هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : تحليل وتقييم المخاطر وت... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 26 ]       »     دورة : إدارة منظومة العلاقات ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 34 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 22 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 20 ]       »     دورة : مهارات التفسير والتحليل... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 18 ]       »     دورة : إدارة مخاطر المؤسسات [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 22 ]       »     دورة : أنظمة التوزيع الكهربائي... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : المدير المعتمد في الجود... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 19 ]       »     السيرة الذاتية ل اود خالد تفا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 58 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
إضافة رد
#1  
قديم 06-01-2010, 10:55 PM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5406 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي تفسير سورة الفاتحة



( 1 - سورة الحمد وهي سبع آيات )
بسم الله الرحمن الرحيم – 1 . الحمد لله رب العالمين –2 .الرحمن الرحيم –3 .مالك يوم الدين - 4 .
إياك نعبد وإياك نستعين - 5 .
( بيان )
قوله تعالى :
بسم الله الرحمن الرحيم
الناس ربما يعملون عملا أو يبتدئون في عمل ويقرنونه باسم عزيز من أعزتهم أو كبير من كبرائهم ، ليكون عملهم ذاك مباركا بذلك متشرفا ، أو ليكون ذكرى يذكرهم به ، ومثل ذلك موجود أيضا في باب التسمية فربما يسمون المولود الجديد من الانسان ، أو شيئا مما صنعوه أو عملوه كدار بنوها أو مؤسسة أسسوها باسم من يحبونه أو يعظمونه ، ليبقى لاسم ببقاء المسمى الجديد ، ويبقى المسمى الأول نوع بقاء ببقاء الاسم كمن يسمى ولده باسم والده ليحيى بذلك ذكره فلا يزول ولا ينسى .
وقد جرى كلامه تعالى هذا المجرى ، فابتدأ الكلام باسمه عز اسمه ، ليكون ما ، يتضمنه من المعنى معلما باسمه مرتبطا به ، وليكون أدبا يؤدب به العباد في الأعمال والافعال والأقوال ، فيبتدئوا باسمه ويعملوا به ، فيكون ما يعملونه معلما باسمه منعوتا بنعته تعالى مقصودا لأجله سبحانه فلا يكون العمل هالكا باطلا مبترا ، لأنه باسم الله الذي لا سبيل للهلاك والبطلان إليه .
وذلك أن الله سبحانه يبين في مواضع من كلامه : أن ما ليس لوجهه الكريم هالك باطل ، وأنه : سيقدم إلى كل عمل عملوه مما ليس لوجهه الكريم ، فيجعله هباءا منثورا ، ويحبط ما صنعوا ويبطل ما كانوا يعملون ، وانه لا بقاء لشئ إلا وجهه الكريم فما عمل لوجهه الكريم وصنع باسمه هو الذي يبقى ولا يفنى ، وكل أمر من الأمور انما نصيبه من البقاء بقدر ما لله فيه نصيب ، وهذا هو الذي يفيده ما رواه الفريقان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم إنه قال : [ كل أمر ذي بال لم يبدأ فيه باسم الله فهو أبتر الحديث ] .
والابتر هو المنقطع الآخر ، فالأنسب ان متعلق الباء في البسملة ابتدئ بالمعنى الذي ذكرناه فقد ابتدء بها الكلام بما انه فعل من الافعال ، فلا محالة له وحدة ، ووحدة الكلام بوحدة مدلوله ومعناه ، فلا محالة له معنى ذا وحدة ، وهو المعنى المقصود افهامه من إلقاء الكلام ، والغرض المحصل منه . وقد ذكر الله سبحانه الغرض المحصل من كلامه الذي هو جملة القرآن إذ قال تعالى :
( قد جائكم من الله نور وكتاب مبين يهدي به الله الآية ) المائدة - 16 .
إلى غير ذلك من الآيات التي أفاد فيها : ان الغاية من كتابه وكلام هداية العباد ، فالهداية جملة هي المبتدئة باسم الله الرحمن الرحيم ، فهو الله الذي إليه مرجع العباد ، وهو الرحمن يبين لعباده سبيل رحمته العامة للمؤمن والكافر ، مما فيه خيرهم في وجودهم وحياتهم ، وهو الرحيم يبين لهم سبيل رحمته الخاصة بالمؤمنين وهو سعادة آخرتهم ولقاء ربهم وقد قال تعالى :
( ورحمتي وسعت كل شئ فسأكتبها للذين يتقون ) . الأعراف - 156 .
فهذا بالنسبة إلى جملة القرآن .
ثم إنه سبحانه كرر ذكر السورة في كلامه كثيرا كقوله تعالى : ( فأتوا بسورة مثله ) يونس - 38 .
وقوله : ( فأتوا بعشر سور مثله مفتريات ) هود - 13 . وقوله تعالى : ( إذا أنزلت سورة ) التوبة - 86 . وقوله : ( سورة أنزلناها وفرضناها ) النور - 1 .
فبان لنا من ذلك : أن لكل طائفة من هذه الطوائف من كلامه ( التي فصلها قطعا قطعا ، وسمى كل قطعة سورة ) نوعا من وحدة التأليف والتمام ، لا يوجد بين أبعاض من سورة ولا بين سورة وسورة ، ومن هنا نعلم : أن الأغراض والمقاصد المحصلة من السور مختلفة ، وأن كل واحدة منها مسوقة لبيان معنى خاص ولغرض محصل لا تتم السورة إلا بتمامه ، وعلي هذا فالبسملة في مبتدأ كل سورة راجعة إلى الغرض الخاص من تلك السورة .
فالبسملة في سورة الحمد راجعة إلى غرض السورة و المعنى المحصل منه ، والغرض
الذي يدل عليه سرد الكلام في هذه السورة هو حمد الله باظهار العبودية له سبحانه بالافصاح عن العبادة والاستعانة وسؤال الهداية ، فهو كلام يتكلم به الله سبحانه نيابة عن العبد ، ليكون متأدبا في مقام اظهار العبودية بما أدبه الله به .
وإظهار العبودية من العبد هو العمل الذي يتلبس به العبد ، والامر ذو البال الذي يقدم عليه ، فالابتداء باسم الله سبحانه الرحمن الرحيم راجع إليه ، فالمعنى باسمك أظهر لك العبودية .
فمتعلق الباء في بسملة الحمد الابتداء ويراد به تتميم الاخلاص في مقام العبودية بالتخاطب . وربما يقال انه الاستعانة ولا بأس به ولكن الابتداء انسب لاشتمال السورة
على الاستعانة صريحا في قوله تعالى : ( وإياك نستعين ) .
وأما الاسم ، فهو اللفظ الدال على المسمى مشتق من السمة بمعنى العلامة أو من السمو بمعنى الرفعة وكيف كان فالذي يعرفه منه اللغة والعرف هو اللفظ الدال ويستلزم ذلك ، أن يكون غير المسمى ، وأما الاسلام بمعنى الذات مأخوذا بوصف من أوصافه فهو من الأعيان لامن الألفاظ وهو مسمى الاسم بالمعنى الأول كما أن لفظ العالم ( من أسماء الله تعالى ) اسم يدل على مسماه وهو الذات مأخوذة بوصف العلم وهو بعينه اسم بالنسبة إلى الذات الذي لا خبر عنه الا بوصف من أوصافه ونعت من نعوته والسبب في ذلك أنهم وجدوا لفظ الاسم موضوعا للدال على المسمى من الألفاظ ، ثم وجدوا أن الأوصاف المأخوذة على وجه تحكي عن الذات وتدل عليه حالها حال اللفظ المسمى بالاسم في أنها تدل على ذوات خارجية ، فسموا هذه الأوصاف الدالة على الذوات أيضا أسماء فأنتج ذلك أن الاسم كما يكون أمرا لفظيا كذلك يكون أمرا عينيا ، ثم وجدوا ان الدال على الذات القريب منه هو الاسم بالمعنى الثاني المأخوذ بالتحليل ، وان الاسم بالمعنى الأول إنما يدل على الذات بواسطته ، ولذلك سموا الذي بالمعنى الثاني اسما ، والذي بالمعنى الأول اسم الاسم ، هذا ولكن هذا كله أمر أدى إليه التحليل النظري ولا ينبغي أن يحمل على اللغة ، فالاسم بحسب اللغة ما ذكرناه .
وقد شاع النزاع بين المتكلمين في الصدر الأول من الاسلام في أن الاسم عين المسمى أو غيره وطالت المشاجرات فيه ، ولكن هذا النوع من المسائل قد اتضحت اليوم اتضاحا يبلغ إلى حد الضرورة ولا يجوز الاشتغال بها بذكر ما قيل وما يقال فيها والعناية بابطال ما هو الباطل وإحقاق ما هو الحق فيها ، فالصفح عن ذلك أولى .




رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 11:14 PM   #2
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تكملة تفسير الفاتحة




وأما لفظ الجلالة فالله أصله الاله ، حذفت الهمزة لكثرة الاستعمال ، وإله من أله الرجل يأله بمعني عبد ، أو من اله الرجل أو وله الرجل أي تحير ، فهو فعال بكسر
الفاء بمعنى المفعول ككتاب بمعنى المكتوب سمي إلها لأنه معبود أو لأنه مما تحيرت في ذاته العقول ، والظاهر أنه علم بالغلبة ، وقد كان مستعملا دائرا في الألسن قبل نزولالقرآن يعرفه العرب الجاهلي كما يشعر به قوله تعالى :
( ولئن سئلتهم من خلقهمليقولن الله ) الزخرف - 87 ،
وقوله تعالى :
( فقالوا هذا لله بزعمهم وهذا لشركائنا ) الانعام- 136 .
ومما يدل على كونه علما انه يوصف بجميع الأسماء الحسنى وسائر أفعاله المأخوذة
من تلك الأسماء من غير عكس ، فيقال : الله الرحمن الرحيم ويقال : رحم الله وعلم
الله ، ورزق الله ، ولا يقع لفظ الجلالة صفة لشئ منها ولا يؤخذ منه ما يوصف به
شئ منها .
ولما كان وجوده سبحانه ، وهو آله كل شئ يهدي إلى اتصافه بجميع الصفات
الكمالية كانت الجميع مدلولا عليها به بالالتزام ، وصح ما قيل إن لفظ الجلالة اسم
للذات الواجب الوجود المستجمع لجميع صفات الكمال وإلا فهو علم بالغلبة لم تعمل فيهعناية غير ما يدل عليه مادة إله .
واما الوصفان : الرحمن الرحيم ، فهما من الرحمة ، وهي وصف انفعالي وتأثر خاص يلمبالقلب عند مشاهدة من يفقد أو يحتاج إلى ما يتم به أمره فيبعث الانسان إلى تتميم
نقصه ورفع حاجته ، إلا ان هذا المعنى يرجع بحسب التحليل إلى الاعطاء والإفاضة
لرفع الحاجة وبهذا المعنى يتصف سبحانه بالرحمة .والرحمن ، فعلان صيغة مبالغة تدل على الكثرة ، والرحيم فعيل صفة مشبهة تدل علىالثبات والبقاء ولذلك ناسب الرحمن ان يدل علي الرحمة الكثيرة المفاضة على المؤمنوالكافر وهو الرحمة العامة ، وعلى هذا المعنى يستعمل كثيرا في القرآن ، قال تعالى :
( الرحمن على العرش استوى ) طه - 5 .
وقال ( قل من كان في الضلالة فليمددله الرحمن مدا ) مريم - 75 .
إلى غير ذلك ، ولذلك أيضا ناسب الرحيم ان يدل على
النعمة الدائمة والرحمة الثابتة الباقية التي تقاض على المؤمن كما قال تعالى : ( وكانبالمؤمنين رحيم ) الأحزاب - 43 .
وقال تعالى :
( إنه بهم رؤوف رحيم )التوبة - 117 .
إلى غير ذلك ، ولذلك قيل : ان الرحمن عام للمؤمن والكافر والرحيمخاص بالمؤمن .
وقوله تعالى : الحمد لله ،
الحمد على ما قيل : هو الثناء على الجميل الاختياري والمدحأعم منه ، يقال : حمدت فلانا أو مدحته لكرمه ، ويقال : مدحت اللؤلؤ علي صفائهولا يقال : حمدته على صفائه ، واللام فيه للجنس أو الاستغراق والمال هيهنا واحد .وذلك أن الله سبحانه يقول :
( ذلكم الله ربكم خالق كل شئ ) غافر - 62 .
فأفاد أن كل ما هو شئ فهو مخلوق لله سبحانه ، وقال :
( الذي أحسن كل شئخلقه ) السجدة - 7
فأثبت الحسن لكل شئ مخلوق من جهة أنه مخلوق له منسوبإليه ، فالحسن يدور مدار الخلق وبالعكس ، فلا خلق إلا وهو حسن جميل باحسانه ولاحسن إلا وهو مخلوق له منسوب إليه ،
وقد قال تعالى : ( هو الله الواحد القهار )الزمر - 4 .
وقال : ( وعنت الوجوه للحي القيوم ) طه - 111 .
فانباء انه لم يخلقما خلق بقهر قاهر ولا يفعل ما فعل باجبار من مجبر بل خلقه عن علم واختيار فما منشئ إلا وهو فعل جميل اختياري له فهذا من جهة الفعل ، وأما من جهة الاسم فقدقال تعالى :
( الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى ) طه - 8 .
وقال تعالى : ( ولله الأسماءالحسنى فادعوه بها وذروا الذين يلحدون في أسمائه ) الأعراف - 180 .
فهو تعالى جميلفي أسمائه وجميل في أفعاله ، وكل جميل منه .
فقد بان انه تعالى محمود على جميل أسمائه ومحمود على جميل أفعاله ، وأنه ما من حمديحمده حامد لأمر محمود إلا كان لله سبحانه حقيقة لان الجميل الذي يتعلق به الحمد منهسبحانه ، فلله سبحانه جنس الحمد وله سبحانه كل حمد .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 11:29 PM   #3
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تكملة التفسير




ثم إن الظاهر من السياق وبقرينة الالتفات الذي في قوله :
( إياك نعبد لآية )
إنالسورة من كلام العبد ، وانه سبحانه في هذه السورة يلقن عبده حمد نفسه وما ينبغيان يتأدب به العبد عند نصب نفسه في مقام العبودية ، وهو الذي يؤيده قوله : ( الحمد لله ) وذلك إن الحمد توصيف ، وقد نزه سبحانه نفسه عن وصف الواصفين من عبادهحيث قال :
( سبحان الله عما يصفون إلا عباد الله المخلصين ) الصافات - 160 .
والكلام مطلق غير مقيد ولم يرد في كلامه تعالى ما يؤذن بحكاية الحمد عن غيره إلا ما حكاه عن عدة من أنبيائه المخلصين ، قال تعالى في خطابه لنوح عليه السلام فقل الحمد لله الذي نجانا من القوم الظالمين ) المؤمنون - 28 . وقال تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام :
( الحمد لله الذي وهب لي على الكبر إسماعيل وإسحاق ) إبراهيم - 39 . وقال تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم في بضعة مواضع من كلامه : ( وقل الحمد لله ) النمل - 93 . وقال تعالىحكاية عن داود وسليمان عليه السلام ( وقالا الحمد لله ) النمل - 15 .
وإلا ما حكاهعن أهل الجنة وهم المطهرون من غل الصدور ولغو القول والتأثيم كقوله :
( وآخردعواهم أن الحمد لله رب العالمين ) يونس - 10 .
وأما غير هذه الموارد فهو تعالى وان حكى الحمد عن كثير من خلقه بل عن جميعهم ، كقوله تعالى : ( والملائكة يسبحون بحمد ربهم ) الشورى - 5 .
وقوله ( ويسبحالرعد بحمده ) الرعد - 13 .
وقوله ( وإن من شئ إلا يسبح بحمده ) الاسراء - 44 .
إلا أنه سبحانه شفع الحمد في جميعها بالتسبيح بل جعل التسبيح هو الأصل في الحكاية
وجعل الحمد معه ، وذلك أن غيره تعالى لا يحيط بجمال أفعاله وكمالها كما لا يحيطون بجمال صفاته وأسمائه التي منها جمال الافعال ، قال تعالى : ( ولا يحيطون به علما ) طه - 110
فما وصفوه به فقد أحاطوا به وصار محدودا بحدودهم مقدرا بقدر نيلهم منه ، فلا يستقيمما أثنوا به من ثناء إلا من بعد أن ينزهوه ويسبحوه عن ما حدوه وقدروه بافهامهم ، قال تعالى : ( ان الله يعلم وأنتم لا تعلمون ) النحل - 74 ،
وأما المخلصون من عباده تعالىفقد جعل حمدهم حمده ووصفهم وصفه حيث جعلهم مخلصين له ، فقد بان ان الذييقتضيه أدب العبودية ان يحمد العبد ربه بما حمد به نفسه ولا يتعدى عنه ، كما في الحديثالذي رواه الفريقان عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم ( لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسكالحديث )
فقوله في أول هذه السورة : الحمد لله ، تأديب بأدب عبودي ، ما كان للعبد ان يقوله لولا أن الله تعالى قاله نيابة وتعليما لما ينبغي الثناء به .
وقوله تعالى : رب العالمين الرحمن الرحيم مالك يوم الدين اه ( وقرا الأكثر ملك يوم الدين ) فالرب هو المالك الذي يدبر أمر مملوكه ، ففيه معنى الملك ، ومعنى الملك( الذي عندنا في ظرف الاجتماع ) هو نوع خاص من الاختصاص وهو نوع قيام شئ بشئ يوجب صحة التصرفات فيه ، فقولنا العين الفلانية ملكنا معناه : ان لها نوعا من القيام والاختصاص بنا يصح معه تصرفاتنا فيها ولولا ذلك لم تصح تلك التصرفات وهذا في الاجتماع معنى وضعي اعتباري غير حقيقي وهو مأخوذ من معنى آخر حقيقي نسميه أيضا ملكا ، وهو نحو قيام اجزاء وجودنا وقوانا بنا فان لنا بصرا وسمعا ويدا ورجلا ، ومعنى هذا الملك انها في وجودها قائمة بوجودنا غير مستقلة دوننا بل مستقلة باستقلالنا ولنا ان نتصرف فيها كيف شئنا وهذا هو الملك الحقيقي . والذي يمكن انتسابه إليه تعالى بحسب الحقيقة هو حقيقة الملك دون الملك الاعتباري الذي يبطل ببطلان الاعتبار والوضع ، ومن المعلوم ان الملك الحقيقي لا ينفك عن التدبير فان الشئ إذا افتقر في وجوده إلى شئ فلم يستقل عنه في وجوده لم يستقل عنه في آثار وجوده ، فهو تعالى رب لما سواه لان الرب هو المالك المدبر وهو تعالى كذلك .
واما العالمين :
فهو جمع العالم بفتح اللام بمعنى ما يعلم به كالقالب والخاتم والطابعبمعنى ما يقلب به وما يختم به ، وما يطبع به يطلق على جميع الموجودات وعلى كل نوع مؤلفالافراد والاجزاء منها كعالم الجماد وعالم النبات وعالم الحيوان وعالم الانسان وعلى كلصنف مجتمع الافراد أيضا كعالم العرب وعالم العجم وهذا المعنى هو الأنسب لما يؤلإليه عد هذه الأسماء الحسنى حتى ينتهي إلى قوله مالك يوم الدين على أن يكون الدينوهو الجزاء يوم القيمة مختصا بالانسان أو الإنس والجن فيكون المراد بالعالمين عوالمالإنس والجن وجماعاتهم ويؤيده ورود هذا اللفظ بهذه العناية في القرآن كقوله تعالى
( واصطفاك على نساء العالمين ) آل عمران - 42 .
وقوله تعالى : ( ليكون للعالميننذيرا ) فرقان - 1 ،
وقوله تعالى : ( أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد منالعالمين ) الأعراف - 80 .
واما مالك يوم الدين :
فقد عرفت معنى المالك وهو المأخوذ من الملك بكسر الميم ،واما الملك وهو مأخوذ من الملك بضم الميم ، فهو الذي يملك النظام القومي وتدبيرهمدون العين ، وبعبارة أخرى يملك الامر والحكم فيهم .
وقد ذكر لكل من القرائتين ، ملك ومالك ، وجوه من التأييد غير أن المعنيين من السلطنة ثابتان في حقه تعالى ، والذي تعرفه اللغة والعرف ان الملك بضم الميم هو المنسوب إلى الزمان يقال : ملك العصر الفلاني ، ولا يقال مالك العصر الفلاني الابعناية بعيدة ، وقد قال تعالى : ملك يوم الدين فنسبه إلى اليوم ، وقال أيضا :
( لمن الملكاليوم لله الواحد القهار ) غافر - 16 .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 11:36 PM   #4
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي روايات مرتبطة بما مر من تفسير الايات





( بحث روائي )

في العيون والمعاني عن الرضا عليه السلام في معنى قوله : بسم الله قال عليه السلام : يعني أسمنفسي بسمة من سمات الله وهى العبادة ، قيل له : ما السمة ؟ قال العلامة .
أقول وهذا المعنى كالمتولد من المعنى الذي أشرنا إليه في كون الباء للابتداء فان العبد إذاوسم عبادته باسم الله لزم ذلك أن يسم نفسه التي ينسب العبادة إليها بسمة من سماته ، وفي التهذيب عن الصادق عليه السلام وفي العيون وتفسير العياشي عن الرضا عليه السلام : انهاأقرب إلى اسم الله الأعظم من ناظر العين إلى بياضها .
أقول : وسيجئ معنى الرواية في الكلام على الاسم الأعظم .
وفي العيون عن أمير المؤمنين عليه السلام : انها من الفاتحة وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانيقرئها ويعدها آية منها ، ويقول فاتحة الكتاب هي السبع المثاني .
أقول : وروي من طرق أهل السنة والجماعة نظير هذا المعنى فعن الدارقطني عن أبي هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : إذا قرأتم الحمد فاقرأوا بسم الله الرحمنالرحيم ، فإنها أم القرآن والسبع المثاني ، وبسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها .
وفي الخصال عن الصادق عليه السلام قال : ما لهم ؟ قاتلهم الله عمدوا إلى أعظم آية فيكتاب الله فزعموا أنها بدعة إذا أظهروها .
‹ صفحة 23 ›
وعن الباقر عليه السلام : سرقوا أكرم آية في كتاب الله ، بسم الله الرحمن الرحيم ، وينبغيالاتيان به عند افتتاح كل أمر عظيم أو صغير ليبارك فيه .
أقول : والروايات عن أئمة أهل البيت في هذا المعنى كثيره ، وهي جميعا تدل على أن البسملة جزء من كل سورة إلا سورة البراءة ، وفي روايات أهل السنة والجماعةما يدل على ذلك .
ففي صحيح مسلم عن أنس قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم : انزل علي آنفا سورة فقرا : بسمالله الرحمن الرحيم .
وعن أبي داود عن ابن عباس ( وقد صححوا سندها ) قال : ان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانلا يعرف فصل السورة ، ( وفي رواية انقضاء السورة ) حتى ينزل عليه ، بسم الله الرحمنالرحيم .
أقول : وروي هذا المعنى من طرق الخاصة عن الباقر عليه السلام .
وفي الكافي والتوحيد والمعاني وتفسير العياشي عن الصادق عليه السلام في حديث : واللهإله كل شئ ، الرحمن بجميع خلقه ، الرحيم بالمؤمنين خاصة ،وروي عن الصادق عليه السلام : الرحمن اسم خاص بصفة عامة والرحيم اسم عامبصفة خاصة .
أقول : قد ظهر مما مر وجه عموم الرحمن للمؤمن والكافر واختصاص الرحيم بالمؤمن ، وأما كون الرحمن اسما خاصا بصفة عامة والرحيم اسما عاما بصفة خاصة فكأنه يريد به أن الرحمن خاص بالدنيا ويعم الكافر والمؤمن والرحيم عام للدنيا
والآخرة ويخص المؤمنين ، وبعبارة أخرى : الرحمن يختص بالإفاضة التكوينية التي يعم المؤمن والكافر ، والرحيم يعم التكوين والتشريع الذي بابه باب الهداية والسعادة ،ويختص بالمؤمنين لان الثبات والبقاء يختص بالنعم التي تفاض عليهم والعاقبة للتقوي .
وفي كشف الغمة عن الصادق عليه السلام قال : فقد لأبي عليه السلام بغلة فقال لئن ردها الله علي لأحمدنه بمحامد يرضيها فما لبث أن أتى بها بسرجها ولجامها - فلما استوى وضم إليه ثيابه رفع رأسه إلى السماء وقال الحمد لله ولم يزد ، ثم قال ما تركت ولا أبقيت
‹ صفحة 24 ›
شيئا جعلت أنواع المحامد لله عز وجل ، فما من حمد الا وهو داخل فيها .
قلت : وفي العيون عن علي عليه السلام : انه سئل عن تفسيرها فقال : هو ان الله عرف عباده بعض نعمه عليهم جملا إذ لا يقدرون على معرفة جميعها بالتفصيل لأنها أكثر من أن تحصى أو تعرف ، فقال : قولوا الحمد لله على ما أنعم به علينا .
أقول : يشير عليه السلام إلى ما مر من أن الحمد ، من العبد وانما ذكره الله بالنيابة تأديبا وتعليما .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 11:36 PM   #5
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



( بحث فلسفي )
البراهين العقلية ناهضة على أن استقلال المعلول وكل شأن من شؤونه انما هو
بالعلة ، وان كل ما له من كمال فهو من اظلال وجود علته ، فلو كان للحسن والجمال
حقيقة في الوجود فكماله واستقلاله للواجب تعالى لأنه العلة التي ينتهي إليه جميع
العلل ، والثناء والحمد هو اظهار موجود ما بوجوده كمال موجود آخر وهو لا محالة علته ،وإذا كان كل كمال ينتهي إليه تعالى فحقيقة كل ثناء وحمد تعود وتنتهى إليه تعالى ، فالحمدلله رب العالمين .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 11:41 PM   #6
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي تكملة تفسير الفاتحة



إياك نعبد وإياك نستعين الآية ،


العبد هو المملوك من الانسانأو من كل ذي شعور بتجريد المعنى كما يعطيه قوله تعالى :


( إن كل من في السماواتوالأرض إلا اتي الرحمن عبدا ) مريم - 93 .


والعبادة مأخوذة منه وربماتفرقت اشتقاقاتها أو المعاني المستعملة هي فيها لاختلاف الموارد ، وما ذكره الجوهريفي الصحاح أن أصل العبودية الخضوع فهو من باب الاخذ بلازم المعنى وإلا فالخضوع متعدباللام والعبادة متعدية بنفسها .


وبالجملة فكأن العبادة هي نصب العبد نفسه في مقام المملوكية لربه ولذلك كانت العبادة منافية للاستكبار وغير منافية للاشتراك فمن الجائزان يشترك أزيد من


الواحد في ملك رقبة أو في عبادة عبد ، قال تعالى :


( إن الذين يستكبرون عن عبادتيسيدخلون جهنم داخرين ) غافر - 60


وقال تعالى : ( ولا يشرك بعبادة ربه أحدا ) الكهف - 110


فعد الاشراك ممكنا ولذلك نهى عنه ، والنهى لا يمكن الا عن ممكنمقدور بخلاف الاستكبار عن العبادة فإنه لا يجامعها .


والعبودية انما يستقيم بين العبيد ومواليهم فيما يملكه الموالي منهم ، واما ما لا يتعلقبه الملك من شؤون وجود العبد ككونه ابن فلان أو ذا طول في قامته فلا يتعلق بهعبادة ولا عبودية ، لكن الله سبحانه في ملكه لعباده على خلاف هذا النعت فلا ملكه يشوبه ملك ممن سواه ولا ان العبد يتبعض في نسبته إليه تعالى فيكون شئ منه مملوكا وشئ ، آخر غير مملوك ، ولا تصرف من التصرفات فيه جائز وتصرف آخر غير جائز كما أن العبيد فيما بيننا شئ منهم مملوك وهو أفعالهم الاختيارية وشئ غير مملوكوهو الأوصاف الاضطرارية ، وبعض التصرفات فيهم جائز كالاستفادة من فعلهم وبعضها غير جائز كقتلهم من غير جرم مثلا ، فهو تعالى مالك على الاطلاق من غير شرط ولا قيد وغيره مملوك على الاطلاق من غير شرط ولا قيد فهناك حصرمن جهتين ، الرب مقصور في المالكية ، والعبد مقصور في العبودية ، وهذه هي التي


يدل عليه قوله : إياك نعبد حيث قدم المفعول واطلقت العبادة .


ثم إن الملك حيث كان مقتوم الوجود بمالكه كما عرفت مما مر ، فلا يكون حاجبا عن مالكه ولا يحجب عنه ، فإنك إذا نظرت إلى دار زيد فان نظرت إليها من جهة انها دار أمكنك ان تغفل عن زيد ، وان نظرت إليها بما انها ملك زيد لم يمكنك الغفلةعن مالكها وهو زيد .ولكنك عرفت ان ما سواه تعالى ليس له الا المملوكية فقط وهذه حقيقته فشئ منهفي الحقيقة لا يحجب عنه تعالى ، ولا النظر إليه يجامع الغفلة عنه تعالى ، فله تعالىالحضور المطلق ،


قال سبحانه : ( أو لم يكف بربك أنه على كل شئ شهيد ألا انهمفي مرية من لقاء ربهم ألا إنه بكل شئ محيط ) حم السجدة – 54


وإذا كان كذلك فحق عبادته تعالى ان يكون عن حضور من الجانبين .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-01-2010, 11:42 PM   #7
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين


الصورة الرمزية الشيخ محمد العبدالله
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل :  May 2010
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



اما من جانب الرب عز وجل ، فان يعبد عبادة معبود حاضر وهو الموجب للالتفات ( المأخوذ في قوله تعالى إياك نعبد ) عن الغيبة إلى الحضور .


واما من جانب العبد ، فان يكون عبادته عبادة عبد حاضر من غير أن يغيب في عبادته فيكون عبادته صورة فقط من غير معنى وجسدا من غير روح ، أو يتبعض


فيشتغل بربه وبغيره ، اما ظاهرا وباطنا كالوثنيين في عبادتهم لله ولأصنامهم معا ، أوباطنا فقط كمن يشتغل في عبادته بغيره تعالى بنحو الغايات والاغراض ، كأن يعبد اللهوهمه في غيره ، أو يعبد الله طمعا في جنة أو خوفا من نار فان ذلك كله من الشرك فيالعبادة الذي ورد عنه النهي ،


قال تعالى :


( فاعبد الله مخلصا له الدين ) الزمر - 2 ،


وقال تعالى :


( ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون ) الزمر - 3 .


فالعبادة إنما تكون عبادة حقيقة ، إذا كان على خلوص من العبد وهو الحضور الذي ذكرناه ، وقد ظهر انه انما يتم إذا لم يشتغل بغيره تعالى في عمله فيكون قد أعطاهالشركة مع الله سبحانه في عبادته ولم يتعلق قلبه في عبادته رجاءا أو خوفا هو الغايةفي عبادته كجنة أو نار فيكون عبادته له لا لوجه الله ، ولم يشتغل بنفسه فيكونمنافيا لمقام العبودية التي لا تلائم الآنية والاستكبار ، وكأن الاتيان بلفظ المتكلم معالغير للايماء إلى هذه النكتة فان فيه هضما للنفس بالغاء تعينها وشخوصها وحدهاالمستلزم لنحو من الآنية والاستقلال بخلاف ادخالها في الجماعة وخلطها بسواد الناسفان فيه امحاء التعين واعفاء الأثر فيؤمن به ذلك .


وقد ظهر من ذلك كله : ان اظهار العبودية بقوله : إياك نعبد ، لا يشتمل على نقص من حيث المعنى ومن حيث الاخلاص الا ما في قوله : إياك نعبد من نسبة العبد العبادة إلى نفسه المشتمل بالاستلزام على دعوى الاستقلال في الوجود والقدرة والإرادة مع أنه مملوك والمملوك لا يملك شيئا ، فكأنه تدورك ذلك بقوله تعالى وإياك نستعين ، أي انما ننسب العبادة إلى أنفسنا وندعيه لنا مع الاستعانة بك لا مستقلين بذلك مدعين


ذلك دونك ، فقوله : إياك نعبد وإياك نستعين ، لابداء معنى واحد وهو العبادة عن اخلاص ، ويمكن ان يكون هذا هو الوجه في اتحاد الاستعانة والعبادة في السياق الخطابيحيث قيل إياك نعبد وإياك نستعين من دون ان يقال : إياك نعبد أعنا واهدنا الصراط المستقيمواما تغيير السياق في قوله : اهدنا الصراط الآية .


فسيجئ الكلام فيه إن شاء الله تعالى .


فقد بان بما مر من البيان في قوله ، إياك نعبد وإياك نستعين الآية ، الوجه في الالتفاتمن الغيبة إلى الحضور ، والوجه في الحصر الذي يفيده تقديم المفعول ، والوجه فياطلاق قوله : نعبد ، والوجه في اختيار لفظ المتكلم مع الغير ، والوجه في تعقيبالجملة الأولى بالثانية ، والوجه في تشريك الجملتين في السياق ، وقد ذكر المفسروننكات أخرى في أطراف ذلك من أرادها فليراجع كتبهم وهو الله سبحانه غريم لايقضى دينه .


 

رد مع اقتباس
قديم 06-10-2010, 10:22 PM   #8
Om Hussain
موالي نشيط


الصورة الرمزية Om Hussain
Om Hussain غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 26
 تاريخ التسجيل :  Jun 2010
 أخر زيارة : 07-19-2010 (01:07 AM)
 المشاركات : 79 [ + ]
 التقييم :  10
 الجنس ~
Female
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



أحسنتم وبارك المولى هذا الجهد الحسيني

ولدينا إضافة صغيرة بعد الإذن منكم :

[ إهدنا الصراط المستقيم ] :

في حينِ أنّ الأمة الإسلامية اجتمعت على شهادة ان لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله صلى الله عليهِ وآله ..

فستكون الهداية هنا [ حتمية ] وغير منطبقة على هذهِ الآية ..

ولكن على الرغم من ذلك فقد كان الخطابُ الإلهي بصيغة الدعاء للهداية

[ اهدنا الصراط المستقيم ]

صراطُ مَن ؟

[ صراط الذينَ أنعمتَ عليهم ]

فمن هم هؤلاء المُنعمِ عليهم أكثر من نعمة الإسلام ؟

هم محمد وآل محمد عليهم افضل الصلاة والسلام ..

فيكون الإختلاف للوصول إلى [ الهداية ] للصراط [ المستقيم ] هوَ : شهادة أن علياً وليّ الله

هذهِ الإضافة يتم بها معنى الآية الكريمة .. والشواهد كثيرة على مسألة ان الله انعمَ على محمد وآل محمد بما لم ينعم على غيرهم

وما يؤكد هذا القول .. تتمة السورة

[ غير المغضوب عليهم ] [ ولا الضالين ]

فلو رجعنا للتأريخ لوجدنا أن الصحابة ومن عاصروهم في زمن رسول الله صلى الله عليهِ وآله عاشوا تلكَ اللحظات

حيث كانو من [ المغضوبِ عليهم ] [ في الجاهلية ]

وبما انّ الخطاب ينفي نفياً قاطعاً تاماً مسألة انهم من المغضوب عليه والضالين

فلا يكونُ مطابقاً لذلك سوى رسول الله صلى الله عليهِ وآله وعترتهِ الأطهار

فالحمد لله رب العالمين على ماهدانا وتفضل بهِ علينا

والعذر على الإطالة


 
مواضيع : Om Hussain



رد مع اقتباس
قديم 07-17-2010, 02:23 PM   #9
سلام الحاج
موالي جديد


الصورة الرمزية سلام الحاج
سلام الحاج غير متواجد حالياً

بيانات اضافيه [ + ]
 رقم العضوية : 63
 تاريخ التسجيل :  Jul 2010
 أخر زيارة : 10-26-2010 (10:30 AM)
 المشاركات : 29 [ + ]
 التقييم :  10
لوني المفضل : Cadetblue
افتراضي



جهد مبارك جعله الله في ميزان حسناتكم مولانا الشيخ محمد

سلام الحاج


 
 توقيع : سلام الحاج

اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم
سلام الحاج كاتبة من جنوب لبنان
كتبي


رد مع اقتباس
إضافة رد

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 01:39 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية