![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#11 |
مشرف عام
![]() |
![]()
وأورد الحموي هذا الخبر في معجم البلدان بتفصيل أوفى ، قال : قدمت الشحر ، فنزلت على رجل من مهرة له رياسة وخطر ، فأقمت عنده أياما ، فذكرت عنده النسناس ، فقال :
إنا لنصيده ونأكله ، وهو دابة له يد واحدة ، ورجل واحدة ، وكذلك جميع ما فيه من الأعضاء ، فقلت له : أنا والله أحب أن أراه ، فقال لغلمانه : صيدوا لنا شيئا منه ، فلما كان من الغد إذا هم قد جاءوا بشئ له وجه كوجه الانسان إلا أنه نصف الوجه ، وله يد واحدة في صدره ، وكذلك رجل واحدة ، فلما نظر إلي ، قال : " أنا بالله وبك " فقلت للغلمان : خلوا عنه ، فقالوا : يا هذا ! لا تغتر بكلامه فهو أكلنا ! فلم أزل بهم حتى أطلقوه ، فمر مسرعا كالريح ، فلما حضر غداء الرجل الذي كنت عنده قال لغلمانه : أما كنت قد تقدمت إليكم أن تصيدوا لنا شيئا ؟ ! فقالوا : قد فعلنا ولكن ضيفك قد خلا عنه ، فضحك وقال : خدعك والله ، ثم أمرهم بالغد إلى الصيد ، فقلت : وأنا معهم ! فقال : إفعل ! ثم غدونا بالكلاب ، فصرنا إلى غيضة عظيمة وذلك ‹ صفحة 242 › في آخر الليل ، فإذا واحد يقول : " يا أبا مجمر ! إن الصبح قد أسفر ، والليل قد أدبر ، والقنيص قد حضر ، فعليك بالوزر ! " فقال الآخر : " كلي ولا تراعي " قال : فأرسلوا الكلاب عليهم ، فرأيت أبا مجمر وقد اعتوره كلبان وهو يقول : " الويل لي مما به دهاني . . . " الأبيات ( ذ ) . قال : فالتقيا عليه وأخذاه فلما حضر غداء الرجل أتوا بأبي مجمر بعد الطعام مشويا ( 13 ) . وروى الحموي ( 14 ) - أيضا - عن الحسام بن قدامة ، عن أبيه ، عن جده قال : كان لي أخ فقل ما بيده وانقضى حتى لم يبق له شئ ، فكان لنا بنو عم بالشحر ، فخرج إليهم يلتمس برهم ، فأحسنوا قراه ، وأكثروا بره ، وقالوا له يوما : لو خرجت معنا إلى متصيد لنا لتفرجت ، قال : ذاك إليكم . وخرج معهم ، فلما أصحروا ساروا إلى غيضة عظيمة ، فأوقفوه على موضع منها ودخلوها يطلبون الصيد ، قال : فبينا أنا واقف إذ خرج من الغيضة شخص في صورة الانسان ، له يد واحدة ، ورجل واحدة ونصف لحية ، وفرد عين وهو يقول : " الغوث ! الغوث ! الطريق الطريق ! عافاك الله ! " ففزعت منه ووليت هاربا ، ولم أدر أنه الصيد الذي يذكرونه ، فلما جازني سمعته يقول وهو يعدو : غدا القنيص فابتكر * بكلب وقت السحر لك النجا وقت الذكر * ووزر ولا وزر أين من الموت المفر ؟ * حذرت لو يغني الحذر ‹ صفحة 243 › هيهات لن يخطي القدر ! *من القضا أين المفر ! فلما مضى إذا أنا بأصحابي قد جاءوا فقالوا : ما فعل الصيد الذي أحتشناه إليك ؟ فقلت لهم : أما الصيد فلم أره ! ووصفت لهم صفة الآدمي الذي مر بي فضحكوا ، وقالوا : ذهبت بصيدنا ، فقلت : يا سبحان الله ! أتأكلون الناس ؟ ! هذا إنسان ينطق ويقول الشعر ! فقالوا : وهل أطعمناك منذ جئتنا إلا من لحمه قديدا وشواء ، فقلت : ويحكم ! أيحل هذا ؟ ! قالوا : نعم ! أن له كرشا وهو يجتر ، فلهذا يحل لنا . وروى - أيضا - الحموي ( 15 ) عن دغفل ( ض ) أنه قال : أخبرني بعض العرب أنه كان في رفقة يسير في رمل عالج ( ظ ) ، قال : فأضللنا الطريق ، ووقفنا إلى غيضة عظيمة على شاطئ البحر ، فإذا نحن بشيخ طويل له نصف رأس ، وعين واحدة ، وكذلك جميع أعضائه ، فلما نظر إلينا مر بحضر الفرس الجواد ، وهو يقول : فررت من جور الشراة شدا * إذ لم أجد من الفرار بدا ‹ صفحة 244 › قد كنت دهرا في شبابي جلدا * فها أنا اليوم ضعيف جدا وروى - أيضا - من أحاديث أهل اليمن : إن قوما خرجوا لاقتناص النسناس ، فرأوا ثلاثة منهم ، فأدركوا واحدا فأخذوه وذبحوه ، وتوارى اثنان في الشجر ، فلم يقفوا لهما على خبر ، فقال الذي ذبحه : " والله إن هذا لسمين أحمر الدم " فقال أحد المستترين في الشجر : " إنه قد أكل حب الصرو - وهو البطم ( غ ) - وسمن " فلما سمعوا صوته تبادروا إليه ، وأخذوه ، فقال الذي ذبح الأول : " والله ما أحسن الصمت ! هذا لو لم يتكلم ما عرفنا مكانه " ، فقال الثالث : " فها أنا صامت لم أتكلم " فلما سمعوا صوته أخذوه وذبحوه وأكلوا لحومهم ( 16 ) . وروى - أيضا - عن كتاب أحمد بن محمد الهمداني ( آ ) أن وبار بنت أرم كانت تنزل ما بين الشجر إلى تخوم صنعاء ، وكانت أرض وبار أكثر الأرضين خيرا وأخصبها ضياعا ، وأكثرها مياها وشجرا وثمرا ، فكثرت فيها القبائل حتى شحنت بها أرضهم وعظمت أموالهم ، فأشروا وبطروا وطغوا وكانوا قوما جبابرة ذوي أجسام فلم يعرفوا حق نعم الله تعالى . فبدل الله خلقهم ، وجعلهم نسناسا : للرجل والمرأة منهم نصف رأس ، ونصف وجه ، وعين واحدة ، ويد واحدة ، ورجل واحدة ، فخرجوا على وجوههم يهيمون في تلك ‹ صفحة 245 › الغياظ إلى شاطئ البحر يرعون كما ترعى البهائم ( 17 ) . وروى الطبري ( با ) نسبهم عن ابن إسحاق ، قال : كان بنو أميم بن لاوذ بن سام بن نوح أهل وبار بأرض رمل عالج وكانوا قد كثروا بها وربلوا ، فأصابتهم من الله عز وجل نقمة من معصية أصابوها فهلكوا وبقيت منهم بقية وهم الذين يقال لهم النسناس ( 18 ) . وروى - أيضا - عن ابن الكلبي ( جا ) : أن الملك عبد بن إبرهة بن الرائش بن قيس بن صيفي بن سبأ بن يشجب ، غزا ناحية من أقاصي بلاد المغرب فغنم وأصاب مالا وقدم بالنسناس ، لهم خلق كثيرة وحشية منكرة ، فذعر الناس منه فسمي ذا الاذعار ( 19 ) . وقال كراع ( دا ) : النسناس ، والنسناس في ما يقال : دابة في عداد الوحش تصاد وتؤكل وهي على شكل الانسان بعين واحدة ، ورجل ، ويد ، تتكلم مثل الانسان ( 20 ) . وعرفه الأزهري ( ها ) وقال : خلق على صورة بني آدم ، أشبهوهم في ‹ صفحة 246 › شئ وخالفوهم في شئ ، وليسوا من بني آدم ( 21 ) . وعرفه الجوهري ( وا ) في الصحاح وقال : جنس من الخلق يثب أحدهم على رجل واحدة . وروى الزبيدي في التاج ، عن أبي الدقيش ( زا ) أنه قال : " إنهم من ولد سام بن سام ، إخوة عاد وثمود ، وليس لهم عقول ، يعيشون في الآجام على شاطئ بحر الهند ، والعرب يصطادونهم ويكلمونهم ، وهم يتكلمون بالعربية ويتناسلون ويقولون الاشعار ويتسمون بأسماء العرب " . وعن المسعودي أنه قال : " له عين واحدة يخرج من الماء ويتكلم ، وإذا ظفر بالانسان قتله " . وروى أصحاب نهاية اللغة واللسان ، والقاموس ، والتاج في لغة النسناس أن في الحديث : " إن حيا من قوم عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا ، لكل ‹ صفحة 247 › إنسان منهم يد ورجل من شق واحد ينقزون كما ينقز الطائر ، ويرعون كما ترعى البهائم " . وفي القاموس وشرحه التاج : " وقيل : أولئك انقرضوا لان الممسوخ لا يعيش أكثر من ثلاثة أيام كما حققه العلماء ، والموجود على تلك الخلقة خلق على حدة ، أو هم ثلاثة أجناس : ناس ، ونسناس ونسانس ( حا ) أو النسانس الإناث منهم . وروى في التاج عن العباب أن النسانس أرفع قدرا من النسناس . وروى حديثا عن أبي هريرة : " ذهب الناس وبقي النسناس " ( 22 ) . ونقل عن السيوطي أنه قال : أما الحيوان الذي يسميه العامة نسناسا فهو نوع من القردة لا يعيش في الماء ويحرم أكله ، وأما الحيوان البحري ففيه وجهان ، واختار الروياني ( طا ) وغيره الحل . وعن الشيخ أبي حامد ( يا ) أنه لا يحل أكل النسناس وأنه على خلقة ‹ صفحة 248 › بني آدم . انتهى نقلا عن لغة النسناس في تاج العروس للزبيدي . وروى المسعودي في مروجه وقال : وقد كان المتوكل ( كا ) في بدء خلافته سأل حنين بن إسحاق أن يتأتى له في حمل أشخاص من النسناس والعربد ، فلم يسلم منهم إلى سر من رأى إلا اثنان من النسناس . وقال : " وقد أتينا على شرح هذا الخبر في من أرسل إلى اليمامة في حمل العربد ، وإلى بلاد الشحر في حمل النسناس في كتابنا أخبار الزمان " ( 23 ) . هذه الروايات بإسنادها إلى من رأوا النسناس وسمعوا حديثه ، وشعره ويمينه ، وقد رأوه بيد واحدة ، ورجل واحدة ، وعين واحدة ، ونصف وجه ، رأوه يقفز أشد من عدو الفرس الجواد ! وإلى من شارك في اقتناصه وأكل لحمه شواء وقديدا ! ‹ صفحة 249 › وإلى من استشكل من أكل لحمه لأنه إنسان ينطق ، ويقول الشعر فقالوا له : إن له كرشا ويجتر ، فلهذا يحل أكله ! وإلى من روى أن الخليفة المتوكل أرسل من حكماء عصره من أتى بالنسناس والعربد إليه ! وإلى من ذكر نسب النسناس ، وأنه من بني أميم بن لاوذ بن سام بن نوح ، وأن الله مسخهم لما تجبروا ، وطغوا ! هذه الروايات رواها ونقلها كل من : 1 - نسابة العرب الأقدم دغفل ، المتوفى ( 68 ه ) . 2 - إمام أهل المغازي والسير ابن إسحاق ، المتوفى ( 151 ه ) . 3 - إمام النسابين ابن الكلبي ، المتوفى ( 204 ه ) . 4 - إمام المؤرخين الطبري ، المتوفى ( 310 ) . 5 - مقدم البلدانيين ابن الفقيه الهمداني ، المتوفى ( 340 ه . 6 - علامة المؤرخين المسعودي ، المتوفى ( 346 ه ) . 7 - موسوعي البلدانيين الحموي ، المتوفى ( 626 ه ) . 8 - العلامة المشارك في علوم كثيرة علي بن الأثير ، المتوفى ( 630 ه ) . رواها هؤلاء وكثير غير هؤلاء من العلماء الموسوعيين واللغويين في معاجمهم . ورووا غير ما ذكرنا مثل روايتهم في الحديث : " إنهم كانوا من قوم عاد عصوا رسولهم فمسخهم الله نسناسا لكل إنسان منهم يد ورجل من شق واحد ، ينقزون كما ينقز الطائر ، ويرعون كما ‹ صفحة 250 › ترعى البهائم " . وما رووا بأنهم من إخوة عاد يعيشون في الآجام على شاطئ بحر الهند ، يتكلمون بالعربية ، ويتناسلون ، ويقولون الاشعار ، ويتسمون بأسماء العرب ! ثم اختلف العلماء في أكل لحمهم فأحله قوم وحرمه آخرون ، وفصل السيوطي القول فحرم البري منه وأحل البحري - على قول - . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 241 › ( خ ) حضرا : الذي لا يريد السفر . ورعش : الجبان . وفي رواية الحموي الآتية ( واسمعا ) بدل ( واستمعا ) و ( خضلا ) بدل ( خضرا ) و ( لوبي شبابي ) بدل ( لولا سباتي ) و ( تخلياني ) بدل ( تفارقاني ) . ‹ هامش ص 242 › ( ذ ) الأبيات المذكورة في رواية المسعودي السابقة . ‹ هامش ص 243 › ( ض ) دغفل بن حنظلة بن زيد ، قال النديم : اسمه حجر ودغفل لقبه . أدرك الرسول ، واختلفوا في إدراكه صحبة الرسول ، والأصح أنه لم يدرك صحبته . وفد على معاوية أيام خلافته ، فسأله عن العربية وعن أنساب الناس ، وعن النجوم فأعجبه علمه ، فقال له : انطلق إلى يزيد فعلمه أنساب الناس والنجوم والعربية . غرق دغفل يوم دولاب بفارس في وقعة الأزارقة قبل سنة ستين هجرية - راجع فهرست النديم ص 131 ، والمحبر ص 478 ، وأسد الغابة ( 2 / 132 ) ، والإصابة ( 1 / 464 ) الترجمة المرقمة ( 2399 ) وتقريب التهذيب ( 1 / 236 ) . ( ظ ) رمل عالج متصل بوبار - معجم البلدان . ‹ هامش ص 244 › ( غ ) والبطم بضمتين شجر سبط الأوراق له حب مفرطح في عناقيد كالفلفل . ( آ ) أحمد بن محمد بن إسحاق المعروف بابن الفقيه الهمداني له كتاب البلدان نحو ألف ورقة . توفي سنة ( 340 ه ) - فهرست النديم ص 219 وهدية العارفين . ‹ هامش ص 245 › ( با ) ورواه عن أهل اليمن - أيضا - محمد بن إسحاق إمام أهل المغازي المتوفى ( 151 ه ) كما في ترجمة وبار من معجم البلدان ( 4 / 899 ) . ( جا ) ابن الكلبي هو هشام بن محمد الكلبي النسابة المتوفى ( 204 أو 206 ه ) . ( دا ) كراع النمل هو أبو الحسن علي بن الحسن الهنائي الأزدي المصري . ولقب " كراع النمل " لقصره ، عالم بالعربية ، له عدة مؤلفات . توفى بعد سنة 309 ه . راجع ترجمته بإرشاد الأريب للحموي ( 5 / 112 ) وإنباه الرواة للقفطي ( 2 / 240 ) . ( ها ) الأزهري هو أبو منصور محمد بن أحمد بن الأزهر اللغوي ، طاف أرض العرب في طلب اللغة . توفي سنة ( 370 ه ) ترجمته في اللباب ( 1 / 38 ) . ‹ هامش ص 246 › ( وا ) الجوهري : أبو نصر إسماعيل بن حماد أصله من فاراب من بلاد الترك ، ارتحل إلى العراق والحجاز وطاف البادية ثم رجع وأقام بنيسابور ، صنع جناحين من خشب وربطهما بحبل وصعد سطحا ونادى في الناس : لقد صنعت ما لم أسبق إليه وسأطير الساعة . فازدحم أهل نيسابور ينظرون إليه فتأبط الجناحين ونهض بهما ، فخانه اختراعه وسقط قتيلا سنة 343 ه . راجع - معجم الأدباء ( 2 / 269 ) ، ولسان الميزان ( 1 / 400 ) . ( زا ) أبو الدقيش القناني الغنوي ، ذكره النديم في الفهرست ( ص 70 ط . مصر ص 47 ط . ليبسك ) : في الاعراب الفصحاء الذين روى عنهم العلماء . وينظر من هامش الاشتقاق لابن دريد ، أنه كان معاصرا للخليل الفراهيدي . ‹ هامش ص 247 › ( حا ) يشبه مثلث السبئية وابن سبأ وابن السوداء . ( طا ) الروياني نسبة إلى رويان أكبر مدينة بجبال طبرستان وكورة واسعة قال الحموي في ترجمة رويان : نسب إليها طائفة من العلماء منهم أبو المحاسن عبد الواحد بن إسماعيل ابن محمد الروياني الطبري القاضي أحد أئمة الشافعية صنف كتبا كثيرة وصنف في الفقه كتابا كبيرا سماه البحر ، قتل بسبب التعصب في مسجد الجامع بآمل سنة ( 501 أو 502 ه ) . ( يا ) أبو حامد - محمد بن محمد الغزالي نسبة إلى قرية كانت تسمى غزالة أو نسبة إلى الغزل ، لقب بحجة الاسلام ، فيلسوف متصوف ، له نحو مائتي مصنف . رحل إلى نيسابور وبغداد والحجاز والشام ومصر ثم عاد إلى بلدته طابران وتوفي بها سنة 505 ه . ‹ هامش ص 248 › ( كا ) المتوكل على الله : جعفر بن المعتصم بالله بن هارون الرشيد ، عاشر الخلفاء العباسيين . اغتيل عام 247 ه . وحنين بن إسحاق أبو زيد العبادي ، كان أبوه من أهل الحيرة بالعراق : انتهت إليه رياسة العلماء ببغداد . توفي سنة 260 ه - وفيات الأعيان لابن خلكان . والعربد قال المسعودي في ( 1 / 222 ) : نوع كالحيات تكون ببلاد حجر اليمامة . وسر من رأى تسمى سامراء كانت عاصمة المتوكل في العراق . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
![]() |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |