![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#11 |
خادم الحسين
![]() |
![]()
[ الرد على حديث الاقتداء بالشيخين ]
تكملة : لقد جاء في بعض طرق هذا الحديث : اقتدوا باللذين . . . واهتدوا بهدي عمار . وتمسكوا بعهد ابن أم عبد . أو : إذا حدثكم ابن أم عبد فصدقوه أو : ما حدثكم ابن مسعود فصدقوه . فالحديث مشتمل على ثلاث فقرات ، الأولى تخص الشيخين ، والثانية عمار بن ياسر ، والثالثة عبد الله بن مسعود . أما الفقرة الأولى فكانت موضوع بحثنا ، فلذا أشبعنا فيها الكلام سندا ودلالة . . . وظهر عدم جواز الاستدلال بها والأخذ بظاهر لفظها ، وأن من المحتمل قو يا وقوع التحريف في لفظها أو لدى النقل لها بإسقاط القرائن الحافة بها الموجب لخروج الكلام من التقييد إلى الإطلاق ، فإنه نوع من أنواع التحريف ، بل من أقبحها ‹ صفحة 52 › وأشنعها كما هو معلوم لدى أهل العلم . وأما الفقرتان الأخريان فلا نتعرض لهما إلا من ناحية المدلول والمفاد لئلا يطول بنا المقام . . . وإن ذكرا في فضائل الرجلين ، وربما استدل بهما بعضهم في مقابلة بعض فضائل أمير المؤمنين عليه الصلاة والسلام . . . فنقول : قوله : اهتدوا بهدي عمار معناه : سيروا بسيرته واسترشدوا بإرشاده . فكيف كانت سيرة عمار ؟ وما كان إرشاده ؟ وهل سار القوم بسيرته واسترشدوا بإرشاده ؟ ! هذه كتب السير والتواريخ بين يديك ! ! وهذه نقاط من سيرته وإرشاده : تخلف عن بيعة أبي بكر ( 1 ) وقال لعبد الرحمن بن عوف - حينما قال للناس في قصة الشورى : أشيروا علي - إن أردت أن لا يختلف المسلمون فبايع عليا ( 2 ) . وقال - بعد أن بويع عثمان - : يا معشر قريش ، أما إذا صدفتم هذا الأمر عن أهل بيت نبيكم هاهنا مرة هاهنا مرة ، فما أنا بآمن من أن ينزعه الله فيضعه في غيركم كما نزعتموه من أهله ووضعتموه في غير أهله ( 3 ) وكان مع علي عليه السلام منذ اليوم الأول حتى استشهد معه بصفين وقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله : عمار تقتله الفئة الباغية ( 4 ) ومن عادى عمارا عاداه الله ( 5 ) . ثم لماذا أمر النبي صلى الله عليه وآله بالاهتداء بهدي عمار والسير على سيرته ؟ لأنه قال له من قبل : يا عمار ، إن رأيت عليا قد سلك واديا وسلك الناس كلهم واديا ‹ صفحة 53 › غيره فاسلك مع علي ، فإنه لن يدليك في ردى ولن يخرجك من هدى . . . يا عمار : إن طاعة علي من طاعتي ، وطاعتي من طاعة الله عز وجل ( 1 ) . وقوله : وتمسكوا بعهد ابن أم عبد أو إذا حدثكم ابن أم عبد فصدقوه ما معناه ؟ إن كان الحديث فهل يصدق في كل ما حدث ؟ هذا لا يقول به أحد . . . وقد وجدناهم على خلافه . . . فقد منعوه من الحديث ، بل كذبوه ، بل ضربوه . . . فراجع ما رووه ونقلوه . . . ( 2 ) . وإن كان العهد فأي عهد هذا ؟ لا بد أن يكون إشارة إلى أمر خاص . . . صدر في مورد خاص . . . لم تنقله الرواة . . . لقد رووا في حق ابن مسعود حديثا آخر - جعلوه من فضائله - بلفظ : رضيت لكم ما رضي به ابن أم عبد ( 3 ) . . . ولكن ما هو ؟ لا بد أن يكون صادرا في مورد خاص . . . بالنسبة إلى أمر خاص . . . لم تنقله الرواة . . . إنه - فيما رواه الحاكم - كما يلي : قال النبي صلى الله عليه [ وآله ] وسلم لعبد الله بن مسعود : اقرأ . قال : أقرأ وعليك أنزل ؟ ! قال : إني أحب أن أسمع من غيري . قال : فافتح سورة النساء حتى بلغ : ( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا ) فاستعبر رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم ، وكف ‹ صفحة 54 › عبد الله . فقال له رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : تكلم . فحمد الله في أول كلامه وأثنى على الله وصلى على النبي صلى الله عليه [ وآله ] . وسلم وشهد شهادة الحق . وقال : رضينا بالله ربا وبالإسلام دينا ، ورضيت لكم ما رضي الله ورسوله . فقال رسول الله صلى الله عليه [ وآله ] وسلم : رضيت لكم ما رضي لكم ابن أم عبد . هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه ( 1 ) . فانظر كيف تلاعبوا بأقوال النبي صلى الله عليه وآله وتصرفوا في السنة الشريفة . . . فضلوا وأضلوا . . . ! ! ونعود فنقول : إن السنة الكريمة بحاجة ماسة إلى تحقيق وتمحيص ، لا سيما في القضايا التي لها صلة وثيقة بأساس الدين الحنيف ، تبنى عليها أصول العقائد ، وتتفرع منها الأحكام الشرعية . * * * والله نسأل أن يتغمد بواسع رحمته مشايخنا الأبرار ، الذين تعلمنا في مدرستهم مناهج التحقيق ، وتدربنا على سبل البحث والاستدلال . . . لا سيما السيد صاحب عبقات الأنوار . . . وأن يوفقنا لتحقيق الحق وقبول ما هو به جدير ، إنه سميع مجيب وهو على كل شئ قدير . علي الحسيني الميلاني . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 51 › ( 1 ) تلخيص الشافي 3 / 38 . ‹ هامش ص 52 › ( 1 ) المختصر في أخبار البشر 1 / 156 ، تتمة المختصر 1 / 187 . ( 2 ) تاريخ الطبري 3 / 297 ، الكامل 3 / 37 العقد الفريد 2 / 182 . ( 3 ) مروج الذهب 2 / 342 . ( 4 ) المسند 2 / 164 ، تاريخ الطبري 4 / 2 و 4 / 28 ، طبقات ابن سعد 3 / 253 ، الخصائص : 133 ، المستدرك 3 / 378 ، عمدة القاري 24 / 192 ، كنز العمال 16 / 143 . ( 5 ) الإستيعاب 3 / 1138 ، الإصابة 2 / 506 ، كنز العمال 13 / 298 ، إنسان العيون 2 / 265 . ‹ هامش ص 53 › ( 1 ) تاريخ بغداد 13 / 186 ، كنز العمال 12 / 212 ، فرائد السمطين 1 / 178 . المناقب - للخوارزمي - : 57 و 124 . ( 2 ) مسند الدارمي 1 / 61 . طبقات ابن سعد 2 / 336 ، تذكرة الحفاظ 1 / 5 - 8 ، المعارف : 194 ، الرياض النضرة 2 / 163 ، تاريخ الخلفاء 158 ، أسد الغابة 3 / 259 . ( 3 ) هكذا رووه في كتب الحديث . . . . . أنظر : فيض القدير 4 / 33 . ‹ هامش ص 54 › ( 1 ) المستدرك على الصحيحين 3 / 319 . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . هذه البحوث المتقدمة من كتاب رسالة في حديث الاقتداء بالشيخين - السيد علي الميلاني - ص 51 - 54 |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |