![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
السؤال: مفاد آية (قال اني جاعلك للناس إماما قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته السادة الأفاضل الرجاء التكرم بالاجابة على سؤالي : من الأدلة العقلية الدالة على عصمة الامام : آية ابتلاء ابراهيم عليه السلام في قوله تعالى : (( وإذا ابتلى إبراهيم ربه بكلمات فأتمهن قال اني جاعلك للناس اماما قال ومن ذريتي , قال لا ينال عهدي الظالمين )) . (1) ان الامامة في الاية غير النبوة . لماذا ؟ (2) ما المراد من الظالمين ؟ (3) هناك شبهة تقول أن الاية تشمل من كان مقيما على الظلم , واما التائب فلا يتعلق به الحكم , لأن الحكم اذا كان معلقا على صفة وزالت الصفة زال الحكم . فكيف نرد على هذة الشبهه ؟ الجواب: الأخت ابتسام المحترمة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الإمامة أعلى شأناً من النبوة , إذ النبوة هي مقام تلقي الوحي فقط , ولكن الإمامة رتبة التصدي لقيادة الأمة على ضوء تعاليم الوحي , فالإمام هو خيلفة الله على الأرض لعظم المسؤولية التي تقع على عاتقه . ومن هنا نعلم أن المناسب للرتبة التي منحت لابراهيم (ع) بعد ابتلائه هو الإمامة , مضافاً الى أنّ ظهور كلمة (( إماماً )) في الآية تدل بالصراحة على منصب الإمامة لا النبوة , فصرفها إلى النبوة تكلف بلا حجة ولا دليل . على أنّ المعنى واضح من خلال الآية , فابراهيم (ع) في أوان نبوته كان لا يعلم بحصول ذرية له في المستقبل , بل وفي قصة تبشير الملائكة باسماعيل وإسحاق ما يلوح منه آثار اليأس والقنوط من الحصول على الأولاد , فكيف ـ والحال هذه يستدعي إبراهيم (ع) من الله تبارك وتعالى إعطاء رتبة الإمامة لذريته؟ فيظهر لنا أن هذا الدعاء كان بعد ولادة بعض ذريته على الاقل , أي بعد حصوله على رتبة النبوة . ثم إن هنا أيضاً نقطة هامة لا بأس بالاشارة اليها , وهي أن (( جاعلك )) اسم فاعل ولا يعمل الا في الحال أو الاستقبال , أي قوله تبارك وتعالى: (( اني جاعلك للناس إماماً )) يدل على إعطاء الإمامة فيما بعد , مع أن هذا القول هو وحي فلا يمكن وصوله الا مع نبوة , فثبت أنه (ع) كان نبياً قبل تقلده الإمامة . أما المقصود من ((الظالمين)) , مطلق من صدر منه ظلم ولو في مقطع من الزمن، وحتى ولو تاب فيما بعد , والآية بهذه الصراحة تريد أن تركز على صفة العصمة في الإمام , فمن لم تكن فيه هذه الميزة ـ ولو في برهة من عمره ـ لا يليق بهذا المقام . أما إخراج التائب، فبداهة العقل ترد هذه الشبهة , فهل يعقل أن ابراهيم (ع) الذي عرف منزلة الإمامة وشأنها ـ بعد الابتلائات العصيبة التي مرّ بها ـ يسأل هذه الرتبة للمقيم على الظلم ؟! ألا يعلم هو (ع) أنّ هذه المكانة السامية لا تجتمع مع الشرك أو المعاصي ؟! , فمنه يظهر أنّ استدعائه (ع) الإمامة كان لمن لم يعص أبداً من ذريته أو عصى ثم تاب , ونفى الله عزوجل إعطائها لغير المعصوم من نسله , فبقي المعصوم هو الذي يكون مشمولاً للآية . ثم حتى على فرض الأخذ بظهور الآية , فان كلمة (( الظالمين )) مطلقة وتشمل جميع من صدر منهم الظلم سواء تابوا بعد أم لا , ولا دليل لتخصيصها بقسم دون آخر . ودمتم في رعاية الله |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |