![]() |
![]() |
![]() |
![]() |
.::||[ آخر المشاركات ]||::. |
![]() ![]() ![]() |
![]() |
|
![]() |
#5 |
خادم الحسين
![]() |
![]() نتيجة البحوث في الردة : وجدنا سيفا يبدأ أحاديثه في ما سماها بحروب الردة بقوله : كفرت الأرض بعد رسول الله ، وتضرمت نارا ، وارتدت العرب من كل قبيلة خاصتها أو عامتها إلا قريشا وثقيفا ! ثم ذكر حروبا لأبي بكر في ما سماها بأبرق الربذة ، وعقده أحد عشر لواء في ذي القصة لحروب المرتدين ، وذكر عهدا من أبي بكر لأمرائه ، وكتبا إلى القبائل ، وذكر أخبارا عن ردة طي ، وأم زمل ، وردة الأخابث في الأعلاب وردتين لليمن وذكر غيرها مما سماها بحروب الردة ، ذكر فيها قتالا شديدا وكثيرا من القتلى والأسرى ، وذكر أراجيز قيلت في وقائعها . اختلق جميعها ، كما اختلق أبطالا لمعاركها ، وشعراء وصفوا حوادثها ، مثل : زياد بن حنظلة ، وخطيل بن أوس ، وحميضة بن النعمان ، وعثمان بن ربيعة ، وطاهر بن أبي هالة . واختلق أراضي ذكر وقوع الحوادث عليها مثل : أبرق الربذة ، والحمقتين وجيروت ، وخيم ، ورياضة الروضات ، والصبرات ، واللبان ، والمر ، ونضدون وينعب . واختلق رواة روى عنهم تلك الأساطير كسهل بن يوسف ، وعروة ابن عزية والمستنير ، وغيرهم . ‹ صفحة 71 › وأكد بتلكم الموضوعات فريته الكبرى في أول الباب ، وقوله : تضرمت الأرض نارا بعد رسول الله ( ص ) وارتدت العرب من كل قبيلة . وترينا النتف التي أوردناها من أحاديث سيف كيف أظهر سيف الجزيرة العربية بعد النبي ، وكأنها تغلي بالمرتدين في كل صقع ، وأن الاسلام لم يكن راسخا في نفوس تابعيه ، وأنهم رجعوا إلى الاسلام بحد السيف ، فقد قتلوا منهم حتى أنتنت السبل من جيفهم ، وأسروا من بقي ، وسيروهم قوافل أسرى إلى مدينة الرسول ! لم يستثن سيف من تهمة الارتداد قبيلة من قحطان أو عدنان عدا قريشا وثقيفا ، ويبدو أنه احتفظ بهما لتقاتلا من عداهم من قبائل الجزيرة العربية . وما أوردنا من أحاديثه في الردة في ما سبق غيض من فيض ، قصدنا بها إلمامة قصيرة فإن مناقشة جميعها باستيعاب تحتاج إلى مؤلف ضخم يخرج بنا عن موضوع البحث . وراجت أكاذيب سيف ، وشاعت في مصادر التاريخ الاسلامي زهاء ثلاثة عشر قرنا ، ولم ينتبه العلماء إلى أكاذيبه كل هذه المدة ، بل استطابوها لأنه زينها بإطار من الثناء ، على أبي بكر ، نظير قوله : " لما مات رسول الله ( ص ) وتوجه أسامة لغزو تبوك ارتدت العرب عوام أو خواص بكل مكان ، وقدمت رسل النبي من اليمن واليمامة وبلاد بني أسد بأخبار المرتدين هناك ، فقال أبو بكر : لا تبرحوا حتى تجئ رسل الامراء والولاة بأدهى مما وصفتم وأمر ، فلم يلبثوا أن قدمت كتب أمراء النبي من كل مكان بانتقاض العامة أو الخاصة ‹ صفحة 72 › وتمثيلهم بالمسلمين ، فحاربهم أبو بكر بالرسل وإرسال الكتب إليهم كما كان يفعل رسول الله ، وانتظر قدوم أسامة لمصادمتهم " . وقوله : إن الولاة هربوا من المرتدين إلى المدينة وأخبروا أبا بكر بارتداد القبائل ، وأمروه بالحذر ، وجعلوا يخبرونه وكأنما يخبرونه بما له وما عليه فقالوا فيه : لم نر أحدا ليس رسول الله أملا بحرب شعواء من أبي بكر ، ثم قال سيف : قدمت عليه وفود أسد ، وغطفان ، وهوازن ، وطي ، وقضاعة ، ونزلوا على وجوه المسلمين لعاشرة من متوفى رسول الله ، ولم يبق من وجوه المسلمين أحد إلا أنزل منهم نازلا إلا العباس ، وعرضوا الصلاة على أن يعفوا من الزكاة ، واجتمع ملا من أنزلهم على قبول ذلك حتى يبلغوا ما يريدون ، ثم أتوا أبا بكر وأخبروه خبر الوفود وما أجمع عليه ملا الصحابة فأبى أبو بكر وأجلهم يوما وليلة فتطايروا إلى عشائرهم . وقوله في خروج أبي بكر إلى ذي القصة : " قال له المسلمون ننشدك الله يا خليفة رسول الله أن تعرض نفسك ، فإنك إن تصب ، لم يكن للناس نظام ، ومقامك أشد على العدو ، فابعث رجلا فإن أصيب أمرت آخر ، فقال : لا والله لا أفعل لأواسينكم بنفسي . . . " . وهكذا عرف سيف من أين تؤكل الكتف . فإن نظائر هذه الأحاديث هي التي حببت إلى العلماء روايات سيف المتهم عندهم بالزندقة ، فراجت ، ونسي غيرها من الروايات التي ذكرت حوادث عهد أبي بكر وأهملت . مصادر البحث : ( 1 ) الطبري ( 1 / 1871 - 1872 ) . ط . أوروبا . ‹ صفحة 73 › ( 2 ) راجع الطبري ( 1 / 1873 ) وقد ذكر ذلك سيف في أكثر من حديث . ( 3 ) الطبري ( 1 / 1878 ) . |
![]() |
أدوات الموضوع | |
انواع عرض الموضوع | |
|
|
![]() |
![]() |
![]() |