![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم مَنْ عندهُ علمٌ الكتاب قال في الندوة وقد سُئل عمن عنده علم الكتاب ، فقال : هناك روايةٌ تقول إنه علي عليه السلام ، وهناك رواياتٌ تنطلق من سياق الآية ، أي أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله كان يستشهد بالأشخاص الذين يملكون علم الكتاب حتى يعرِّفوا المسلمين بأنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله مذكورٌ في التوراة والإنجيل ولعله هو الأقرب ، لأنَّ الإمام عليه السلام كان مع النبي ، فكيف يستشهد به وهم لا يُقرِّون علمه[30]0 أقول : وما ذكره موهونٌ في نفسه والتعليل عليلٌ ، ومع التنزُّل فالمرجِع إلى العالِمين بالقرآن ، المعصومين عن السهو والنسيان وقد اجتمعت كلمتهم على أنَّ مَنْ عنده علم الكتاب هم عليٌّ أمير المؤمنين وبنوه الأطهار عليهم صلوات الله أجمعين ، وتفصيل الكلام : بعد الغضِّ عن مفهوم الشهادة وما يُراد منها في المقام ، ومع وضوح الآية في إفادتها مدحاً عظيماً للذي عنده علم الكتاب بنحو أنَّ شهادته كشهادة الله سبحانه تكفي من جهة ، وأنَّ حَسْب النبي صلَّى الله عليه وآله شهادة مَنْ عنده علم الكتاب ، وظهور الآية جداً في دلالتها على أنَّ شهادة مَنْ يشهد فيها الكفاية فمَنْ شاء فليؤمن ومَنْ شاء فليكفر ، أجنبية عن أمر الاستشهاد والرجوع إلى الشهيد في مقام إثبات ما يُنكِره الكفار ، فإنه مع الغضِّ عن ذلك ، نقول : لم تعرف شبه الجزيرة العربية رجلاً اجتمعت كلمة أهلها على صدقه وأمانته سوى رسول الله صلَّى الله عليه وآله ، فهو مَنْ عُرِف بينهم بالصادق الأمين ، ولا أدري كيف يُتصوَّر توسله صلَّى الله عليه وآله بعلماء أهل التوراة والإنجيل واستشهاده بهم ؟! واستشهادهُ صلَّى الله عليه وآله بالشخص الذي يملك علم الكتاب على أنّه صلَّى الله عليه وآله مذكورٌ في التوراة والإنجيل ، إما أنْ يكون مع كون الشخص مؤمناً برسول الله صلَّى الله عليه وآله أو مع عدم إيمانه . وعلى الأول فكيف للكفار أنْ يرضوا بشهادة عالِم التوراة مع فرض أنه مع رسول الله صلَّى الله عليه وآله 0 وعلى الثاني – أي مع عدم إيمان مَنْ عنده علم الكتاب – فكيف يُعقل أو يُتصوَّر صدور توسلٍ من الرسول صلَّى الله عليه وآله بفلان ليشهد مع فرض أنه غيرُ معتقدٍ وغيرُ مؤمنٍ ؟! أو كيف يُعقل أنَّ عبد الله بن سلام على فرض أنَّ عنده علم الكتاب يُتصور في حقه مع كونه غير مؤمن وغير معتقد أنْ يشهد لرسول الله صلَّى الله عليه وآله ؟!! وإذا كان المقصود كفاية أنه يعلم وإنْ لم يشهد . فالجواب : مضافاً – إلى أنهم جميعاً عالِمون بأنَّ القرآن من عند الله سبحانه " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم" – أنَّ هذا المعنى أجنبيٌ عن معنى الشهادة . ويضاف إلى الجميع أنه لم يُحدِّث التاريخ أنَّ رسول الله صلَّى الله عليه وآله كان يحتج على الكفار بأنه رسولٌ بمثل أنْ قال لهم : اسألوا فلاناً الذي يملك علم الكتاب حتى يعرِّفكم أني مذكورٌ في التوراة والإنجيل ! وهل كان معهوداً لدى رسول الله صلَّى الله عليه وآله أنَّ أهل التوراة والإنجيل ممن كانوا يوفون بعهد ؟! أَوَلم يُبيِّن الله سبحانه في كتابه أوصافهم الخبيثة ، وأنهم يحرِّفون الكلم عن مواضعه ؟! ثم مَنْ هذا الذي كان عنده علم الكتاب من اليهود أو النصارى وقد أسلم في مكة إذ الآية مكية 0 ففي تفسير ابن كثير : قيل نزلت في عبد الله بن سلام قاله مجاهد ، وهذا القول غريب لأن هذه الآية مكية0ثم قال : وكان سعيد بن جبير يُنكِر أن يكون المراد بها عبد الله بن سلام ويقول هي مكية .[31] وعن الطبرسي حكايته عن ابن عباس وعطاء أنَّ سورة الرعد كلها مكية ، وعنه أيضاً أنَّ كون السورة مكية هو قول الحسن والضحاك وسعيد بن جبير والزجاح .[32] ثم إنَّ التأمل في سياق آيات سورة الرعد يُورِث الاطمئنان بعدم كون آخر الآية تفيد أنَّ النبي صلَّى الله عليه وآله كان ليستشهد بعلماء اليهود والنصارى على صدق دعوته ، وإنما ملاحظة تمام آيات السورة يفيد أنَّ آخر آيةٍ مقامها مقام الإعراض عن الذين كفروا بعد إقامة الحجج والبينات 0 إذ بعد أن ابتدأ المولى سبحانه بالسورة بقوله جلَّ شأنه" الم تلك آيت الكتاب والذي انزل إليك من ربك الحقُّ" تعرَّض لقول الذين كفروا في الآية السابعة ثم تلتها آياتٌ من الحجج وبعدها قال سبحانه" أفمن يعلم أنما أُنزل إليك … إلى آخر الآية الرابعة والعشرين والتي لا يكاد ينطبق ما ذُكِر فيها على غير أهل البيت عليهم السلام - أو فقل على مَنْ يعلم مِنْ الذين آمنوا في مكة ولا يُحتمل غير أمير المؤمنين عليه السلام - تراه سبحانه يرجع فيذكر قول الذين كفروا في الآية السابعة والعشرين ، ثم تراه سبحانه يذكر أخيراً أمَّ الكتاب وبعد ذلك بثلاثة آيات يختم السورة بقوله تعالى : " ويقول الذين كفروا لست مرسلاً ، قل كفى بالله شهيداً بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب ". ففي مفتتح السورة يذكر الكتاب ، وبعد حكاية قول الذين كفروا يذكر الذي يعلم بأنَّ الذي أُنزل إلى الرسول صلَّى الله عليه وآله هو حق ويصفه بأوصاف قد أشرنا إلى ما تفيده اختصاراً ، ثم يرجع ثانية فيذكر قول الذين كفروا ثم بعد ذلك يذكر أُمَّ الكتاب ، وهذا يكاد يفيد أنَّ الذي عنده علم الكتاب يُراد به الذي عنده علم القرآن ، وليس إلا عليٌّ وبنوه الأطهار عليهم السلام أجمعين مَنْ عندهم علم القرآن . هذا ولا شبهةَ بأنَّ كلَّ ناظرٍ في القرآن يرى أنَّ بين الذي عنده علم من الكتاب المشار إليه في سورة النمل في الآية الأربعين وبين الذي عنده علم الكتاب في آخر سورة الرعد ارتباطاً من حيثيَّة وحدة الكتاب ، بل كلُّ مشكِّكٍ في ذلك متَّهمٌ قطعاً ، بغضِّ النظر عما سيوافيك إنشاء الله تعالى من أخبار ، لذا لا يُراد من الكتاب كتاب التوراة أو الإنجيل . والكتابُ كما أُطلِق على ما جاء به نبي الله موسى ونبي الله عيسى صلَّى الله على نبينا وآله وعليهما أجمعين ، فإنه أطلق أيضاً على ما جاء به الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله . بل يظهر من بعض الآيات أنَّ الكتاب قد يُطلق على ما يغاير التوراة والإنجيل ، ففي الآية الرابعة والثمانين من سورة آل عمران قال سبحانه: " وإذ علمتك الكتاب والحكمة والتوراة والإنجيل". وإذا كان وصيُّ سليمان على نبينا وآله وعليهما السلام هو الذي كان عنده علمٌ من الكتاب ، فكان المتعيِّن أنْ يكون مَنْ عنده علم الكتاب في أمة رسول الله صلَّى الله عليه وآله خصوص وصيِّه وخليفته أمير المؤمنين عليه السلام . وبما أنَّ ظاهر الآية في سورة النمل يدلُّ على أنَّ كون الوصي متَّصِفاً بالوصف الخاص ، وهو بلحاظ ذلك إستطاع أنْ يأتي بالأمر الخارق المعجِز ، وكان يفيد جداً أنَّ مرجِع ذلك إلى كونه ولياً من الأولياء ، فلا بُدَّ وأنْ يكون الذي عنده علم الكتاب أشرفَ من وصي سليمان وأعلى قدراً وأرفعَ منزلةً وأعظمَ شأناً ، ولا يمكن أنْ يصدق ذلك على غير أمير المؤمنين وبنيه الأطهار مِنْ بعده في أمة سيِّدنا محمد صلَّى الله عليه وآله أجمعين 0 وبعبارة أخرى : ليس في زمن نزول الآية مَنْ يُحتمل أنْ يكون مصداقاً للعالِم بالكتاب - كشخصٍ لا يدانيه في الفضل والمنزلة وصيُّ سليمان - غيرُ أميرِ المؤمنين عليه السلام . وإذا كان وصيُّ سليمان أُشير إليه بوصفٍ خاص يلزم تعيُّنُه كمصداق أوحد وإلا لما كان يكفي في تحديد شخصه مجرَّد إطلاق الوصف ، بل كان لا محالةَ يتعين أنْ يُعبَّر عنه بأمر زائد آخر لو كان يشاركه في وصفه غيره ، فإنه يستفاد من آية سورة النمل ، أنَّ كونه يملك شيئاً من علم الكتاب هو الذي أهَّله لصيرورته وصيَّاً ، فيلزم أنْ يكون مصداق الذي عنده علم الكتاب مؤهَّلاً لصيرورته خليفةً لرسول الله صلَّى الله عليه وآله . وبعبارة أخصر : إستحقاق المتَّصِف بكونه يعلم شيئاً من الكتاب لمنصب الخلافة في أمة سليمان ، يستلزم إستحقاق المتَّصِف بكونه عنده علم الكتاب في زمن نزول الآية لمنصب الخلافة بعد رسول الله صلَّى الله عليه وآله ، وإلا يلزم تقديم المفضول على الفاضل ، إذ لا يُتصوَّر أنْ يكون هناك مَنْ هو أعلم مِنْ الذي عنده علم الكتاب . ــــــــــــــــــــــــــــــــ [30] الندوة الكتاب الثاني ص304 ط الثانية 1418- 1997 [31] تفسير ابن كثير 2 ص521 ط دار احياء الكتب العربية بمصر [32] مجمع البيان المجلد الثالث ص273 --301 ط مطبعة العرفان صيدا 1355 –1937 [33] خصائص الوحي المبين من ص124 الى 125ط القديمة ![]()
آخر تعديل السيد عباس ابو الحسن يوم
10-31-2010 في 01:52 PM.
|
|
|
![]() |
![]() |
![]() |