![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
لسؤال: في من نزلت آية التطهير
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله اللهم صلى على سيدنا محمد و ال محمد أما بعد فانني أريد أن أستعلم من سيادتكم عن شيء مهم جدا و هو خاص بأية التطهير فأية التطهير بسورة الأحزاب33 قد وضع الله عز و جل قبلها و بعدها أيات تخاطب نساء النبي و أزواج النبي و كمثل ما عودتمونا أن نتدبر آيات القرآن فهل هذا يدل على أن زوجات النبي من أهل البيت ؟ على الرغم من ذلك وجدت في كتب أهل السنة وفي البخاري حديث نبوي معناه ان أهل البيت هم النبي (صلى الله عليه وآله) و فاطمة و الحسن و الحسين و مولانا أمير المؤمنين عليه السلام رجاءاً التوضيح الجواب: الاخ الكريم حسين حسن المحترم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. نقول أولاً: إنه مما أجمع عليه أهل النقل من المسلمين كافة أن آية التطهير قد نزلت لوحدها منفردة دون ما قبلها وبعدها وهذا شيء متفق عليه, فمن هنا يبطل القول بأنها نازلة في خصوص النساء لورود سبب نزول صحيح عند الجميع بأنها نزلت في أصحاب الكساء (عليهم السلام). وكذلك يبطل القول بأنها نازلة في النساء وأصحاب الكساء لعدم ذكرهن في سبب النزول, وعدم إدخال النبي (صلى الله عليه وآله) لأم سلمة مع طلبها لذلك على الرغم من فضيلتها وعظمتها التي لا تنكر. وأما من يحتج على دخول النساء بمسألة السياق, فالسياق لا يستدل به مع ورود سبب نزول بخلافه. وكذلك فإن السياق قد هدم بمجيء ضمير التذكير خلافاً لما قبلها وبعدها, فيكون الخطاب حينئذ غير متوجه لنساء النبي (صلى الله عليه وآله) قطعاً مهما كانت تأويلاتهم لضمير التذكير في (عنكم ويطهركم), فلو أراد الله تعالى إبقاء السياق في الكلام مع النساء لما أعرض عن ضمير التأنيث الى التذكير فإن ذلك يهدم السياق ويوهم الناس. وبالتالي وعلى كل حال فإن النبي (صلى الله عليه وآله) هو الذي يبين سبب النزول حتى تعرف الامة المراد , فقد قال تعالى: ((وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم)), فالنبي (صلى الله عليه وآله) بين نزول آية التطهير لوحدها دون ما قبلها وما بعدها, وكذلك بين حصر أهل البيت المقصودين في آية التطهير قولاً وفعلاً بحصرهم بالكساء وقوله(ص): (اللهم هؤلاء أهل بيتي...) كما خصهم الله تعالى بذلك بقوله (إنما). ونكتفي لتأكيد قولنا هذا بقول أبي المحاسن الحنفي في كتابه (معتصر المختصر في باب أهل البيت ج 2 / 267) وهو من علماء السنة وقال فيه: ((والكلام لخطاب أزواج النبي (صلى الله عليه وآله) تم الى قوله: ((وأقمن الصلاة وآتين الزكاة)), وقوله تعالى: ((إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت)) استئناف تشريفاً لأهل البيت وترفيعاًَ لمقدارهم, ألا ترى أنه جاء على خطاب المذكر فقال (عنكم) ولم يقل عنكن! فلا حجة لأحد في إدخال الأزواج في هذه الآية, يدل عليه ما روي ان رسول الله (ص) كان إذا أصبح أتى باب فاطمة فقال: (السلام عليكم أهل البيت إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا))). انتهى كلامه فإنه كلام حق قلَّ من نطق به. وأخيراً فلعل وضع النبي (صلى الله عليه وآله) لهذه الآية وسط آيات خطاب الله تعالى ورسوله لنسائه (قبلها وبعدها) إنما كان للتمييز فيما بين نساء النبي (صلى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام) المتماثلين بالقرب منه والصلة به والملاصقة له (صلى الله عليه وآله), فنساء النبي (صلى الله عليه وآله) قد طلب منهن الالتزام بأوامر الله تعالى والحذر من مخالفتها, فإنهن لسن كغيرهن من النساء فيجب عليهن الالتزام أكثر من غيرهن, لانهن لا يمثلن أنفسهن فحسب وإنما ينتمين الى النبي (صلى الله عليه وآله) ويحسبن عليه, فيجب عليهن عدم الإساءة إليه بتصرفاتهن غير المسؤولة, فقال تعالى: ((واذكرن ما يتلى في بيوتكن من آيات الله والحكمة)) أي تذكرن وانتبهن للتعاليم التي خرجت الى الناس من بيوتكن فأنتن أولى بتذكرها وذكرها, وذلك بعد تخييرهن واختيارهن الله ورسوله, فكأن تلك الآيات الشريفة شروط وخطوط يبينها الله تعالى أوجبها عليهن. أما الخطاب الذي ذكر أهل البيت (عليهم السلام) فكان خطاباًً يختلف عن ذلك الخطاب المتوجه الى نساء النبي (صلى الله عليه وآله), فأهل البيت (عليهم السلام) ذكروا في هذه الآية مدحاً ورفعاً لشأنهم كما قال أبو المحاسن ودون قيد أو شرط, فيكون ذكر شطري قرابة النبي (صلى الله عليه وآله) وبيان حالهم والتمييز بينهم وبيان حالهم نكتة لطيفة من الله تعالى في جمعهم بمكان واحد. فقد يساء لأهل البيت (عليهم السلام) بالفهم الخاطئ للتنديد الوارد بالنساء ومطالبتهن بالالتزام وتذكر أحكام الله وعدم أذية النبي (صلى الله عليه وآله) والتضييق عليه فيدخلهم في ذلك التخيير من الله ورسوله، وأنه يشملهم وأنهم مطالبون بتذكر آيات الله وعدم مخالفتها, فلذا جيئ بهذه الجملة المعترضة والآية الكريمة في وسط ذلك الجو لينزه أهل البيت (عليهم السلام) عن ذلك العتاب وذلك الإلزام وتلك الشروط, ويدفع ذلك التوهم بمدحهم مدحاً عظيماً مؤكداً ومخصصاًً لهم بذلك الفضل دون من سواهم, والله العالم. ودمت في رعاية الله. |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |