هذه الرسالة تفيد بأنك غير مسجل في :: منتديات ثار الله الإسلامي :: . للتسجيل الرجاء اضغط هنـا

facebook

.::||[ آخر المشاركات ]||::.
دورة : الهيكل التنظيمي للمستشف... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 16 ]       »     دورة : الهيكل التنظيمي للمستشف... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 18 ]       »     دورة : توصيل ونشر المعلومات ال... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 21 ]       »     دورة : تحليل وتقييم المخاطر وت... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 49 ]       »     دورة : إدارة منظومة العلاقات ا... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 49 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 35 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 36 ]       »     دورة : مشرف السلامة والصحة الم... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 30 ]       »     دورة : مهارات التفسير والتحليل... [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 31 ]       »     دورة : إدارة مخاطر المؤسسات [ الكاتب : فاطمة كريم - آخر الردود : فاطمة كريم - عدد الردود : 0 - عدد المشاهدات : 35 ]       »    



 
 عدد الضغطات  : 7851  
 عدد الضغطات  : 2944  
 عدد الضغطات  : 4873


الإهداءات



يتم تحميل بيانات الشريط . . . . اذا لم تظهر البيانات رجاء قم بتحديث الصفحة مرة اخرى
 
المشاركة السابقة   المشاركة التالية
#1  
قديم 06-06-2014, 10:07 AM
الفاروق الاعظم
مشرف عام
الفاروق الاعظم غير متواجد حالياً
لوني المفضل Cadetblue
 رقم العضوية : 3
 تاريخ التسجيل : May 2010
 فترة الأقامة : 5408 يوم
 أخر زيارة : 08-05-2022 (12:41 PM)
 المشاركات : 1,422 [ + ]
 التقييم : 10
بيانات اضافيه [ + ]
افتراضي بداية حركة الظهور المقدس



بداية حركة الظهور المقدس

تدل الأحاديث الشريفة على أن حركة الإمام المهدي وثورته المقدسة أرواحنا فداه ، تتم في أربعة عشر شهراً .
وأنه يكون في الستة أشهر الأولى منها خائفاً يترقب ، يوجه الأحداث سراً بواسطة أصحابه وأنصاره ، وفي الثمانية أشهر التالية يظهر في مكة ويتوجه إلى المدينة فالعراق فالقدس ، ويخوض معاركه معه أعدائه ، ويوحد العالم الإسلامي تحت حكمه ، ثم يعقد الهدنة مع الروم ، أي الغربيين . كما سيأتي .
وتؤكد الأحاديث على وقوع حدثين قبل حركة ظهور المهدي عليه السلام بنحو ستة أشهر يكونان بمثابة الإشارة الإلهية له بأن يبدأ الإعداد للظهور .
الحدث الأول : انقلاب في بلاد الشام بقيادة عثمان السفياني ، يرى فيه أعداء الأمة من اليهود والغربيين ، أنه خطوة مهمة في ضبط المنطقة المحيطة بفلسطين بيد زعامة موالية لهم ، تمنع العمليات العسكرية ضدهم ، وتقف في وجه تهديدات البلاد العربية وإيران للقدس .
أما الذين يعرفون أحاديث السفياني ، وأن أمره موعود على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله فيقولون صدق الله ورسوله ﴿ ... سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً ﴾ 1 ، ويعتبرونه مقدمة لظهور المهدي الموعود ، ويستعدون لنصرته عليه السلام .
والحدث الثاني : نداء من السماء إلى شعوب العالم يسمعونه جميعاً ، أهل كل لغة بلغتهم ، قوياً عميقاً رخيماً ، آتياً من السماء ومن كل صوب . . فلا يبقى نائم إلا استيقظ ، ولا قاعد إلا نهض ، ويفزع الناس من صيحته ويخرجون من بيوتهم لينظروا ما الخبر ! وهو يدعوهم إلى وضع حد للظلم والكفر والصراع وسفك الدماء ، واتباع الإمام المهدي عليه السلام ويسميه باسمه واسم أبيه !
وتذكر الأحاديث الشريفة أن أعناق البشر تخضع لهذه الآية الإلهية الموعودة ، لأنها تأويل قوله تعالى : ﴿ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾ 2 ، ولا بد أنه يعم العالم سؤال على ألسنة الناس وفي وسائل الإعلام : من هو المهدي ؟ وأين هو ؟
ولكن ما أن يعرفوا أنه إمام المسلمين ، من أهل بيت النبي صلى الله عليه وآله وأنه سيظهر في الحجاز حتى يبدؤوا بالتشكيك بالنداء المعجزة ، وبالتخطيط لضرب هذا المد الإسلامي الجديد ، وقتل إمامه المهدي عليه السلام !
أما المؤمنون بالغيب الذين سمعوا بأحاديث هذا النداء ، فيعرفون أنه النداء الحق الموعود ﴿ وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا ﴾ 3 ، وتكثر أحاديثهم عن المهدي عليه السلام ، والبحث عنه ، والاستعداد لنصرته .
وأصل أحاديث هذا النداء ، وأنه يدعو الناس إلى اتباع الإمام المهدي عليه السلام ويسميه باسمه واسم أبيه ، كثيرة في مصادر الشيعة والسنة ، ولا يبعد بلوغها حد التواتر المعنوي .
وقد رواها ابن حماد في مخطوطته في الصفحات 59 و 60 و 92 و 93 وغيرها . ورواها المجلسي في البحار ج 52 ص 119 و 287 و 289 و 290 و 296 و 300 وغيرها .
فعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( إنه ينادي باسم صاحب هذا الأمر مناد من السماء : الأمر لفلان بن فلان ، ففيم القتال ) 4 .
وعنه عليه السلام قال : ( هما صيحتان : صيحة في أول الليل ، وصيحة في آخر الليلة الثانية . قال هشام بن سالم فقلت : كيف ذلك ؟ قال : واحدة من السماء ، وواحدة من إبليس . فقلت كيف تعرف هذه من هذه ؟ قال : يعرفها من كان سمع بها قبل أن تكون ) 5 .
وعن محمد بن مسلم قال : ( ينادي مناد من السماء باسم القائم فيسمع ما بين المشرق والمغرب ، فلا يبقى راقد إلا قام ، ولا قائم إلا قعد ، ولا قاعد إلا قام على رجليه من ذلك الصوت ، وهو صوت جبرئيل الروح الأمين ) 6 .
وعن عبد الله بن سنان قال : ( كنت عند أبي عبد الله ( الإمام الصادق عليه السلام ) فسمعت رجلاً من همدان يقول له : إن هؤلاء العامة يعيروننا ويقولون لنا : إنكم تزعمون أن مناديا ينادي من السماء باسم صاحب هذا الأمر ! وكان متكئاً فغضب وجلس ، ثم قال : لا تروه عني ، واروه عن أبي ولا حرج عليكم في ذلك . أشهد أني سمعت أبي عليه السلام يقول : والله إن ذلك في كتاب الله عز وجل بين حيث يقول : ﴿ إِن نَّشَأْ نُنَزِّلْ عَلَيْهِم مِّن السَّمَاء آيَةً فَظَلَّتْ أَعْنَاقُهُمْ لَهَا خَاضِعِينَ ﴾ 2 ) 7 .
وعن سيف بن عميرة قال : ( كنت عند أبي جعفر المنصور فقال ابتداء : يا سيف بن عميرة لا بد من مناد ينادي من السماء باسم رجل من ولد أبي طالب . فقلت : جعلت فداك يا أمير المؤمنين ، تروي هذا ! قال : إي والذي نفسي بيده لسماع أذني له . فقلت : يا أمير المؤمنين إن هذا الحديث ما سمعته قبل وقتي هذا . قال يا سيف ، إنه لحق . فإذا كان ذلك فنحن أول من يجيبه ، أما إنه نداء إلى رجل من بني عمنا . فقلت : رجل من ولد فاطمة عليها السلام ؟ قال : نعم ، يا سيف لولا أني سمعته من أبي جعفر محمد بن علي ولو يحدثني به أهل الأرض كلهم ما قبلته منهم . ولكنه محمد بن علي ) ! 8 .
وفي مخطوطة ابن حماد ص 92 عن سعيد بن المسيب قال : ( تكون فتنة كان أولها لعب الصبيان ، كلما سكنت من جانب طمت من جانب ، فلا تتناهى حتى ينادي مناد من السماء : ألا إن الأمير فلان . وفتل ابن المسيب يديه حتى أنهما لتنتفضان فقال : ذلكم الأمير حقاً ، ثلاث مرات ) .
وفيها : ( إذا نادى مناد من السماء أن الحق في آل محمد ، فعند ذلك يظهر المهدي على أفواه الناس ، ويشربون حبه ، ولا يكون لهم ذكر غيره ) .
وفيها : ( حدثنا سعيد عن جابر عن أبي جعفر قال : ينادي مناد من السماء ألا أن الحق في آل محمد ، وينادي مناد من الأرض ألا إن الحق في آل عيسى أو قال العباس ، أنا أشك فيه ، وإنما الصوت الأسفل من الشيطان ليلبس على الناس . شك أبو عبد الله نعيم ) .
وفي ص 60 : عن ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( إذا كانت صيحة في رمضان فإنه يكون معمعة في شوال وتمييز القبائل في ذي القعدة ، وسفك الدماء في ذي الحجة . والمحرم وما المحرم ، يقولها ثلاثاً . هيهات هيهات يقتل الناس فيها هرجاً هرجاً . قال ، قلنا : وما الصيحة يا رسول الله ؟ قال هده في النصف من رمضان ليلة جمعة ، فتكون هدة توقظ النائم وتقعد القائم ، وتخرج العواتق من خدورهن . في ليلة جمعة في سنة كثيرة الزلازل ، فإذا صليتم الفجر من يوم الجمعة فادخلوا بيوتكم وأغلقوا أبوابكم وسدوا كواكم ودثروا أنفسكم وسدوا آذانكم ، فإذا أحسستم بالصيحة فخروا لله سجدا وقولوا : سبحان القدوس ، سبحان القدوس ، فإنه من فعل ذلك نجا ، ومن لم يفعل ذلك هلك )
إلى غير ذلك من الأحاديث الواردة في مصادر الفريقين .
أما النداء الأرضي المضاد الذي تذكره الأحاديث ، قد يكون نداء إبليس حقيقة كما نادى يوم أحد : قتل محمد صلى الله عليه وآله ، ويحتمل أن يكون نداء إبليس بواسطة أعوانه أبالسة الإعلام العالمي حيث تتوصل عبقرياتهم الى مواجهة الموجة الإسلامية العالمية التي يحدثها النداء بنداء مشابه مضاد .
وأما القتال الذي يدعو النداء السماوي إلى وقفه ، فلا يبعد أن يكون الحرب العالمية التي تقدم الحديث فيها ، وذكرنا أنها قد تكون على شكل حروب متعددة ، وفقاً لما تذكره الأحاديث من أنه في سنة الظهور تكثر الحروب في الأرض .
كما ينبغي الإلفات إلى وجود تفاوت بين الروايات في وقت النداء . فقد ذكر بعضها أنه يكون في شهر رمضان كما رأيت ، وذكر بعضها أنه يكون في رجب كما في البحار : 52 ص 789 ، وذكر بعضها أنه يكون في موسم الحج كما في مخطوطة ابن حماد 92 ، أو في محرم وبعد قتل النفس الزكية كما في ص 93 ، ويفهم من بعض الروايات أنها نداءات متعددة ، بل ينص بعضها على ذلك .
وقد أوصل أحد العلماء النداءات الواردة في مصادرنا الشيعية إلى ثمانية ، وهي قريب من ذلك في المصادر السنية ، لكن المرجح أنها نداء سماوي واحد في شهر رمضان ، وأن تصور عمله أنه يكون متعدداً نشأ من تفاوت الروايات في توقيته ، والله العالم .
***
بعد هاتين الآيتين ، أي بعد خروج السفياني في رجب ، والنداء السماوي في رمضان . . يكون بقي لظهور المهدي عليه السلام في محرم نحو ستة أشهر . وتذكر مصادر الحديث السنية عدداً من أعماله عليه السلام في هذه الفترة تتلخص باتصاله بأنصاره في المدينة المنورة ثم في مكة المكرمة ، والتقائه ببعض الذين يأتون من أقطار العالم الإسلامي يبحثون عنه ليبايعوه على شوق وتخوف ، ومنهم سبعة من العلماء من بلدان شتى يلتقون في مكة على غير ميعاد ، ويكون كل واحد منهم أخذ البيعة من ثلاث مئة وثلاثة عشر متديناً مخلصاً في بلده ، وجاء يبحث عن المهدي عليه السلام ليبايعه عن نفسه وعن جماعته ، طمعاً في أن يقبلهم المهدي عليه السلام ، فيكونون أصحابه الموعودين على لسان النبي صلى الله عليه وآله !
وتعتبر مصادرنا الشيعية هذه الأشهر الستة مرحلة الظهور الخفي بعد الغيبة الكبرى التامة ، وهي المقصودة بالحديث الوارد عن أمير المؤمنين عليه السلام : ( يظهر في شبهة ليستبين ، فيعلو ذكره ، ويظهر أمره ) 9 ، والمعنى أنه عليه السلام يظهر أولاً بالتدريج ، ثم يتضح أمره للناس ويستبين . ويحتمل أن يكون المعنى أنه يظهر بالتدريج لكي يختبر أمره واستجابة الناس له ويستبين ذلك .
ويدل على هذه الفترة أيضاً عدة أخبار أخرى فيها صحيح السند ، ومن أوضحها التوقيع الصادر منه عليه السلام إلى سفيره علي بن محمد السمري رضوان الله عليه قال : ( وسيأتي شيعتي من يدعي المشاهدة ، ألا ومن ادعى المشاهدة قبل خروج السفياني والصيحة فهو كذاب مفتر ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ) 10 . والمقصود بمن يدعي المشاهدة قبل هذين الحدثين من يدعي السفارة لصاحب الأمر عليه السلام ، وليس مجرد التشرف برؤيته دون ادعاء النيابة أو دون التحدث بذلك ، فقد استفاضت الروايات برؤيته عليه السلام من قبل العديدين من العلماء والأولياء الثقاة الأصحاء ، ولعل هذا سبب التعبير بنفي المشاهدة لا الرؤية .
ويدل التوقيع الشريف على أن الغيبة التامة الكبرى تنتهي بخروج السفياني والصيحة ، وأن الغيبة بعدها تكون اختفاء شبيهاً بالغيبة الصغرى مقدمة للظهور ، وأن الإمام عليه السلام يتصل فيها بأنصاره ، ويتشرف العديد منهم بلقائه ، وقد ينصب سفراء يكونون واسطة بينه وبين الناس .
بل يبدو من الرواية التالية أنه يظهر بعد خروج السفياني ثم يختفي إلى وقت ظهوره الموعود في محرم ، ففي رواية حذلم بن بشير عن الإمام زين العابدين عليه السلام : ( فإذا ظهر السفياني اختفى المهدي ثم يظهر بعد ذلك ) 11 ، ولاتفسير لها إلا أنه عليه السلام يظهر للناس بعد خروج السفياني في رجب ، ثم يختفي إلى وقت ظهوره في محرم . ولم تذكر الرواية هل يكون هذا الظهور قبل النداء السماوي أو بعده .
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( لايقوم القائم حتى يقوم اثنا عشر رجلاً كلهم يجمع على قول إنهم قد رأوه فيكذبونهم ) 12 ، ويبدو أنهم رجال صادقون بقرينة تعبيره عليه السلام عن إجماعهم على رؤيته ، وتعجبه من تكذيب الناس لهم ، أي عامة الناس .
ويظهر أن رؤيتهم له عليه السلام تكون في تلك الفترة التي يظهر فيها في خفاء ليستبين فيعلو ذكره ويظهر أمره .
وعلى هذا ، فمن المرجح أنه يقوم عليه السلام في تلك الفترة بدوره القيادي بشكل شبه كامل ، ويصدر توجيهاته في تلك الظروف الحساسة إلى دولة الممهدين اليمانيين والإيرانيين ،ويتصل بأنصاره أولياء الله تعالى في شتى بلاد المسلمين .
ومن أجل أن نتصور عمله في فترة الظهور الصغرى هذه ، نتعرض باختصار لعمله في غيبته . فقد ذكرت بعض الروايات أنه روحي فداه يسكن المدينة المنورة ، ويلتقي بثلاثين ، فعن الإمام الصادق عليه السلام قال :
( لا بد لصاحب هذا الأمر من غيبة ، ولا بد له في غيبته من عزلة ، ونعم المنزل طيبة ، وما بثلاثين من وحشة ) 13 .
وتدل روايات أخرى على أنه يعيش مع الخضر عليهما السلامفعن الإمام الرضا عليه السلام قال : ( إن الخضر شرب من ماء الحياة فهو حي لايموت حتى ينفخ في الصور ، وإنه ليأتينا فيسلم علينا فنسمع صوته ولا نرى شخصه ، وإنه ليحضر حيث ذكر ، فمن ذكره منكم فليسلم عليه ، وإنه ليحضر المواسم فيقضي جميع المناسك ويقف في عرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين ، وسيؤنس الله به وحشة قائمنا عليه السلام ويصل به وحدته ) 14 .
ويبدو من الرواية المتقدمة وغيرها أن هؤلاء الثلاثين من أصحاب المهدي عليه السلام يتجددون دائماً ، فكلما توفي منهم واحد حل محله آخر .
ولعلهم الأبدال المقصودون بالفقرة الواردة عن الإمام الصادق عليه السلام في دعاء النصف من رجب ، بعد الصلاة على النبي وآله صلى الله عليه وآله :
( اللهم صل على الأبدال والأوتاد والسياح والعباد والمخلصين والزهاد وأهل الجد والاجتهاد ) 15 .
ومن المرجح أن يكون لهؤلاء الأولياء الثلاثين وأكثر ، دور في الأعمال التي يقوم بها المهدي عليه السلام في غيبته . فقد دلت الأخبار المتعددة على أنه يقوم بنشاط واسع ، ويتحرك في البلاد المختلفة ، ويدخل الدور والقصور ، ويمشي في الأسواق ، ويحضر موسم الحج في كل عام .
وأن سر غيبته لا ينكشف إلا بعد ظهوره ، كما لم ينكشف وجه الحكمة في أعمال الخضر إلا بعد أن كشفها لموسى عليهما السلام .
فعن عبد الله بن الفضل قال : ( سمعت جعفر بن محمد ( الإمام الصادق عليه السلام ) يقول : ( إن لصاحب هذا الأمر غيبة لابد منها يرتاب فيها كل مبطل . فقلت له : ولم جعلت فداك ؟ قال : لأمر لم يؤذن لنا في كشفه لكم . قلت : فما وجه الحكمة في غيبته ؟ فقال : وجه الحكمة في غيبته وجه الحكمة في غيبات من تقدمه من حجج الله تعالى ذكره . إن وجه الحكمة في ذلك لاينكشف إلا بعد ظهوره كما لم ينكشف وجه الحكمة لما أتاه الخضر عليه السلام من خرق السفينة وقتل الغلام وإقامة الجدار ، لموسى عليه السلام إلا وقت افتراقهما .
يا ابن الفضل ، إن هذا أمر من أمر الله ، وسر من سر الله ، وغيب من غيب الله . ومتى علمنا أنه عز وجل حكيم صدقنا بأن أفعاله كلها حكمة ، وإن كان وجهها غير منكشف لنا ) 16 .
وعن محمد بن عثمان العمري رحمه الله قال : ( والله إن صاحب هذا الأمر ليحضر الموسم كل سنة ، يرى الناس ويعرفهم ، ويرونه ولا يعرفونه ) 17 .
وعن الإمام الصادق عليه السلام قال : ( وما تنكر هذه الأمة أن يكون الله يفعل بحجته ما فعل بيوسف ؟ أن يكون في أسواقهم ويطأ بسطهم وهم لايعرفونه ، حتى يأذن الله عز وجل أن يعرفهم نفسه ، كما أذن ليوسف حين قال : ﴿ ... هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ ﴾ 18 ﴿ قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي ... ﴾ 19 ) 20 .
وبناء على هذه الروايات وأمثالها فإن حالته عليه السلام في غيبته تشبه حالة يوسف عليه السلام ، ونوع عمله فيها من نوع عمل الخضر عليه السلام الذي كشف لنا القرآن بعض عجائبه .
بل يظهر منها أنهما يعيشان معاً ويعملان معاً عليهما السلام . والمرجح أن يكون كثير من أعماله بواسطة أصحابه الأبدال وتلاميذهم ، الذين تطوى لهم الأرض والمسافات ، ويهديهم ربهم بإيمانهم ، وبتعليمات إمامهم المهدي عليه السلام .
بل وردت الأحاديث الشريفة والقصص الموثوقة بطي الأرض والمشي على الماء ، وغيرها من الكرامات ، لمن هم أقل منهم درجةً ومقاماً ، من أولياء الله وعباده الصالحين .
نعم ، إن الله تعالى أجرى الأمور والأحداث بأسبابها ، من أكبر حدث في هذا العالم إلى أصغره ، ولكنه سبحانه يهيمن على هذه الأسباب ويتصرف بها كيف يشاء ، بما يشاء ، وعلى يد من يشاء من ملائكته وعباده .
وإن كثيراً من الأحداث والأمور التي يبدو لنا أنها حدثت أو تحدث بأسباب طبيعية ، لو انكشف لنا الواقع لرأينا فيها يد الغيب الإلهي . فعندما أراد شرطة الملك أن يأخذوا السفينة التي خرقها الخضر عليه السلام فوجدوها معيوبة وتركوها ، لم يلتفتوا إلى أن في الأمر فعلاً غيبياً !
وكذلك عندما عاش أبوا الغلام حياتهما بالايمان ، وقاما بما أراد الله تعالى منهما ، لم يعرف أن ابنهما لو بقي حياً لأرهقهما طغياناً وكفراً .
وعندما كبر اليتيمان ووجدا كنزهما محفوظاً تحت الجدار واستخرجاه ، لم يعرفا أن الخضر عليه السلام لو لم يبن الجدار لانكشف الكنز أو ضاع مكانه .
وإذا كانت هذه الأحداث الثلاثة التي كشف الله تعالى عنها في كتابه ، قد صدرت من الخضر في مرافقته القصيرة لموسى عليهما السلام ، فلنا أن نتصور أعماله الكثيرة التي يقوم بها في أيامه الحافلة وعمره المديد .
وقد ورد في الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله قوله : ( رحم الله ( أخي ) موسى ، عجل على العالم ، أما إنه لو صبر لرأى منه من العجائب ما لم ير ) 21 .
ولنا أن نتصور عمل الإمام المهدي عليه السلام في غيبته ، وهو أعظم مقاماً من الخضر عليه السلام برواية جميع المسلمين ، لأنه أحد سبعة روي إنهم سادات أهل الجنة وخيرة الأولين والآخرين ، فعن النبي صلى الله عليه وآله قال : ( نحن سبعة ولد عند المطلب سادة أهل الجنة : أنا ، وحمزة ، وعلي ، وجعفر ، والحسن ، والحسين ، والمهدي ) 22 .
فالله يعلم بما يقوم به المهدي عليه السلام ووزيره الخضر وأصحابه الأبدال ، وتلاميذهم أولياء الله ، من أعمال في طول العالم وعرضه ، وفي أحداثه الكبيرة والصغيرة .
ومن الطبيعي أن لاينكشف وجه الحكمة في غيابهم وعملهم عليهم السلام ، إلا بعد ظهورهم ، وكشفهم للناس بعض ما كانوا يقومون به في عصرنا والعصور السابقة . وقد يكون أحدنا مدينا لهم بعمل أو أكثر قاموا له به في حياته ، فضلاً عن مسار التاريخ وأحداثه الكبرى .
وينبغي الإلفات إلى أن هذه العقيدة بغيب الله تعالى وعمل الإمام المهدي والخضر والأبدال عليه السلام تختلف عن نظريات المتصوفة وعقائدهم في القطب والأبدال ، وإن كانت تشبهها من بعض الوجوه .
بل حاول بعضهم أن يطبقها على المهدي وأصحابه عليهم السلام .
قال الكفعمي رحمه الله في حاشية مصباحه ، كما في سفينة البحار مادة قطب : ( قيل إن الأرض لاتخلو من القطب وأربعة أوتاد ، وأربعين بدلاً ، وسبعين نجيباً ، وثلاث مئة وستين صالحاً . فالقطب هو المهدي صلوات الله عليه ، ولا تكون الأوتاد أقل من أربعة ، لأن الدنيا كالخيمة والمهدي كالعمود ، وتلك الأربعة أطناب .
وقد يكون الأوتاد أكثر من أربعة ، والأبدال أكثر من أربعين ، والنجباء أكثر من سبعين ، والصالحون أكثر من ثلاث مئة وستين . والظاهر أن الخضر وإلياس عليهما السلاممن الأوتاد ، فهما ملاصقان لدائرة القطب .
وأما صفة الأوتاد ، فهم لايغفلون عن الله طرفة عين ، ولا يجمعون من الدنيا إلا البلاغ ، ولا تصدر منهم هفوات البشر ، ولايشترط فيهم العصمة . وشرط ذلك في القطب .
وأما الأبدال فدون هؤلاء في المرتبة ، وقد تصدر منهم الغفلة فيتداركونها بالتذكر ، ولا يتعمدون ذنباً .
وأما الصالحون فهم المتقون الموصوفون بالعدالة ، وقد يصدر عنهم الذنب فيتداركونه بالإستغفار والندم ، قال الله تعالى : ﴿ إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَواْ إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِّنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُواْ فَإِذَا هُم مُّبْصِرُونَ ﴾ 23 .
ثم ذكر الكفعمي رحمه الله أنه إذا نقص واحد من إحدى المراتب المذكورة ، حل محله آخر من المرتبة الأدنى . وإذا نقص من الصالحين ، حل محله آخر من سائر الناس .
وما ذكره رحمه الله عن نبي الله إلياس عليه السلام ، وأنه من الأحياء الذين مد الله في عمرهم لحكمة يعلمها ، مطابق لما ذهب إليه بعض المفسرين في تفسير الآيات الواردة فيه عليه السلام ، وقد روي ذلك عن أهل البيت عليهم السلام وأن قد مد الله في عمره كالخضر عليهما السلام ، وأنهما يجتمعان في عرفات كل سنة ، وفي غيرها .
***
وأيّاً كان ، فالذي يفهم من الروايات الشريفة أن فترة الستة أشهر ، من خروج السفياني والنداء السماوي إلى ظهوره عليه السلام في محرم ، تكون حافلة بنشاطه ونشاط أصحابه عليهم السلام ، وتظهر للناس الكرامات والآيات على أيديهم وأيدي من يتصل بهم ، وأن ذلك سيكون حدثاً عالمياً يشغل الناس والدول على السواء .
أما الشعوب الإسلامية فتعمها موجة الحديث عن المهدي عليه السلام وكراماته واقتراب ظهوره ، ويكون ذلك تمهيداً مناسباً لظهوره .
ولكن تلك الفترة تكون أيضاً أرضية خصبة للكذابين والمشعوذين لادعاء المهدية ومحاولة تضليل الناس ! فقد ورد أن اثنتي عشرة راية تدعي المهدية ترفع قبل ظهوره عليه السلام ، وأن اثني عشر شخصاً من آل أبي طالب يرفع كل منهم راية ويدعو إلى نفسه ، وجميعها رايات ضلال ، ومحاولات دنيوية لاستغلال تطلع العالم إلى ظهوره عليه السلام .
فعن المفضل بن عمرو الجعفي عن الإمام الصادق عليه السلام قال سمعته يقول : ( إياكم والتنويه ، أما والله ليغيبن إمامكم سنيناً ( سبتاً ) من دهركم ، ولتمحصن حتى يقال مات أو هلك ، بأي واد سلك . ولتدمعن عليه عيون المؤمنين . ولتكفؤن كما تكفأ السفن أمواج البحر ، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه ، وكتب في قلبه الإيمان ، وأيده بروح منه . ولترفعن اثنتا عشرة راية مشتبهة ، لا يدرى أيٌّ من أي !
قال المفضل : فبكيت ، فقال ما يبكيك يا أبا عبد الله ؟ فقلت : كيف لا أبكي وأنت تقول ترفع اثنتا عشرة راية لا يدرى أيٌّ من أي ، فكيف نصنع ؟ قال ، فنظر إلى شمس داخلة في الصفة ، فقال : يا أبا عبد الله ترى هذه الشمس ؟ قلت : نعم . قال : والله لأمرنا أبين من هذه الشمس ) 24 .
أي لاتخشوا أن يشتبه عليكم أمر المهدي عليه السلام بأمر من يدعي المهدية ، لأن أمره أوضح من الشمس ، بآياته التي تكون قبله ومعه ، وشخصيته التي لا تقاس بالمدعين والكذابين .
***
ومن ناحية أخرى ، ستأخذ الدولتان الممهدتان له ، اليمانية والإيرانية موقعاً سياسياً هاماً في أحداث العالم وتطلعات شعوبه . وتكونان بحاجة أكبر إلى توجهاته عليه السلام .
على أنه يفهم من الروايات ومن منطق الأمور أن رد الفعل السياسي الأكبر على هذه الموجة الشعبية للمهدي عليه السلام ، سيكون من أعدائه أئمة الكفر العالمي وصاحبهم السفياني ، وسيتركز عملهم كما تذكر الروايات ، على معالجة وضع العراق والحجاز ، باعتبارهما نقطة الضعف في المنطقة .
أما العراق فيخشون من نفوذ الممهدين الإيرانيين فيه وضعف حكومته .
وأما الحجاز فيخشون من الفراغ السياسي فيه ، وصراع القبائل على السلطة ، ونفوذ الممهدين اليمانيين فيه .
والأمر الأهم في الحجاز أن أنظار المسلمين تتوجه نحوه ، وتنتظر ظهور المهدي منه ، حيث ينتشر بين الناس أنه عليه السلام يسكن المدينة ، وأن حركته ستكون من مكة ، فيتركز فعلهم السياسي والعسكري المضاد للمهدي عليه السلام على الحرمين ، ويبدأ السفياني حملته العسكرية على المدينة ، ويقوم باعتقال واسع لبني هاشم على أمل أن يكون المهدي من بينهم !
ولا بد أن يرافق دخول جيش السفياني للعراق والحجاز تحرك عسكري من الغربيين والشرقيين في الخليج والبحر المتوسط ، لأهمية المنطقة عالمياً .
والمرجح أن يكون نزول قوات الروم في الرملة ، ونزول قوات الترك في الجزيرة المذكورين في الروايات المتعددة ، في تلك الفترة ، أو قريباً منها . والله العالم .




رد مع اقتباس
 

أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

كود [IMG]متاحة
كود HTML معطلة




الساعة الآن 04:41 PM


Powered by vBulletin™ Version 3.8.7
Copyright © 2025 vBulletin Solutions, Inc. All rights reserved.
Support : Bwabanoor.Com
HêĽм √ 3.1 BY:
! ωαнαм ! © 2010
منتديات دعوة الاسلامية