هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : تحليل وتقييم المخاطر وت... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 25 ]       »     دورة : إدارة منظومة العلاقات ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 34 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 20 ]       »     دورة : مهارات التفسير والتحليل... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 17 ]       »     دورة : إدارة مخاطر المؤسسات [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 22 ]       »     دورة : أنظمة التوزيع الكهربائي... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 20 ]       »     دورة : المدير المعتمد في الجود... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 19 ]       »     السيرة الذاتية ل اود خالد تفا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 56 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
#1  
قديم 08-03-2010, 09:16 PM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5406 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي خلاصة بحوث الكتاب وخاتمتها






خلاصة بحوث الكتاب وخاتمتها

‹ صفحة 379 ›

تنقسم روايات سيف عن حروب الردة إلى ثلاثة أقسام : منها ما لم تقع بتاتا ، وأخرى كانت مع الكفرة والمتنبئين وليس مع المرتدين ، وثالثة مع مسلمين امتنعوا عن بيعة أبي بكر وأداء الزكاة إليه ، أو بسبب قسوة الولاة معهم .

ودلت تلك الأخبار الكاذبة على أن القبائل المسلمة في الجزيرة خرجت من الاسلام أفواجا وأعيدت إليه بالسيف . وهي مع روايات سيف في الفتوح تدل على انتشار الاسلام بالسيف خلافا للواقع الذي كان .

ونشر سيف - بالإضافة إليها - الخرافات في عقائد المسلمين ، وحرف الأسماء واختلق الاشخاص والأماكن ، مثل تحريفه عبد الله ابن وهب السبائي إلى عبد الله بن سبأ ، وتحريفه السبئية من الدلالة على الانتساب إلى قبائل قحطان إلى الدلالة على الفرقة المذهبية التي اختلق اسطورتها .

ثم تطور مدلول اللفظ على أفواه الناس ، ومنهم أخذ أصحاب الملل والفرق ما كتبوا عنها .

مصادر .

‹ صفحة 381 ›

بدأنا الكتاب بإيراد روايات سيف في حروب الردة ، ووجدناه يقول في ما وضع من روايات لبيان حروب الردة واختلق : كفرت الأرض وتضرمت نارا ، وارتدت القبائل العربية عدا قريش وثقيف . ثم ذكر تجمع القبائل المرتدة في ( أبرق الربذة ) وإيفادها إلى أبي بكر يقرون بالصلاة ويمتنعون عن الزكاة ، وأن أبا بكر امتنع عن قبول ذلك منهم ، وأعد المدينة لمقابلتهم ، ثم ردهم على أعقابهم لما باغتوه الهجوم على المدينة .

ثم ذكر لأبي بكر ثلاث خرجات لحربهم ، وذكر كيف قاتلهم وقتلهم واستولى على أراضيهم ، وجعل الأبرق خاصة حمى لخيول المسلمين . تفرد سيف بذكر كل ذلك ولم يصدق في شئ منه !

وذكر خروجا رابعا لأبي بكر إلى ذي القصة ، وعقده أحد عشر لواء هناك لأمراء حروب الردة ، وكتب عهدا لهم ، وكتبا للقبائل المرتدة ، ولم يصدق في شئ مما ذكر عدا إرسال خالد من ذي القصة .

وذكر ردة أم زمل ، وقتل إبادة فيها ، بينما لم يصح شئ منها ، ‹ صفحة 382 › ولم توجد أم زمل !

وذكر ردة الأخابث في الأعلاب ، وقتل طاهر ربيب رسول الله منهم مقتلة عظيمة حتى أنتنت السبل من جيفهم ، بينما لم توجد أرض الأعلاب ، ولا الناس الأخابث ، ولا الصحابي القائد ربيب رسول الله !

لم يصح كل ذلك ، ولم يصح كثير غيره مما قاله سيف في حروب الردة ، غير أن سيفا استطاع في ما وضع واختلق أن يشهر خبر انتشار الارتداد في القبائل العربية المسلمة بعد رسول الله ، وأنهم رجعوا إلى الاسلام بقوة السيف .

وجميع ما ذكره سيف عن حروب الردة ينقسم إلى قسمين :

منها ما وضع أخبارها واختلق شخوصها وأماكنها ، ولم يصدق في شئ منها ، ويشكل هذا : القسم الأكبر من أساطيره في حروب الردة .


ومنها حرب وقعت في حينه غير أن سيفا حرف أخبارها ورواها على غير وجهها الصحيح .

وهذا - أيضا - ينقسم إلى قسمين :

الأول ما كان مع كفار موجودين منذ عصر الرسول مثل حربهم مع مسيلمة وطليحة ، وليس من الصحيح وصف هؤلاء بالمرتدين ، وإنما كانوا كفرة ، والحروب معهم حروب مع الكفرة وليس مع المرتدين .

والثاني : حروب وقعت مع قبائل عربية مسلمة أنكرت بيعة أبي بكر ، ولم تؤد الزكاة إليه ، وغالبا ما وقعت تلك الحروب بسبب ‹ صفحة 383 › قسوة قادة أبي بكر من غير مسوغ ، نظير ما وقع بينهم وبين قبائل كندة من حرب من أجل قلوص كما رواها ابن أعثم والبلاذري والحموي .

قال الحموي في مادة حضرموت من معجم البلدان : كان زياد بن لبيد البياضي ( أ ) على حضرموت وكندة لما بويع أبو بكر ، فكتب إليه أبو بكر يخبره بوفاة النبي ( ص ) ويأمره بأخذ البيعة على من قبله من أهل حضرموت ، فقام زياد فيهم خطيبا ، وعرفهم موت النبي ، ودعاهم إلى بيعة أبي بكر ، فامتنع الأشعث ابن قيس من البيعة ، واعتزل في كثير من كندة . وبايع زيادا خلق آخرون ، وانصرف زياد إلى منزله ، وبكر لاخذ الصدقة كما كان يفعل .

وفي رواية أخرى : كتب أبو بكر إلى زياد بن لبيد والمهاجرين أبي أمية المخزومي - وهو يومئذ على كندة - يأمرهما أن يجتمعا فتكون أيديهما يدا وأمرهما واحدا ، فيأخذا له البيعة ، ويقاتلا من امتنع من أداء الصدقة ، وأن يستعينا بالمؤمنين على الكافرين ، وبالمطيعين على العاصين والمخالفين .


قال ابن أعثم :
" فجعل قوم يعطونه الزكاة وهو طائعون ، وقوم يعطونه إياها
‹ صفحة 384 › كارهين وزياد بن لبيد يجمع الصدقات ، ولا يريهم من نفسه إلا الصرامة ، غير أنه أخذ يوما من الأيام ناقة من إبل الصدقة ، فوسمها وسرحها مع الإبل التي يريد أن يوجه بها إلى أبي بكر ( رض ) ، وكانت هذه الناقة لفتى من كندة يقال له زيد بن معاوية القشيري من بني قشير ( ب ) .

فأقبل ذلك الفتى إلى رجل من سادات كندة يقال له :
حارثة بن سراقة ، فقال يا ابن عم !
إن زياد بن لبيد قد أخذ لي ناقة فوسمها وجعلها مع إبل الصدقة وأنا مشغوف بها ، فإن رأيت أن تكلمه فيها فلعله أن يطلقها ويأخذ غيرها من إبلي ، فإني لست أمتنع عليه .

قال : فأقبل حارثة بن سراقة إلى زياد بن لبيد وقال له : إن رأيت أن ترد ناقة هذا الفتى عليه وتأخذ غيرها فعلت منعما ! فقال له زياد بن لبيد :
إنها دخلت في حق الله وقد وضع عليها ميسم الصدقة ولا أحب أن آخذ غيرها ( ج ) .

فغضب حارثة بن سراقة من ذلك ، ثم ‹ صفحة 385 › قال : أطلقها وأنت كريم وإلا أطلقتها وأنت لئيم . قال : فغضب زياد من ذلك ثم قال : لا أطلقها حتى أنظر من يحول بيني وبينها أو يمنعها .

وقال : فتبسم حارثة بن سراقة ، ثم قال أبياتا من جملتها :
يمنعها شيخ بخديه الشيب * ملمع كما يلمع الثوب

قال : ثم أقبل حارثة بن سراقة إلى إبل الصدقة ، فأخرج الناقة بعينها ، ثم قال لصاحبها :
خذ ناقتك إليك ، فإن كلمك أحد فاحطم أنفه بالسيف !
نحن إنما أطعنا رسول الله ( ص ) إذ كان حيا ، ولو قام رجل من أهل بيته لاطعناه ، وأما ابن أبي قحافة فلا والله ما له في رقابنا طاعة ولا بيعة .

ثم أنشأ حارثة بن سراقة يقول أبياتا من جملتها :

أطعنا رسول الله إذ كان بيننا * فيا عجبا ممن يطيع أبا بكر
وفي معجم البلدان :

أطعنا رسول الله ما دام وسطنا * فيا قوم ما شأني وشأن أبي بكر أيورثها بكرا إذا كان بعده * فتلك لعمر الله قاصمة الظهر
قال ابن أعثم : فلما سمع زياد بن لبيد هذه الأبيات كأنه اتقى على ما جمع من إبل الصدقة أن تؤخذ ، فخرج ليلته يريد المسير إلى أبي بكر الصديق ( رض ) ومعه نفر من أصحابه ، فلما سار على مسيرة يومين من القوم ، كتب إلى حارثة بن سراقة وأصحابه بهذه الأبيات ، من ‹ صفحة 386 › جملتها :

نقاتلهم في الله والله غالب * على أمره حتى تطيعوا ( * ) أبا بكر

قال : فغضب أحياء كندة لذلك وأتت الأشعث بن قيس .

فقال الأشعث : خبروني يا معشر كندة !

إن كان هذا رأيكم فلم دفعتم إليه زكاتكم ، فرحل عنكم يهددكم بالقتل ؟ !
فقال رجل من بني عمه : صدقت والله يا أشعث ، والله ما نحن إلا كعبيد لقريش ، مرة يوجهون إلينا أمية ( د ) ، ومرة يولون علينا مثل زياد يأخذ من أموالنا ويهددنا بالقتل ( ه‍ ) .

فقال الأشعث : يا معشر كندة !
إن كنتم على ما أرى فلتكن كلمتكم واحدة والزموا بلادكم ، وحوطوا حريمكم ، وامنعوا زكاة أموالكم ، فإني أعلم أن العرب لا تقر بطاعة تيم بن مرة ( و ) وتدع سادات البطحاء من بني هاشم إلى غيره فإنها لنا أجود ، ونحن لها أجرى وأصلح من غيرنا ، لأنا ملوك من قبل أن يكون على وجه
‹ صفحة 387 › الأرض قريشي ولا أبطحي ( ز ) !
قال : ثم إن زيادا رأى أن لا يعجل بالمسير إلى أبي بكر فأرسل إبل الصدقة إلى المدينة مع ثقة ، وأمره أن لا يخبر أبا بكر بشئ من أمره .

وسار زياد إلى بني ذهل بن معاوية ( ح ) من أحياء كندة وأخبرهم بما كان ، ودعاهم إلى السمع والطاعة ، فأقبل إليه رجل من ساداتهم ( ط ) يقال له الحارث بن معاوية ( ي ) .

فقال لزياد : إنك لتدعو إلى طاعة رجل لم يعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد . فقال له زياد بن لبيد : يا هذا صدقت !
فإنه لم يعهد إلينا ولا إليكم فيه عهد ، ولكنا اخترناه لهذا الامر .

فقال له الحارث : أخبرني لم نحيتم عنها أهل بيته ، وهم أحق الناس بها لان الله عز وجل يقول : * ( وأولوا الأرحام بعضهم أولى ببعض في كتاب الله ) * .
فقال له زياد : إن المهاجرين والأنصار أنظر لأنفسهم منك . ‹ صفحة 388 › فقال له الحارث : لا والله !
ما أزلتموها عن أهلها إلا حسدا منكم لهم ، وما يستقر في قلبي أن رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) خرج من الدنيا ولم ينصب للناس علما يتبعونه ، فارحل عنها أيها الرجل فإنك تدعو إلى غير رضا ، ثم أنشأ الحارث بن معاوية يقول :
كان الرسول هو المطاع فقد مضى * صلى عليه الله لم يستخلف ! !
قال : فوثب عرفجة بن عبد الله الذهلي ، فقال : صدق والله الحارث بن معاوية !
أخرجوا هذا الرجل عنكم ، فما صاحبه بأهل للخلافة ولا يستحقها بوجه من الوجوه ، وما المهاجرون والأنصار بأنظر لهذه الأمة من نبيها محمد ( صلى الله عليه وآله ) ؟ .

قال ثم وثب رجل من كندة يقال له عدي فقال : يا قوم ! لا تسمعوا قول عرفجة ولا تطيعوا أمره ، فإنه يدعوكم إلى الكفر ( ك ) ويصدكم عن الحق ، اقبلوا من زياد ما يدعوكم إليه ، وارضوا بما رضي به المهاجرون والأنصار ، فإنهم أنظر لأنفسهم منكم .

قال : فوثب إليه نفر من بني عمه فضربوه حتى أدموه وشتموه أقبح الشتم ، ثم وثبوا إلى زياد فأخرجوه من ديارهم وهموا بقتله !
قال :
فجعل زياد لا يأتي قبيلة من قبائل كندة ، فيدعوهم إلى

‹ صفحة 389 ›

الطاعة ( ل ) إلا ردوا عليه بما يكره ، فلما رأى ذلك سار إلى المدينة إلى أبي بكر ( رض ) فخبره بما كان من القوم ، وأعلمه أن قبائل كندة قد أزمعت على الارتداد ، فجمع أبو بكر جيشا ضمه إلى زياد فسار في أربعة آلاف يريد حضرموت .

واتصل الخبر بقبائل كندة فكأنهم ندموا على ما كان منهم . ووثب أبضعة بن مالك وكان من أبناء ملوكهم فقال :
يا معشر كندة ! إنا أضرمنا على أنفسنا نارا لا أظن أنها تطفأ ، أو تحرق منا بشرا كثيرا .

والرأي عندي أن نتدارك ما فعلنا ونسكن هذه الثائرة التي هاجت علينا ، ونكتب إلى أبي بكر الصديق فنخبره بطاعتنا ، وأن نؤدي إليه زكاتنا طائعين غير مكرهين ، وأنا قد رضينا به خليفة وإماما ( م ) مع إني أقول هذه المقالة ولست بخارج عن رأيكم غير أني أعلم إلى ما يؤول أمركم .

ثم ذكر ابن أعثم كيف وقع الخلاف بينهم ، وكيف خالفهم الأشعث وترك نصرهم ، إلى قوله : وسار زياد إلى حي من أحياء كندة يقال لهم بنو هند وكبسهم وقاتلهم ووقعت الهزيمة عليهم ، فقتل منهم جماعة وولوا الادبار ‹ صفحة 390 › واحتوى المسلمون ( ن ) على نسائهم وذراريهم وأموالهم .

قال : ثم سار إلى حي منهم يقال لهم بنو العاقل ، فوافاهم غافلين فلما أشرفت الخيل عليهم تصايحت النساء وخرج الرجال إلى الحرب فاقتتلوا ساعة ووقعت الهزيمة عليهم فانهزموا وأسلموا ديارهم ونساءهم وأموالهم واحتوى المسلمون ( ن ) على جميع ذلك .

ثم سار إلى حي بني حجر - وهم يومئذ جمرات كندة وفرسانهم - فلم يشعروا إلا والخيل قد كبستهم في جوف الليل ( أأنت ) فاقتتل القوم ساعة ، وقتل منهم مائتا رجل ، وأسر خمسون وولى الباقون الادبار ، واحتوى المسلمون على قليلهم وكثيرهم .

ثم سار إلى حي بني حمير فالتقوا للقتال ، فقتل من المسلمين عشرون ومنهم قريبا من ذلك ، ووقعت الهزيمة عليهم فولوا الادبار واحتوى المسلمون على النساء والأولاد !
وبلغ الأشعث ما فعله زياد فغضب فقال : يقتل - زياد - قومي وبني عمي ويسبي النساء والذراري ويحوي الأموال وأقعد عنه ؟ !
فنادى الأشعث في بني عمه وسار بهم إلى زياد والتقى به

‹ صفحة 391 ›

قريبا من مدينة تريم ( ع ) .

وقاتله حتى هزمه وقتل منهم نيفا وثلاثمائة رجل ، فدخل زياد ومن معه مدينة تريم ، وتحصنوا بها ، واحتوى الأشعث على تلك الأموال والذراري فردها إلى أهلها .

واجتمع على الأشعث خلق كثير من كندة ، وحاصروا زيادا ومن معه بها ، فكتب زياد إلى أبي بكر يخبره بذلك ، فاغتم أبو بكر ولم يجد بدا من الكتابة إلى الأشعث بن قيس بالرضا ، فكتب إليه :
بسم الله الرحمن الرحيم ، من عبد الله بن عثمان خليفة رسول الله ( ص ) إلى الأشعث بن قيس ومن معه من قبائل كندة ، أما بعد ، فإن الله تبارك وتعالى يقول في كتابه المنزل على نبيه ( ص ) : * ( اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ) * ( ف ) .

وأنا آمركم بتقوى الله وحده ، وأنهاكم أن لا تنقضوا عهده ، وأن لا ترجعوا عن دينه إلى غيره ( ص ) فلا تتبعوا الهوى فيضلكم عن سبيل الله ، وإن كان ، إنما حملكم عن الرجوع عن دين الاسلام ، ومنع الزكاة ما فعله بكم عاملي زياد بن لبيد ( ق ) فإني أعزله
‹ صفحة 392 › عنكم ، وأولي عليكم من تحبون ، وقد أمرت حامل كتابي هذا إن أنتم قبلتم الحق أن يأمر زيادا بالانصراف عنكم ، فراجعوا ، وتوبوا من قريب وفقنا الله وإياكم لكل ما فيه رضا ! والسلام . وكتب حسان بن ثابت الأنصاري إليهم في آخر الكتاب .

ما البكر إلا كالفصيل وقد ترى * أن الفصيل عليه ليس بعار
إنا وما حج الحجيج لبيته * ركبان مكة معشر الأنصار
نفري جماجمكم بكل مهند * ضرب القدار مبادي الأيسار
حتى تكنوه بفحل هنيدة * يحمي الطروقة بازل هدار
( * ) فلما وصل الكتاب إلى الأشعث وقرأه ، قال للرسول : إن صاحبك أبا بكر يلزمنا الكفر بمخالفتنا له ، ولا يلزم صاحبه الكفر بقتله قومي وبني عمي !
فقال له الرسول : نعم يا أشعث ! يلزمك الكفر لان الله تبارك وتعالى قد أوجب عليك الكفر بمخالفتك لجماعة المسلمين ( ر ) !
فوثب إليه غلام من بني عم الأشعث ، فضربه بسيفه ضربة فلق هامته فسقط ميتا !
فقال له الأشعث : أحسنت ! لله أبوك لقد قصرت العتاب وأسرعت الجواب ! ‹ صفحة 393 › فوثب أبو قرة الكندي مغضبا : فقال : يا أشعث ! لا والله ما يوافقك أحد منا على مثل هذا الامر أبدا ! تقتل الرسول بلا ذنب كان منه ، ولا سبيل لك عليه ، ثم انصرف مع قومه .


. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

‹ هامش ص 383 ›
( أ ) أبو عبد الله زياد بن لبيد بن سنان الأنصاري الخزرجي البياضي ، استعمله رسول الله ( ص ) على حضرموت ، وكتب إليه أبو بكر وأقره ، توفي زياد في أول أيام معاوية .
راجع أسد الغابة ( 2 / 217 ) ونسبه في جمهرة ابن حزم ( ص 356 ) .

‹ هامش ص 384 ›
( ب ) بنو قشير قبيلة من سعد العشيرة بنواحي حضرموت . تاج العروس ( 3 / 493 ) .
( ج ) قال البلاذري : " وكان زياد بن لبيد رجلا حازما صلبا فأخذ في الصدقة من بعض كندة قلوصا فسأله الكندي ردها عليه وأخذ غيرها ، وكان قد وسمها بميسم الصدقة ، فأبى ذلك ، وكلمه الأشعث بن قيس فيه فلم يجبه وقال : لست براد شيئا قد وضع الميسم عليه ، فانتقضت عليه كندة كلها إلا السكون فإنهم كانوا معه . وقال في رواية أخرى : إن زيادا وأبا أمية أخذا من رجل من كندة في الصدقة بكرة من الإبل فسألهما اخذ غيرها فسامحه المهاجر وأبى زياد إلا أخذها .

‹ هامش ص 386 ›
* كذا في كتاب الفتوح لابن أعثم ، والسياق يقتضي أن يكون الفعل " يطيعوا " ليناسب الفعل المذكور في أول البيت " نقاتلهم " ( المصحح ) .
( د ) نرى الصواب ( أبا أمية ) .
( ه‍ ) أوردنا محاورتهما بإيجاز .
( و ) ورد في النسخة ( تميم بن مرة ) ونراها من تحريف النساخ والصواب ( تيم بن مرة ) وهم قبيلة أبي بكر : وقال الراجز في وقعة الجمل :

" أطعنا بني تيم بن مرة شقوة * وهل تيم إلا أعبد وإماء " ، ويقصد متابعتهم لام المؤمنين عائشة بنت أبي بكر . راجع أحاديث أم المؤمنين عائشة ص 172 ونسبهم في الجمهرة ( ص : 135 ) .

‹ هامش ص 387 ›
( ز ) لعله يشير إلى سلسلة ملوك السبئية من حمير وغيرهم الذين سبقوا قريشا بدهر .
( ح ) في صفة جزيرة العرب للهمداني ( ص 85 ) : ذهل بن معاوية ، بطن كان يقيم بحضرموت - راجع معجم قبائل العرب لعمر رضا كحالة .
( ط ) ورد في النسخة ( من سادات بني تميم ) ونراه من تحريف النساخ والصواب ما أثبتناه لان الحي كان من احياء كندة . ومن الجائز أن تكون تميم بطنا من كندة .
( ي ) ورد ذكر الحارث بن معاوية بن ثور بن مرتع بن كندة في جمهرة ابن حزم ( ص 477 ) .

‹ هامش ص 388 ›
( ك ) يقصد بالكفر مخالفتهم ما رضي به المهاجرون والأنصار من طاعة أبي بكر على حد زعمه !

‹ هامش ص 389 ›
( ل ) كان زياد يدعوهم إلى طاعة أبي بكر وأداء الزكاة إليه كما تصرح هذه النصوص ولم يكن أولئك إلا مسلمين يقرون بالصلاة والزكاة ويستنكرون خلافة أبي بكر ولا يؤدون الزكاة إليه وكان الخلاف بينهم على ذلك .
( م ) تدل كل النصوص على أن الخلاف كان على خلافة أبي بكر وإمامته !

‹ هامش ص 390 ›
( ن ) اعتاد المؤرخون تبعا لحكومة الخلفاء أن يسموا جيوش أبي بكر بالمسلمين ، ومن قابلهم بالخارجين عن الاسلام ، وبقيت الحالة كذلك حتى اليوم ! ! ! ( أأنت ) هكذا كانت معارك جيش أبي بكر مع أحياء كندة غارة ليلية على أناس غافلين ثم قتلهم وأسرهم .

‹ هامش ص 391 ›
( ع ) تريم : اسم إحدى مدينتي حضرموت ، وهما شبام وتريم سميتا باسمي القبيلتين . معجم البلدان .
( ف ) سورة آل عمران ( آية 102 ) .
( ص ) لست أدري إلى اي دين نسبهم أبو بكر وهم يشهدون الشهادتين ويصلون إلى الكعبة .
( ق ) يعترف أبو بكر بخطأ عامله في ما فعل !

‹ هامش ص 392 ›
* ديوان حسان بن ثابت ص 120 . ط . دار صادر - بيروت 1381 ه‍ .
( ر ) ومرة أخرى نجد التصريح بأن كفرهم مخالفتهم لمن يسمونهم بجماعة المسلمين ومرة أخرى نجد الغلظة من جماعة أبي بكر بينما كان المقام يقتضي الملاينة لجمع الكلمة !
تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .




رد مع اقتباس
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 12:34 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية