![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
[ حديث الثقلين ]
حديث الثقلين - السيد علي الميلاني - ص 7 - 15 بسم الله الرحمن الرحيم تمهيد : الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين ، ولعنة الله على أعدائهم أجمعين من الأولين والآخرين . موضوع بحثنا حديث الثقلين ، هذا الحديث الذي لو عمل به وطبق لما وقع خلاف بين المسلمين . إن الدعوة إلى الوحدة الإسلامية وإلى نبذ الخلافات بين الفرق ، من جملة الأمور التي يهتم بها المفكرون المصلحون من المسلمين ، وعندهم للوصول إلى هذا الهدف مشاريع واقتراحات ونظريات ، ولكن حديث الثقلين خير جامع بين المسلمين ، لأنه حديث يتفق عليه كل الأطراف ، وهو حديث واضح في مدلوله وفي معناه . ولنذكر قبل الورود بالبحث لفظا أو لفظين من ألفاظ هذا الحديث الشريف : ‹ صفحة 8 › في صحيح الترمذي بسنده عن جابر بن عبد الله الأنصاري ، قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : يا أيها الناس إني تركت فيكم ما إن أخذتم به لن تضلوا :كتاب الله وعترتي أهل بيتي ( 1 ) . وفي صحيح الترمذي أيضا بإسناده عن زيد بن أرقم قال : قال رسول الله ( صلى الله عليه وسلم ) : إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي ، أحدهما أعظم من الآخر : كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض وعترتي أهل بيتي ، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ( 2 ) . فهذان لفظان من ألفاظ الحديث ، عن صحابيين من رواة هذا الحديث الشريف من الصحابة . والبحث في هذا الحديث لا بد وأن يكون في جهات : الجهة الأولى : في تحقيق ألفاظ هذا الحديث . الجهة الثانية : في رواة هذا الحديث . الجهة الثالثة : في دلالات هذا الحديث . الجهة الرابعة : في المناقشات والمعارضات . ‹ صفحة 9 › الجهة الأولى : في تحقيق ألفاظ حديث الثقلين هذا الحديث مشهور بحديث الثقلين ، والثقل : متاع المسافر كما في اللغة ، فإني تارك فيكم الثقلين ، الثقلين تثنية ثقل ، وجماعة من المحدثين واللغويين يقرأون الكلمة بالثقلين : إني تارك فيكم الثقلين ، فيكون تثنية للثقل . ولعل الأظهر كون الكلمة محركة ، أي إني تارك فيكم الثقلين على أن تكون تثنية للثقل . يقول صاحب القاموس : والثقل - محركة - متاع المسافر وحشمه وكل شئ نفيس مصون ، ومنه الحديث : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي ( 1 ) . وإنما أرجح الثقل والثقلين على الثقلين ، لأنه إذا كان الثقل ‹ صفحة 10 › بمعنى متاع المسافر ، فهذا أنسب بحال النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) ، وبالظروف التي قال فيها هذا الكلام ، لأن المسافر من بلد إلى بلد وخاصة مع العزم على عدم العود إلى بلده السابق ، يأخذ معه متاعه ، ولما كانت المراكب في تلك العصور لا تتحمل أخذ جميع وسائل الإنسان وأمتعته ، فلا بد وأن يأخذ المسافر أنفس الأشياء وأغلى الأشياء وأثمن الأشياء التي يمتلكها ، أو تكون في حوزته . ورسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) يقول في حديث الثقلين : إني قد دعيت فأجبت ، أو : يوشك أن أدعى فأجيب ، هذه مقدمة حديث الثقلين ، فيخبر رسول الله عن دنو أجله وقرب رحيله عن هذه الحياة ، وحينئذ يقول : وإني تارك ، ولا يخفى أن أغلى الأشياء عند النبي ( صلى الله عليه وآله وسلم ) وأثمنها في حياته : القرآن والعترة ، فكان ينبغي أن يأخذ القرآن والعترة معه ، لكن مقتضى رأفته بهذه الأمة وحرصه على بقاء هذا الدين هو أن يبقي أغلى الأشياء عنده في هذا العالم ، ويترك الثقلين الأمرين اللذين كان مقتضى الحال أن يأخذهما معه ، فيقول : إني تارك فيكم الثقلين كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، ثم يوصيهم بقوله : ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، فالغرض من إبقاء هذين الأمرين بين الأمة ، والهدف من تركهما فيهم هو أن لا يضلوا من بعده . ‹ صفحة 11 › فبهذه القرائن الموجودة في داخل الحديث ، والظروف المحيطة بهذا الحديث ، نرجح أن تكون الكلمة الثقلين لا الثقلين . وقد لاحظتم في اللفظين المذكورين أنه في اللفظ الأول يقول : ما إن أخذتم بهما لن تضلوا ، وفي اللفظ الثاني يقول : ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا ، وهذان اللفظان موجودان عند غير الترمذي أيضا . فلفظة ما إن أخذتم أو لفظة الأخذ موجودة في مسند أحمد ( 1 ) ، وفي مسند ابن راهويه ( 2 ) ، وفي طبقات ابن سعد ( 3 ) ، وفي صحيح الترمذي ( 4 ) وفي مسند أبي يعلى ( 5 ) ، وفي المعجم الكبير للطبراني ( 6 ) ، وفي مصابيح السنة للبغوي ( 7 ) ، وفي جامع الأصول لابن الأثير ( 8 ) ، وفي غيرها من المصادر . ‹ صفحة 12 › ولفظ التمسك تجدونه في مسند عبد بن حميد ( 1 ) ، وفي الدر المنثور ( 2 ) ، وغيرهما من المصادر . وأنتم لو راجعتم اللغة لوجدتم معنى الأخذ في مثل هذا المقام ، ومعنى التمسك في مثل هذا المقام هو الاتباع . لكن كلمة الاتباع أيضا من ألفاظ حديث الثقلين ، وهذا ما تجدونه في رواية ابن أبي شيبة ( 3 ) . وفي رواية الخطيب البغدادي ( 4 ) لفظ الاعتصام بدل لفظ التمسك والأخذ ، يقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) : إني تركت فيكم ما لن تضلوا بعدي إن اعتصمتم به كتاب الله وعترتي ، والاعتصام في اللغة العربية في الكتاب والسنة وفي الاستعمالات الفصيحة هو التمسك . ولذا نرى في الحديث المتفق عليه - أي الموجود في كتب أصحابنا وفي كتب القوم - عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) بتفسير قوله تعالى : ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) ( 5 ) يقول الإمام ‹ صفحة 13 › جعفر بن محمد الصادق ( عليه السلام ) : نحن حبل الله . حديث الصادق ( عليه السلام ) هذا بتفسير الآية المباركة موجود في تفسير الثعلبي ، وفي الصواعق المحرقة ( 1 ) ، وبعض المصادر الأخرى . وإذا راجعتم تفسير الفخر الرازي ( 4 ) في تفسير هذه الآية المباركة ، وأيضا تفسير الخازن ( 3 ) وبعض التفاسير الأخرى ، لرأيتم أنهم يذكرون حديث الثقلين في تفسير الآية المباركة ، وقد عرفنا أن الاعتصام هو التمسك ، والتمسك يرجع إلى الاتباع أيضا ، وذلك موجود أيضا بسند صحيح في مستدرك الحاكم ( 4 ) . وإذا وجب الاتباع ثبتت الإمامة بلا نزاع ، فيكون علي وأهل البيت ( عليهم السلام ) خلفاء رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) من بعده. لكن حديث الثقلين ورد بلفظ الخليفتين أيضا ، كما تجدونه عند أحمد في المسند ( 5 ) ، وابن أبي عاصم في كتاب السنة ( 6 ) ، وفي المعجم الكبير للطبراني ، يقول الحافظ الهيثمي بعد ‹ صفحة 14 › أن يرويه عن المعجم الكبير للطبراني يقول : ورجاله ثقات ( 1 ) ، وكذا صحح الحديث جلال الدين السيوطي ( 2 ) . والألطف من هذا ، عندما نراجع فيض القدير في شرح الجامع الصغير ( 3 ) يقول المناوي بشرح كلمة عترتي يقول : وهم أصحاب الكساء الذين أذهب الله عنهم الرجس وطهرهم تطهيرا . فلاحظوا ، ألفاظ هذا الحديث كيف تنتهي إلى الإمامة والخلافة ، وإلى تعيين الإمام والخليفة بعد رسول الله ( صلى الله عليه وآله وسلم ) . فظهر : أن هذا الحديث بجميع ألفاظه يؤدي معنى واحدا ، وهو معنى الإمامة ، أما بلفظ الخليفتين فهو نص ، ولا خلاف في هذا ، وأي لفظ يكون أصرح في الدلالة على الإمامة والخلافة من هذا اللفظ ؟ ! إني تارك فيكم خليفتين - أو الخليفتين - : كتاب الله وعترتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي . إذن ، رأينا كيف يصدق الحديث القرآن الكريم ، وكيف يصدق القرآن الكريم الحديث النبوي الشريف . ‹ صفحة 15 › ( واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ) . فهذه هي الجهة الأولى فيما يرتبط بألفاظ حديث الثقلين ، وأنه كيف نستكشف الإمامة والخلافة من نفس الألفاظ ، بغض النظر عن ذلك اللفظ الذي هو نص صريح بالخلافة بعد رسول الله. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . ‹ هامش ص 8 › ( 1 ) صحيح الترمذي 5 / 662 رقم 3786 - دار إحياء التراث العربي - بيروت . ( 2 ) صحيح الترمذي 5 / 663 رقم 3788 . ‹ هامش ص 9 › ( 1 ) القاموس المحيط 3 / 342 - ثقل - دار الفكر - بيروت - 1403 ه . ‹ هامش ص 11 › ( 1 ) مسند أحمد 5 / 492 رقم 18780 . ( 2 ) أنظر : المطالب العالية لابن حجر العسقلاني ، رقم 1873 . ( 3 ) طبقات ابن سعد 1 / 194 . ( 4 ) صحيح الترمذي 2 / 219 . ( 5 ) على ما في بعض المصادر ، مثل كتاب مفتاح النجا للعلامة البدخشي . ( 6 ) المعجم الكبير للطبراني 3 / 62 رقم 2678 - دار إحياء التراث العربي . ( 7 ) مصابيح السنة 4 / 190 رقم 4816 - دار المعرفة - بيروت - 1407 ه . ( 8 ) جامع الأصول 1 / 278 رقم 66 - دار الفكر - بيروت - 1403 ه . ‹ هامش ص 12 › ( 1 ) منتخب مسند عبد بن حميد : 265 . ( 2 ) الدر المنثور ، الجامع الصغير ، إحياء الميت : 12 . ( 3 ) مصنفابن أبي شيبة 10 / 505 رقم 10127 - الدار السلفية - الهند - 1401 ه . ( 4 ) مفتاح النجا للعلامة - البدخشي عن المتفق والمفترق للخطيب . ( 5 ) سورة آل عمران : 103 . ‹ هامش ص 13 › ( 1 ) الصواعق المحرقة : 233 - دار الكتب العلمية - بيروت - 1414 ه . ( 2 ) تفسير الرازي 8 / 173 . ( 3 ) تفسير الخازن 1 / 277 - دار الكتب العلمية - بيروت - 1415 ه . ( 4 ) المستدرك على الصحيحين 3 / 109 . ( 5 ) مسند أحمد 6 / 232 رقم 21068 و 244 رقم 21145 . ( 6 ) كتاب السنة لابن أبي عاصم : 336 رقم 754 - المكتب الإسلامي - بيروت - 1405 ه . ‹ هامش ص 14 › ( 1 ) مجمع الزوائد 9 / 165 - دار الكتاب العربي - بيروت - 1402 ه . ( 2 ) الجامع الصغير بشرح المناوي 3 / 14 . ( 3 ) فيض القدير 3 / 14 شرح حديث 2631 - دار الفكر - بيروت - 1391 ه . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
آخر تعديل الفاروق الاعظم يوم
07-26-2010 في 06:28 PM.
|
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |