![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
في فضائل خديجة الطاهرة عليها السلام "موقع الميزان "
قال أصحاب الحديث والسير : إن فاطمة ( عليها السلام ) لم تعش مع أمها خديجة الطاهرة أكثر من خمس سنين وهذه الفترة الوجيزة لم تقع لها الفرصة الكافية للبقاء واللقاء معها ، ولعلها تأست في ذلك بأبيها الذي حرم من لقاء أبيه عبد الله ، والبنات يشعرون باليتم من موت الأمهات كما يشعر الأولاد باليتم من موت الآباء ، ففاطمة ( عليها السلام ) شابهت أباها من هذه الجهة أيضا ، وسنذكر في هذه الخصيصة الخاصة بخديجة الطاهرة من الصحيفة الفاطمية شيئا عن علو قدرها وجلالة مقامها ، ففي ذكرنا لسيدة النسوان سرور زوجها وبنتها وأولادها الطاهرين ، وإني أعلم أن سرورهم ورضاهم يوجب مغفرة الذنوب ويجلب رضا الله سبحانه . فأقول : اللهم صل وسلم على هذه المرأة الجليلة ، النبيلة ، الأصيلة ، العقيلة ، الكاملة ، العاقلة ، الباذلة ، العالمة ، الفاضلة ، العابدة ، الزاهدة ، المجاهدة ، الحازمة ، والحبيبة لله ولرسوله ولوليه ، المختارة من النساء ، والصفية البيضاء ، حليلة الرسول ، وأم البتول ، صفوة النسوة الطاهرات ، وسيدة العفائف المطهرات ، أفضل أمهات المؤمنين ، وأشرف زوجات الرسول الأمين ، وأول من آمنت من النساء ، وأسبقهن إلى عبادة رب الأرض والسماء ، سيدة النسوان ، وخاصة الرسول ، وخلاصة الإيمان ، أصل العز والمجد ، وشجرة الفخر والنجد ، السابقة إلى الإسلام والدين في العاجلة والأخرى ، مولاتنا وسيدتنا أم المؤمنين خديجة الكبرى ( عليها السلام ) . إعلم ; إن السيدة المحترمة خديجة هي بنت خويلد بن أسد بن عبد العزى بن قصي بن كلاب القرشية الأسدية ، وأمها من الفواطم التسع ، وهي فاطمة بنت زائدة بن الأصم ينتهي نسبها إلى عامر بن لؤي . قال الشيخ صاحب الوسائل في منظومته : زوجاته خديجة وفضلها * أبان عنه بذلها وفعلها بنت خويلد الفتى المكرم * الماجد المؤيد المعظم لها من الجنة بيت من قصب * لا صخب فيه لها ولا نصب وهذه صورة لفظ الخبر * عن النبي المصطفى المطهر وهي أول امرأة تزوجها النبي ( صلى الله عليه وآله) في مكة المعظمة ، ولم يتزوج بأخرى ما داحت حية ، وتزوج بعد وفاتها باثنتي عشرة امرأة ، وتوفي ( صلى الله عليه وآله) عن تسع من أمهات المؤمنين ، أفضلهن بعد خديجة أم سلمة ، ثم ميمونة بنت الحارث ، وهي المبشرة بالجنة - كما في الحديث المعتبر - ، وأربع نسوة من بني هلال ، وأسماء بنت عميس الخثعمية زوجة جعفر بن أبي طالب ، وأختها سلمى زوجة حمزة بن عبد المطلب ، وأم الفضل زوجة العباس بن عبد المطلب المعروفة ب « هند » ، والغميصاء أم خالد بن الوليد ، وعز الثقفية ، وحميدة . وروى الشيخ الطوسي والشيخ المفيد عليهما الرحمة : أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) تزوج خديجة بكرا ، والمشهور أنها عرفت زوجين قبل رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أحدهما : عتيق بن عائذ المخزومي ، والآخر : أبو هالة الأسدي ، أنجبت للأول بنتا ، وللثاني ولدا اسمه « هند » رباه النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، ثم تزوجها النبي ( صلى الله عليه وآله ) وهو ابن خمس وعشرين سنة ، وبقيت في خدمته أربع وعشرين سنة وشهرا ، وأمهرها اثنتي عشرة أوقية ونصفا وهو مهر باقي نساءه ، أم سلمة ، وميمونة ، وزينب ، وصفية ، وجويرية ، وأم حبيب ، وسودة ، وعائشة ، وحفصة. أما بنات خديجة ففيهن ثلاثة أقوال : الأول : إنهن بنات رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) . الثاني : إنهن من زوجيها السابقين . الثالث : إنهن بنات أختها هالة ، توفيت وهن صغار ، فكفلتهن خديجة حتى كبرن ونسبن إليها . وهذا القول خير دليل على بكارة خديجة عند زواجها برسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ، وقد ذهب إليه أعلام الشيعة المذكورين وجماعة من علماء السنة ، والقول به يرفع الكثير من الإشكالات والمحاذير ، وهو لا يعارض المذهب الحق . ويمكن أن يقال : إن خديجة ولدت في هذه الفترة ستة أبناء أو أربعة ، وقد ذكرت أسماؤهم في كتب التاريخ والسير وكانت فاطمة الزهراء ( عليها السلام ) آخرهم ، ماتوا كلهم ودفنوا في مكة إلا تلك المخدرة ، ولا يستبعد أن تكون خديجة أكبر من رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) سنا ، وأنها عاشت أربعا وستين عاما ، وإن كان المشهور خلاف ذلك . ولكن طرح قول الشيخين العلمين المعتمدين بعيد عن الإحتياط ومفارق لنهج الصواب . وعلى أية حال ، فمن نظر في كتب أهل السنة رأى أنهم يروون الكثير في فضل عائشة ومناقبها ، ومع ذلك فإنهم يقولون بأن خديجة أفضل منها ومن سائر زوجات النبي ، بل يفضلونها على نساء العالم ، بل يروون أحاديث عن عائشة عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) في جلالة قدرها وعلو شأنها ، مع ما كانت عليه عائشة من الحسد والغيرة والخصومة لخديجة ( عليها السلام ) . والأفضل أن نروي ما رواه المخالف لإثبات قول المؤالف وصدق دعاويه : الخبر الأول : روى أحمد بن حنبل والطبراني عن أنس أن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : « خير نساء العالمين أربع : مريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، وآسية امرأة فرعون . الثاني : أخرج الترمذي في صحيحه أن أمير المؤمنين ( عليه السلام ) قال : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول : خير نسائها خديجة بنت خويلد ، وخير نسائها مريم بنت عمران . الثالث : روى أحمد والطبراني والحاكم عن ابن عباس عن النبي ( صلى الله عليه وآله ) قال : أفضل نساء أهل الجنة خديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد ، ومريم بنت عمران ، وآسية بنت مزاحم امرأة فرعون . الرابع : روى الحاكم عن عائشة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أنه قال : سيدات أهل الجنة أربع : مريم وفاطمة وخديجة وآسية . الخامس : روى عن حذيفة عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) قال : خديجة سابقة نساء العالمين إلى الإيمان بالله وبمحمد . السادس : روى في الصحيحين عن أبي هريرة قال : أتى جبرئيل النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا رسول الله هذه خديجة قد أتتك معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب ، فإذا هي أتتك فاقرء عليها السلام من ربها عز وجل ومني ، وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب . والصخب : رفع الصوت ، والنصب : التعب ، والقصب : قصب الذهب . وقال الجوهري : القصب : بيت من جوهر . وقال صاحب النهاية في غريب الحديث : القصب لؤلؤ مجوف واسع كالقصر المنيف . السابع : روى البخاري في صحيحه عن عائشة قالت : استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فعرف استئذان خديجة ، فارتاع لذلك فقال : اللهم هالة ؟ ! قالت : فغرت فقلت : ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين هلكت في الدهر قد أبدلك الله خيرا منها ؟ ! فقال : والله ما رزقت خيرا من خديجة ، آمنت بي حيث كذبني الناس ، وأعطتني حيث منعني الناس ، وكانت من أحسن النساء حجالا ، وأكملهن عقلا ، وأتمهن رأيا ، وأكثرهن عفة ودينا وحبا ومروة ومالا . وكانت عائشة غالبا ما تذكر خديجة بسوء وتنال منها . الثامن : روى عن محمد بن إسحاق - وهو من أهل الخلاف - قال : كانت خديجة أول من آمن بالله ورسوله وصدقت بما جاء من الله ووازرته على أمره ، فخفف الله بذلك عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) وكان لا يسمع شيئا يكرهه من رد عليه وتكذيب له فيحزنه ذلك إلا فرج الله ذلك عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بها ، إذا رجع إليها تثبته وتخفف عنه وتهون عليه أمر الناس ، حتى ماتت رحمها الله . التاسع : روى في « نزهة المجالس ومنتخب النفائس » للشيخ عبد الرحمن الشافعي : إن جبرئيل أتى النبي ( صلى الله عليه وآله ) فقال : يا محمد ! ما نزلت من عند سدرة المنتهى إلا ويقول الله تعالى : سلم على خديجة . فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : الله السلام ومنه السلام وإليه يعود السلام وعلى جبرئيل السلام . العاشر : وفي الكتاب المذكور عن معاذ بن جبل : لما مرضت خديجة مرضها الذي توفيت فيه ، دخل عليها رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) فقال لها : بالكره مني ما أرى منك يا خديجة ، وقد يجعل الله في الكره خيرا كثيرا . أما علمت أن الله قد زوجني معك في الجنة مريم بنت عمران وكلثم أخت موسى وآسية امرأة فرعون . قالت : وقد فعل الله ذلك يا رسول الله ؟ قال : نعم ، قالت : بالرفاء والبنين . وقد ذكر أحد علماء العامة عبارة فيها الكثير من المدح ، قال : ويكفي خديجة فضلا أن فاطمة كانت في بطنها . وذكر البوصيري صاحب قصيدة البردة في قصيدته الهمزية - التي شرحها ابن حجر وطبعت هذه الأيام في القاهرة قصة لم أرها في كتب الشيعة : ورأته خديجة والتقى والزهد * فيه سجية والحياء وأتاها أن الغمامة والصرح * أظلته منهما أفياء وأحاديث أن وعد رسول الله * بالبعث حان منهما الوفاء فدعته إلى الزواج وما أحسن * ما يبلغ المنى الأذكياء وأتاها في بيتها جبريل * ولذي اللب في الامور ارتياء فأماطت عنهما الخمار لتدري * لهو الوحي أم هو الإغماء فاختفى عند كشفها الرأس * جبرئيل فيما عدا أعيد الغطاء واستبانت خديجة أنه الكنز الذي * حاولته والكيمياء وروى العامة أن خديجة قالت لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : أتستطيع أن تخبرني بصاحبك هذا الذي يأتيك إذا جاءك ؟ ! قال : نعم ، قالت : فإذا جاء فأخبرني ، فجاء جبرئيل ( عليه السلام ) فقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) لخديجة : يا خديجة هذا جبرئيل قد جاءني ، قالت : قم يابن عم فاجلس على فخذي اليسرى ، فقام رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) فجلس عليها ، قالت : هل تراه ؟ قال : نعم ، قالت : فتحول فاقعد على فخذي اليمنى فتحول ، فقالت : هل تراه ، قال : نعم ، قالت : فاجلس في حجري ففعل ، قالت : هل تراه ؟ قال : لا ، قالت : يابن عم أثبت وابشر ، فوالله إنه لملك وما هو بشيطان . فانطلقت خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل - ابن عمها - فقال ورقة : يا خديجة لقد جاء الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى ثم قام وقبل رأس النبي ( صلى الله عليه وآله ) . ![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |