نتيجة ما مر من الاحاديث قبل ذكر احاديث اذية ابي بكر للزهراء ع
ص 32
فتلخص أن السيدة الزهراء عليها السلام هي ممن أذهب الله تعالى الرجس عنها وطهرها تطهيرا" عليها السلام, وأنها سيدة نساء أهل الجنة ونساء العالمين, وهذان الأمران ثابتان من طريق رواية أبناء العامة بنحو غير قابل للتشكيك في صدورهما عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ,ودلالة ما تقدم من أحاديث عليهما دلالة صريحة واضحة جدا" لا تقبل تأويلا", وقد ثبت أيضا" بروايات صحيحة عندهم أنّ الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وآله وسلم يغضبان لغضبها, ويرضيان لرضاها.
وقد عرفت أن هذا يعني كونها معصومة عن الباطل والخطأ, وعن الغفلة والجهل, والجهل باطل, والغفلة طريق إلى الباطل , ومن يكون بينه وبين الباطل أدنى علقة وارتباط ,لا يكون ممن أذهب الله تعالى عنه الرجس, ولا ممن طهّره تطهيرا".
وبديهي, أن الشخص الذي يغضب سبحانه وتعالى لغضبه في الأمر الذي تسبّب بإغضابه تعالى, ولا يعنينا بعد تصريح رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بمتا يفيد ويدل على عصمة الزهراء ما يتفوّه به البعض من تأويل ما وقع من أبي بكر في حق فاطمة عليها السلام ,فإن شهادة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بالزهراء أحق أن تتّبع ,وإننا على أحسن التقادير نشك فيما أورده أبناء العامة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حق أبي بكر وفضله, وهم متّهمون عندنا في ذلك, ولا يتهمون أنفسهم فيما رووه في حق الزهراء عليها السلام من فضائل ,ونحن لا نتهمهم أيضا".
ومهما يكن ,فقد ثبت أن أبا بكر الصدّيق كان أغضب السيدة الزهراء وآذها, وقد روى أبناء العامة في صحاحهم ,أنّ من آذاها فقد آذى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم , وأنّ الله تعالى يغضب لغضبها ,وعليه فإن الزهراء عليها السلام قد استشهدت وماتت وهي غاضبة غير راضية على أبي بكر الصدّيق.
|