والقسم الثاني: (علل نشأة المذهب الاثني عشري):
والقسم الثاني: (علل نشأة المذهب الاثني عشري):
لقد ثبت لنا في الحقيقة السادسة (حقيقة الإمامة في المذهب الاثني عشري) بالأدلة النقلية من الكتاب والسنّة أنّ علل وأسباب تمسك الاثني عشرية بالأئمة الاثني عشر يرجع إلى الأدلة القوية من الكتاب والسنّة، ومن ثَمّ فمن السذاجة أنْ نبحث عن علل ولاء الاثني عشرية للأئمة الاثني عشر قبل دراسة (الحقيقة السادسة). ومشكلة منهج الوهابية في دراسة الاثني عشرية أنّهم يبحثون عن هذه الحقيقة الثامنة قبل البحث عن الحقيقة السادسة.
إنّه إذا ثبت أنّ قضية التشيع والولاء والتمسك بالأئمة الاثني عشر ثابتة بحديث الثقلين وحديث الاثني عشر، وثبت أنّ التمسك بهم يأتي في الدرجة الثانية بعد التمسك بالقرآن والسنة؛ فلا بد من التمييز بين علل تشيع وولاء الاثني عشرية للأئمة الاثني عشر، وبين علل غلو فرق الغلاة في الأئمة الاثني عشر. والذين لا يميزون بين هذين النوعين المختلفين من العلل هم المصابون بـ (مشكلة الخلط بين الاثني عشرية وبين فرقة الغلاة)، ومن ثمَّ فهم بحاجة إلى </span>الصفحة 164 دراسة المرحلة الأُولى من هذا الكتاب قبل أنْ يبحثوا عن علل تشيع وولاء الاثني عشرية للأئمة الاثني عشر، ومن هنا يأتي أهمية الترتيب الفكري والمنهجي في هذا الكتاب(1).
إنّه بعد أنْ ثبت لنا من خلال الحقائق السبع السابقة أنّ أدلة الاثني عشرية ترجع إلى الكتاب و السنّة، ويكفي أنْ نقرأ كتب أُصول الفقه عند الاثني عشرية، حينئذ سوف تجعلنا هذه الأدلة نؤمن بأنّ القرآن الكريم هو الأساس الأوّل في طرح كل تلك الحقائق السبع عند الاثني عشرية، وتأتي بعد القرآن الكريم الأحاديث الصحيحة. وما دام أنّه قد ثبت في الحقيقة الأُولى (حقيقة الالوهية والنبوة) عند الاثني عشرية أنّها مستلهمة من القرآن والسنّة، وهكذا؛ في الحقيقة الثانية ثبت أنّ الشرائع والأحكام مستلهمة من القرآن والسنة، وهكذا؛ إلى الحقيقة السابعة.. بعد أن ثبت كل ذلك فلا بد أنْ يتبين ويتضح لنا نوع (علل ولاء الاثني عشرية للأئمة الاثني عشر) التي تتفق مع سنخية القرآن والسنّة.
* * * *
____________
(1) درسنا هذه الحقيقة ا لهامة في الفصل الثاني من الباب الثالث في كتاب (رحلتي من الوهابية إلى الاثني عشرية).
الصفحة 165
|