![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
خصائص أسماء الزهراء عليها السلام " فاطمة " موقع الميزان
أرى لزاما على أن أحرر في هذه الخصيصة معنى الاسم المبارك « فاطمة » وعلة التسمية ، وستنكشف بذلك علوم ومطالب عالية ، والأفضل أن أبدأ بمقدمة فأقول : فاطمة مشتق من فطم ، قال صاحب مجمع البحرين : الفطيم ككريم هو الذي انتهت مدة رضاعه ، يقال : فطمت الرضيع فصلته عن الرضاع ، ويجمع الفطيم على فطم - بضمتين - وهو قليل الاستعمال في العربية . قال البوصيري : والنفس كالطفل إن تهمله شب على * حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم وقال النبي ( صلى الله عليه وآله ) أيضا : « خير أمتي من هدم شبابه في طاعة الله وفطم لذاته عن لذات الدنيا » . وقد اقتبس البوصيري هذا المعنى من الحديث الشريف ونظمه في شعره المذكور . قال الفيروزآبادي في القاموس : « أفطم السخلة : حان أن تفطم ، فإذا فطمت فهي فاطم ومفطومة وفطيم ، قال العرب : فطمت الأم صبيها أي قطعته عن اللبن وتم رضاعه ، وفطم يأتي لازما ومتعدي فالفطم والفطام : القطع ، وغالبا ما استعملت في أخبار الأئمة الأطهار وآثارهم بمعنى الانقطاع عن الدنيا ولذاتها . وفي تفسير العسكري في معنى « فاطمة » : قال إن الله سبحانه سمى نفسه الفاطم ، يعني الفاطم أولياءه عن أعدائه في دخول الجنة والنار . وفي حديث العلل : لما سأل الأعرابي الحسنين ( عليهما السلام ) وعبد الله وتحير الأعرابي من جودهما وعلو همتهما قال له عثمان : ومن لك بمثل هؤلاء الفتية ؟ أولئك فطموا العلم فطما وحازوا الخير والحكمة . قال الصدوق ( رحمه الله ) : فطموا العلم أي قطعوه عن غيرهم قطعا ، وجمعوا لأنفسهم جمعا . ولما كان اعتمادي في كتب اللغة على الصحاح والقاموس ، فسأنقل عبارة القاموس وفيها ما سبق وزيادة ، قال : فطمه يفطمه : قطعه ، والصبي فصله عن الرضاعة ، مفطوم وفطيم جمع ككتب والاسم ككتاب ، وناقة فاطم بلغ حوارها سنة ، وأفطم السخلة حان أن تفطم ، فإذا فطمت فهي فاطم ، ومفطومة ، وفطيمة ، وفاطمة عشرون صحابية ، والفواطم التي في الحديث : سيدة النساء فاطمة الزهراء وبنت أسد أم علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، وبنت حمزة عم النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، والثالثة بنت عتبة بنت ربيعة ، ولعل المراد بالثالثة غير فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) وفيه نظر ، والفواطم اللاتي ولدن النبي : قرشية وقيسيتان وخزاعية وأزدية . انتهى ملخصا . قال صاحب جنات الخلود : عدد الحرفين الأخرين من اسم فاطمة يساوي خمسة وأربعين ونصف الحروف الثلاثة الأول أيضا تساوي خمسة وأربعين ، وفي عدد النصف أثر ثابت كما أن في جمعه أثرا مقررا . أقول : في عدد الحروف الثلاثة الأولى ( فاء ألف وطاء ) أيضا أثر خاص ، بل إن بعض أهل الخلوص والرياضة يواظبون مواظبة خاصة على العدد 45 و 90 و 135 في توسلاتهم بفاطمة الطاهرة ( عليها السلام ) ، وقد أثبتت لهم التجربة حصول المقصود . ومنهم من قنع في الأدعية والصلوات المنسوبة للمحجوبة الكبرى بعدد حرف الطاء ، وهو تسعة - الواقع في وسط الاسم الشريف ، بل سمعت من بعض المرتاضين المخلصين من ذوي المحبة الشديدة أنهم يقسمون على الله بفقر فاطمة وآلها وطهارتها ومحبتها وهدايتها ، ويلحون بإصرار بهذه الحروف الخمسة مع التركيز لاستحضار ملكات السيدة وكمالاتها . يوصي هذا الحقير - بدوره - بالمواظبة قدر الإمكان على الأعداد المذكور في الشدائد والبلايا ، على أمل أن أكتب - فيما بعد - مفصلا كل ما تعلمته وعملت به وجربته ورأيت فائدته وأثره في باب التوسل بفاطمة ( عليها السلام ) إن شاء الله تعالى . عشرة وجوه في معنى فاطمة وسأذكر - عجالة - في هذا المقام عشرة وجوه لمعنى اسم « فاطمة » مما اتخذته من الأخبار المروية من كتب الخاصة والعامة . الوجه الأول روى العلامة المجلسي ( رحمه الله ) في بحار الأنوار عن الصادق ( عليه السلام ) ، قال : « سميت فاطمة لانقطاعها عن نساء زمانها فضلا ودينا وحسبا وقيل : لانقطاعها عن الدنيا إلى الله » . وقد اتضح من هذا البيان أن الفخر بالنسب ليس فيه كثير فائدة للإنسان ، وإن الذي ينفعه حقا هو الفضل في الدين والشرف في الحسب وعلى ذلك كثير من الشواهد العقلية والنقلية . منها : ومن قصر به علمه لم ينفعه حسبه . وأيضا : لا حسب أبلغ من الأدب . وايضا : حسب المرء دينه . وأيضا : المؤمن يتبع على حسب دينه . وقال النبي لقريش : ستأتون غدا يوم القيامة بأحسابكم لا بأنسابكم . ونعم ما قيل : شرف المرء بالعلم والأدب لا بالأصل والنسب . نعم ، إذا اجتمعت الأصالة والنبالة في الأنساب مع الشرف والفخامة في الأحساب ، فهو شرف على شرف وفضيلة على فضيلة . والمهم في الحديث التأكيد على دين فاطمة ( عليها السلام ) الذي كان في غاية الكمال وحسبها وفضلها في الحسب ثابت لا كلام فيه ، ومعنى الحديث أن فاطمة لا تقاس بسواها من النساء في الفضل والدين والحسب ، ولها فضل وشرف على الجميع كافة ، كما أن قوله ( صلى الله عليه وآله ) « إنها ليست كالآدميين » فيه دلالة على عموم الأفضلية . الوجه الثاني روى في البحار - أيضا - قال : « سميت فاطمة لانقطاعها عن الفواطم التسعة » لأنهن ولدن في الكفر ، وولدت فاطمة في الإسلام ، ولها بذلك الفخر . وهذا الخبر خاص بتفضيلها على الفواطم التسع ، بينما كان الخبر السابق عاما يشمل نساء زمانها أيضا ، وسيأتي في حديث معتبر أن أربعة كن سيدات عالمهن وأفضلهن عالما فاطمة بنت محمد ( صلى الله عليه وآله ) . الوجه الثالث روى الصدوق طاب ثراه في علل الشرائع عن الباقر ( عليه السلام ) مسندا ، قال : لما ولدت فاطمة ( عليها السلام ) أوحى الله عز وجل إلى ملك فانطلق به لسان محمد ( صلى الله عليه وآله و ) فسماها فاطمة ، ثم قال : إني فطمتك بالعلم وفطمتك عن الطمث . ثم قال أبو جعفر ( عليه السلام ) : والله لقد فطمها الله تبارك وتعالى بالعلم وعن الطمث بالميثاق . وإذا تأملت الحديث وجدت فيه مطالب أربعة : الأول : إن الملك أجرى اسم فاطمة على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) . الثاني : كان فطام فاطمة بالعلم . الثالث : إنها فطمت عن الطمث . الرابع : يمين الإمام ( عليه السلام ) والميثاق يؤكدان وقوع ما أخبر به النبي ( صلى الله عليه وآله ) . أما المطلب الأول فقد تعرضنا له في الخصيصة السابقة . وأما المطلب الثاني : فيدل صراحة على علم فاطمة ، والأفضل أن ننقل كلام المرحوم المجلسي في ذيل هذا الحديث ، قال : فطمتك بالعلم أي أرضعتك بالعلم حتى استغنيت ، وفطمت أو قطعتك عن الجهل بسبب العلم ، أو جعلت فطامك من اللبن مقرونا بالعلم ، كناية عن كونها في بدو فطرتها عالمة بالعلوم الربانية ، وعلى التقادير كان الفاعل بمعنى المفعول كالدافق بمعنى المدفوق ، أو يقرء على بناء التفعيل ، أي جعلتك قاطعة الناس من الجهل ، أو المعنى : لما فطمها من الجهل فهي تفطم الناس منه ، والوجهان الأخيران يشكل إجراؤهما في قوله : فطمتك عن الطمث إلا بتكلف ، بأن يجعل الطمث كناية عن الأخلاق والأفعال الذميمة ، أو يقال على الثالث : لما فطمتك عن الأدناس الروحانية والجسمانية فأنت تفطم الناس عن الأدناس المعنوية ، انتهى كلامه ( رحمه الله ) . ![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |