المحاضرة الثالثة _ اقسام التفکر
هناك تفکر حسن وممدوح وتفکر مذموم.
اما الممدوح فقد مر علی مسامعك، وسنشیر الیه بنحو الاختصار. واما المذموم هو التفکر في ذات الله وقد وردت روایات کثیرة في هکذا تفکر من جملة تلك الاحادیث «من تفکر في ذاته تزندق» اي في معرفة الذات لان البشر محدود فلذا الوصول الی معرفة الذات محال لانه طلب شيء محالا حیث لم یصل الیه نبي ولا وصي .
یقول ابي الحدید المعتزلي:
فيك يا أعجوبة الكون غدا الفكر كليلا
أنت حيرت ذوي اللب وبلبلت العقولا
كلما أقدم فكري فيك شبراً فر ميلا
ناكصا يخبط في عمـياء لايهدي سبيلا
اذن الشيء الحسن هو التفکر في صفاته وما هو الممکن، لا التفکر في ذاته. کما في الحدیث الشریف «تفکر ساعة خیر عبادة سبعین سنة». وعن امیر المؤمنین علي علیه السلام « رحم الله امرء عرف من این وفي این والی این ». ولا ریببان الانسان خلق من العدم وهل یکون خلقه صدفة ولم یکن هناك خالق خلقه من العدم، فبعد التفکیر یری بان هذا یکون باطلا لانه ولو فرض انه کان خلقه صدقه ولم یکن هناك خالق خلقه ولکن ترکیبه وتنظیمه علی نحو الاحسن لا یمکن من صدفة بل لابد هناک من منظم «فتبارك الله احسن الخالقین» ولذا ورد في الحدیث «من عرف نفسه عرف ربه» ولقد ورد في معنی هذا الحدیث اقوال منها انه کما لا یمکن التوصل الی معرفة النفس لا یمکن التوصل الی معرفة الرب، ومنها انه ممکن ویحتاج الی حدوثه وبقائه. اذ یحتاج الی الغني بالذات . ومنها لو بعد التفکر علم بان جمیع المحامد یکون لله فلو حمد شخصا فهو في الحقیقة حمد الله لانه یکون من مظاهر الله.