![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بحث في مسائل ليلة القدر ج2 "شبكة المنير "
حديثنا فعلاً في الفقرة الأولى ، من الآية الأولى من هذه السورة المباركة وهو قوله تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْله الْقَدْرِ} . و الحديث فعلاً في عدة محاور: المحور الأول : واقع وحقيقة اتصال النبي (ص) بعالم الوحي و عالم الغيب ، القرآن الكريم يقول :{نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (193) عَلَى قَلْبِكَ},فهناك اتصال بين قلبه و بين العالم الآخر ( عالم الوحي ) ،قال تعالى:{ وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحاً مِّنْ أَمْرِنَا},هذا الاتصال بين قلبه وبين الوحي ، هل هو اتصال حسي أم حدسي ؟ كثير من الباحثين تحدثوا عن الوحي وقالوا أن الوحي إتصال حدسي ، بمعنى أن الأنبياء هم مجموعة من النوابغ و العباقرة ، و النابغة عندما يتكامل في نبوغه و يترقى في عبقريته و سمو ذهنه يصل إلى درجة من النبوغ و العبقرية أن تتجلى له كثير من المعلومات ، الوحي و القرآن, و التوراة, و الإنجيل, و الزبور, وصحف إبراهيم ,و موسى كلها تجليات أي أن هؤلاء الانبياء وصلوا إلى درجة من التكامل الذهني و الاستعداد لفكري إلى أن تجلت لهم بعض المعلومات و الأفكار ، فالمسألة مسألة حدسية ( يعني استنتاج ) ، استنتجوا هذه المعلومات و استنبطوا هذه الأفكار نتيجة تكاملهم الذهني و قوتهم الفكرية ، وليست المسألة أن هناك وحياً أو إلهاماً ، أو أن هناك ملَك يقرأ شيئاً و يسمعه و يتلقاه و يستقبله لا... المسألة مسألة حدسية مسألة استنتاج , استنباط ليس إلا . بينما المقرر عندنا في الشريعة الإسلامية أن الوحي مسألة حسية و إتصال حسي , إتصال وجداني تماماً كما أن الأنسان إذا احتضنتة أمه يتصل قلبه بقلب أمه اتصالاً وجدانياً , حسياً يشعر بحبها , بحنانها , بدفئها شعوراً وجدانياً , حسياً . اتصال قلب النبي الأعظم محمدٌ بجبرائيل وهو يفرغ عليه كلام الله هو اتصال حسي , وجداني وليس مسألة استنباط واستنتاج .. لماذا ؟ لماذا نحن نطرح هذه النظرية وهذه الفكرة قال تعال:{وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ} نحن نقول لعدة وجوه: الوجه الأول : النبوغ تتفاوت أوقاتة وتتفاوت درجاتة , فـالشخص النابغة والشخص العبقري كلما مر به الزمن تتفاوت درجة تفكيرة بمعنى أنه هذا الشخص النابغة والشخص العبقري إذا ضل يتحدث ويتكلم لمدة ثلاثين سنة أو لمدة أربعين سنة , آلا يرى تفاوت بين فكرة في أول ثلاثين سنة وفي آخر ثلاثين سنة ؟ طبعاً واضح . مقتضى النبوغ الإنساني ومقتضى العبقرية الأنسانية هو التفاوت في مستوى النبوغ والتفاوت في مستوى الفكر والتفاوت في مستوى الطرح , هذا الشخص النابغة الذي يتحدث ثلاثين سنة أربعين سنة أما يتكامل أو يتنازل , لا يمكن أن يتحدث بنفس فكري واحداً لمدة ثلاثين سنة غير ممكن , النفس البشرية بطبيعتها إما أن تتطور أو تتنازل , إما أن يكبر سنة فيتنازل فكرة ومقدار تأمله وإما أن تزداد خبرتة ويزداد نضجة فيصبح أكثر قوت ودقة وهذا امراً طبيعي في النفس الأنسانية . إذاً لو كانت المسألة مسألة حدسية و أفكار استنتجها صلى الله عليه وآله وغيره من الأنبياء أو مسألة معلومات تجلت له نتيجة النبوغ وقوة الذهن لرأينا أنة منذ أول آية من القرآن ولمدة ثلاث وعشرين سنة إلى آخر مانزل من القرآن لرأينا تفاوتاً في المستوى الفكري للقرآن لأنه عبارة هذا عن تجليات, وعبارة عن استنتاجات, واستنباطات لرأينا أن القرآن بأنفاس مختلفة وبدرجات متفاوتة بحسب المستوى الفكري وبحسب النفس اللغوي والأدبي للقرآن , معا أننا لو قرأنا القرآن قرأةً تحليلية نجد أن هذا الكلام نفساً واحده ولغة واحده ودرجة من البلاغة واحدة و مستوى من الفكر والدقة والطرح واحد لمدة ثلاث وعشرين سنة . وحده اللغة ووحدة المستوى الفكري كاشفاً عن أنة المسألة ليس مسألة تجليات واستنباطات وإنما المسألة مسألة إلهام ووحي , هذا وحي نزل من موجوداً واحداً ذي فكراً واحداً ولغة واحداً ونفساً واحد لذلك حافظ هذا القرآن على هذا النفس الواحد قال تعال:{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَـذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيراً} ,قال تعالى:{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفاً كَثِيراً ) والأختلاف يعني التفاوت في المستوى ودرجة الطرح}. الوجه الثاني : طبيعة النبوغ لايمكن أن يكون أمراً شمولياً فالبشر خلقوا بقدرات مختلفة البشر جبلوا على طاقات متفاوتة وهذا من الطرق التي يستدل بها على وجود الله تبارك وتعالى ,ورد في الحديث الشريف عن النبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم " (الطرق إلى الله بعد أنفاس الخلائق ) مامعنى أنفاس الخلائق ؟ يعني هذا النفس اللذي نتنفسة ؟! هذا الهواء اللذي يدخل إلى الرئة ويخرج ؟ لا, النفس يعني الطاقة لكل موجود نفس يعني لكل موجود طاقة ,كل طاقة من هذة الطاقات البشرية هي طريق إلى الله كل إنسان يمتلك طاقة في داخله وهذه الطاقة هو طريقة إلى الله ,خلقك وأعطاك الطريق إلية في قلبك وفي طاقتك , قال تعالى:{سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ} كل نفس إنسانية تمتلك طاقة تختلف عن الشخص الآخر وطاقتك هي دليلك على الله وطاقتك هي طريقك إلى الله, لو رجعت إلى طاقتك لوجدت دليلاً واضحاً على الله تبارك وتعالى . هناك من يمتلك طاقة فكرية وهناك من يمتلك طاقة بدنية وهناك من يمتلك طاقة إدارية وهناك من يمتلك طاقة أدبية ,كل شخص له طاقة هي دليله وهي طريقة إلى الله تبارك وتعالى والطاقة الفكرية أيضاً تختلف , هناك إنسان ينبغ في الهدنسة خلية في الطب يفشل ! وهناك إنسان عبقريتة في الطب خلية في الفن والرسم يفشل ! . لكل شخصاً طاقة تتناسب مع مجال معين ومع افق معي ومع نقطة معينة , لايمكن ان يكون للإنسان عبقرية شمولية بمعنى أنة نابغة عبقرياً في كل مجالاً بشرياً وفي كل مجالاً يطرقة وفي كل مجالاً يدخل فيه فهذا غير ممكن , فالطاقات متفاوتة . قال تعالى:{نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضاً سُخْرِيّاً}. إذاً لو كان الوحي تجليات ولو كان الوحي نتائج نبوغ ونتائج عبقرية لرأينا أن هذا الشخص أبدع مثلاً: في مجال القانون فقط لأنة نابغة في مجال القانون أو لرأينا هذا الشخص الذي هو النبي " صلى الله عليه وآله وسلم " قد أبدع في مجال الفلك مثلاً لأنة نابغة في هذا المجال أما وقد أتانا بكتاب يتحدث عن الفلك ويتحدث عن القانون ويتحدث عن مجال التربية والتنشأة الأخلاقية والروحية ويتدث عن مادة تاريخية للقصة الأنسانية من أول يوماً وهو يوم آدم إلى يوم النبي محمد " صلى الله عليه وآله وسلم " , هذة الشمولية وهذا الأستيعاب لمختلف الاطراف لاينسجم مع كون هذا النبوغ نبوغاً بشرياً لو كان نبوغ بشرياً لأبدع في جهةً وظهر وبرزا في جهةً , أما هذا الشمول وهذا الأستيعاب لمختلف الحقول ولمختلف الفنون كاشفاً عن كون المسألة مسألة غيبية و ملكوتية قال تعالى:{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ} لو المسألة مسألة نبوغ كان انت من أول كنت تقرأ وتكتب وتدرس وتجتمع بالمثقفين والأدباء وتمارس عالم الثقافة وتمارس عالم الفكر إلى أن وصلت إلى هذا المستوى , أنت قبل هذا لم تكن في هذا الوادي قال تعالى:{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍوَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}. لو كنت مشغول بعالم الثقافة ومشغول بعالم الأدب قبل نزول الوحي لحصل الريب في كلامك وحصل الريب فيما أتيت به و لكنك لم تكن في هذا الصدد إطلاقاً قال تعالى:{بِيَمِينِكَ إِذاً لَّارْتَابَ الْمُبْطِلُونَ}, إذاً شمولية القرآن دليلاً آخر على أنة وحي ملهم من قبل الله تبارك وتعالى وليس إستنتاجاً من شخصاً نابغة , ما علاقة النبوغ بالتاريخ ؟ إذا الشخص اكتشف التاريخي يصبح نابغة يعني ؟ , التاريخ ليس له علاقة بالنبوغ , فالتواريخ حوادث وقعت ! ماهي علاقة النبوغ بالتاريخ ؟ المسألة لو كانت مسألة نبوغ فكيف استطاع هذا الإنسان أن يتحدث عن قصة إنسانية وماحصل لآدم ,ونوح ,وإبراهيم ,وموسى, وعيسى وذي الكفل, واليسع ,وفلان , ماهي علاقة هذا بالنبوغ ؟ لو الإنسان يصل أعلى درجات النبوغ لايكتشف التاريخ , لأن التاريخ مجرد حوادث زمنية متسلسلة ومتوالية لا علاقة لها بالنبوغ . إذاً الحديث عن القصة الأنسانية حديث عن غيب وحديث عن واقع حصل وهذا لا ينسجم مع كون المسألة مسألة حدسية ومسألة استنتاج ومسألة استنباط وإنما يتلائم مع كونه وحياً ملهماً به من قبل الله تبارك وتعالى . الوجه الثالث : لاحظو أن القرآن الكريم يركز على كلمة الكتاب ودائماً يقول كتاب قال تعال:{ذَلِكَ الْكِتَابُ لاَ رَيْبَ فِيهِ},قال تعالى:{وَمَا كُنتَ تَتْلُو مِن قَبْلِهِ مِن كِتَابٍ وَلَا تَخُطُّهُ بِيَمِينِكَ} فالتركيز على كلمة الكتاب ورائة هدف , دائماً يركز بأن هذا القرآن كتاب فالتركيز على أن القرآن كتاب هناك هدف وراء هذا التركيز و وراء هذا الأصرار ماهو ؟ طبيعة الكتاب , إن انت تريد أن تكتب كتاب ماذا يحدث ؟ , عندما تريد أن تنشئ كتاب وتكتب كتاب يعني كل يوم تحكي حكاية ؟ وتقول هذا كتاب !؟ , هذا لايسمى كتاب هذه تسمى افكار متنافرة , الكتاب وحده مترابطة بمعنى أن الكتاب له أهداف مرسومة وله قواعد عامة وله تفاصيل تعود إلى القواعد العامة وفي إطار الأهداف المرسومة والمحددة , الكتاب وحده فكرية تجمع أفكار متعدددة ومختلفة , فالكتاب يختلف عن الكلام المتناثر . مثلاً:أفترض أن هذا إمام مسجد في كل يوم يلقي خطبه , وبعد ذلك يجمعون الخطب ويجعلونها كتاب ؟ الكتاب يحتاج إلى وحدة فكرية و الكتاب لايكون موضوعات متناثرة أو موضوعات مختلفة الكتاب بحسب المصطلح العربي وبحسب العرف العربي الكتاب يعني هدف معين مرسوم وهناك قواعد عامة وهناك تفاصيل تعود إلى هذة القواعد العامة على ضوء الهدف الواحد المحدد لهذا الكتاب . إذاً الكتاب يعني ترابط ويعني منظومة فكرية يكمل بعضها بعضاً ويتبع بعضها بعضاً , لو كانت المسألة نبوغ هناك شخص يكتب كتاباً ثلاث وعشرين سنة , لنفترض جدلاً هذا النبي "صلى الله عليه وآله وسلم " منذ أول يوم إلى الدعوة إلى آخر يوم قاعد يكتب كتاب ويألف في كتاب لو كان هذا الكتاب منة ومن إستنتاجة ومن وضع ذهنة لما رأينا المنظومة الفكرية التي يتألف منها القرآن الكريم منظومة منسجمة بعضها يكمل بعض قال تعالى:{مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ}يعني في قواعد عامة , الأم يعني القواعد فيه آيات محكمات هن أم الكتاب بمثابة القواعد وآخر متشابهات هذه المتشابهات تعود إلى المحكمات قال تعالى:{وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ}. تأويله يعني إرجاع متشابهاته إلى محكماته لأنة هو منظومة فكرية واحدة لا يمكن أن تعرف المتشابه حتى ترجع إلى المحكم . منظومة فكرية واحدة , هذة الفكرة المنظومية الواحدة لو كانت تجلياً بشرياً لرأينا التشتت بين أفكارها لايمكن أن تكون متوحده ومتقاربة وهذا دليل القرآن دليلاً على أنة كتاب منزل من السماء وكتاب منزل من قبل الله تبارك وتعالى على قلب النبي محمد "صلى الله عليه وآله وسلم " هذا هو المحور الأول من حديثنا . ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |