![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
فصل
مبحث عدم الكفاءة ومما يدل على بطلان هذا العقد الموهوم مسألة الكفاءة ، فإن مراعاة الكفاءة واجبة في عقد النكاح ، وعمر بن الخطاب لم يكن كفوءا لسيدتنا أم كلثوم سلام الله عليها بوجه من الوجوه ، وهذا ظاهر كل الظهور ، ولذلك ترى علماء العامة يأتون في دفع هذا الإشكال بكلمات متهافتة متناقضة تستوقف العجلان ، وتضحك الثكلى ، قال أبو بكر بن شهاب الدين العلوي الحسيني الشافعي الحضرمي ( 1 ) في كتابه المسمى - رشفة الصادي - ما نصه : فائدة ، عد صاحب التلخيص ( ص ) انتساب أولاد فاطمة إليه ، واطراد الحكم بذلك الانتساب في الكفاءة وغيرها ، وعده الشيخان في الروضة وأصلها من الخصائص أيضا تبعا لهم وأنكر ذلك القفال ، قالوا : وإنكار القفال ذلك مردود بما مر من الأحاديث وقد صرحوا بأن من القواعد الانتساب إليه ( ص ) أن يطلق عليه أنه أب لهم ، وأنهم بنوه كما في آية المباهلة ( 2 ) وغيرها من الأحاديث ، حتى يعتبر هذا في الأحكام ، كالوقف والوصية ، والكفاءة أيضا فلا يكافئ غير المنسوب إليه ( ص ) المنسوبة إليه لكونها من ذريته ، وأما قولهم : إن بني هاشم وبني المطلب ‹ صفحة 70 › أكفاء محله في غير هذه الصورة . قال العلامة ابن ظهيرة ( 1 ) : بنو هاشم وبنو المطلب أكفاء بعضهم لبعض وليس واحد منهم كفوا للشريفة من أولاد الحسن والحسين رضي الله عنهما ، لأن المقصود من الكفاءة الاستواء في القرب إليه ( ص ) وليسوا بمنسوبين فيها ، فهذه خصلة خصوا بها لا توجد في غيرهم من بنات قريش ، ولهذا يقال : كان علي بن أبي طالب كفوءا لفاطمة رضي الله عنها . فهذه دقيقة مستثناة من أطلاق المصنفين في عامة كتبهم وأنهم أكفاء ، وليس لذلك وهو مفهوم لمن تأمله وتدبره ، وقواعد الشرع تقبله ، وهذا هو الحق فليتنبهوا له فإنه مهم . انتهى ( 2 ) . وقد ذكر العلامة ابن حجر في فتاواه ، نحوا من هذا ، ويؤيد قول ابن حجر في فتاواه كلامه في الصواعق حيث قال فيه بعد ذكر آية المباهلة وما يتعلق بها : خاتمة . . علم من الأحاديث السابقة اتجاه قول صاحب التلخيص من أصحابنا ، من خصائصه ( ص ) إن أولاد بناته ينسبون إليه ( ص ) وأولاد بنات غيره لا ينسبون إلى جدهم من الكفاءة وغيرها . وأنكر ذلك القفال وقال : لا خصوصية بل كل أحد ينسب إليه أولاد بناته ، ويرده الخبر السابق ، كل بني أم ينتمون إلى عصبة ، إلى آخره ، ثم معنى الانتساب إليه ( ص ) الذي هو من خصوصياته أنه يطلق عليه أنه أب لهم وإنهم بنوه ، حتى يعتبر ذلك في الكفاءة ، فلا يكافي شريفة هاشمي غير شريف . وقولهم : أن بني هاشم والمطلب أكفاء ، محله فيما عدا هذه السورة كما بينته بما فيه في أفتاء هو بل مشعر في الفتاوى ، وحتى يدخلون في الوقف على أولاده والوصية بهم . ‹ صفحة 71 › وأما أولاد بنات غيره فلا يجري فيهم مع جدهم لأمهم هذه الأحكام ، نعم يستوي الجد للأب والأم في الانتساب إليهما من حيث تطلق الذرية والنسل والعقب عليهم ، فأراد صاحب التلخيص بالخصوصية بأمر ، وأراد القفال بعدمها ، وهذا وحينئذ فلا خلاف بينهما في الحقيقة وأتى بما ليس عليه مزيد فراجعه . وقال العلامة محمد بن أبي بكر الأشخر ( 1 ) في فتاويه : فإن قلت يؤيد ما دل عليه إطلاقهم إن نحو الهاشمي يكافئ من إنتسب إلى البضعة الكريمة فاطمة الزهراء رضي الله عنها ، تزويج علي رضي الله عنه أبنته أم كلثوم وأمها فاطمة ، من عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، لأنه إذا كافأها من ليس هاشميا ولا مطلبيا فمن ثم يزوجه جبرا ، لأنها كانت صغيرة جدا إذ ذاك ، فلأن يكافئها هاشمي ومطلبي من باب أولى . قلت : لا دليل في هذه القضية على ما ذكر إذ لا تصريح بأن عمر رضي الله عنه كفو لها حتى يستدل على أولوية مكافأة من مر ، وغاية ما فيه وقوع عقدها بالإجبار فلعلهما كانا يريان صحة العقد ثم تخير إذا بلغت كما هو أحد قولي الشافعي ، وإن كان الأظهر خلافه ، وقد سمعت بعض مشايخنا ، أجاب بأن عمر - ( رض ) لما كان أفضل منها ومن أبيها على المذهب السني أقتضى كمال حالها أن لا ينظر فضيلة الانتماء إليه ( ص ) المحض ، وهذا لا يأتي على قاعدة المذهب أن بعض الخصال لا تقابل ببعض والله أعلم ( 2 ) . ‹ صفحة 72 › أقول : هذا الكلام فيه من الهفوات والسقطات ما لا يخفى على صغار الطلبة فضلا عن العلماء الأعلام منها ، نفي كفاءة مولانا أمير المؤمنين ( ع ) لسيدة نساء العالمين فاطمة الزهراء ( ع ) فإنه جرأة عظيمة ، وجسارة جسيمة ، يا لله وللعجب كيف يجترأ مسلم على أن ينسب إلى رسول الله ( ص ) تزويج أبنته فاطمة الزهراء سلام الله عليها برجل ليس لها بكفؤ . فهذه من المنكرات التي لا يجوز نسبتها إلى رجل عامي من عوام المسلمين فضلا عن سيد المرسلين ( ص ) . ومنها : نسبة الإجبار إلى سيدنا ومولانا أمير المؤمنين عليه آلاف السلام ما أختلف الليل والنهار ، باطلة لأن أبنته سيدتنا أم كلثوم ( ع ) ولو فرض صغر سنها لا يتصور معها الإجبار ، نعم لا شك في تحقيق ولايته عليها ( ع ) ولكن ولاية الولي تسقط عند التزويج بغير الكفؤ قطعا ، فكيف يصدق مسلم عاقل أن ينسب إلى مثل أمير المؤمنين ( ع ) هذا الظلم الصريح ، والجور الفضيح . ومنها : إن احتمال كون علي ( ع ) يرى صحة العقد ثم تخير إذا بلغت احتمال باطل ، لا دليل عليه أصلا ، وهو شئ عجاب يؤذن أن قائله ممنو بالتهافت والاضطراب وكيف يصح في ذهن أحد من العقلاء بعد ملاحظة حال مولانا أمير المؤمنين ( ع ) أن يجوز لهذا الإمام المعصوم أن يعقد عقدا لابنته مع غير الكفؤ لا يصح في حال من الأحوال ، أو عقدا متزلزلا يفقد فيه الكفاءة ، ويبطل في زمن الاستقبال . ومنها : احتمال كون عمر بن الخطاب ، يرى جواز عقد يفقد فيه الكفاءة ، ويثبت فيه التخيير للزوجة بعد البلوغ ، لأن هذا إقدام على المنكر الفضيح ، وتجاسر على الظلم القبيح لا يتأتي نسبة إلى عمر من سني ولو كان جاهلا فضلا ممن يدعي العلم . ومنها قول بعض المشايخ الذي تفوه فيه ، بأن عمر لما كان أفضل من سيدتنا أم كلثوم ( ع ) بل ومن أبيها عليه آلاف التحية والثناء ، على المذهب ‹ صفحة 73 › السني أقتضى كمال حالهما أن لا ينظر إلى فضيلة الانتماء إليه ( ص ) المحض ، فإن في هذا التفوه الباطل الفاسد ، والقطع المبهرج الكاسد ، ظلمات بعضها فوق بعض ، وكيف يجترأ عاقل متدين أن يتقول هذه الأباطيل في هذا المقام ، وأن يتجاهر بهاتيك الخزعبلات والطوام ، ويوهن بمثلها فضيلة البضعة النبوية عليها وعلى أبيها وجدها آلاف السلام والتحية . ولقد ظهر بطلان هذا الكلام بالقول المذكور في آخره واتضح أن هذا التلبيس الصادر من بعض المشايخ باطل لأن هذا لا يأتي على قاعدة المذهب والحمد لله أولا وآخرا . ‹ صفحة 74 › . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 65 › ( 1 ) الفائق : ( 2 ) النهاية 1 : 15 . ( 3 ) النهاية 3 : 338 . ‹ هامش ص 67 › ( 1 ) ابن أبي الحديد 3 : 102 . ( 2 ) علاء لدين علي بن حسام الدين بن عبد الملك الجونبوري الهندي المتوفى 975 . فقيه محدث واعظ مشارك في بعض العلوم له تصانيف . كشف الظنون : 561 ، 597 ، 675 ، 1989 . هدية العارضين 1 : 746 . النور السافر . النور السافر : 314 . ( 3 ) كنز العمال 4 : 426 - هامش المسند - ( 4 ) المتوفى 413 . ( 5 ) زهر الآداب وثمر الآداب 1 : 36 . ‹ هامش ص 68 › ( 1 ) ولي الله بن عبد الرحيم العمري الدهلوي المتوفى 1176 محدث مفسر فقيه أصولي له آثار : هدية العارضين 2 : 500 . معجم المؤلفين 13 : 169 . ( 2 ) قرة العينين : 98 ط الهند . 131 حجر . ‹ هامش ص 69 › ( 1 ) كان حيا قبل 1303 . إيضاح المكنون 1 : 522 ، 575 . ( 2 ) فإن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم نقل تعالوا ندعو أبنائنا وأبناءكم ونساءنا ونساءكم وأنفسنا وأنفسكم ثم نبتهل فنجعل لعنة الله على الكاذبين . آل عمران : 61 . ‹ هامش ص 70 › ( 1 ) جمال الدين محمد بن أمين المكي الحنفي كان حيا . 96 . الكنى والألقاب 1 : 345 . شذرات الذهب 8 : 243 . كشف الظنون : 3 ، 577 . ( 2 ) وشفة الصادي : 40 . ‹ هامش ص 71 › ( 1 ) جمال الدين محمد بن أبي بكر الأشخر الزبيدي اليمني الشافعي المتوفى 991 فقيه أصولي ، نحوي ، نسابة ، ناظم ، مشارك في علوم . النور السافر : 390 . الشذرات 8 : 425 . البدر الطالع 2 : 146 إيضاح المكنون 36302 . الأعلام 6 : 285 . هدية العارفين 2 : 257 . ( 2 ) اتفقت كلمة النبي الأعظم ( ص ) وكلمات الصحابة والتابعين على أن أفضل الأمة بعد الرسول الأقدس ( ص ) هو أمير المؤمنين عليه السلام بلا منازع ، وقد روى الهيثمي عن عبد الله بن مسعود قال : كنا نتحدث أن أفضل أهل المدينة علي بن أبي طالب . مجمع الزوائد 9 : 116 / الرياض النضرة 2 : 209 . وقول ابن عباس بعدما سأله معاوية عن علي بن أبي طالب : رحم الله أبا الحسن كان والله علم الهدى ، وكهف التقى ، ومحل الحجى ، وطور البها ، ونور السرى . . وأفضل من حج وسعى . الاستيعاب 2 : 456 . فضائل الخمسة 2 : 246 . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |