![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
إساءة أدب المغيرة
فصل ومن الدلائل على بطلان دعوى هذا العقد إن المغيرة بن شعبة الصحابي المعروف الذي كامن أخلاء عمر وأخصائه وقصة زنائه بأم جميل معروفة مشهورة ، ومحاماة عمر إياه في هذا الباب لا يخفى على أحد فقد أساء الأدب في حق سيدتنا أم كلثوم ( ع ) تقشعر منه الجسوم وترتعد منها القلوب ، ومن الظاهر البين إن سيدتنا أم كلثوم ( ع ) لو كانت زوجة عمر لما تجاسر المغيرة على كلامه الباطل المشتمل على سوء الأدب الجار إياه إلى النار ذات اللهب لكنه لما رأى أن عليا ( ع ) كان مع الحق والحق معه . . ولذا لم يرض بمحاماة عمر في بابه إذ زاد ضغنا على ضغن وحقدا على حقد ، وعبر عن أم جميل التي زنى معها بأنها أم كلثوم بنت علي ( ع ) . وإن كنت في ريب مما ذكرنا فانظر مما ذكره قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن محمد بن إبراهيم البرمكي الأربلي الفقيه الشافعي المعروف بابن خلكان في كتابه المسمى - وفيات الأعيان - في ترجمة يزيد بن زياد ربيعة مفرغ الحميري : وأما حديث المغيرة بن شعبة الثقفي والشهادة عليه ، فإن عمر بن الخطاب ( رض ) كان قد رتب المغيرة أميرا على البصرة ، وكان يخرج من دار الإمارة نصف النهار ، وكان أبوه بكرة يلقاه فيقول : أين يذهب الأمير ؟ فيقول : في حاجة ، فيقول : إن الأمير يزار ولا يزور . قالوا : وكان يذهب إلى امرأة يقال لها أم جميل بنت عمرو ، وزوجها الحجاج بن عتيك بن الحارث بن وهب الجشمي ، وقال ابن الكلبي في كتاب - جمهرة ‹ صفحة 128 › النسب - هي أم جميل بنت الأفقم ابن محجن بن أبي عمرو بن شعيثة ابن الهزم ، وعدادهم في الأنصار ، وزاد غير ابن الكلبي فقال : الهزم بن رؤيبة بن عبد الله بن هلال بن عامر بن صعصعة بن معاوية بن بكر بن هوازن ، والله أعلم . قال الراوي : فبينما أبو بكيرة في غرفة مع أخوته ، وهم نافع وزياد وشبل بن معبد والجميع أولاد سمية فهم أخوة لأم ، وكانت أم جميل المذكورة في غرفة أخرى قبالة هذه الغرفة ، فضربت الريح باب غرفة أم جميل ففتحته ، ونظر القوم وإذا هم بالمغيرة مع المرأة على هيئة الجماع فقال أبو بكرة : هذه بلية قد ابتليتم بها فانظروا ، فنظروا حتى أثبتوا فنزل أبو بكرة فجلس حتى خرج عليه المغيرة من بيت المرأة فقال له : أنه قد كان من أمرك ما قد علمت فاعتزلنا قال : وذهب المغيرة ليصلي بالناس الظهر ، ومضى أبو بكرة فقال : لا ولله لا تصلي بنا وقد فعلت ما فعلت ، فقال الناس : دعوه فليصل فإنه الأمير ، واكتبوا بذلك إلى عمر ( رض ) فكتبوا إليه فأمرهم أن يقدموا عليه جميعا المغيرة والشهود ، فلما قدموا عليه جلس عمر ( رض ) فدعا بالشهود والمغيرة ، فتقدم أبو بكرة فقال له : رأيته بين فخذيها ، قال : نعم والله لكأني أنظر إلى تشريم جدري بفخذيها ، فقال له المغيرة : قد ألطفت في النظر ، فقال أبو بكرة : لم آل أن أثبت ما يخزيك الله به . فقال عمر ( رض ) : لا والله حتى تشهد لقد رأيته يلج فيها ولوج المردود في المكحلة فقال : نعم ، أشهد على ذلك فقال : فاذهب عنك مغيرة ذهب ربعك ، ثم دعا نافعا فقال له : علام تشهد قال : على مثل شهادة أبي بكر قال : لا ، حتى تشهد أنه ولج فيها ولوج الميل في المكحلة قال : نعم حتى بلغ قذذه - قلت : القذذ ، بالقاف المضمومة وبعدها ذالان معجمتان وهي ريش السهم - قال الراوي : فقال له عمر ( رض ) اذهب مغيرة ، ذهب نصفك ، ثم دعا الثالث فقال له : على ما تشهد ؟ فقال : على مثل شهادة صاحبي ، فقال له عمر ( رض ) اذهب عنك مغيرة ذهب ثلاثة أرباعك . ثم كتب إلى زياد وكان غائبا فقدم فلما رآه جلس له في المسجد وأجتمع عنده رؤوس المهاجرين والأنصار ، فلما رآه مقبلا قال : إني أرى رجلا لا يخزي الله على ‹ صفحة 129 › لسانه رجلا من المهاجرين ، ثم إن عمر ( رض ) رفع رأسه إليه فقال : ما عندك يا سلح الحباري ، فقيل إن المغيرة قام إلى زياد فقال : لا مخبأ لعطر بعد عروس - قلت : وهذا مثل للعرب لا حاجة إلى الكلام عليه ( 1 ) فقد طالت هذه الترجمة كثيرا - قال الرواي : فقال له المغيرة : يا زياد ، اذكر الله تعالى واذكر موقف يوم القيامة ، فإن الله تعالى وكتابه ورسوله وأمير المؤمنين قد حقنوا دمي ، إلا أن تتجاوز إلى ما لم تر مما رأيت ، فلا يحملنك سوء منظر رأيته على أن تتجاوز إلى ما لم تر ، فوالله لو كنت بين بطني وبطنها ما رأيت أن يسلك ذكري فيها ، قال : فدمعت عينا زياد وأحمر وجهه وقال : يا أمير المؤمنين ، أما أن أحق ماحق القوم فليس عندي ، ولكن رأيت مجلسا وسمعت نفسا حثيثا وانتهازا ورأيته مستبطنها ، فقال عمر ( رض ) : رأيته يدخل كالميل في المكحلة فقال : لا . وقيل قال زياد : رأيته رافعا رجليها فرأيت خصييه تتردد إلى بين فخذيها ، ورأيت حفزا شديدا وسمعت نفسا عالية فقال عمر ( رض ) رأيت يدخله ويخرجه كالميل في المكحلة ؟ فقال لا ، فقال عمر ( رض ) : الله أكبر قم إليهم فاضربهم ، فقام إلى أبي بكرة فضربه ثمانين وضرب الباقين ، وأعجبه قول زياد ، ودر الحد عن المغيرة . فقال أبو بكرة بعد أن ضرب : أشهد أن المغيرة فعل كذا وكذا ، فهم عمر ( رض ) أن يضربه حدا ثانيا ، فقال له علي بن أبي طالب ( رض ) : إن ضربته فارجم صاحبك ، فتركه ، واستتاب عمر أبا بكرة فقال : إنما تستثيبني لتقبل شهادتي فقال : أجل فقال : لا أشهد بين اثنين ما بقيت في الدنيا ، فلما ضربوا الحد قال المغيرة : الله أكبر ، الحمد لله الذي أخزاكم فقال عمر ( رض ) : بل أخزى الله مكانا رأوك فيه . وذكر عمر بن شبة ( 2 ) في كتاب - أخبار البصرة إن أبا بكرة لما جلد أمرت ‹ صفحة 130 › أمه بشاة فذبحت وجعلت جلدها على ظهره ، فكان يقال : ما ذاك إلا من ضرب شديد ، وحكى عبد الرحمان بن أبي بكرة : إن أباه حلف أن لا يكلم زيادا ما عاش ، فلما مات أبو بكرة كان قد أوصى أن لا يصلي عليه زياد ، وأن لا يصلي عليه أبو برزة الأسلمي ، وكان النبي ( ص ) آخى بينهما ، وبلغ ذلك زيادا فخرج إلى الكوفة وحافظ المغيرة بن شعبة ذلك لزياد وشكره . ثم أن أم جميل وافقت عمر بن الخطاب ( رض ) بالموسم ، والمغيرة هناك فقال له عمر : أتعرف هذه المرأة يا مغيرة ؟ قال : نعم هذه أم كلثوم بنت علي ، فقال عمر : أتتجاهل علي ؟ والله ما أظن أبا بكرة كذب عليك وما رأيتك إلا خفت أن أرمى بحجارة من السماء ( 1 ) . إذا فرغنا بحمد الله والمنة له من ذكر نبذة من الأدلة القاطعة والبراهين الساطعة ، المدحضة لدعوى تزويج عمر لسيدتنا أم كلثوم سلام الله عليها ، أجمالا . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 127 › ( 1 ) تاريخ الخميس 2 : 249 . ‹ هامش ص 129 › ( 1 ) مجمع الأمثال ( 2 ) 211 . ( 2 ) أبو زيد عمر بن شبة بن عبيدة بن ريطة النميري البصري المتوفى 262 شاعر ، راوية ، مؤرخ ، حافظ للحديث من أهل البصرة له تصانيف . إرشاد الأريب 6 : 48 . تهذيب التهذيب 7 : 460 . بغية الوعاة : 361 . الأعلام 5 : 206 . ‹ هامش ص 130 › ( 1 ) وفيات الأعيان 6 : 364 - 366 . السنن الكبرى 8 : 235 . الأغاني 14 : 146 . تاريخ الطبري 4 : 207 . فتوح البلدان : 352 . ابن الأثير 2 : البداية والنهاية 7 : 81 . ابن أبي الحديد 3 : 161 . عهدة . . . . . . . . . . . . . . . . . |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |