![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]() [ابرق الربذة ] عبد الله بن سبا - السيد مرتضى العسكري - ج 2 - ص 26 – 34 انتشر بين خصوم الاسلام أن الاسلام - شريعة خاتم الأنبياء - انتشر بالسيف والدم ، حتى اتخذ خصوم الاسلام من ذلك ذريعة للطعن عليه ( 1 ) ، وإذا بحثنا في كتب السير والتواريخ لم نجد دليلا على هذا الزعم إلا في أحاديث سيف ، فهو الذي روى في الحروب والغزوات الاسلامية أعدادا ضخمة من القتلى ، وإبادة للجماعات الانسانية ما لا نظير لها إلا في حروب البرابرة المتوحشين أمثال جيوش التتر ، بينما الواقع - الذي نجده في روايات غيره - أن الاسلام لم يشهر السيف إلا في وجه من تحداه بالسيف ، ومن قابله من الحكام المتسلطين على الشعوب بالسيف والدم ، وأن الشعوب كثيرا ما كانت تساعد المسلمين في حروبهم على حكامها المستبدين ( 2 ) . ‹ صفحة 26 › وكثيرا ما نجد في روايات سيف ذكر حروب للمسلمين أبادوا فيها عددا ضخما من الناس ، وهدموا دورهم ، وتركوا الأرض يبابا بعدهم ، في حين أن تلك المعارك لم تقع بتاتا ، وكل ما ذكره فيها - من قادة الفتح الاسلامي ( 1 ) وأشعارهم وقتلاهم وهدم مساكن الشعوب - اختلاق في اختلاق . من ذلك : ما ذكره من تهويلات في حروب الردة والتي لم يصدق في شئ منها ، ونذكر أمثلة منها في ما يلي : ‹ صفحة 27 › 1 - تهويلات في أخبار حروب الردة : مهد سيف لما أراد أن يذكر في حروب الردة من تهويلات بما روى في روايات قصيرة له أوردها الطبري في أول أخبار الردة ، قال سيف فيها : كفرت الأرض بعد خروج أسامة لغزوة مؤتة ، وتضرمت نارا ، وارتدت العرب من كل قبيلة خاصتها أو عامتها إلا قريشا وثقيفا ، ثم ذكر ارتدادا في غطفان ، وامتناع هوازن من دفع الصدقة ، واجتماع عوام طي وأسد على طليحة ، وارتداد خواص بني سليم ، وقال : " وكذلك سائر الناس بكل مكان " وقال : وقدمت كتب أمراء النبي من كل مكان بانتقاض القبائل خاصتها ، أو عامتها . ثم ذكر في أحاديث أخرى له معارك أبي بكر ضد المرتدين قبل رجوع أسامة من الغزو ( 1 ) نذكر منها ما يلي : ‹ صفحة 28 › أبرق الربذة : الدئل ، وليث ، ومدلج ، وكان على قبيلة مرة بالإبرق عوف ابن فلان بن سنان ، وعلى ثعلبة وعبس ، الحارث بن فلان أحد بني سبيع ، فبعثوا وفودا إلى المدينة ، فنزلوا على وجوه الناس ما عدا عباسا ، فتحملوا بهم على أبي بكر يبذلون الصلاة ، ويمنعون الزكاة ، فقال أبو بكر : والله لو منعوني عقالا لجاهدتهم عليه ( 2 ) ‹ صفحة 29 › وكان عقل الصدقة على أهل الصدقة مع الصدقة فردهم ، فرجع وفد من يلي المدينة من المرتدة إلى عشائرهم ، وأخبروهم بقلة من في المدينة ، وأطمعوهم فيها ، وجعل أبو بكر - بعد مسير الوفد - على أنقاب المدينة عليا ، وطلحة ، والزبير ، وابن مسعود ، وألزم أهل المدينة بحضور المسجد ، وقال لهم : إن الأرض كافرة ، وقد رأى وفدهم منكم قلة ، وأدناهم منكم على بريد ( 1 ) ، وأبينا عليهم ما طلبوا ، ولا ندري أيأتونا ليلا أم نهارا ، فاستعدوا ، فما لبثوا إلا ثلاثا حتى أغاروا على المدينة ليلا ، وخلفوا بعضهم بذي حسي ليكونوا لهم ردءا ، فوافوا الانقاب وعليها المقاتلة ، فمنعوهم وأرسلوا إلى أبي بكر بالخبر ، فأرسل إليهم أبو بكر أن الزموا مكانكم ، وخرج في أهل المسجد على النواضح ، فردوا العدو حتى بلغوا ذا حسي ، فخرج عليهم الردء بأنحاء قد نفخوها ، وجعلوا فيها الحبال ، فدهدهوها في وجوه الإبل ، فنفرت إبل المسلمين ، وهم عليها لا يملكونها ، ورجعت بهم حتى أدخلتهم المدينة ، ولم يصب أحد منهم فقال الخطيل بن أوس : فدى لبني ذبيان رحلي وناقتي * عشية يحدي بالرماح أبو بكر الأبيات ( 2 ) قال : وظنوا بالمسلمين الوهن ، وبعثوا إلى ذي القصة بالخبر ، وكان بها من العشائر المرتدة بنو ذبيان ، وأسد ، فقدموا عليهم ، وبات أبو بكر ليلته ‹ صفحة 30 › يعبئ الناس ، وخرج على تعبية آخر الليل ، على ميمنته النعمان بن مقرن ، وعلى ميسرته عبد الله بن مقرن ، وعلى أهل الساقة سويد بن مقرن ، معه الركائب ، فما طلع الفجر إلا وهم والعدو على صعيد واحد ، فما شعروا بالمسلمين حتى وضعوا فيهم السيوف ، فاقتتلوا أعجاز ليلتهم ، فما ذر قرن الشمس حتى ولوهم الادبار ، وغلبوهم على عامة ظهرهم ، وقتل حبال ( 1 ) ، واتبعهم أبو بكر حتى نزل بذي القصة ، وكان أول الفتح ، ووضع بها النعمان ابن مقرن في عدد ، ورجع إلى المدينة ، فذل لها المشركون . ووثب بنو عبس ، وذبيان على من فيهم من المسلمين ، فقتلوهم كل قتلة ، وفعل من وراءهم من العشائر مثل فعلهم ، فحلف أبو بكر ليقتلن في المشركين كل قتلة ، وليقتلن في كل قبيلة بمن قتلوا من المسلمين وزيادة ، وقال في ذلك زياد بن حنظلة : غداة سعى أبو بكر إليهم * كما يسعى لموتته جلال ( 2 ) أراح على نواهقها عليا * ومهج لهن مهجته حبال ولم يصنع - أبو بكر - إلا ما قال ، فازداد لها المسلمون ثباتا ، والمشركون في كل قبيلة انعكاسا من أمرهم - إلى قوله - : ثم خرج من خرج إلى ذي القصة مع الذين كانوا على الانقاب فقال له المسلمون : ننشدك الله ‹ صفحة 31 › يا خليفة رسول الله أن تعرض نفسك فإنك إن تصب لم يكن للمسلمين نظام ، ومقامك أشد على العدو ، فابعث رجلا فإن أصيب أمرت آخر ، فقال : لا والله لا أفعل ، ولأواسينكم بنفسي ، فخرج في تعبيته إلى ذي حسي وذوي القصة ، والنعمان ، وعبد الله ، وسويد على ما كانوا عليه حتى نزل على أهل الربذة بالإبرق ، فاقتتلوا ، فهزم الله الحارث وعوفا ، وأخذ الحطيئة أسيرا ، فطارت بنو عبس وبنو بكر ، وأقام أبو بكر أياما ، وغلب على بني ذبيان وبلادهم ، وقال : حرام على بني ذبيان أن يتملكوا هذه البلاد إذ غنمناها الله ، وحمى الأبرق لخيول المسلمين ، وأرعى الناس سائر بلاد الربذة . وقال في يوم الابارق زياد بن حنظلة : ويوم الابارق قد شهدنا - الأبيات إلى آخر الحديث . أوردنا في ما سبق موجزا مما رواه الطبري عن سيف في خبر أبرق الربذة وما يتصل بها من وقائع ، ولم يصح منها شئ إطلاقا ، ولكنها انتشرت في كتب التاريخ الاسلامي زهاء اثني عشر قرنا ، فقد اختلق أخبارها سيف في أوائل القرن الثاني الهجري ونقل عنه الطبري - في تاريخه ، ونقل عن تاريخ الطبري المؤرخون بعده كابن الأثير ، وابن كثير ، وابن خلدون في تواريخهم . كما أخذ الحموي عن سيف ترجمة أبرق الربذة في معجم البلدان ، وأخذ عنه صاحب مراصد الاطلاع ، وهكذا انتشر خبر أبرق الربذة في مصادر التاريخ الاسلامي حتى اليوم ! ! ! ‹ صفحة 32 › ويتصل بالخبر السابق خبر آخر في حروب الردة ، رواه - أيضا - الطبري عن سيف ، عن سهل بن يوسف : أن أسامة لما قدم ، واستراح جنده ، وجائت صدقات كثيرة تفضل عنهم ، خرج أبو بكر إلى ذي القصة ، وقطع البعوث ، وعقد الألوية ، فعقد أحد عشر لواء : 1 - لخالد بن الوليد ، وأمره بطليحة بن خويلد ، فإذا فرغ سار إلى مالك بن نويرة بالبطاح إن أقام له . 2 - ولعكرمة بن أبي جهل ، وأمره بمسيلمة . 3 - وللمهاجر بن أبي أمية ، وأمره بجنود العنسي ، ومعونة الأبناء على قيس بن المكشوح ومن أعانه من أهل اليمن ، ثم يمضي إلى كندة بحضر موت . 4 - ولخالد بن سعيد بن العاص - وكان قد ترك عمله في اليمن تقية منهم - وبعثه إلى الحمقتين من مشارف الشام . 5 - ولعمرو بن العاص إلى جماع قضاعة ، ووديعة ، والحارث . 6 - ولحذيفة بن محصن الغلفاني ، وأمره بأهل دبا . 7 - ولعرفجة بن هرثمة ، وأمره بمهرة ، وأمر حذيفة وعرفجة أن يجتمعا وكل واحد منهما في عمله على صاحبه . 8 - وبعث شرحبيل بن حسنة في أثر عكرمة بن أبي جهل ، وقال : إذا فرغ من اليمامة ، فالحق بقضاعة وأنت على خيلك تقاتل أهل الردة . 9 - وعقد لمعن بن حاجز - ويقال لطريفة بن حاجز - وأمر ببني سليم ومن معهم من هوازن . 10 - ولسويد بن مقرن ، وأمره بتهامة اليمن . ‹ صفحة 33 › 11 - وللعلاء بن الحضرمي ، وأمره بالبحرين . ففصلت الامراء من ذي القصة ، وقد عهد إليهم عهده . وكتب - أيضا - إلى جميع القبائل المرتدة التي وجه إليها الجيوش . وأتم سيف هذا الخبر في رواية أخرى جاءت بعدها ، رواها عن عبد الله بن سعيد ، قال : فكانت الكتب إلى قبائل العرب المرتدة كتابا واحدا كما يلي : بسم الله الرحمن الرحيم من أبي بكر خليفة رسول الله ( ص ) إلى من بلغه كتابي هذا من عامة وخاصة ، أقام على إسلامه أو رجع عنه ، سلام على من اتبع الهدى . . . إلى تمام صفحتين ثم قال : وإني بعثت إليكم فلانا في جيش من المهاجرين والأنصار ، والتابعين بإحسان ( 1 ) ، وأمرته أن لا يقاتل أحدا ولا يقتله حتى يدعوه إلى داعية الله ، فمن استجاب له وأقر وكف وعمل صالحا ، قبل منه وأعانه عليه ، ومن أبى أمرته أن يقاتله على ذلك ، ثم لا يبقي على أحد منهم قدر عليه ، وأن يحرقهم بالنار ويقتلهم كل قتلة ، وأن يسبي النساء والذراري ، ولا يقبل من أحد إلا الاسلام . . . إلى آخر الكتاب . ثم قال سيف : " فنفذت الرسل بالكتب أمام الجنود ، وخرجت الامراء ، ومعهم العهود : بسم الله الرحمن الرحيم : هذا عهد من أبي بكر خليفة رسول الله ‹ صفحة 34 › لفلان حين بعثه في من بعثه لقتال من رجع عن الاسلام ، وعهد إليه أن يتقي الله ما استطاع ، وأمره بالجد في أمر الله ، ومجاهدة من تولى عنه ورجع عن الاسلام ، فيدعوهم بداعية الاسلام ، ومن لم يجب داعية الله ، قتل وقوتل حيث كان وحيث بلغ ، مراغمة لا يقبل من أحد شيئا أعطاه إلا الاسلام ، فمن أجابه وأقر ، قبل منه ، وعلمه ، ومن أبى قاتله ، فإن أظهره الله عليه قتل منهم كل قتلة بالسلاح والنيران . . . " إلى آخر الكتاب . كان ما أوردناه خاصة مما روى الطبري عن سيف في خبر خروج أبي بكر إلى ذي القصة وتأميره الامراء لحروب الردة . وأخذ من الطبري كل من ابن الأثير ، وابن كثير ، وابن خلدون وغيرهم ، ما ذكروا من هذه الأخبار في تواريخهم . وأخذ من سيف - أيضا - ياقوت الحموي ، ما ذكره بترجمة الحمقتين من معجم البلدان قال : " الحمقتان ، قال سيف : عقد أبو بكر ( رض ) لخالد ابن سعيد بن العاص - وكان قدم من اليمن ، وترك عمله - وبعثه إلى الحمقتين من مشارف الشام " . وأخذ منه صاحب مراصد الاطلاع ما ذكر بترجمة الحمقتين . ونقل مؤلفو الاستيعاب ، وأسد الغابة ، والإصابة بترجمة حذيفة بن محصن ، وعرفجة بن هرثمة ما يخصهما من هذه الرواية . وهكذا تنتشر روايات سيف وتمتد أغصانها إلى مصادر الدراسات الاسلامية ! ! ! . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 25 › ( 1 ) شاهدت بمكتبة الآثار في بغداد نسخة من تاريخ الطبري ، كان قبل ذلك ملكا للحبر الكبير الأب أنستاس ماري الكرملي ، وكان قد علم حول سطور ورد فيها ذكر أعداد هائلة من قتلى الجيوش الاسلامية في فتوحها ، ولما دققت النظر وجدت تلك السطور كلها ضمن روايات سيف . وراجع أجناس جولت تسيهر ص : 43 حيث يقول : " وجدت أمام أعيينا رقعة فسيحة كبيرة للاسلام جاوزت حدود الوطن وقد فتحت بقوة السيف " . ( 2 ) مثل ما وقع في بعض حروب المسلمين مع الروم في بلاد الشام . راجع فتوح البلدان للبلاذري ، ما فعله أهل حمص يوم اليرموك . ‹ هامش ص 26 › ( 1 ) ذكرنا عددا كبيرا منهم في كتابنا ( خمسون ومائة صحابي مختلق ) . ‹ هامش ص 27 › ( 1 ) ذكرنا غزوة أسامة لنواحي الشام في أوائل الجزء الأول من هذا الكتاب . وثقيف وغطفان وهوازن قبائل عدنانية من قيس عيلان . وأسد : اسم عدة قبائل في العرب ، وأراد هنا أسد بن خزيمة من مضر التي كان منها طليحة المتنبي الكذاب ، وطي : قبيلة من قحطان كان منهم حاتم الشهير بالجود ويأتي ذكر ابنه عدي في أخبار الردة ، وبنو سليم يقال لعدة عشائر في العرب منهم بنو سليم بن منصور من قيس عيلان العدنانيين ، ومنهم بنو سليم بن نهم من الأزد القحطانيين ، ومنهم بنو سليم ابن حلوان من قضاعة - راجع تراجمهم في جمهرة أنساب ابن حزم ، ولباب ابن الأثير . قصد بأمراء النبي الولاة الذين بعثهم النبي في حياته إلى القبائل العربية . ‹ هامش ص 28 › ( 1 ) قصد بهم قبائل قيس عيلان العدنانيين ذكر نسبهم في جمهرة ابن حزم ( ص : 233 - 240 ) . ( 2 ) ذكر سيف في رواية أخرى له قبلها في الطبري خبر ارتداد عيينة ، وغطفان ، ومن ارتد من طي ، قال : " قدمت عليه وفود أسد ، وغطفان ، وهوازن ، وطي ، وقضاعة ، واجتمعوا بالمدينة ، فنزلوا على المسلمين لعاشرة من متوفى رسول الله ( ص ) ، يعرضون الصلاة على أن يعفوا من الزكاة ، واجتمع ملا من أنزلهم على قبول ذلك حتى يبلغوا ما يريدون ، فلم يبق من وجوه المسلمين أحد إلا أنزل منهم نازلا إلا العباس ، ثم أتوا أبا بكر ، فأخبروه خبرهم ، وما أجمع عليه ملاهم ، فأبي أبو بكر إلا أن يأخذ ما كان رسول الله يأخذ ، وأبوا فردهم ، وأجلهم يوما وليلة ، فتطايروا إلى عشائرهم " . ‹ هامش ص 29 › ( 1 ) البريد : إثنا عشر ميلا من المسافة . ( 2 ) الردء ، العون . وأنحاء جمع نحي : الزق . والنواضح جمع الناضحة : ناقة يستقى عليها ، والانقاب ، الطرق في الجبل ، وأراد بها هنا الطرق المؤدية إلى المدينة و ( ذا حسي ) لم أجد ترجمتها . وذو القصة منزل كان على طريق الربذة ، ويبعد عن المدينة اثنى عشر ميلا . ‹ هامش ص 30 › ( 1 ) لم يقتل حبال هنا ، وإنما قتله عكاشة وثابت يوم بعثهما خالد طليعة في حرب بزاخة راجع في ما يأتي : موقف طي في غير روايات سيف . ( 2 ) الجلال : البعير العظيم . ‹ هامش ص 33 › ( 1 ) التابعون : يقال لمن أدرك الصحابة وأصله ما ورد في القرآن الكريم ( والتابعون بإحسان ) واشتهر هذا الوصف بعد عصر الصحابة . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |