![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
. .
إقبال الأعمال - السيد ابن طاووس - ج 1 - ص 37 - 42 الباب الثالث فيما نذكره من الاستعداد لدخول شهر رمضان وفيه فصول : فصل ( 1 ) فيما نذكره من فضل بذل الطعام لافطار الصوم والاستظهار للصيام باصلاح الطعام اعلم أن فضل اطعام الطعام معقول فضله بأنوار العقول المصدقة للأنبياء والمرسلين صلوات الله عليهم أجمعين ، ذلك : ان القيام لأهل الصيام بالطعام كأنه تملك لطاعتهم وسلب ( 1 ) منهم لعبادتهم ، فان القوة الموجودة في الأجساد الذين تؤثرهم بالزاد ، تصير كأنها قوة العبد المطعم لهم التي في جسد مهجته . فكما ان قوة جسده كلما حصل بها كان معدودا من عبادته ، فكذا يكون كلما صدر عن القوة بتفطير الصائم تكون مكتوبة لمن يطعمه في ديوان طاعته ، فكأنك قد اتخذتهم مماليك يتعبون في خدمتك ، وأنت ساكن ، ويحملون ذخائرك إلى دار إقامتك ، وأنت قاطن ، ويخافون في مصلحتك ، وأنت آمن ، وحسبك ان تبتاع كل مملوك منهم بمقدار ‹ صفحة 38 › طعامه وشرابه ، وهذا فضل عظيم يعجز القلم عن شرح أبوابه وثوابه . أقول : واما من طريق المنقول : فقد روينا بإسنادنا إلى محمد بن يعقوب الكليني ، وأبي جعفر محمد بن بابويه ، وجدي أبي جعفر الطوسي رضي الله عنهم ، باسنادهم إلى الصادق عليه السلام أنه قال : من فطر صائما فله اجر مثله . ( 1 ) وبالاسناد عن أبي الحسن عليه السلام أنه قال : تفطيرك أخاك الصائم أفضل من صيامك . ( 2 ) وبالاسناد المقدم أيضا عن الصادق عليه السلام أنه قال لسدير : هل تدري أي ليال هذه ؟ قال : نعم جعلت فداك هذه ليالي شهر رمضان ، فما ذاك ؟ فقال له : أتقدر على أن تعتق في كل ليلة من هذه الليالي عشر رقاب من ولد إسماعيل ؟ فقال له : بأبي أنت وأمي لا يبلغ مالي ذلك ، فما يزال ينقص حتى بلغ به رقبة واحدة ، في كل ذلك يقول : لا أقدر عليه ، فقال له : أفما تقدر ان تفطر في كل ليلة رجلا مسلما ؟ فقال له : بلى وعشرة ، فقال عليه السلام له : فذلك الذي أردت يا سدير ، افطارك أخاك المسلم يعدل رقبة من ولد إسماعيل . ( 3 ) والاسناد أيضا عن النبي صلى الله عليه وآله قال : من فطر في هذا الشهر مؤمنا صائما كان له بذلك عند الله عز وجل عتق رقبة مؤمنة ، ومغفرة لما مضى من ذنوبه ، فقيل له : يا رسول الله ليس كلنا نقدر ان نفطر صائما ؟ فقال : ان الله تبارك وتعالى كريم يعطي هذا الثواب منكم من لم يقدر الا على مذقة ( 4 ) من لبن يفطر بها صائما ، أو شربة من ‹ صفحة 39 › ماء عذب ، أو تميرات لا يقدر على أكثر من ذلك . ( 1 ) أقول : واقتد في هذا الشهر بملك أهل الفضائل ، فقد رويت عن جماعة منهم ابن بابويه قال : كان رسول الله صلى الله عليه وآله إذا دخل شهر رمضان اطلق كل أسير وأعطى كل سائل . ( 2 ) واما الاستظهار للصيام باصلاح الطعام : فاعلم انني إنما ذكرت ان ذلك من المهام ، لأنني وجدت الداخلين في الصيام شهر رمضان ، باعتبار ما تقووا به من الطعام والشراب عدة أصناف : صنف منهم : كانت قوته على الصوم من طعام حرام ، فدخوله في الصيام كنحو من وجب عليه الحج وفرط فيه ، فاخذ جملا حراما حج عليه . وصنف منهم : كانت قوته على الصوم من طعام حرام مختلطا ، فان دخوله في الصيام كمن وجب عليه الحج وفرط فيه ، فاخذ جملا له بعضه بقدر الحلال من الطعام ولغيره بعضه بقدر الحرام وحج عليه . وصنف منهم : كانت قوته على الصيام بطعام حرام لا يعلم كونه حراما أو مختلطا من حلال وحرام ، لا يعلم ذلك ويعتقد حلالا ، فهو كنحو من وجب عليه الحج ففرط فيه واستأجر جملا لا يعلم أن الجمال غصبه ، أو كان ثمنه من حلال أو حرام ، واشتراه بعين الذهب ، فإذا ظفر صاحب الجمل أو الشريك بالجمل استعاده ومنعه من العمل أو شركه فيما حصل من الأمل . وصنف : كانت قوته على الصيام بطعام حلال ، لكنه كان يأكله اكل الدواب بمجرد الشهوات ، فحاله كحال من دخل حضرة الملوك ، حين استدعوه للحضور لمجالستهم وضيافتهم وكرامتهم ، وما تأدب في المجئ إليهم في دوابه وثيابه وأسبابه ، وكان في طريقه غافلا عنهم ومهونا بآداب السلوك إليهم ، وقد كان قادرا ان يركب من الدواب ويلبس ‹ صفحة 40 › من الثياب ، ويستعمل من الأسباب ما يقربه إليهم فلم يفعل ، وأتلف ما اكله بالشهوات وأتلف ساعات من عمره كانت من بضائع السعادات ، وخاصة إذا كان السلطان مطلعا عليه في طريقه ، ناظرا إلى سوء توفيقه ، فان عاتبوه فبعد لهم ، وان أكرموه فبفضلهم ، وحسبه انه نزل عن أن يكون ملكا يقر ( 1 ) بعين رب الأرباب ، ورضي أن يكون كالدواب . وصنف ( 2 ) : دخل في شهر رمضان بقوة طعام كان اكتسبه بالمعاملة لمولاه جل جلاله ، وعمل فيه برضاه ، واكل منه بحسب ما يقويه على خدمة مالكه ، فهذا دخل دار ضيافتهم وكرامتهم من الباب الذي أرادوه ، واقتضى عدلهم وفضلهم ان يكرموه . وصنف ( 3 ) : دخل في الصيام من طعام كان تارة يكون فيه معاملة لله جل جلاله ، وتارة معاملا للشهوات ، فله معاملة المراقبة ( 4 ) فيما عامل مولاه به ، وعليه خطرات المعاتبة فيما ترك فيه معاملة مولاه بسوء أدبه . واعلم أن هذه الأصناف المذكورين على أصناف آخر : صنف : لما كان دخوله بطعام حرام وكان فطوره على حرام أو مختلط من حلال وحرام ، فله حكم الاصرار . وصنف : لما كان طعامه على ما لا يعلمه حراما أو مختلطا وفطوره ( 5 ) على مثل الذي ذكرنا ، فله وسيلة العذر بأنه ما تعمد سخط مولاه . وصنف : لما كان طعامه على مقتضى الشهوات وكان فطوره كذلك ، فهو قريب من الدواب في تلك الحركات والسكنات . والصنف : الذي عامل الله جل جلاله في الطعام والفطور وجميع الأمور ، فهو الذي ظفر برضا مولاه وتلقاه بالسرور . ‹ صفحة 41 › وصنف : لما كان طعامه على طرق مختلفة : تارة معاملة لله جل جلاله ، وتارة للشهوة وفطوره كذلك ، فحاله كما قلناه في طعامه في نقصه وتمامه . وصنف : لما كان طعامه اما حراما أو مختلطا أو للشهوة ( 1 ) ، لكنه هذب فطوره ، فكان في فطوره على حال معاملة لله جل جلاله ، فحاله حال المراقبين أو التائبين ، وهو قريب من المسعودين . وصنف : لما كان طعامه معاملة لله وكان فطوره للشهوة ، فحاله كحال من كان مجالسا للملوك أو قريبا منهم ، ثم فارقهم وقنع أن يكون بهيمة من الانعام أو مفارقا للأنام وبعيدا عنهم . أقول : وإذا كان الامر هكذا في خطر الطعام ، وكان قد تغلب بنو أمية وولاة كثيرون على فساد أموال أهل الاسلام ، ونقلها عن وجوهها الشرعية . حتى لقد روينا من كتاب مسائل الرجال لمولانا أبي الحسن علي بن محمد الهادي عليهما السلام ، قال محمد بن الحسن : قال محمد بن هارون الجلاب : قلت له : روينا عن آبائك انه يأتي على الناس زمان لا يكون شئ أعز من أخ أنيس أو كسب درهم من حلال ؟ فقال لي : يا أبا محمد ان العزيز موجود ، ولكنك في زمان ليس فيه شئ أعسر من درهم حلال أو أخ في الله عز وجل . أقول : فقد روي عن خواص العترة النبوية ان اخراج الخمس من الأموال المشتبهات ، سبب لتطهيرها من الشبهات ، وهذا الوجه ظاهر في التأويل ، لان جميع الأموال ومن هي في يده مماليك لله جل جلاله ، فله سبحانه ان يجعل تطهيرها باخراج هذا القدر القليل ، ويوصل إلى كل ذي حق حقه ، لأجل الايثار بالخمس لرسوله صلوات الله عليه وآله ولعترته ، ولأجل معونتهم على مقامهم الجليل . أقول : وقد نص الله جل جلاله في القرآن الشريف على لسان رسوله صلوات الله عليه وآله ، ان الدعاء طريق إلى القبول وبلوغ المأمول ، فينبغي ان يدعو بعد الاستظهار ‹ صفحة 42 › باخراج الخمس من كلما يتقلب فيه ، بما سنذكره عند وقت الافطار من دعوات لزوال الشبهات . تم . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |