![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
[ قعود علي ع ]
رسائل المرتضى - الشريف المرتضى – ج 1 - ص 343 – 347 [ علة قعود علي عليه السلام عن المنازعة لأمر الخلافة ] قال ( حرس الله مدته ) عقيب جوابه عن قول من أوجب أن يفعل أمير ‹ صفحة 344 › المؤمنين عليه السلام عند العدول عنه ، مثل فعل هارون عليه السلام لما ضل قوم موسى عليه السلام ، بعبادة العجل ، إذ كان من رسول الله صلى الله عليه وآله بمنزلته من موسى عليه السلام ، وإلا نقص عن مثل ما نعلمه من الوعظ والزجر والانكار ، حسب ما حكاه الله سبحانه عنه في قوله ( يا قوم إنما فتنتم به وإن ربكم الرحمن فاتبعوني وأطيعوا أمري ) ( 1 ) . وأنه لو فعل ذلك لوجب على الله سبحانه أن يجعله مستفيضا متعذرا إخفاؤه وكتمانه ، لقطع العذر به ، كما فعل فيما قال هارون عليه السلام ، وأن انتفاء ذلك دليل على بطلان ما يذهب إليه أن هارون عليه السلام إنما وعظ وأنكر وزجر لما لم يكن عليه من ذلك خوف على نفس ولا دين . فمن أين لكم أن أمير المؤمنين عليه السلام كان غير خائف من ذكره ذلك ؟ وما أنكرتم أن يكون المعلوم ضرورة أنه عليه السلام مع ما جرى من خلاف الرسول صلى الله عليه وآله في عقد الإمامة لا بد أن يكون خائفا من اظهار الحق والموافقة عليه ، لأن من صمم على مخالفة نبيه واطراح عهده لا ينجع فيه وعظ ، ولا ينفع معه أذكار . وإنما ذلك من مكلفه ضار له غير نافع لأحد . قال : وفي هذه كفاية ، فما جواب من قال : بأي حجة فرقتم بينه وبين هارون عليه السلام في حصول الخوف له وارتفاعه عن ذلك ؟ وبأي دليل نفيتم ذلك عن هارون عليه السلام ؟ والله عز وجل يحكي عنه أنه قال لأخيه موسى ( يا بن أم إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) ( 2 ) . ‹ صفحة 345 › وأي شاهد على خوف هارون عليه السلام آكد من هذا ، ومع ذلك فلم يهمل ما تقدم ذكره لما رأى ما أنكره واعتمد الانكار بالقول ، لتعذر الانكار عليه بالفعل . قال : ولو قال : ما قلتموه من أنه عليه السلام علم أن الوعظ والزجر والانكار لا ينجع ، لما رأى من التصميم على مخالفة النبي صلى الله عليه وآله والاطراح لعهده ، فكان ذلك مقيما لعذره في الامساك عنه مستمرا ، لوجب بمثله أن يكون هارون عليه السلام قد أمسك أيضا ، لما رأى من التصميم على المخالفة ، والاطراح للعهد ، والأشراك بالله سبحانه ، والعبادة لمن ذوذ ، ( 1 ) والخلاف في هذا إن لم يزد على الخلاف في جحد الناس ، فما يقصر عنه بل الأولى به . والظاهر الزيادة عليه وإن كان المعنى واحدا ، لأن من جحد الإمامة فقد عصى الرسول صلى الله عليه وآله وجحده ومن أمره بالنص عليها ، فينبغي أن لا يقصر الخوف منهم من خوف أمير المؤمنين عليه السلام عن هؤلاء . بل لو قال قائل : إن كشفه للأمر بالقول على مقتضى قولكم أن كثيرا منهم بالشبهة كان يؤذن لائحة بالنجاح لم يبعد ، لأن الشبهة إذا انكشف ( 2 ) عن هذه الطائفة وجب له نصرتهم ومعونتهم ، كما تحملوا المشاق في حياة النبي فيما هو أعظم مشقة من ذلك . ولو قال : إن خوف أمير المؤمنين عليه السلام كان أقل من خوف هارون على مقتضى قولكم أن النبي صلى الله عليه وآله أخبره أنه لن يموت حتى بقتل الناكثين والقاسطين والمارقين لم يبعد . فقولوا مما عندكم فيه لنعلمه إنشاء الله تعالى . ‹ صفحة 346 › الجواب : إعلم إنا كنا قد ذكرنا فيما سلف من كتبنا أن المانع لأمير المؤمنين عليه السلام من المنازعة في الأمر لمن استبد به عليه ووعظه له وتصريحه بالظلامة منه ، يمكن أن يكون وجوها : أولهما : أن رسول الله صلى الله عليه وآله أعلمه أن الأمة ستغدر به بعده ، وتحول بينه وبين حقه ، وأمره بالصبر والاحتساب والكف والموادعة ، لما علمه عليه السلام من المصلحة الدينية في ذلك ، ففعل عليه السلام من الكف والامساك ما أمر به . وهذا الوجه لا يمكن ادعاؤه في هارون عليه السلام ، فلذلك تكلم وذكر ووعظ . وثانيهما : أنه عليه السلام أشفق من ارتداد القوم ، وإظهار خروجهم عن الإسلام ، لفرط الحمية والعصبية . وهذا فساد ديني لا يجوز المتعرض ، لما يكون سببا فيه ودائما ( 1 ) إليه . وليس ذلك في هارون عليه السلام ، لأنه يمكن أن يقال أنه ما علم أن في خطابه للقوم وإنكاره مفسدة دينية . وثالثهما : أنه عليه السلام خاف على نفسه وأهله وشيعته ، وظهرت له أمارات الخوف التي يجب معها الكف عن المجاهدة والمناظرة . ولم ينته هارون في خوفه إن كان خاف إلى هذه الحال . وما حكي في الكتاب عنه عليه السلام من قوله ( إن القوم استضعفوني وكادوا يقتلونني ) ( 2 ) لا يدل على أنه انتهى في الخوف إلى تلك المنزلة فللخوف مراتب متفاوتة . ‹ صفحة 347 › ويجوز أن يكون هارون عليه السلام آمنه الله تعالى من القتل بالوحي ، فإنه كان نبيا يوحى إليه ، فأقدم على ذلك القول . وأما الجمع بين أمير المؤمنين عليه السلام وهارون في العلم بتصميم القوم على الخلاف واطراح العهد ، فكيف لم يستويا في الوعظ والزجر ؟ فالجواب عنه : أنهما وإن استويا في العلم بالتصميم ، فغير ممتنع أن يكون مع أمير المؤمنين عليه السلام يأس من الرجوع منهم إلى الحق ، لم يكن مع هارون عليه السلام مثله ، وخوف على نفس ( 1 ) الناكثين والقاسطين والمارقين وإن أمن من الموت له في نفسه عليه السلام ، فهو غير مؤمن له من وقوع ذلك بأهله وشيعته ، وغير مؤمن أيضا من الذل والاهتضام ، وهما شر من القتل وأثقل على النفوس . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 344 › ( 1 ) سورة طه : 90 . ( 2 ) سورة الأعراف : 150 . ‹ هامش ص 345 › ( 1 ) ظ : لمن دونه . والخلاف . ( 2 ) ظ : انكشفت . ‹ هامش ص 346 › ( 1 ) ظ : دائبا . ( 2 ) سورة الأعراف : 150 . ‹ هامش ص 347 › ( 1 ) في هامش النسخة : وخبره على قتال . ولعل الظاهر : وخوف على تنافس . ( 2 ) ظ : جاء . ( 3 ) بحار الأنوار 11 / 70 والحديث منقول هنا بالمعنى . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |