![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
من أسرار تعدية الفعل في القرآنِ الكريم
موقع أسرار الإعجاز البياني للقرآن الكريم أولا- من أسرار تعدية الفعل في القرآن الكريم عنوان كتاب لمؤلفه : الدكتور يوسف بن عبد الله الأنصاري ، الأستاذ المشارك بقسم البلاغة والنقد- كلية اللغة العربية- جامعة أمالقرى . والكتاب يحتوي على مقدمة وتمهيد ، وفصلين ، وخاتمة . تحدثالمؤلف في المقدمة عن ( أهمية هذا الموضوع ) ، وذكر أنها تعود إلى أمرين : أولهما :ارتباطه بفقه الدلالة .. وثانيهما : دقة مسلكه وغموضه وخفائه على بعض العلماء . وتحدث في التمهيد عن ( مفهوم التعدية واللزوم عند النحاة ) ، فذكر أن الفعل اللازمهو الفعل الذي يكتفي برفع الفاعل ، ولا ينصب مفعولاً به أو أكثر ؛ وإنما ينصبه بمعونةحرف جر ، أو غيره ، مما يؤدي إلى التعدية . وأن الفعل المتعدي هو الفعل الذي ينصب بنفسه مفعولاًبه ، أو اثنين ، أو ثلاثة من غير أن يحتاج إلى مساعدة حرف جر ، أو غيره ، مما يؤدي إلىتعدية الفعل اللازم . وفي الفصل الأول تحدث المؤلف عن ( جهود العلماء فيدراسة تعدية الفعل ) ، وذكر أن من أوائل الإشارات التي تكشف عن أسرار تعدية الفعلبحروف الجر ما ذكره الإمام الخطابي في قوله :« وأما ( من ) و ( عن ) فإنهما يفترقان فيمواضع ؛ كقولك : أخذت منه مالاً ، وأخذت عنه علمًا . فإذا قلت : سمعت منه كلامًا ، أردتسماعه من فيه . وإذا قلت : سمعت عنه حديثًا ، كان ذلك عن بلاغ » . ومن ذلك ما نقلهعن الراغب من قوله في الفرق بين تعدية الفعل ( راغ ) بـ( إلى ) و( على ) ؛ كما فيقوله تعالى : ﴿ فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاء بِعِجْلٍ سَمِينٍ﴾ (الذاريات:26) ﴿فَرَاغَ إِلَى آلِهَتِهِمْ فَقَالَ أَلَا تَأْكُلُونَ ﴾(الصافات:91) ﴿ فَرَاغَ عَلَيْهِمْ ضَرْباً بِالْيَمِينِ﴾ (الصافات:93) واتكأ الدكتور يوسففي هذه الدراسة- كما قال- على الزمخشري ؛ لأن كثيرًا من أئمة التفسير كانوا عالةعليه ؛ ولأن كتابه ( الكشاف ) يضم بين دفتيه كثيرًا من الأسرار البلاغية لحروف الجر التيتتعدى بها الأفعال .. ومن ذلك قوله في تعدية الفعل ( جرى ) بـ( إلى ) التي تدلعلى انتهاء الغاية ، وباللام التي تدل على معنى الاختصاص ؛ كقوله تعالى : ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَوَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾(لقمان:29 ) ﴿ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِيلأَجَلٍ مُّسَمًّى ﴾(الرعد:2) ومما نقله عنالرازي قوله في الفرق بين تعدية الفعل ( تاب ) بـ( على ) ، و ( إلى ) ؛ كما في قولهتعالى : ﴿ فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ ﴾(البقرة:37) ﴿ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ ﴾(الأعراف:143) ومما نقله عن أبيحيان قوله في الفرق بين تعدية الفعل ( أنزل ) بـ( على ) ، و( إلى ) ؛ كما في قولهتعالى : ﴿ أَوَلَمْ يَكْفِهِمْ أَنَّا أَنزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ﴾(العنكبوت:51) ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ﴾(النساء:105) ومما نقله عن الألوسي قوله في الفرق بين تعدية الفعل ( سارع ) بـ(في ) ، و( إلى ) ؛ كما في قوله تعالى : ﴿ يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ لاَ يَحْزُنكَالَّذِينَ يُسَارِعُونَ فِي الْكُفْرِ ﴾(المائدة:41) ﴿وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ ﴾(آل عمران:133( وفي الفصل الثاني من الكتاب تحدث الدكتور الأنصاري عن ( أسرار تعديةالفعل في القرآن الكريم ) ، وذكر من الأفعال ![]() ثانيًا- وتعليقًا على بعض ما جاء في هذا الكتاب أقول ، والله المستعان : 1- ماذكره فضيلته في التمهيد عن مفهوم التعدية واللزوم عند النحاة هو المشهور في كتب النحو ، وهو الذي يردده علماء النحو وطلابه إلى اليوم . وممَّاينبغي معرفته ، والتنبيه إليه هنا ، هو أن مصطلح ![]() النوع الأول : أن يكون من الأفعال التيلا تطلب مفعولاً به ألبتة . وذكر ابن هشام له علامات : العلامة الأولى : أن يدل على حدوثذات ؛ كقولك : حدث أمرٌ ، وعرض سفرٌ .. قال ابن هشام :« فإنقلت : فإنك تقول : حدث لي أمر ، وعرض لي سفر . فعندي أن هذا الظرف- يعني : الجارُّ والمجرور- صفة المرفوع المتأخرتقدم عليه ، فصار حالاً ، فتعلقه أولاً وآخرًا بمحذوف ، وهو الكون المطلق . أو متعلقبالفعل المذكور على أنه مفعول لأجله ، والكلام في المفعول به » . والعلامة الثانية : أن يدل على حدوث صفة حسية ؛نحو قولك : طال الليل ، وقصر النهار ، وخلق الثوب ، ونظف ، وطهر ، ونجس . والعلامةالثالثة : أن يكون على وزن : فعُل ، بضم العين ؛ كظُرف المرءُ ، وشرُف . والعلامة الرابعة : أن يكون على وزن : انْفَعَلَ ؛ نحو قولك : انكسر الزجاج ، وانصرفالقوم . والعلامة الخامسة : أن يدل على عَرَضٍ ؛ كمرض زيدٌ ، وفرح ، وأشر ، وبطر . والعلامة السادسة والسابعة : أن يكون على وزن : فعَل ، بفتح العين . أو: فعِل .بكسر العين ، اللذين وصفُهما على : فعيل ؛ كذَلَّ فلانٌ فهو ذليل ، وسمِن فهو سمينٌ . قال ابن هشام :« ويدل على أن ذلَّ فعَل ، بالفتح ، قولهم : يذِلُّ ، بالكسر . وقلت فينحو : ذلَّ ، احترازًا من نحو : بخل ؛ فإنه يتعدى بالجار ، تقول : بخل بكذا » . وقالأيضًا :« فإن قلت: وكذلك تقول: ذل بالضرب، وسمن بكذا. قلت: المجروران مفعول لأجله،لا مفعول به » . النوع الثاني : أن يكون من الأفعال التي استغني عن مفعولها ،لقصد العموم . وهذا النوع من الأفعال هو الذي يعبر عنه علماء النحو بـ« أنه نُزِّلمنزلة الفعل اللازم » ؛ كالفعل : أبصر يبصر ، في قوله تعالى :﴿ وَتَرَكَهُمْ فِي ظُلُمَاتٍ لاَّ يُبْصِرُونَ ﴾(البقرة:17) ، والفعل : شاء ، في نحوقوله تعالى :﴿ وَلَوْ شَاء اللّهُ لَذَهَبَ بِسَمْعِهِمْ وَأَبْصَارِهِمْ﴾(البقرة:20(. فقوله تعالى :﴿ لَا يُبْصِرُونَ ﴾ هو فعل متعد في الأصل ؛ ولكن حذفمفعوله لقصد عموم نفي المبصرات ، فتنزل الفعل منزلة اللازم ، ولا يقدَّر له مفعول ؛كأنه قيل : لا إحساس بصر لهم . وإلى هذا أشار الزمخشري بقوله :« والمفعول الساقطمن ﴿ لاَّ يُبْصِرُونَ ﴾ من قبيل المتروك المُطرَح الذي لا يلتفت إلى إخطارهبالبال ، لا من قبيل المقدر المنوي ؛ كأنَّ الفعل غير متعدٍّ أصلاً » . وكذلك فعلالمشيئة ، في نحو قوله تعالى :﴿ لو شَاءَ اللهُ لذَهَبَ بسَمْعِهِمْ ﴾(البقرة:20( ، فهذا فعلمُنزَّل منزلة اللازم ، ولا يجوز أن يُصَرَّح بمفعوله ، إلا في الشيء المستغرب ؛ كما فيقول الخُرَيْمي : فلو شئت أن أبكي دمًا لبكيته ** غليك ولكن ساحة الصبرأوسع فلو شئت أن أبكي لبكيت دمًا فإنه يحتمل تعليق المشيئة ببكاء الدمع، على مجرى العادة، وأن ما ذكره من بكاءالدم واقع بدله من غير قصد إليه ؛ وكأنه قال : لو شئت أن أبكي دمعًا ، لبكيت دمًا فهذا المعنى محتمل ، وإن كان تقييد البكاء في الجواب بالدم ، يدل دلالة ظاهرةعلى أنه المراد . فإذا ذكر المفعول ، زال هذا الاحتمال ، وصار الكلام نصًّا في المعنى الأول . وأما مصطلح ![]() النوع الأول : هو الذي يتعدى إلى واحد بنفسه تارة ، وبالجار تارةأخرى ؛ كشكر ، ونصح ، وقصد . تقول : شكرته وشكرت له ، ونصحته ونصحت له ، وقصدته وقصدت له ،وقصدت إليه . قال تعالى : ﴿ وَاشْكُرُواْ نِعْمَتَ اللّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُتَعْبُدُونَ ﴾(النحل:114) ﴿ وََاشْكُرُواْ لِلّهِ إِن كُنتُمْ إِيَّاهُتَعْبُدُونَ ﴾ (البقرة:172) النوع الثاني : هو الذي يتعدى إلى مفعول واحد دائمًابالجار ؛ كقولك : غضبت من زيد ، ومررت به ، أو عليه . النوع الثالث : هو الذي يتعدىإلى مفعولين: الأول بنفسه ، والثاني بأداة الجر؛ كقوله تعالى: ﴿ قَالَ يَا آدَمُأَنبِئْهُم بِأَسْمَآئِهِمْ ﴾(البقرة:33) ﴿ نَبِّؤُونِي بِعِلْمٍ إِنكُنتُمْ صَادِقِينَ ﴾(الأنعام:143) ﴿ وَنَبِّئْهُمْ عَن ضَيْفِ إِبْراَهِيمَ﴾(الحجر:51) وقد يحذف الحرف ، ويبقى المفعول الثاني . وقد يحذف كليهما ؛ لتقدمذكرهما ؛ كما في قوله تعالى : ﴿ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَهَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ﴾(التحريم:3( 2-وواضح مماتقدم أنه لا يصح أن يطلق مصطلح ![]() وإلى هذا نبَّه ابن هشام في قوله الذي تقدم ذكره :« فإن قلت:فإنك تقول : حدث لي أمر ، وعرض لي سفر ، فعندي أن هذا الظرف صفة المرفوع المتأخر تقدمعليه ، فصار حالاً ؛ فتعلقه أولاً وآخرًا بمحذوف ، وهو الكون المطلق . أو متعلق بالفعلالمذكور على أنه مفعول لأجله ، والكلام في المفعول به » .وقوله أيضًا :« فإن قلت :وكذلك تقول : ذلَّ بالضرب ، وسمِن بكذا . قلت : المجروران مفعول لأجله ، لا مفعول به » . والملاحظ أن الدكتور الأنصاري في حديثه عن الفعل المتعدي بالحرف أنه خلط بينالمفعول به ، والمفعول فيه ، والمفعول لأجله ، دون تمييز ، فجعل كل فعل ذكر بعده أحد هذهالمفعولات ، أو غيرها مجرورًا بالحرف ، متعديًا بحرف الجر . ولم يكتف بذلك ؛ بل جعلالظرف ( مع ) بمنزلة حرف الجر . وقد كان الكوفيون يخلطون بين الظروف ، وحروف الجر ؛ فهيكلها عندهم حروف جر . 3- وسأكتفي في بيان ذلك بالحديث عن فعلين ذكرهما الدكتورالأنصاري في الفصل الثاني من كتابه ؛ وهما : الفعل : دخل ، والفعل : خرج . ![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |