إبراهيم ( عليه السلام ) يذبح ولده دقائق . . وحقائق سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دامت بركاته - :: منتديات ثار الله الإسلامي ::
هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : مهارات العرض والإلقاء ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 28 ]       »     دورة : الأدوات الحديثة في تنظي... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 20 ]       »     دورة : التخطيط والإشراف على بر... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 41 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 38 ]       »     دورة : المعايير الحديثة لنظم ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 35 ]       »     المحامية رباب المعبي : حكم لصا... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 202 ]       »     المحامية رباب المعبي تحصل على ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 373 ]       »     تطبيق طبيب استشاري الأسرة [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 471 ]       »     محكمة الاستئناف بالرياض تُلزم ... [ الكاتب : الياسمينا - آخر الردود : الياسمينا - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 579 ]       »     دورة : أفضل الممارسات في استخد... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 738 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات
غنيمة عبدالرحمان من: الكويتبسم الله الرحمن الرحيم وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى أَنْ أَلْقِ عَصَاكَ فَإِذَا هِيَ تَلْقَفُ مَا يَأْفِكُونَ(117) فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ(118)فَغُلِبُوا هُنَالِكَ وَانقَلَبُوا صَاغِرِينَ(119) وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ...         ام وعدد من: مغربhttp://store2.up-00.com/2016-08/1472404284262.png بسم الله الرحمن الرحيم كما وعدنا الدكتور العلامة شيخنا الجليل ( عمرو المغربي ) عضو الأتحاد العالمي لعلماء الفلك بأمريكا وعضو الهيئة العلمية في اوربا www.amrelmaghrbii.blogspot.com والحائز على شهادة...         محبه اهل البيترمضان كريم.......ليش هذا المنتدى مهجور ولااحد يدخل له انا و عمر الصعيدي ومحمد بشار فتحنا المنتدى في الامس ولا تزال القابنا موجوده اكثر الاعضاء تواجدا ليــــــــــــــــش ماتدخلون         الحوراء من: من بيت اهلناسلام حبيت عيد بكل الحبايب كل سنة وانت بخير بس ليه المنتدى ميت ماله روحو وينكم عنا         محبه اهل البيتالسلام عليكم عيد سعيد بمناسبه حلول راس السنه ولاكن تهناتي كانت متاخره ولاكن لاباس عيد سعيد         محبه اهل البيت من: العراقانا اعتذر من الاخوات حرت بين السهم والجود وعقيله الطالبين وشمس قمر وشمس الازل كل الاعتذار واتمنى يسامحني اختكن محبه اهل البيت         الحوراء من: من امام شاشتيسلام لما هذا المنزل الجميل مهجور وهو حق ان يعمر ادخلووتواجد وانورة بحضوركم         الحوراء من: من بيتنا المتواضعقال الإمام السجاد (عليه السلام) : ما من خطوةٍ أحبّ إلى الله عزّ وجلّ من خطوتين : خطوةٌ يسدّ بها المؤمن صفّاً في الله ، وخطوةٌ إلى ذي رحمٍ قاطع         محبه اهل البيتالسلام عليكم ورحمه الله وبركاته نهنئكم بتتويج الامام المهدي (عج)         محبه اهل البيت من: العراق (بلد الرافدين)السلام عليكم ورحمه الله وبركاته نهنئكم بمولد الرسول الاعضم محمد(ص)        


العودة   :: منتديات ثار الله الإسلامي :: > الأقــســـام الــعـــامــة > المــنـتـــدى الــعــام

يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
 
 
أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
#1  
قديم 10-10-2014, 10:19 PM
الشيخ محمد العبدالله
خادم الحسين
الشيخ محمد العبدالله غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 1
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5458 يوم
 أخر زيارة : 04-27-2022 (11:22 AM)
 المشاركات : 2,305 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي إبراهيم ( عليه السلام ) يذبح ولده دقائق . . وحقائق سماحة العلامة المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي دامت بركاته



إبراهيم ( عليه السلام ) يذبح ولده دقائق . . وحقائق










بسم الله الرحمن الرحيم
الآيات الكريمة :
إن الله سبحانه وتعالى قد وهب لإبراهيم ولده إسماعيل ( عليهما السلام ) بعد أن طعن في السن . وبلغ من الكبر عتياً ، قال تعالى : ﴿ الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَقَ ... 1 .
وحين جاءت الملائكة إلى إبراهيم ( عليه السلام ) بالبشرى فوجل منهم : ﴿ قَالُواْ لاَ تَوْجَلْ إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلامٍ عَلِيمٍ * قَالَ أَبَشَّرْتُمُونِي عَلَى أَن مَّسَّنِيَ الْكِبَرُ فَبِمَ تُبَشِّرُونَ * قَالُواْ بَشَّرْنَاكَ بِالْحَقِّ فَلاَ تَكُن مِّنَ الْقَانِطِينَ 2 .
وكان الفاصل بين البشارتين بإسماعيل ، وبإسحاق ( عليهما السلام ) خمس سنوات ، وذكرت الآيات البشارة بإسحاق ( عليه السلام ) مصرحة بشيخوخة إبراهيم ( عليه السلام ) ، قال تعالى : ﴿ وَلَقَدْ جَاءتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى قَالُواْ سَلاَمًا قَالَ سَلاَمٌ فَمَا لَبِثَ أَن جَاء بِعِجْلٍ حَنِيذٍ * فَلَمَّا رَأَى أَيْدِيَهُمْ لاَ تَصِلُ إِلَيْهِ نَكِرَهُمْ وَأَوْجَسَ مِنْهُمْ خِيفَةً قَالُواْ لاَ تَخَفْ إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمِ لُوطٍ * وَامْرَأَتُهُ قَآئِمَةٌ فَضَحِكَتْ فَبَشَّرْنَاهَا بِإِسْحَقَ وَمِن وَرَاء إِسْحَقَ يَعْقُوبَ * قَالَتْ يَا وَيْلَتَى أَأَلِدُ وَأَنَاْ عَجُوزٌ وَهَذَا بَعْلِي شَيْخًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عَجِيبٌ 3 .
وقال تعالى : ﴿ ... قَالُوا لَا تَخَفْ وَبَشَّرُوهُ بِغُلَامٍ عَلِيمٍ 4 ﴿ فَأَقْبَلَتِ امْرَأَتُهُ فِي صَرَّةٍ فَصَكَّتْ وَجْهَهَا وَقَالَتْ عَجُوزٌ عَقِيمٌ * قَالُوا كَذَلِكَ قَالَ رَبُّكِ إِنَّهُ هُوَ الْحَكِيمُ الْعَلِيمُ 5 .
ولما كبر هذا الولد ، وصار يذهب ويجيء أمر الله أباه بذبحه . قال تعالى : ﴿ فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شَاء اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ * فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ * وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ * إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلَاء الْمُبِينُ * وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ 6 .
وقد كانت قضية الذبح هذه هي البلاء المبين ، الذي بيَّن وأظهر حقيقة إبراهيم ( عليه السلام ) وكانت هي الكلمة الأكثر صراحة وإيضاحاً لاستحقاق إبراهيم ( عليه السلام ) لمقام الإمامة ، الذي أعطي له بمجرد أن قام بهذا الأمر العظيم . .
قال تعالى : ﴿ وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِن ذُرِّيَّتِي قَالَ لاَ يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ 7 .
طريقة التعاطي مع هذا الحدث :
إننا قبل أن ندخل في البحث نذكّر القارئ الكريم بأننا سوف نجري الحديث فيه وفقاً للنظرة العادية للأمور ، وبغض النظر عن مقام الاصطفاء الإلهي ، وعن مرتبة النبوة ، لإبراهيم وإسماعيل ( عليهما السلام ) . . ولذلك فإن تعابيرنا عن مقاصدنا سوف تكون في هذا السياق . . فليلاحظ ذلك . .
الوليد الجديد والوحيد :
إن من يقضي عمره بلا ولد ، ويبلغ سن الشيخوخة . . ثم يولد له ، فإن تعلقه بولده سيكون أشد من تعلق الناس بأبنائهم ، حين يولدون لهم وهم في سن الشباب . فكيف إذا كان هذا الولد وحيداً لأبويه الطاعنين في السن ، فإن الحب له سيكون مضاعفاً ، والالتذاذ بالنظر إليه والتعاطي معه ، والاهتمام بالحفاظ عليه حتى من النسيم العابر ، سيكون أعظم بكثير مما لولم يكن وحيداً . والأنبياء أرق الناس طبعاً ، وأرهف حساً وأكثر حناناً وعطفاً . .
ومن الواضح : أن هذا الحب العارم ، وذلك التعلق الشديد سيكون حافزاً إلى بذل عناية أكبر في تربيته تربية صالحة ، ومراقبة كل حركاته وسكناته ، وتوجيهها بالاتجاه الصحيح والسليم . .
فإذا كان هذا المربي هو أعظم الأنبياء وأفضلهم ـ بعد نبينا محمد ( صلى الله عليه وآله ) ـ وكان الطفل هو إسماعيل ( عليه السلام ) الذي كانت طفولته طفولة نبي ، وهي أرقى وأكمل وأنبل وأفضل طفولة . . فإن تجسد معاني النبل والفضل والكمال الفائق فيه ، سيزيد من حب إبراهيم ( عليه السلام ) له ، لأن إبراهيم ( عليه السلام ) هو أفضل من يدرك بعمق وبوعي قيمة تلك الميزات والخصائص ، ويعرف آثارها . . وهو أكثر الناس حباً لها ، وانجذاباً إليها ، وتفاعلاً معها ، وتفانياً في سبيلها ، وقد نذر نفسه ، وكل وجوده وحياته بالدعوة إليها وإيجادها ، ونشرها وترسيخها في الناس ، ولتكون هي وعيهم ، وفكرهم وحياتهم وسلوكهم ، وممارستهم ، وكل وجودهم .
ثم إن الإنسان يحب ثمرات جهده ، ويميل إليها مهما كان حجمها ونوعها . .
وخلاصة القول : أن الإنسان العادي يحب تلك الصفات ، وينجذب إليها ، فكيف بالنبي ، وكيف بشيخ الأنبياء ، وأفضلهم بعد النبي الأعظم ( صلى الله عليه وآله ) . .
وها هي تتجسد بأجلى وأتم مظاهرها بولده الوحيد الذي جاءه بعد أن طعن أبوه في السن ، وكبرذلك الولد أمام عيني أبيه ، الشيخ الكبير ، فلا غرو في أن تبلغ محبته له أعلى الدرجات ، وأقصى الغايات . .
عنفوان الطفولة :
يضاف إلى ذلك كله : أن للطفولة حالاتها ، ومزاياها التي تتنوع بواعث الانشداد والانجذاب فيها ، وذلك من خلال الحركات واللفتات التي يسجلها الطفل في حركته . .
فإن الأب سيلتذ بعنفوان الطفولة ، ولمحات الوعي ، ولمعات الذكاء ، ولفتات الجمال . وسيكون أكثر التذاذاً وهو يراقب ويتلمس الميزات والمواصفات الإنسانية ، وهي تتنامى في شخصية هذا الطفل العزيز ـ إسماعيل ( عليه السلام ) ـ بصورة غير عادية وغير مألوفة ، لأنها ميزات طفل يعده الله سبحانه لمقام النبوة .
وكان إسماعيل ( عليه السلام ) يسجل تصرفاته ، فتأتي غاية في الدقة ، والصحة ، وبالغة الانسجام مع مرادات وأهداف أبيه النبي صلوات الله وسلامه عليهما . .
وسيجد والده الذي يعرف قيمة هذه الميزات ، وبواعث تلك الحركات والتصرفات ، التي له تعلق خاص بها ، سيجد في نفسه المزيد من التعلق بهذا الطفل ، وسيتأكد حبه وإعزازه له . .
إن الإنسان له تعلق بولده حتى لو كان طفلاً عادياً ، بل حتى لو كان عاقاً له ، فكيف إذا كان في أعلى درجات البر به ، جامعاً لأسمى المواصفات وأغلاها ، وأنبلها وأسناها . إنه سيحافظ على هذا الطفل كأعظم ما يكون الحفاظ . . وسيكون ضنيناً به حريصاً عليه كل الحرص . . وقد قال علي ( عليه السلام ) : بني وجدتك بعضي ، بل وجدتك كلي ، حتى كأن شيئاً لو أصابك أصابني ، وكأن الموت لو أتاك أتاني .
حالات مؤلمة :
ولنفرض أن هذا الطفل بكى ـ ولو في أيامه الأولى ـ وقبل أن يزيد التعلق به . . فإن والده سيبادر إلى البحث عن سبب بكائه ، هل هو العطش ، أو الجوع ، أو الألم ، أو الضجر ، أو أي شيء آخر . . فإذا مرض هذا الولد ، فإن همه واهتمامه به سيزداد . . وسوف تثور المخاوف في نفسه ، وتزدحم البلابل في صدره .
فإذا كان المرض خطيراً ، أو إذا فقد بعض أعضائه كعينه أو رجله ، أو يده ، فكم سيكون هم أبيه وتألمه وأسفه عظيماً لأجله . .
فإذا مات ، فكم سيكون عليه هذا الحدث صعباً ومؤلماً . .
وإذا مات مقتولاً . . فإن الألم يكون أشد ، أما أن يذبح كما يذبح الكبش ، فاللهفة عليه ستصبح أعظم . . فكيف إذا كان ذلك أمام عينيه . . فإن القضية ستكون أقسى والانفعال أبين . .
وقد يتفق أن يكون الأب سبباً في قتل ولده هذا الحبيب عن غير عمد منه ، كما لو صدمه بصورة عفوية في سيارة مثلاً ، أو في أية وسيلة أخرى ، فكم ستكون حسرته عليه ، وكم سيظهر من التلهف والأسى والحنين إليه؟!
الامتحان الصعب :
ولنفترض أنه قد تحتم على إنسان مّا أن يقتل ولده ليدفع شره عن نفسه ، أو في فورة غضب طاغية ، حيث يكون ذلك الولد قد بالغ في العدوان على ذلك الوالد ، وفي الإجرام في حقه . . ألا تتوقع أن يختار طريقة المفاجأة والسرعة ، وأن ينهي الأمر بطريقة عشوائية ، ليتخلص من الحرج ، ومن الكابوس الصعب الذي يواجهه ، إنه سيفعل ذلك بالتأكيد ، بكثير من الارتباك ، والعصبية ، والانفعال . فكيف تكون الحال لو كان ذلك الولد باراً بأبيه وقد ظهرت فيه أمارات التميز ، وتبلورت في شخصيته دلائل النبوغ والتفوق ، فإن إقدامه على قتل ولده سيكون أقرب إلى المحال . لا سيما بعد أن عاش معه ردحاً من الزمن ، وتلمس ميزاته ، وألِف حركاته ، وتجلت له كمالاته . . ولن يخبر ولده بالأمر ، لأنه سيرى أن ذلك يزيد في ألم ذلك الولد وفي حيرته ، وسوف يزيد انتظار ولده للذبح من آلام ذلك الوالد ، ومن صعوبة تنفيذ المهمة التي تواجهه . .
فكيف إذا كان لا بد له أن يقتله بطريقة الذبح ، وبيده ، وبسكينه . كما حصل لإبراهيم ( عليه السلام ) .
وقد واجه إبراهيم ( عليه السلام ) هذا الأمر الإلهي بالذبح ـ نعم . . الذبح لا مجرد الضرب أو الطرد ـ بصبر وأناة ، وتصدى لامتثال أمر الله سبحانه بكل رضا وثبات ، وعزيمة وإصرار .
ولم نجده أفسح المجال لأي احتمال أو وهم يراود نفسه ، فيما يرتبط بجدية هذا الأمر ، وأنه إنما جاء عن طريق الرؤيا ، ولم يتساءل عن أسبابه ، فلعله يقدر على إزالة تلك الأسباب . .
من المعلوم : أن الأنبياء هم أكمل البشر في إنسانيتهم ، وأصفاهم نفساً ، وأشدهم إحساساً . ونفوسهم تزخر بالعواطف النبيلة ، ومشاعر الحب الجياشة . وهم في منتهى الرقة على بني الإنسان ، فكيف إذا كان هذا الإنسان طفلاً ، وكيف إذا كان في مستوى نبي هو إسماعيل ( عليه السلام ) . . إن هذه الخصوصيات التي بيناها تعطينا القيمة الحقيقية لامتثال الأمر الإلهي لإبراهيم ( عليه السلام ) بالذبح لولده إسماعيل ( عليه السلام ) كما أنها تعطي أيضاً قيمة كبرى لإيمان إبراهيم ( عليه السلام ) الذي أوصله إلى درجة الرضا ، بهذا الأمر ، والاندفاع إليه ، رغم كل هذا الإحساس المرهف ، وكل هذه العاطفة الجياشة ، التي يغذيها إدراك عميق لقيمة مزايا إسماعيل ، ومعرفة حقيقية به ( عليه السلام ) . .




رد مع اقتباس
 


ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 10:34 AM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية