![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
3 ـ خاصّية غيبة الإمام الثاني عشر:
أما الخاصية الثالثة التي تحدّثنا عنها في القسم الثاني من هذا البحث فهي: (خاصية الغيبة عند الاثني عشرية). إنّ الحاجة إلى الإيمان بـ (غيبة الإمام الثاني عشر) هي حاجة العقل والقلب، وحاجة الحياة والواقع، وحاجة الأُمة المسلمة والبشرية كلها على السواء؛ لأنّ صاحب هذه الغيبة هو حلقة الوصل بين الأرض والسماء، بعد انقطاع الوحي من السماء، وبعد أنْ خُتمت أنوار الأنبياء.. ومن ثَمّ كان الإيمان بغيبة الإمام الثاني عشر من أهمِّ الخصائص التي تميز المذهب الاثني عشري عن سائر المذاهب الإسلامية الأُخرى. وقد حاولنا رسم هذه الخاصّية العظيمة للجماعة الوهابية بصورة جديدة، لعلهم يعذرون إخوانهم بسبب إيمانهم بهذه الخاصّية الفريدة. ويستطيع الإنسان ـ وهو واثق ـ أنْ يقول: إنّ عقيدة الاثني عشرية بغيبة الإمام الثاني عشر حقيقة أساسية وضرورية، أخبر عنها الرسول الأعظم قبل تحققها في الواقع التاريخي بأكثر من مائتين وخمسين عاماً، وآمنت بهذه الحقيقة </span>الصفحة 172 جماعة من المسلمين قبل تحققها، ودوّنت أحاديث الرسول الأكرم وجمعتها في كتب الحديث، بل أفردت كتباً مستقلة حديثية جمعت الأحاديث الصحيحة في الغيبة، إلى أنْ تحققت بعد أكثر من مائتي عامٍ مضامين ومحتويات تلك الأحاديث الصحيحة في عالم الواقع، ولمسها الناس بأنفسهم؛ كما أثبتنا ذلك عند الحديث عن هذه الخاصية ا لهامة والعظيمة في الفصل الأخير من القسم الثاني من هذا البحث في كتابنا (رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية). ولا بد من التنبيه إلى أنّ البحث عن خاصّية الغيبة قبل البحث عن حقيقة الإمامة عند الاثني عشرية لن يوصل الباحث إلى نتيجة، ومن المحال أنْ يدرك خاصّية الغيبة ما لم يدرك حقيقة الإمامة في هذا المذهب. ولا بد من الإشارة إلى قضية هامة وهي: أنه لا يصح طرح خاصّية الغيبة مع الوهابيين إلا بعد طرح حديث الثقلين؛ لأنّ خاصّية الغيبة إنّما كانت إحدى نتائج مخالفة حديث الثقلين. ولأجل أن يدرك القارئ أهمية الترتيب في استعراض حقائق المذهب الاثني عشري وخصائصه ـ عندما يراد طرحه للذين خلطوا بينه وبين فرق الغلاة ـ أنْ يعيد النظر في هرم الاثني عشرية (الشكل رقم ـ 4 ـ)، ويطيل النظر في المراحل الثلاث الضرورية من أجل إدراك المذهب الاثني عشري. * * * * إنّنا سبق وأن أشرنا في المقدِّمة إلى أنّ هذا الكتاب يمثِّل المقدمة الأساسية للقسم الثاني من هذا البحث، أعني كتابي (رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية). ومن هنا فما أثبتناه من حقائق الاثني عشرية وخصائصها في هذا الكتاب، وفي كل من المرحلتين الأخيرتين من مراحل دراسة المذهب الاثني عشري، وما أثبتناه ـ أيضاً ـ في خصائص الاثني عشرية؛ إنّما تمثل النقاط الرئيسية التي نريد أنْ نتناو لها في القسم الثاني من هذا البحث؛ لأجل أن يكون لدى القارىء </span>الصفحة 173 فكرة عامة عن موضوع كل حقيقة أو خاصّية من حقائق وخصائص الاثني عشرية، إلى جانب ما ورد عن هذه الحقائق وتلك الخصائص في مبحث (خروج الوهابية عن منهج أهل السنَّة في التعامل مع المذهب الاثني عشري)، عندما ذكرنا أقوال الفريق الأول (الوهابية) والفريق الثاني والثالث (أهل السنَّة) والفريق الرابع (الاثني عشرية)؛ المرتبطة بحقائق الاثني عشري وخصائصها(1). وبهذا نكون قد انتهينا من وضع صورة مقتضبة عن المرحلتين الأخيرتين في دراسة المذهب الاثني عشري ووصلنا إلى خاتمة القسم الأُول من الكتاب. وقبل الخاتمة أتقدم بالشكر الجزيل لسماحة الشيخ لؤي المنصوري على ما بذله من جهد كبير في مراجعة الكتاب، وسماحة السيد طلال فخر الدين على ما بذله من جهد مشكور في تيسير نشر الكتاب. ____________ (1) لقد بينا في كتابنا (رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية) أن اختلاف الوهابية واختلاف أهل السنّة حول الاثني عشرية يدل على أنّ الاشكالية تعود إلى منهج الجماعة الوهابية في كيفية التعامل مع المذهب الاثني عشري، وإلاّ فكيف اختلفت أحكامهم حول الاثني عشرية في حين أنّنا نجد أنّ لديهم حكماً واحداً على النصيرية؟! |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |