قصتان غريبتان للدكتور امين رويحة مع الاعشاب
القصة الاولى
[ قصتان غريبتان عن الاعشاب ]
التداوي بالأعشاب - الدكتور أمين رويحة - ص 9 - 10
خلق الله النباتات على الكرة الأرضية قبل أن تطأها قدم إنسان أو حافر حيوان ، لان النباتات هي الغذاء الأساسي لكل مخلوق حي وبدونه لا وجود للحياة . ومنذ أن خلق الله الانسان والحيوان وجدت الأمراض التي تنتابهما . وكما أن الله ، جل جلاله ، قد جعل النباتات غذاء لا تستغنى عنه الحياة ، فقد أوجد فيه أيضا الدواء للأمراض . وأعطى الحيوان الذي لا يعقل ولا يفكر غريزة الاهتداء إلى نوع النباتات الذي يشفيه من مرضه . وترك للانسان العاقل ان يهتدى إلى النباتات الشافية من الأمراض ، بالدراسة والتجارب والاستنتاج . وكمثال لذلك ، أروي فيما يلي حادثتين ،
الأولى منهما شاهدتها بنفسي ، والثانية من حقائق التاريخ في اكتشاف الكينا : كنت سجينا عند الانكليز في سجن ( سالسبوري ) عاصمة روديسيا الجنوبية في جنوب إفريقية ، وذات يوم كنت وبعض الزنوج من زملائي السجناء في مزرعة تابعة للسجن ، ومعنا عدد من الحراس الأوربيين والزنوج ، فشاهدت كلبا يطوف مهرولا في المزرعة منتقلا من عشب إلى آخر ، يشمه ثم ينصرف عنه ، حتى وقف عند عشبة وأخذ يأكل منها ، وعلى وجهه ملامح الامتعاض ، من ثمرها ، وهو حب بحجم الجوزة ، أصفر اللون . وبعد أن أكل بضع حبات منه خرج من المزرعة مسرعا . فاستغربت هذه الظاهرة خصوصا وأنا أعرف ان الكلاب من فصيلة الحيوانات آكلة اللحوم التي لا تأكل الأثمار والأعشاب ، فأخذت بضع حبات من الأثمار وعرضتها على ناظر المزرعة - وهو بويري خبير بالزراعة - وعلمت منه أنها أثمار سامة ، وان من أعراض التسمم بها ، القئ والاسهال ، فالكلب ما أكل منها إذن ، إلا وهو بحاجة إلى مسهل ينظف أمعاءه ، وقد اهتدى إليها بغريزته وميزها عن باقي الأعشاب الكثيرة التي ليس لها هذا التأثير .
|