![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
#1
|
|||||||
|
|||||||
![]()
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم بقائمهم حكمة التدرج في نزول القرآن الكريم وسئل في الندوة عن ما هي حكمة التدرُّج في نزول القرآن ؟ فكان مما أجاب : ولذلك نقول : إنَّ القرآن الكريم نزل على دفعات حتى يُثبِّت الله الذين آمنوا وحتى يُثبِّت نبيه ، وليس معنى ذلك أنَّ النبي كان يعيش الاهتزاز في نفسه ، ولكن من أجل يُحرِّك وعيه في خطِّ التجربة ، ليكون الوحيُّ متطابقاً مع التجربة .[240] أقول : إنَّ الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله أكملُ الخلق وسيِّدُ الأنبياء وإمامُ الحكماء ورئيسُ العقلاء ، التامُّ الذي لا يخالطه نقصٌ مِنْ أيةِ جهة ، الكاملُ الذي لا يشوبه عيبٌ مهما صغر وحقر ، المسدَّد المؤيَّد ، وجه الله تعالى ونوره ، خازن علمه وحافظ سرِّه ، ومستودَع حكمته ، لا ينقصه فضل ولا حكمة ، مالك أزِمَّة العقل والحكمة ، تامُّ الجوهر والذات ، كامل الوعيِّ ، يعلم ما كان وما سيكون ، فلا تزيده معاشرةُ الناس وعياً ، ولا تُكسِبه التجربةُ فهماً 0 وهو صلَّى الله عليه وآله ليس ممن يكون وعيه في خطِّ التجربة أقوى وأشدَّ مما يكون مع عدمها 0 فأيُّ تحريك يُراد لوعيه أنْ يتحرَّك ، وأيَّةُ تجربة تلك التي يُراد له أنْ يستفيد تحريكاً لوعيه في خطها ؟! وهل كان صلَّى الله عليه وآله ينقصه شيء أوكانت التجارب لتفيده يقيناً ؟! وهل هو صلَّى الله عليه وآله مبلِّغٌ عاديٌّ ورجلٌ ينضج تِباعاً بحسب تحريكه لوعيه في خطِّ التجربة ؟ ولا أدري هل هذا التفسير ينسجم مع مقام سيِّدِ الخلق وأشرفهم ، أو يتوافق مع موقع مظهَر أسمائه تعالى ، وهو التام الكامل الذي خلق الله تعالى السماء والأرض وما بينهما لأجله وفي حبِّه ؟! ولا أدري ما هو مذهب السيِّد فضل الله في الأنبياء والأوصياء ، وما هو مقامهم عنده ؟ فالحديث الذي يُثبِت فضيلة لسادات الخلق يُنكِره إما بدعوى أنه مما لا يفهمه ، أو أنه ليس من أسلوب الأئمة ، أو أنه لا ينسجم مع مقامهم أو 000000، ولكنه من جهة ثانية ينسِب إليهم ما لا يرضى بعضُ العقلاء أنْ يُنسَب إليهم 0 وعلى أيٍّ فإنَّ أبناء البشر في الجملة ممن يحتاجون لأنْ يُحرِّكون وعيهم في خطِّ التجربة ، فالطفل مثلاً لا يصلح تعليمه إلا تدريجياً ، لذا ولأجل أنْ يُحرِّك وعيه في خطِّ التجربة وهو أنفع له يكون تعليمه – مقروناً مع التجربة الحيَّة على دفعات - أبلغَ في الأثر0 وهكذا الأشخاص العاديِّون ومَنْ يماثلهم أو يشابههم ، فإنَّ التدرُّجَ أمرٌ مطلوب ، وإذا ما كان مع تجربة يخوضون غمارها فإنَّ الفائدة المرجوَّة تكون أقوى وأثبت 0 ومن البداهة أنهم يحتاجون لأنْ يُحرِّكون وعيهم ليتحقق النضوج من جهة ، ويكمل الوعي من جهة ثانية ، وبالتالي فإنَّ الشعور والتعامل والتفاعل مع الأمر المُقنَّن سيكون بنحو أتم وأكمل . وهذا المعنى لا يُعقَل إمكانه ولا يُتصوَّر ثبوته في حقِّ سيِّدِ الخلق ، وحيث يكون أمراً معقولاً جداً في أشخاص المسلمين بل وأمراً قطعياً في حقِّ عموم البشر في الجملة ومستحيلاً في حقِّ الرسول الأكرم صلَّى الله عليه وآله ، فإنَّ مفاد الآية يكون : كذلك لنُثبِّت به فؤاد المسلمين والمؤمنين 0 فالخطاب بالتثبيت مُوجَّهٌ إلى المسلمين من خلال مخاطبة الحبيب صلَّى الله عليه وآله على ما يشبه طريقة إياك اعني واسمعي يا جارة . وقد روى الكليني في الكافي بإسناده عن عبد الله بن بكير عن أبي عبد الله عليه السلام قال : نزل القرآن بإياك أعني واسمعي يا جارة .[241] ------------ [240] الندوة 1 ص 223 ط الثانية 1417 - 1997 [241] الكافي 2 كتاب فضل القرآن باب 13ح 14 ص 630 ![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |