![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بحث في العدل الإلهي
بقلم هدى محمد كاظم الخاقاني ---------------------------- المقدمة: بسم الله الرحمن الرحيم و الحمدلله على نعمائه و له الشكر ملء أرضه و سماءه و الصلاة و السلام على محمد أشرف أنبياءه و آله الكرام. و أما بعد ، فالعدل الإلهي من أهم الصفات الفعلية لله سبحانه و تعالى و هو و إن لم يكن أصلا مستقلا بذاته لكن لأهميته و شموله لأكثر من صفة لارتباطه بالنبوة و الإمامة و المعاد و الفعل الإلهي مطلقا و الوعد و الوعيد و الجزاء و العقاب جعله العدلية من الشيعة و المعتزلة من الأصول العقائدية للشرع الإسلامي و اعتبره الشيعة أحد الأصول للمذهب و إذا أردنا أن نعرف محل العدل من صفات الله تعالى فعلينا أن ننظر إلى تقسيم الصفات ، حيث قسمها الأعلام إلى قسمين: 1-الصفات الجمالية: و هي ما يتجمل بها الحق سبحانه و تعالى و تسمى بالصفات الكمالية و الثبوتية أيضا مثل العلي و الحميد و المجيد. 2-الصفات الجلالية: و هي ما يتنزه الحق و يجل لأنها من شأن النقص و القصور و الإمكان و تسمى بالصفات السلبية أيضا مثل أنه تعالى ليس بظالم و ليس بمحدود. و بلحاظ آخر فإن الصفات الجمالية و الثبوتية هي بنفسها أيضا تنقسم إلى قسمين : 1* ثبوتية ذاتية 2*ثبوتية فعلية ، و قد عرّف الفلاسفة الصفات الثوتية الذاتية و الفعلية بما يلي :و هو أن الصفة لو كانت الذات الإلهية كافية لانتزاعها و حملها على الذات فإنها تسمى ذاتية مثل الله حي و عالم و لكن إذا لم تكن الذات كافية لحمل الصفة عليها فإنها تسمى فعل مثل الرازق حيث أنه يحتاج إلى مرزوق و الخالق يحتاج إلى مخلوق ، و عرفهما الكليني بأن كل صفة إتصف بها الحق تعالى على الدوام و إستحال أن يتصف بمقابلها فهي صفة ذات كالعلم في مقابل الجهل ، لكن كل صفة إتصف بها الحق و إتصف بمقابلها فهي صفة فعل مثل رزق الله زيدا و لم يرزق عمرا. و بتعبير آخر يمكن أن نعرف كل من الصفات الذاتية و الفعلية بما يلي و هو أن الصفات الذاتية هي الصفات التي يكفي صرف الذات لثبوتها مع غض النظر عن المخلوقات لاتصاف الذات بها كالحياة و القدرة و العلم فإن الذات تتصف بهذه الأوصاف دائما و أبدا و تميز بأنها لا يمكن أن يقال في حقها أنها تكون اليوم في حق شيء و لا تكون له غدا فالله سبحانه و تعالى عالم بكل شيء و قادر على كل شيء و لا يقال أنه قادر على زيد دون عمرو فالصفات الثبوتية ترجع إلى الكمال و السلبية ترجع إلى النقص و أما صفات الفعل فهي بلحاظ المخلوق فإنه يقال له تعالى خالق بالنظر إلى المخلوق و عليه فيمكن أن يقال أنه خلق كذا و لم يخلق كذا لعدم المصلحة و الحكمة و كذا الرازقية. و من ثم نستنتج بأن صفة العدل ما دامت من الصفات التي يتصف الحق تعالى بها على الدوام فهي من الصفات الثبوتية الذاتية فيقال أن الحق تعالى عدل بذاته و قد تلحظ بلحاظ المخلوقات و قيامها بعدل الحق تعالى فتكون لحاظا فعليا ساريا في كل مخلوق فيكون العدل الفعلي تجليا و ظهورا لجمال العدل الذاتي الإلهي للأسماء و الصفات بنظرة فلسفية عرفانية دقيقة. |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |