![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
الصفحة 25
معنى إذهاب الرجس والارادة ننتقل الان إلى النقطة الثانية في الاية المباركة ، وهي معنى إذهاب الرجس ﴿ إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيْراً ﴾ ، فتعيّن المراد من أهل البيت بقول رسول الله وبفعل رسول الله ، فأصبحت السنّة المتفق عليها مفسّرة للاية المباركة . فما معنى إذهاب الرجس عن أهل البيت ؟ لابدّ من التأمّل في مفردات الاية المباركة : كلمة ﴿ إنّما ﴾ تدلّ على الحصر ، وهذا ممّا لا إشكال فيه ولا خلاف من أحد . ﴿ يريد الله ﴾ الارادة هنا إمّا إرادة تكوينيّة كقوله تعالى : ﴿ إِذَا الصفحة 26 أَرَادَ شَيْئَاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ ﴾(1) ، وإمّا هي تشريعيّة كقوله تعالى : ﴿ يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلاَ يُرِيْدُ بِكُمُ الْعُسْرَ ﴾(2) . فالارادة ، تارةً تكوينيّة ، وأُخرى تشريعيّة ، وكلا القسمين واردان في القرآن الكريم ، ولله سبحانه وتعالى إرادة تكوينيّةوإرادة تشريعيّة ، ولا خلاف في هذه الناحية أيضاً . لكن المراد من « الارادة » في الاية لا يمكن أن يكون إلاّ الارادة التكوينيّة ، لان الارادة التشريعيّة لا تختص بأهل البيت ، سواء كان المراد من أهل البيت هم الاربعة الاطهار ، أو غيرهم أيضاً ، الارادة التشريعيّة لا تختصّ بأحد دون أحد ، الارادة التشريعيّة يعني ما يريد الله سبحانه وتعالى أن يفعله المكلَّف ، أو يريد أن لا يفعله المكلّف ، هذه الارادة التشريعيّة ، أي الاحكام ، الاحكام عامّة تعم جميع المكلّفين ، لا معنى لان تكون الارادة هنا تشريعيّة ومختصّة بأهل البيت أو غير أهل البيت كائناً من كان المراد من أهل البيت في هذه الاية المباركة ، إذ ليس هناك تشريعان ، تشريع يختصّ بأهل البيت في هذه الاية وتشريع يكون لسائر المسلمين المكلّفين ، فالارادة هنا تكون تكوينيّة لا محالة . ____________ 1- سورة يس : ٨٢ . 2- سورة البقرة : ١٨٥ . الصفحة 27 ﴿ إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ﴾ و ﴿ الرجس ﴾ إذا رجعنا إلى اللغة ، فيعمّ الرجس ما يستقذر منه ويستقبح منه ، ويكون المراد في هذه الاية الذنوب ، ﴿ إنّما يريد الله ليذهب عنكم الرجس ﴾ ، أي إنّما يريد الله بالارادة التكوينيّة أن يذهب عنكم الذنوب أهل البيت ، ويطهّركم من الذنوب تطهيراً ، فهذا يكون محصّل معنى الاية المباركة . إنّ إرادة الله التكوينيّة لا تتخلّف ، وبعبارة أُخرى : المراد لا يتخلّف عن الارادة الالهيّة ، ﴿ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُون ﴾ (1) . فإذا كانت الارادة تكوينيّة ، والمراد إذهاب الرجس عن أهل البيت ، فهذا معناه طهارة أهل البيت عن مطلق الذنوب ، وهذا واقع العصمة ، فتكون الاية دالّة على العصمة . |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |