![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بحث في بشرية القرآن ج2
- 2007/01/31 - بسم الله الرحمن الرحيم " هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوامِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ " هناك بحث في علم الكلام يتعلق بحديث القرآن بشخصية النبي و هناك مقالة مرتبطة بهذه النقطة حيث ذكرنا فيما سبق أن هناك قاعدة عقلية مفادها أن نقض الغرض قبيح و القبيح لا يصدر من الحكيم. مثلاً : إذا انتخب مجلس الإدارة مديراً للشركة أو مديراً للمؤسسة فما هو الهدف من انتخابه هو وثوق الموظفين به و انتظامهم تحت أمره الهدف من انتخاب مدير للشركة هو التفاف الموظفين حوله وانتظامهم لأمره هذا الهدف حتى يتحقق من المناسب أن تصدر الشركة كياناً يتحدث عن كفاءة المدير وعن شهادته و عن قدراته حتى يحصل الوثوق لشخصيته ثم ينتظم الموظفون تحت إدارته لو أن الشركة أصدرت بياناً معاكساً بعد أن انتخبته مديراً أصدرت بياناً يذم هذا الإنسان يقول هذا الإنسان فيه نقائص و فيه عيوب و فيه أخطاء هذا البيان الذي يركز على عيوب المدير على أخطائه سوف يؤدي إلى ماذا ؟ سوف يؤدي إلى نفور الموظفين منه وعدم انتظامهم تحت إدارته و عدم وثوقهم به لأن بيان الشركة يهمه إذاً صدور هذا البيان من الشركة يعد تضيعاً للهدف الهدف من انتخابه وثوق الموظفين به و البيان الذي يذمه يوجب تضيع هذا الهدف و الهدف قبيح و القبيح لا يصدر من الحكيم إذاً حنا عندنا قاعدة عقلية و هي تضيع الهدف قبيح و القبيح لا يصدر من الحكيم نجي نطبق هذه القاعدة العقلية على تعامل القرآن مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم النبي بعث لماذا ؟ هناك هدف من بعثة النبي والهدف من البعثة التفاف الأمة حوله و وثوقهم لقوله و انتظامهم تحته هذا هو الهدف من بعثته من أجل تحقيق الهدف على القرآن أن يصدر بياناً يتحدث عن شخصية النبي وعن كفاءات النبي وقدرات النبي حتى يساهم هذا البيان في تحقيق الهدف وهو وثوق الناس بالنبي لكن النبي صدر من القرآن بالعكس ما صدر من القرآن الكريم إنقاص للنبي ما صدر القرآن استصغار للنبي ما صدر من القرآن احتقار للنبي وهذه البيانات التي أصدرها القرآن ذماً في شخصية النبي و ذماً في قدرات النبي و هذه البيانات تعد تضيعاً للهدف الهدف من بعثة النبي أن يثق الناس به والقرآن يذمه فكيف يثق الناس به إذا ذم القرآن للنبي و استنقاص القرآن من النبي تضيع للهدف و تضيع الهدف قبيح و القبيح لا يصدر من الحكيم فكيف صدر من القرآن الكريم استنقاص النبي المصطفى صلى الله عليه و آله وسلم كيف استنقص القرآن الكريم تعامل مع النبي بأربع أساليب كلها استنقاص: الأسلوب الأول: أسلوب التجهيل. الأسلوب الثاني: أسلوب التهديد. الأسلوب الثالث: التوبيخ الأسلوب الاستتابة. *الأسلوب الأول أسلوب التجهيل: يعني القرآن يضع القرآن موضع الإنسان الجاهل الذي لا يعرف القرآن يقول:{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُل رَّبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِم مَّا يَعْلَمُهُمْ إِلَّا قَلِيلٌ فَلَا تُمَارِ فِيهِمْ إِلَّا مِرَاء ظَاهِراً وَلَا تَسْتَفْتِ فِيهِم مِّنْهُمْ أَحَداً} يتحدث القرآن عن أصحاب الكهف ، أنت ماذا تقول أنت كالقائد ، هذا تجهيل للنبي إذا كانت الأمة تسأل القائد فكيف القائد يقول أنا لا معرفة لي ولا علم بي وهو أمر صغير لا يحتاج إلى مزيد من المعلومات هذا وضع للنبي في موضع محرج هذا إحراج للنبي أمام أمته و تجهيل للنبي أمام أرضيته الشعبية يسألونك عن الروح لا تجاوب قل لا أدري يسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي قال تعالى:{وَمَا أُوتِيتُم مِّن الْعِلْمِ إِلاَّ قَلِيلاً}، أنا لا أعلم هذا تجهيل للنبي وضعه القرآن موضع الإنسان القائد الجاهل فإذا كان القرآن قد جهل النبي فكيف يتحقق الهدف من بعثته وهو وثوق الناس بمعرفته. *الأسلوب الثاني أسلوب التهديد : القرآن يهدد النبي ( ص) في عدة آيات قال تعالى:{ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ},{وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}، تهديد القائد معناه أن القائد في موضع الزلل و في موضع الانحراف لذلك لا علاج له إلا بأسلوب التهديد و هذا استنقاص من كفاءة النبي ( ص ). *الأسلوب الثالث أسلوب التوبيخ: القرآن يوبخ النبي ( ص) في عدة آيات قال تعالى:{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ }القرآن يقول للنبي :{عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}وهذا توبيخ للنبي:{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }،إذاً هذا أسلوب توبيخ يضعف من مكانة النبي في نفوس الأمة. *الأسلوب الرابع هو أسلوب الاستتابة: القرآن يركز على النبي استغفر ، تب ، استغفر لذنبك ، وسبح بحمد ربك بالعشي ولإبكار قال تعالى:{ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً(2) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً} النصر، إذاً هذه الأساليب الأربعة بدل أن تؤكد الهدف وهو التفاف الناس حول النبي تضيع الهدف وهو نفرة الناس من النبي وعدم وثوقهم به إذاً استنقاص القرآن للنبي بهذه الأساليب الأربعة تضيع الهدف قبيح و القبيح لا يصدر من الحكيم فكيف صدر من القرآن الكريم هذه هي المقالة التي أردنا ذكرها المدارس الإسلامية اختلفت في الإجابة هناك أجوبة لمدارس إسلامية أخرى هناك أجوبة للمدرسة الأمامية نتعرض الأول للمدارس أخرى الجواب الأول أن هذه الأساليب التي تعامل القرآن بها مع النبي (ص) جاءت تؤكد إلهية القرآن وعدم بشريته هذا الذي تعرضنا إليه في الليلة السابقة إلى شبهة و هي أن القرآن بشري يعني أن القرآن صنعه النبي صاغه النبي (ص) وليس كلام الله هذه الآيات جاءت تنفي الشبهة هذه الآيات تريد أن القرآن تقول لو كان القرآن لو كان القرآن من عند النبي لما ذم النبي نفسه لو كان القرآن من عند النبي لما ذم النبي نفسه لو كان القرآن من عند النبي لما جهل النبي نفسه. إذاً تجهيل القرآن للنبي توبيخ القرآن تهديد القرآن للنبي هذه الأساليب أريد منها أن تكون دليلاً على أن القرآن سماوي وليس أرضياً أي أن القرآن إلهي وليس بشرياً لم يصدر من النبي لا يعقل أن يصدر من النبي فكيف يذم الشخص نفسه كيف يهدد نفسه كيف يجهل نفسه إذاً هذا دليل على أن القرآن من الله و ليس من النبي محمد (ص) الجواب الآخر أن هذه الآيات جاءت تؤكد بشرية النبي (ص) ربما يتصور المسلمون أن النبي تحول إلى إله أو إلى ملك هذا الشخص الذي صنع المعجزة حول الأمة الجاهلية من أمة متناحرة من أمة قبلية إلى أمة موحدة من أمة الحضيض إلى أمة النور و المعرفة إذاً هذا إله أو هذا ملك وإلا فالبشر لا يستطيع أن يحول الأمة و أن يصنع المعجزة خلال سنوات قلائل القرآن أراد أن يؤكد أن النبي بشر كي لا يعبد من دون الله كي لا يعبد كما عبد المسيح عيسى بن مريم من أجل أن يثبت القرآن أن النبي بشر ركز على نقاط الضعف لشخصية النبي هدده و جهله و وبخه ، أمره بالاستغفار ركز على مواطن ضعف حتى يؤكد أنه بشر لا يستحق العبادة إن إله وحده هو الله جل جلاله هذا جواب للمدارس الإسلامية الأخرى نحن نأتي الآن إلى جواب المدرسة الأمامية الفكر الأمامي كيف يجيب عن هذه الشبهات الفكر ألإمامي يقول أبداً لم يصدر من القرآن لا تجهيل ولا توبيخ ولا تهديد لم يصدر شيء من ذلك في حق شخصية النبي محمد (ص) فلم يصدر من القرآن تضيع للهدف أبداً بل القرآن على طبق الحكمة كيف نأتي للأساليب التي ذكرت أسلوب التجهيل و أسلوب التهديد و أسلوب التوبيخ و أسلوب الاستتابة نأتي إليها أسلوباً أسلوب قبل أن ندخل في ذلك أذكر هنا قاعدة يذكرها علماء الأصول في علم الدلالة هذه القاعدة ماهي ؟ يقولون للكلام ظهور أن أي كلام تسمعه و تقرأه له ظهوران ظهور بدوي و ظهور موضوعي الظهور البدوي هو ما تفهمه بمجرد ما تسمع الخطيب يتكلم ربما أنت أثناء المحاضرة تفهم فهماً بدوياً و لكن لما تروح للبيت تسمع الشريط مرة أخرى تتأمل لا تتسرع في الرد تتأمل في المناقشة صدراً و ذيلاً يكون عندك فهم موضوعي ظهور الأول يسمى ظهور بدوي لأنك أخذته بمجرد استماع الكلام و الظهور الثاني يسمى ظهور موضوعي لأنك أخذته بعد تأمل والتدبر في قرائن الكلام أضرب لك أمثلة يعني الله تبارك وتعالى عندما يقول { وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ} ، نحن إذا قرأنا الآية لو حدها نستظهر منها ظهور بدوي إن الله يرى يوم القيامة قال تعالى:{وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ}, إذاً الله يرى يوم القيامة لكن إذا اتبعنا الآيات الأخرى و جمعنا بين هذه الآية و الآيات الأخرى قوله تعالى:{لاَّ تُدْرِكُهُ الأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ },قال تعالى:{لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ} إذاً نجمع بين هذه الآية وبين تلك الآيات نقول الظهور الموضوعي للآية هو قال تعالى:{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ(22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }يعني تنتظر رحمة الله تنتظر مغفرة الله كما ورد في الحديث ( إن رحمتي تنشر يوم القيامة حتى يطمع إبليس فيها) إذاً هذا يسمى ظهور موضوعي ظهور بعد التأمل و المقارنة أيضاً إذا تقرأ هذه الآية :{وَمَن كَانَ فِي هَـذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الآخِرَةِ أَعْمَى}. إذاً هذا الأعمى يبتلي على عمره هم هنا أعمى و هناك أعمى شنو هذا إذاً إذا أخذتها بالظهور البدوي فهمت منها معناً لكن إذا أخذتها بالظهور الموضوعي فهمت منها معنى آخر من كان أعمى البصيرة في الدنيا فهو أعمى البصيرة يوم القيامة عن دخول الجنة وعن الخلد التي كتبت للمبصرين من هنا الأساليب الأربعة اللي ذكرناها تهديد و توعيد و توبيخ و تجهيل هذه كلها أخذنها بالظهور البدوي و لم تأخذها بالظهور الموضوعي الآن نرجع لهذه الأساليب نأتي إلى الأسلوب الأول أسلوب التجهيل الآية الأولى قوله تعالى:{سَيَقُولُونَ ثَلَاثَةٌ رَّابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ} أصحاب الكهف عدد فردي{سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْماً بِالْغَيْبِ}الله حكم على هذين القولين رجماً بالغيب ، ولذلك ورد عن الأئمة عليهم السلام أن أصحاب الكهف سبعة وثامنهم كلبهم وهذا المشهور عند المسلمين . دعبل الخزاعي الشاعر المجاهد لما استلم المعتصم العباسي الخلافة تأتي إليه الشعراء المتزلفون يمدحون ويثنون حتى يحصلوا على الجوائز والأموال الوفيرة المعتصم العباسي ينتظر دعبل الخزاعي يتكلم بمدحه فرد أبيات طبعاً هو المعتصم كان ثامن الخلفاء يعني سبعة من خلفاء بني العباس الثامن هو المعتصم كتب إليه ثلاث أبيات دعبل الخزاعي تهنئة و تحية بمناسبة المنصب الجديد عن ثامن بهم الكتب ما سمعنا عندهم ثامن كعدة أهل الكهف في الكهف سبعة كرام إذا عدد ثامنهم كلبهم وإني لا تتصور أنت مثل كلب وإني لأعلي كلبهم عنك رفعة فإنك ذو ذنب وليس له ذنب ( ويقولون سبعة ثامنهم كلبهم ) أنت ماذا تقول؟ قل ربي أعلم بعدتهم هذا ليس تجاهل هذا تربية للإنسان المسلم على عدم الاستقلالية في العلم والقدرة ماذا معنى هذا الخلق الإنسان المسلم الذي يعترف بالله مهما أوتي من علم يقول علمي من عند الله أن لست مستقلا في علمي دائما إذا طرح معلومة يقول الله اعلم أنا علمي من الله أن لست مستقلا في علمي وكذلك في قدرته إذا أراد إن يقول شيء إنسان مسلم سأصنع وسأعمل مشاريع وسأفعل لا ما يقول هالشكل المسلم دائما يقول سأفعل إن شاء سأقوم إن شاء الله إذاً النبي أراد أن يربي المسلمين على عدم الاستقلال عن الله لا في العلم و لا في القدرة فقال بدل أن واحد يقول منكم يقول ثلاثة و الثاني يقول خمسة والثالث يقول سبعة قولوا علمنا من الله و نرجع إلى الله قل ربي أعلم بعدتهم ما كان هذا تجاهل من النبي للجواب عن السؤال بل كانت تربية لهم على أن لا يستقلوا في علمهم عن الله عز وجل و لذلك في الآية التي بعدها قال تعالى:{ وَلَا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذَلِكَ غَدًا } دائماً اربطوا الأمور بالله وقال في الآية الثالثة التي بعدها قال تعالى:{ وَلَبِثُوا فِي كَهْفِهِمْ ثَلَاثَ مِائَةٍ سِنِينَ وَازْدَادُوا تِسْعًا } ثم هو يرد عليهم قال تعالى:{قُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا لَبِثُوا}. هذه الآيات كلها سياق واحد تتحدث عن أنه ينبغي للمسلم أن يربط الأمور بالله و ليس تجهيل للنبي (ص) تأتي للنبي تقول ربي المسلمين على ارتباطهم في العلم و القدرة بخالقهم عز وجل أما الآية الثانية قال تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي } هذا ليس جواب اعتذار ، أن هذا الجواب اعتذار أن النبي اعتذر عن الجواب قال والله أن الله يدري أنا ما أدري هذا الجواب ليس اعتذار هذا بيان للحقيقة وليس اعتذار كيف ؟ أن القرآن قسمَ العالم إلى قسمين عالم خلق و عالم أمر القرآن الكريم قال:{أَلَالَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ}هناك عالم خلق و عالم أمر ما هو الفرق بين الخلق و الأمر ؟ الخلق هو الذي يوجد تدريجياً والأمر يوجد دفعة واحدة نأتي إلى الجسد و الروح الجسد لا يوجد دفعة واحدة يوجد بتدريج مثل الشجرة توجد بتدريج جسم الإنسان أيضاً يوجد بتدريج هذا يسمى من عالم الخلق أما عالم الأمر يوجد دفعة واحدة بنفخ من الله تبارك و تعالى فإذاً الجسد من عالم الخلق لأنه متدرج الروح من عالم الأمر لأنها دفعة واحدة أنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول كن فيكون هذا عالم الأمر ولذلك القرآن دائماً يربط الروح بالأمر ذكرت الآيات الروح مربوطة بكلمة الأمر مثلاً: قال تعالى:{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا}القرآن يقول:{تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمْرٍ} ، كلمة الأمر تعني الموجود الدفعي لا التدريجي إذاً النبي أجاب لا أنه قال تعالى:{وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي}يعني قل الروح من عالم الأمر الذي يوجد دفعة واحدة و ليست من عالم الخلق إذاً ليس هناك تجاهل ولا تجهيل بل هناك جواب من النبي (ص) . الأسلوب الثاني أسلوب التهديد هل فعلاً القرآن هدد النبي قالوا نعم القرآن: قال تعالى:{لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}، القرآن يقول:{ وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ الْأَقَاوِيلِ(44) لَأَخَذْنَا مِنْهُ بِالْيَمِينِ(45) ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ الْوَتِينَ}هذا ليس تهديد هذا بيان لاختيارية النبي أنه إنسان مختار كيف إنسان مختار لما سمع المسلمون قوله تعالى:{وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى(3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى} ، توهموا أن هذه الآيات تدل على النبي تحول من بشر إلى ملك لا ينسى ولا يمكنه أن يعصي الله ولا يمكنه أن ينحرف صار مجبور على الطاعة وترك المعصية مثله مثل الملائكة هذه الآيات تريد أن تؤكد أن النبي و إن صار معصوماً وصار سيد الأنبياء و المرسلين لكنه ما زال يمتلك الإرادة و الاختيار ما زال يقدر أن يعصي ما زال يقدر أن ينحرف إلا أنه اختار الطاعة بإرادته وباختياره . الأسلوب الثالث أسلوب التوبيخ تضمن عدة آيات الآية الأولى قوله تعالى:{وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ}هذه الآية ليست توبيخ و أنما هي بيان للغاية ماذا معنى أنها ليست توبيخ أنما هي بيان للغاية ؟ مثلاً يسافر ابنك إلى الخارج أصدقاء له و أثناء السفر يحاولون أن يجروه إلى للانحراف يحاولون أن يجروه إلى المعصية هو يمتنع عن المعصية لكنه لا يقاطع أصدقائه يبقي العلاقة معهم لماذا ؟ خوفاً من وحدته في السفر لأنهم رفاقه يخاف منهم لذلك يبقي علاقته معهم فإذا رجع من السفر ماذا يقول له أبوه ؟ يقول له أبوه اقطع علاقتك معهم لقد كنت تخاف منهم فعليك الآن أن تخاف من الله الأب عندما يقول لابنه هذا الكلام هل هذا توبيخ لا يوبخه لأنه لم يصنع معصية أنما يريد أن يقول له خوفك انتهى وقته الآن رجعت من السفر أنت كنت خائفاً منهم لأنك مسافر معهم الآن بعد أن رجعت من السفر انتهى زمن الخوف منهم إذاً الآن ليس أمامك إلا الخوف من الله فعليك أن تقطع علاقتك معهم ، هذا يسمى بيان للغاية يعني انتهى زمان خوفك منهم و الآن زمان خوفك من الله عز و جل نفس الشيء في الآية قال تعالى:{وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ}. زينب بنت جحش أنها تزوجت زيد بن حارثة و صارت بينهم خلاف و زيد يأتي يشكي للرسول يقول يا رسول الله أتعبتني المرأة كل يوم تسبب لي مشكلة و النبي (ص) يأمره بالصبر و التحمل قال تعالى:{وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ " و هو زيد " وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ} ماذا كان يخفي النبي ؟ كان يدري أن زيد سيطلق زينب يوم من الأيام و أن النبي سيتزوجها بعد ذلك فالنبي كان يدري أن الطلاق سيحصل و أنه سيتزوج هذه المرأة يوم من الأيام أخبره الله بذلك لكنه أخفاه على الناس و الله سيحقق فيما بعد أنت الآن تخفيه أنت لماذا تخفيه و تخشى الناس خوفاً من الناس ، هل كان خوف النبي من الناس في محله أم كان خطأ ؟ كان في محله لأن النبي من الناس كان خوفاً على شخصه بل كان خوفاً على الدين و الرسالة ، لو أن النبي قال للناس أن زينب سوف يطلقها زوجها و أنا الذي سوف أتزوجها لطعن الناس في شخصيته قالوا هذا دليل على أنك تعشقها و تقوم بمحاولات و مؤامرات كي يطلقها زوجها ثم تتزوج بها أليس كذلك و إذا طعن في شخصية النبي ضاعت الرسالة و ضاع الدين لأن المناط في الرسالة هو وثوق الناس به إذاً انتهى وثوق الناس به ضاعت الرسالة إذاً إخفاء النبي كان في محله و خشية النبي كانت في محلها بما أن خشية النبي في محلها فلماذا يذمه الله و يقول :{وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ}لا هذا ليس ذماً إنما بيان للغاية ، يوم كانت زينب زوجة لزيد كانت خشيتك في محلها ,قال تعالى:{عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُواْ وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ}، ما مناسبة الآية ؟ عندما خرج الرسول إلى بعض الغزوات تخلف المنافقون في المدينة قالوا يا رسول الله اسمح لنا لا نستطيع الخروج معك لأن بيوتنا عورة و ليس لها كفيل نحن نجلس حماية لبيوتنا ، فأذن لهم النبي قال ابقوا أنا أخرج للجهاد وخرج و انتصر رسول الله فنزلت هذه الآية ، هذل لم يكن توبيخ لأن عدم خروجهم كان هو صحيح لو خرجوا لصارت مشكلة القرآن نفسه يقول:{ لَوْ خَرَجُواْ فِيكُم مَّا زَادُوكُمْ إِلاَّ خَبَالاً ولأَوْضَعُواْ خِلاَلَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ}، لو خرجوا معكم لأحدثوا لكم فتنة لأنهم ينشرون الأراجيف التي تثبط المسلمين عن القتال فخروجهم كان مفسدة و عدم خروجهم هو الصحيح إذاً إذن النبي لهم في البقاء كان في محله لأنهم لو خرجوا لأحدثوا فتنة فإذا كان إذنه لهم في محله لماذا يذمه الله و يقول الله :{عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ} هذا يسمى في العرف العربي في كتب البلاغة منهم علم المعاني و البيان و البديع في قسم البديع من البلاغة هذا يسمى أسلوب التوبيخ الغير مباشر إياك أعني و أسمعي يا جارة. مثلاً : مجموعة شباب جالسين يشاهدوا فلم خلاعي ويوجد واحد من المؤمنين واقف إلى جانبهم و أنظر إلى هؤلاء يمارسون معصية يشاهدون فلم خلاعي كيف أوبخهم ؟ أمامي أسلوبان تارة أوبخه توبيخ مباشر" يا شباب أنتم مسلمين و مؤمنين تخافون الله كيف ترتكبون مثل هذه المعصية وأنتم مؤمنون تخافون الله " تارة أستخدم التوبيخ الغير مباشر " أتكلم لهذا المؤمن الذي ليس له ذنب و إنما مر ووقف ما وقف كي يشاهد وقف لحاجة فأضربه على كتفيه و أقول له الله يسامحك لماذا لم تنههم الله يسامحك لماذا لم تقل لهم وهو ما صنع شيئاً ولا ارتكب ذنباً فيفهمون أن التوبيخ لهم و إنما أنا استخدمت أسلوب غير مباشر وبخت شخصاً وأنا أريد جماعة أخرى هذا يسمى أسلوب توبيخ غير مباشر" إياك أعني و أسمعي يا جارة هذا ماحصل بنسبة للنبي المصطفى محمد (ص) فإن الله لا يوبخه على أنه أذن لهم في البقاء فإن إذنه في محله ولكن عندما قال:{عَفَا اللّهُ عَنكَ لِمَ أَذِنتَ لَهُمْ } هو يوبخهم على كذبهم في عدم الخروج بأسلوب غير مباشر إذاً هذا ليس توبيخاً للنبي (ص) نأتي إلى الآية الثالثة :{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاتَ أَزْوَاجِكَ}، إذا قرأنا الآية بالظهور البدوي سوف نقول بأن النبي ليرضي زوجاته يحلل ويحرم و إذا قرأنها بالظهور الموضوعي نفهم أنها إشفاق و ليست عتاب فرق بين العتاب و الإشفاق. أنا إذا رأيت ولدي أو ابنتي منكبه على المذاكرة 8 ساعات أقول لها لماذا تتعبين نفسك لماذا لا تستريحين هذا يسمى إشفاق ، النبي (ص) حدثت مشاكل بين زوجاته وبعض زوجاته تقول إليه أنت متحيز تتحيز إلى بعض الزوجات دون بعض وتجلس إلى بعض الزوجات أكثر فالنبي من أجل أن يحقق توازن بين زوجاته أوجد توازن لا يوقع بعض زوجاته لفترة معينة حتى يتحقق التوازن في النفسيات بين زوجاته هذا قسم صحيح وفي محله النبي لم يرتكب أي خطأ اقسم قسماً صحيحاً والهدف من هذا القسم هدف مبرر هدف معقول وهو تحقيق التوازن بين الزوجات،الله سبحانه لما يعاتبه ولم يذمه وإنما أشفق عليه كما قال الله تعالى:{ لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ}و في آية أخرى{وَلَا تَحْزَنْ عَلَيْهِمْ وَلَا تَكُن فِي ضَيْقٍ مِّمَّا يَمْكُرُونَ}هذه الآيات كلها إشفاق على النبي . الإسلوب الرابع: إسلوب الإستفادة : الله تعالى يقول لنبي:{وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ} فهل كان للنبي اي ذنوب؟ هناك نقطة في علم العرفان يعبر عنها بالحب الغيري ويقسمون الحب إلى حب ذاتي و حب غيري . ما هو الفرق بين حب الأم لولدها و حب الزوج لزوجته ؟ حب الأم لولدها لايقاس به أي حب ابداً وهو حبٌ غيري وأن الإم تحب لولدها أكثر مما تحب نفسها و تفدي نفسها في سبيل ولدها وهو حبٌ فنائي و غيري بينما حب الرجل لزوجته فهو يحبها لأنها تشبع عاطفته و لو أن المرأة لم تشبع عاطفتة لم يحبها لانه يحب نفسه و لأنه يحب نفسه يحب زوجته فهذا الحب الذاتي. حبنا لله حب ذاتي وليس حب غيري ،لماذا نحن نحب الله ؟ لأنه يرزقنا و يوفر لنا جنة عرضها السموات و الارض فنحن نحبه لأننا نحب أنفسنا ، بينما حب الأولياء و المقربين لله حبٌ غيري و فنائي فهم يحبون الله ولا يحبون أنفسهم إلا لأنها بيد الله ولا يحبون أنفسهم مع الله حب الله عندهم هو المقياس و المقدم، فالحب الغيري له أثار . الله تبارك وتعالى يقول للنبي انت تحبي حباً غيرياً و هل يغفل العاسق عن المعشوق ، فالعاشق يعتبر أنه بمجرد غفله دقيقة واحده من معشوقه خسارة و تقصير و ذنب لأنه غفل عن معشوقه فالله تبارك وتعالى يقول للنبي أنت لم تصنع معصية ولا خطأ ولكن لو اضطرات للإنشغال عني لحظة واحده فإن اشغالك عني يعتبر خسارة في النبي يضطر أحياناً للنوم فهو بشر فالله يعتبر نوم النبي ذنباً و خسارة لأن نومه شغله عن الله تبارك وتعالى . ولهذا قال النبي (ص) : أنه ليغان على قلبي أن أنشغل عن معشوقي فاستغفر الله كل يوم سبعين مرة " هذا معنى قول " حسنات الأبرار سيئات المقربين "إذاً القرآن ما ذم النبي ابداً وإنما وضعه في القمة قال تعالى:{وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ },قال تعالى:{ لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ}،فكما أثنى على النبي أثنى على النسب الطاهر للنبي قال تعالى:{ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً}،هذا النسب الطاهر الذي أثنى عليه القرآن افتخر به الحسين يوم عاشوراء حيث قال ألست إبن بنت نبيكم و ابن وصيه و أول المؤمنين بالله ... (وصلى الله على محمد وآل محمد الطيبين الطاهرين) ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |