![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() إشارة :
إنَّ من الواضح جداً أنَّ كافة العقلاء يحكمون بأن من أقرب الناس إلى الصواب في مقام تحديد شخصية رجل ما من حيث السلوك والطباع والأخلاق هي زوجته , فإنه قضاءً لوجود مزيَّة خاصة في حياة الزوجين لا مجال لتحققها خارج إطار حياتهما الخاصة , يتسنى للزوجة أن تطَّلع على جملة من التفاصيل الجزئية المختصة بزوجها. نعم لا شبهة في اشتراط إحراز الأمانة والمعرفة الموضوعية في الزوجة , بحيث نأمن من تطرُّق التحريف والتزوير في شهادتها , سواءُ في ذلك جميع ما تُخبِر به . فربَّ زوجة يحملها الحب والاخلاص لزوجها كما ترى هي معنى الاخلاص على إخفاء جوانب كثيرة من عيوبه التي عرفتها فيه , لا سيما تلك التي لا تخصه كزوج . وقد قيل : وعين الرضا عن كل عيب كليلة ........... كما أنه ربَّ زوجة يحملها البغض لزوجها , سواء معاملته معها , أم بسبب عدم نقاوة نفسها , يحملها على اختلاق أمور من شأنها أن تسيء إلى زوجها كرجل , وتحط من قدره ومحله . وربَّ زوجة فاقدة للعلم والمعرفة , فترى الأمور من زاوية ظلام الجهل , ولا تقف عند حقيقة ما يحيط بها , وبالتالي فلا بد وأن ينعكس ذلك على شهاداتها وإخباراتها , فلا وثوق عندئذ. وبالجملة , فالزوجة الأمينة , الصادقة , العالمة , الورعة , هي التي يعتبر العقلاء شهادتها شهادة خبير مطَّلِع , ويعتدُّون بها . ولا يفوتنا التنبيه على لزوم دراسة بعض الجوانب النفسية للزوجة من جهة , وعلى ملاحظة حظها من التجربة , فإن للسن والتجارب أثراً لا مجال لغض الطرف عنه . وقد يختلف الأمر عند ذوي العقول المضاءة المستنيرة بنور الله تعالى ونور أوليائه عليهم السلام , فلا يتوسلون بشهادات الزوجة مهما زعم الزاعمون أنَّ لها عند الله تعالى قدَمَ صدق , بل ينطلقون مما وعوه من الحق عن لسان الحق تعالى وعن لسان أوليائه عليهم السلام إلى تقييم تلك الزوجة فيما تُخبِر وتشهد به في حق زوجها . فزوجة المعصوم الذي ثبتت عصمته في العقل والشرع , ليست كزوجة رجل آخر مهما كان شأنه اليني أو الدنيوي رفيعاً , ومن غير المقبول به أن لا نعمد إلى التأمل فيما تُخبِر به زوجة المعصوم عليه السلام , بل لا بد وأن نلحظه من حيث منافاته مع ما ثبت في مستند معصوم كالقرآن الكريم . وقد عمدنا بعد أن أغدق الأبناء المخلصون للسيدة عائشة , المعتقدون بعظيم محلها وفضلها في إيراد المدائح في حقها وإثبات الفضائل التي لا يدانيها فيها أحد من أزواج النبي صلى الله عليه وآله وسلم , عمدنا إلى التعرف على الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم من خلال ما حكته وأخبرت به تارة , أو أجابت عنه سائليها تارة أخرى . ولا يسعنا بادئ ذي بدء إلا التشكيك في الراوين عن السيدة عائشة , وإلا التشكيك في الذين أثبتوا تلك الروايات في كتبهم , مع أنهم – رواةً وكتَّاباً ومصنفين – من أعظم الرجال عند أبناء السنة , بل ممن اجتمعت كلمتهم على غاية عدالتهم , وكفى أنَّ الأحاديث التي سيوافيك نقلها والتعرض لها قد أورد أكثرها أصحاب الصحاح الستة . والذي دعانا إلى التشكيك في الراوين عن السيدة عائشة , والتشكيك في المثبتين لتلك الأحاديث عن بعض أحوال النبي الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم وجدنا أنفسنا أمام شخصٍ مسحور تلعب به السحرة , أمام شخص ينسى آيات من كتاب ربه ,أمام شخص لا تدمع عينه, أمام شخص سبَّاب شتَّام , لاهٍ لاعبٍ تارة, يتقلب في المحرمات طوراً , أمام جاهلٍ بما لا يمكن أن يجهل به أحد من أبناء عصره وبيئته , أمام رجلٍ لا يتقي الله تعالى في شرف عرضه , أمام رجل يلعب به هوى صبية جارية صغيرة , أمام رجل يكاد يخجل من قلة حيائه مَن لا يستحي , أمام شخص ينام على الجنابة , أمام رجل ......... لهذا فلا يسعنا بادئ ذي بدء وقبل التحقيق في المطلب إلا تكذيب الرواة عن السيدة عائشة وتكذيب أصحاب الكتب والصحاح . فإنَّ كان لبعض الرواة عذرٌ فيما رواه أو فيما أخبر به – إذ قد يكون بعضهم في مقام التحديث بما سمعه من شيخه ليس إلا – وإن كان لبعض المصنفين وأصحاب الكتب أن يعتذروا بأننا جمعنا في كتبنا وأودعناها ما انتهى إليه سمعُنا , بقطع النظر عن صحة ما أودعناه , فإنه ليس لمثل البخاري ومسلم اللذين التزما أن لا يوردا في كتابيهما إلا الصحيح من الأحاديث والآثار أن يعتذرا بذلك أو بغيره . وكيف طوَّعت لكل واحد منهما نفسه أن يثبتا في كتابيهما أحاديث تبطل نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ناسبين إياها للسيدة عائشة ! وكيف ساغ عندهما أن يثبتا أحاديث تقدح في شرف , وحشمة , وغيرة , وحياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم ناسبين جميع ذلك لزوجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم السيدة عائشة ! وأيضاً إن الذي لم نهتدِ لوجهه أنَّ مثل أحمد بن حنبل , ويحيى بن معين , والنسائي , والعجلي وغيرهم , كيف اجترأوا على الله تعالى في توثيقهم ومدحِهم لرواة تلك الأحاديث والأخبار ! فهل فعلاً كانوا ثقات فيما أخبروا به عن السيدة عائشة , أو أنهم جميعاً متواطئون مفترون على زوجة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم !! |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |