخلفاء الراشدين ، وإن أعتبر من اجتمعت الأمة عليه خرج علي وابنه الحسن ، وهذا خلاف ما نص عليه أئمة السنة بل والشيعة ، وخلاف ما دل عليه نصا حديث سفينة ، وقد بينا دخول خلافة الحسن وكانت نحوا من ستة أشهر فيها أيضا . . . إلى آخر ما قاله ( 2 ) . 7 - رأي المهلب : نسب إلى المهلب ( 3 ) أنه قال : الذي يغلب على الظن أنه عليه الصلاة ‹ صفحة 33 › والسلام أخبر بأعاجيب تكون بعده من الفتن ، حتى يفترق الناس في وقت واحد على اثني عشر أميرا . قال : ولو أراد غير هذا لقال : يكون اثنا عشر أميرا يفعلون كذا . . . ، فلما أعراهم من الخبر عرفنا أنه أراد أنهم يكونون في زمن واحد . قال ابن حجر : وهو كلام من لم يقف على شئ من طرق الحديث غير الرواية التي وقعت في البخاري هكذا مختصرة ، وقد عرفت من الروايات التي ذكرتها من عند مسلم وغيره أنه ذكر الصفة التي تختص بولايتهم ، وهو كون الإسلام عزيزا منيعا . وفي الرواية الأخرى صفة أخرى ، وهي أن كلهم يجتمع عليه الناس كما وقع عند أبي داود . إلى أن قال : ولو لم يرد إلا قوله : كلهم يجتمع عليه الناس [ لكفى ] فإن وجودهم في عصر واحد عين الافتراق ، فلا يصح أن يكون المراد ( 1 ) . 8 - قول أبي الحسين بن المنادي ( 2 ) : فإنه قال في الجزء الذي جمعه في المهدي : يحتمل في معنى حديث : ( يكون اثنا عشر خليفة ) أن يكون هذا بعد المهدي الذي يخرج في آخر الزمان ، فقد وجدت في كتاب دانيال : إذا مات المهدي ملك بعده خمسة رجال من ولد السبط الأكبر ، ثم خمسة من ولد السبط الأصغر ، ثم يوصي آخرهم بالخلافة لرجل من ولد السبط الأكبر ، ثم يملك بعده ولده ، فيتم بذلك اثنا عشر ملكا ، ‹ صفحة 34 › كل واحد منهم إمام مهدي . ثم ساق رواية رواها أبو صالح عن ابن عباس ، ورواية أخرى عن كعب بهذا المعنى ( 1 ) . قال ابن حجر : الوجه الذي ذكره ابن المنادي ليس بواضح ، ويعكر عليه ما أخرجه الطبراني من طريق قيس بن جابر الصدفي ، عن أبيه ، عن جده رفعه : ( سيكون من بعدي خلفاء ، ثم من بعد الخلفاء أمراء ، ومن بعد الأمراء ملوك ، ومن بعد الملوك جبابرة ، ثم يخرج رجل من أهل بيتي ، يملأ الأرض عدلا كما ملئت جورا ، ثم يؤمر القحطاني ، فوالذي بعثني بالحق ما هو دونه ) ، فهذا يرد على ما نقله ابن المنادي من كتاب دانيال ، وأما ما ذكره عن أبي صالح فواه جدا ، وكذا عن كعب ( 2 ) . أقول : الذي ذكره ابن المنادي ليس بظاهر البتة من أحاديث الخلفاء الاثني عشر المتقدمة ، بل الظاهر منها خلافه ، فإن الخطاب في قوله صلى الله عليه وآله وسلم : يكون عليكم اثنا عشر خليفة إنما هو لصحابته الباقين بعده ، ولأنهم فهموا ذلك علا الضجيج الذي حال دون سماع جابر بن سمرة باقي كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، ولو كان الأمر مرتبطا بغيرهم ويقع في آخر الزمان لما كان ثمة ما يثير مشاعرهم إلى هذا الحد . هذا مضافا إلى أن أحاديث آخر الزمان لم تذكر هؤلاء الخلفاء الاثني عشر الذين ذكرهم ابن المنادي في كلامه ، اللهم إلا ما ورد في كتاب دانيال ، وهو كتاب إن صح فلعل المراد بيان أن ثمة اثني عشر ملكا يكونون بعد المهدي ، غير الاثني عشر الذين يكونون بعد زمان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . هذه بعض أقوالهم التي وقفت عليها في هذه المسألة ، وهي كلها كما رأيت ضعيفة واهية ، لا يمكن الأخذ بها بحال . ‹ صفحة 35 › الخلفاء الاثنا عشر هم أئمة أهل البيت عليهم السلام : بعد أن تبين بطلان الأقوال السابقة كلها نقول : إن الخلفاء الاثني عشر الذين بشر بهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الأحاديث المتقدمة هم أئمة أهل البيت عليهم السلام ، ويدل على ذلك أمور : 1 - أن هذه الأحاديث نصت على العدد المعين - أي الاثني عشر - وهو عدد أئمة أهل البيت عليهم السلام ، بلا زيادة ولا نقيصة ، فلا نحتاج لأن نتكلف إسقاط بعض أو ضم بعض آخر . ولا يصح أن يراد بهم ملوك بني أمية أو ملوك بني العباس كلهم ، لأنهم يزيدون على هذا العدد بكثير ، ولا أن يراد بعضهم دون بعض ، لأنه لا ترجيح في البين ، لأن أحوالهم متقاربة ، وسيرهم متشابهة ، مع أن كل واحد منهم لا تنطبق عليه الأوصاف المذكورة في الأحاديث كما مر مفصلا . 2 - أن الأحاديث المذكورة أشارت إلى أوصافهم ، فأوضحت أن الدين يكون بهم عزيزا منيعا قائما ، وأن أمر الناس يكون بهم صالحا ماضيا ، وهذا لا يتحقق إلا إذا تولى أمر المسلمين من يرشدهم إلى الحق ، ويدلهم على الهدى ، ويحملهم على الخير ، ويكون اتباع الناس له سببا لسعادتهم في الدنيا ولفوزهم في الآخرة . ولا يختلف المسلمون في أن الإسلام يكون عزيزا منيعا قائما ، وأمر الناس يكون ماضيا صالحا بأئمة أهل البيت عليهم السلام ، الذين أجمعت الأمة على أنهم عصمة للأمة من الضلال ، وأمان لها من الفرقة والاختلاف ( 1 ) . وأما غيرهم - ولا سيما بنو أمية - فإن الأمة لم تنل بولايتهم إلا التفرق والوقوع في الفتن والمهالك ، وهو واضح لا يحتاج إلى بيان . ‹ صفحة 36 › 3 - قد قلنا فيما تقدم أن الغاية من ذكر هؤلاء الخلفاء في هذه الأحاديث هي الحث على اتباعهم والاهتداء بهم ، وحديث الثقلين وغيره من الأحاديث التي سنذكرها في الفصل الثالث قد أوضحت أن الذين يلزم اتباعهم والاهتداء بهم هم أئمة أهل البيت عليهم السلام ، فتكون هذه الأحاديث مبينة للمراد بالخلفاء الاثني عشر في تلك الأحاديث . ولا سيما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أطلق لفظ ( الخليفة ) على العترة النبوية الطاهرة كما في بعض طرق حديث الثقلين ، حيث قال : إني تارك فيكم خليفتين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، وإنهما لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ( 1 ) . ولعل قوله صلى الله عليه وآله وسلم : كلهم من قريش فيه نوع إشارة إلى هؤلاء الخلفاء ، فإنه صلى الله عليه وآله وسلم لما أراد أن يوضح هؤلاء الأئمة وينص عليهم بأعيانهم حال الضجيج بينه وبين ذلك ، فاكتفى بالإشارة عن صريح العبارة . ولي . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 29 › ( 1 ) المستدرك 4 / 481 وقال الحاكم : هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه . ( 2 ) مسند أحمد بن حنبل 1 / 18 ، مجمع الزوائد 5 / 240 وقال : رواه أحمد وإسناده حسن . ( 3 ) البداية والنهاية 6 / 247 . ‹ هامش ص 30 › ( 1 ) مجمع الزوائد 5 / 243 . وقال : رواه الطبراني ، وفيه ابن لهيعة وفيه ضعف ، وحديثه حسن . البداية والنهاية 6 / 247 . ( 2 ) ميزان الاعتدال 4 / 89 . ( 3 ) تهذيب التهذيب 10 / 83 . ( 4 ) الإصابة 3 / 477 . ( 5 ) التجريد 2 / 69 . ‹ هامش ص 31 › ( 1 ) تهذيب الأسماء اللغات 2 / 87 . ( 2 ) أسد الغابة 4 / 348 ، الإستيعاب 3 / 425 . ( 3 ) تاريخ الخلفاء ، ص 204 . ( 4 ) قال السيوطي في طبقات الحفاظ ، ص 374 : ابن حبان الحافظ العلامة أبو حاتم محمد بن حبان بن أحمد بن معاذ . . . التميمي البستي صاحب التصانيف ، سمع النسائي والحسن بن سفيان وأبا يعلى الموصلي ، وولي قضاء سمرقند ، وكان من فقهاء الدين وحفاظ الآثار ، عالما بالنجوم والطب وفنون العلم . صنف المسند الصحيح و ( التاريخ ) و ( الضعفاء ) . قال الخطيب : كان ثقة نبيلا فهما . وقال ابن الصلاح : ربما غلط الغلط الفاحش . مات في شوال سنة 354 ه . ‹ هامش ص 32 › ( 1 ) الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان 8 / 227 . ( 2 ) البداية والنهاية 6 / 255 . ( 3 ) هو أبو القاسم المهلب بن أحمد بن أبي صفرة أسيد بن عبد الله الأسدي الأندلسي ، مصنف شرح صحيح البخاري . قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 17 / 579 : كان أحد الأئمة الفصحاء الموصوفين بالذكاء . . . ولي قضاء المرية ، وتوفي في سنة 435 ه ( بتصرف ) . ‹ هامش ص 33 › ( 1 ) المصدر السابق 13 / 180 . ( 2 ) قال الذهبي في سير أعلام النبلاء 15 / 361 : الإمام المقرئ الحافظ أبو الحسين ، أحمد بن جعفر بن المحدث أبي جعفر محمد بن عبيد الله بن أبي داود بن المنادي البغدادي صاحب التواليف . ولد سنة 257 ه تقريبا ، وتوفي سنة 336 ه . قال الداني : مقرئ جليل غاية في الإتقان ، فصيح اللسان عالم بالآثار ، نهاية في علم العربية ، صاحب سنة ، ثقة مأمون ( بتصرف ) . قال الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد 4 / 69 : كان صلب الدين ، شرس الأخلاق ، فلذلك لم تنتشر عنه الرواية ، وقد صنف أشياء وجمع . ‹ هامش ص 34 › ( 1 ) فتح الباري 13 / 181 . ( 2 ) المصدر السابق 13 / 182 . ‹ هامش ص 35 › ( 1 ) فإن أهل السنة لا يختلفون في ورعهم وتقواهم وعلمهم ، وأن الناس لو اتبعوهم لما ضلوا ، ولو اجتمعوا عليهم لما افترقوا ، فلذا قلنا بأن الأمة أجمعت واجتمعت عليهم . ‹ هامش ص 36 › ( 1 ) سيأتي تخرجه في الفصل الثالث إن شاء الله تعالى . ( 2 ) ينابيع المودة 3 / 104 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . مسائل خلافية حار فيها أهل السنة - الشيخ علي آل محسن - ص 36 - 43 يس من البعيد أن يكون النبي صلى الله عليه وآله وسلم قد أوضح هذا الأمر ونص على هؤلاء الأئمة من عترته أو من بني هاشم ، إلا أن يد التحريف عبثت بهذه الأحاديث رعاية لمآرب أعداء آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم من الحكام وغيرهم . ويشهد لذلك أنها رويت هكذا في بعض كتب القوم ، كما في ينابيع المودة وغيره ، عن جابر بن سمرة ، قال : كنت مع أبي عند النبي صلى الله عليه وسلم ، فسمعته يقول : بعدي اثنا عشر خليفة . ثم أخفى صوته ، فقلت لأبي : ما الذي أخفى صوته ؟ قال : قال : كلهم من بني هاشم ( 2 ) . والحاصل أن صلاح هؤلاء الأئمة ، وحسن سيرتهم ، وطيب سريرتهم ، وأهليتهم للإمامة العظمى والخلافة الكبرى مما لا ينكره إلا مكابر أو متعصب . أما أهلية الإمام أمير المؤمنين وولديه الحسن والحسين عليهم السلام للإمامة والخلافة فهي واضحة لا تحتاج إلى بيان ، ومع ذلك فقد أقر بها وبأهلية غيرهم ‹ صفحة 37 › من الأئمة بعض علماء أهل السنة . قال الذهبي : فمولانا الإمام علي من الخلفاء الراشدين المشهود لهم بالجنة رضي الله عنه نحبه ونتولاه . . . وابناه الحسن والحسين فسبطا رسول الله صلى الله عليه وسلم وسيدا شباب أهل الجنة ، لو استخلفا لكانا أهلا لذلك ( 1 ) . وقال في ترجمة الإمام علي بن الحسين زين العابدين عليه السلام : وكان له جلالة عجيبة ، وحق له والله ذلك ، فقد كان أهلا للإمامة العظمى ، لشرفه وسؤدده وعلمه وتألهه ، وكمال عقله ( 2 ) . وقال في ترجمة الإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام : وكان أحد من جمع بين العلم والعمل والسؤدد والشرف والثقة والرزانة ، وكان أهلا للخلافة ( 3 ) . وقال في ترجمة الإمام جعفر الصادق عليه السلام : مناقب جعفر كثيرة ، وكان يصلح للخلافة ، لسؤدده وفضله وعلمه وشرفه رضي الله عنه ( 4 ) . وقال في الإمام موسى بن جعفر عليه السلام : كبير القدر ، جيد العلم ، أولى بالخلافة من هارون [ الرشيد ] ( 5 ) . وقال في ترجمة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام : وقد كان علي الرضا كبير الشأن ، أهلا للخلافة ( 6 ) . وقال ابن تيمية في ضمن رده على من قال بإمامة الأئمة الاثني عشر دون غيرهم لما امتازوا به من الفضائل التي لم يحزها غيرهم : إن تلك الفضائل ‹ صفحة 38 › غايتها أن يكون صاحبها أهلا أن تعقد له الإمامة ، لكنه لا يصير إماما بمجرد كونه أهلا ، كما أنه لا يصير الرجل قاضيا بمجرد كونه أهلا لذلك . ثم قال : إن أهلية الإمامة ثابتة لآخرين كثبوتها لهؤلاء ، وهم أهل أن يتولوا الإمامة ، فلا موجب للتخصيص ، ولم يصيروا بذلك أئمة ( 1 ) . وكلامه واضح في الاعتراف بأهلية هؤلاء الأئمة الاثنا عشر عليهم السلام للخلافة ، ولو كان بوسعه إنكار أهليتهم للخلافة لأنكرها كما أنكر كثيرا من الأحاديث الصحيحة في كتابه منهاج السنة كما سيأتي ذكر بعضها في تضاعيف الكتاب . هذا ما عثرت عليه من إقرار علماء أهل