![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
[ 20 ما يدل على تفاوت الايمان اوله اخبار سلمان ]
حوار مع فضل الله حول الزهراء (س) - السيد هاشم الهاشمي - ص 51 – 53 الاخبار الدالة على تفاضل الايمان بالمعرفة وفيما قاله المجلسي إشارة إلى أن من جهات التفاضل في الايمان التفاضل في المعرفة والفهم ، ويدعهم هذا طوائف من النصوص ، منها : الطائفة الأولى : أخبار تفاوت إيمان سلمان وأبي ذر والمقداد وعمار من حيث الدرجة الايمانية وتقدم سلمان عليهم لرتبته ومستواه في المعرفة . فقد روى الشيخ المفيد والكشي عن أبي عبد الله عليه السلام قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله لسلمان : ( يا سلمان لو عرض علمك على مقداد لكفر ) ( 3 ) ، وروى الفتال النيسابوري المتوفى سنة 508 عن الله عليه السلام قال : ( الايمان عشر درجات : فالمقداد في الثامنة ، وأبو ذر في التاسعة ، وسلمان في العاشرة ) ( 4 ) ، وروى الشيخ المفيد عن عيسى بن حمزة ، قال : قلت لأبي عبد الله عليه السلام : ( الحديث الذي جاء في الأربعة ؟ قال : وما هو ؟ قلت : الأربعة التي اشتاقت إليهم الجنة ، قال : هم سلمان وأبو ذر والمقداد وعمار ، قلت : فأيهم أفضل ؟ قال : سلمان ، ثم أطرق ، ثم قال : ع لم سلمان علما لو علمه أبو ذر كفر ) ( 5 ) . وروى الكشي عن الامام الصادق عليه السلام ، عن أبيه عليهما السلام ، قال : ( ذكرت التقية يوما عند علي عليه السلام فقال : إن علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ، وقد آخا رسول الله بينهما ، فما ظنك بسائر الخلق ) ( 6 ) . فهذه الأحاديث وغيرها كثير تبين أن الجهة التي رفعت إيمان سلمان عن إيمان غيره كانت فيما يتصل بالفهم والعلم والمعرفة وما هو كائن في القلب ، ولم تكن من الأمور المرتبطة بالعمل . وقد علق المحدث النوري على الأحاديث السابقة بما يلي : ( ثم إن المقصود من تلك الاخبار واضح بعد ما عرفت أن للايمان - ونعني به هنا التصديق التام الخاص بالله وبرسوله والأئمة الأطهار عليهم صلوات الله الملك الجبار - ولمعرفتهم مراتب ودرجات ، ولكل مرتبة ودرجة أحكام وحدود مختصة بها ما دام ‹ صفحة 52 › صاحبها فيها ولم يترق إلى ما فوقها ، فإذا أخذ بالحظ الوافر والنصيب المتكاثر انقلب أحكامه وتكاليفه ، كما انشرح صدره الذي كان ضيقا بنور معرفة الله وأوليائه ، والعلم بحقائق الأشياء كما هي ، فيرى حينئذ أن ما كان عليه قبل ذلك كفر وضلال لإحاطته بقصور المقام ونقصانه بالنسبة إلى ما هو عليه من المرتبة والكمال ، كما أنه وهو في تلك الحالة لو كشف له ما لم يصل إليه يراه كفرا ، لعجزه عن دركه ومخالفته لما بنى عليه أمره ، ولذا نهى في الاخبار السابقة عن أن يقول صاحب الواحد لصاحب الاثنين : لست على شئ وهكذا ، وكذا عن إسقاط من هو دونه ، ومن هنا كانوا يمسكون عن أشياء كان علمها مختصة بذوي الهمم العالية والقلوب الصافية لو سئل عنها من انهمك في الجهل والغرور ، وذلك واضح بعد التتبع التام في تراجم الرواة وأصحاب الأئمة الهداة . . . . ويعجبني كلام الحافظ البرسي في المشارق حيث قال بعد كلام له في تفسير بعض الآيات : ( ومن الناس من يعبد الله على حرف ) : أي إيمانه غير متمكن في القلب ، لان الحرف هو الطرف وذاك بغير برهان ولا يقين ، فإن أصابه خير يغني إن سمع ما يلائم عقله الضعيف اطمأن به وركن إليه ، وإن أصابه فتنة ، وهو سماع ما لم يحط به خبرا ، فهناك لا يوسعك عذرا بل يبيح منك محرما ويتهمك كفرا ، وإليه الإشارة بقوله عليه السلام : ( لو علم أبو ذر ما في قلب سلمان لقتله ) ، وفي رواية ( لكفره ) ، لان صدر أبي ذر ليس بوعاء لما في صدر سلمان من أسرار الايمان وحقائق ولي الرحمن ، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وآله : ( أعرفكم بالله سلمان ) . ثم قال : وذلك لان مراتب الايمان عشرة ، فصاحب الأولى لا يطلع على الثانية ، وكذا كل مقام منها لا ينال ما فوقه ، ولا يزدري من تحته لان من فوقه أعلى منه ، وغاية الغايات منها معرفة علي عليه السلام بالاجماع ، وإنما قال : ( لقتله ) ، لان أبا ذر كان ناقلا للأثر الظاهر وسلمان كان عارفا بالسر الباطن ، ووعاء الظاهر لا يطيق حمل الباطن ، ( قد علم كل أناس مشربهم ) . ويؤيده ما في كنز الكراجكي : ( إن سلمان قال مخاطبا لأمير المؤمنين عليه السلام : بأبي أنت يا قتيل كوفان ، والله لولا أن يقول الناس : واشوقاه ، رحم الله قاتل سلمان لقلت فيك مقالا تشمئز منه النفوس ) ، الخبر . فظهر أن أبا ذر لو اطلع على ما في قلب سلمان لقتله لزعمه أن تلك المرتبة من المعرفة كفر وارتداد ، وكذا بالعكس صاعدا ونازلا ) ( انتهى كلام المحدث النوري ) ( 1 ) . ويحسن أن نختم هذه الطائفة من الاخبار بما ذكره الشيخ الطوسي في تفضيل الامامين الحسن والحسين عليهما السلام على غيرهما من الصحابة في ذيل تفسير آية المباهلة ، قال ( قدس سره ) : ( وقالوا أيضا - أعني أصحابنا - إنهما كانا أفضل الصحابة بعد أبيهما وجدهما لان كثرة الثواب ليس بموقوف على كثرة الافعال ، فصغر سنهما لا يمنع من ‹ صفحة 53 › أن يكون معرفتهما وطاعتهما لله وإقرارهما بالنبي صلى الله عليه وآله وقع على وجه يستحق به من الثواب ما يزيد على ثواب كل من عاصرهما سوى جدهما وأبيهما ، وقد فرغنا من الكلام في ذلك واستقصيناه في كتاب الإمامة ) ( 1 ) . فالشيخ الطوسي اعتبر لمعرفة الامامين الحسن والحسين عليهما السلام دورا في استحقاق تلك المنزلة من الله ، وفي كلامه أيضا تأكيد على أن صورة العمل وكثرته ليست هي المقياس في أفضليته بل محتواه وحقيقته ، وسيأتي كلام مشابه لهذا عن السيد المرتضى ( رضوان الله عليه ) في الفصل الثاني من هذا الباب عند البحث في أفضلية مولانا الزهراء عليها السلام على بقية النساء . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 51 › ( 1 ) الكافي : ج 2 ، ص 45 ، ح 4 . ( 2 ) مرآة العقول : ج 7 ، ص 281 . ( 3 ) الاختصاص : ص 11 . اختيار معرفة الرجال : ص 11 ، ح 23 . ( 4 ) روضة الواعظين : ص 307 . ( 5 ) الاختصاص : ص 12 . ( 6 ) اختيار معرفة الرجال : ص 17 ، ح 40 . ورواه الكليني في الكافي : ج 1 ، ص 401 ، ح 2 . ‹ هامش ص 53 › ( 1 ) تفسير التبيان : ج 2 ، ص 485 . ( 2 ) بصائر الدرجات : ص 41 ، ح 4 ، باب في أئمة آل محمد عليهم السلام حديثهم صعب مستصعب . ( 3 ) اختيار معرفة الرجال : ص 193 ، ح 341 . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |