![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
خصائص أسماء الزهراء عليها السلام " المحدثة " موقع الميزان
المحدثة - بفتح الدال - وهو من أعظم وأفضل الألقاب الطيبة لأم الأئمة النجباء فاطمة الزهراء صلوات الله عليها . وهذه الدرجة السامية والرتبة النامية التي تلي مقام النبوة والإمامة خاصة بالزهراء ( عليها السلام ) . وهي تعني أن صاحب هذا اللقب والمقام يكون ملهما ومؤيدا بالإفاضات الغيبية والعنايات الربانية ، حيث تحدثه الملائكة فيسمع أصواتها . والظاهر من أخبار الكافي أن من مراتب النبوة قبل البعثة سماع صوت الملك ومعاينة الروح الأمين . والمحدثة : اسم مفعول أي التي حدثت ، ولا بد للمحدثة من محدث ، وكان جبرئيل وغيره من الملائكة يحدثون النبي والوصي وفاطمة الزكية ، وكانت لفاطمة الزهراء ( عليها السلام ) لقاءات لا تحصى مع الملائكة . وفي حديث مصحف جبرئيل ، كانت فاطمة تلتقي جبرئيل خمسة وسبعين يوما أوقات الصلاة المفروضة ، وتشاهده عيانا بالحاسة الباصرة الظاهرية والرؤية البشرية ، وتسمع منه الأحاديث والأخبار في ما كان وما هو كائن ، وكانت تلتقيه من قبل في زمان أبيها كما جاء في مرثيتها : وكان جبرئيل بالآيات يؤنسنا * فقد فقدت فكل الخير محتجب ولما كان الحديث عن هذا المطلب الأسنى والمقصد الأعلى بنحو الإطناب مهما في هذا الكتاب ، لذا سننقل أقوال العلماء أولا ، ثم نذكر علائم وصفات المحدثة من الأخبار المعتبرة ثانيا ليثمر البحث نتيجة مفيدة إن شاء الله . قال المحدث المرحوم الفيض في الوافي : المحدث - بفتح الدال وتشديده - هو الذي يحدثه الملك في باطن قلبه ، ويلهمه معرفة الأشياء ، ويفهم وربما يسمع صوت الملك وإن لم ير شخصه . وقال في مجمع البحرين في معنى « المحدثين » : أي يحدثهم الملائكة وفيهم جبرئيل من غير معاينة . وقال شارح أصول الكافي الفاضل المحدث المازندراني : هو الذي يلقى في قلبه شئ من الملأ الأعلى . وقال بعض الأفاضل : هو الذي يحدث ما في ضميره بأمور صحيحة ، وهو نوع من الغيب ، فتظهر على نحو ما وقع له ، وهي كرامة من الله يكرم بها من شاء من صالح عباده وهو من صفاء القلب فيتجلى فيه من اللوح المحفوظ عند المقابلة بينه وبين القلب . ومن كلماتهم أيضا : هو الذي يخلق الله في قلبه الصافي الأمور الكائنة بواسطة الملك الموكل به وقد ينتهي به الاستعداد إلى أن يسمع الصوت ويرى الملك . وهذه العبارات الشيقة والمقالات المنيفة مأخوذة من العبارات الباهرة الآيات للأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) المذكورة في الكافي والبصائر ، منها : ما روي عن الصادق ( عليه السلام ) في وصف المحدث قال : إنه يسمع الصوت ولا يرى الشخص . فقلت له : جعلت فداك كيف يعلم أنه كلام الملك ؟ قال : إنه يعطى السكينة والوقار حتى يعلم أنه كلام ملك . ومنها : ما عن سليم بن قيس الهلالي عن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : إني وأوصيائي من ولدي كلنا محدثون . قال سليم : قلت لمحمد بن أبي بكر : وهل تحدث الملائكة إلا الأنبياء ؟ قال : أما تقرأ القرآن : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) ولا محدث ؟ قال : قلت له : أمير المؤمنين ( عليه السلام ) محدث هو ؟ قال : نعم وكانت فاطمة محدثة ولم تكن نبية . وفي حديث أبي جعفر الباقر ( عليه السلام ) : « فقال نعم وجدنا علم علي ( عليه السلام ) في آية من كتاب الله ( وما أرسلنا من قبلك من رسول . . . ) . قلت : وأي شئ المحدث ؟ فقال : ينكت في أذنه فيسمع طنينا كطنين الطست أو يقرع على قلبه فيسمع وقعا كوقع السلسلة على الطست . وروى هذا المعني في الكافي ، ومنتخب البصائر عن الأئمة المعصومين ، إلا أننا أعرضنا عن ذكرها طلبا للاختصار ، ويعلم مضانها أهل الإستبصار . وفي كتاب تأويل الآيات عن علي بن الحسين ( عليه السلام ) قال للحكم بن عيينة : هل تدري الآية التي كان علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) يعرف قاتله بها ويعرف بها الأمور العظام التي كان يحدث بها الناس ؟ . . . قال : فقلت : لا والله لا أعلم . . قال : هو والله قول الله عز ذكره : ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ) ولا محدث . ثم قال : وكل إمام منا محدث . ونظيره الحديث المشهور « في كل أمة محدثون ومفهمون وإن أوصياء محمد ( صلى الله عليه وآله ) محدثون في هذه الأمة » . وعقد في الكافي بابا خاصا لذلك . والتأمل في هذه الأخبار يوضح لنا الفرق بين الرسول والنبي والمحدث ، فالمحدث لا رسول ولا نبي ، والنبي والرسول محدثان ، أي أن مرتبة المحدث تلي المرتبتين ، أو أنها رتبة من رتب النبوة والرسالة . روى ثقة المحدثين وناشر آثار الأئمة المعصومين ( عليهم السلام ) الحاجي دام ظله في كتاب نفس الرحمن جملة من الأخبار في حق سلمان الفارسي ، منها ما عن علل الشرائع للصدوق ( رحمه الله ) : إن فاطمة كانت محدثة ، وروي أن سلمان كان محدثا ، فسئل الصادق ( عليه السلام ) عن ذلك وقيل له : من كان يحدثه ؟ فقال : رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وأمير المؤمنين ، وإنما صار محدثا دون غيره ممن كان يحدثانه ، لأنهما كانا يحدثانه بما لا يحتمله غيره من مخزون علم الله ومكنونه . ويلاحظ في ذيل الحديث الفرق الفاصل بين سلمان وغيره ، حيث كان سلمان يحدث عن إمامه ، والإمام يحدث عن الله سبحانه لأنه حجة الله « ولا يحدث عن الله إلا الحجة » . وقد يستبعد هذا البيان مع ما مر سابقا ، ولكن يمكن الجمع بينهما بأن يقال أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) كان يؤكد ما يحدث به جبرئيل أو الملك . وروى شيخ الطائفة في الأمالي عن الصادق ( عليه السلام ) قال : كان علي ( عليه السلام ) محدثا ، وكان سلمان محدثا . قال : قلت : فما آية المحدث ؟ قال : يأتيه ملك فينكت في قلبه كيت وكيت . والواضح من هذه الأخبار أن تحديث الملك فيض خاص وعلم مخصوص للمحدث دون سواه ، وهذه الإفاضة - أي النكت بالسمع والقذف في القلب - تكون للاستعداد والقابلية الكاملة الموجودة في المحدث خاصة ، وهذا الاستعداد والقابلية موهبة رحمانية ومكرمة ربانية ، ولذا قيل في سلمان : « سلمان منا أهل البيت » ، فإذا كان سلمان كذلك فلماذا لا تكون فاطمة الزهراء من أهل البيت ( عليهم السلام ) ؟ ! والحال أنهم قالوا إن آية التطهير تشمل زوجات النبي عامة ، وأصروا على هذه العقيدة السخيفة في مؤلفاتهم مع أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال مرارا « فاطمة مني وأنا من فاطمة » . وعلى أية حال فإن هذا القلب النبيل والوصف الجميل من شرائف أوصاف السيدة الكريمة وأفضل ألقابها ، وكثيرا ما كان يجري على لسان النبي ( صلى الله عليه وآله ) والأئمة الطاهرين ( عليهم السلام ) وهو يحكي كمال المخدرة الكبرى في العلم . وروي في بصائر الدرجات في الجزء السابع أن الأئمة يخاطبهم الملائكة المقربون ويسمعون الصوت ويعاينون خلقا أعظم من جبرئيل وميكائيل . وعن علي بن حمزة عن أبي بصير قال : سمعت أبا عبد الله ( عليه السلام ) يقول : إن منا لمن ينكت في قلبه ، وإن منا لمن يؤت في منامه ، وإن منا لمن يسمع الصوت مثل صوت السلسلة في الطست ، وإن منا لمن تأتيه صورة أعظم من جبرئيل وميكائيل . بل إن علوم الأئمة ( عليهم السلام ) تزداد ليل نهار من خلال الإفاضات والنكتات والتقريعات والتوقيرات والقذفات والإلهامات المستمرة بلا نفاد ولا انقطاع ، كذرات الشمس وأشعتها ، تمدهم بالمدد الغيبي ، وهم يخبرون الناس ويبلغونهم ما يتعلمون . وسنذكر في خصيصة مستقلة حضور الملائكة بطبقاتهم من جبرئيل وغيره ، ليعلم القراء كيف أن فاطمة كانت تتجلى فيها آثار الولاية والمعرفة الكاملة والعلوم الحقة ، وتأنس بالكرام من الملائكة المقربين ، وتتلقى العلوم الغيبية وتستفيض وتفيض من خطاباتهم ، مع أنها ليست في رتبة الإمامة ولم تكلف بهذا التكليف . ويكفينا في هذا الباب الاستشهاد بحديث مصحف فاطمة ، ولا حاجة إلى شاهد آخر . ففي الكافي في باب المصحف عن حماد بن عثمان عن الصادق ( عليه السلام ) في حديث : . . فأرسل إليها ملكا يسلي غمها ويحدثها ، فشكت ذلك إلى أمير المؤمنين ( عليه السلام ) فقال لها : إذا أحسست بذلك وسمعت الصوت قولي لي ، فأعلمته بذلك ، فجعل أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يكتب كلما سمع ، حتى أثبت من ذلك مصحفا . قال : ثم قال : أما إنه ليس فيه شئ من الحلال والحرام ، ولكن فيه علم ما يكون . وفي الحديث أسرار يأتي شرحها إن شاء الله تعالى . ![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |