افعى تحرس الحسنين ع
روي عن سلمان الفارسي قال: أهدي إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم قطف من العنب في غير أوانه، فقال لي: "يا سلمان ائتني بولدي الحسن و الحسين ليأكلا معي من هذا العنب"
قال سلمان الفارسي: فذهبت أطرق عليهما منزل أمهما فلم أرهما فأتيت منزل أختهما أم كلثوم فلم أرهما، فجئت فخبرت النبي (ص) بذلك فاضطرب و وثب قائماً و هو يقول: وا ولداه وا قرة عيناه من يرشدني عليهما فله على الله الجنة.
فنزل جبرئيل من السماء و قال: يا محمد علامَ هذا الانزعاج؟ فقال: على ولدي الحسن و الحسين فإني خائف عليهما من كيد اليهود. فقال جبرئيل: يا محمد بل خف عليهما من كيد المنافقين فإن كيدهم أشد من كيد اليهود، و اعلم يا محمد إن ابنيك الحسن و الحسين نائمان في حديقة أبي الدحداح.
فصار النبي (ص) من وقته و ساعته إلى الحديقة و أنا معه حتى دخلنا الحديقة و إذا هما نائمان و قد اعتنق أحدهما الآخر و ثعبان في فيه طاقة ريحان يروح بها وجهيهما،
فلما رأى الثعبان النبي (ص) ألقى ما كان في فيه، وقال: السلام عليك يا رسول الله لست أنا ثعباناً و لكني ملك من ملائكة الله الكروبيين غفلت عن ذكر ربي طرفة عين فغضب علي ربي ومسخني ثعباناً كما ترى، و طردني من السماء إلى الأرض و إني منذ سنين كثيرة أقصد كريماً على الله فأسأله أن يشفع لي عند ربي عسى أن يرحمني و يعيدني ملكاً كما كنت أولا{ إِنَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ}
قال فجثا النبي (ص) يقبلهما حتى استيقظا فجلسا على ركبتي النبي (ص)، فقال لهما النبي (ص) :انظرا يا ولدي هذا ملك من ملائكة الله الكروبيين قد غفل عن ذكر ربه طرفة عين فجعله الله هكذا و أنا مستشفع بكما إلى الله تعالى فاشفعا له.
فوثب الحسن و الحسين (ع) فأسبغا الوضوء و صليا ركعتين و قالا: اللهم بحق جدنا الجليل الحبيب محمد المصطفى و بأبينا علي المرتضى و بأمنا فاطمة الزهراء إلا ما رددته إلى حالته الأولى.
قال: فما استتم دعاءهما فإذا بجبرئيل قد نزل من السماء في رهط من الملائكة و بشر ذلك الملك برضا الله عنه و بردّه إلى سيرته الأولى، ثم ارتفعوا به إلى السماء و هم يسبحون الله تعالى.
ثم رجع جبرئيل إلى النبي (ص) و هو متبسم و قال: يا رسول الله إن ذلك الملك يفتخر على ملائكة السبع السماوات و يقول لهم من مثلي و أنا في شفاعة السيدين السبطين
|