السنة بأهلية هؤلاء الأئمة ، ولولا قلة المصادر لدي لعثرت على أكثر من ذلك ، ولعل الباحث المتتبع يجد المزيد ، إلا أن فيما ذكرناه كفاية ، فإن علماءهم مع إقرارهم بأهلية أئمة أهل البيت عليه السلام للخلافة لم يتفقوا على إدخال الخلفاء الثلاثة الأوائل في الخلفاء الاثني عشر ، فضلا إثبات أهليتهم وأهلية غيرهم ، وهذا دليل واضح على أن كل ما قالوه لصرف هذه الأحاديث عن أئمة أهل البيت عليه السلام إنما كان ظنا وتخرصا لا يغنيان عن الحق شيئا . شبهة وجوابها : قد يقول قائل : إن أئمة أهل البيت لم يتولوا أمور المسلمين وإن كانوا ‹ صفحة 39 › أهلا لذلك ، فلا يصدق عليهم أنهم خلفاء بمجرد أهليتهم للخلافة ، كما أن القاضي لا يصدق عليه أنه قاض بمجرد كونه أهلا للقضاء ما لم يتول القضاء ، فكيف صار هؤلاء الأئمة هم الخلفاء الاثني عشر ؟ والجواب : لما دلت النصوص الصحيحة على أن الخلفاء الاثني عشر هم أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وأنهم هم الذين يجب اتباعهم ومبايعتهم وطاعتهم دون سواهم . فحينئذ لا يجوز العدول عنهم ، ومبايعة من عداهم ، لأن ذلك تبديل لحكم النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، ورد لقوله ، وإبطال لأمره . على أن انصراف أكثر الناس عنهم لا يصيرهم رعية ، ولا يصير غيرهم أئمة وخلفاء ، كما أن انصراف أكثر الناس عن الاعتقاد بنبوة النبي لا يبطل نبوته . قال تعالى ( وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم ومن يعص الله ورسوله فقد ضل ضلالا مبينا ) ( 1 ) . ولا ريب في أن ثمة فرقا بين القاضي المنصوب وبين من له أهلية القضاء ، فإن الأول يسمى قاضيا ، والآخر لا يسمى بذلك ، إلا أن هذا أجنبيا عما نحن فيه ، فإن الأئمة قد أخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهم ونص عليهم ، فهم خلفاء لأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم سماهم بذلك ، وإن لم يبايعهم الناس أو يقروا لهم بالخلافة . وحال هؤلاء حال من نصبه النبي صلى الله عليه وآله وسلم للقضاء فأبى الناس ، فإنه يكون قاضيا شاء الناس أم أبوا ، وهذا واضح لا يحتاج إلى مزيد بيان . ثم إن الأئمة عليهم السلام قاموا بأمور الإمامة خير قيام ، فبينوا الأحكام ، وأوضحوا شرائع الإسلام ، ونفوا عن الدين تحريف المبطلين وتأويل الجاهلين ، وردوا شبهات المضلين ، فجزاهم الله خير الجزاء عن الإسلام والمسلمين . والنبوة فضلا عن الإمامة لا تتقوم باتباع الناس أو بخلافهم ، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان رسولا نبيا وهو في مكة لم يؤمن به إلا قليل ، والإمام كذلك . ‹ صفحة 40 › شبهة أخرى وجوابها : وقد يقول قائل : إن بعض الأحاديث الصحيحة دلت على أن أولئك الخلفاء كلهم يجتمع عليه الناس ، مع أن أئمة أهل البيت لم يجتمع عليهم أحد ، حتى أمير المؤمنين عليه السلام اختلف الناس في زمانه ، فكيف يكونون هم الأئمة المعنيين في تلك الأحاديث ؟ والجواب : إذا كان المراد باجتماع الناس عليهم هو ما فهمه بعض علماء أهل السنة من الاتفاق على البيعة ، فهذا لا ينطبق على أي واحد ممن تولوا أمر الناس ، حتى أبي بكر وعمر ، فإن أبا بكر تمت له البيعة في سقيفة بني ساعدة وأكثر المهاجرين كانوا غائبين عنها ، وهذا سيأتي بيانه في الحديث حول بيعة أبي بكر في الفصل الآتي ، وأما عمر فكانت خلافته بنص أبي بكر لا باجتماع الناس ، حتى قال بعضهم لأبي بكر : ما أنت قائل لربك إذا سألك عن تولية عمر علينا وقد ترى غلظته . . . ( 1 وأما غيرهما ممن جاء بعدهما فقد بينا أنهم لم يجتمع عليهم الناس بهذا المعنى . وعليه فإن كان المراد من اجتماع الناس هذا المعنى فهو لا ينطبق على أحد ، فيكون هذا الحديث باطلا ، فحينئذ لا مناص من القول بأن المراد من اجتماع الناس في الحديث هو اجتماعهم على صلاح هؤلاء الخلفاء ، وحسن سيرتهم ، وطيب سريرتهم ، والاجتماع بهذا المعنى متحقق في أئمة أهل البيت عليهم السلام دون غيرهم ، فهم وحدهم الذين اتفق الشيعة وأهل السنة على اتصافهم بذلك ، فيكون هذا المعنى هو المراد في الحديث ، لوجود مصاديق له دون المعنى الأول . ‹ صفحة 41 › قال الدهلوي ( 1 ) : وقد علم أيضا من التواريخ وغيرها أن أهل البيت ولا سيما الأئمة الأطهار من خيار خلق الله تعالى بعد النبيين ، وأفضل سائر عباده المخلصين والمقتفين لآثار جدهم سيد المرسلين ( 2 ) . ويمكن أن نقول : أن اللام في ( الناس ) لاستغراق الصفات ، فيكون المراد بهم الكمل من الناس ، لا سواد الناس الهمج الرعاع ، الذين ينعقون مع كل ناعق ، أتباع سلاطين الجور وأئمة الضلال ، فإنهم لا قيمة لهم ، ولا عبرة بخلافهم . والكمل من الناس اجتمعوا على بيعة هؤلاء الأئمة خلفاء للأمة دون غيرهم ، وفيهم بحمد الله كفاية للدلالة على صدق الحديث . * * * * * وبعد كل هذا البيان يتضح أن الخلفاء الاثني عشر الذين بشر النبي صلى الله عليه وآله وسلم بهم أمته ، ووصفهم بأن الإسلام يكون بهم عزيزا منيعا قائما ، وأمر الناس يكون بهم صالحا ماضيا ؟ وكلهم تجتمع عليه الأمة ، لا يمكن أن يكونوا هم أولئك الخلفاء الذين ذكروهم ، وكانت أيامهم مملوءة بالفتن والهرج والاختلاف ، ولياليهم كلها خمر ومجون ، وانتهاك لحرمات الله ، وعبث بأحكام الله ، وما إلى ذلك مما هو معلوم ، فإن الأمة لم تجن من ولاية هؤلاء خيرا . ‹ صفحة 42 › وحينئذ لا مناص من الجزم بأن الخلفاء الاثني عشر هم أئمة أهل البيت عليهم السلام ، الذين حث النبي صلى الله عليه وآله وسلم على اتباعهم والتمسك بهم في أحاديث أخر سيأتي بيانها مفصلا في الفصل الثالث إن شاء الله تعالى . إلا أنا نتساءل : هل خفي على أعلام أهل السنة هؤلاء الخلفاء الذين وصفهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم بأوضح الصفات التي بها امتازوا عن سواهم ؟ أم أنهم أخفوا بيان ذلك للناس ؟ إن زعم خفاء هذه المسألة يرجع في واقعه إلى الطعن في نبي الأمة صلى الله عليه وآله وسلم بالتقصير في بيان هذه المسألة المهمة حتى خفيت على علماء الأمة ، وهذا لا يصدر من مسلم ، فإن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لم يكن يتحدث بالأحاجي والألغاز ولا سيما في أهم المسائل الدينية ، وهي مسألة الإمامة والخلافة . إذن ، لماذا خفيت هذه المسألة عن علماء أهل السنة ؟ أو لماذا أخفوها ؟ هذه أسئلة تدور ، وتحتم على أهل السنة أن يجيبوا عليها إجابات علمية صحيحة ليست مبتنية على الظن والتخمين والاحتمالات التي لا تغني من الحق شيئا . ( وإن فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ) سورة البقرة : 146 ‹ صفحة 43 ›. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 36 › ( 1 ) سيأتي تخرجه في الفصل الثالث إن شاء الله تعالى . ( 2 ) ينابيع المودة 3 / 104 . ‹ هامش ص 37 › ( 1 ) سير أعلام النبلاء 13 / 120 . ( 2 ) المصدر السابق 4 / 398 . وذكر أهليته للخلافة أيضا في 13 / 120 . ( 3 ) المصدر السابق 4 / 402 . وكذلك في 13 / 120 . ( 4 ) تاريخ الإسلام : حوادث ووفيات سنة 141 - 160 ه ، ص 93 . سير أعلام النبلاء 13 / 120 . ( 5 ) سير أعلام النبلاء 13 / 120 . ( 6 ) المصدر السابق 9 / 392 . ‹ هامش ص 38 › ( 1 ) منهاج السنة النبوية 4 / 213 . قول ابن تيمية هذا يدل على أنه لم يكن في وسعه أن يجحد فضل أئمة أهل البيت عليهم السلام وأهليتهم للإمامة ، ولو كان ذلك في وسعه لأنكر ما وسعه الإنكار ، لأنه كان في مقام المناظرة مع خصمه لا في مقام المجاملة . وتنظيره الإمام بالقاضي مغالطة واضحة ، والصحيح أن ينظر بالقاضي المنصوب من قبل النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، فإنه يكون قاضيا وإن جحده كثير من الناس ، ومع نص النبي صلى الله عليه وآله وسلم على خلافتهم لا يضرهم من خالفهم ولا من ناواهم . وقوله : ( فلا موجب للتخصيص ) غير صحيح ، لأن التخصيص حاصل بالنصوص الصحيحة الآمرة بالتمسك بأهل البيت دون غيرهم ، فلا سبيل للعدول عنهم إلى غيرهم . ‹ هامش ص 39 › ( 1 ) سورة الأحزاب ، الآية 36 . ‹ هامش ص 40 › ( 1 ) الطبقات الكبرى 3 / 199 ، تاريخ الخلفاء ، ص 62 ، الصواعق المحرقة 1 / 254 . ‹ هامش ص 41 › ( 1 ) قال محب الدين الخطيب في ترجمته في مقدمة مختصر التحفة الاثني عشرية : كبير علماء الهند في عصره شاه عبد العزيز الدهلوي 1159 - 1239 ) أكبر أنجال الإمام الصالح الناصح شاه ولي الله الدهلوي ، وكان شاه عبد العزيز يعد خليفة أبيه ووارث علمه . أقول : هو مؤلف كتاب ( التحفة الاثنا عشرية ) ، وهو شديد التحامل على الشيعة والطعن فيهم وفي مذهبهم على طريقة ابن تيمية وابن حزم ونظائرهما . ( 2 ) مختصر التحفة الاثني عشرية ، ص 55 . ‹ هامش ص 43 › ( 1 ) الفرق بن الفرق ، ص 349 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . هوية الكتب |
التعديل الأخير تم بواسطة الشيخ حسن العبد الله ; 12-24-2010 الساعة 04:28 AM
![]() |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |