![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم الآية السادسة قوله تعالى { أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ } الآية السادسة قوله تعالى {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} سورة إبراهيم 24 قال السيد محمد حسين فضل الله في تفسيره: {كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ} بما يُمثِّله ذلك من عمق في امتداد جذورها في الأرض بمستوي يمنحها القوة والثبات، بحيث لا يمكن لأية ريح أن تقتلعها مهما كانت قوتها، ومن ارتفاع في حركة نمو الفروع وامتدادها في السماء، {تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا}، فليس لثمرها وعطائها وقت محدود، لما أودعه الله فيها من عناصر النمو الذاتية والقدرة على الاستمرار في التفاعل مع كل العوامل الخارجية المحيطة بها (1) . أقول: قال سبحانه{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ على قُلُوبٍ أَقْفالُهَا} (2). التدبُّرُ في القرآن والتفكُّرُ في ما رام إثباتَه أو الإشارةَ إليه من أرقى أنواع العبادة، فإنه يقودُ الإنسانُ إلى استكشاف كثير من الأسرار المودعة في عالَمي التكوين والتشريع، ويُعرِّفُه على حقائقَ من المعارف الإلهيَّة، ويُسهِّلُ عليه السبيل إلى حلِّ ما لا يُحصى من الأمور الغامضة والخفيَّة. صحيح بأنَّ كتابَ الله المجيد كتابٌ غيرُ ذي عوج ولا تعقيد، ولكنَّ باطنَه مشتمِلٌ على أسرار ومعارف سرعان ما يُدرك الإنسان حقائقَها بتوسُّطِ قلبٍ صفا وأخلص، وليس لكلِّ أحدٍ أن يُدرك ذلك، كما أنه ليس لغير آلِ محمد (عليهم السلام) أن يدركوا جميعَ ذلك وبنحو تام. وقد سمعنا القرآنَ الكريم وفي موارد كثيرة وبعبارات مختلفة، يتحدثُ عن أنه تبيانٌ لكلِّ شيءٍ، وأنَّ الله تعالى أحصى فيه كلَّ شيءٍ. وهذه الحقيقةُ القطعيَّةُ لا نعرفُ واقعَها وصحتَها إلا من حيث أنَّ المولى سبحانه أخبر بذلك، ولا مجال لنا لأن ندركها، غير أننا آمنا بالقرآن وصدَّقناه فإنه كلامُ ربِّنا. وقد تمكَّن الأوَّلون من الوقوف على شيءٍ من تلك الحقيقة بأنفسهم، وقادهم ذلك إلى مزيدٍ من اليقين بالحقِّ، من خلال وقوفهم على ما كان يخرجُ من الأئمة (عليهم السلام) من علوم وأسرار ومعارف. فلم يعرف أحدٌ من الأئمة جهلَه بأيِّ شيءٍ يُسألون عنه، ولم يعرفهم الناسُ إلا أنهم المالِكون وبحقٍّ والعالِمون وبحكمةٍ بكلِّ شيءٍ، والمحيِطون وبصدقٍ بجميع المعارف والحقائق، ولعل هذا من الأسباب التي دعتْ بعضَ الضعفاء إلى الاعتقاد بأئمة أهل البيت (عليهم السلام) بما لا ينبغي ولا يجوز الاعتقادُ به، فأخرجوهم عن حقيقتهم وادعوا لهم مقاماً مختصَّاً بالمولى سبحانه. وأنت وعلى الرغم من بُعْدِ المسافة عن سادتنا (عليهم السلام)، ومضافاً إلى ضياع وفقدان أكثر ما أُثِر وصدر عنهم، ترى أنَّ بالرجوع إلى الكمِّ القليل جداً مما وصل إلينا، تستطيع أن تتعرَّف على ما لا يُحصى من المعارف الحقَّة من القرآن الكريم، مما أُشِير إليه في كلماتهم (عليهم السلام). ومما لا مجال للشكِّ فيه، أنَّ القرآنَ الكريم لم يكنْ له من مجالٍ لأن يدلَّ على أئمة الهدي من آل محمد (عليهم السلام) بنحو صريح، فاكتفى بالإشارة والتي يفهمها كلُّ متأمِّلٍ وناظرٍ مهما كانت إدراكاتُه قاصرةً، فيما إذا طلب الهدايةَ وسعى نحوها. نعم لم يترك المولى سبحانه الأمرَ وبهذا النحو فقط، بل تكفَّلَ الرسولُ الأكرم (صلى الله عليه وآله) بالدلالة على أولي الأمر والأوصياء من بعده، تارة بالإشارة والتلميح، وأخري بالنص والتصريح. غير أنَّ أيدي العابثين عاثت فساداً، ظناً منهم أنهم قادرون على إطفاء نوره تعالى، ولكنه سبحانه أبى لطفاً منه وتفضُّلاً إلا وأن يُتمَّ نوره، فكان أئمةُ الهدي وفي كل أحوالهم يُقِيمون الحُجَجَ، ويسطعون بالبراهين، لئلا يبقى للناس أيَّةُ حُجَّةٍ وأيُّ عذرٍ. وإذا ما تتبعتَ التاريخَ والذي يعجُّ بالشواهد الحيَّة، ترى أنَّ أئمة الهدي من آل محمد (عليهم السلام)، وعلى الرغم مما عانوا من اضطهادٍ وقتلٍ وتشريدٍ، قد ملأوا الخافِقيْن بل الدنيا علوماً ومعارف. ترى أنهم (عليهم السلام) ومع ما تحمَّلوه من ظلم ومن اليوم الأول، لا تزال شجرتُهم المباركةُ تجود بالعطاء المثمِر. تراهم الحاضرين وفي كلِّ موقع، تراهم المرجوع إليهم وفي كل مُعضِلة، فكانوا بحقٍّ الأصل الثابت، والفرع الزكي في العطاء والجود في السماء، لا يبيد أبداً، ولا تحصي له الخلائق عدداً. فأيُّ ثباتٍ كان أُريد لتلك الشجرة الطيبة المباركة، والتي ما اهتزَّ غصنُها وكم ريحٍ عَتَتْ، والتي ما فتئ فرعُها لا يسبِقُه سابقٌ، ولا يطمع في إدراكه طامعٌ، مع أنَّ أحداً من أعدائهم لم يُقصِّر في محاربتِهم وإخفاءِ فضائلهم ومناقبهم، وفي إبعاد الخلق عنهم وعن التعرُّفِ إليهم والتمسكِ بهم، بل نري أنَّ أصلَهم لا يزيد إلا ثباتاً، وفرعَهم لا تزيدُه كثرةُ الإحراق إلا طيباً. فكان هذا من آيات الله تعالى الخالدة، وكان هذا بيِّنةً صادقةً وشهادةً لا تقبل البطلان، على أنَّ ذاك البيتَ الرفيعَ قد أذِن اللهُ له أن يُرفع، وأن ترسخ أصولُه كلما مرَّ الزمان وتجدَّد. وارجع إلى التاريخ، فهل ترى لشجرة بني أمية الخبيثة من فرع، وأراك تعلم يقيناً أنه لا أصل لتلك الشجرة الملعونة. وكم حاول أهلُ البدع والأهواء من إقامتها وتثبيتها، ولكنه تعالى أبى أزلاً أن لا يجعلَ للخبث قراراً، وللبُطْل ثباتاً. أَوَ لا يقودك بعضُ التأمل في الآية إلى اليقين، بأنَّ الشجرة الطيبة هي شجرةُ آل محمد (عليهم السلام)، وأنَّ تلك الخبيثةَ هي شجرةُ الباطل والنفاق والتي اجتثت من فوق الأرض، ولم يكن لها أيُّ قرار وثبات؟ فأين بنو أمية وآلُ مروان وآلُ زياد؟!! أين هم في سوق الحق، وميادين العلم والمعرفة؟!! أين مَن يثبت أمام الحقِّ إذا ما حاول أن يُثبِت لهم فضيلةً أو منقبةً؟!! أَوَ ما ذهبت أمانيُّهم جُفاءً، وأحلامُهم التي بَنَوْها على شفا جُرُفٍ هارٍ، فانهار بهم في نار الذلِّ والهوان في دنيا الكرامة، وساقهم إلى الجحيم يقدِمُهم أربابُهم، وتبرَّأ بعضُهم من بعض، ولعن بعضُهم بعضَاً؟!! ومما يُضحِك الثكلى، أنَّ بعضَ أَتباعِ الغاصبين للخلافة وأَتباعِ أَتباعهم، قد فسَّروا الشجرةَ الطيبة الثابتة الأصل بالنخلة، وأيةُ فائدةٍ تُترجى من هذا المثل الذي ضربه الله تعالى لو كان أُريد من الشجرة ذلك؟! أوَ ليس القرآنُ كتابَ الهدايةِ والحقِ، فعلامَ يُراد منه وله أن يكون كتابَ زرعٍ وفاكهة؟! أَوَلم يضرِب اللهُ تعالى الأمثالَ للناس ليتفكَّروا فيها ويتعقَّلوا مضمونَها، ليستفيدوا من ذلك ما ينفعُهم في العاجل والآجل؟! على أنَّ تلك الخطط الواهية باءت بالفشل الذريع، فقد رأينا أنهم عاجزون عن إخفاء الحقِّ مهما جهدوا، فقام ومن بين ضلوع الباطل أقوامٌ لا يفقهون الحقَّ، أراد سبحانه ضلالَهم لمَّا طلبُوه حثيثاً، فحملوا كمَثَلِ الحمار أسفاراً تنطق بالحقِّ والهدي، لكنهم لخُبث سريرتِهم، وسوءِ نواياهم عَمَوْا عن نداء الحق الذي حفظوه جهلاً منهم أنَّ فيه إدانتهم، فوصل إلينا من خلالهم ما نُقِيمُ به الحُجَّةَ عليهم، وعلى كلِّ مَن يسلك مسلكهم الباطل. ![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |