![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
[justify][ غيبة الامام المهدي ع ]
الأئمة الإثني عشر - الشيخ جعفر السبحاني - ص 212 - 220 سؤال : كيف يكون إماما وهو غائب ؟ وما فائدته ؟ إن القيادة والهداية والقيام بوظائف الإمامة ، هو الغاية من تنصيب الإمام ، أو اختياره ، وهو يتوقف على كونه ظاهرا بين أبناء الأمة ، مشاهدا لهم ، فكيف يكون إماما قائدا ، وهو غائب عنهم ؟ ! والجواب : على وجهين نقضا وحلا . أما النقض : فإن التركيز على هذا السؤال يعرب عن عدم التعرف على أولياء الله ، وأنهم بين ظاهر قائم بالأمور ومختف قائم بها من دون أن يعرفه الناس . ‹ صفحة 213 › إن كتاب الله العزيز يعرفنا على وجود نوعين من الأئمة والأولياء والقادة للأمة ، ولي غائب مستور ، لا يعرفه حتى نبي زمانه ، كما يخبر سبحانه عن مصاحب موسى – عليه السلام - بقوله : { فوجدا عبدا من عبادنا آتيناه رحمة من عندنا وعلمناه من لدنا علما * قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشدا } الآيات ( 1 ) . ‹ صفحة 214 › وولي ظاهر باسط اليد ، تعرفه الأمة وتقتدي به . فالقرآن اذن يدل على أن الولي ربما يكون غائبا ، ولكنه مع ذلك لا يعيش في غفلة عن أمته ، بل يتصرف في مصالحها ويرعى شؤونها ، من دون أن يعرفه أبناء الأمة . فعلى ضوء الكتاب الكريم ، يصح لنا أن نقول بأن الولي إما ولي حاضر مشاهد ، أو غائب محجوب . وإلى ذلك يشير الإمام علي بن أبي طالب في كلامه لكميل بن زياد النخعي ، يقول كميل : أخذ بيدي أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - ، فأخرجني إلى الجبان ، فلما أصحر ، تنفس الصعداء ، وكان مما قاله اللهم بلى ، لا تخلو الأرض من قائم لله بحجة ، إما ظاهرا مشهورا ، أو خائفا مغمورا لئلا تبطل حجج الله وبيناته ( 1 ) . ‹ صفحة 215 › وليست غيبة الإمام المهدي ، بدعا في تاريخ الأولياء ، فهذا موسى بن عمران ، قد غاب عن قومه قرابة أربعين يوما ، وكان نبيا وليا ، يقول سبحانه : { وواعدنا موسى ثلاثين ليلة وأتممناها بعشر فتم ميقات ربه أربعين ليلة * وقال موسى لأخيه هارون اخلفني في قومي وأصلح ولا تتبع سبيل المفسدين } ( 2 ) . ‹ صفحة 216 › وهذا يونس كان من أنبياء الله سبحانه ، ومع ذلك فقد غاب في الظلمات كما يقول سبحانه : { وذا النون إذ ذهب مغاضبا فظن أن لن نقدر عليه فنادى في الظلمات أن لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين * فاستجبنا له ونجيناه من الغم وكذلك ننجي المؤمنين } ( 3 ) . ‹ صفحة 217 › أولم يكن موسى ويونس نبيين من أنبياء الله سبحانه ؟ وما فائدة نبي يغيب عن الأبصار ، ويعيش بعيدا عن قومه ؟ فالجواب في هذا المقام ، هو الجواب في الإمام المهدي - عليه السلام - ، وسيوافيك ما يفيدك من الانتفاع بوجود الإمام الغائب في زمان غيبته . وأما الحل : فمن وجوه : الأول : إن عدم علمنا بفائدة وجوده في زمن غيبته ، لا يدل على عدم كونه مفيدا في زمن غيبته ، فالسائل جعل عدم العلم ، طريقا إلى العلم بالعدم ! ! وكم لهذا السؤال من نظائر في التشريع الإسلامي ، فيقيم البسطاء عدم العلم بالفائدة ، مقام العلم بعدمها ، وهذا من أعظم الجهل في تحليل المسائل العلمية ، ولا شك أن عقول البشر لا تصل إلى كثير من الأمور المهمة في عالم التكوين والتشريع ، بل لا تفهم مصلحة كثير من سننه ، ، وإن كان فعله سبحانه منزها عن العبث ، بعيدا عن اللغو . وعلى ذلك فيجب علينا التسليم أمام التشريع إذا وصل إلينا بصورة صحيحة كما عرفت من تواتر الروايات على غيبته . ‹ صفحة 218 › الثاني : إن الغيبة لا تلازم عدم التصرف في الأمور ، وعدم الاستفادة من وجوده ، فهذا مصاحب موسى كان وليا ، لجأ إليه أكبر أنبياء الله في عصره ، فقد خرق السفينة التي يمتلكها المستضعفون ليصونها عن غصب الملك ، ولم يعلم أصحاب السفينة بتصرفه ، وإلا لصدوه عن الخرق ، جهلا منهم بغاية عمله . كما أنه بنى الجدار ، ليصون كنز اليتيمين ، فأي مانع حينئذ من أن يكون للإمام الغائب في كل يوم وليلة تصرف من هذا النمط من التصرفات . ويؤيد ذلك ما دلت عليه الروايات من أنه يحضر الموسم في أشهر الحج ، ويحج ويصاحب الناس ، ويحضر المجالس ، كما دلت على أنه يغيث المضطرين ، ويعود المرضى ، وربما يتكفل - بنفسه الشريفة - قضاء حوائجهم ، وإن كان الناس لا يعرفونه . ‹ صفحة 219 › الثالث : المسلم هو عدم إمكان وصول عموم الناس إليه في غيبته ، وأما عدم وصول الخواص إليه ، فليس بأمر مسلم ، بل الذي دلت عليه الروايات خلافه ، فالصلحاء من الأمة الذين يستدر بهم الغمام ، لهم التشرف بلقائه ، والاستفادة من نور وجوده ، وبالتالي تستفيد الأمة بواسطتهم . الرابع : لا يجب على الإمام أن يتولى التصرف في الأمور الظاهرية بنفسه ، بل له تولية غيره على التصرف في الأمور كما فعل الإمام المهدي - أرواحنا له الفداء – في غيبته . ففي الغيبة الصغرى ، كان له وكلاء أربعة ، يقومون بحوائج الناس ، وكانت الصلة بينه وبين الناس مستمرة بهم . وفي الغيبة الكبرى نصب الفقهاء والعلماء العدول العالمين بالأحكام ، للقضاء واجراء سياسات ، وإقامة الحدود ، وجعلهم حجة على الناس ، فهم يقومون في عصر الغيبة بصيانة الشرع عن التحريف ، وبيان الأحكام ، ودفع الشبهات ، وبكل ما يتوقف عليه نظم أمور الناس ( 1 ) . ‹ صفحة 220 › والمراد من الغيبة الكبرى : غيبته من تلك السنة إلى زماننا هذا ، انقطعت فيها النيابة الخاصة عن طريق أشخاص معينين ، وحل محلها النيابة العامة بواسطة الفقهاء والعلماء العدول ، كما جاء في توقيعه الشريف : وأما الحوادث العامة ، فارجعوا فيها إلى رواة أحاديثنا ، فإنهم حجتي عليكم ، وأنا حجة الله عليهم ( كمال الدين ، الباب45 ، ص 484 ) . وإلى هذه الأجوبة أشار الإمام المهدي - عليه السلام - في آخر توقيع له إلى بعض نوابه ، بقول : وأما وجه الانتفاع بي في غيبتي ، فكالإنتفاع بالشمس إذا غيبها عن الأبصار السحاب ( 1 ) . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 213 › ( 1 ) الكهف / 65 - 82 . ‹ هامش ص 214 › ( 1 ) نهج البلاغة بتعليقات عبده ، ج 4 ، ص 37 قصار الحكم ، الرقم 147 . ‹ هامش ص 215 › ( 2 ) الأعراف / 142 . ‹ هامش ص 216 › ( 3 ) الأنبياء / 87 - 88 . ‹ هامش ص 219 › ( 1 ) المراد من الغيبة الصغرى ، غيبته - صلوات الله عليه - منذ وفاة والده عام 260 هجري إلى عام 329 هجري ، وقد كانت الصلة بينه وبين الناس مستمرة بواسطة وكلائه الأربعة : الشيخ أبي عمرو عثمان بن سعيد العمري ، وولده الشيخ أبي جعفر محمد بن عثمان ، والشيخ أبي القاسم الحسين بن روح من بني نوبخت ، والشيخ أبي الحسن علي بن محمد السمري . ‹ هامش ص 220 › ( 1 ) الصدوق : كمال الدين ، الباب 45 ، ص 485 الحديث 4 . وقد ذكر العلامة المجلسي في وجه تشبيهه بالشمس إذا سترها السحاب ، وجوها ، راجعها في بحار الأنوار ج 52 الباب 20 ص 93 - 94 .[/justify]
آخر تعديل الفاروق الاعظم يوم
06-02-2010 في 04:26 PM.
|
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |