![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلّي على محمّد و آل محمد وعجل فرجه الشريف و العن اعدائهم و احشنا معهم. ليس فوق قول أئمة أهل البيت (عليهم السلام) قول لأحدٍ - بلاغةً وصدقاً وحكمةً - إذا استثنينا قول الله تبارك وتعالى، وقول رسوله (صلّى الله عليه وآله)، لأنهم من أفصح من نطق بالضّاد، ومن أبرز من تكلّم بالصدق، ومن أصدق من جاهر بالحقّ.. فما في حكمهم منفذ لاعتراض معترض، إلاّ أن يردّ الإنسان على الله سبحانه وعلى رسوله - والعياذ بالله - لأنّ قولهم منزل من المنزل ما حادوا فيه حرفاً عن القرآن الكريم، ولا عدوا فيه لفظةً عن السنّة النّبويّة الشريفة، لأنّهم عدل القرآن وحملة السنّة؛ بل القرآن هو القرآن الصامت، وهم - هم - القرآن الناطق والسنّة المبيّنة. ونحن نتحدّى ذوي الأفهام، وأرباب العلم والفضل، أن يطعنوا في قولٍ قالوه، أو حكم أصدروه، أو بيان فصّلوه، أو حكمةٍ نطقوا بها، أو أن يجدوا في جميع ذلك معارضةً لما نزل من عند الله عزّ وعلا، أو اختلافاً عمّا جاء به رسوله محمد (صلّى الله عليه وآله)، في جميع ما أحلّوه وسائر ما حرّموه.. وقد أجاد من قال في كلام جدّهم أمير المؤمنين (عليه السلام): إنّه دون كلام الخالق، وفوق كلام المخلوق!. ولإمامنا أبي الحسن، عليّ بن محمدٍ، الهادي (عليه السلام)، كلام في التوحيد، والتشبيه، وصفات الله الثّبوتيّة، وفي الخلق والإيجاد، والتكليف، والجبر والتفويض وغير ذلك من الحكم البليغة.. نضع بين أيدي قرّائنا الكرام ما وقع منه في يدنا ليروا بلاغة القول وصدقه ودقّته وحقيقته: قال الفتح بن يزيد: (سألته عن أدني المعرفة؟ فقال: الإقرار بأنّه لا إله غيره، ولا شبيه ولا نظير، وأنّه قديم، مثبت، موجود غير فقيدٍ، وأنّه ليس كمثله شيء)(1). وقال حمزة بن محمد: (كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) أسأله عن الجسم والصورة؟ فكتب: سبحان من ليس كمثله شيء، لا جسم ولا صورة)(2). وقال محمد بن الفرج الرّخجي: (كتبت إلى أبي الحسن (عليه السلام) عمّا قال هشام بن الحكم في الجسم، وهشام بن سالم في الصورة؟ فكتب: دع عنك حيرة الحيران، واستغذ بالله من الشيطان، ليس القول ما قال الهشامان)(3). وهذان الهشامان كانا من أجلّ أصحاب الإمامين الصادق والكاظم (عليه السلام). وما نسب إليهما من التجسيم مكذوب عليهما فيه، وقد رميا بهذه الفرية للحطّ من منزلتهما. وقد دافع السيد المرتضى - قدّس الله سره - عنهما وبرّأ ساحتهما من هذه التّهمة وذلك الدسّ الرّخيص، في كتابه (الشافي) ومن شاء فليراجع حججه الدامغة وبيانه القاطع. وقال الصقر بن دلف: (سألت أبا الحسن، عليّ بن محمد بن عليّ بن موسى - بن الرّضا (عليهم السلام) - عن التوحيد، وقلت له: أقول بقول هشام بن الحكم؟ فغضب ثم قال: ما لكم ولقول هشام؟، إنّه ليس منّا من زعم أنّ الله عزّ وجلّ جسم؛ ونحن منه براء في الدّنيا والآخرة!. يا بن دلف: إنّ الجسم محدث، والله محدثه ومجسّمه. وأنا أذكر الدليل على حدوث الأجسام في باب الدليل على حدوث العالم من هذا الكتاب، إن شاء الله)(4). وفي هذا الكتاب المختصر نكتة خفيّة في غاية الدقّة والعمق. فمن المسلّم به المتسالم عليه أنّ العالم محدث، ولا نزاع في ذلك البتّة. وعلى هذا الأساس لفت (عليه السلام) نظر صاحبه إلى حدوث الأجسام من خلال حدوث العالم بدون أن يخوض معه في حديثٍ طويل. فالله سبحانه وتعالى قد أفاض الوجود عن محض إرادته بعد أن كان في كتم العدم، وكذلك أفاض وجود الأجسام وجميع الكائنات؛ فهو ليس بجسمٍ، بل هو مجسّم الأجسام كلّها؛ وهو مصوّرها ومحدثها. وقد ثبت عنه وعن أبيه سلام الله عليهما أنهما قالا: (من قال بالجسم فلا تعطوه من الزكاة ولا تصلّوا وراءه)(5). ذلك أنه يكون من المشبّهة الذين أضلّهم الشيطان فتصوّروا له جسماً وصورة.. تعالى الله عن أن يتصوّر في الأوهام أو أن يتخيّل في العقول.. وقال محمد بن عيسى: (كتبت إلى أبي الحسن، عليّ بن محمد (عليه السلام): أنّ الله في موضعٍ دون موضعٍ على العرش استوى؟ وأنّه ينزل في كلّ ليلةٍ في النصف الأخير من اللّيل إلى السماء الدّنيا. وروي أنّه ينزل في عشيّة (عرفة) ثم يرجع إلى موضعه!. فقال بعض مواليك في ذلك: إذا كان في موضع دون موضع، فقد يلاقيه الهواء ويتكنّف عليه. والهواء جسم رقيق يتكنّف على كلّ شيءٍ بقدره. فكيف يتكنّف عليه جلّ ثناؤه على هذا المثال؟!. فوقّع (عليه السلام): علم ذلك عنده، وهو المقدّر له بما هو أحسن تقديراً. واعلم أنه إذا كان في السماء الدّنيا فهو كما هو على العرش، والأشياء كلّها له سواء: علماً، وقدرةً، وملكاً، وإحاطة)(6). وقد علّق عليه في (الكافي). قائلاً: (أي علم كيفيّة نزوله عنده سبحانه، وليس عليكم معرفةً ذلك. ثم أشار إشارةً خفيّةً إلى أنّ المراد بنزوله وتقديره، نزول رحمته وإنزالها بتقديره بقوله: (وهو المقدّر له بما هو أحسن تقديراً) ثم أفاد أنّ ما عليكم علمه أنه لا يجري عليه أحكام الأجسام والمتحيّزات من المجاورة والقرب المكانيّ، والتمكّن في الأمكنة، بل حضوره سبحانه حضور وشهود علميّ، وإحاطة بالعلم والقدرة والملك بقوله (عليه السلام): (واعلم أنّه إذا كان في السماء الدّنيا، فهو كما هو العرش، والأشياء كلّها له سواء: علماً، وقدرةً، وملكاً، وإحاطة). وهو تعليق أيضاً جيد متين في غاية الجودة. ![]()
اللهم صلّي و سلّم وبارك على محمّد و على آل محمّد كما صليت و سلمت و باركت على ابراهيم و آل ابراهيم, إنك سميع مجيد.
اللهم كن لوليك الحجة ابن الحسن, صلواتك عليه و على آبائه في هذه الساعة, و في كل ساعة وليّاً و حافظاً وقائداً و ناصراً و دليلاً و عيناً, حتى تسكنه أرضك طوعاً و تماتعه فيها طويلًا. إن عدّ اهل التقى كانوا أئمتهم, إن قيل من خير أهل الأرض قيل هم |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |