![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
لو كانت هوية المهدي قد تحددت منذ زمان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أو الأئمة الأحد عشر السابقين لما اختلف المسلمون؟
قال : ( اما الروايات الواردة حول الغيبة والغائب فهي لا تتحدث عن غائب بالتحديد ... وهي لا تتحدث عن أمر قبل وقوعه حتى يكون ذلك إعجازا ودليلا على صحة الغيبة كما قال الشيخ الصدوق ) ص 197بيروتية . ( إن تحديد هوية الإمام المهدي بالثاني عشر من أئمة أهل البيت قد حدث في وقت متأخر بعد وفاة الإمام الحسن العسكري بفترة طويلة إي في بداية القرن الرابع الهجري ) . ولو كانت هوية المهدي قد تحددت من قبل منذ زمان رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) أو الأئمة الأحد عشر السابقين لما اختلف المسلمون ولا الشيعة ولا الإمامية ولا شيعة الحسن العسكري في تحديد هوية المهدي ( 182 ) . أقول 1 : إن روايات أهل البيت المتداولة عند الشيعة في القرن الثاني الهجري تتحدث عن غائب بالتحديد وهو الإمام الثاني عشر من أئمة أهل البيت والخامس من ولد الصادق ( عليه السلام ) ، وانه يغيب غيبتين إحداهما طويلة ثم يقوم بعدها ، وبالتالي فهي تتحدث عن أمر قبل وقوعه ، وفيما يلي طرف مما رواه الحسن بن محبوب السرّاد ( 149 ـ 224 هجرية ) في كتابه المشيخة وغيره من كتبه وكتب غيره التي كانت متداولة عند الشيعة قبل ولادة المهدي بنصف قرن تقريبا . الرد على الشبهة أقول : إن روايات أهل البيت ( عليهم السلام ) المتداولة عند الشيعة في القرن الثاني الهجري والربع الأول من القرن الثالث الهجري تتحدث عن غائب بالتحديد وبالتالي فهي قد أخبرت عن أمر قبل وقوعه . وقد ذكرت هذه الروايات ان القائم المهدي الذي يصلي خلفه عيسى بن مريم هو الثاني عشر من أهل البيت وهو التاسع من ذرية الحسين وفي بعضها هو السابع من ذرية الباقر وفي بعضها هو السادس من ذرية الصادق وفي بعض هذه الروايات هو الخامس من ولد الكاظم هذا مضافا إلى روايــات كثيرة جدا تشير إلى أن هذا القائم له غيبة طويلة ، وفي روايات اخرى ان له غيبتين إحداهما طويلة يقال له فيها مات أو هلك ، وفي بعضها انه تخفى ولادته على الناس ، وفي بعضها هو الذي يقول الناس عنه لم يولد بعد وفي بعضها انه اصغر الأئمة سنا وأخملهم ذكرا . وليس بعد هذه الأوصاف من غموض كما يدعي الأستاذ الكاتب مضافا الى ذلك العلامات التي ذكرت كمقدمة لظهوره من قبيل زوال ملك بني العباس وخروج السفياني والصيحة في شهر رمضان وانه لا يقوم حتى يذهب ثلثا الناس وانه لا تبقى فئة من الناس لا تجرب حظها من الحكم والسيرة بين الناس وانه يظهر في زمانه عيسى ويصلي خلفه . ان هذه الصفات و العلامات لا تبقي مجالا للقول ان الروايات الواردة في المهدي غامضة ولم تحدد هويته كما ادعى ذلك الأستاذ الكاتب . وقد ذكر تلك الروايات علماء الشيعة الأقدمين وقدموها كظاهرة ملفتة للنظر وعلامة من علامات صدق إمامة أهل البيت ( عليهم السلام ) . تعليق الشيخ أبي سهل النوبختي على أخبار الغيبتين : قال الشيخ أبي سهل النوبختي ( رحمه الله ) : « وصحة غيبته بالأخبار المشهورة في غيبة الإمام ( عليه السلام ) وان له غيبتين إحداهما اشد من الأخرى . ومذهبنا في غيبة الإمام في هذا الوقت لا يشبه مذهب الممطورة 2 في موسى بن جعفر لان موسى مات ظاهراً ورآه الناس ميتاً ودفن دفناً مكشوفا ومضى لموته أكثر من مائة سنة وخمسين سنة لا يدعي احد انه يراه ولا يكاتبه ولا يراسله ، ودعواهم انه حي فيه اكذاب الحواس التي شاهدته ميتاً وقد قام بعده عدة ائمة فأتوا من العلوم بمثل ما أتى به موسى وليس في دعوانا هذه غيبة الإمام اكذاب للحس ولا محال ولا دعوى تنكرها العقول ولا تخرج من العادات وله إلى هذا الوقت من يدَّعي من شيعته الثقات المستورين انه باب اليه وسبب يؤدي عنه الى شيعته امره ونهيه ولم تطل المدة في الغيبة طولاً يخرج من عادات من غاب . فالتصديق بالأخبار يوجب : اعتقاد إمامة ابن الحسن ( عليه السلام ) على ما شرحت . وانه قد غاب كما جاءت الأخبار في الغيبة فانها جاءت مشهورة متواترة وكانت الشيعة تتوقعها وتترجاها كما ترجوا بعد هذا من قيام القائم ( عليه السلام ) بالحق وإظهار العدل . ونسأل الله عز وجل توفيقا وصبراً جميلاً برحمته» 3 . تعليق النعماني على أخبار الغيبتين : وقال النعماني ( رحمه الله ) معلقا على أخبار الغيبتين : « هذه الأحاديث التي يذكر فيها أن للقائم ( عليه السلام ) غيبتين أحاديث قد صحت عندنا بحمد الله ، وأوضح الله قول الائمة ( عليهم السلام ) وأظهر برهان صدقهم فيها . فأما الغيبة الاولى : فهي الغيبة التي كانت السفراء فيها بين الإمام ( عليه السلام ) وبين الخلق قياما منصوبين ظاهرين موجودي الأشخاص والأعيان ، يخرج على أيديهم غوامض العلم ، و عويص الحكم ، والاجوبة عن كل ما كان يسأل عنه من المعضلات والمشكلات ، و هي الغيبة القصيرة التي انقضت أيامها وتصرمت مدتها 4 . والغيبة الثانية : هي التي ارتفع فيها أشخاص السفراء والوسائط للأمر الذي يريده الله تعالى ، والتدبير الذي يمضيه في الخلق ، ولوقوع التمحيص والامتحان و البلبلة والغربلة والتصفية على من يدعي هذا الأمر كما قال الله عز وجل ﴿ مَّا كَانَ اللّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ حَتَّىَ يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ ... ﴾ 5 وهذا زمان ذلك قد حضر ، جعلنا الله فيه من الثابتين على الحق ، وممن لا يخرج في غربال الفتنة . فهذا معنى قولنا " له غيبتان " ونحن في الأخيرة نسأل الله أن يقرب فرج أوليائه منها ويجعلنا في حيز خيرته وجملة التابعين لصفوته ، ومن خيار من ارتضاه وانتجبه لنصرة وليه وخليفته فإنه ولي الإحسان ، جواد منان » . وقال ( رحمه الله ) معقبا على اخبار علامات الظهور وبعض صفات القائم ( عليه السلام ) : « العلامات التي ذكرها الأئمة : مع كثرتها واتصال الروايات بها وتواترها واتفاقها موجبة ألا يظهر القائم إلا بعد مجيئها وكونها ، إذ كانوا قد أخبروا أن لابد منها وهم الصادقون ، حتى إنه قيل لهم " نرجو أن يكون ما نؤمل من أمر القائم ( عليه السلام ) ولا يكون قبله السفياني " فقالوا " بلى والله إنه لمن المحتوم الذي لابد منه " . ثم حققوا كون العلامات الخمس التي أعظم الدلائل والبراهين على ظهور الحق بعدها ، كما أبطلوا أمر التوقيت وقالوا " من روى لكم عنا توقيتا فلا تهابوا أن تكذبوه كائنا من كان فإنا لا نوقت " وهذا من أعدل الشواهد على بطلان أمر كل من ادعى أو ادعي له مرتبة القائم ومنزلته وظهر قبل مجيء هذه العلامات ، لا سيما وأحواله كلها شاهدة ببطلان دعوى من يدعى له ، ونسأل الله أن لا يجعلنا ممن يطلب الدنيا بالزخارف في الدين والتمويه على ضعفاء المرتدين ، ولا يسلبنا ما منحنا به من نور الهدى وضيائه ، وجمال الحق وبهائه بمنه وطوله . انظروا رحمكم الله ـ يا معشر الشيعة إلى ما جاء عن الصادقين ( عليهم السلام ) في ذكر سن القائم ( عليه السلام ) وقولهم إنه وقت إفضاء أمر الامامة إليه أصغر الأئمة سنا وأحدثهم ، وإن أحدا ممن قبله لم يفض إليه الأمر في مثل سنه ، وإلى قولهم " واخملنا ذكرا " يشيرون بخمول ذكره إلى غيبة شخصه واستتاره ، وإذا جاءت الروايات متصلة متواترة بمثل هذه الاشياء قبل كونها ، وبحدوث هذه الحوادث قبل حدوثها ، ثم حققها العيان والوجود ، وجب أن تزول الشكوك عمن فتح الله قلبه ونوره وهداه ، وأضاء له بصره . والحمد لله الذي يختص برحمته من يشاء من عباده بتسليمهم لأمره وأمر أوليائه ، وإيقانهم بحقيقة كل ما قاله ، واثقا بحقيقة كل ما يقول الائمة من غير شك فيه ولا ارتياب ، إذ كان الله عز وجل قد رفع منزلة حججه ... وجعل الجزاء على التسليم لقولهم والرد إليهم الهدى والثواب وعلى الشك والارتياب فيه العمى وأليم العذاب ، وإياه نسأل الثواب على ما من به ، والمزيد فيما أولاه وحسن البصيرة فيما هدى إليه فإنما نحن به وله » . تعليق الشيخ الصدوق على أخبار الغيبة : قال الشيخ الصدوق ( رحمه الله ) : ( أن الائمة ( عليهم السلام ) قد أخبروا بغيبتة ووصفوا كونها لشيعتهم فيما نُقِل عنهم واستُحفِظ في الصحف ودُوِّن في الكتب المؤلفة من قبل أن تقع الغيبة بمائتي سنة أو أقل أو أكثر . فليس أحد من أتباع الائمة ( عليهم السلام ) إلا وقد ذكر ذلك في كثير من كتبه ورواياته ودونه في مصنفاته وهي الكتب 6 التي تعرف بالأصول مدوَّنة مستحفظة عند شيعة آل محمد ( عليهم السلام ) من قبل الغيبة بما ذكرنا من السنين ، وقد أخرجت ما حضرني من الأخبار المسندة في الغيبة في هذا الكتاب في مواضعها . فلا يخلو حال هؤلاء الاتباع المؤلفين للكتب أن يكونوا علموا الغيب بما وقع الان من الغيبة ، فألفوا ذلك في كتبهم ودونوه في مصنفاتهم من قبل كونها ، وهذا محال عند أهل اللب والتحصيل . أو أن يكونوا ( قد ) أسسوا في كتبهم الكذب فاتفق الامر لهم كما ذكروا وتحقق كما وضعوا من كذبهم على بعد ديارهم واختلاف آرائهم وتباين أقطارهم ومحالهم ، وهذا أيضا محال كسبيل الوجه الاول . فلم يبق في ذلك إلا أنهم حفظوا عن أئمتهم المستحفظين للوصية ( عليهم السلام ) عن رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) من ذكر الغيبة وصفة كونها في مقام بعد مقام إلى آخر المقامات ما دونوه في كتبهم وألفوه في اصولهم . وبذلك وشبهه فلج الحق وزهق الباطل . إن الباطل كان زهوقا ) 7 . |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |