![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الصفحة 187
الفصل السادس نظرة إلى أجوبة أهل السنة عن روايات تحريف القرآن لقد تنوعت أجوبة علماء السنّة عن تلك الرّوايات بين النفي والاثبات وهما على طرفي نقيض وعلى النحو التالي: أ: الجواب عن روايات اللحن والخطأ في القرآن وقد أورد بعضهم مجموعة تلك الرّوايات بدون أن يردّها أو يؤولها، وهذا الموقف مع التنبّه إلى المواقف الآتية يشعر بقبولهم لهذه الرّوايات. من هؤلاء "إبن جزي الكلبي"(1) و"الخطيب الشربيني"(2) فقد نقلا قول عائشة وأبان بن عثمان في مورد اللحن والخطأ في كلمات: "الصابئون" و"المقيمين" و"إن هذان لساحران"، وأورد الشربيني رأي عثمان بن عفان بأنّه قال: "أرى فيه لحناً..." وعلق عليه قائلا: "وعامة الصّحابة وأهل العلم على أنـّه صحيح"(3). وقال "الراغب الأصبهاني": ____________ 1 ـ التسهيل: ج 1، ص 4. 2 ـ السراج المنير: ج 1، ص 345. 3 ـ المصدر السابق. الصفحة 188 "كان القوم الذين كتبوا المصحف لم يكونوا قد حذقوا الكتابة فلذلك وضعت احرف على غير ما يجب ان تكون عليه، وقيل: لما كتبت المصاحف وعرضت على عثمان وجد فيه حروفاً من اللّحن في الكتابة فقال: لا تغيّروها فإنّ العرب ستغيرها أو ستعبرها. ولو كان الكاتب من ثقيف والمملي من هذيل لم يوجد فيه هذه الحروف"(1). والفخر الرازي يردّ هذه الروايات ويقول: "وأمّا قوله: (والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة) ففيه أقوال، ثم روى الحديث عن عثمان وعائشة وقال: واعلم ان هذا بعيد; لأنّ هذا المصحف منقول بالنقل المتواتر عن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فكيف يمكن ثبوت اللّحن فيه؟"(2). وقال بمثله في رواية ابن عباس في شأن الآية (... حتى تسأنسوا...)وأضاف: "وفتح هذين البابين يطرق الشك في كل القرآن وانه باطل"(3). وقال في الآية (إن هذان لساحران): "منهم من ترك هذه القراءة ثم قال: هذه القراءات لا يجوز تصحيحها، لأنّها منقولة بطريق الآحاد..."(4). وهكذا قال النيسابوري: "روي عن عثمان وعائشة أنـّهما قالا: "إنّ في المصحف لحناً وستقيمه العرب بألسنتها" ولا يخفى ركاكة هذا القول، لأنّ هذا المصحف منقول ____________ 1 ـ محاضرات الادباء: ج 2، ص 436. 2 ـ التفسير الكبير: ج 11، ص 105 ـ 106. 3 ـ التفسير الكبير: ج 23، ص 196. 4 ـ نفس المصدر: ج 22، ص 74. الصفحة 189 بالتواتر عن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم، فكيف يمكن ثبوت اللحن فيه؟!"(1) وقال ابن كثير في (... حتى تسأنسوا...) بعد نقل قول ابن عباس: "وهذا غريب جدّاً عن ابن عباس"(2). ومثله عن الخازن في تفسيره(3)، وقال ابن الأنباري: "وما روي عن عثمان لا يصح لأنّه غير متصل ومحال أن يؤخِّر عثمان شيئاً فاسداً ليصلحه غيره..."(4). وقال الآلوسي في (والمقيمين): "ولا يلتفت إلى من زعم أنّ هذا من لحن القرآن... وأمّا ما روي عن عثمان... فقد قال السخاوي: إنّه ضعيف والإسناد فيه اضطراب وانقطاع."(5) وقال الطبري بعد ذكر مختاره: "وإنّما اخترنا هذا على غيره; لأنّه قد ذكر أنّ ذلك في قراءة أُبي بن كعب (والمقيمين) وكذلك هو في مصحفه فيما ذكروا... مع أنّ ذلك لو كان خطأ من جهة الخطّ لم يكن الذين اُخذ عنهم القرآن من أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم يعلِّمون من عَلّموا ذلك من المسلمين على وجه اللّحن... وفي نقل المسلمين جميعاً ذلك ـ قراءة على ما هو به في الخط مرسوماً ـ أدلّ دليل على صحة ذلك وصوابه وأن لا صنع في ____________ 1 ـ غرائب القرآن ورغائب الفرقان: هامش تفسير الطبري: ج 6، ص 23. 2 ـ تفسير القرآن العظيم: ج 3، ص 280. 3 ـ تفسير الخازن: ج 1، ص 422. 4 ـ عن فتح البيان: ج 6، ص 407 ـ 408. 5 ـ روح المعاني: ج 6، ص 13 ـ 14. الصفحة 190 ذلك للكتّاب"(1). وقال الداني بعد ما روى عن عثمان: "هذا الخبر عندنا لا يقوم بمثله حجة ولا يصح به دليل من جهتين..." ثم بدأ بتأويل الرواية وقال: "أراد عثمان باللّحن المذكور فيه التلاوة دون الرسم"(2). وقال الزمخشري: "(المقيمين) نصب على المدح لبيان فضل الصلاة وهو باب واسع قد ذكره سيبويه على أمثلة وشواهد، ولا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحناً في خطّ المصحف..."(3). وقال في الآية(... حتى تستأنسوا...) بعد نقل الرّواية عن ابن عبّاس فيها: "ولا يعوّل على هذه الرواية"(4). هذه هي كلماتهم في ردّ تلك الأساطير، وفي "الإتقان" عن ابن الانباري أنـّه جنح إلى تضعيف هذه الرّوايات(5)، وعليه الباقلاني في "نكت الانتصار"(6)وجماعة. وجماعة ذهبوا إلى أبعد من كل هذا، وقالوا بوضع هذه الأحاديث واختلاقها من قبل أعداء الإسلام... ____________ 1 ـ جامع البيان: ج 6، ص 19. 2 ـ تاريخ القرآن لمحمد طاهر الكردي: ص 65. 3 ـ الكشاف: ج 1، ص 582. 4 ـ نفس المصدر: ج 3، ص 59. 5 ـ الإتقان: ج 2، ص 329. 6 ـ نكت الانتصار: ص 127. الصفحة 191 فيقول الحكيم الترمذي(1): "... ما أرى مثل هذه الرّوايات إلاّ من كيد الزنادقة..."(2). ويقول أبو حيّان الأندلسي: "ومن روى عن ابن عباس... وانه قرأ (حتّى تستأذنوا) فهو طاعن في الإسلام ملحد في الدين وابن عباس بريء من هذا القول"(3). ومثل هذا الموقف قاله بعض العلماء المعاصرين كصاحب المنار(4) ومحمّد أبو زهرة(5). هذا وقد اغتاظ من هذا الموقف جماعة واستنكروه بشدّة... ومن أشهرهم الحافظ ابن حجر العسقلاني، الذي تحامل على الزمخشري ومن كان على رأيه قائلاً بعد الحديث عن ابن عباس ـ كتبها وهو ناعس: "وأمّا ما أسنده الطبري عن ابن عباس فقد اشتدّ انكار جماعة ممّن لا علم له بالرجال صحته، وبالغ الزمخشري في ذلك كعادته ـ إلى أن قال: ـ وهي والله فرية بلا مرية وتبعه جماعة بعده، والله المستعان. وقد جاء عن ابن عباس نحو ذلك في قوله تعالى: (وقضى ربك ألاّ تعبدوا إلاّ إيّاه) أخرجه سعيد ابن منصور باسناد جيّد عنه، وهذه الأشياء ـ وإن كان غيرها المعتمد ـ لكنّ تكذيب المنقول بعد صحّته ____________ 1 ـ وهو الحافظ أبو عبد الله محمّد بن علي، صاحب التصانيف، من ائمة علم الحديث، له ترجمة في تذكرة الحفاظ: ج 2، ص 645 وغيرها. 2 ـ نوادر الاصول: ص 386. 3 ـ البحر المحيط: ج 6، ص 445. 4 ـ المنار: ج 6، ص 64 و478. 5 ـ المعجزة الكبرى: ص 43 واستشهد بكلام الرافعي القائل: "... نحسب أن أكثر هذا ممّا افترته الملحدة". الصفحة 192 ليس من دأب أهل التحصيل، فلينظر في تأويله بما يليق"(1). لكن ابن حجر وهو بصدد الدفاع عن هذه الأحاديث لم يذكر أىّ تأويل لائق على حدّ تعبيره!!(2) ____________ 1 ـ فتح الباري: ج 8، ص 301. 2 ـ انظر: التحقيق في نفي التّحريف: ص 228 وما بعدها. |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |