عرسُ ابني ليلة العاشرِ من المحرم [ الدعوة عامــّة للجميـع ]

بسم الله الرحمن الرحيم


(( ان شاءْ الله سيـكون عرس ابني في ليلة العاشر من محرّم .. وجميعكم مدعوون للحضـور ))













هذا ما قالتهُ لي إمرأة من الطائفة السنيّة خلال ليالي شهر محرم الحرام ، إذ أنها كانت تـُـرتّب وتجهّز لعرس ابنها الوحيد

والذي كانَ في ليلة العاشر من محرّم !

تساقطت دمعةُ قهر ٍ بعدَ سماعي لهذهِ الجملةِ منها ،، وجرى بيني وبينها حوارٌ مطوّل حول ضرورة احترام هذهِ الليالي الحزينة .

وفي نهاية حديثنا قالت لي : انا لا شأن لي .. زوجي هوَ من يريدُ ذلك !





تأملتُ حينها بواقعنا المرير والمؤسف .. فلطالما سمعتُ وأتتني دعوات لحضور حفل زفاف يصادف وفاةَ احد الأئمة عليهم السلام .

ولو فرضنا انّ هذهِ المسألة ليست مشتركة بيننا وبين اهل السنة .. فماذا عن ليلة وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ؟!



دعوني أخبركم ما جرى :

أتتني إحدى الفتيات ذات يوم وبيدها دعوة لحفل زفافها .. باركتُ لها وفرحتُ لها كثيراً لعلمي بطهارة قلبها ونواياها رغمَ انها سنيـّة المذهب .

فتحتُ البطاقة ... رأيتُ التاريخ ... قارنتهُ بالهجري ... فوجدت انه يصادف

ليلة وفاة رسول الله !

حادثتها بالأمر .. وأكدّت لي بأنها ايضاً لا تريد اقامة حفلها في هذا اليوم ولكن الاصرار كانَ من اهلها وأهل زوجها ،،

جرى الحفلُ وانتهى .. ولكن .. !




ليسَ الحفل فقط من انتهى .. بل زواجها انتهى بعدَ شهرين فقط .. وإذا بها تتصل بي وهي في حالة يرثى لها من البكاء قائلةً :

انا السبب .. انا التي وافقت على ان يكونَ زواجي في هذهِ الليلة .. لم تفارقني الكوابيس .. ولم يفارقني الشعور بالذنب .

هذهِ الواقعة ذكرتها لكمـْ لنرى جميعاً فظاعة تقليلنا لإحترام هذهِ الليالي ،، فأهل بيت النبوة أكرموا من كانَ معهم في الحزن والفرح ِ صادقاً .

وهناك من الروايات والمنامات والرؤى ما تؤكد هذا الشيءْ .


" شيعتنا خلقوا من فاضل طينتنا . يفرحون لفرحنا ويحزنون لحزننا "


هذا الحديث يصف [ الشيعة ] ولا أعنى هنا الشيعي بالاسم فقط .. بل الشيعي الذي بالفعل يفرح لفرح أهل البيت ويحزن لحزنهم عليهم السلام .

وهذا هوَ الفرق بيننا وبين الاخوة السنة .

فاحترامنا لليالي وفيات الائمة نابع من مدرسة اهل البيت .. وليسَ غلواً كما يقولون .



.


.

.


مقالتي هذهِ ليستْ للمواليين فقط .. بل للأخوة السنة كذلك ..

فهي دعوة لهم علّهم ينظرونَ قليلاً في هذا الأمر ..

ويزداد لديهم الشعور بضرورة احترام هذهِ الليالي المباركة ..

فلا يقيموا بها فرحاً وطرباً ومجلساً للغناءْ .

وليسَ هذا فقط .. بل أن لا تكونَ هذهِ الليالي ليالي مفسدة وضغينة ونشر للأحقاد والسباب والشتم بين المسلمين .

هذا وصلى الله على محمدٍ وآلهِ الطيبين الطآهرين

بقلم



أم حسين


(( لا يجوزُ نقله دونَ إذن ))